نسب يسوع المسيح
اسماء علم من الكتاب المقدس بعهده القديم  الكتب المحتضنة

الايات  -  القديم  الجديد

الكتب - القديم 1 2 3 4    الجديد

العودة الى الاساس

     

داود

           لائحة بالكتب مع مضمون الفصول او الاصحاحات التي تحتضن هذه الكالمة الاسم.
 
  • بالون الاسود - يعني ان هذا الاسم المحتضن له علاقة بنسب يسوع المسيح
  • بالون الاحمر - يعني ان هذا الاسم المحتضن لا علاقة له بنسب يسوع المسيح
 
   الكتاب اسم الكتاب  الفصل    مضمون ...
1 10   كتاب صموئيل الثاني 001 داود
1- وبعد موت شاول وعودة داود من محاربة العمالقة مكث داود في صقلغ يومين.
2- واقبل رجل في اليوم الثالث من معسكر شاول بثياب ممزقة وراس معفر وخر عند قدمي داود ساجدا.
3- فساله داود: «من اين اقبلت؟» فاجاب: «من معسكر اسرائيل ناجيا بنفسي».
4- فساله داود: «ماذا جرى؟ اخبرني» فقال: «لقد هرب الجيش من ساحة القتال، وقتل جمع غفير منهم، ومات شاول وابنه يوناثان ايضا»
5- فساله داود: «كيف عرفت بموت شاول وابنه يوناثان؟»
6- فاجاب: «صادف انني كنت في جبل جلبوع عندما رايت شاول يتوكا على رمحه وعربات الاعداء وفرسانهم يتعقبونه.
7- ومالبث ان التفت وراءه. وحين شاهدني استدعاني اليه.
8- وسالني: من انت؟ فاجبت: عماليقي
9- فقال لي: قف علي واقتلني لانني اقاسي من فرط الالم، والحياة مازالت تسري في جسدي.
10- فوقفت عليه وقتلته، لانني ادركت انه ميت لا محالة بعد سقوطه، فاخذت الاكليل الذي فوق راسه والسوار الذي على ذراعه واتيت بهما الى سيدي».
11- فمزق داود ورجاله الذين معه ثيابهم.
12- وندبوا وناحوا وصاموا الى المساء على شاول وعلى بني اسرائيل الذين قتلوا في المعركة.
13- ثم قال داود للرجل الذي ابلغه النبا: «من اين انت؟» فقال: «انا ابن رجل غريب، عماليقي»
14- فقال داود: «كيف جرؤت ان تمد يدك لتقتل الملك مختار الرب؟»
15- وامر داود احد رجاله قائلا: «تقدم، واقتله». فاغمد فيه سيفه فمات.
16- وقال داود: «دمك على راسك، لان فمك شهد عليك بعد اعترافك انك قتلت مختار الرب».
 
17- ورثا داود شاول وابنه يوناثان بهذه المرثاة،
18- وامر ان يتعلمها بنو يهوذا، وهي بعنوان: «نشيد القوس» المدونة في سفر ياشر.

19- «مجدك، مجدك يااسرائيل صريع فوق روابيك. كيف تهاوى الابطال؟
20- لا تخبروا في جت، ولا تبشروا في شوارع اشقلون، لئلا تفرح بنات الفلسطينيين، لئلا تشمت بنات الغلف.
21- ياجبال جلبوع، لا يكن عليكن طل ولا مطر، ولا حقول تغل محاصيل تقدمات، لان هناك تهاوى ترس الابطال. ترس شاول لم يعد يلمع بالزيت.
22- من دم القتلى، ومن لحم الشجعان لم يرتد قوس يوناثان، وسيف شاول لم يرجع مخفقا.
23- شاول ويوناثان المحبوبان، ومثارا الاعجاب في حياتهما لم يفترقا حتى في الموت. كانا اخف من النسور، واقوى من الاسود.
24- يابنات اسرائيل، نحن على شاول الذي البسكن ثياب القرمز ورفهكن وزين ثيابكن بالحلي الذهبية.
25- كيف تهاوى الابطال في خضم الحرب؟ يوناثان على روابيك مقتول.
26- لشد ما تضايقت عليك يااخي يوناثان. كنت عزيزا جدا علي، ومحبتك لي كانت محبة عجيبة، اروع من محبة النساء.
27- كيف تهاوى الابطال وفنيت عدة القتال».
 
2 10   كتاب صموئيل الثاني 002 داود
1- ثم استشار داود الرب: «هل اتوجه الى احدى مدن يهوذا؟» فاجابه الرب: «اذهب». فسال: «الى اية مدينة؟» فاجابه: «الى حبرون».
2- فانطلق داود الى هناك بصحبة زوجتيه اخينوعم اليزرعيلية وابيجايل ارملة نابال الكرملي.
3- واصطحب معه رجاله واهل بيوتهم، فاقاموا في مدن حبرون.

4- وجاء رجال يهوذا فنصبوا داود ملكا عليهم. وعندما علم داود ان رجال يابيش جلعاد هم الذين دفنوا شاول،
5- بعث اليهم برسل قائلا: «لتكونوا مباركين من الرب لانكم صنعتم هذا المعروف بسيدكم شاول فدفنتموه.
6- فليكافئكم الرب احسانا وخيرا، وانا ايضا اجازيكم خيرا لقاء حسن عملكم.
7- والآن تشجعوا وكونوا ابطالا لان سيدكم مات، وقد نصبني بيت يهوذا ملكا عليكم».
 
8- واما ابنير بن نير قائد جيش شاول فاخذ ايشبوشث بن شاول واجتاز به الاردن الى محنايم،
9- واقامه ملكا على الجلعاديين والاشيريين واليزرعيليين وعلى بني افرايم وبني بنيامين وسائر اسرائيل.
10- وكان ايشبوشث بن شاول في الاربعين من عمره حين ملك على اسرائيل، وظل في الحكم سنتين، اما سبط يهوذا فقد التف حول داود.
11- وملك داود في حبرون على سبط يهوذا سبع سنوات وستة اشهر.
 
12- وتوجه ابنير بن نير مع بعض قوات ايشبوشث من محنايم الى جبعون،
13- وكذلك خرج يوآب بن صروية مع بعض قوات داود فالتقوا جميعا عند بركة جبعون، فجلس كل فريق مقابل الآخر على جانبي البركة.
14- فقال ابنير ليوآب: «ليقم جنودنا للمبارزة امامنا». فاجاب يوآب: ليقوموا.
15- فهب اثنا عشر رجلا من بني بنيامين من اتباع ايشبوشث واثنا عشر من قوات داود.
16- واشتبك كل واحد مع نده واغمد سيفه فيه، فماتوا جميعا. ودعي ذلك الموضع «حلقث هصوريم» (ومعناه حقل السيوف). التي هي في جبعون.
17- واشتد القتال في ذلك اليوم، فانكسر ابنير ورجاله امام قوات داود.
 
18- وكان من جملة رجال داود هناك ابناء صروية: يوآب وابيشاي وعسائيل. وكان عسائيل سريع العدو كالغزال البري.
19- فتعقب عسائيل ابنير ولم يمل عنه يمنة او يسرة.
20- فالتفت ابنير وراءه وتساءل: «هل انت عسائيل؟ فاجاب: «انا هو».
21- فقال له: «تنح عني واقبض على احد الرجال الآخرين واسلبه سلاحه». غير ان عسائيل ظل يسعى في اثره.
22- ثم عاد ابنير يلح على عسائيل ان يكف عنه قائلا: «لماذا تدفعني الى قتلك؟ وكيف يمكنني ان اواجه اخاك يوآب اذا قتلتك؟»
23- لكن عسائيل ابى ان يتنحى عنه، فطعنه ابنير بعقب الرمح، فغاص الرمح في بطنه وخرج من ظهره،فوقع صريعا ومات في مكانه. فكان كل من يمر بالموضع الذي صرع فيه عسائيل يتوقف عنده.

24- وطارد يوآب وابيشاي ابنير حتى مغيب الشمس حيث اتيا الى تل امة مقابل جيح الواقعة على طريق صحراء جبعون.
25- فاجتمع ابناء بنيامين وراء ابنير في قوة واحدة واصطفوا على راس تل واحد.
26- فنادى ابنير يوآب قائلا: «اينبغي للسيف ان يظل ينهش الى الابد؟ .. الم تعلم ان عاقبة القتال هي مرارة؟ فالى متى لا تامر جيشك بالارتداد عن اخوتهم؟»
27- فقال يوآب: «حي هو الله فانه لو لم تتكلم لتعقب رجالي في الصباح اخوتهم».
28- ونفخ يوآب بالبوق فكف جميع جيشه عن مطاردة الاسرائيليين وامتنعوا عن المحاربة.
29- فانطلق ابنير ورجاله طوال الليل عبر وادي الاردن وظلوا يجدون في السير الى ان بلغوا محنايم.
30- ورجع يوآب عن ابنير، وجمع جيشه، فوجد ان المفقودين من قوات داود تسعة عشر رجلا بالاضافة الى عسائيل.
31- اما الذين ماتوا من البنيامينيين ومن رجال ابنير على ايدي قوات داود فكانوا ثلاث مئة وستين رجلا.
32- ونقلوا عائيل ودفنوه في قبر ابيه في بيت لحم. وسار يوآب ورجاله الليل كله حتى وصلوا حبرون عند الفجر.
 
3 10   كتاب صموئيل الثاني 003 داود
1- وطالت الحرب بين بيت شاول وبيت داود، وكان داود يزداد قوة وبيت شاول يتفاقم ضعفا.
2- وانجب داود بنين في حبرون، كان اكبرهم امنون من اخينوعم اليزرعيلية.
3- والثاني كيلآب من ابيجايل ارملة نابال الكرملي، والثالث ابشالوم ابن معكة بنت تلماي ملك جشور،
4- والرابع ادونيا بن حجيث، والخامس شفطيا بن ابيطال،
5- والسادس يثرعام ابن عجلة امراة داود.

6- وفي غضون الحرب التي نشبت بين بيت شاول وبيت داود قوي نفوذ ابنير في اوساط بيت شاول.
7- وكان لشاول محظية اسمها رصفة بنت اية، فقال ايشبوشث لابنير: «لماذا ضاجعت محظية ابي؟»
8- فاستشاط ابنير غيظا من كلام ايشبوشث، وقال له: «هل انا راس كلب ليهوذا! الى هذا اليوم وانا ابذل ولائي في سبيل بيت شاول واخوته واصحابه، ولم اسلمك ليد داود، والآن تتهمني بانتهاك عرض المراة؟
9- ليعاقب الرب ابنير اشد عقاب ان لم اناصر داود كما وعده الرب
10- ان ينقل المملكة من بيت شاول ويوليه على عرش اسرائيل ويهوذا من دان الى بئر سبع».
11- فلم ينبس ايشبوشث بحرف خوفا من ابنير.
 
12- وبعث ابنير على الفور رسلا الى داود قائلا: من هو صاحب البلاد؟ ابرم معي ميثاقا فاناصرك بضم جميع اسباط اسرائيل اليك».
13- فاجابه داود: «حسنا، انا ابرم معك ميثاقا، الا انني اشترط عليك امرا واحدا، هو ان تاتي اولا بميكال بنت شاول حين تاتي لمقابلتي، والا فلن ترى وجهي».
14- وبعث داود رسلا الى ايشبوشث بن شاول قائلا: «اعطني امراتي ميكال التي خطبتها بمئة من غلف الفلسطينيين».
15- فارسل ايشبوشث واخذها من عند رجلها فلطيئيل بن لايش.
16- فراح رجلها يسير معها باكيا وراءها حتى مدينة بحوريم، الى ان امره ابنير: «امض. ارجع». فرجع.
17- وقال ابنير لشيوخ اسرائيل: «منذ زمن وانتم تطالبون ان يكون داود عليكم ملكا.
18- فالآن افعلوا، لان الرب وعد داود قائلا: بقيادة داود عبدي انقذ شعبي اسرائيل من الفلسطينيين ومن سائر اعدائهم».
19- ثم تداول ابنير الامر مع شيوخ سبط بنيامين، وبعد ذلك توجه الى حبرون ليبلغ داود ما تم الاتفاق عليه بينه وبين رؤساء اسرائيل.
20- وجاء ابنير الى داود في حبرون بصحبة عشرين رجلا، فاقام داود مادبة لهم،
21- ثم قال ابنير لداود: «دعني اذهب على الفور لاجمع لسيدي الملك جميع اسباط اسرائيل ليبايعوك ملكا عليهم فيتحقق ما تصبو اليه». فشيعه داود ومضى بسلام.
 
22- وما لبث ان وصل يوآب مع بعض رجاله قادمين من غزوة اصابوا فيها غنيمة عظيمة. وكان ابنير آنئذ قد غادر حبرون بعد ان شيعه داود بسلام.
23- فقيل ليوآب: «قد وفد ابنير بن نير على الملك، فاطلقه الملك مشيعا بالسلامة».
24- فمثل يوآب في حضرة الملك وقال: «ماذا فعلت؟ لقد اقبل اليك ابنير، فلماذا تركته يمضي بسلام؟
25- انت تعلم ان ابنير بن نير لم يات الا ليتملقك ويتجسس عليك ويطلع على كل ما تصنع».
26- ثم خرج يوآب من لدن داود وارسل رسلا وراء ابنير فردوه من بئر السيرة من غير علم داود.
27- وعندما رجع ابنير الى حبرون انتحى به يوآب جانبا عند منتصف بوابة المدينة، وكانه يريد ان يسر اليه بشيء، وطعنه في بطنه فمات انتقاما لدم عسائيل.
28- وما ان علم داود بذلك حتى قال: «بريء انا ومملكتي امام الرب الى الابد من دم ابنير بن نير.
29- ولينصب دمه على راس يوآب وعلى كل بيت ابيه، ولا ينقطع من بيت يوآب مصاب بالسيلان وبالبرص وبالعرج، وصريع بالسيف ومفتقر الى الخبز».
30- وهكذا قتل يوآب وابيشاي اخوه ابنير ثارا لسفكه دم عسائيل اخيهما في جبعون في الحرب.
 
31- وامر داود يوآب وسائر الشعب الذي معه قائلا: «مزقوا ثيابكم وارتدوا المسوح، والطموا وجوهكم نوحا على ابنير». وكان داود الملك يمشي خلف النعش.
32- وتم دفن ابنير في حبرون، وناح الملك بصوت مرتفع على قبر ابنير وبكاه جميع الشعب.
33- ورثا الملك ابنير قائلا: «اهكذا يموت ابنير كموت احمق؟
34- يداك لم تكونا مغلولتين، ورجلاك لم تكونا مصفدتين بسلاسل النحاس. مت كمن يصرعه الاشرار». وعاد جميع الشعب يندبونه من جديد.
35- وعندما جاء من يقدم لداود طعاما في اثناء النهار، اقسم داود قائلا: «ليعاقبني الرب اشد عقاب ويزد، ان كنت اذوق خبزا او اي شيء آخر قبل غروب الشمس».
36- فذاع الامر بين الشعب وحظي داود برضاهم مثلما حظي برضاهم بمآثره السابقة.
37- وادرك كل شعب اسرائيل في ذلك اليوم انه لم يكن للملك يد في مقتل ابنير بن نير.
38- وقال الملك لحاشيته: «الا تعلمون ان قائدا ورجلا عظيما قد سقط اليوم في اسرائيل؟
39- وها انا، على الرغم من انني الملك الممسوح، فانني اضعف من ابناء صروية؟ انهم اقوى مني. ليجاز الرب مرتكب الشر بموجب شره».
 
4 10   كتاب صموئيل الثاني 004 داود
1- وعندما سمع ايشبوشث بمقتل ابنير في حبرون ارتعب واستولى الخوف على الاسرائيليين.
2- وكان على راس فرق الغزاة التابعة لابن شاول قائدان اخوان، هما بعنة وركاب ابنا رمون البئيروتي من بني بنيامين، لان بئيروت حسبت في عداد ميراث سبط بنيامين،
3- لان اهل بئيروت فروا الى جتايم وتغربوا هناك الى هذا اليوم.
4- وكان ليوناثان بن شاول ابن يدعى مفيبوشث قد اصيب برجليه وهو في الخامسة من عمره، عندما حملته مربيته وهربت به مسرعة بعد ان ذاع خبر مقتل شاول ويوناثان في يزرعيل فوقع من بين يديها واصبح اعرج.
5- وانطلق ركاب وبعنة ابنا رمون البئيروتي ودخلا عند اشتداد وطاة حر النهار الى بيت ايشبوشث وهو نائم وقت القيلولة،
6- فدخلا الى وسط البيت، متظاهرين انهما قد جاءا لياخذا حنطة،
7- وكان ايشبوشث آنئذ مضطجعا على سريره في مخدع نومه، فطعناه وقتلاه وقطعا راسه وحملاه وجدا في الهرب طوال الليل عبر طريق العربة.
8- واتيا براس ايشبوشث الى داود في حبرون وقالا: «ها هو راس ايشبوشث بن شاول، عدوك الذي كان يسعى الى قتلك، وهوذا الرب قد انتقم اليوم لسيدي الملك من شاول ومن نسله».

9- فقال داود لركاب وبعنة اخيه، ابني رمون البئيروتي: «حي هو الرب الذي فدى نفسي من كل ضيق،
10- ان كنت قد قبضت على من خبرني ان شاول قد مات، وقتلته في صقلغ، وقد ظن في نفسه انه يحمل لي بشارة سارة، فكان موته جزاء بشارته،
11- فماذا افعل بالاحرى برجلين باغيين يقتلان رجلا بريئا في بيته وعلى سريره؟ الا اطالب الآن بدمه من ايديكما واستاصلكما من الارض؟»
12- وامر داود رجاله فقتلوهما وقطعوا ايديهما وارجلهما، وعلقوا جثتيهما على البركة في حبرون. واما راس ايشبوشث فاخذوه وواروه في قبر ابنير في حبرون.
 
5 10   كتاب صموئيل الثاني 005 داود
1- وتوافد جميع رؤساء اسباط اسرائيل الى داود في حبرون قائلين: «اننا لحمك وعظمك.
2- وفي الايام الغابرة عندما كان شاول ملكا علينا كنت انت قائدنا في المعارك، وقد قال الرب لك: «انت ترعى شعبي اسرائيل وتتولى حكمه».
3- وفي حضور شيوخ اسرائيل في حبرون قطع الملك داود معهم عهدا امام الرب، فنصبوه ملكا على اسرائيل.
 
4- وكان داود في الثلاثين من عمره حين توج ملكا.
5- واستمر ملكه اربعين سنة، منها سبع سنوات وستة اشهر ملك فيها على يهوذا في حبرون، وثلاث وثلاثون سنة ملك فيها في اورشليم على جميع اسباط اسرائيل وسبط يهوذا.
6- ثم تقدم الملك بقواته نحو اورشليم لمحاربة اهلها اليبوسيين. فقالوا لداود: «لن تستطيع اقتحام المدينة، لانه حتى في وسع العميان والعرج ان يصدوك عنها».
7- غير ان داود استولى على حصن صهيون المعروف الآن بمدينة داود.
8- وكان داود قد قال لرجاله: «على من يهاجم اليبوسيين ان يستخدم القناة للوصول الى هؤلاء «العمي والعرج» الذين تبغضهم نفسي». لذلك يقال: «لا يدخل بيت الرب اعمى ولا اعرج».
9- واقام داود في الحصن ودعاه مدينة داود.
10- وكان داود يزداد عظمة، لان الرب القدير كان معه.
 
11- وارسل حيرام ملك صور وفدا الى داود محملا بخشب ارز ونجارين وبنائين، فشيدوا لداود قصرا.
12- وادرك داود ان الرب قد ثبته ملكا على اسرائيل، وانه قد عظم من ملكه من اجل شعبه اسرائيل.
13- وبعد ان انتقل داود من حبرون الى اورشليم اتخذ لنفسه زوجات ومحظيات وانجب ابناء وبنات.
14- وهذه هي اسماء ابناء داود الذين ولدوا في اورشليم: شموع وشوباب وناثان وسليمان.
15- ويبحار واليشوع ونافج ويافيع.
16- واليشمع واليداع واليفلط.
 
17- وعندما علم الفلسطينيون ان داود اعتلى عرش اسرائيل خرجوا بقواتهم للبحث عنه. فلما بلغ الخبر داود لجا الى الحصن.
18- وجاء الفلسطينيون وانتشروا في وادي الرفائيين.
19- وسال داود الرب: «هل اصعد لمحاربة الفلسطينيين؟ هل تنصرني عليهم؟» فاجابه الرب: «اصعد لاني انصرك عليهم».
20- فتقدم داود نحو بعل فراصيم وهاجمهم قائلا: «قد اقتحم الرب اعدائي امامي كما تقتحم المياه». لذلك دعي ذلك الموضع بعل فراصيم.
21- وهرب الفلسطينيون مخلفين وراءهم اصنامهم فحطمها داود ورجاله.

22- ثم عاد الفلسطينيون فاحتلوا وادي الرفائيين وانتشروا فيه.
23- فاستشار داود الرب، فقال له: «لا تصعد اليهم مواجهة، بل التف حولهم واهجم عليهم من ورائهم مقابل اشجار البلسم.
24- وعندما تسمع صوت خطوات تنتقل فوق قمم اشجار البلسم فاسرع بالهجوم لان الرب آنئذ يكون قد تقدمك للقضاء على معسكرهم».
25- فنفذ داود اوامر الرب وقضى على الفلسطينيين من جبع الى مدخل جازر.
 
6 10   كتاب صموئيل الثاني 006 داود
1- وحشد داود ثلاثين الفا من صفوة المختارين من رجال اسرائيل،
2- وانطلق بهم من بعلة يهوذا لينقلوا من هناك تابوت عهد الرب القدير الجالس فوق الكروبيم.
3- فوضعوا تابوت الله على عربة جديدة وحملوه من بيت ابيناداب القائم على التلة، وكان كل من عزة واخيو ابني ابيناداب يسوقان العربة الجديدة
4- التي عليها تابوت الله. وكان اخيو يسير امام التابوت،
5- وداود وسائر مرافقيه من الاسرائيليين يعزفون امام الرب على كل انواع الآلات المصنوعة من خشب السرو، كالعيدان والرباب والدفوف والجنوك والصنوج.
6- وعندما بلغوا بيدر ناخون تعثرت الثيران التي تجر العربة، فمد عزة يده وامسك تابوت الرب خوفا عليه من السقوط.
 
7- فاحتدم غضب الرب عليه، واهلكه لاجل جسارته وجهله، فمات هناك بجوار التابوت.
8- فشق الامر على داود لان الرب اهلك عزة واباده. ودعا ذلك الموضع فارص عزة (ومعناه انكسار عزة) الى هذا اليوم.
9- وانتاب داود الخوف من الرب وقال: «كيف آخذ تابوت الرب عندي؟»
10- ولم يرد ان ينقل تابوت الرب اليه في مدينة داود، فاودعه بيت عوبيد ادوم الجتي.
11- ومكث التابوت في بيت عوبيد ثلاثة اشهر، وبارك الرب عوبيد وكل اهل بيته.
 
12- وقيل لداود ان الرب بارك بيت عوبيد ادوم وجميع ماله بفضل تابوت الرب، فمضى داود واحضر تابوت الرب من بيت عوبيد ادوم الى مدينة داود ببهجة.
13- وكان كلما خطا حاملو التابوت ست خطوات يذبح داود ثورا وعجلا معلوفا.
14- وراح داود يرقص بكل قوته في حضرة الرب وهو متنطق بافود من كتان.
15- وهكذا نقل داود وكل اسرائيل تابوت الرب وسط الهتاف واصوات الابواق.
16- ولما دخل موكب تابوت الرب مدينة داود، اطلت ميكال بنت شاول من الكوة، وشاهدت الملك داود يطفر ويرقص في حضرة الرب، فاحتقرته في نفسها.
17- ثم ادخلوا تابوت الرب الى الخيمة التي نصبها داود، واقاموه في وسطها وقرب داود محرقات امام الرب، وذبائح سلام.
18- وحين فرغ داود من اصعاد المحرقات وذبائح السلام بارك الشعب باسم الرب القدير.
19- ووزع على كل واحد من الاسرائيليين، رجالا ونساء، رغيف خبز وكاس خمر وقرص زبيب، ثم توجه كل واحد الى بيته.
 
20- ورجع داود ليبارك اهل بيته، فخرجت ميكال بنت شاول للقائه قائلة: «ما كان اجل ملك اسرائيل اليوم، حين استعرض نفسه امام عيون اماء خدامه، كما يستعرض احد السفهاء نفسه».
21- فاجابها داود: «انما احتفلت في حضرة الرب الذي اختارني دون ابيك ودون اي من اهل بيته ليقيمني رئيسا على شعب الرب اسرائيل.
22- واني لاتصاغر دون ذلك واكون وضيعا في عيني نفسي، ولكني اتمجد عند الاماء اللواتي ذكرتهن».
23- ولم تنجب ميكال بنت شاول ولدا الى يوم موتها.
 
7 10   كتاب صموئيل الثاني 007 داود
1- وبعد ان استقر الملك في قصره، واراحه الرب من اعدائه المحيطين به،
2- قال لناثان النبي: «انظر! انا مقيم في بيت مصنوع من خشب ارز، بينما تابوت الرب ساكن في خيمة»
3- فقال ناثان للملك: «قم واصنع كل ما تحدثك به نفسك، لان الرب معك».
4- ولكن في تلك الليلة قال الرب لناثان:
5- «اذهب وقل لعبدي داود: لست انت الذي تبني لي بيتا لاقامتي
6- فمنذ ان اخرجت بني اسرائيل من مصر الى هذا اليوم لم اسكن في بيت، بل كنت اتنقل من مكان الى آخر في خيمة هي مسكن لي.
7- وفي غضون تلك الحقبة التي سرت فيها مع جميع اسرائيل، هل سالت احد قضاة اسرائيل الذين وليتهم رعاية شعبي قائلا: لماذا لم تبنوا لي بيتا من خشب الارز؟
8- والآن قل لعبدي داود: هذا ما يقوله الرب القدير: انا اخذتك من المربض من رعاية الغنم لتكون رئيسا لشعبي اسرائيل،
9- وعضدتك حيثما توجهت، اهلكت جميع اعدائك من امامك، وجعلت لك شهرة عظيمة كشهرة عظماء الارض.
10- واورثت شعبي اسرائيل ارضا معينة وثبته فيها، فسكن في ارضه آمنا، فلم يعد بنو الاثم قادرين على اذلاله كما جرى سابقا،
11- وكما حدث منذ ان اقمت قضاة على شعبي اسرائيل لقد ارحتك من جميع اعدائك، وقد اخبرك الرب انه سيثبت نسلك من بعدك.
12- ومتى استوفيت ايامك ورقدت مع آبائك، فانني اقيم بعدك من نسلك الذي يخرج من صلبك من اثبت مملكته.
13- هو يبني بيتا لاسمي، وانا اثبت عرش مملكته الى الابد.
14- انا اكون له ابا وهو يكون لي ابنا، ان انحرف اسلط عليه الشعوب الاخرى لاقومه بضرباتهم.
15- ولكن لا انزع رحمتي منه كما نزعتها من شاول الذي ازلته من طريقك.
16- ويدوم بيتك ومملكتك الى الابد امامي، فيكون عرشك ثابتا مدى الدهر».
17- فابلغ ناثان داود جميع هذا الكلام بمقتضى الرؤيا التي اعلنت له.
 
18- فدخل الملك الى خيمة الاجتماع ومثل امام الرب قائلا: «من انا ياسيدي ومن هي عائلتي حتى رفعتني الى هذا المقام؟
19- وكان هذا الامر صغر في عينيك ياسيدي الرب، فرحت تتعهد بالحفاظ على ذرية عبدك الى زمن طويل. وهذا ما يتوق اليه قلب الانسان؟
20- واي شيء آخر يمكن لداود ان يخاطبك به؟ فانت تعرف حقيقة عبدك ياسيدي الرب.
21- لقد اجريت هذه العظائم اكراما لكلمتك، وبموجب ارادتك، واطلعت عليها عبدك.
22- لذلك ما اعظمك ايها السيد الرب لانه ليس لك نظير، وليس هناك اله غيرك حسب كل ما سمعناه بآذاننا.
23- واية امة على الارض تماثل شعبك اسرائيل الذي اخترته وافتديته ليكون لك شعبا ويذيع اسمك، واجريت عظائم ومعجزات مذهلة، لتطرد من امام شعبك الذي انقذته من مصر، امما مع آلهتها.
24- وثبته لنفسك ليكون لك شعبا خاصا الى الابد، وانت يارب صرت لهم الها.
25- والآن ايها الرب الاله، احفظ الى الابد الوعود التي قطعتها لعبدك ولاهل بيته، واوف بما نطقت.
26- وليتعظم اسمك الى الابد، فيقول البشر: حقا ان رب الجنود هو اله على اسرائيل. وليكن بيت عبدك داود ثابتا امامك،
27- لانك انت ايها الاله القدير، اله اسرائيل، قد اعلنت لعبدك قائلا: اقيم من صلبك ملوكا، لذلك راى عبدك ان يرفع اليك هذه الصلاة.
28- والآن ياسيدي الرب انت هو الله ، وكلامك حق، وقد وعدت عبدك بهذا الخير.
29- فتعطف وبارك بيت عبدك ليثبت الى الابد امامك، لانك ياسيدي الرب قد وعدت، اذ ببركتك يتبارك بيت عبدك الى الابد».
 
8 10   كتاب صموئيل الثاني 008 داود
1- وبعد ذلك حارب داود الفلسطينيين واخضعهم واستولى على عاصمتهم جت.
2- وقهر ايضا الموآبيين وجعلهم يرقدون على الارض في صفوف متراصة، وقاسهم بالحبل. فكان يقتل صفين ويستبقي صفا. فاصبح الموآبيون عبيدا لداود يدفعون له الجزية.
 
3- وحين حاول هدد عزر بن رحوب، ملك صوبة ان يسترد سلطته على اعالي نهر الفرات هزمه داود،
4- واسر من جيشه الفا وسبع مئة فارس وعشرين الف راجل، وعرقب داود كل خيول المركبات باستثناء مئة مركبة.
5- وعندما خف ملك ارام دمشق لنجدة هدد عزر ملك صوبة، قتل داود من جيشه اثنين وعشرين الف رجل.
6- واقام داود حاميات عسكرية في ارام دمشق، واصبح الاراميون تابعين لداود يدفعون له الجزية، وكان الرب ينصر داود حيثما توجه.
7- واستولى داود على اتراس الذهب التي كان يرتديها قادة هدد عزر وحملها الى اورشليم.
8- كما نقل داود الملك من باطح ومن بيروثاي مدينتي هدد عزر كمية هائلة من النحاس.
 
9- ولما علم توعي ملك حماة ان داود قد قضى على جيش هدد عزر،
10- بعث ابنه يورام الى الملك داود يستفسر عن سلامته، ويهنئه على انتصاره على هدد عزر، لان هدد عزر كان يشن حروبا على توعي، وحمله هدايا من فضة وذهب ونحاس.
11- فتقبلها داود الملك، ولكنه خصصها للرب مع ما خصصه من الفضة والذهب الذي حصل عليه من جميع الشعوب التي اخضعها
12- من ارام، ومن موآب، ومن بني عمون، ومن الفلسطينيين ومن عماليق؛ وما غنمه من اسلاب هدد عزر ملك صوبة.
13- واصاب داود شهرة واسعة بعد رجوعه من القضاء على ثمانية عشر الف ادومي في وادي الملح.
14- واقام عدة حاميات عسكرية في جميع ارجاء ادوم، فاصبح الادوميون تابعين لداود. وكان الرب ينصر داود حيثما توجه.
 
15- وملك داود على كل اسرائيل فكان يحكم بالحق والعدل لكل شعبه.
16- وتولى يوآب ابن صروية قيادة الجيش، ويهوشافاط بن اخيلود منصب المسجل،
17- وكان صادوق بن اخيطوب واخيمالك بن ابياثار كاهنين، وسرايا كاتبا.
18- كما تراس بناياهو بن يهوياداع على الجلادين والسعاة، وصار ابناء داود مستشارين للملك.
 
9 10   كتاب صموئيل الثاني 009 داود
1- وتساءل داود: «هل بقي احد من بيت شاول على قيد الحياة لاسدي اليه معروفا اكراما ليوناثان؟»
2- وكان هناك عبد لبيت شاول يدعى صيبا، فاستدعوه ليمثل امام داود، فساله الملك: «هل انت صيبا؟»
3- فاجاب: «انا هو عبدك». فقال الملك: «الم يبق احد بعد من ذرية شاول فاحسن اليه؟» فقال صيبا للملك: «بقي ابن ليوناثان اعرج الرجلين».
4- فساله الملك: «اين هو؟» فاجاب: «في بيت ماكير بن عميئيل، في لودبار».
5- فارسل الملك داود من احضره من هناك.
6- وعندما مثل مفيبوشث بن يوناثان بن شاول في حضرة داود خر على وجهه ساجدا. فقال داود: «يامفيبوشث» فاجاب: «انا عبدك».
7- فقال له داود: «لا تخف، فاني مزمع ان اسدي اليك معروفا، اكراما ليوناثان ابيك، وارد لك كل حقول شاول جدك، وتاكل دائما معي على مائدتي».
8- فسجد مفيبوشث وقال: «من هو عبدك حتى تكرم كلبا ميتا مثلي؟»
 
9- واستدعى الملك صيبا خادم شاول وقال له: «لقد وهبت حفيد سيدك كل ما كان يملكه شاول واهل بيته.
10- فعليك انت وابنائك وعبيدك ان تعملوا له في الارض، وتفلحوها ليكون لحفيد سيدك رزق يعيش منه. اما مفيبوشث حفيد سيدك فياكل دائما على مائدتي» وكان لصيبا خمسة عشر ابنا وعشرون عبدا.
11- فاجاب صيبا: «سينفذ عبدك كل ما يامر به مولاي الملك». وهكذا راح مفيبوشث ياكل على مائدة داود كاحد اولاد الملك.
12- وكان لمفيبوشث ابن صغير يدعى ميخا، وصار جميع المقيمين في بيت صيبا في خدمة مفيبوشث
13- فسكن مفيبوشث في اورشليم، لانه كان ياكل دائما على مائدة الملك. وكان مصابا بعرج في رجليه كلتيهما.
 
10 10   كتاب صموئيل الثاني 010 داود
1- ثم مات ملك بني عمون، واعتلى العرش ابنه حانون.
2- فقال داود في نفسه: «لاصنعن خيرا لحانون بن ناحاش كما صنع ابوه معي» فبعث داود وفدا ليعزيه في وفاة ابيه. وعندما بلغ وفد داود ارض بني عمون
3- قال رؤساء بني عمون لسيدهم: «اتظن ان داود يستهدف اكرام ابيك في عينيك بارساله هذا الوفد للتعزية؟ انه لم يرسل هذا الوفد الا لاستطلاع احوال المدينة والتجسس عليها وقلبها».
4- فقبض حانون على اعضاء وفد داود وحلق انصاف لحاهم وقص ثيابهم الى منتصف ظهورهم، ثم اطلقهم.
5- ولما علم داود بالامر ارسل من استقبلهم، لان اعضاء الوفد اعتراهم خجل شديد. وامرهم الملك ان يمكثوا في اريحا ريثما تنبت لحاهم ثم يرجعون.
 
6- وعندما تبين العمونيون ان داود قد اضمر لهم البغضاء، استاجروا من ارام بيت رحوب وارام صوبا عشرين الف راجل، ومن ملك معكة الف رجل، ومن رجال طوب اثني عشر الف رجل.
7- فحين بلغ الخبر داود ارسل يوآب وسائر قواته الابطال،
8- فخرج بنو عمون واصطفوا للقتال عند مدخل باب المدينة، اما اراميو صوبا ورحوب ورجال طوب ومعكة فقد احتشدوا في الحقول.
9- وعندما ادرك يوآب انه محاصر بجبهتي قتال من امام ومن خلف، انتخب من صفوة جيشه رجالا صفهم للقاء الاراميين،
10- وعهد ببقية الجيش الى اخيه ابيشاي، فصفهم هذا لمواجهة بني عمون.
11- وقال يوآب: «ان تغلب علي الاراميون تسرع لنجدتي، وان قوي عليك العمونيون اخف لاغاثتك.
12- لتتشجع ولتتقو من اجل شعبنا ومن اجل مدن الهنا، والرب يجري ما يشاء».
 
13- وتقدم يوآب بقواته لمحاربة الاراميين فلاذوا بالفرار.
14- وعندما شاهد العمونيون الاراميين يولون الادبار، هربوا هم ايضا من امام ابيشاي ودخلوا المدينة، فرجع يوآب عن بني عمون وعاد الى اورشليم.
15- وبعد ان راى الاراميون انهم قد انهزموا امام جيش اسرائيل اجتمعوا معا.
16- فارسل هدد عزر واستدعى اراميي نهر الفرات، فتجمعوا في حيلام تحت قيادة شوبك رئيس جيش هدد عزر.
17- فلما علم داود، حشد جيوشه واجتاز نهر الاردن حتى قدم الى حيلام فالتقى الجيشان في حرب ضروس.
18- وما لبث الاراميون ان اندحروا امام الاسرائيليين، فقتلت قوات داود رجال سبع مئة مركبة، واربعين الف فارس. واصيب شوبك رئيس الجيش ومات هناك.
19- وحين ادرك جميع حلفاء هدد عزر انهم اندحروا امام الاسرائيليين، عقدوا صلحا معهم واصبحوا تابعين لهم ولم يجرؤوا على نجدة بني عمون بعد ذلك.
 
11 10   كتاب صموئيل الثاني 011 داود
1- وفي ربيع العام التالي، في الموسم الذي اعتاد فيه الملوك الخروج للحرب، ارسل داود قائد جيشه يوآب على راس قواته حيث هاجموا بني عمون وقهروهم، وحاصروا مدينة ربة، اما داود فمكث في اورشليم.
2- وفي احدى الامسيات نهض داود عن سريره واخذ يتمشى على سطح قصره، فشاهد امراة ذات جمال اخاذ تستحم.
3- فارسل داود من يتحرى عنها. فابلغه احدهم: «هذه بثشبع بنت اليعام زوجة اوريا الحثي»،
4- فبعث داود يستدعيها. فاقبلت اليه وضاجعها اذ كانت قد تطهرت من طمثها، ثم رجعت الى بيتها.
5- وحملت المراة فارسلت تبلغ داود بذلك.
6- فوجه داود الى يوآب قائلا: «ارسل الي اوريا الحثي». فبعث به يوآب الى داود.
7- وحين مثل لدى داود استفسر منه عن سلامة يوآب والجيش وعن انباء الحرب.
8- ثم قال داود لاوريا: «امض الى بيتك واغسل رجليك». فخرج اوريا من بيت الملك، وارسل له هدية الى بيته.
9- غير ان اوريا لم يتوجه الى بيته، بل نام مع رجال الملك عند باب القصر.
10- فاخبروا داود قائلين: «لم يتوجه اوريا الى بيته». فساله داود: «الم ترجع من سفر؟ فلماذا لم تمض الى بيتك؟»
11- فاجاب: «التابوت وجيش اسرائيل ويهوذا معسكرون في الخيام، وكذلك سيدي يوآب، وبقية قواد الملك مخيمون في العراء، فهل آتي انا الى بيتي لآكل واشرب واضاجع زوجتي؟ اقسم بحياتك، لن افعل هذا الامر».
12- فقال داود لاوريا: «امكث هنا اليوم وغدا اطلقك». فمكث اوريا في اورشليم ذلك اليوم حتى صباح اليوم التالي.
13- ولبى دعوة الملك، فاكل في حضرته وشرب حتى اسكره داود. ثم خرج عند المساء ليرقد في مضجعه الى جوار رجال سيده، ولم يتوجه الى بيته ايضا.
 
14- وفي الصباح كتب داود رسالة الى يوآب، بعث بها مع اوريا،
15- جاء فيها: «اجعلوا اوريا في الخطوط الاولى حيث ينشب القتال الشرس، ثم تراجعوا من ورائه ليلقى حتفه».
16- فعين يوآب اوريا في اثناء محاصرة المدينة، في اشد جبهات القتال ضراوة، حيث احتشد ابطال الاعداء.
17- فاندفع رجال المدينة لمحاربة يوآب فمات بعض رجال داود ومنهم اوريا الحثي.
18- فبعث يوآب رسولا ليطلع داود على انباء الحرب،
19- واوصاه قائلا: «ان رايت ان الملك بعد ابلاغه انباء الحرب
20- قد ثار غضبه وقال لك: لماذا اقتربتم من سور المدينة للقتال؟ اما علمتم انهم يرمون بالسهام من فوق السور؟
21- من صرع ابيمالك بن يربوشث؟ الم ترمه امراة بحجر رحى من على السور فمات في تاباص؟ لماذا اقتربتم من السور؟ فقل له: قد مات عبدك اوريا الحثي ايضا».
 
22- فانطلق الرسول الى داود واطلعه على آخر انباء الحرب التي كلفه بها يوآب.
23- وقال: «لقد قوي علينا القوم وخرجوا لقتالنا في العراء، ولكننا انكفانا عليهم وطاردناهم حتى بوابة المدينة.
24- فرمى الرماة على عبيدك بالسهام، فقتل بعض ضباط الملك، ومات عبدك اوريا الحثي».
25- فقال داود للرسول: «هذا ما تخبر به يوآب: لا يسوءنك هذا الامر، فان السيف يلتهم هذا وذاك. شدد حصارك على المدينة ودمرها. قل هذا لتشجيع يوآب».
 
26- وعندما علمت زوجة اوريا ان زوجها قد قتل ناحت عليه.
27- وحين انقضت فترة الحداد، ارسل داود واحضرها الى القصر وتزوجها وولدت ابنا ولكن الرب استاء من هذا الامر الذي ارتكبه داود.
 
12 10   كتاب صموئيل الثاني 012 داود
1- وارسل الرب ناثان الى داود. وعندما وفد عليه قال له: «عاش رجلان في مدينة واحدة، احدهما ثري والآخر فقير.
2- وكان الغني يمتلك قطعان بقر وغنم كثيرة.
3- واما الفقير فلم يكن له سوى نعجة واحدة صغيرة، اشتراها ورعاها فكبرت معه ومع ابنائه، تاكل مما ياكل وتشرب من كاسه وتنام في حضنه كانها ابنته.
4- ثم نزل ضيف على الرجل الغني، فامتنع ان يذبح من غنمه ومن بقره ليعد طعاما لضيفه، بل سطا على نعجة الفقير وهياها له».
5- عندئذ احتدم غضب داود على الرجل الغني وقال لناثان: «حي هو الرب، ان الجاني يستوجب الموت،
6- وعليه ان يرد للرجل الفقير اربعة اضعاف لانه ارتكب هذا الذنب ولم يشفق».
 
7- فقال ناثان لداود: «انت هو الرجل! وهذا ما يقوله الرب اله اسرائيل: لقد اخترتك لتكون ملكا على اسرائيل وانقذتك من قبضة شاول،
8- ووهبتك بيت سيدك وزوجاته، ووليتك على بني اسرائيل ويهوذا. ولو كان ذلك قليلا لوهبتك المزيد.
9- فلماذا احتقرت كلام الرب لتقترف الشر امامه؟ قتلت اوريا الحثي بسيف العمونيين وتزوجت امراته.
10- لذلك لن يفارق السيف بيتك الى الابد، لانك احتقرتني واغتصبت امراة اوريا الحثي».
11- واستطرد: «هذا ما يقوله الرب: ساثير عليك من اهل بيتك من ينزل بك البلايا، وآخذ نساءك امام عينيك واعطيهن لقريبك، فيضاجعهن في وضح النهار.
12- انت ارتكبت خطيئتك في السر، وانا افعل هذا الامر على مراى جميع بني اسرائيل وفي وضح النهار».
13- فقال داود لناثان: «قد اخطات الى الرب». فقال ناثان: «والرب قد نقل عنك خطيئتك، فلن تموت.
14- ولكن لانك جعلت اعداء الرب يشمتون من جراء هذا الامر، فان الابن المولود لك يموت».
 
15- وانصرف ناثان الى بيته. وما لبث ان اصاب الرب الطفل الذي انجبته ارملة اوريا الحثي لداود بمرض.
16- فابتهل داود الى الله من اجله، واطال الصيام واعتصم بمخدعه وافترش الارض.
17- فراح وجهاء اهل بيته يحاولون اقناعه لينهض عن الارض، فابى ولم ياكل معهم طعاما.
18- غير ان الطفل مات في اليوم السابع. فخاف رجال حاشية داود ان يخبروه، وقالوا: «عندما كان الولد حيا وحاولنا تعزيته لم يصغ الينا. فكيف نقول له ان الولد مات؟ قد يؤذي نفسه!»
19- واذ شاهد داود رجال حاشيته يتهامسون، ادرك ان الولد قد مات، فسالهم: «هل توفي الولد؟» فاجابوا: «نعم».
20- عندئذ نهض داود عن الارض واغتسل وتطيب وبدل ثيابه ودخل الى بيت الرب وصلى ساجدا، ثم عاد الى قصره وطلب طعاما فاكل.
21- فساله رجال حاشيته: «كيف تتصرف هكذا؟ عندما كان الصبي حيا صمت وبكيت، ولكن ما ان مات حتى قمت وتناولت طعاما؟»
22- فاجاب: «حين كان الطفل حيا صمت وبكيت لاني حدثت نفسي: من يعلم؟ ربما يرحمني الرب ويحيا الولد.
23- اما الآن وقد مات، فلماذا اصوم؟ هل استطيع ان ارده الى الحياة؟ انا ماض اليه، اما هو فلن يرجع الي».
 
24- ثم توجه داود الى بثشبع وواساها وضاجعها، فولدت له ابنا دعاه سليمان. واحب الرب الولد،
25- وامر النبي ناثان ان يسمى الولد يديديا (ومعناه محبوب الرب) لان الرب احبه.
 
26- وهاجم يوآب ربة عمون واستولى على عاصمة المملكة،
27- ثم بعث برسل الى داود قائلا: «لقد حاربت ربة واستوليت على مصادر مائها،
28- فالآن احشد بقية الجيش وتعال هاجم المدينة وافتتحها، لئلا اقهرها انا فيطلقون اسمي عليها».
29- فحشد داود كل الجيش وانطلق الى ربة وهاجمها وافتتحها،
30- واخذ تاج ملكهم عن راسه، ووزنه وزنة (نحو اربعة وثلاثين كيلو جراما) من الذهب والاحجار الكريمة، وتتوج به. كما استولى على غنائم وفيرة.
31- واستعبد اهلها وفرض عليهم العمل بالمعاول والمناشير والفؤوس وافران الطوب. وعامل جميع اهل مدن العمونيين بمثل هذه المعاملة. ثم عاد داود وسائر جيشه الى اورشليم.
 
13 10   كتاب صموئيل الثاني 013 داود
1- وكان لابشالوم بن داود اخت جميلة تدعى ثامار، فاحبها اخوها غير الشقيق امنون.
2- وعانى امنون من سقم الحب، لان ثامار اخته كانت عذراء وتعذر عليه تحقيق ماربه منها.
3- وكان لامنون صديق راجح العقل، هو ابن عمه، يوناداب بن شمعى،
4- فساله: «مالي اراك سقيما ياابن الملك يوما بعد يوم؟ الا تخبرني؟» فاجابه امنون: «اني احب ثامار اخت ابشالوم اخي».
5- فقال يوناداب: «تمارض في سريرك. وعندما يجيء ابوك ليزورك قل له: دع ثامار اختي تاتي لتطعمني. دعها تعد الطعام امامي فارى ما تفعل وآكل من يدها».
6- فاضطجع امنون وتمارض، وقال لابيه عندما جاء ليزوره: «دع ثامار تاتي لتصنع امامي كعكتين، فآكل من يدها».
7- فارسل داود من يدعو ثامار من بيتها قائلا: «اذهبي الى بيت اخيك امنون واصنعي له طعاما».
8- فمضت ثامار الى بيت اخيها امنون الراقد في سريره، فعجنت امامه العجين وصنعت كعكا وخبزته.
9- ثم اخذت المقلاة وسكبت الطعام امامه. لكنه ابى ان ياكل قائلا: «اخرجوا كل من هنا». فانصرف جميع من عنده.
10- ثم قال امنون لثامار: «احضري الطعام الى السرير واطعميني». فاحضرت ثامار الكعك الذي صنعته الى امنون اخيها الراقد في سريره.
11- وما ان قدمته له حتى امسكها وقال لها: «تعالي اضطجعي معي يااختي».
12- فاجابته: «لا يااخي. لا تذلني. لانه لا يقترف مثل هذا العمل الشنيع في اسرائيل. ارجوك لا ترتكب هذه القباحة،
13- اذ كيف اواري عاري؟ اما انت فتكون بتصرفك هذا كواحد من السفهاء في اسرائيل. خاطب الملك بشاني فانه لن يمنعني من الزواج منك».
14- فابى ان يستمع لتوسلاتها، بل تغلب عليها واغتصبها.
15- ثم تحول حب امنون لثامار الى بغض شديد فاق محبته لها. وقال لها: «قومي انطلقي».
16- فاجابت: «لا! ان طردك اياي جريمة اشنع من الجريمة التي اقترفتها». لكنه ابى ان يسمع لها،
17- واستدعى خادمه الخاص وقال: «اطرد هذه المراة خارجا، واغلق الباب وراءها».
 
18- فطردها الخادم واغلق الباب خلفها. وكانت ثامار ترتدي ثوبا ملونا كعادة بنات الملوك العذارى في تلك الايام،
19- فمزقت الثوب الملون وعفرت راسها بالرماد ووضعت عليه يدها ومضت باكية.
20- وعندما رآها اخوها ابشالوم سالها: «هل اغتصبك امنون؟ اسكتي الآن يااختي، فانه اخوك ولا تحملي وزر هذا الامر في قلبك». فاقامت ثامار في بيت اخيها ابشالوم في عزلة وحزن.
21- ونما الخبر الى الملك داود فاغتاظ جدا.
22- اما ابشالوم فلم يخاطب امنون بخير او شر، لكنه اضمر له بغضا شديدا لانه انتهك حرمة اخته ثامار.

23- وبعد ذلك بعامين، وجه ابشالوم دعوة لجميع ابناء الملك لحضور جز غنمه في بعل حاصور عند افرايم.
24- وعندما مثل ابشالوم في حضرة ابيه قال له: «هذا موسم جز غنم عبدك، فليذهب الملك مع رجال حاشيته برفقة عبده».
25- فاجاب الملك ابشالوم: «لا ياابني. لا نذهب كلنا لئلا نكون عبئا عليك». ورغم الحاح ابشالوم، اعتذر ابوه وباركه.
26- فقال ابشالوم: «اذا دع اخي امنون يذهب معنا» فقال الملك: «ولماذا يذهب امنون معك؟»
27- فالح عليه ابشالوم حتى رضي ان يذهب امنون وابناء الملك مع ابشالوم.

28- واوصى ابشالوم رجاله: «متى ذهبت الخمر بعقل امنون وقلت لكم اضربوا امنون واقتلوه، فلا تخافوا. الست انا الذي امرتكم بذلك؟ تشجعوا وتصرفوا كابطال».
29- فنفذ رجال ابشالوم اوامره وقتلوا امنون، فهب جميع ابناء الملك وامتطوا بغالهم وهربوا.
30- وفيما هم في الطريق بلغ الخبر داود وقيل له: «قتل ابشالوم جميع ابناء الملك ولم يسلم منهم احد».
31- فقام الملك ومزق ثيابه وانطرح على الارض، يحيط به جميع رجال حاشيته ممزقي الثياب.
32- ولكن يوناداب بن شمعي اخي داود قال: «لا يظن سيدي انهم قتلوا جميع ابناء الاملك. انما امنون وحده هو الذي مات، لان ابشالوم قد اضمر له هذا الشر منذ ان اغتصب اخته ثامار.
33- فلا يخالج قلب الملك ان جميع ابنائه قد قتلوا، انما امنون وحده هو الذي اغتيل».
 
34- وهرب ابشالوم. وشاهد الرقيب المكلف جمعا غفيرا قادما في الطريق الموازي للجبل،
35- فقال يوناداب للملك: «ها ابناء الملك قد جاءوا. تماما كما قال عبدك».
36- وما ان فرغ من حديثه حتى جاء بنو الملك نائحين، وكذلك بكى الملك ورجال حاشيته بكاء مرا.
37- وعندما هرب ابشالوم لجا الى تلماي بن عميهود ملك جشور. وناح داود على امنون طوال ايام المناحة.
38- ومكث ابشالوم في جشور ثلاث سنوات.
39- وما لبث ان تعزى داود عن امنون المتوفى، فاشتاقت نفسه للقاء ابشالوم.
 
14 10   كتاب صموئيل الثاني 015 داود
1- بعد ذلك اتخذ ابشالوم لنفسه مركبة وخيلا واستاجر خمسين رجلا يجرون امامه.
2- وكان يستيقظ مبكرا صباح كل يوم ويقف الى جوار طريق بوابة المدينة، ويدعو اليه كل صاحب دعوى يقصد الملك ليعرض عليه قضيته، فيساله: «من اية مدينة انت؟» فيجيب: «عبدك ينتمي الى احد اسباط اسرائيل».
3- فيقول ابشالوم له: «ان دعواك حق وقويمة، ولكن لا يوجد مندوب عن الملك ليستمع اليك».
4- ثم يقول ابشالوم: «لو صرت قاضيا في الارض لكنت انصف كل انسان له خصومة او دعوى».
5- وكان اذا تقدم احد ليسجد له، يمد يده وينهضه ويقبله.
6- وظل ابشالوم يفعل هذا الامر مع كل قادم بقضية الى الملك، حتى تمكن من اكتساب قلوب رجال اسرائيل.
 
7- وبعد انقضاء اربع سنوات قال ابشالوم للملك: «دعني انطلق الى حبرون لاوفي نذري الذي نذرته للرب.
8- فقد نذر عبدك، عندما كنت مقيما في جشور في ارام، انه ان ردني الرب الى اورشليم فاني اقدم له ذبيحة».
9- فقال الملك له: «اذهب بسلام». فقام ومضى الى حبرون.

10- وبث ابشالوم جواسيس في اوساط جميع اسباط اسرائيل قائلا: «ان سمعتم نفير البوق، فقولوا: قد ملك ابشالوم في حبرون».
11- ورافق ابشالوم مئتا رجل من اورشليم لبوا دعوته عن طيب نية غير عالمين بشيء.
12- وفي اثناء تقريبه ذبائح، استدعى ابشالوم اخيتوفل الجيلوني مشير داود، من بلدته جيلوه. وتفاقمت الفتنة وازداد التفاف الشعب حول ابشالوم.
13- فجاء مخبر قال لداود: «ان قلوب رجال اسرائيل قد مالت نحو ابشالوم».
 
14- فقال داود لرجاله الملتفين حوله في اورشليم: «قوموا بنا نهرب، لانه لا نجاة لنا من ابشالوم. اسرعوا في الهرب لئلا يفوت الوقت، ويدركنا ابشالوم ويدمر المدينة»
15- فاجابه رجاله: «نحن طوع امرك في كل ما تشير به».
16- فخرج الملك وسائر اهل بيته، ولم يترك سوى عشر محظيات لحراسة القصر.
17- وتوقف الملك والشعب السائر في اثره عند آخر بيت في طرف المدينة.
18- واخذ رجاله يمرون امامه من ضباط وحرس خاص، ثم ست مئة رجل من الجتيين الذين تبعوه من جت.
19- فقال الملك لقائدهم اتاي الجتي: «لماذا تذهب انت ايضا معنا؟ ارجع واقم مع الملك الجديد لانك غريب ومنفي ايضا من وطنك.
20- لقد جئت بالامس القريب، فهل اجعلك اليوم تتشرد معنا، مع انني لا ادري الى اين اذهب؟ ارجع وعد بقومك، ولترافقك الرحمة والحق».
21- ولكن اتاي اجاب الملك: «حي هو الرب وحي هو سيدي الملك، انه حيثما يتوجه سيدي الملك، سواء كان للحياة ام للموت، يتوجه عبدك ايضا».
22- فقال داود لاتاي: «تعال، واعبر معنا». فعبر اتاي الجتي وجميع اصحابه وسائر الاطفال الذين كانوا معه.
23- وراح اهالي الارض يبكون بصوت مرتفع فيما كان الملك ومن معه من الشعب يجتازون في وادي قدرون في طريقهم نحو الصحراء.
 
24- وجاء صادوق ايضا ومعه جميع اللاويين حاملين تابوت عهد الرب، ووضعوه الى جانب الطريق. واصعد ابياثار ذبائح حتى انتهى جميع الشعب من اجتياز المدينة.
25- وقال الملك لصادوق: «ارجع تابوت الله الى المدينة، فانني ان حظيت برضى الرب فانه يعيدني فارى التابوت ومسكنه.
26- وان لم استحوذ على رضاه وقال: «اني لم اسر بك، فليفعل بي ما يطيب له».
27- واستطرد الملك قائلا لصادوق الكاهن: «الست انت رائيا؟ هيا ارجع الى المدينة بسلام انت واخيمعص ابنك ويوناثان بن ابياثار. خذا ابنيكما معكما.
28- اما انا فسامكث منتظرا عند مخاوض النهر في الصحراء ريثما يصلني منكم خبر».
29- فارجع صادوق وابياثار تابوت الله الى اورشليم واقاما هناك.
 
30- اما داود فاستمر يرتقي جبل الزيتون باكيا مغطى الراس حافي القدمين. وغطى جميع الشعب الذي معه رؤوسهم وارتقوا مسالك الجبل باكين.
31- وقيل لداود ان اخيتوفل بين المتمردين الذين انضموا الى ابشالوم. فصلى داود: «حمق يارب مشورة اخيتوفل».
 
32- عندما وصل داود الى قمة الجبل سجد للرب، ثم شاهد حوشاي الاركي في انتظاره، ممزق الثياب معفر الراس بالتراب،
33- فقال له داود: «اذا جئت معي تصبح عبئا علي،
34- ولكن اذا رجعت الى المدينة وقلت لابشالوم: انا اكون خادما لك ايها الملك، فقد خدمت اباك منذ زمن، وها انا الآن خادم لك، فانك بذلك تبطل لي مشورة اخيتوفل.
35- وستجد معك صادوق وابياثار الكاهنين فاخبرهما بكل ما تسمعه في مجلس ابشالوم
36- فيرسلا ابنيهما اخيمعص ويوناثان ليبلغاني بكل ما سمعاه».
37- فعاد حوشاي مستشار داود الى المدينة بينما كان ابشالوم يدخلها.
 
15 10   كتاب صموئيل الثاني 016 داود
1- وعندما عبر داود قمة الجبل لاقاه صيبا خادم مفيبوشث بحمارين محملين بمئتي رغيف خبز ومئة عنقود زبيب ومئة قرص تين وزق خمر.
2- فقال الملك لصيبا: «لمن كل هذا؟» فاجاب صيبا: «الحماران لركوب عائلة الملك، والخبز والتين لياكلها الرجال، والخمر لمن اعيا في الصحراء».
3- فساله الملك: «واين حفيد سيدك؟» فاجاب صيبا: «هو مقيم في اورشليم لانه حدث نفسه قائلا: اليوم يرد لي بيت اسرائيل مملكة جدي».
4- فقال الملك لصيبا: «لقد وهبتك كل ما يمتلكه مفيبوشث». فقال صيبا: «انني انحني امامك بخضوع، لعلني احظى برضى سيدي الملك».
 
5- وعندما وصل الملك داود الى بحوريم خرج رجل من هناك ينتمي الى عشيرة شاول، يدعى شمعي بن جيرا، وراح يكيل له الشتائم،
6- ورشق داود ورجاله والشعب الذي معه والابطال الملتفين عن يمينه ويساره بالحجارة.
7- وهو يردد في شتائمه: «اخرج! اخرج يارجل الدماء ورجل بليعال!
8- لقد رد الرب عليك كل ما سفكته من دماء بيت شاول الذي ملكت عوضا عنه، وقد سلم الرب المملكة الى ابشالوم ابنك. وها انت غارق في شر اعمالك لانك رجل دماء».
9- فقال ابيشاي ابن صروية للملك: «لماذا يشتم هذا الكلب الميت سيدي الملك؟ دعني اهجم عليه فاقطع راسه».
10- فقال الملك: «ليس هذا من شانكم يابني صروية. دعوه يشتم لان الرب قال له اشتم داود. فمن يقدر ان يسال: لماذا تفعل هذا؟»
11- وقال الملك لابيشاي وسائر رجاله: «هوذا ابني الذي خرج من صلبي يسعى لقتلي، فكم بالحري هذا البنياميني. دعوه يشتم لان الرب امره بشتمي.
12- لعل الرب ينظر الى مذلتي، ويكافئني خيرا عوض شتائمه في هذا اليوم».
13- وتابع داود ورجاله المسير في الطريق، ولكن شمعي ظل يمشي بمحاذاتهم على الجانب الآخر من الجبل وهو يكيل لهم الشتائم ويرشقهم بالحجارة ويذري عليهم التراب.
14- وعندما وصل الملك والشعب الذي معه ضفاف الاردن كان الاعياء قد اصابهم، فاستراحوا هناك.
 
15- اما ابشالوم واتباعه من رجال اسرائيل، واخيتوفل، فقد دخلوا اورشليم.
16- وجاء حوشاي الاركي مستشار داود الى ابشالوم هاتفا: «ليحي الملك! ليحي الملك!»
17- فقال له ابشالوم: «ابهذه الطريقة تكافيء صديقك؟ لماذا لم تذهب معه؟»
18- فاجاب: «لا، انني اخدم واقيم مع من اختاره الرب وهذا الشعب وكل رجال اسرائيل.
19- ثم من اخدم؟ الست اخدم ابنه؟ فكما خدمت في حضرة ابيك كذلك اخدم بين يديك».
 
20- وسال ابشالوم اخيتوفل: «اشيروا ماذا نفعل؟»
21- فاجاب اخيتوفل: «ادخل وضاجع محظيات ابيك اللواتي تركهن للمحافظة على القصر، فيسمع جميع بني اسرائيل انك قد صرت مكروها لدى ابيك، فتتشدد ايدي مناصريك».
22- فنصبوا لابشالوم الخيمة على السطح، ودخل لمضاجعة محظيات ابيه على مراى جميع الاسرائيليين.
23- وكانت مشورات اخيتوفل التي يسديها في تلك الايام تحظى بقبول داود وابشالوم لانها كانت في اعتبارهما كانها صادرة عن فم الله
 
16 10   كتاب صموئيل الثاني 017 داود
1- وقال اخيتوفل لابشالوم: «دعني اختار اثني عشر الف رجل لاقوم واتعقب بهم داود هذه الليلة،
2- فاهاجمه وهو متعب خائر القوى، فاثير الذعر بين رجاله، فينفضون من حوله، واقتل الملك وحده.
3- وارد جميع الشعب اليك، لان موت الرجل الذي تطلبه معناه رجوع الجميع للالتفاف حولك، ولا ينال الاذى اي واحد من الناس».
4- فاستحسن ابشالوم وقادة بني اسرائيل هذا الراي.
 
5- غير ان ابشالوم قال: «استدعوا حوشاي الاركي لنستمع الى ما يرتئي».
6- فلما اقبل حوشاي اطلعه ابشالوم على راي اخيتوفل ثم ساله: «انعمل برايه ام لا؟ تكلم انت».
7- فاجاب حوشاي: «مشورة اخيتوفل ليست صائبة هذه المرة»،
8- ثم اضاف: «انت تعلم ان اباك ورجاله هم ابطال يعصف بهم غضب جامح كدبة متوحشة مثكل، وان اباك رجل قتال متمرس لا يبيت مع قواته.
9- ولعله الآن مختبيء في خندق او مكان آخر. وما ان يقتل بعض رجالك في بدء الحرب ويذيع خبرهم حتى يشيع ان جيش ابشالوم قد كسر،
10- فيذوب قلب من هو في شجاعة الاسد من رجالك، لان جميع بني اسرائيل يعلمون ان اباك جبار حرب، وان رجاله ابطال صناديد.
11- لهذا اقترح ان تجند جيش اسرائيل كله من دان الى بئر سبع، فيكون عدده كرمل البحر في الكثرة، وتقودهم انت الى المعركة.
12- ثم تهاجم اباك حيث هو معسكر، وتسقط عليه كتساقط الندى على الارض، فتقضي عليه وعلى جميع رجاله ولا يسلم احد ممن معه.
13- واذا لجا الى مدينة يحاصر جميع اسرائيل تلك المدينة، ويجرونها بحبال الى الوادي حتى لا يبقى لها اثر».

14- فقال ابشالوم وسائر رجال اسرائيل: «ان راي حوشاي الاركي افضل من راي اخيتوفل». لان الرب اراد ان يبطل مشورة اخيتوفل الصائبة لكي يحل الشر بابشالوم.
 
15- وابلغ حوشاي صادوق وابياثار الكاهنين ما اشار به اخيتوفل على ابشالوم وعلى شيوخ اسرائيل، كما اطلعهما على ما اشار هو به عليهم وقال:
16- «والآن اسرعا بابلاغ داود وقولا له: لا تبت الليلة في سهول الصحراء، بل اعبر النهر، لئلا يتم ابتلاع الملك وجميع الشعب الذي معه».
17- وكان يوناثان واخيمعص منتظرين عند روجل متواريين عن اعين الرقباء. فانطلقت جارية واخبرتهما بما يجري. واذ كانا ماضيين لابلاغ داود
18- شاهدهما غلام واخبر ابشالوم، فاسرعا يختبئان في بيت رجل في بحوريم في بئر في فناء داره.
19- واخذت زوجة الرجل غطاء ووضعته على فم البئر، ونثرت عليه حبوبا لتجف، فلم يشك احد انهما في داخل البئر.
20- فجاء رجال ابشالوم الى البيت وسالوا المراة: «اين اخيمعص ويوناثان؟» فاجابت: «قد اجتازا الجدول وذهبا». وبعد ان اخفقوا في العثور عليهما رجعوا الى اورشليم.

21- وبعد ذهاب اعوان ابشالوم خرجا من البئر ومضيا وقالا للملك داود: «قوموا مسرعين واجتازوا النهر، لان هكذا اشار اخيتوفل ضدكم».
22- فهب داود وجميع من معه من الشعب واجتازوا نهر الاردن. وما ان انبلج الصباح حتى كان الجميع قد عبروا الى ضفة النهر الاخرى.
 
23- وعندما راى اخيتوفل ان مشورته لم يعمل بها، ركب حماره وتوجه الى بيته في مسقط راسه، ثم نظم شؤون عائلته، وخنق نفسه فمات، ودفن في قبر ابيه.
 
24- فوصل داود محنايم، كما اجتاز ابشالوم الاردن مع جميع رجال اسرائيل.
25- وعين ابشالوم عماسا بدل يوآب قائدا للجيش. وكان عماسا ابن رجل يدعى يثرا الاسرائيلي الذي تزوج من ابيجايل بنت ناحاش، اخت صروية ام يوآب.
26- وعسكر ابشالوم والاسرائيليون في ارض جلعاد
27- وما ان وصل داود الى محنايم حتى جاء شوبي بن ناحاش من ربة بني عمون، وماكير بن عميئيل من لودبار، وبرزلاي الجلعادي من روجليم،
28- وقدموا فرشا وطسوسا وآنية خزف وحنطة وشعيرا ودقيقا وفريكا وفولا وعدسا وحمصا مشويا،
29- وعسلا وزبدة وغنما وجبن بقر، لداود وللشعب الذي معه لياكلوا قائلين: «لابد ان الشعب جائع وعطشان وخائر في الصحراء».
 
17 10   كتاب صموئيل الثاني 018 داود
1- واحصى داود جيشه وعين عليهم قادة الوف ومئات،
2- ثم قسمهم الى ثلاث فرق، جعل يوآب على واحدة منها، وابيشاي ابن صروية اخا يوآب على الثانية، واتاي الجتي على الفرقة الثالثة. وقال الملك لرجاله: «اني ايضا اخرج معكم».
3- لكن الشعب قال: «لا تخرج معنا، لاننا اذا انهزمنا فانهم لا يبالون بنا. واذا مات نصفنا فلا يكترثون بنا ايضا. اما انت فانك تعادل عشرة آلاف منا، ومن الافضل ان تمكث في المدينة وتسعفنا بنجدة ان دعا الامر».
4- فاجابهم الملك: «سافعل ما يروق لكم». ووقف الملك الى جوار بوابة المدينة يشيع مئات والوف الجنود الخارجين للقتال.
5- واوصى الملك يوآب وابيشاي واتاي قائلا: «ترفقوا من اجلي بالفتى ابشالوم»، وسمع الجنود حين اوصى الملك كل قادته بابشالوم.
 
6- وانطلق الجيش الى السهل لمحاربة اسرائيل، فدارت معركة في غابة افرايم،
7- انتهت بهزيمة جيش اسرائيل امام قوات داود، وقتل منهم عشرون الفا في مجزرة ذلك اليوم.
8- واتسعت رقعة القتال، وافترست الغابة من الجيش اكثر من الذين افترسهم السيف في ذلك اليوم.
9- وفي اثناء المعركة التقى ابشالوم ببعض رجال داود، وكان يركب آنئذ على بغل مر به تحت شجرة بلوط ضخمة ذات اغصان كثيفة متشابكة، فعلق شعره باحد فروعها، ومر البغل من تحته وتركه متدليا بين السماء والارض.
10- فرآه رجل واخبر يوآب: «رايت ابشالوم معلقا بشجرة البلوط».
11- فقال له يوآب: «رايته معلقا ولم تقتله؟! لو فعلت، لاعطيتك عشرة قطع من الفضة، وحزام المحارب».
12- فاجاب الرجل: «ولو اعطيتني الفا من الفضة لما كنت امد يدي الى ابن الملك، لان الملك اوصاك على مسمع منا انت وابيشاي واتاي قائلا: ليحرص كل واحد منكم على حياة ابشالوم،
13- ولو قتلت ابنه لكنت قد ارتكبت جناية في حق الملك الذي لا تخفى عليه خافية، ولكنت انت نفسك وقفت ضدي».
14- فقال يوآب: «لا يمكنني ان اصبر هكذا امامك» واخذ بيده ثلاثة سهام انشبها في قلب ابشالوم، وهو ما برح حيا معلقا بشجرة البلوط.
15- ثم احاط بالشجرة عشرة غلمان، حاملي سلاح يوآب، واجهزوا على ابشالوم فمات.
16- ونفخ يوآب بالبوق فارتد جيش داود عن تعقب الاسرائيليين لان يوآب حال دون ذلك.
17- وانزلوا ابشالوم وطرحوه في الغابة في حفرة عميقة، واهالوا عليه رجمة كبيرة جدا من الحجارة. وهرب كل جندي من جيش اسرائيل الى بيته.
18- وكان ابشالوم قد اقام لنفسه في اثناء حياته نصبا تذكاريا في وادي الملك، لانه قال: «ليس لي ابن يحمل اسمي من بعدي». ومازال هذا النصب معروفا بنصب ابشالوم الى هذا اليوم.
 
19- وقال اخيمعص بن صادوق ليوآب: «دعني اهرع لابشر الملك ان الله قد انتقم له من اعدائه».
20- فاجابه يوآب: «لا، لست انت الذي تحمل بشارة في هذا اليوم، دعها لفرصة اخرى اذ لا بشارة في هذا اليوم لان الميت هو ابن الملك».
21- وقال يوآب لرجل كوشي: «اذهب وابلغ الملك بما شاهدت». فسجد الكوشي ليوآب ومضى مسرعا.
22- والح اخيمعص بن صادوق على يوآب قائلا: «مهما حدث، دعني اجر وراء الكوشي ايضا». فقال يوآب: «لماذا تجري انت ياابني، ولست تحمل بشارة تكافا عليها؟»
23- فقال له: «مهما كان الامر دعني اجر». فاذن له، فجرى اخيمعص في طريق الغور وسبق الكوشي.

24- وبينما كان داود جالسا في الساحة الفاصلة بين البوابة الخارجية والبوابة الداخلية طلع الرقيب الى السور فوق سطح الباب، وتلفت حوله واذا به يرى رجلا يركض وحده،
25- فابلغ الرقيب الملك، فقال الملك: «ان كان وحده فهو حامل بشرى». وفي اثناء اقتراب الرسول
26- راى الرقيب رجلا آخر يركض، فقال للبواب: «هوذا رجل آخر يجري وحده». فقال الملك: «وهذا ايضا مبشر».
27- وعاد الرقيب يقول: «اني ارى عدو الاول كعدو اخيمعص بن صادوق». فقال الملك: «هذا رجل صالح يحمل بشرى سارة».
28- وعندما وصل اخيمعص هتف: «سلام للملك» وسجد امامه الى الارض ثم قال: «تبارك الرب الهك الذي اظفرك بالقوم الذين تمردوا على سيدي الملك».
29- فسال الملك: «اسالم الفتى ابشالوم؟» فاجاب اخيمعص: «حين ارسلني اليك عبدك يوآب رايت هناك جلبة لم ادرك دواعيها».
30- فقال له الملك: «تنح جانبا وانتظر هنا». فتنحى ووقف ينتظر.
31- واذا بالكوشي مقبل قائلا: «بشرى لسيدي الملك، لان الرب قد انتقم لك اليوم من جميع الثائرين عليك».
32- فسال الملك الكوشي: «اسالم الفتى ابشالوم؟» فاجابه: «ليكن اعداء سيدي الملك وجميع من ثار عليك عدوانا كالفتى ابشالوم».
33- فارتعش الملك وصعد الى علية البوابة باكيا يذرع ارض الحجرة قائلا: «ياابني، ياابني ابشالوم. ياليتني مت عوضا عنك ياابشالوم ياابني. آه ياابني».
 
18 10   كتاب صموئيل الثاني 019 داود
1- وقيل ليوآب: «هوذا الملك يبكي وينوح على ابشالوم».
2- فتحول النصر في ذلك اليوم لدى جميع الجيش الى مناحة، اذ شاع بينهم ان الملك قد حزن جدا على مصرع ابنه.
3- فتسلل افراد الجيش عائدين الى المدينة كما يتسلل قوم لحق بهم عار الهزيمة.
4- واخفى الملك وجهه بيديه صارخا بصوت عظيم: «ياابني ابشالوم، ياابشالوم ابني، ابني».
5- فتوجه يوآب الى البيت وقال للملك: «لقد اخجلت اليوم جميع رجالك الذين انقذوك انت وابناءك وبناتك ونساءك ومحظياتك،
6- بمحبتك لمبغضيك وبغضك لمحبيك، فقد ابديت اليوم بوضوح انه لا اعتبار لديك للرؤساء ولا للعبيد، لاني ادركت اليوم انه لو كان ابشالوم حيا وكلنا هلكنا، لطاب الامر لك.
7- فقم الآن واخرج واشرح قلوب رجالك، لاني قد اقسمت بالرب انه ان لم تخرج، فلن يبقى معك احد الليلة، فيكون هذا الامر اسوا عليك من كل كارثة اصابتك منذ صباك الى الآن».
8- فقام الملك وجلس عند بوابة المدينة. فذاع الخبر بين جميع اوساط الجيش ان الملك جالس عند البوابة، فاقبل الجيش اليه. اما الاسرائيليون فهربوا لائذين ببيوتهم.
 
9- ونشبت خصومات بين جميع اسباط اسرائيل قائلين: «ان الملك قد انقذنا من قبضة اعدائنا، وخلصنا من حكم الفلسطينيين، وها هو قد هرب من الارض لينجو من ابشالوم.
10- وابشالوم الذي نصبناه ملكا علينا مات في الحرب. فالآن لماذا انتم متقاعسون عن ارجاع الملك؟»
11- وبعث الملك داود الى صادوق وابياثار الكاهنين قائلا: «اسالا شيوخ اسرائيل لماذا تكونون آخر من يطالب بعودة الملك الى مقره، وقد بلغ مسامع الملك في بيته كل ما قيل في اسرائيل؟
12- انتم اخوتي وعظمي ولحمي، فلماذا تكونون آخر من يطالب بارجاع الملك.
13- وقولا لعماسا: الست انت من لحمي وعظمي؟ فليعاقبني الرب اشد عقاب ويزد، ان لم اجعلك طوال حياتك قائدا لجيشي بدل يوآب».
14- فاستمال بذلك قلوب جميع رجال يهوذا كرجل واحد، فارسلوا اليه يناشدونه الرجوع قائلين: «عد انت وجميع رجالك».
15- فرجع الملك حتى بلغ الاردن، فتوافد رجال يهوذا الى الجلجال لاستقباله والعبور به نهر الاردن.
 
16- واسرع شمعي بن جيرا البنياميني، الذي من بحوريم، ورافق رجال يهوذا لاستقبال الملك داود،
17- ومعه الف رجل من سبط بنيامين، كما جاء صيبا خادم شاول ومعه اولاده الخمسة عشر وعبيده العشرون، وخاضوا نهر الاردن امام الملك.
18- واذ اجتازوا المخاضة لمواكبة بيت الملك وعمل ما يستحوذ على رضاه، مثل شمعي بن جيرا امام الملك عند عبوره الاردن وسجد له متوسلا
19- قائلا: «ليغفر لي سيدي الملك اثمي ولا يذكر افتراء عبده عليه عندما خرج الملك من اورشليم، ولا يكتم ذلك في قلبه،
20- لان عبدك قد ادرك اني قد اخطات، ها انا قد جئت اليوم في طليعة بيت يوسف لاستقبال سيدي الملك».
21- فقال ابيشاي بن صروية: «الا ينبغي ان يقتل شمعي لاجل هذا؟ لقد شتم مختار الرب».
22- فقال داود: «كفا عني ياابني صروية، فلماذا تقاومانني؟ ايقتل اليوم احد في اسرائيل؟ الست انا الآن ملك اسرائيل؟»
23- ثم قال الملك لشمعي: «لن تموت». واقسم له على ذلك.
 
24- وكذلك جاء مفيبوشث حفيد شاول للقاء الملك، وكان قد اهمل الاعتناء برجليه ولحيته، ولم يغسل ثيابه منذ اليوم الذي غادر فيه الملك اورشليم الى حين رجوعه سالما.
25- وعندما جاء للقائه في اورشليم ساله الملك: «لماذا لم تات معي يامفيبوشث؟»
26- فاجاب: «ان عبدك ياسيدي الملك اعرج، فقلت لنفسي. اسرج حماري واركب عليه وامضي مع الملك، ولكن صيبا وكيل اعمالي خدعني،
27- ووشى بعبدك بهتانا الى سيدي الملك، وسيدي الملك كملاك الله. فافعل ما يروق لك.
28- ان كل بيت ابي لا يستحقون منك شيئا سوى الموت، ولكنك اكرمتني، فجعلت عبدك بين الآكلين على مائدتك، فاي حق لي بعد اطالب به الملك؟»
29- فاجابه الملك: «كفاك حديثا عن شؤونك، لقد امرت ان تقسم انت وصيبا الحقول».
30- فقال مفيبوشث: «فلياخذها كلها بعد ان عاد سيدي الملك الى بيته بسلام».
 
31- ونزل برزلاي الجلعادي من روجليم وعبر الاردن مع الملك ليشيعه من هناك.
32- وكان برزلاي قد طعن في السن وبلغ الثمانين عاما، وكان قد عال الملك عند اقامته في محنايم لانه كان رجلا ثريا جدا.
33- فقال الملك لبرزلاي: «تعال معي لاورشليم فاقوم على اعالتك»
34- فاجاب برزلاي: «كم بقي لي من العمر حتى اصعد مع الملك الى اورشليم؟
35- انا اليوم قد بلغت الثمانين، فهل استطيع ان اميز بين الطيب والرديء؟ وهل يلتذ عبدك بما ياكل ويشرب؟ وهل مازلت قادرا على الاستماع الى اصوات المغنين والمغنيات؟ فلماذا يصبح عبدك عبئا على سيدي الملك؟
36- ليرافق عبدك موكبك قليلا بعد عبورك نهر الاردن. ولكن علام يكافئني الملك هذه المكافاة؟
37- دعني ارجع لاموت في مدينتي بجوار ضريح ابي وامي، وها هو ولدي كمهام يذهب مع سيدي الملك فكافئه بما يحلو لك».
38- فاجاب الملك: «ليرافقني كمهام فاجزل له ما يروق لك من مكافاة وكل ما تتمناه مني البيه لك».
39- فاجتاز جميع الشعب نهر الاردن وكذلك فعل الملك. وقبل الملك برزلاي وباركه، ثم قفل هذا راجعا الى محل اقامته.

40- وتوجه الملك الى الجلجال يرافقه كمهام وسائر شعب يهوذا الذين واكبوه مجتازين به نهر الاردن، وكذلك نصف شعب اسرائيل.
 
41- واجتمع رجال اسرائيل وقالوا للملك: «لماذا اخذك اخوتنا رجال يهوذا خفية، وعبروا الاردن بالملك وباهل بيته وبكل رجال داود؟»
42- فاجاب رجال يهوذا رجال اسرائيل: «لان الملك قريب لنا، فماذا يثير غيظكم في هذا الامر؟ هل اكلنا شيئا من مؤونة الملك؟ هل نلنا مكافاة على ذلك؟»
43- فقال رجال اسرائيل لرجال يهوذا: «ان لنا عشرة سهام في الملك، ونحن اولى منكم بداود، فلماذا استخففتم بنا؟ اولم نكن نحن اول من تحدث عن ارجاع ملكنا؟» فكان رد رجال يهوذا اغلظ من كلام رجال اسرائيل.
 
19 10   كتاب صموئيل الثاني 020 داود
1- وحدث ان كان هناك رجل لئيم يدعى شبع بن بكري من سبط بنيامين، فنفخ هذا بالبوق وقال: «ليس لنا نصيب في داود ولا قسم في ابن يسى، فليرجع كل رجل الى خيمته يااسرائيل».
2- فتخلى كل رجال اسرائيل عن داود وتبعوا شبع بن بكري، واما رجال يهوذا فلازموا ملكهم وواكبوه من الاردن الى اورشليم.
3- وعندما استقر الملك في مقره في اورشليم حجز المحظيات العشر اللواتي تركهن لحفظ القصر وكان يعولهن، ولكنه امتنع عن معاشرتهن، وبقين كالارامل محجوزات حتى يوم وفاتهن.
 
4- وقال الملك لعماسا: «احشد لي رجال يهوذا في ثلاثة ايام واحضر انت الى هنا».
5- فانطلق عماسا ليجند رجال يهوذا، ولكنه تاخر عن الموعد الذي حدده له الملك.
6- فقال داود لابيشاي: «قد يسبب شبع الآن لنا اذى اكثر مما سببه ابشالوم، اسرع خذ حرسي الخاص وتعقبه لئلا يلجا الى مدن حصينة ويفلت من بين ايدينا».
7- فمضى ابيشاي على راس رجال يوآب والجلادين والسعاة والمحاربين الاشداء، واندفعوا من اورشليم ليتعقبوا شبع بن بكري.
8- وعندما وصلوا عند الصخرة العظيمة في جبعون، اقبل اليهم عماسا. وكان يوآب مرتديا ثوبه العسكري متنطقا على حقويه بحزام معلق به سيف في غمده، فلما خرج للقائه اندلق السيف من الغمد.
9- فقال يوآب لعماسا: «اتتمتع بالعافية يااخي؟» وقبضت يد يوآب اليمنى على لحية عماسا وكانه يهم بتقبيله.
10- ولم يحترز عماسا من السيف الذي كان بيد يوآب، فطعنه به، فاندلقت امعاؤه الى الارض ولم يثن عليه لانه مات على الفور، وتابع يوآب وابيشاي تعقبهما لشبع بن بكري.
11- فوقف احد غلمان يوآب عند جثة عماسا صائحا: «من هو معجب بيوآب وولاؤه لداود فليتبع يوآب».
12- وكان عماسا راقدا في وسط الطريق غارقا في دمائه، ولما راى الرجل ان كل الجنود المارين يتوقفون عنده، نقل جثة عماسا من الطريق الى الحقل وغطاها بثوب.
13- وما لبث، بعد نقل الجثة من الطريق، ان لحق كل جندي بيوآب لمطاردة شبع بن بكري.
 
14- ودار شبع على جميع اسباط اسرائيل حتى آبل وبيت معكة وسائر منطقة البيريين فالتفوا حوله وانضموا اليه.
15- وجاءت قوات يوآب وحاصرته في آبل بيت معكة، واقاموا متراسا مرتفعا ازاء المدينة في مواجهة استحكامات السور وشرعوا في هدمه.

16- فنادت امراة حكيمة من المدينة: «اسمعوا، اسمعوا! قولوا ليوآب، ادن من هنا لاكلمك».
17- فتقدم اليها، فقالت المراة: «اانت يوآب؟» فاجاب: «انا هو». فقالت له: «اصغ الى كلام امتك». فقال: «انا سامع»
18- فتكلمت المراة: «كانوا قديما يقولون: ان اردت الحصول على جواب (حكيم) فانك تجده في آبل، وكان هذا يحسم كل جدال.
19- انا واحدة من بين بقية المسالمين في اسرائيل، وانت تبغي تدمير مدينة هي ام في اسرائيل، فلماذا تريد ان تبتلع ميراث الرب؟»
20- فاجاب يوآب: «معاذ الله، معاذ الله ان ابتلع او ان ادمر.
21- ان الامر ليس كذلك، انما هناك رجل من جبل افرايم يدعى شبع بن بكري تطاول على الملك داود. سلموه وحده فانصرف عن المدينة». فقالت المراة ليوآب: «عما قليل يطرح اليك راسه من على السور».
22- وتداولت المراة مع الشعب كله فاقنعتهم بسداد رايها، فقطعوا راس شبع بن بكري والقوه الى يوآب، فنفخ بالبوق، ففكوا الحصار عن المدينة، وعاد كل واحد الى بيته، واما يوآب فرجع الى الملك في اورشليم.

23- وكان يوآب القائد العام على جميع جيش اسرائيل، وبناياهو بن يهوياداع قائد حرس الملك،
24- وادورام مسئولا عن فرق الاشغال الشاقة، ويهوشافاط بن اخيلود المسجل التاريخي،
25- وشيوا كاتب الملك، وصادوق وابياثار كاهنين.
26- اما عيرا اليائيري فكان كاهن داود الخاص.
 
20 10   كتاب صموئيل الثاني 021 داود
1- وحدثت مجاعة في اثناء حكم داود استمرت ثلاث سنوات متتالية، فالتمس داود وجه الرب. فاجابه الرب: «هذا من اجل ما ارتكبه شاول واهل بيته الملطخة ايديهم بدماء الجبعونيين الذين قتلوهم.
2- فاستدعى الملك الجبعونيين، وهم من بقايا شعب الاموريين الذين وقع معهم الاسرائيليون معاهدة صلح، ولكن شاول سعى للقضاء عليهم من فرط غيرته على بني يهوذا واسرائيل.
3- وقال داود لهم: «ماذا اصنع لكم؟» كيف يمكن ان اعوض عما نالكم من ضرر، فتدعون بالبركة لميراث الرب؟»
4- فاجابه الجبعونيون: «لا نريد مالا ولا فضة من شاول ولا من اهل بيته، ولا نبغي ان نميت احدا في اسرائيل». فقال لهم: «مهما طلبتم افعله لكم»
5- فقالوا للملك: «اعطنا سبعة رجال من بني الرجل الذي افنانا وتآمر علينا ليبيدنا فلا نقيم في كل ارض اسرائيل،
6- فنصلبهم للرب في جبعة شاول مختار الرب». فاجاب الملك: «انا اعطيكم».
7- واشفق الملك على مفيبوشث بن يوناثان من اجل ما بين داود ويوناثان بن شاول من عهد الرب،
8- فاخذ الملك، ارموني ومفبيوشث ابني رصفة ابنة اية اللذين ولدتهما لشاول، وابناء ميكال ابنة شاول الخمسة الذين انجبتهم لعدريئيل ابن برزلاي المحولي.
9- وسلمهم الى الجبعونيين، فصلبوهم على الجبل في حضرة الرب. فقتل السبعة معا في بداية موسم حصاد الشعير.
 
10- فاخذت رصفة ابنة اية مسحا فرشته على الصخر من بداية الحصاد حتى هطول الامطار على الجثث، ومنعت الجوارح من الانقضاض عليها نهارا، والوحوش من افتراسها ليلا.
11- وعندما بلغ داود ما فعلته رصفة ابنة اية محظية شاول،
12- ذهب واخذ عظام شاول وعظام يوناثان ابنه من اهل يابيش جلعاد، الذين سرقوها من شارع بيت شان حيث علقها الفلسطينيون بعد قضائهم عليهما في جلبوع،
13- فاصعد من هناك عظام شاول ويوناثان ابنه، كما تم جمع عظام المصلوبين.
14- ودفنوها في ارض بنيامين في صيلع في قبر قيس ابي شاول. وعندما تم تنفيذ ما امر به الملك استجاب الله الصلاة من اجل اخصاب الارض.
 
15- ودارت حرب بعد ذلك بين الفلسطينيين واسرائيل، فخاض داود ورجاله المعركة لمحاربة الفلسطينيين، ولكن الاعياء اصاب داود.
16- وهم يشبي بن بنوب، احد ابناء رافا، ان يقتل داود، وكان وزن رمحه النحاسي ثلاث مئة شاقل (نحو ثلاثة كيلوجرامات ونصف)، وقد تقلد سيفا جديدا.
17- فانجده ابيشاي بن صروية، وضرب الفلسطيني وقتله. حينئذ اقسم رجال داود عليه قائلين: «لا تخرج معنا بعد الآن الى الحرب، ولا تطفيء بموتك سراج اسرائيل».

18- ونشبت بعد ذلك معركة اخرى مع الفلسطينيين في جوب، فقتل سبكاي الحوشي ساف احد ابناء رافا.

19- ووقعت حرب ثالثة في جوب مع الفلسطينيين قتل فيها الحانان بن يعري البيتلحمي جليات الجتي الذي كانت قناة رمحه في حجم نول النساجين.
20- وجرت معركة رابعة في جت، كان من المحاربين فيها رجل طويل القامة له ست اصابع في كل يد وفي كل قدم. فكانت في جملتها اربعة وعشرين اصبعا، وهو ايضا من ابناء رافا.
21- وعندما حقر اسرائيل، قتله يوناثان بن شمعى اخي داود.
22- وهكذا قتل داود ورجاله هؤلاء الاربعة الذين ولدوا لرافا في جت.
 
21 10   كتاب صموئيل الثاني 022 داود
1- وخاطب داود الرب بابيات هذا النشيد في اليوم الذي انقذه فيه الرب من كل اعدائه، ومن شاول:
2- «الرب صخرتي وحصني ومنقذي.
3- الهي صخرتي به احتمي، ترسي وركن خلاصي. هو حصني وملجاي ومخلصي. انت تخلصني من الظالمين.
4- ادعو الرب الجدير بكل حمد فيخلصني من اعدائي.
5- طوقتني امواج الموت وسيول الهلاك غمرتني.
6- احاطت بي حبال الهاوية، واطبقت علي فخاخ الموت.
7- في ضيقي دعوت الرب، وبالهي استغثت، فسمع صوتي من هيكله، وبلغ صراخي اذنيه.
8- عندئذ ارتجت الارض وتزلزلت. ارتجفت اساسات السماوات واهتزت لان الرب غضب.
9- نفث انفه دخانا، واندلعت نار آكلة من فمه، فاتقد منها جمر.
10- طاطا السماوات ونزل، فكانت الغيوم المتجهمة تحت قدميه.
11- امتطى مركبة من ملائكة الكروبيم وطار وتجلى على اجنحة الريح.
12- احاطت به الظلمة كالمظلات واكتنفته السحب المتكاثفة واللجج.
13- من بهاء طلعته توهجت جمرات نار.
14- ارعد الرب من السماء واطلق العلي صوته.
15- اطلق سهامه فبدد الاعداء، وارسل بروقه فازعجهم.
16- ظهرت مجاري المياه العميقة وانكشفت اسس المسكونة من زجر الرب ومن ريح انفه اللافحة.
17- مد الرب يده من العلى وامسكني، انتشلني من السيول الغامرة.
18- انقذني من عدوي القوي، وخلصني من مبغضي لانهم كانوا اقوى مني.
19- تصدوا لي في يوم بليتي، فكان الرب سندي.
20- اقتادني الى موضع رحيب، انقذني لانه سر بي.
21- يكافئني الرب حسب بري. ويعوضني حسب طهارة يدي.
22- لاني سلكت دائما في طرق الرب، ولم اعص الهي.
23- جعلت احكامه دائما نصب عيني ولم احد عن فرائضه.
24- فكنت كاملا لديه، وصنت نفسي من الاثم.
25- فيكافئني الرب وفقا لبري، وبحسب طهارتي امام عينيه.

26- مع الرحيم تكون رحيما، ومع الكامل تكون كاملا.
27- مع الطاهر تكون طاهرا، ومع المعوج تكون معوجا.
28- انت تنقذ الشعب المتضايق، اما عيناك فتراقبان المتغطرسين لتخفضهم.
29- يارب انت سراجي. الرب يضيء ظلمتي.
30- لاني بك اقتحم جيشا، وبقوة الهي اخترقت اسوارا.
31- ما اكمل طريق الرب!، ان كلمته نقية، وهو متراس يحمي جميع الملتجئين اليه.
32- لانه من هو اله غير الرب؟ ومن هو صخرة سوى الهنا؟
33- انه الله الذي يسلحني بالقوة، ويجعل طريقي كاملا.
34- يجعل رجلي كرجلي الايل ويقيمني آمنا على المرتفعات.
35- تدرب يدي على فن الحرب فتشد ذراعاي قوسا من نحاس.
36- تعطيني ترس خلاصك، وبلطفك تعظمني.
37- وسعت طريقي تحت قدمي فلم تتعثر رجلاي.
38- اطارد اعدائي فادركهم، ولا ارجع حتى ابيدهم.
39- اقضي عليهم واسحقهم، فلا يستطيعون النهوض، بل يسقطون تحت قدمي.

40- تمنطقني بحزام من القوة تاهبا للقتال وتخضع لسلطاني المتمردين علي.
41- تجعل اعدائي يولون الادبار هربا مني. وافني الذين ييغضونني.
42- يستغيثون ولا من مخلص، ينادون الرب فلا يستجيب لهم.
43- فاسحقهم كغبار الارض، ومثل طين الاسواق ادقهم وادوسهم.
44- تنقذني من مخاصمات الشعب، وتجعلني سيدا للامم حتى صار شعب لم اكن اعرفه عبدا يخدمني.
45- يقبل الغرباء نحوي متذللين، وحالما يسمعون امري يلبونه.
46- الغرباء يخورون، يخرجون من حصونهم مرتعدين.
47- حي هو الرب، ومبارك صخرتي. ومتعال اله خلاصي.
48- الاله المنتقم لي، الذي يخضع الشعوب لسلطاني.
49- منقذي من اعدائي، رافعي على المتمردين ومن الرجل الطاغي يخلصني
50- لذلك اسبحك يارب بين الامم وارنم لاسمك.
51- يامانح الخلاص العظيم لملكه وصانع الرحمة لمسيحه، لداود ونسله الى الابد.
 
22 10   كتاب صموئيل الثاني 023 داود
1- وهذه كلمات داود الاخيرة: هذا ما اوحي به الى داود بن يسى، وما تنبا به الرجل الذي عظمه العلي، الرجل الذي مسحه اله يعقوب. هذا هو مرتل اسرائيل المحبوب.
2- «تكلم روح الرب بفمي، وكلمته نطق بها لساني.
3- اله اسرائيل تكلم، صخرة اسرائيل قال لي: عندما يحكم انسان بعدل على الناس ويتسلط بمخافة الله،
4- فانه يشرق عليهم كنور الفجر، وكالشمس يشع عليهم في صباح صاف، وكالمطر الذي يستنبت عشب الارض.
5- اليست هكذا علاقة بيتي بالله؟ الم يبرم معي عهدا ابديا كاملا ومؤمنا؟ الا يكلل خلاصي بالفلاح ويضمن تحقيق رغائبي؟
6- اما الاشرار فيطرحون جميعا كالشوك، لانهم (يجرحون) اليد التي تلمسهم.
7- وكل من يمسهم يتسلح بحديد وقناة رمح، وتلتهمهم النار جميعا في مكانهم».
 
8- وهذه اسماء رجال داود الابطال: يوشيب بشبث التحكموني، وكان قائد الثلاثة، هاجم برمحه ثماني مئة وقتلهم دفعة واحدة.
9- ويليه العازار بن دودو بن اخوخي، وهو احد الابطال الثلاثة الذين كانوا مع داود حين عيروا الفلسطينيين (في افس دميم) المجتمعين هناك للحرب، وعندما تقهقر رجال اسرائيل،
10- صمد هو وظل يهاجم الفلسطينيين حتى كلت يده ولصقت بالسيف، ووهبه الرب نصرا مؤزرا في ذلك اليوم، وما لبث ان رجع الشعب لنهب الغنائم فقط.
11- ويعقبه شمة بن اجي الهراري. وكان الفلسطينيون قد حشدوا جيشا في قطعة حقل مزروعة بالعدس، فهرب الاسرائيليون امامهم.
12- لكن شمة ثبت في مكانه وسط قطعة الحقل، وقضى على الفلسطينيين، وانقذ الحقل منهم، فوهبه الله النصر عليهم.
13- وفي موسم الحصاد، اقبل هؤلاء الثلاثة من بين الثلاثين رئيسا الى داود اللاجيء الى مغارة عدلام، وكان جيش الفلسطينيين آنئذ معسكرا في وادي الرفائيين،
14- بينما داود معتصما في الحصن، وحامية الفلسطينيين نازلة في بيت لحم.
15- فتاوه داود قائلا: «من يسقيني ماء من بئر بيت لحم القائمة عند بوابة المدينة؟»
16- فاقتحم الابطال الثلاثة معسكر الفلسطينيين، وجلبوا ماء من بئر بيت لحم القائمة عند البوابة، وحملوه الى داود. فلم يشا ان يشربه بل سكبه للرب،
17- قائلا: «معاذ الله ان افعل هذا! انه دم الرجال الذين جازفوا بانفسهم». وهكذا ابى ان يشربه. هذا ما قام به هؤلاء الابطال الثلاثة.

18- وكان ابيشاي اخو يوآب وابن صروية رئيس ثلاثة ايضا. هذا جابه برمحه ثلاث مئة وقتلهم، فذاعت شهرته بين الثلاثة،
19- وارتفعت مكانته عليهم وصار لهم رئيسا، الا انه لم يصل الى مرتبة الثلاثة الاول.
20- وكان بناياهو بن يهوياداع محاربا مجيدا من قبصئيل، هذا صرع بطلي موآب، ونزل الى وسط جب في يوم مثلج وقتل اسدا،
21- كما قضى على رجل مصري عملاق كان يحمل بيده رمحا، فتصدى له بعصا وخطف الرمح من يده وقتله به.
22- هذا ما صنعه بناياهو بن يهوياداع فذاعت شهرته بين الابطال الثلاثة.
23- وارتفعت مكانته على الثلاثين قائدا، ولكنه لم يبلغ مرتبة الثلاثة الاول فعينه داود قائدا لحرسه الخاص.

24- وكان عسائيل اخو يوآب واحدا من الثلاثين رئيسا، وكذلك الحانان بن دودو من بيت لحم،
25- وشمة الحرودي واليقا الحرودي
26- وحالص الفلطي، وعيرا بن عقيش التقوعي
27- وابيعزر العناثوثي، ومبوناي الحوشاتي.
28- وصلمون الاخوخي، ومهراي النطوفاتي.
29- وخالب بن بعنة النطوفاتي، واتاي بن ريباي من جبعة بني بنيامين،
30- وبنايا الفرعتوني، وهداي من اودية جاعش.
31- وابو علبون العرباتي، وعزموت البرحومي.
32- واليحبا الشعلبوني، ويوناثان من بني ياشن.
33- وشمة الهراري، واخيآم بن شارار الاراري،
34- واليفلط بن احسباي ابن المعكي، واليعام بن اخيتوفل الجيلوني.
35- وحصراي الكرملي، وفعراي الاربي،
36- ويجآل بن ناثان من صوبة، وباني الجادي،
37- وصالق العموني، ونحراي البئيروتي حامل سلاح يوآب بن صروية،
38- وعيرا اليثري، وجارب اليثري،
39- واوريا الحثي. وهم في جملتهم سبعة وثلاثون بطلا.
 
23 10   كتاب صموئيل الثاني 024 داود
1- ثم عاد فاحتدم غضب الرب على اسرائيل، فاثار داود عليهم قائلا: «هيا قم باحصاء اسرائيل ويهوذا».
2- فقال الملك ليوآب رئيس جيشه: «تجول بين اسباط اسرائيل من دان الى بئر سبع، وقم باحصاء الشعب، فاعرف جملة عددهم»
3- فاجاب يوآب: «ليضاعف الرب الشعب مئة مثل وانت تتمتع بطول العمر، ولكن لماذا يرغب سيدي الملك في مثل هذا الامر؟»
4- ولكن امر الملك غلب على راي يوآب وعلى رؤساء الجيش، فانصرف يوآب وكبار ضباطه من عند الملك لاحصاء شعب اسرائيل.
5- فاجتازوا نهر الاردن واقاموا جنوبي مدينة عروعير الواقعة وسط وادي جاد مقابل يعزير.
6- وقدموا الى جلعاد الى ارض تحتيم في حدشي، ثم توجهوا نحو دان يعن، واستداروا الى صيدون.
7- ثم انطلقوا الى حصن صور وسائر مدن الحويين والكنعانيين، ومن هناك مضوا الى جنوبي يهوذا الى بئر سبع.
8- وبعد ان طافوا في جميع ارجاء ارض اسرائيل، رجعوا في نهاية تسعة اشهر وعشرين يوما الى اورشليم.
9- ورفع يوآب تقريره المتضمن جملة احصاء الشعب الى الملك، فكان عدد الاسرائيليين القادرين على حمل السلاح ثماني مئة الف من اسرائيل، وخمس مئة الف من يهوذا.
 
10- وبعد ان تم احصاء الشعب اعترى الندم قلب داود، فتضرع الى الرب قائلا: «اخطات جدا بما ارتكبته، فارجوك يارب ان تزيل اثم عبدك لانني تصرفت تصرفا احمق».
11- وقبل ان ينهض داود من نومه صباحا، قال الرب لجاد النبي، رائي داود:
12- «اذهب وقل لداود: هذا ما يقوله الرب، انا اعرض عليك ثلاثة امور، فاختر لنفسك واحدا منها فاجريه عليك».
13- فمثل جاد امام داود وقال: «اختر اما ان تجتاح البلاد سبع سني جوع، او تهرب ثلاثة اشهر امام اعدائك وهم يتعقبونك، او يتفشى وبا في ارضك طوال ثلاثة ايام. ففكر في الامر مليا واخبرني عما استقر عليه ردك على من ارسلني؟»
14- فاجاب داود: «قد ضاق بي الامر، ولكن خير لي ان اقع في يد الرب، لان مراحمه كثيرة من ان اقع بين يدي انسان».
 
15- فافشى الرب وبا في اسرائيل من الصباح حتى نهاية ثلاثة ايام، فمات من الشعب من دان الى بئر سبع سبعون الف رجل.
 
16- ومد ملاك الرب يده فوق اورشليم ليهلكها ولكن اخذت الرب رافة على ما اصاب الشعب من شر وقال للملاك المهلك: «كفى، رد يدك». وكان ملاك الرب عندئذ قد بلغ بيدر ارونة اليبوسي.
17- فقال داود للرب عندما شاهد الملاك المهلك «انا هو المخطيء والمذنب، واما هؤلاء الخراف فماذا جنوا؟ ليحل عقابك علي وعلى بيت ابي».
 
18- فجاء جاد الى داود في ذلك اليوم وقال له: «اذهب الى بيدر ارونة اليبوسي وشيد مذبحا للرب فيه».
19- فانطلق داود حسب كلام جاد الذي امره به الرب.
20- وعندما راى ارونة الملك ورجاله قادمين نحوه، خرج للقائه وخر ساجدا بوجهه على الارض،
21- وسال: «لماذا جاء سيدي الملك الى بيت عبده؟» فاجابه داود: «لاشتري منك البيدر حتى ابني للرب مذبحا فتكف الضربة عن الناس».
22- فقال ارونة لداود: «لياخذه سيدي الملك ويقرب عليه ما يروق له. انظر! ها هي البقر للمحرقات، والنوارج وانيار البقر لتكون حطبا؛
23- ان ارونة يقدم كل هذا للملك». ثم اضاف: «ليرض الرب الهك عنك».
24- فقال الملك: «لا، بل اشتري منك كل هذا بثمن، اذ لن اصعد للرب محرقات مجانية». فاشترى داود البيدر والبقر بخمسين شاقلا من الفضة (نحو ست مئة جرام).
25- وشيد داود هناك مذبحا للرب قرب عليه محرقات وذبائح سلام، فاستجاب الرب الصلاة من اجل الارض وكف الوبا عن اسرائيل.
 
24 11   كتاب الملوك الاول 001 داود
1- وشاخ الملك داود وطعن في السن، فكانوا يدثرونه بالاغطية فلا يشعر بالدفء.
2- فقال له عبيده: «ليلتمس سيدنا الملك فتاة عذراء تخدمك، وتعتني بك وتضطجع في حضنك، فتبعث فيك الدفء».
3- فبحثوا له عن فتاة جميلة في ارجاء اسرائيل، فعثروا على ابيشج الشونمية فاحضروها الى الملك.
4- وكانت الفتاة بارعة الجمال، فصارت له حاضنة، تقوم على خدمته، ولكن الملك لم يعاشرها.
 
5- وعظم ادونيا ابن حجيث نفسه قائلا: «انا املك»، وجهز لنفسه مركبات وفرسانا واستاجر خمسين رجلا يجرون امام موكبه.
6- ولم يغضبه ابوه قط بسؤاله: «لماذا فعلت هكذا؟» وكان ادونيا وسيم الطلعة، وقد انجبته امه بعد ابشالوم.
7- وتداول الامر مع يوآب بن صروية وابياثار الكاهن فاعاناه،
8- واما صادوق الكاهن وبناياهو بن يهوياداع وناثان النبي وشمعي وريعي وسواهم من الابطال من رجال داود فلم ينساقوا معه.
9- وتوجه ادونيا الى عين روجل حيث ذبح غنما وبقرا ومسمنات عند حجر الزاحفة، ودعا جميع اخوته ابناء الملك، وجميع رجال يهوذا من حاشية داود،
10- ولكنه لم يدع ناثان النبي ولا بناياهو، ولا الرجال الابطال ولا سليمان اخاه.
11- فاقبل ناثان النبي الى بثشبع ام سليمان قائلا: «الم تعلمي ان ادونيا ابن حجيث قد ملك، وسيدنا داود لم يعرف بالامر بعد؟
12- فالآن تعالي اشير عليك بما ينقذك وينقذ ابنك سليمان.
13- امضي وادخلي الى الملك داود وقولي له: الم تحلف ياسيدي الملك لجاريتك ان ابني سليمان يكون الملك من بعدي وهو يجلس على عرشي؟ فلماذا ملك ادونيا اذا؟»
14- وفيما انت تخاطبين الملك ادخل وراءك، واؤيد كلامك.
 
15- فمثلت بثشبع امام الملك الشيخ في مخدعه، وكانت ابيشج الشونمية قائمة على خدمته.
16- فاكبت بثشبع على وجهها وسجدت للملك، فسالها الملك: «مالك؟»
17- فاجابته: «لقد حلفت لي بالرب الهك ياسيدي قائلا: «ان سليمان ابني يصبح ملكا من بعدي ويجلس على عرشي»
18- ولكن ها هو ادونيا قد ملك من غير علم منك ياسيدي الملك،
19- وقد ذبح ثيرانا ومسمنات وغنما بوفرة، ودعا جميع ابناء الملك، وابياثار الكاهن، ويوآب رئيس الجيش، ولكن لم يدع سليمان عبدك.
20- ان جميع اعين شعب اسرائيل، ياسيدي الملك، تتجه نحوك في انتظار اعلانك من يخلف سيدي الملك على عرشه.
21- والا حالما ينضم سيدي الملك الى آبائه نعامل انا وابني سليمان معاملة المذنبين».
22- وفيما هي تخاطب الملك جاء ناثان النبي،
23- فقيل للملك: «قد جاء ناثان النبي». فمثل في حضرة الملك وسجد له،
24- وتساءل ناثان: «هل قلت ياسيدي الملك: ان ادونيا يملك من بعدي ويخلفني على عرشي؟
25- لانه قد مضى اليوم وذبح ثيرانا ومسمنات وغنما بوفرة، ودعا جميع ابناء الملك ورؤساء الجيش وابياثار الكاهن، وها هم يحتفلون آكلين شاربين امامه هاتفين: ليحي الملك ادونيا!
26- واما انا وصادوق الكاهن وبناياهو بن يهوياداع وسليمان فلم يدعنا.
27- فهل صدر هذا الامر عن سيدي الملك من غير ان تطلع عبدك عمن يخلفك على عرشك؟»
 
28- فاجاب الملك: «استدع لي بثشبع». فمثلت امام الملك،
29- فحلف الملك: «حي هو الرب الذي انقذ نفسي من كل ضيق،
30- كما اقسمت لك بالرب اله اسرائيل ان ابنك سليمان يملك بعدي ويخلفني على عرشي، هكذا افعل هذا اليوم».
31- فخرت بثشبع على وجهها الى الارض ساجدة للملك وقالت: «ليحي سيدي الملك داود الى الابد!»
 
32- وقال الملك داود: استدع لي صادوق الكاهن وناثان النبي وبناياهو بن يهوياداع». فدخلوا الى حضرة الملك
33- فقال الملك لهم: «خذوا معكم رجال حاشية سيدكم، واركبوا سليمان ابني على بغلتي الخاصة، وانطلقوا به الى جيحون.
34- وليمسحه هناك صادوق الكاهن وناثان النبي ملكا على اسرائيل، وانفخوا بالبوق هاتفين: «ليحي الملك سليمان».
35- ثم اصعدوا وراءه حتى ياتي فيجلس على عرشي، فهو الذي اخترته ليخلفني على عرش اسرائيل ويهوذا».
36- فقال بناياهو بن يهوياداع للملك: «آمين! ليكن هذا ما يعلنه الرب اله سيدي الملك!
37- وكما كان الرب مع سيدي الملك ليكن مع سليمان، ويجعل عرشه اعظم من عرش سيدي الملك داود».
38- ومضى صادوق الكاهن وناثان النبي وبناياهو بن يهوياداع وضباط حرس الملك، واركبوا سليمان على بغلة الملك داود، وانطلقوا به الى جيحون.
39- فاخذ صادوق الكاهن قرن الدهن من الخيمة ومسح سليمان، ونفخوا بالبوق وهتف جميع الشعب: «ليحي الملك سليمان».
40- وصعد جميع الشعب وراء سليمان وهم يعزفون على الناي هاتفين فرحا، حتى ارتجت الارض من اصواتهم.
41- وسمع ادونيا ومدعووه جميعا اصوات الهتاف بعد ان فرغوا من الاكل، وبلغ نفير البوق مسامع يوآب فتساءل: «ما معنى هذا الضجيج في المدينة؟»
42- وفيما هو يتساءل جاء يوناثان بن ابياثار الكاهن، فقال ادونيا: «تعال، فانت رجل كريم تحمل بشائر خير».
43- فاجاب يوناثان ادونيا: «لا ان سيدنا الملك داود قد نصب سليمان ملكا،
44- وبعث معه صادوق الكاهن وناثان النبي وبناياهو بن يهوياداع وضباط حرسه، فاركبوه على بغلة الملك،
45- ومسحه صادوق الكاهن وناثان النبي ملكا في جيحون، ثم صعدوا من هناك فرحين هاتفين، حتى ملا ضجيجهم المدينة. وهذا هو مصدر الصوت الذي سمعتموه.
46- وقد جلس سليمان على كرسي المملكة».
47- وتوافد رجال الملك داود لتهنئته قائلين: «ليجعل الهك اسم سليمان اكثر شهرة من اسمك، وعرشه اعظم من عرشك». فسجد الملك على سريره
48- قائلا: «تبارك الرب اله اسرائيل الذي انعم علي بمن يخلفني على عرشي وانا مازلت على قيد الحياة».
 
49- فاعترت الرعدة جميع مدعوي ادونيا، فقاموا وتفرقوا كل في سبيله.
50- وملا الخوف ادونيا من سليمان، فانطلق مسرعا وتمسك بقرون المذبح.
51- فقيل لسليمان: «ها هو ادونيا قد ملاه الخوف منك، وقد لجا الى المذبح يتمسك بقرونه ويقول: ليحلف لي اليوم سليمان انه لا يقتل عبده بالسيف».
52- فقال سليمان: «ان اثبت صدق ولائه فان شعرة واحدة من راسه لن تسقط الى الارض، ولكن ان اضمر الخيانة والشر فانه حتما يموت».
53- فارسل الملك سليمان من احضره من عند المذبح، فاتى وسجد للملك سليمان، فقال له سليمان: «اذهب الى بيتك».
 
25 11   كتاب الملوك الاول 002 داود
1- وعندما احس داود بدنو اجله، اوصى سليمان ابنه قائلا:
2- «انا ماض الى مصير كل اهل الارض، فتشجع وكن رجلا.
3- احفظ شرائع الهك. سر في سبله واطع فرائضه ووصاياه واحكامه وشهاداته، كما هي مدونة في شريعة موسى، ليحالفك النجاح في كل ما تفعل وحيثما تتوجه،
4- فيحقق الرب وعوده التي وعدني بها قائلا: اذا حفظ بنوك طريقهم وسلكوا امامي باخلاص من كل قلوبهم وانفسهم، فانه لن ينقطع لك رجل عن اعتلاء عرش اسرائيل.
5- انت تعلم ما جناه علي يوآب ابن صروية حين قتل قائدي جيوش اسرائيل: ابنير بن نير وعماسا بن يثر، فسفك دما في وقت السلم، وكانه في خضم حرب، فلطخ بذلك الدم حزام حقويه ونعلي رجليه.
6- فاقض بما تمليه عليك حكمتك، ولا تدع راسه الاشيب يموت في سلام.
7- واصنع معروفا لبني برزلاي الجلعادي، فيكونوا بين الآكلين الدائمين على مائدتك، لانهم وقفوا الى جانبي عند هروبي من وجه ابشالوم اخيك.
8- وهناك ايضا شمعي بن جيرا البنياميني من بحوريم، فقد صب علي اشد اللعنات يوم انطلقت الى محنايم، ولكنه انحدر للقائي عند نهر الاردن مستغفرا، فحلفت له بالرب انني لن اميته بالسيف،
9- اما انت فلا تبرره من ذنبه، وانت رجل حكيم، فانظر ما تعاقبه به. احدر شيبته الى القبر ملطخة بالدم».
10- ثم مات داود ودفن في اورشليم.
11- وكانت فترة حكم داود اربعين سنة، ملك سبع سنين في حبرون وثلاثا وثلاثين سنة في اورشليم.
12- واصبح سليمان ملكا على اسرائيل خلفا لوالده داود، وتثبتت دعائم مملكته.
 
13- وجاء ادونيا بن حجيث الى بثشبع ام سليمان فسالته: «اجئت مسالما؟» فاجابها: «مسالما»،
14- واضاف: «ولدي ما اطلبه منك». فقالت: «تكلم» فقال:
15- «انت تعلمين ان الملك كان من حقي، وان جميع الاسرائيليين قد التفوا حولي لاكون ملكا عليهم، ولكن تحولت الامور، وصار الملك لاخي بمقتضى امر الرب.
16- ولي الآن مطلب واحد، فلا تخيبي املي فيه،
17- اطلبي من سليمان الملك ان يزوجني من ابيشج الشونمية فهو لا يرد لك سولا».
18- فاجابته بثشبع: «انا اخاطب الملك في الامر نيابة عنك».
19- ودخلت بثشبع الى سليمان لترفع اليه مطلب ادونيا، فهب الملك لاستقبالها وسجد لها، ثم جلس على العرش، واعد لها مقعدا ملكيا آخر فجلست عن يمينه،
20- وقالت: «جئت اطلب منك امرا واحدا بسيطا، فلا تردني خائبة». فاجابها: «اسالي ياامي، لاني لن اخيب لك رجاء».
21- فقالت: «زوج ادونيا اخاك من ابيشج الشونمية».
22- فاجابها الملك: «لماذا تطلبين ابيشج الشونمية فقط لادونيا؟ اطلبي له الملك ايضا، فهو اخي الاكبر، فيصبح الملك له ولابياثار الكاهن ويوآب ابن صروية».

23- وحلف سليمان الملك بالرب قائلا: «ليعاقبني الرب اشد عقاب ويزد ان لم يدفع ادونيا حياته ثمنا لهذا المطلب.
24- حي هو الرب الذي ثبتني واجلسني على عرش داود ابي واعطاني ملكا كما وعد. اليوم يموت ادونيا».
25- وارسل الملك سليمان بناياهو بن يهوياداع فقتل ادونيا.
 
26- وقال الملك لابياثار الكاهن: «انطلق الى حقولك في عناثوث وامكث هناك، فانت اليوم مستوجب الموت، ولكنني لن اقتلك، لانك حملت تابوت سيدي الرب امام داود ابي ولانك قاسيت من كل ما قاسى منه ايضا».
27- وطرد سليمان ابياثار من وظيفة الكهنوت، ليتم كلام الرب الذي حكم به على نسل عالي في شيلوه.
28- فبلغ الخبر يوآب الذي كان قد تآمر مع ادونيا وليس مع ابشالوم، فهرب الى خيمة الرب وتشبث بقرون المذبح،
29- فقيل للملك سليمان ان يوآب قد لجا الى خيمة الرب، وها هو مقيم الى جوار المذبح، فامر سليمان بناياهو بن يهوياداع ان يذهب ويقتله.
30- فدخل بناياهو الى خيمة الرب وقال ليوآب: «الملك يامرك بالخروج» فاجاب: «لا. لن اخرج بل اموت هنا» فابلغ بناياهو الملك جواب يوآب
31- فقال له الملك: «افعل مثلما قال، واقتله وادفنه وازل عني وعن بيت ابي ذنب الدماء الزكية التي سفكها يوآب،
32- فيحمله الرب وحده وزر اثمه، لانه اغتال بالسيف رجلين بريئين، هما افضل منه، من غير علم داود ابي، وهما ابنير بن نير رئيس جيش اسرائيل، وعماسا بن يثر رئيس جيش يهوذا،
33- فيرتد دمهما على راس يوآب وراس نسله الى الابد، ويملا سلام الرب داود ونسله وبيته وعرشه الى مدى الدهر».
34- فانطلق بناياهو بن يهوياداع وقتل يوآب. ودفن في جوار بيته في الصحراء.
35- وعين الملك بناياهو بن يهوياداع مكانه قائدا للجيش، واقام صادوق الكاهن مكان ابياثار.
 
36- ثم استدعى الملك شمعي بن جيرا وقال له: «ابن لك بيتا في اورشليم واقم هناك، واياك ان تغادر المدينة.
37- واعلم انك يوم تتخطى وادي قدرون فانك حتما تموت ويكون دمك على راسك».
38- فاجاب شمعي الملك: «حسنا، فان عبدك ينفذ كل ما يامر به سيدي الملك». فاقام شمعي في اورشليم اياما كثيرة.
39- وفي ختام ثلاث سنوات هرب عبدان لشمعي الى اخيش بن معكة ملك جت، فقيل لشمعي هوذا عبداك في جت.
40- فقام واسرج حماره وارتحل الى جت الى اخيش ليبحث عن عبديه. ولما وجدهما عاد بهما من جت.
41- فبلغ سليمان ان شمعي قد غادر اورشليم الى جت ثم عاد اليها،
42- فاستدعاه وقال له: «اما استحلفتك بالرب واشهدت عليك انك يوم تغادر المدينة الى اي مكان آخر حتما تموت. فاجبتني: حسنا، وسمعا وطاعة.
43- فلماذا نقضت يمين الرب ونكثت ما اوصيتك به؟»
44- ثم قال الملك له: «انت تدرك في قرارة نفسك كل الشر الذي ارتكبته في حق ابي، فليعاقبك الرب بما جنته يداك.
45- اما الملك فلينعم عليه الرب ببركاته، وليكن عرش داود راسخا امام الرب الى الابد».
46- وامر الملك بناياهو بن يهوياداع ان يخرج بشمعي ويقتله، وهكذا ثبت الملك لسليمان.
 
26 11   كتاب الملوك الاول 003 داود
1- وتزوج سليمان ابنة فرعون ملك مصر، واحضرها الى مدينة داود ريثما يتم اكمال بناء قصره وبيت الرب والسور المحيط باورشليم.
2- وكان الشعب آنئذ يقدمون ذبائح على المرتفعات، لان بيت الرب لم يكن قد بني بعد.
 
3- واحب سليمان الرب وسار في فرائض داود ابيه، الا انه واظب على تقديم ذبائح وايقاد بخور على المرتفعات.
4- ومضى سليمان الى جبعون، المرتفعة العظمى، واصعد هناك الف محرقة على ذلك المذبح.
5- وفي جبعون تراءى الرب له ليلا في حلم، وقال له: «اطلب ماذا اعطيك؟»
6- فاجاب: «لقد صنعت الى عبدك داود ابي رحمة واسعة لانه سلك امامك بامانة وصلاح واستقامة قلب، فلم تحرمه من الرحمة العظيمة، ورزقته ابنا يخلفه على عرشه في هذا اليوم.
7- والآن ايها الرب الهي، لقد جعلت عبدك ملكا خلفا لداود ابي، وانا ما برحت فتى صغيرا غير متمرس بشؤون الحكم،
8- وعبدك يتولى حكم شعبك الذي اخترته، وهو شعب اعظم من ان يعد او يحصى لكثرته.
9- فهب عبدك قلبا فهيما لاقضي بين شعبك، واميز بين الخير والشر، لانه من يستطيع ان يحكم شعبك العظيم هذا؟»
10- فسر الرب بطلب سليمان هذا.
11- وقال له: «لانك قد طلبت هذا الامر، ولم تطلب حياة طويلة، ولا غنى، ولا انتقاما من اعدائك، بل سالت حكمة لتسوس شؤون الحكم،
12- فانني سالبي طلبك، فاهبك قلبا حكيما مميزا، فلا يضاهيك احد من قبل ولا من بعد.
13- وقد انعمت عليك ايضا بما لم تساله، من غنى ومجد، حتى لا يكون لك نظير بين الملوك في ايامك.
14- فان سلكت في طريقي واطعت فرائضي ووصاياي، كما سلك ابوك، فاني اطيل ايامك».
15- وعندما استيقظ سليمان من نومه ادرك ان ذلك كان حلما، فعاد الى اورشليم ووقف امام تابوت عهد الرب وقرب محرقات وذبائح سلام، واقام وليمة لكل رجاله.
 
16- بعد ذلك حضرت امراتان عاهرتان الى الملك ليقضي بينهما،
17- فقالت احداهما: «استمع ياسيدي، انني وهذه المراة مقيمتان في بيت واحد ورزقت بطفل،
18- ورزقت هي بطفل ايضا بعدي بثلاثة ايام، وكنا معا، لا يقيم بيننا غريب في البيت. كنا وحدنا فقط في البيت.
19- فمات طفل هذه المراة عندما انقلبت عليه في اثناء نومها.
20- فنهضت في منتصف الليل وانا مستغرقة في النوم، واخذت طفلي من جانبي واضجعته في حضنها، واضجعت ابنها الميت في حضني.
21- فلما هممت بارضاع ابني في الصباح وجدته ميتا، وحين تاملت فيه في ضوء النهار تبينت انه ليس طفلي الذي انجبته».
22- وشرعت المراة الاخرى تقاطعها قائلة: «كلا. ان ابني هو الحي، وابنك هو الميت». فترد عليها الاخرى: «بل ابنك هو الميت وابني هو الحي». وهكذا اشتد الجدل امام الملك،
23- فقال الملك: «كل منكما تدعي ان الابن الحي هو ابنها وان الابن الميت هو ابن الاخرى.
24- لذلك ايتوني بسيف». فاحضروا للملك سيفا.
25- فقال الملك: «اشطروا الطفل الحي الى شطرين، واعطوا كلا منهما شطرا».
26- فالتهبت مشاعر الام الحقيقية وقالت للملك: «اصغ ياسيدي، اعطها الطفل ولا تميتوه». اما المراة الاخرى فكانت تقول: «لن يكون لك ولا لي: اشطروه».
27- عندئد قال الملك: «اعطوا الطفل للمراة التي ارادت له الحياة، فهي امه».
28- ولما سرى نبا هذا الحكم الذي صدر عن الملك بين شعب اسرائيل، امتلاوا توقيرا له، لانهم راوا فيه حكمة الله لاجراء العدل.
 
27 11   كتاب الملوك الاول 005 داود
1- وارسل حيرام ملك صور وفدا الى سليمان بعد ان سمع انه اعتلى العرش خلفا لابيه، وكان حيرام صديقا محبا لداود.
2- فكتب سليمان رسالة الى حيرام قائلا:
3- «انت تعلم ان ابي داود لم يستطع ان يبني بيتا لاسم الرب الهه من جراء الحروب التي خاضها، حتى اظفره الرب باعدائه واخضعهم له.
4- اما الآن وقد اراحني الرب من كل جانب، فليس من ثائر او حادثة شر.
5- وها انا قد نويت ان ابني بيتا لاسم الرب الهي، كما قال الرب لداود ابي: ان ابنك الذي يخلفك على عرشك هو يبني بيتا لاسمي العظيم.
6- فارجو ان تامر رجالك ان يقطعوا لي ارزا من لبنان، وسيعمل رجالي جنبا الى جنب مع رجالك، واقوم انا بدفع اجرة رجالك بموجب ما تراه، لانك تعلم انه ليس بين قومي من يمهر في قطع الاخشاب مثل الصيدونيين».
 
7- فلما سمع حيرام كلام سليمان، غمرته البهجة وقال: «مبارك اليوم الرب الذي رزق داود ابنا حكيما ليملك على هذا الشعب الغفير».
8- وبعث حيرام الى سليمان برسالة قائلا: «قد اطلعت على رسالتك وساعمل على تلبية رغبتك بشان خشب الارز وخشب السرو.
9- سيقوم رجالي بنقل الخشب من جبل لبنان الى البحر، ويربطون قطع الخشب الى بعضها في حزم ضخمة، يعومها رجالي ويوجهونها الى الموضع الذي تعينه، فيسلمونها لرجالك، وعليك لقاء ذلك، ان تمون قصري الملكي بما يحتاج اليه من طعام».
10- فكان حيرام يوفر لسليمان ما يطلبه من خشب الارز وخشب سرو،
11- ويقدم سليمان لحيرام كل سنة لقاء ذلك، عشرين الف كر حنطة (نحو اربعة آلاف وثماني مئة طن) طعاما لقصره، وعشرين الف كر زيت نقي (نحو اربعة آلاف وثماني مئة لتر).
12- ومنح الرب سليمان حكمة كما وعده، وعقد سليمان مع حيرام معاهدة سلام وصداقة.
 
13- وسخر الملك سليمان ثلاثين الف رجل من ارجاء اسرائيل،
14- فكان يرسل منهم عشرة آلاف الى لبنان لمدة شهر واحد مناوبة، فيقضون شهرا في لبنان وشهرين في بيوتهم. وكان ادونيرام المشرف على تنظيم عملية التسخير.
15- وفضلا عن هؤلاء، كان لسليمان سبعون الفا من حمالي الخشب وثمانون الفا من قاطعي الحجارة في الجبل،
16- ماعدا ثلاثة آلاف وثلاث مئة من المشرفين على هؤلاء العمال.
17- وبناء على امر الملك قام العمال بقلع حجارة كبيرة، هذبوها فصارت مربعة، لاستخدامها في اساس بناء الهيكل.
18- فنحتها بناؤو سليمان بمساعدة بنائي حيرام واهل جبيل، وهياوا الاخشاب والحجارة لتشييد الهيكل.
 
28 11   كتاب الملوك الاول 006 داود
1- وعندما بدا سليمان في بناء هيكل الرب في الشهر الثاني، شهر زيو (آيار ­ مايو) من السنة الرابعة لتوليه عرش اسرائيل، كان قد انقضى على خروج بني اسرائيل من ديار مصر اربع مئة وثمانون عاما.
2- وكان طول الهيكل الذي شيده سليمان للرب ستين ذراعا (نحو ثلاثين مترا) وعرضه عشرين ذراعا (نحو عشرة امتار) وارتفاعه ثلاثين ذراعا (نحو خمسة عشرة مترا)
3- وكانت هناك شرفة امام الهيكل طولها عشرون ذراعا (نحو عشرة امتار) وعرضها عشر اذرع (نحو خمسة امتار)
4- وصنع للهيكل نوافذ مسقوفة مشبكة ضيقة.
5- وشيد على جوانب جدران القاعة الرئيسية والمحراب بناء ذا طوابق ثلاثة، محيطا بالهيكل جعله حجرات اضافية.
6- وكان عرض الطبقة الاولى خمس اذرع (نحو مترين ونصف المتر)، وعرض الطبقة الثانية ست اذرع (نحو ثلاثة امتار)، وعرض الطبقة الثالثة سبع اذرع (نحو ثلاثة امتار ونصف المتر). وكانت الحجرات متصلة بجدران الهيكل بعوارض مرتكزة على كتل خشبية مثبتة خارج الجدران، وليس في باطن الجدران نفسها.
7- وتم بناء الهيكل بحجارة صحيحة، اقتلعها العمال ونحتوها في مقالعها، فلم يسمع في الهيكل عند بنائه صوت منحت او معول او اي اداة حديدية.
8- وكان مدخل الطابق الاسفل يقود الى الجانب الايمن من الهيكل، ومنه يصعدون بدرج يفضي الى الطابقين الثاني والثالث.
9- وبعد ان اكمل سليمان بناء الهيكل كسا سقفه بعوارض والواح من خشب الارز.
10- وكان ارتفاع الحجرات الملحقة بالهيكل خمس اذرع (نحو مترين ونصف المتر)، وقد ثبتها بالهيكل بعوارض من خشب الارز.

11- واوحى الرب الى سليمان بشان الهيكل قائلا:
12- «اما ما يتعلق بهذا الهيكل الذي شيدته، ان سلكت في فرائضي وطبقت احكامي واطعت وصاياي، ومارستها فانني احقق وعودي التي وعدت بها داود اباك
13- واقيم وسط شعبي اسرائيل ولا اتخلى عنه».
 
14- وهكذا شيد سليمان الهيكل واكمله،
15- وكسيت جدران الهيكل من الداخل، من الارض الى السقف بعوارض من خشب الارز، وغطيت ارضيته بخشب السرو،
16- واقتطع عشرين ذراعا (نحو عشرة امتار) من مؤخرة الهيكل بنى فيها المحراب، اي قدس الاقداس بعد ان بنى جدرانا داخلية من الارض الى الحيطان بعوارض من خشب الارز.
17- وامتد باقي الهيكل امام قدس الاقداس على طول اربعين ذراعا (نحو عشرين مترا).
18- ونقشت على الواح خشب الارز التي غطت الجدران الداخلية اشكال يقطين، وبراعم زهور متفتحة. وكان البناء الداخلي مصنوعا كله من خشب الارز فلم يظهر فيه حجر.
19- واعد سليمان محرابا في وسط الهيكل من داخل ليضع فيه تابوت عهد الرب.
20- كان طوله عشرين ذراعا (نحو عشرة امتار)، وعرضه عشرين ذراعا، وارتفاعه عشرين ذراعا. وغشاه بذهب نقي كما غشى المذبح بخشب الارز.
21- وبعد ذلك غشى سليمان الهيكل كله من داخل بذهب نقي. وصنع سلاسل ذهبية حجز بها مدخل المحراب المغشى بالذهب النقي.
22- فكان الهيكل بكامله مغشى من الداخل بالذهب النقي، بما فيه مذبح المحراب.
23- واقام في المحراب كروبين مصنوعين من خشب الزيتون، علو الواحد منهما عشر اذرع (نحو خمسة امتار).
24- وطول جناحي الكروب الواحد، من الطرف الواحد الى الطرف الآخر، عشر اذرع (نحو خمسة امتار)
25- وكذلك كان طول جناحي الكروب الثاني عشر اذرع (نحو خمسة امتار)، لانهما كانا متماثلين في القياس والشكل.
26- وكان علو كل كروب عشر اذرع (نحو خمسة امتار).
27- واقام الكروبين في وسط قدس الاقداس، بحيث يمتد طرفا جناحيهما الخارجيين من الحائط الى الحائط، ويتلامس طرفا جناحيهما الداخليين في منتصف المحراب،
28- وغشى سليمان الكروبين بالذهب.
29- ونقشت على جميع الجدران المحيطة بالهيكل من الداخل والخارج رسوم كروبيم ونخيل وبراعم زهور.
30- وغشى ارض الهيكل كله، بقسميه الداخلي والخارجي، بذهب.
31- وكان للمحراب باب من مصراعين مصنوعين من خشب الزيتون، لهما عتبة وقائمتان على شكل مخمس.
32- ونقش على المصراعين رسوم كروبيم ونخيل وبراعم زهور، وغشاهما بذهب، كما رصع الكروبيم والنخيل بذهب.
33- وصنع لمدخل الهيكل قوائم مربعة من خشب الزيتون،
34- ومصراعين من خشب السرو، لكل مصراع دفتان تنطويان على بعضهما.
35- ونحت نقوش كروبيم ونخيل وبراعم زهور وغشاها بذهب مطروق.
36- وكان جدار الساحة الداخلية مبنيا من ثلاث طبقات من الحجارة المنحوتة، وطبقة من عوارض الارز المشذبة.
37- وكان ارساء اساس بيت الرب في شهر زيو (ايار ­ مايو) من السنة الرابعة لحكم سليمان.
38- وفي شهر بول (تشرين الثاني ­ نوفمبر) من العام الحادي عشر لملك سليمان، اكتمل بناء الهيكل بكل تفاصيله، وهكذا استغرق تشييده سبع سنوات.
 
29 11   كتاب الملوك الاول 007 داود
1- وبنى سليمان قصره في ثلاث عشرة سنة،
2- وشيد ايضا قصرا عاما دعاه قصر غابة لبنان. وكان طوله مئة ذراع (نحو خمسين مترا) وعرضه خمسين ذراعا (نحو خمسة وعشرين مترا) وارتفاعه ثلاثين ذراعا (نحو خمسة عشر مترا)، ويقوم على اربعة صفوف من اعمدة مصنوعة من خشب الارز، ترتكز عليها عوارض خشبية منسقة من خشب الارز.
3- وامتد سقف من خشب الارز فوق هذه العوارض المنسقة البالغة خمسا واربعين عارضة، قائمة على الاعمدة، وقد نسقت في صفوف ثلاثة، يتالف كل صف منها من خمس عشرة عارضة.
4- وتتكون السقوف من ثلاث طبقات، لها نوافذ متقابلة في كل طبقة.
5- وكان لكل المداخل والنوافذ اطارات مربعة الشكل، كما تقابلت كل نافذة مع نافذة اخرى، منسقة في ثلاثة صفوف.
6- وكانت هناك قاعة اخرى اسمها «بهو الاعمدة» طولها خمسون ذراعا (نحو خمسة وعشرين مترا) وعرضها ثلاثون ذراعا (نحو خمسة عشر مترا) كما بنى امامها شرفة تقوم على اعمدة مسقوفة.
7- وكذلك شيد «قاعة العرش» او «بهو القضاء» وغشاها بالواح من خشب الارز من الارض الى السقف.
8- اما بيته الذي كان يقيم فيه فكان خلف «قاعة العرش» مماثلا لها في فن البناء كما شيد قصرا مماثلا لزوجته ابنة فرعون.
9- وقد شيدت هذه جميعا من حجارة ضخمة رفيعة المستوى، قطعت وشذبت وجوهها الداخلية والخارجية بمنشار وفق المقاييس المطلوبة، واستخدمت من الاساس الى الافريز ومن خارج الى الدار الكبيرة.
10- وكانت اساساتها من حجارة ضخمة رفيعة المستوى يتراوح حجمها ما بين ثماني الى عشر اذرع (نحو اربعة الى خمسة امتار مكعبة).
11- اما حجارة جدران البناء فقد قطعت بحسب مقاييس معينة، وكسيت بالواح من خشب الارز.
12- وتكونت جدران بهو القضاء من ثلاثة صفوف من الحجارة المنحوتة وصف من عوارض خشب الارز، مماثلا بذلك رواق بيت الرب الداخلي وبهو القصر.
 
13- واستدعى الملك سليمان رجلا من صور يدعى حيرام.
14- كان ابنا لارملة من سبط نفتالي، اما ابوه المتوفى فكان من صور يعمل نحاسا، وقد برع حيرام في مهنته واتقنها، فانخرط في خدمة سليمان وانجز الاعمال التي عهد بها اليه.
15- وسبك حيرام عمودين من نحاس، طول العمود الواحد ثماني عشرة ذراعا (نحو تسعة امتار) ومحيطه اثنتا عشرة ذراعا (نحو ستة امتار)، وكانا اجوفين، سمك كل منهما نحو اربع اصابع.
16- وصنع تاجين من النحاس المصبوب ليضعهما على راسي عمودي النحاس. طول التاج الواحد خمس اذرع (نحو مترين ونصف المتر)،
17- وزين كل تاج من التاجين الموضوعين على راسي العمودين بسبع نوافذ من شباك مصنوعة من ضفائر النحاس.
18- وسبك صفين من الرمان حول محيط العمودين على نوافذ الشبكتين،
19- لتغطية التاجين اللذان على راسي العمودين اللذين في الشرفة فقد كانا على شكل زهرة السوسن، وطول كل منهما اربع اذرع (نحو مترين)،
20- وكان على كل من التاجين القائمين على العمودين، وفوق القمة المستديرة الشبيهة بالطاقة والتالية للشبكة مئتا رمانة، في صفوف حول محيط كل تاج.
21- ونصب العمودين في شرفة الهيكل الخارجية، احدهما الى اليمين ودعاه ياكين، والآخر الى الشمال ودعاه بوعز.
22- وكان التاجان على شكل زهرة السوسن. وهكذا اكتمل صنع العمودين.
 
23- وصنع حيرام بركة من نحاس وجعلها مستديرة، يبلغ طول قطرها من الحافة الى الحافة عشر اذرع (نحو خمسة امتار) وارتفاعها خمس اذرع (نحو مترين ونصف المتر)، وطول محيطها ثلاثين ذراعا (نحو خمسة عشر مترا)
24- وسبك تحت استدارة محيط حافتها صفين من القثاء، عشر قثاءات لكل ذراع (نحو نصف المتر) وقد سبكت كلها، مع الحافة حين تم سبك البركة.
25- وكانت البركة ترتكز على اثني عشر ثورا تتجه رؤوس ثلاثة منها نحو الشمال، وثلاثة منها نحو الغرب، وثلاثة منها نحو الجنوب، والثلاثة الاخيرة نحو الشرق. اما اعجازها جميعا فكانت متجهة نحو الداخل، ونصبت البركة عليها.
26- وبلغ سمك جدار البركة شبرا، وصنعت حافتها على شكل كاس زهر السوسن، وهي تسع الفي بث (نحو احد عشر الفا وخمس مئة جالون من الماء).
27- وصنع حيرام ايضا عشر قواعد متحركة من نحاس، طول كل منها وعرضها اربع اذرع (نحو مترين)، وارتفاعها ثلاث اذرع (نحو متر ونصف).
28- وهذه هي كيفية صنعها: كان لها اتراس مثبتة في وسط اطر،
29- وطرق على الاتراس التي في وسط الاطر وعلى الاطر، اسودا وثيرانا وكروبيم. كما تدلت قلائد زهور من فوق الاسود والثيران ومن تحتها.
30- وكان لكل قاعدة اربع بكرات نحاسية ذات محاور نحاسية، ولكل واحدة منها اكتاف لزواياها الاربع. وهذه الاكتاف مسبوكة تحت المرحضة بجوار كل قلادة.
31- اما فمها فهو داخل اكليل، ويبلغ ارتفاعه ذراعا (نحو نصف المتر)، وهو مستدير مماثل للقاعدة، يبلغ عمقه ذراعا ونصف ذراع (نحو ثلاثة ارباع المتر)، وقد نقشت عليه نقوش. اما اتراسها فمربعة الشكل وليست مستديرة.
32- وتقع البكرات تحت الاتراس، في حين اثبتت محاورها في القاعدة. وكان قطر البكرة ذراعا ونصف ذراع (نحو ثلاثة ارباع المتر).
33- وصنعت البكرات على مثال عجلات المركبات. اما محاورها واطرها وقضبانها وقبوبها فقد كانت كلها مسبوكة.
34- وكان لكل قاعدة اكتاف اربع، هي جزء من القاعدة، قائمة على زواياها الاربع.
35- واعلى القاعدة مقبب مستدير يبلغ عمقه نصف ذراع (نحو ربع المتر)، وقد سبكت دعائمه واتراسه مع القاعدة.
36- وتم نقش كروبيم واسود ونخيل، مع قلائد زهور، على جوانب الدعائم والاتراس، وفي كل مكان يتسع للنقش.
37- هكذا صنع حيرام القواعد العشر، فكانت كلها متماثلة في السبك والقياس والشكل.
38- وصنع حيرام ايضا عشرة مراحض من نحاس تسع كل مرحضة اربعين بثا (نحو مئتين وثلاثين جالونا من الماء)، قطر كل منها اربع اذرع (نحو مترين). فكان لكل قاعدة من العشر القواعد مرحضة.
39- واقام خمس قواعد على جانب الهيكل الايمن، وخمسا على جانب الهيكل الايسر، اما البركة فكانت في الركن الجنوبي الشرقي من الهيكل.
 
40- وانتهى حيرام من صنع المراحض والرفوش والمناضح التي عهد بها اليه الملك سليمان لاجل بيت الرب،
41- وكذلك من العمودين وكاسي التاجين القائمين على راسي العمودين، والشبكتين لتغطية كاسي التاجين اللذين على راسي العمودين،
42- والاربع مئة رمانة المنقوشة في صفين حول الشبكتين اللتين تغطيان كاسي التاجين القائمين على العمودين،
43- والقواعد العشر والمراحض العشر المثبتة على القواعد.
44- والبركة المرتكزة على الاثني عشر ثورا،
45- والقدور والرفوش والمناضح. وقد صنع حيرام من النحاس المصقول، جميع هذه الآنية التي عهد اليه بها الملك سليمان لهيكل الرب.
46- وقد امر الملك بسبكها في غور الاردن، في ارض الخزف، بين سكوت وصرتان.
47- ولم يحاول سليمان وزن جميع هذه الآنية لفرط كثرتها، حتى لم يتم التحقق من وزن النحاس.
48- وصنع سليمان جميع اواني هيكل الرب من ذهب، وكذلك المائدة التي يوضع عليها خبز الوجوه.
49- كما صنعت المنائر التي وزعت امام المحراب، خمسا الى اليمين وخمسا الى اليسار، من ذهب نقي، وايضا الازهار والسرج والملاقط كلها صنعت من ذهب.
50- وصنعت الطسوس والمقصات والمناضح والمراحض والمجامر من ذهب نقي، كما صنعت مفصلات مصاريع قدس الاقداس وابواب الهيكل من ذهب.
51- وهكذا اكتمل العمل كله الذي قام به الملك سليمان لتشييد هيكل الرب، واخذ سليمان مدخرات ابيه داود، من فضة وذهب واوان، التي كرسها لهيكل الرب، ووضعها في خزائن الهيكل.
 
30 11   كتاب الملوك الاول 008 داود
1- حينئذ جمع سليمان جميع رؤساء بني اسرائيل وكل رؤساء الاسباط والعشائر في اورشليم، لنقل تابوت عهد الرب من صهيون مدينة داود الى الهيكل.
2- فتوافد جميع رجال اسرائيل الى الملك سليمان في عيد المظال الواقع في شهر ايثانيم (تشرين الاول ­ اكتوبر).
3- فاحتشد كل شيوخ اسرائيل، وحمل الكهنة التابوت،
4- ونقل الكهنة واللاويون تابوت الرب مع خيمة الاجتماع وسائر الاواني المقدسة التي في الخيمة.
5- وكان الملك سليمان وكل جماعة اسرائيل الملتفين حوله امام التابوت يذبحون ما لا يحصى ولا يعد من الغنم والبقر.
6- وادخل الكهنة تابوت عهد الرب الى مكانه في محراب الهيكل، في قدس الاقداس، تحت جناحي الكروبين
7- اللذين كانا باسطين اجنحتهما فوق مقر التابوت، مظللين التابوت وعصيه.
8- وسحبوا اطراف العصي، فبدت رؤوسها من قدس الاقداس امام المحراب، ولم يسبق ان شوهدت خارجة من حلقاتها، وهي ما برحت هناك الى هذا اليوم.
9- ولم يكن في التابوت سوى لوحي الحجر اللذين وضعهما موسى في حوريب حين عاهد الرب ابناء اسرائيل بعد خروجهم من ديار مصر.
10- وما ان خرج الكهنة من قدس الاقداس حتى ملا السحاب هيكل الرب،
11- فلم يستطع الكهنة القيام بالخدمة من جراء السحاب، لان مجد الرب ملا الهيكل.
 
12- عندئذ هتف سليمان: «قال الرب انه يسكن في الضباب،
13- ولكني قد بنيت لك هيكلا رائعا، مقرا لسكناك الى الابد».
14- وفيما كانت كل جماعة اسرائيل واقفة هناك، التفت الملك نحوهم وباركهم جميعا،
15- قائلا: «تبارك الرب اله اسرائيل الذي حقق اليوم وعده الذي قطعه لابي داود قائلا:
16- منذ ان اخرجت شعبي اسرائيل من مصر لم اختر مدينة من مدن اسباط اسرائيل ليبنى لي فيها هيكل، لكني اخترت داود قائدا لشعبي.
17- وقد نوى داود ابي ان يشيد هيكلا للرب اله اسرائيل.
18- فقال الرب لداود ابي: لقد احسنت اذ نويت في قلبك ان تبني لي هيكلا،
19- الا انك انت لن تبني هذا الهيكل، بل ابنك الخارج من صلبك هو يشيده لاسمي».
20- واوفى الرب بما وعد به، فخلفت انا داود ابي على عرش اسرائيل، كما تكلم الرب، واقمت هذا الهيكل للرب اله اسرائيل،
21- وهيات فيه مكانا للتابوت الذي يضم عهد الرب الذي قطعه مع آبائنا عندما اخرجهم من ديار مصر».
 
22- وانتصب سليمان امام مذبح الرب، في مواجهة كل جماعة اسرائيل، وبسط يديه الى السماء،
23- وقال: «ايها الرب اله اسرائيل، ليس نظير لك في السماء من فوق ولا على الارض من اسفل. انت يامن تحافظ على عهد الرحمة مع عبيدك السائرين امامك من كل قلوبهم.
24- اليوم حققت وعدك لابي داود
25- فالآن احفظ لابي داود ما وعدته به، انه اذا حذا اولاده حذوه، وساروا في طريقك، فسيجلس دوما واحد منهم على عرش اسرائيل.
26- والآن يااله اسرائيل حقق وعودك التي تعهدت بها لابي داود.
27- ولكن هل يسكن الله حقا على الارض؟ ان كانت السماوات، بل السماوات العلى لا تسعك فكيف يتسع لك هذا الهيكل الذي بنيت؟
28- فاصغ لابتهال عبدك والى تضرعه ايها الرب الهي، واستمع الى صوت الدعاء والصلاة التي يرفعها عبدك امامك اليوم،
29- حتى لا تغفل عيناك عن هذا الهيكل ليلا ونهارا، هذا الموضع الذي قلت ان اسمك يكون فيه، فتسمع الصلاة التي يتضرع بها عبدك في هذا الموضع.
30- فاستمع الى ابتهال عبدك وشعبك اسرائيل الذين يصلون في هذا المكان. استمع من السماء مقر سكناك، ومتى سمعت فاغفر.
31- وان اخطا احد الى صاحبه، واوجب عليه اليمين ليحلفه، وحضر ليحلف امام مذبحك في هذا الهيكل،
32- فاستمع انت من السماء، واعمل، واقض بين عبيدك، اذ تدين المذنب وتجعل شره يقع على راسه، وتنصف البار وتعلن براءته.
33- اذا انهزم شعبك امام عدوهم من جراء خطيئتهم، ثم تابوا معترفين باسمك، وصلوا متضرعين اليك في هذا الهيكل،
34- فاستجب انت من السماء واصفح عن خطيئة شعبك اسرائيل، وارجعهم الى الارض التي وهبتها لآبائهم.

35- اذا اغلقت ابواب السماء وانحبس المطر لان الشعب اخطا اليك، ثم صلوا في هذا الهيكل معترفين باسمك، وتابوا عن خطيئتهم لانك انزلت بهم البلاء،
36- فاستجب انت من السماء، واصفح عن خطيئة عبيدك وشعبك اسرائيل، وعلمهم سبيل العيش باستقامة، وامطر غيثا على الارض التي وهبتها ميراثا لشعبك..
37- وان اصابت الارض مجاعة، او تفشى فيها وبا، او اعترتها آفات زراعية، او جفاف، او غزاها الجراد والجندب، او اذا حاصر الشعب عدو في اية مدينة من مدنه، او حلت به كارثة او مرض،
38- فحين يصلي او يتضرع اي واحد من كل شعبك اسرائيل، بعد ان يدرك ما ارتكبه من معصية، ويبسط يديه نحو هذا الهيكل،
39- فاستجب انت من السماء مقر سكناك، واصفح واعمل، واجز كل انسان بمقتضى طرقه، لانك تعرف قلبه، فانت وحدك المطلع على خفايا قلوب الناس،
40- لكي يتقوك كل الايام التي يحيون فيها على وجه الارض التي وهبتها لآبائنا.
41- اما الغريب الذي لا ينتمي الى شعبك اسرائيل، والذي يقبل من ارض بعيدة من اجل اسمك،
42- لان الغرباء يسمعون باسمك العظيم، وبما اجرته يدك القوية وذراعك المقتدرة، فيحضرون ويصلون في هذا الهيكل،
43- فاستجب انت من السماء مقر سكناك، وافعل كل ما يناشدك به الغريب، فيدعى باسمك بين كل امم الارض، فيخافوك كما يخافك شعبك اسرائيل، ويدركوا ان اسمك قد دعي على هذا الهيكل الذي بنيته.

44- واذا خرج شعبك لمحاربة عدو، في اي مكان ترسلهم اليه، وصلوا الى الرب متوجهين نحو المدينة التي اخترتها والهيكل الذي بنيته لاسمك،
45- فاستجب من السماء صلاتهم وتضرعهم، وانصر قضيتهم.
46- واذا اخطاوا اليك، اذ ليس انسان لا ياثم، وغضبت عليهم واسلمتهم للعدو فسباهم آسروهم الى ديار العدو، بعيدة او قريبة.
47- فان تابوا في ارض سبيهم ورجعوا متضرعين اليك قائلين: قد اخطانا وانحرفنا واذنبنا،
48- وتابوا حقا من كل قلوبهم ونفوسهم وهم اسرى في ديار اعدائهم، متوجهين نحو ارضهم التي وهبتها لآبائهم، نحو المدينة التي اخترتها والهيكل الذي شيدته لاسمك،
49- فاستجب صلاتهم وتضرعهم من السماء مقر سكناك، وانصر قضيتهم،
50- واصفح عن خطايا شعبك وعن جميع ذنوبهم التي ارتكبوها في حقك، واجعل آسريهم يبدون نحوهم رحمة،
51- لانهم شعبك وميراثك الذين اخرجتهم من مصر، من وسط اتون صهر الحديد.
52- لتكن عيناك مفتوحتين ملتفتتين نحو تضرع عبدك وابتهال شعبك اسرائيل، فتصغي اليهم كلما استغاثوا بك،
53- لانك انت افرزتهم لك ميراثا بين جميع شعوب الارض، كما تكلمت على لسان عبدك موسى عندما اخرجت آباءنا من مصر ياسيدي الرب».
 
54- وعندما انتهى سليمان من الصلاة الى الرب والتضرع اليه، نهض من امام المذبح حيث كان جاثيا على ركبتيه وباسطا يديه نحو السماء.
55- ووقف وبارك الشعب كله بصوت عال قائلا:
56- «تبارك الرب الذي منح راحة لشعبه اسرائيل بمقتضى وعده، ولم يخلف كلمة واحدة من وعوده الصالحة التي نطق بها على لسان عبده موسى.
57- ليكن الرب الهنا معنا كما كان مع آبائنا، فلا يتركنا ولا ينبذنا،
58- بل ليجتذب قلوبنا اليه لنسلك في سبله ونطيع وصاياه وفرائضه واحكامه التي امر بها آباءنا،
59- ولتكن كلماتي التي تضرعت بها ماثلة دائما امام الرب ليل نهار ليسعف عبده في قضاء شؤونه، ويعين شعبه اسرائيل في قضاء امور حياتهم يوما بعد يوم،
60- فتعلم كل امم الارض ان الرب هو الله وليس احد سواه.
61- فليكن قلبكم مفعما بالولاء الصادق للرب الهنا، اذ تسلكون بموجب فرائضه وتطيعون وصاياه كما فعلتم اليوم».
 
62- ثم ذبح الملك وسائر اسرائيل معه ذبائح امام الرب،
63- وقرب سليمان من ذبائح السلام للرب اثنين وعشرين الفا من البقر، ومئة الف وعشرين الفا من الغنم. وهكذا دشن الملك وجميع بني اسرائيل هيكل الرب.
64- وقدس الملك في ذلك اليوم الفناء الذي يقع امام الهيكل، بان قرب هناك المحرقات والتقدمات وشحم ذبائح السلام، لان مذبح النحاس القائم امام الرب كان اصغر من ان يسع المحرقات والتقدمات وشحم ذبائح السلام.
65- واحتفل سليمان بالعيد في ذلك الوقت مع سائر اسرائيل وجمهور كبير توافد من مدخل حماة الى وادي مصر، واستمر الاحتفال امام الرب اربعة عشر يوما
66- وفي اليوم الخامس عشر بعد العيد، صرف سليمان الشعب، فباركوه وتوجهوا الى منازلهم بقلوب يغمرها الفرح والغبطة من اجل كل الخيرات التي ابداها الرب نحو داود عبده، ونحو شعبه اسرائيل.
 
31 11   كتاب الملوك الاول 009 داود
1- وبعد ان اتم سليمان بناء هيكل الرب وقصر الملك، وكل ما رغب ان يقيمه من مبان اخرى.
2- تجلى الرب لسليمان ثانية كما تجلى له في جبعون،
3- وقال له: «سمعت صلاتك وتضرعك الذي رفعته امامي، لهذا قدست هذا الهيكل الذي شيدته لاضع اسمي عليه الى الابد، فتكون عيناي وقلبي هناك كل الايام.
4- فان سلكت انت امامي كما سلك ابوك داود بكمال القلب والاستقامة، وطبقت كل ما امرتك به، واطعت فرائضي واحكامي،
5- فاني اثبت كرسي ملكك على اسرائيل الى الابد، كما وعدت داود اباك قائلا: لا ينقرض من نسلك من يملك على عرش اسرائيل.
6- اما ان انحرفتم انتم او ابناؤكم عن اتباعي، ولم تطيعوا وصاياي وفرائضي التي سننتها لكم، وغويتم عابدين آلهة اخرى وسجدتم لها،
7- فاني ابيد اسرائيل عن وجه الارض التي وهبتها لهم، وانبذ الهيكل الذي قدسته لاسمي، فيصبح اسرائيل مثلا ومثار هزء لجميع الامم.
8- ويصبح هذا الهيكل عبرة يثير عجب كل من يمر به، فيصفر ويتساءل: لماذا صنع الرب هكذا بهذه الارض وبهذا الهيكل؟
9- فياتيهم الجواب: لانهم تركوا الرب الههم الذي اخرج آباءهم من ديار مصر، وتشبثوا بآلهة اخرى وسجدوا لها وعبدوها، لذلك جلب الرب عليهم كل هذا البلاء».
 
10- وفي نهاية العشرين عاما التي بنى سليمان في اثنائها هيكل الرب وقصر الملك
11- اعطى سليمان حيرام ملك صور عشرين مدينة في ارض الجليل، لانه امد سليمان بخشب ارز وخشب سرو وذهب على قدر طلبه.
12- فجاء حيرام من صور ليتفقد المدن التي اعطاها سليمان له، فلم ترق له،
13- فتساءل: «ما هذه المدن التي اعطيتني اياها يااخي؟» ودعاها «ارض كابول» (ومعناها الارض غير المثمرة) الى هذا اليوم.
14- وكان الذهب الذي ارسله حيرام الى الملك سليمان مئة وعشرين وزنة ذهب (نحو اربعة آلاف وثلاث مئة وعشرين كيلوجراما).

15- اما خدمة التسخير التي فرضها سليمان، فكانت بداعي بناء هيكل الرب، وقصر سليمان، والقلعة، وسور اورشليم، وحاصور ومجدو وجازر.
16- وكان فرعون ملك مصر قد هاجم جازر واستولى عليها واحرقها بالنار، وقتل اهلها الكنعانيين المقيمين فيها، ثم وهبها مهرا لابنته زوجة سليمان.
17- واعاد سليمان بناء جازر وبيت حورون السفلى،
18- وبعلة وتدمر في ارض الصحراء،
19- وبنى جميع مدن مخازن غلاته، ومدنا لمركباته، ومدنا لاقامة الفرسان. وهكذا بنى سليمان كل ما رغب فيه في اورشليم وفي لبنان وفي جميع ارجاء سلطنته.
20- اما من تبقى من الاموريين والحثيين والفرزيين والحو يين واليبوسيين الذين لا ينتمون الى اسرائيل،
21- من ذراري الامم التي عجز الاسرائيليون عن افنائهم، فقد فرض عليهم سليمان خدمة التسخير كالعبيد الى هذا اليوم.
22- اما ابناء اسرائيل فلم يسخر سليمان منهم احدا، لان منهم كان يتالف جنوده ورجال حاشيته وامراؤه وضباطه وقادة مركباته وفرسانه،
23- وكان عدد الموكلين على الاشراف على خدمة العمال المسخرين لتنفيذ اعمال سليمان خمس مئة وخمسين رجلا.
24- وبعد ان انتقلت ابنة فرعون من مدينة داود الى قصرها الذي بناه لها، عمل سليمان على بناء القلعة.
25- واخذ سليمان يقرب محرقات وذبائح سلام على المذبح الذي بناه للرب ثلاث مرات في السنة، كما كان يحرق على المذبح الذي امام الرب. وهكذا اتم بناء الهيكل.

26- وشرع سليمان في بناء سفن في عصيون جابر المجاورة لايلة على شاطيء البحر الاحمر في ارض ادوم،
27- فارسل حيرام بحارته المتمرسين بمسالك البحر في تلك السفن مع بحارة سليمان،
28- فبلغوا اوفير حيث جلبوا من هناك اربع مئة وعشرين وزنة (نحو خمسة عشر الفا ومئة وعشرين كيلوجراما) من الذهب، حملوها الى الملك سليمان.
 
32 11   كتاب الملوك الاول 011 داود
1- واولع سليمان بنساء غريبات كثيرات، فضلا عن ابنة فرعون، فتزوج نساء موآبيات وعمونيات وادوميات وصيدونيات وحثيات،
2- وكلهن من بنات الامم التي نهى الرب بني اسرائيل عن الزواج منهم قائلا لهم: «لا تتزوجوا منهم ولا هم منكم، لانهم يغوون قلوبكم وراء آلهتهم». ولكن سليمان التصق بهن لفرط محبته لهن.
3- فكانت له سبع مئة زوجة، وثلاث مئة محظية، فانحرفن بقلبه عن الرب.
4- فاستطعن في زمن شيخوخته ان يغوين قلبه وراء آلهة اخرى، فلم يكن قلبه مستقيما مع الرب الهه كقلب داود ابيه.
5- وما لبث ان عبد عشتاروث آلهة الصيدونيين، وملكوم اله العمونيين البغيض،
6- وارتكب الشر في عيني الرب، ولم يتبع سبيل الرب بكمال كما فعل ابوه داود.
7- واقام على تل شرقي اورشليم مرتفعا لكموش اله الموآبيين الفاسق، ولمولك اله بني عمون البغيض.
8- وشيد مرتفعات لجميع نسائه الغريبات، اللواتي رحن يوقدن البخور عليها ويقربن المحرقات لآلهتهن.
 
9- فغضب الرب على سليمان لان قلبه ضل عنه، مع انه تجلى له مرتين،
10- ونهاه عن الغواية وراء آلهة اخرى، فلم يطع وصيته.
11- لهذا قال الله لسليمان: «لانك انحرفت عني ونكثت عهدي، ولم تطع فرائضي التي اوصيتك بها، فاني حتما امزق اوصال مملكتك، واعطيها لاحد عبيدك.
12- الا انني لا افعل هذا في ايامك، من اجل داود ابيك، بل من يد ابنك امزقها.
13- غير اني ابقي له سبطا واحدا، يملك عليه اكراما لداود عبدي، ومن اجل اورشليم التي اخترتها».
 
14- واثار الرب على سليمان هدد سليل النسل الملكي الادومي،
15- ففيما كان داود في ادوم، صعد يوآب رئيس الجيش لدفن القتلى، وقضى على كل ذكر في ادوم.
16- اذ ان يوآب وكل جيشه اقاموا هناك ستة اشهر، افنوا خلالها كل ذكر في ادوم،
17- ولكن هدد وبعض رجال ابيه الادوميين استطاعوا الهرب واللجوء الى مصر، وكان هدد آنئذ فتى صغيرا.
18- واقاموا في باديء الامر في مديان، ثم انتقلوا الى فاران حيث انضم اليهم عدد آخر من الرجال، توجهوا جميعا الى فرعون مصر، فاعطى فرعون هدد بيتا وارضا وطعاما،
19- وحظي هدد برضى فرعون، فزوجه اخت امراته الملكة تحفنيس،
20- فانجبت له اخت تحفنيس ابنا دعاه جنوبث. وفطمته تحفنيس في قصر فرعون، وهكذا نشا جنوبث في بيت فرعون بين ابنائه.
21- وعندما سمع هدد في مصر بموت داود ومصرع يوآب رئيس الجيش، قال لفرعون: «دعني امضي الى ارضي».
22- فقال له فرعون: «هل افتقرت الى شيء عندي حتى تنشد الرجوع الى ارضك؟» فاجاب: «لا شيء انما دعني انطلق».

23- واثار الله على سليمان خصما آخر هو رزون بن اليداع، الذي هرب من عند سيده هدد عزر ملك صوبة،
24- فضم اليه رجالا، واصبح رئيسا لعصابة من الثوار، في الحقبة التي دمر فيها داود قوات صوبة. فانطلق رزون بعصابته الى دمشق واقاموا فيها واستولوا عليها.
25- وظل رزون خصما لاسرائيل طوال حياة سليمان، فضلا عما خلقه هدد من متاعب. وهكذا ملك رزون في دمشق وبقي عدوا لاسرائيل.
 
26- وتمرد يربعام بن ناباط الافرايمي من صردة، وكان من رجال سليمان، واسم امه صروعة وهي ارملة.
27- اما سبب تمرده على الملك فهو ان سليمان بنى القلعة وسد الثغرات في سور مدينة داود ابيه،
28- وكان يربعام رجلا شديد المراس. فلما راى سليمان ان الشاب نشيط مجتهد، اقامه مشرفا على اعمال التسخير في ارض سبط يوسف.
29- وحدث ان يربعام خرج من اورشليم، فالتقاه النبي اخيا الشيلوني في الطريق. وكان النبي يرتدي رداء جديدا، ولم يكن سواهما في الحقل،
30- فتناول اخيا الر داء الجديد الذي عليه ومزقه اثنتي عشرة قطعة،
31- وقال ليربعام: «خذ لنفسك عشر قطع، لانه هكذا يقول الرب اله اسرائيل: ها انا امزق المملكة من يد سليمان واعطيك عشرة اسباط،
32- ولا يبقى له سوى سبط واحد اكراما لعبدي داود، ومن اجل اورشليم المدينة التي اخترتها من بين مدن اسرائيل.
33- لانه تخلى عني وسجد لعشتاروث الاهة الصيدونيين، ولكموش اله الموآبيين، ولملكوم اله بني عمون، ولم يسلك في سبلي، ويصنع ما هو مستقيم في عيني، ولم يطع فرائضي واحكامي كداود ابيه.
34- ولكني لن انزع كل الملك عنه، بل ابقيه رئيسا طوال حياته من اجل داود عبدي الذي اخترته، فحفظ وصاياي وفرائضي.
35- انما امزق المملكة من يد ابنه، واوليك على عشرة اسباط منها،
36- تاركا لابنه سبطا واحدا، ليظل امامي دائما سراج لداود عبدي في اورشليم، المدينة التي اخترتها لنفسي لاضع اسمي عليها.
37- اما انت فانصبك ملكا لتحكم على اسرائيل وفقا لرغبة نفسك.
38- فان اطعت كل ما آمرك به وسلكت في سبلي، وصنعت ما هو صالح في عيني، وحفظت فرائضي ووصاياي كما فعل داود عبدي، اكون معك وارسخ لك ملكا آمنا كما بنيت لداود، واعطيك اسرائيل.
39- واذل ذرية داود الى حين من اجل هذا الاثم».
 
40- وسعى سليمان الى قتل يربعام، فلجا يربعام الى شيشق ملك مصر ومكث هناك حتى وفاة سليمان.
41- اما بقية اعمال سليمان وكل ما صنع، واقوال حكمته، اليست هي مدونة في كتاب تاريخ سليمان؟
42- ودام ملك سليمان في اورشليم على اسرائيل اربعين سنة.
43- ثم مات سليمان، فدفن مع اسلافه في مدينة داود ابيه، وخلفه ابنه رحبعام على العرش.
 
33 11   كتاب الملوك الاول 012 داود
1- وذهب رحبعام الى شكيم، فتوافد الى هناك جميع بني اسرائيل لينصبوه ملكا.
2- وعندما سمع يربعام بن نباط وهو في مصر، التي لجا اليها ومكث فيها هربا من سليمان، رجع منها،
3- فارسلوا يستدعونه. فجاء يربعام وكل جماعة اسرائيل، وقالوا لرحبعام:
4- «ان اباك اثقل النير علينا، فخفف انت الآن من عبئنا المرهق، ومن ثقل النير الذي وضعه ابوك على كاهلنا، فنخدمك».
5- فاجابهم: «اذهبوا الآن ثم ارجعوا الي بعد ثلاثة ايام». فانصرف الشعب.
6- فسال رحبعام الشيوخ الذين كانوا في خدمة ابيه سليمان: «بماذا تشيرون ان ارد جوابا الى هذا الشعب؟»
7- فاجابوه: «ان صرت خادما لهذا الشعب، وراعيتهم، وتجاوبت معهم، واحسنت مخاطبتهم، يصبحون لك عبيدا كل الايام».
8- ولكنه لم يتبع مشورة الشيوخ، بل تداول مع الاحداث الذين نشاوا معه، وكانوا من جملة حاشيته،
9- وسالهم: «بم تشيرون انتم فنرد جوابا الى هذا الشعب الذي طالبني قائلا: خفف من النير الذي اثقل به ابوك كاهلنا».
10- فاجابوه: «تقول لهذا الشعب الذي طالبك بتخفيف نير ابيك عنهم: ان خنصري اغلظ من خاصرة ابي.
11- ابي اثقل عليكم النير وانا اضاعفه. ابي ادبكم بالسياط وانا اؤدبكم بالعقارب».
 
12- وفي اليوم الثالث مثل يربعام وسائر الشعب امام رحبعام، كما طلب اليهم الملك.
13- وتلقوا رده القاسي الذي تجاهل فيه مشورة الشيوخ،
14- وخاطبهم بما اشار عليه الاحداث قائلا: «ابي اثقل عليكم النير وانا اضاعفه. ابي ادبكم بالسياط، وانا اؤدبكم بالعقارب».
15- ورفض رحبعام الاستجابة لمطالب الشعب، وكان ذلك من الرب لينفذ ما تكلم به على لسان اخيا الشيلوني بشان يربعام بن نباط.
16- فلما راى كل بني اسرائيل ان الملك لم يستجب لمطالبهم، اجابوه: «اي نصيب لنا في داود، واي حظ لنا بابن يسى؟ فالى بيوتك يااسرائيل. وليملك رحبعام على اهله وعشيرته». وانصرف الاسرائيليون عنه الى منازلهم.
17- ولم يبق تحت حكمه سوى ابناء اسرائيل المقيمين في مدن يهوذا، فملك رحبعام عليهم.
 
18- وعندما ارسل الملك رحبعام ادورام الموكل على اعمال التسخير الى اسباط اسرائيل رجموه بالحجارة فمات، فبادر الملك رحبعام واستقل مركبته هاربا الى اورشليم.
19- وهكذا تمرد اسرائيل على ذرية داود الى هذا اليوم.
20- وعندما علم جميع بني اسرائيل برجوع يربعام من مصر، استدعوه للمثول امام جماعة اسرائيل، ونصبوه ملكا عليهم، ولم يبق تحت حكم رحبعام سوى سبط يهوذا.
 
21- وحين وصل رحبعام اورشليم حشد جيشا من سبطي يهوذا وبنيامين، بلغ عدده مئة وثمانين الفا من نخبة المقاتلين، ليحارب بني اسرائيل ويردهم الى ملكه.
22- ولكن الله خاطب شمعيا النبي:
23- «قل لرحبعام بن سليمان وسائر شعب يهوذا وبنيامين
24- هذا ما يامر به الرب: لا تذهبوا لمحاربة اخوتكم بني اسرائيل. ليرجع كل واحد منكم الى منزله، لان من عندي قد صدر الامر بتمزيق المملكة». فاستجابوا لامر الرب، واذعنوا له.
 
25- وحصن يربعام مدينة شكيم في جبل افرايم واقام فيها؛ ثم انطلق من هناك وبنى مدينة فنوئيل.
26- وحدث يربعام نفسه قائلا: «من المرجح ان ترجع المملكة الى بيت داود،
27- ولاسيما ان صعد الشعب ليقربوا ذبائح في هيكل الرب في اورشليم، فيميل قلبهم نحو سيدهم رحبعام ملك يهوذا ويقتلونني، ثم يلتفون حوله».
28- وبعد المشاورة سبك الملك عجلي ذهب، وقال للشعب: «ان الذهاب الى اورشليم للعبادة يعرضكم لمشقة عظيمة، فها هي آلهتك يااسرائيل التي اخرجتك من ديار مصر».
29- واقام واحدا في بيت ايل والآخر في دان.
30- فصار هذا العمل اثما كبيرا، لان الشعب شرع في عبادة العجلين حتى ولو اضطر بعضهم للارتحال الى دان.
31- وشيد يربعام مذابح عبادة على التلال، كرس لها كهنة من عامة الشعب، لا ينتمون الى سبط لاوي.
32- واحتفل يربعام بعيد في اليوم الخامس عشر من الشهر الثامن (تشرين الثاني ­ نوفمبر)، مثل العيد الذي يحتفل به في يهوذا، وقدم محرقات على المذبح. وقرب في بيت ايل ذبائح للعجلين اللذين سبكهما. كما نصب في بيت ايل كهنة للمرتفعات التي اقامها.
33- وهكذا اصعد محرقات على المذبح الذي بناه في بيت ايل في اليوم الخامس عشر من الشهر الثامن، الذي اختاره بنفسه، وجعله عيدا يحتفل به بنو اسرائيل. وصعد هو بنفسه الى المذبح ليوقد عليه.
 
34 11   كتاب الملوك الاول 013 داود
1- وبينما كان يربعام واقفا عند المذبح ليوقد عليه، اقبل رجل الله من يهوذا الى بيت ايل حاملا رسالة من الرب.
2- وهتف مخاطبا المذبح بقضاء الرب قائلا: «يامذبح، يامذبح، هذا ما يقوله الرب: سيولد لبيت داود ابن يدعى يوشيا، فيذبح عليك كهنة المرتفعات الذين يقربون عليك، وتحرق فوقك عظام الناس».
3- وتاييدا لكلامه اعطى في ذلك اليوم علامة تؤكد ان الرب هو الذي تكلم، وقال: «هوذا المذبح ينشق ويذرى الرماد الذي عليه».
4- فلما سمع الملك كلام رجل الله الذي خاطب به المذبح في بيت ايل، رفع يده من على المذبح، ومدها نحو النبي صارخا: «اقبضوا عليه» فيبست يده التي مدها وعجز عن ردها.
5- وانشق آنئذ المذبح وذري الرماد من عليه وفقا للعلامة التي اعطاها رجل الله بمقتضى امر الرب.
6- عندئذ توسل الملك لرجل الله قائلا: «تضرع الى الرب الهك، وصل من اجلي لترتد يدي الى طبيعتها». فابتهل رجل الله الى الرب، فارتدت يد الملك الى ما كانت عليه.
7- ثم قال الملك لرجل الله: «تعال معي الى قصري لتقتات واعطيك مكافاة».
8- فاجابه: «حتى لو وهبتني نصف قصرك فلن اطا ارضه، ولا آكل خبزا ولا اشرب ماء في هذا الموضع.
9- لان الرب امرني قائلا: «لا تاكل خبزا ولا تشرب ماء ولا ترجع في نفس الطريق التي جئت منها».
10- ثم انصرف في طريق اخرى غير التي سلكها في مجيئه الى بيت ايل.
 
11- وكان هناك نبي شيخ مقيما في بيت ايل، فجاء ابناؤه وسردوا عليه كل ما اجراه رجل الله من آيات في ذلك اليوم في بيت ايل، وحدثوه بما خاطب به الملك.
12- فسالهم ابوهم: «من اي طريق انصرف؟» فاخبروه، لانهم كانوا قد راوا الطريق التي انصرف فيها.
13- فقال لابنائه: «اسرجوا لي الحمار». وعندما فعلوا ركب عليه.
 
14- واقتفى اثره حتى ادركه جالسا تحت البلوطة. فساله: «هل انت رجل الله الذي وفد من يهوذا؟» فاجابه: «انا هو».
15- فقال له: «تعال معي الى البيت لتاكل طعاما».
16- فاجابه: «لا استطيع ان ارجع معك او ادخل بيتك او آكل طعاما او اشرب ماء في هذا الموضع،
17- لان الرب امرني قائلا: لا تاكل طعاما ولا تشرب ماء ولا تنصرف في نفس الطريق التي جئت منها».
18- فقال له: «انا ايضا نبي مثلك وقد امرني ملاك الرب ان ارجع بك معي الى بيتي فتقتات وتشرب ماء». وهكذا كذب عليه.
19- (فصدقه) ورجع معه وتناول طعاما في بيته وشرب ماء.
 
20- وفيما هما جالسان حول المائدة يتناولان الطعام، خاطب الرب النبي الشيخ،
21- فقال لرجل الله الوافد من يهوذا: «هذا ما يقوله الرب: لانك خالفت امر الرب ولم تطع وصيته التي اوصاك بها الرب الهك،
22- فرجعت واكلت طعاما وشربت ماء في الموضع الذي حذرك منه قائلا: لا تاكل فيه طعاما ولا تشرب ماء، فان جثتك لن تدفن في قبر آبائك».
23- وبعد ان تناول نبي يهوذا طعاما وشرب ماء، اسرج له مضيفه حماره.
24- وبينما هو منصرف في طريقه صادفه اسد وقتله، وظلت جثته مطروحة في الطريق، والحمار والاسد واقفان الى جوار الجثة.
25- ومر قوم فشاهدوا الجثة مطروحة في الطريق والاسد واقف الى جوارها فاتوا واذاعوا الخبر في المدينة التي يقيم فيها النبي الشيخ.
26- وعندما سمع النبي الشيخ بالنبا قال: «هو حتما رجل الله الذي خالف امر الرب، فاوقعه الرب بين مخالب الاسد فافترسه وقتله تحقيقا لقضائه الذي نطق به».
27- وقال لابنائه: «اسرجوا لي الحمار». فاسرجوه،
28- فانطلق الى حيث عثر على الجثة مطروحة في الطريق، والاسد والحمار واقفين الى جوارها، من غير ان ياكل الاسد الجثة او يفترس الحمار،
29- فوضع النبي جثة رجل الله على الحمار، ومضى بها الى المدينة، ليندبه
30- ثم دفنها في قبره وهو ينوح قائلا: «آه عليك يااخي».
31- وبعد ان تم دفن جثة رجل الله، قال النبي الشيخ لابنائه: «عند وفاتي ادفنوني في القبر الذي دفن فيه رجل الله، وضعوا عظامي الى جوار عظامه،
32- لان ما انذر به من كلام الرب بشان المذبح الذي في بيت ايل، وجميع معابد المرتفعات التي في مدن السامرة، لابد ان يتحقق».
 
33- وعلى الرغم من تحذير النبي فان يربعام لم يحد عن طريقه الاثيمة، بل عاد مرة اخرى فكرس كهنة لمعابد المرتفعات، اختارهم من عامة الشعب، فكان يكرس كل من يرغب ان يكون كاهنا لهذه المرتفعات.
34- فكانت هذه هي خطيئة بيت يربعام التي افضت الى سقوطه وانقراضه عن وجه الارض.
 
35 11   كتاب الملوك الاول 014 داود
1- في ذلك الوقت مرض ابيا بن يربعام،
2- فقال يربعام لزوجته: «تنكري حتى لا يكتشف احد انك زوجتي، وامضي الى شيلوه حيث يقيم اخيا الذي انباني انني ساملك على هذا الشعب،
3- وخذي له معك عشرة ارغفة وكعكا وجرة عسل، وانطلقي اليه وهو يخبرك بمصير الغلام».
4- فنفذت زوجة يربعام ما طلبه منها، ووصلت الى بيت اخيا في شيلوه، وكان اخيا قد طعن في السن، وكل بصره.
5- وقال الرب لاخيا: «ها هي زوجة يربعام مقبلة لتسالك عن مصير ابنها المريض، فاجبها بما اقوله لك، لانها ستدخل اليك متنكرة».
6- فلما سمع اخيا وقع خطواتها وهي داخلة من الباب قال: «ادخلي يا زوجة يربعام. لماذا تتنكرين؟ انني احمل اليك اخبارا سيئة.
7- اذهبي وبلغي يربعام قضاء الرب اله اسرائيل: لقد رفعتك من وسط الشعب، ونصبتك رئيسا على شعبي اسرائيل،
8- ومزقت المملكة عن بيت داود ووليتك عليها، ولكنك لم تكن كعبدي داود الذي حفظ وصاياي وتبعني من كل قلبه ليصنع ما هو صالح في عيني.
9- لقد ارتكبت من السيئات ما فاق جميع الذين كانوا قبلك، فصنعت لنفسك آلهة اخرى، اصناما مسبوكة، لتثير غيظي، وقد طرحتني خلف ظهرك.
10- لذلك ها انا مزمع ان ابتلي بيتك بشر عظيم، وابيد كل ذكر من نسلك، عبدا كان ام حرا، وافني بيتك كما تفني النار الروث الجاف،
11- فتاكل الكلاب كل من يموت لك في المدينة، وتنهش طيور السماء كل من يموت لك في الحقل، لان الرب تكلم».
12- واضاف اخيا: «اما انت فانهضي وانطلقي الى بيتك، وحالما تدخلين المدينة يموت الولد،
13- فينوح عليه الاسرائيليون ويدفنونه، لان هذا وحده من نسل يربعام يوارى في قبر، لان الرب اله اسرائيل قد وجد فيه، من دون سائر بيت يربعام، شيئا صالحا.
14- ويقيم الرب لنفسه ملكا على اسرائيل ليبيد بيت يربعام اليوم.
15- ثم يعصف الرب باسرائيل، فيهزهم كاهتزاز القصب في الماء، ويستاصلهم من هذه الارض الخيرة التي وهبها لآبائهم، ويشتتهم الى ما وراء النهر لانهم اقاموا لانفسهم اصناما واثاروا غيظ الرب.
16- وينبذ اسرائيل من جراء خطايا يربعام التي ارتكبها واستغوى اسرائيل معه فاخطاوا».
 
17- فعادت زوجة يربعام الى ترصة. وما ان وصلت الى عتبة باب البيت حتى مات الغلام،
18- فدفنه الاسرائيليون وناحوا عليه، تماما حسب كلام الرب الذي نطق به على لسان عبده اخيا النبي.
19- اما بقية اعمال يربعام وكيف حارب وكيف ملك، فهي مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك اسرائيل.
20- ودام ملك يربعام اثنتين وعشرين سنة، ثم مات ودفن مع آبائه، وخلفه على العرش ابنه ناداب.
 
21- اما رحبعام بن سليمان فقد ملك في يهوذا وكان عمره احدى واربعين سنة حين ملك، واستمر حكمه سبع عشرة سنة في اورشليم، المدينة التي اختارها الرب من بين جميع مدن اسرائيل ليضع اسمه عليها، وكان اسم امه نعمة العمونية.
22- وارتكب شعب يهوذا الشر في عيني الرب، فاستثاروا غيظه كما لم تستثره خطايا آبائهم التي ارتكبوها.
23- واقاموا هم ايضا لانفسهم مرتفعات وانصابا وتماثيل على كل تل مرتفع، وتحت كل شجرة خضراء.
24- وتكاثر في الارض العاهرون من ذوي الشذوذ الجنسي، واقترفوا كل موبقات الامم التي طردها الرب من امام بني اسرائيل.
 
25- وفي السنة الخامسة للملك رحبعام هاجم شيشق ملك مصر اورشليم.
26- واستولى على خزائن بيت الرب وخزائن قصر الملك، وسلب كل ما فيها، لاسيما الاتراس الذهبية التي عملها سليمان.
27- فصنع الملك رحبعام عوضا عنها اتراسا نحاسية، سلمها لرؤساء حرس باب قصر الملك.
28- فكان كلما دخل الملك الى هيكل الرب يحملها الحراس امامه، ثم يعيدونها الى غرفة الحرس.
29- اما بقية احداث حياة رحبعام وكل ما قام به من اعمال، اليست هي مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك يهوذا؟
30- وظلت رحى الحرب دائرة بين رحبعام ويربعام طوال حياة رحبعام.
31- ثم مات رحبعام ودفن مع آبائه في مدينة داود، واسم امه نعمة العمونية وخلفه ابنه ابيام على العرش.
 
36 11   كتاب الملوك الاول 015 داود
1- وفي السنة الثامنة عشرة من حكم الملك يربعام بن نباط، اعتلى ابيام عرش يهوذا،
2- ودام ملكه ثلاث سنوات في اورشليم، واسم امه معكة ابنة ابشالوم.
3- وارتكب جميع خطايا ابيه التي اقترفها قبله، ولم يكن قلبه مخلصا للرب الهه كقلب داود ابيه.
4- الا ان الرب الهه اكراما لداود، رزقه ابنا في اورشليم، فاورثه الملك وثبت اركان اورشليم،
5- لان داود صنع ما هو صالح في عيني الرب، ولم يحد عن كل ما امره به كل ايام حياته، الا ما جناه بحق اوريا الحثي.
6- وخلال فترة حكم ابيام كانت الحروب مستمرة بين اسرائيل ويهوذا.
7- اما بقية اعمال ابيام ومنجزاته اليست هي مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك يهوذا؟
8- ثم مات ابيام، فدفن مع آبائه في مدينة داود، وخلفه ابنه آسا على العرش.
 
9- وكان ذلك في السنة العشرين من حكم يربعام ملك اسرائيل.
10- وملك آسا احدى واربعين سنة في اورشليم، واسم جدته معكة ابنة ابشالوم،
11- وصنع آسا ما هو صالح في عيني الرب كداود ابيه
12- واباد من الارض طائفة العاهرين الذين يمارسون الشذوذ الجنسي كجزء من عبادتهم الوثنية، واستاصل جميع الاصنام التي اقامها آباؤه.
13- كما خلع جدته معكة من منصب الام الملكة، لانها اقامت تمثالا لعشتاروث، فانتزع آسا تمثالها واحرقه في وادي قدرون.
14- اما مذابح المرتفعات فلم يهدمها، الا ان قلبه كان خالص الولاء للرب كل ايامه.
15- وجاء بكل ما خصصه ابوه وما خصصه هو من ذهب وفضة وسواها من الآنية الى هيكل الرب.
 
16- وظلت الحرب دائرة بين آسا وبعشا ملك اسرائيل طوال ايام حياتهما.
17- وشرع الملك بعشا في بناء مدينة الرامة، لقطع الطريق على الخارجين والداخلين الى آسا ملك يهوذا،
18- فجمع آسا بقية الذهب والفضة الموجودة في خزائن بيت الرب وخزائن قصره، واعطاها لرجاله، وارسلهم الى بنهدد بن طبريمون بن حزيون ملك ارام المقيم في دمشق قائلا:
19- «ان بيني وبينك، وبين ابي وابيك عهدا، وها انا باعث اليك هدية من فضة وذهب، فهيا انكث عهدك مع بعشا ملك اسرائيل فيكف عني».
20- فلبى بنهدد طلب آسا، وارسل رؤساء جيوشه فهاجموا مدن اسرائيل. فدمر مدن عيون ودان وآبل بيت معكة وكل منطقة كنروت وسائر ارض نفتالي.
21- وعندما بلغت بعشا انباء الهجوم، كف عن بناء الرامة واقام في ترصة.
22- واستدعى الملك آسا كل رجال يهوذا ولم يعف احدا، فحملوا كل حجارة الرامة واخشابها التي استخدمها بعشا في بناء الرامة وشيد بها الملك آسا جبع بنيامين والمصفاة.
23- اما بقية اخبار آسا وكل انجازاته وما قام به من اعمال وما بناه من مدن، اليست هي مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك يهوذا؟ واصيب الملك آسا في شيخوخته بداء في رجليه.
24- وعندما مات دفن مع آبائه في مدينة داود، وخلفه ابنه يهوشافاط على العرش.
 
25- وفي السنة الثانية لحكم آسا ملك يهوذا، اعتلى ناداب بن يربعام عرش اسرائيل، ودام ملكه سنتين.
26- وارتكب الشر في عيني الرب، وسلك في سبل ابيه الشريرة التي افضت ببني اسرائيل الى اقتراف الاثم.
 
27- وتمرد عليه بعشا بن اخيا من بيت يساكر، واغتاله بينما كان ناداب وجيش الاسرائيليين يحاصرون مدينة جبثون الفلسطينية.
28- وقد اغتاله بعشا في السنة الثالثة لحكم آسا ملك يهوذا، وخلفه على العرش.
29- وما ان تولى زمام الملك حتى اباد كل ذرية يربعام، ولم يبق على نسمة منهم، تحقيقا لقضاء الرب الذي نطق به على لسان عبده اخيا الشيلوني،
30- بسبب آثام يربعام التي ارتكبها واستغوى بها بني اسرائيل فاخطاوا، فاثار غيظ اله اسرائيل.
31- اما بقية اخبار ناداب وسائر اعماله، اليست هي مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك اسرائيل؟
32- وظلت رحى الحرب دائرة بين آسا وبعشا ملك اسرائيل طوال حياتهما.

33- وتولى بعشا بن اخيا حكم اسرائيل في ترصة في السنة الثالثة من ملك آسا على يهوذا، ودام حكمه اربعا وعشرين سنة.
34- وارتكب الشر في عيني الرب وسلك في طرق يربعام وفي خطيئته التي جعلت بني اسرائيل يقترفون الاثم.
 
37 11   كتاب الملوك الاول 022 داود
1- وانقضت ثلاث سنوات من غير ان تنشب حرب بين ارام واسرائيل.
2- وفي السنة الثالثة قدم يهوشافاط ملك يهوذا لزيارة ملك اسرائيل،
3- فقال ملك اسرائيل لرجاله: «اتدرون ان راموت جلعاد هي لنا، ومع ذلك لم نفعل شيئا لاسترجاعها من ارام؟»
4- وسال اخآب يهوشافاط: «هل تشترك معي في الحرب لاسترجاع راموت جلعاد؟» فاجابه يهوشافاط: «مثلي مثلك: شعبي كشعبك وخيلي كخيلك».
 
5- ثم قال يهوشافاط لملك اسرائيل: «اطلب اليوم مشورة الرب».
6- فجمع ملك اسرائيل نحو اربع مئة من انبياء الاصنام وسالهم: «هل اذهب للحرب الى راموت جلعاد ام امتنع؟» فاجابوه: «اذهب، فان الرب سينصرك ويسلمها لك».
7- فقال يهوشافاط: «الا يوجد هنا بعد نبي من انبياء الرب فنساله المشورة؟»
8- فاجاب ملك اسرائيل: «يوجد بعد رجل واحد، يمكننا عن طريقه ان نطلب مشورة الرب، ولكني امقته لانه لا يتنبا علي بغير الشر. انه ميخا بن يملة». فقال يهوشافاط: «لا تقل هذا ايها الملك».
9- فامر اخآب احد رجاله باستدعاء ميخا بن يملة.
10- وكان كل من ملك اسرائيل ويهوشافاط ملك يهوذا يجلس على عرش في ساحة عند مدخل باب السامرة، وقد ارتديا حللهما الملكية، والانبياء جميعهم يتنباون امامهما.
11- وصنع صدقيا بن كنعنة لنفسه قرني حديد وقال: «هكذا يقول الرب: بهذه تنطح الاراميين حتى يهلكوا».
12- وتنبا جميع الانبياء بمثل هذا الكلام قائلين: «اذهب الى راموت جلعاد فتظفر بها، لان الرب يسلمها الى الملك».
 
13- وقال الرسول الذي انطلق لاستدعاء ميخا: «لقد تنبا جميع الانبياء بفم واحد مبشرين الملك بالخير، فليكن كلامك موافقا لكلامهم يحمل بشائر الخير».
14- فاجاب ميخا: «حي هو الرب انني لن انطق الا بما يقوله الرب».
15- ولما حضر امام الملك ساله: «ياميخا، هل نذهب للحرب الى راموت جلعاد، ام نمتنع؟» فاجابه (بتهكم): «اذهب فتظفر بها لان الرب يسلمها الى الملك».
16- فقال له الملك: «كم مرة استحلفتك باسم الرب الا تخبرني الا الحق».
17- عندئذ قال ميخا: «رايت كل اسرائيل مبددين على الجبال كخراف بلا راع. فقال الرب: ليس لهؤلاء قائد، فليرجع كل واحد منهم الى بيته بسلام».
18- فقال ملك اسرائيل ليهوشافاط: «الم اقل لك انه لا يتنبا علي بغير الشر؟»
19- فاجاب ميخا: «اذا فاسمع كلام الرب: قد شاهدت الرب جالسا على كرسيه وكل اجناد السماء ماثلة عن يمينه وعن يساره.
20- فسال الرب: من يغري اخآب ليخرج للحرب ويموت في راموت جلعاد؟ فاجاب كل منهم بشيء.
21- ثم تقدم روح الضلال وقال: انا اغويه. فساله الرب: بماذا؟
22- فاجاب: اخرج، واصبح روح ضلال في افواه جميع انبيائه. فقال الرب: انك قادر على اغوائه وتفلح في ذلك، فامض ونفذ هذا الامر.
23- وها الرب قد جعل الآن روح ضلال في افواه جميع انبيائك هؤلاء، وقد قضى عليك بالشر».
 
24- فاقترب صدقيا بن كنعنة من ميخا وضربه على الفك قائلا: «من اين عبر روح الرب مني ليكلمك؟»
25- فاجابه ميخا: «ستعرف ذلك في اليوم الذي تلجا فيه للاختباء من مخدع الى مخدع».
26- حينئذ امر ملك اسرائيل قائلا: «اقبضوا على ميخا وسلموه الى آمون رئيس المدينة والى يوآش ابن الملك،
27- وقولوا لهما: ان الملك امر بايداع هذا في السجن، واطعموه خبز الضيق وماء الضيق حتى ارجع من الحرب بسلام».
28- فاجابه ميخا: «ان رجعت بسلام لا يكون الرب قد تكلم على لساني، فاشهدوا على ذلك ايها الشعب جميعا».
 
29- وتوجه ملك اسرائيل ويهوشافاط ملك يهوذا الى راموت جلعاد.
30- فقال اخآب ليهوشافاط: «انني ساخوض الحرب متنكرا، اما انت فارتد ثيابك الملكية». وهكذا تنكر ملك اسرائيل وخاض الحرب.
31- وقال ملك ارام لقادة مركباته الاثنين والثلاثين: «لا تحاربوا صغيرا ولا كبيرا الا ملك اسرائيل وحده».
32- فلما شاهد قادة المركبات يهوشافاط، ظنوا انه ملك اسرائيل، فحاصروه ليقاتلوه، فاطلق يهوشافاط صرخة،
33- ادركوا منها انه ليس ملك اسرائيل، فارتدوا عنه.
34- ولكن حدث ان جنديا اطلق سهمه من قوسه غير متعمد، فاصاب ملك اسرائيل بين اوصال درعه، فقال اخآب لقائد مركبته: «استدر واخرجني من ارض المعركة فقد جرحت»
35- واشتدت المعركة في ذلك اليوم، واوقف الملك مركبته في مواجهة الاراميين، ولم يلبث ان مات عند المساء، فجرى دم الجرح الى ارض المركبة.
36- وعند غروب الشمس تجاوبت صرخة بين قوات الجيش: «ليرجع كل رجل الى مدينته والى ارضه».
37- وهكذا مات الملك فنقلوه الى السامرة حيث دفن فيها.
38- وعندما غسلت مركبته واسلحته في بركة السامرة، جاءت الكلاب ولحست دمه. فتحقق بذلك كل ما انذر به الرب.
39- اما بقية اخبار اخآب وانجازاته وبيت العاج الذي بناه، وكل المدن التي عمرها، اليست هي مدونة في تاريخ اخبار ايام ملوك اسرائيل؟
40- ودفن اخآب مع آبائه وخلفه ابنه اخزيا على الملك.
 
41- وملك يهوشافاط بن آسا على يهوذا في السنة الرابعة من حكم اخآب ملك اسرائيل.
42- وكان يهوشافاط في الخامسة والثلاثين حين ملك، ودام حكمه خمسا وعشرين سنة في اورشليم، واسم امه عزوبة بنت شلحي
43- واقتفى خطى ابيه آسا، ولم يحد عنها صانعا ما هو صالح في عيني الرب. الا ان مذابح المرتفعات لم تهدم، بل كان الشعب لا يزال يذبح ويوقد عليها.
44- ووقع يهوشافاط معاهدة صلح مع ملك اسرائيل.
45- اما بقية اخبار يهوشافاط وما ابداه من باس، وكيف حارب، اليست هي مدونة في كتاب تاريخ اخبار ايام ملوك يهوذا؟
46- كما اباد من البلاد الذين يمارسون الشذوذ الجنسي في عبادتهم الوثنية ممن بقوا من ايام ابيه آسا.
47- ولم يكن في زمانه ملك على ادوم، بل تولى الحكم وكيل للملك.
48- وبنى يهوشافاط اسطولا تجاريا لكي يبحر الى اوفير ويعود محملا بالذهب، ولكن السفن لم تبحر لانها تحطمت في عصيون جابر.
49- حينئذ قال اخزيا بن اخآب ليهوشافاط: «ليبحر رجالي مع رجالك في السفن». فابى يهوشافاط.
50- ومات يهوشافاط فدفن مع اسلافه في مدينة داود ابيه، وخلفه ابنه يهورام على العرش.
 
38 12   كتاب الملوك الثاني 008 داود
1- وقال اليشع للمراة التي احيا ابنها: «اذهبي انت وعائلتك وتغربي حيث تشائين، لان الرب سيصيب البلاد بمجاعة تدوم سبع سنوات».
2- فعملت المراة بامر رجل الله، ورحلت هي وعائلتها الى بلاد الفلسطينيين حيث تغربت هناك سبع سنوات.
3- وفي ختام السنوات السبع رجعت المراة من ديار الفلسطينيين، وتوجهت الى الملك تستغيث به لاسترداد بيتها وارضها.
4- وكان الملك آنئذ يقول لجيحزي خادم رجل الله: «قص علي جميع ما اجراه اليشع من معجزات».
5- وفيما هو يسرد على الملك كيف احيا اليشع الميت اقبلت المراة التي احيا ابنها تستغيث بالملك لاسترداد بيتها وارضها. فقال جيحزي: «هذه هي المراة ياسيدي الملك، وهذا هو ابنها الذي احياه اليشع».
6- فاستخبرها الملك الامر فحدثته به. فامر الملك احد موظفيه: «اعمل على استرداد كل املاكها وكل ايراد غلات ارضها منذ ان رحلت عن البلاد الى الآن».
 
7- وذهب اليشع الى دمشق. وكان بنهدد ملك ارام ايضا مريضا، فقيل له ان رجل الله جاء الى هنا.
8- فقال الملك لحزائيل: «احمل معك هدية واذهب لاستقبال رجل الله، واسال الرب عن طريقه ان كنت سابرا من مرضي».
9- فمضى حزائيل لاستقباله آخذا معه هدية، حمل اربعين جملا من كل خيرات دمشق. وقال لاليشع: «ابنك بنهدد ملك ارام ارسلني اليك يسال ان كان سيبرا من مرضه».
10- فقال له اليشع: «اذهب وقل له: انه حتما يشفى. ولكن الرب اراني انه لابد مائت».
11- وتفرس اليشع في حزائيل طويلا حتى اعترى حزائيل الخجل، وبكى رجل الله.
12- فساله حزائيل: «لماذا يبكي سيدي؟» فاجابه: «لاني عرفت ما ستنزله ببني اسرائيل من شر، فانك ستحرق حصونهم وتقتل شبانهم وتذبح اطفالهم وتشق بطون حواملهم».
13- فقال حزائيل: «كيف يمكن لمجرد كلب نظير عبدك ان يرتكب هذه الفظائع؟» فاجابه اليشع: «لقد كشف الرب لي انك ستملك على ارام».
14- فانصرف من عند اليشع ودخل الى سيده فساله: «ماذا قال لك اليشع؟» فاجابه: «قال لي انك تبرا».
15- وفي صباح اليوم التالي اخذ حزائيل قطعة قماش سميكة، شبعها بالماء، وضغط بها على وجه الملك حتى اخمد انفاسه وخلفه حزائيل على العرش.
 
16- وفي السنة الخامسة لحكم يورام بن اخآب ملك اسرائيل، ويهوشافاط ملك يهوذا، تولى يهورام بن يهوشافاط الملك على يهوذا.
17- وكان ابن اثنتين وثلاثين سنة حين ملك، وحكم ثماني سنوات في اورشليم،
18- وسلك في طريق ملوك اسرائيل، على غرار بيت اخآب، لانه كان متزوجا من بنت اخآب وارتكب الشر في عيني الرب.
19- لكن الرب لم يشا ان يفني بيت يهوذا اكراما لداود عبده، الذي وعده انه يبقي سراجا له ولبنيه مدى الايام.
20- وفي غضون حكمه تمرد الادوميون على يهوذا، ونصبوا عليهم ملكا.
21- فاجتاز يورام نهر الاردن، بجميع مركباته الى صعير. وعندما حاصره الادوميون مع قادة مركباته، اقتحم خطوطهم ليلا، غير ان جيشه هربوا لاجئين الى بيوتهم.
22- وظل الادوميون خارجين عن طاعة يهوذا الى هذا اليوم. حينئذ تمردت لبنة ايضا.
23- اما بقية اخبار يورام اليست هي مدونة في تاريخ اخبار ملوك يهوذا؟
24- ومات يورام ودفن مع آبائه في مدينة داود، وخلفه ابنه اخزيا على الحكم.
 
25- وفي السنة الثانية عشرة لحكم يورام بن اخآب ملك اسرائيل، تولى اخزيا بن يهورام ملك يهوذا.
26- وكان اخزيا في الثانية والعشرين من عمره حين ملك، ودام حكمه في اورشليم سنة واحدة. واسم امه عثليا بنت عمري ملك اسرائيل.
27- وارتكب الشر في عيني الرب، على غرار بيت اخآب، لانه كان صهرا لهم.
28- وانضم اخزيا الى يورام بن اخآب لمحاربة حزائيل ملك ارام في راموت جلعاد، فهزم الاراميون يورام.
29- فتوجه يورام الى يزرعيل ريثما يبرا من جراحه التي اصابه بها الاراميون في راموت في اثناء المعركة مع حزائيل. وجاء اخزيا بن يهورام ملك يهوذا الى يزرعيل ليزور يورام بن اخآب في اثناء مرضه.
 
39 12   كتاب الملوك الثاني 009 داود
1- واستدعى اليشع النبي احد الانبياء وقال له: «تمنطق بحزامك وخذ قنينة الزيت معك، وانطلق الى راموت جلعاد.
2- وحالما تصل الى هناك ابحث عن ياهو بن يهوشافاط بن نمشي، وانتح به في مخدع داخلي،
3- وصب من قنينة الزيت على راسه وقل له: هذا ما يقوله الرب: قد اخترتك لتكون ملكا على اسرائيل. ثم افتح الباب واسرع بالهرب من غير توان».
4- فمضى النبي الشاب الى راموت جلعاد،
5- ودخل حيث كان القادة جلوسا. فقال: «لي حديث خاص معك ايها القائد» فساله ياهو: «مع اي قائد منا؟» فاجاب: «معك انت ايها القائد».
6- فنهض وتبعه الى مخدع داخلي، حيث صب النبي الزيت على راسه وقال له: «هذا ما يقوله الرب اله اسرائيل: قد اخترتك لتكون ملكا على شعب الرب اسرائيل،
7- فتقضي على بيت اخآب سيدك وتنتقم لدماء عبيدي الانبياء ودماء جميع اتقياء الرب من ايزابل،
8- وبذلك تفني كل بيت اخآب، وتستاصل من بيت اخآب كل ذكر، حرا كان ام عبدا.
9- وتجعل مصير بيت اخآب كمصير بيت يربعام بن نباط، وكمصير بيت بعشا بن اخيا.
10- وتلتهم الكلاب ايزابل في حقل يزرعيل، ولن تجد من يدفنها». ثم فتح الباب ولاذ بالفرار.
 
11- وعندما رجع ياهو الى حيث يجتمع رجال سيده سئل: «اخير؟ لماذا جاءك هذا المجنون؟» فاجابهم: «انتم تعرفون الرجل وما يهذي به».
12- فقالوا: «هذا ليس صحيحا. اخبرنا الصدق». فقال: «اليكم ما خاطبني به: قال: هذا ما صدر عن الرب: قد اخترتك لتكون ملكا على اسرائيل».
13- فبادر كل واحد منهم وفرش ثوبه فوق درجات السلم حيث كان يقف، ونفخوا بالابواق قائلين: «قد ملك ياهو».
 
14- وهكذا تمرد ياهو بن يهوشافاط بن نمشي على يورام. وكان يورام مع سائر جيش اسرائيل يدافعون عن راموت جلعاد ضد هجمات حزائيل ملك ارام.
15- وكان يهورام الملك قد لجا الى يزرعيل ريثما يبرا من الجراح التي اصابه بها الاراميون في حربه مع حزائيل ملك ارام. فقال ياهو: «ان كانت هذه رغبتكم فلا تدعوا احدا ينسل من المدينة ليذيع الخبر في يزرعيل».
16- ثم امتطى مركبته وانطلق الى يزرعيل حيث كان يورام مضطجعا هناك، وقد جاء اخزيا ملك يهوذا ليزوره.
17- وكان الرقيب قائما على برج يزرعيل، فشاهد جماعة ياهو مقبلين، فقال للملك: «اني ارى قوما قادمين». فامره يهورام: «ارسل فارسا للقائهم، فيسالهم: اللخير قدومهم؟»
18- فا ندفع فارس للقائهم قائلا: «ان الملك يسال: اللخير قدومكم؟» فاجابه ياهو: «ما شانك بالخير؟ در وانضم الي». فقال الرقيب للملك: «قد وصل الرسول اليهم ولم يرجع».
19- فارسل فارسا آخر. فلما التقاهم قال: «ان الملك يسال: اللخير قدومكم؟» فاجابه ياهو: «ما شانك بالخير؟ در وانضم الي».
20- فقال الرقيب للملك: «قد وصل الرسول اليهم ولم يرجع. وقيادة المركبة شبيهة بقيادة ياهو بن نمشي، لانه يقودها كرجل مجنون».
21- فامر يهورام بتجهيز مركبته، وخرج يصاحبه اخزيا ملك يهوذا، كل في مركبته، للقاء ياهو. فصادفاه عند حقل نابوت اليززعيلي
22- فلما راى يهورام ياهو ساله: «اللخير قدومك؟» فاجابه ياهو: «اي خير مادام فجور امك ايزابل وسحرها متفشيين؟»
23- فامسك يهورام زمام المركبة واطلق العنان لخيوله هاربا هاتفا باخزيا: «خيانة يااخزيا!»
24- فاطلق ياهو سهما على يهورام اخترق ظهره ونفذ من قلبه، فارداه قتيلا في مركبته،
25- وقال لبدقر قائد مركبته: «ارفعه واطرحه في حقل نابوت اليزرعيلي، وتذكر كيف ان الرب، حين كنت انا وانت راكبين خلف ابيه اخآب قد قضى عليه بهذا العقاب،
26- فالرب يقول: لقد رايت امسا دم نابوت ودماء ابنائه، لهذا لابد ان اعاقبك في هذا الحقل. فالآن ارفعه واطرحه في الحقل حسب قول الرب».
 
27- وعندما راى اخزيا ملك يهوذا هذا، فر هاربا في الطريق المفضية الى بيت البستان، فتعقبه ياهو هاتفا: «اقتلوه». فاصابوه بجراح مميتة وهو في مركبته عند عقبة جور القريبة من يبلعام، ولكنه تابع هربه الى مجدو حيث مات هناك.
28- فنقله رجاله في مركبته الى اورشليم حيث دفنوه في قبره مع آبائه في مدينة داود.
29- وكان اخزيا قد ملك على يهوذا في السنة الحادية عشرة من حكم يورام بن اخآب على اسرائيل.
 
30- وتوجه ياهو الى يزرعيل. فلما علمت ايزابل بذلك كحلت عينيها وزينت شعرها واطلت من الكوة.
31- وعندما اجتاز ياهو عتبة باب ساحة القصر قالت: «اجئت مسالما يازمري ياقاتل سيده؟»
32- فرفع وجهه اليها وصاح: «من هنا معي؟» فاشرف عليه اثنان او ثلاثة من الخصيان.
33- فقال: «اطرحوها». فالقوا بها من الكوة فتناثر بعض دمها على الجدار وعلى الخيل التي داستها بحوافرها.
34- ودخل بعد ذلك الى القصر حيث اكل وشرب ثم قال: «اذهبوا وافتقدوا هذه المراة الملعونة وادفنوها، لانها بنت ملك».
35- وعندما خرجوا ليدفنوها لم يجدوا من اشلائها سوى الجمجمة والرجلين وكفي اليدين،
36- فرجعوا واخبروه، فقال: «هذا اتمام لقضاء الرب الذي نطق به على لسان ايليا التشبي قائلا: ان الكلاب ستلتهم لحم ايزابل في حقل يزرعيل.
37- وتصبح جثة ايزابل كالزبل على وجه حقل يزرعيل بحيث لا يتعرف عليها احد فيقول: هذه ايزابل».
 
40 12   كتاب الملوك الثاني 011 داود
1- وعندما بلغ عثليا ام اخزيا ان ابنها قد قتل عمدت الى ابادة النسل الملكي.
2- ولم ينج من الموت من بين جميع ابناء الملك الذين قتلتهم جدتهم عثليا سوى يوآش بن اخزيا الذي اختطفته عمته يهوشبع بنت الملك يورام مع مرضعته من مخدع النوم وخباته عن عيني عثليا.
3- وظل يهوآش مختبئا مع مرضعته في بيت الرب مدة ست سنوات، كانت عثليا في اثنائها متربعة على عرش يهوذا.
 
4- وفي السنة السابعة استدعى يهوياداع رؤساء المئات من ضباط القصر وحرس الملكة، وادخلهم الى بيت الرب، فقطع معهم عهدا واستحلفهم على الكتمان في بيت الرب. ثم اراهم ابن الملك.
5- وامرهم قائلا: «اليكم ما تفعلونه. ليقم ثلث الحراس المتولين الخدمة يوم السبت بحراسة القصر.
6- وليحرس الثلث الثاني باب سور، اما الثلث الثالث فليتول حراسة الباب وراء الحرس الملكي. وهكذا تقومون بالدفاع عن القصر وصد كل هجوم.
7- وعلى الفرقتين المعفاتين من الواجبات في يوم السبت القيام بحراسة بيت الرب وحماية الملك.
8- فتحيطون بالملك وانتم مدججون بالسلاح. واقتلوا كل من يحاول ان يخترق الصفوف اليه، ولازموا الملك في دخوله وخروجه».
9- فنفذ رؤساء المئات اوامر يهوياداع الكاهن، واحضر كل منهم رجاله سواء كانوا معفين من خدمة السبت او المكلفين بها، الى يهوياداع الكاهن.
10- فسلم الكاهن رؤساء المئات حراب الملك داود واتراسه المحفوظة في الهيكل،
11- ووقف الحراس مدججين بالسلاح محيطين بمخبا الملك وحول الهيكل والمذبح.
12- واخرج يهوياداع ابن الملك وتوجه، واعطاه نسخة من شهادة العهد، فنصبوه ملكا ومسحوه وصفقوا هاتفين: «ليحي الملك».

13- وحين سمعت عثليا هتاف الحراس والشعب، اندست بين الشعب واندفعت الى بيت الرب،
14- فشاهدت الملك منتصبا على المنبر وفقا للتقليد في تتويج الملوك، ورؤساء الحراس ونافخو الابواق يحيطون بالملك، وقد امتزجت هتافات فرح الشعب بدوي نفخ الابواق، فشقت عثليا ثيابها صارخة: «خيانة! خيانة!»
15- فامر يهوياداع الكاهن رؤساء المئات من قادة الجيش قائلا: «خذوها الى خارج الصفوف واقتلوا بالسيف كل من يحاول انقاذها». لان الكاهن امر ان لا تقتل داخل بيت الرب.
16- فقبضوا عليها وجروها الى المدخل الذي تعبر منه الخيل الى ساحة القصر حيث قتلت هناك.
 
17- وابرم يهوياداع عهدا بين الرب وبين الملك والشعب، حتى يكونوا شعبا للرب، كما ابرم عهدا ايضا بين الملك والشعب.
18- ثم توجه جميع شعب الارض الى معبد البعل، وهدموا مذابحه وحطموا تماثيله، وقتلوا متان كاهن البعل امام المذبح. واقام الكاهن حراسا على بيت الرب.
19- واصطحب معه رؤساء المئات والضباط والحرس وسائر الشعب الحاضر هناك، وواكبوا الملك من بيت الرب عبر طريق السعاة الى القصر حيث جلس على عرش الملك.
20- وعم الفرح الشعب، وغمرت الطمانينة المدينة بعد مقتل عثليا بالسيف عند القصر.
21- وكان يهوآش في السابعة من عمره عندما اعتلى العرش.
 
41 12   كتاب الملوك الثاني 012 داود
1- في السنة السابعة من حكم ياهو تولى يهوآش عرش يهوذا، فملك اربعين سنة في اورشليم. واسم امه ظبية من بئر سبع.
2- وسلك يهوآش باستقامة في عيني الرب طوال الايام التي اشرف فيها يهوياداع الكاهن على توجيهه،
3- غير انه لم يهدم المرتفعات، بل ظل الشعب يذبح ويوقد عليها.
 
4- وقال يهوآش للكهنة: «اجمعوا الفضة المخصصة للتقدمات في هيكل الرب، والفضة التي جبيت من الاحصاء، وفضة النذور، والفضة المقدمة بصورة طوعية لهيكل الرب.
5- وليتسلم كل كاهن الفضة من امين المال لترميم كل ما تهدم من هيكل الرب».
6- ولكن الهيكل ظل من غير ترميم او اصلاح حتى العام الثالث والعشرين من حكم يهوآش.
7- فاستدعى الملك يهوآش يهوياداع رئيس الكهنة وسائر الكهنة وقال لهم: «لماذا لم ترمموا ما تهدم في هيكل الرب؟ والآن لا تاخذوا فضة من امين المال، بل لتظل مخصصة لترميم ما تهدم من هيكل الرب».
8- فوافق الكهنة ان لا ياخذوا فضة من الشعب لحاجتهم، وان لا يقوموا بترميم هيكل الرب بانفسهم.
9- واحضر يهوياداع الكاهن صندوقا ثقب في غطائه ثقبا، ووضعه الى يمين المذبح عند مدخل هيكل الرب، فكان الكهنة حراس المدخل يضعون فيه كل الفضة المقدمة لهيكل الرب.
10- وكان كلما امتلا الصندوق بالفضة يحضر كاتب الملك ورئيس الكهنة فيحصيانها ويصرانها.
11- ويسلمان الفضة المحصاة الى النظار الموكلين بالاشراف على اعمال هيكل الرب فيدفعونها للنجارين والبنائين العاملين في ترميم هيكل الرب،
12- ولبنائي الجدران ونحاتي الحجارة، وكذلك لشراء الاخشاب والحجارة المنحوتة، لترميم كل ما تهدم من هيكل الرب، ولغيرها من نفقات الترميم.
13- الا ان الاموال لم تستخدم في صنع طسوس فضة لهيكل الرب، ولا مقصات، ولا مناضح، ولا ابواق وآنية ذهب وفضة.
14- بل كانوا يسلمون الفضة كلها للنظار المشرفين على العمل، فيقوم هؤلاء بترميم هيكل الرب.
15- ولم يطالب المشرفون على سير العمل بتقديم حساب عما انفقوه على العاملين في اصلاح الهيكل، لان هؤلاء النظار كانوا يعملون بامانة.
16- اما الفضة التي قدمها الشعب من اجل ذبيحة الاثم وذبيحة الخطيئة فلم تحسب مع الفضة الداخلة الى صندوق الهيكل، بل اعطيت للكهنة.
 
17- وزحف في نحو ذلك الوقت حزائيل ملك ارام وهاجم جت واستولى عليها، ثم توجه لمهاجمة اورشليم واسقاطها.
18- فجمع يهوآش ملك يهوذا كل الاقداس التي خصصها يهوشافاط ويهورام واخزيا آباؤه ملوك يهوذا، وما خصصه هو من اقداس، وكل الذهب الموجود في خزائن هيكل الرب وقصر الملك، وارسلها الى حزائيل ملك ارام. فرجع عن مهاجمة اورشليم.
 
19- اما بقية اخبار يهوآش واعماله اليست هي مدونة في كتاب اخبار ملوك يهوذا؟
20- وتمرد عليه بعض ضباطه فقتلوه في بيت القلعة عند الطريق المفضي الى سلى.
21- اذ اغتاله يوزاكار بن شمعة ويهوزاباد بن شومير، فدفنوه مع آبائه في مدينة داود. وخلفه ابنه امصيا على العرش.
 
42 12   كتاب الملوك الثاني 014 داود
1- وفي السنة الثانية من حكم يوآش بن يواحاز ملك اسرائيل، تولى امصيا بن يوآش الملك على يهوذا
2- وكان في الخامسة والعشرين حين ملك، ودام حكمه تسعا وعشرين سنة في اورشليم. واسم امه يهوعدان من اورشليم.
3- وصنع كل ما هو صالح في عيني الرب، على غرار ابيه يوآش، ولكنه لم يبلغ صلاح جده الاكبر داود.
4- اذ لم يهدم المرتفعات، بل ظل الشعب يذبحون عليها ويوقدون.
5- وعندما استتب الملك في يده قتل رجاله الذين اغتالوا اباه الملك.
6- ولكنه لم يقتص من ابنائهم عملا بما هو وارد في كتاب شريعة موسى، حيث امر الرب قائلا: «لا يقتل الآباء بذنب البنين ولا يقتل البنون بذنب الآباء، انما يقتل كل انسان بما جنت يداه».
7- وهو الذي قتل عشرة آلاف من الادوميين في وادي الملح، واستولى على سالع بالحرب، ودعا اسمها يقتئيل الى هذا اليوم.
 
8- وبعث امصيا رسلا الى يهوآش بن يهواحاز بن ياهو ملك اسرائيل قائلا: «تعال نتواجه للقتال».
9- فاجابه يهوآش: «ارسل العوسج النابت في لبنان الى الارز في لبنان يقول: زوج ابنتك من ابني. فمر حيوان بري كان هناك، فوطيء العوسج!
10- لقد هزمت الادوميين فانتابك الغرور، ولكن خير لك ان تمكث في قصرك وتتمتع بمجد انتصارك. فلماذا تسعى الى الشر فتجلب الدمار عليك وعلى يهوذا؟»
11- فلم يصغ امصيا له، فحشد يهوآش ملك اسرائيل جيوشه وتواجه مع امصيا ملك يهوذا في بيت شمس التابعة لمملكة يهوذا.
 
12- فانهزم يهوذا امام جيش اسرائيل وهربوا الى منازلهم،
13- ووقع امصيا في اسر يهوآش في بيت شمس. وتوجه بجيشه نحو اورشليم وهدم سورها من باب افرايم الى باب الزاوية على امتداد اربع مئة ذراع (نحو مئتي متر)
14- واستولى على كل الذهب والفضة، وجميع الآنية الموجودة في هيكل الرب وفي قصر الملك، واخذ رهائن ثم عاد الى السامرة.
15- اما بقية اخبار يهوآش وما قام به من اعمال وكيف حارب امصيا ملك يهوذا اليست هي مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك اسرائيل؟
16- ثم مات يهوآش ودفن في السامرة مع ملوك اسرائيل، وخلفه ابنه يربعام.
 
17- وعاش امصيا بن يوآش ملك يهوذا خمس عشرة سنة بعد وفاة يهوآش بن يهواحاز ملك اسرائيل.
18- اما بقية اخبار امصيا اليست هي مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك يهوذا؟
19- وثارت عليه فتنة في اورشليم، فلجا الى لخيش، ولكنهم ارسلوا من تعقبوه الى هناك واغتالوه،
20- ثم نقلوه على الخيل الى اورشليم حيث دفن مع آبائه في مدينة داود.
21- ونصب كل شعب يهوذا ابنه عزريا ملكا، وله من العمر ست عشرة سنة، فخلف اباه امصيا على العرش.
22- وهو الذي استرد ايلة ليهوذا ورممها عقب وفاة والده الملك امصيا.
 
23- وفي السنة الخامسة عشرة من حكم امصيا بن يوآش ملك يهوذا، تولى يربعام بن يوآش عرش اسرائيل في السامرة احدى واربعين سنة.
24- وارتكب الشر في عيني الرب، ولم يعدل عن اي من خطايا يربعام بن نباط التي استغوى بها الاسرائيليين فاخطاوا.
25- وهو الذي استرجع لاسرائيل اراضيها الممتدة من حماة الى البحر الميت، تحقيقا لكلام الرب الذي نطق به على لسان عبده يونان بن امتاي النبي من اهل جت حافر،
26- لان الرب راى ما يعانيه الاسرائيليون من عبيد واحرار من ضيق اليم مرير. ولم يكن لهم من معين.
27- واذ لم يكن الرب قد قضى بمحو اسم اسرائيل من تحت السماء، انقذهم على يد يربعام بن يوآش.
28- اما بقية اخبار يربعام وكل منجزاته واعماله وكيف حارب واسترجع لاسرائيل كلا من دمشق وحماة التي استولى عليها يهوذا اليست هي مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك اسرائيل؟
29- ثم مات يربعام ودفن مع آبائه ملوك اسرائيل، وخلفه ابنه زكريا على الملك.
 
43 12   كتاب الملوك الثاني 015 داود
1- وفي السنة السابعة والعشرين من حكم يربعام ملك اسرائيل، تولى عزريا بن امصيا عرش يهوذا.
2- وكان عمره ست عشرة سنة حين ملك، ودام حكمه في اورشليم اثنتين وخمسين سنة، واسم امه يكليا من اورشليم.
3- وصنع ما هو صالح في عيني الرب على غرار ابيه امصيا،
4- غير انه لم يهدم المرتفعات. وظل الشعب يقربون عليها ويوقدون.
5- وابتلى الرب عزريا بداء البرص الى يوم وفاته، مما ارغمه على الاقامة في بيت منعزل، فتولى ابنه يوثام حكم الشعب بالنيابة عنه.
6- اما بقية اخبار عزريا ومنجزاته اليست هي مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك يهوذا؟
7- ثم مات عزريا ودفن مع آبائه في مدينة داود، وخلفه ابنه يوثام.
 
8- وفي السنة الثامنة والثلاثين لحكم عزريا ملك يهوذا، اعتلى زكريا بن يربعام عرش اسرائيل في السامرة مدة ستة اشهر.
9- وارتكب الشر في عيني الرب على غرار ابائه ولم يعدل عن اي من خطايا يربعام بن نباط التي استغوى بها الاسرائيليين فاخطاوا.
10- وتمرد عليه شلوم بن يابيش واغتاله امام الشعب واغتصب منه الملك.
11- اما بقية اخبار زكريا فهي مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك اسرائيل،
12- وكان ذلك تحقيقا لكلام الرب الذي وعد به ياهو قائلا: «ان من ذريتك حتى الجيل الرابع يكونون ملوكا على اسرائيل».
 
13- وملك شلوم بن يابيش في السنة التاسعة والثلاثين من حكم عزيا (عزريا) ملك يهوذا، ودام ملكه مدة شهر واحد في السامرة.
14- وذهب منحيم بن جادي من ترصة الى السامرة واغتال شلوم بن يابيش، وخلفه على كرسي المملكة.
15- اما بقية اخبار شلوم وتمرده فهي مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك اسرائيل.
16- بعد ذلك هاجم منحيم تفصح وضواحيها، وهدم ما فيها حتى حدود ترصة لان اهلها ابوا ان يفتحوا بواباتها له، وشق بطون جميع حواملها.
 
17- وفي السنة التاسعة والثلاثين لحكم عزريا ملك يهوذا، اعتلى منحيم بن جادي عرش اسرائيل في السامرة لمدة عشر سنين،
18- وارتكب الشر في عيني الرب على غرار خطايا يربعام بن نباط التي استغوى بها الاسرائيليين فاخطاوا طوال ايامه.
19- واغار فول ملك اشور على البلاد، فاسترضاه منحيم بالف وزنة (نحو ثلاثة آلاف وست مئة كيلوجرام) من الفضة ليوآزره في تثبيته على العرش.
20- وجبى منحيم خمسين شاقل (نحو ست مئة جراما) من الفضة من كل رجل من اثرياء الاسرائيليين ليدفعها لملك اشور، فرجع ملك اشور ولم يحتل الارض.
21- اما بقية اخبار منحيم ومنجزاته اليست هي مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك اسرائيل؟
22- ثم مات منحيم ودفن مع آبائه، وخلفه ابنه فقحيا على الملك.
 
23- وفي السنة الخمسين لحكم عزريا ملك يهوذا، اعتلى فقحيا بن منحيم عرش اسرائيل لمدة سنتين،
24- وارتكب الشر في عيني الرب على غرار خطايا يربعام بن نباط التي استغوى بها الاسرائيليين،
25- فثار عليه فقح بن رمليا، احد قواده مع خمسين جنديا من الجلعاديين، واغتاله في السامرة في عقر قصره، كما اغتال معه ارجوب وارية، وخلفه على الملك.
26- اما بقية اعمال فقحيا ومنجزاته، فهي مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك اسرائيل.
 
27- وفي السنة الثانية والخمسين لحكم عزريا ملك يهوذا، اعتلى فقح بن رمليا عرش اسرائيل في السامرة لمدة عشرين سنة.
28- وارتكب الشر في عيني الرب على غرار خطايا يربعام بن نباط التي استغوى بها الاسرائيليين فاخطاوا.
 
29- وفي ايامه هاجم تغلث فلاسر ملك اشور البلاد، واستولى على مدن عيون، وآبل بيت معكة، ويانوح، وقادش، وحاصور، وجلعاد والجليل، وكل ارض نفتالي وسبى اهلها الى اشور.
 
30- ثم تمرد هوشع بن ايلة على فقح بن رمليا واغتاله، وخلفه على الملك في السنة العشرين ليوثام بن عزيا (عزريا).
31- اما بقية اخبار فقح فهي مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك اسرائيل.
 
32- وفي السنة الثانية لحكم فقح بن رمليا ملك اسرائيل، اعتلى يوثام بن عزيا عرش يهوذا،
33- وكان له من العمر خمس وعشرون سنة حين ملك، ودام حكمه في اورشليم ست عشرة سنة، واسم امه يروشا ابنة صادوق.
34- وصنع كل ما هو صالح في عيني الرب، سالكا في نهج ابيه عزيا.
35- ولكنه لم يهدم المرتفعات، وظل الشعب يقربون عليها ويوقدون. وهو الذي بنى الباب الاعلى لهيكل الرب.
36- اما بقية اخبار يوثام ومنجزاته اليست هي مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك يهوذا؟
37- وفي ذلك الوقت شرع الرب يرسل على يهوذا رصين ملك ارام وفقح بن رمليا.
38- ومات يوثام ودفن مع آبائه في مدينة ابيه داود،وخلفه آحاز على الملك.
 
44 12   كتاب الملوك الثاني 016 داود
1- وفي السنة السابعة عشرة من حكم فقح بن رمليا، اعتلى آحاز بن يوثام عرش يهوذا
2- وكان له من العمر عشرون سنة حين ملك. ودام حكمه ست عشرة سنة في اورشليم، وارتكب الشر في عيني الرب الهه، على نقيض داود ابيه،
3- متمثلا بملوك اسرائيل، حتى انه اجاز ابنه في النار، وفقا لارجاس الامم الذين طردهم الرب من امام بني اسرائيل.
4- وذبح واوقد للاوثان على المرتفعات وعلى التلال وتحت كل شجرة خضراء.
5- عندئذ تقدم رصين ملك ارام وفقح بن رمليا ملك اسرائيل نحو اورشليم لمهاجمتها، فحاصرا آحاز. غير انهما اخفقا في الاستيلاء عليها.
6- وتمكن رصين ملك ارام من استرجاع مدينة ايلة، فطرد منها اليهود واحل مكانهم الاراميين فاستوطنوها الى هذا اليوم.
 
7- وبعث آحاز وفدا الى تغلث فلاسر ملك اشور قائلا: «انا عبدك وابنك، فتعال وانقذني من حصار ملك ارام وملك اسرائيل اللذين يهاجمانني».
8- وجمع آحاز الفضة والذهب الموجودة في هيكل الرب وفي خزائن قصر الملك، وارسلها الى ملك اشور هدية.
9- فلبى ملك اشور طلبه، وزحف بجيشه الى دمشق واستولى عليها، وسبى اهلها الى قير، وقتل رصين.
 
10- وتوجه الملك آحاز الى دمشق للقاء تغلث فلاسر ملك اشور، فشاهد هناك المذبح، فنقل رسمه وارسله الى اوريا الكاهن بكامل تفاصيل صناعته.
11- فبنى اوريا الكاهن مذبحا بموجب الرسم الذي بعثه الملك آحاز من دمشق، وانتظر رجوع الملك من سفرته.
12- وعندما عاد الملك من دمشق، وشاهد المذبح
13- اوقد عليه محرقته وتقدمته، وسكب عليه سكيبه من الخمر، ثم رش على المذبح دم ذبيحة السلام.
14- اما مذبح النحاس القائم امام الرب، بين مدخل الهيكل والمذبح الجديد، فقد ازاحه الى جانب المذبح الشمالي.
15- وامر الملك آحاز اوريا الكاهن ان يوقد محرقة الصباح وتقدمة المساء ومحرقة الملك وتقدمته مع محرقة الشعب وتقدمتهم وسكائب خمرهم على المذبح العظيم، ويرش عليه كل دم محرقة وذبيحة. اما مذبح النحاس فيكون مخصصا للملك لمعرفة الغيب
16- فنفذ اوريا الكاهن اوامر الملك آحاز.
17- ثم نزع الملك آحاز عوارض القواعد الدائرية ورفع عنها المرحضة وانزل البركة عن الثيران النحاسية واقامها على صف من الحجارة.
18- وارضاء لملك اشور ازال آحاز من الهيكل منبر العرش الملكي، واغلق المدخل الخاص الذي كان قد بني من الخارج ليصل ما بين القصر والهيكل.
19- اما بقية اخبار آحاز ومنجزاته اليست هي مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك يهوذا؟
20- ثم مات آحاز فدفن مع آبائه في مدينة داود وخلفه ابنه حزقيا على الملك.
 
45 12   كتاب الملوك الثاني 017 داود
1- وفي السنة الثانية عشرة من حكم آحاز ملك يهوذا، اعتلى هوشع بن ايلة عرش اسرائيل في السامرة، لمدة تسع سنوات.
2- وارتكب الشر في عيني الرب، الا انه كان افضل قليلا من اسلافه ملوك اسرائيل.
3- وزحف عليه شلمناسر ملك اشور فصار هوشع له تابعا يدفع له جزية.
4- ومالبث ان اكتشف ملك اشور خيانة هوشع، الذي ارسل وفدا يستغيث بسوا ملك مصر، ولم يؤد جزية لملك اشور كعهده في كل سنة، فقبض عليه ملك اشور وزجه موثقا في السجن.
5- واجتاح ملك اشور ارض اسرائيل، وحاصر السامرة ثلاث سنوات.
6- وفي السنة التاسعة من حكم هوشع سقطت السامرة، فسبى ملك اشور الاسرائيليين الى اشور واسكنهم في مدينة حلح، وعلى ضفاف نهر خابور في منطقة جوزان، وفي مدن مادي.
 
7- وقد حلت هذه النكبة ببني اسرائيل لانهم اثموا في حق الرب الههم الذي اخرجهم من ديار مصر، من تحت نير فرعون وعبدوا آلهة اخرى،
8- سالكين حسب فرائض الامم الذين طردهم الرب من امامهم، ومن امام ملوكهم الذين نصبوهم عليهم.
9- وارتكب بنو اسرائيل في الخفاء معاصي في حق الرب الههم، وشيدوا لانفسهم مرتفعات في جميع مدنهم من برج النواطير الى المدينة المحصنة،
10- واقاموا لانفسهم انصابا وتماثيل لعشتاروث على كل تل مرتفع، وتحت كل شجرة خضراء،
11- وقربوا محرقات على جميع المرتفعات كسائر الامم الذين نفاهم الرب من امامهم، واقترفوا الموبقات لاغاظة الرب،
12- عابدين الاصنام التي حذرهم ونهاهم الرب عنها.
13- وقد انذر الرب اسرائيل ويهوذا عن طريق انبيائه ورائيه قائلا: «ارجعوا عن طرقكم الاثيمة، واطيعوا وصاياي وفرائضي بمقتضى كل الشريعة التي اوصيت آباءكم بتطبيقها، والتي اعلنتها لكم على لسان عبيدي الانبياء.
14- لكنهم اصموا اذانهم واغلظوا قلوبهم كآبائهم الذين لم يثقوا بالرب الههم،
15- وتنكروا لفرائضه وعهده الذي ابرمه مع آبائهم، وتجاهلوا تحذيراته ونواهيه لهم، وضلوا وراء اصنام باطلة، فاصبحوا هم انفسهم باطلين، وتمثلوا بالامم الذين حولهم، مع ان الرب امرهم الا يفعلوا مثلهم، وارتكبوا امورا نهاهم الرب عنها،
16- ونبذوا جميع وصايا الرب الههم، وصنعوا لانفسهم عجلين مسبوكين، واقاموا تماثيل لعشتاروث وسجدوا لجميع كواكب السماء وعبدوا البعل.
17- واجازوا ابناءهم وبناتهم في النار، وتعاطوا العرافة والفال وباعوا انفسهم لارتكاب الشر في عيني الرب لاثارة غيظه.
18- فاحتدم غضب الرب على اسرائيل، وطردهم من حضرته، ولم يبق سوى سبط يهوذا.
19- ولكن حتى سبط يهوذا لم يحفظ وصايا الرب الهه بل نهج في طرق اسرائيل التي سلكتها.
20- فنبذ الرب كل ذرية اسرائيل واذلهم واسلمهم ليد آسريهم، وطردهم من حضرته.
21- لانه شق اسرائيل عن بيت داود، فتوجوا يربعام بن نباط ملكا عليهم، فاضل يربعام بني اسرائيل عن طريق الرب واستغواهم فاخطاوا بحق الرب خطيئة عظيمة.
22- ولم يعدل الاسرائيليون عن ارتكاب جميع خطايا يربعام بل امعنوا في اقترافها
23- فنفى الرب اسرائيل من حضرته كما نطق على لسان جميع عبيده الانبياء، فسبي الاسرائيليون من ارضهم الى اشور الى هذا اليوم.
 
24- ونقل ملك اشور اقواما من بابل وكوث وعوا وحماة وسفروايم، واسكنهم مدن السامرة محل بني اسرائيل، فاستولوا على السامرة واقاموا في مدنها.
25- واذ لم يعبد المستوطنون الجدد الرب في باديء الامر، فقد اطلق الرب عليهم السباع المتوحشة فافترست بعضهم.
26- فبعثوا الى ملك اشور رسالة قائلين: «ان الاقوام الذين قمت بسبيهم واسكانهم في مدن السامرة يجهلون قضاء اله هذه الارض، فاطلق عليهم السباع فافترستهم، لانهم يجهلون قضاءه».
27- فامر ملك اشور قائلا: «ابعثوا الى هناك احد الكهنة المسبيين في تلك البلاد، ليقيم بينهم، ويلقنهم قضاء اله الارض».
28- فجاء واحد من الكهنة المسبيين من السامرة واقام في بيت ايل، وشرع يلقنهم كيف يتقون الرب.
29- ومع ذلك ظل كل قوم يصنعون آلهتهم وينصبونها في معابد المرتفعات التي شيدها السامريون في المدن التي يقيمون فيها.
30- فعبد القادمون من بابل اصنام الههم سكوث بنوث؛ وعبد القادمون من كوث اصنام الههم نرجل، وعبد القادمون من حماة اصنام الههم اشيما،
31- كما عبد اهل عوا نبحز وترتاق. اما اهل سفروايم فكانوا يحرقون ابناءهم بالنار قرابين لادرملك وعنملك الهي سفروايم.
32- فكانوا يعبدون الرب، ولكنهم ايضا اقاموا من بينهم كهنة يخدمون في معابد المرتفعات، ويقربون محرقاتهم فيها.
33- وهكذا كانوا يتقون الرب من ناحية، ويعبدون آلهتهم التي حملوها معهم من بين الامم التي سبوا منها من ناحية اخرى.
 
34- فهم الى هذا اليوم، يمارسون طقوسهم الاولى. فاصبحت عبادتهم خليطا من تقوى الرب ومن الطقوس والفرائض الوثنية، وفقا لتقاليدهم، وليس بمقتضى شريعة الرب والوصية التي امر بها ذرية يعقوب الذي حول اسمه الى اسرائيل.
35- فقد قطع الرب مع بني اسرائيل عهدا وامرهم الا يعبدوا آلهة اخرى ولا يسجدوا لها ولا يتقوها ولا يقربوا لها الذبائح،
36- بل يتقون الرب الذي اخرجهم من ديار مصر بقوة عظيمة وذراع مقتدرة، وله وحده يسجدون ويقربون المحرقات،
37- ويطيعون الفرائض والاحكام والشريعة والوصية التي كتبها لهم ليمارسوها كل حياتهم ولا يتقون آلهة اخرى.
38- ولا ينقضون العهد الذي ابرمه معهم ولا يتقون آلهة اخرى.
39- انما يتقون الرب الههم وهو ينجيهم من جميع اعدائهم.
40- ولكن هؤلاء السكان اصموا آذانهم ومارسوا طقوسهم القديمة،
41- فكانوا يتقون الرب من ناحية، ويعبدون اوثانهم من ناحية اخرى. واقتفى بنوهم خطاهم في ممارساتهم الى هذا اليوم.
 
46 12   كتاب الملوك الثاني 018 داود
1- وفي السنة الثالثة لحكم هوشع بن ايلة ملك اسرائيل، اعتلى حزقيا بن آحاز عرش يهوذا،
2- وكان له من العمر خمس وعشرون سنة حين ملك، ودام حكمه في اورشليم تسعا وعشرين سنة، واسم امه ابي ابنة زكريا،
3- وصنع ما هو صالح في عيني الرب على نهج ابيه داود،
4- فازال معابد المرتفعات، وحطم التماثيل، وقطع اصنام عشتاروث، وسحق حية النحاس التي صنعها موسى لان بني اسرائيل ظلوا حتى تلك الايام يوقدون لها، ودعوها نحشتان.
5- واتكل على الرب اله اسرائيل فلم يات قبله ولا بعده ملك نظيره بين ملوك يهوذا.
6- والتصق بالرب ولم يحد عن طريقه، بل اطاع وصاياه التي امر بها الرب موسى.
7- لذلك كان الرب معه وكلل اعماله بالنجاح. وثار على ملك اشور وابى الخضوع له،
8- ودحر الفلسطينيين من برج النواطير الى المدينة المحصنة حتى بلغ غزة وضواحيها.
 
9- وفي السنة الرابعة لحكم الملك حزقيا، الموافقة للسنة السابعة لاعتلاء هوشع بن ايلة عرش اسرائيل، زحف شلمناسر ملك اشور على السامرة وحاصرها،
10- وتمكن من الاستيلاء عليها في نهاية ثلاث سنوات، اي في السنة السادسة لملك حزقيا، الموافقة للسنة التاسعة لحكم هوشع ملك اسرائيل.
11- وسبى ملك اشور سكان اسرائيل الى اشور، واسكنهم في مدينة حلح وعلى ضفاف نهر خابور في منطقة جوزان وفي مدن مادي،
12- لانهم ابوا الاستماع لصوت الرب الههم، ونكثوا عهده وكل ما امر به موسى عبد الرب، ولم يعملوا بها.
 
13- وفي السنة الرابعة عشرة من حكم الملك حزقيا اجتاح سنحاريب ملك اشور جميع مدن يهوذا الحصينة واستولى عليها.
14- وارسل حزقيا ملك يهوذا يقول لملك اشور في لخيش: «اخطات، فارتحل عني، وانا ادفع ما تفرضه علي من جزية». ففرض ملك اشور على حزقيا ملك يهوذا ثلاث مئة وزنة (نحو الف وثمانين كيلوجراما من الفضة)، وثلاثين وزنة (نحو مائة وثمانية كيلوجرامات من الذهب).
15- فجمع حزقيا كل ما في بيت الرب وخزائن قصر الملك من فضة وذهب ودفعها له.
16- كما قشر الذهب الذي كان قد غشى به ابواب هيكل الرب والدعائم، وبعث به الى ملك اشور.

17- ورغم ذلك ارسل ملك اشور الى حزقيا قائد جيشه ووزير خزائنه ورئيس اركان قواته من لخيش، على راس جيش جرار لمحاصرة اورشليم. فزحفوا عليها، واحاطوا بها وعسكروا عند قناة البركة العليا في طريق حقل القصار.
18- فاستدعوا الملك. فبعث حزقيا اليهم الياقيم بن حلقيا مدير شئون القصر. وشبنة الكاتب ويواخ بن آساف مسجل الملك.
 
19- فقال لهم قائد جيش اشور: «بلغوا حزقيا ان هذا ما يقوله الملك العظيم، ملك اشور: على ماذا تتكل؟
20- اظننت ان مجرد الكلام يشكل خطة وقوة لخوض الحرب؟ على من اعتمدت حتى تمردت علي؟
21- ها انت تتكل على عكاز هذه القصبة المرضوضة مصر، التي تثقب كف كل من يتوكا عليها! هكذا يكون فرعون ملك مصر لكل من يتكل عليه!
22- واذا قلتم لي انكم توكلتم على الرب الهكم. افليس هو الذي ازال حزقيا مرتفعاته ومذابحه، وامر يهوذا واهل اورشليم ان يسجدوا فقط امام هذا المذبح القائم في اورشليم؟
23- والآن ليعقد حزقيا رهانا مع سيدي ملك اشور، فاعطيك الفي فرس، ان استطعت ان تجد لها فرسانا يمتطونها.
24- فكيف يمكنك ان تصد قائدا واحدا من اقل قادة سيدي شانا، في حين انك تعتمد على مصر لامدادك بالمركبات والفرسان؟
25- ثم هل من غير مشورة الرب زحفت على هذه الديار لادمرها؟ لقد قال لي الرب هاجم هذه الديار وخربها».

26- فقال الياقيم بن حلقيا وشبنة ويواخ لقائد الجيش: «خاطب عبيدك بالارامية لاننا نفهمها، ولا تخاطبنا باللغة اليهودية لئلا يسمع الشعب المتجمع على السور».
27- فاجابهم قائد الجيش: «اتظن ان سيدي قد ارسلنا لنتحدث اليكم والى ملككم فقط بهذا الكلام؟ اليس هذا الكلام موجها الى الرجال المتجمعين على السور الذين سياكلون مثلكم برازهم ويشربون بولهم؟»
 
28- ثم وقف قائد الجيش ونادى باعلى صوته قائلا باليهودية: «اسمعوا كلام الملك العظيم ملك اشور.
29- لا يخدعكم حزقيا لانه عاجز عن انقاذكم
30- ولا يقنعكم حزقيا بالاتكال على الرب قائلا: انه حتما ينقذنا ولن يستولي ملك اشور على هذه المدينة.
31- لا تصغوا اليه لانه هكذا يقول ملك اشور: اعقدوا معي صلحا، واستسلموا الي، فياكل عندئذ كل واحد من كرمه ومن تينته ويشرب من بئره.
32- الى ان آتي وانقلكم الى ارض كارضكم، ارض حنطة وخمر وخبز وكروم وزيتون وعسل. فاحيوا ولا تموتوا. لا تصغوا الى حزقيا لانه يغريكم بقوله ان الرب لابد ان ينقذنا.
33- فهل انقذت آلهة الامم اراضيها من ملك اشور؟
34- اين آلهة حماة وارفاد؟ اين آلهة سفروايم وهينع وعوا؟ هل انقذت السامرة من يدي؟
35- من من كل آلهة البلاد التي استوليت عليها انقذ ارضه من يدي، حتى ينقذ الرب اورشليم مني؟»
36- فصمت الشعب ولم يجبه احد بكلمة، لان الملك امرهم بعدم الرد عليه.
37- ثم رجع الياقيم بن حلقيا مدير شؤون القصر، وشبنة الكاتب ويواخ بن آساف المسجل الى حزقيا بثياب ممزقة، وابلغوه كلام القائد الاشوري.
 
47 12   كتاب الملوك الثاني 019 داود
1- وعندما سمع الملك حزقيا ذلك مزق ثيابه وارتدى مسوحا ولجا الى بيت الرب.
2- ثم ارسل الياقيم مدير شؤون القصر وشبنة الكاتب ورؤساء الكهنة وهم مرتدون المسوح الى النبي اشعياء بن آموص،
3- فقالوا له: «هذا ما يقوله حزقيا: هذا اليوم هو يوم ضيق واهانة وكرب، فاننا كالاجنة المشرفة على الولادة من غير ان تتوافر لها القوة على ذلك.
4- فلعل الرب الهك يسمع وعيد القائد الاشوري الذي اوفده سيده ملك اشور، ليهين الاله الحي فيعاقبه الرب الهك على ما صدر منه من تعيير، فصل من اجل البقية الناجية منا».

5- فجاء رجال الملك حزقيا لاشعياء،
6- فقال لهم اشعياء: «بلغوا سيدكم: هذا ما يقوله الرب: لا تجزع مما سمعته من تجديف رجال ملك اشور علي.
7- فها خبر سييء يرد اليه من بلاده يحمله على العودة اليها حيث اقضي عليه بحد السيف في عقر داره».
 
8- وعندما علم قائد الجيش الاشوري بان ملك اشور قد ارتحل عن لخيش وشرع في محاربة لبنة، انسحب هو ايضا وانضم اليه هناك.
9- وبلغ ملك اشور ان ترهاقة ملك كوش قد خرج لمحاربته، فبعث مرة اخرى رسلا الى حزقيا قائلا:
10- «هذا ما تبلغونه الى حزقيا ملك يهوذا: لا يخدعك الهك الذي تتكل عليه عندما يقول لن تسقط اورشليم في قبضة ملك اشور،
11- فها انت قد علمت بما الحقه ملوك اشور بكل البلدان من تدمير كامل فهل يمكن ان تنجو انت؟
12- هل انقذت آلهة الامم الاخرى اهل جوزان وحاران ورصف وبني عدن الذين في تلاسار الذين افناهم آبائي؟
13- اين ملك حماة وملك ارفاد وملك مدينة سفروايم وهينع وعوا؟»
 
14- فتناول حزقيا الكتاب من ايدي الرسل وقراه، ثم توجه الى هيكل الرب وبسطه امامه.
15- وصلى قائلا: «ايها الرب اله اسرائيل، المتربع فوق الكروبيم، انت وحدك اله كل ممالك الارض. انت وحدك خلقت السماوات والارض.
16- ارهف يارب اذنيك واستمع. افتح يارب عينيك وانظر، واسمع كل تهديدات سنحاريب التي ارسلها ليعير الله الحي.
17- حقا يارب ان ملوك اشور قد اهلكوا الامم ودمروا ديارهم،
18- وطرحوا آلهتهم الى النار وابادوها لانها ليست فعلا آلهة بل خشبا وحجارة من صنعة ايدي الناس،
19- فخلصنا الآن ايها الرب الهنا من يده، فتدرك ممالك الارض باسرها انك انت وحدك الرب الاله».
 
20- فبعث اشعيا بن آموص الى حزقيا قائلا: «هذا ما يقوله الرب اله اسرائيل الذي تضرعت اليه لينقذك من سنحاريب ملك اشور: قد سمعت».
21- وهذا هو رد الرب عليه: «ها العذراء ابنة صهيون قد احتقرتك واستهزات بك، وهزت ابنة اورشليم راسها سخرية منك.
22- من عيرت وجدفت عليه؟ وعلى من رفعت صوتا وشمخت بعينيك زهوا؟ اعلى قدوس اسرائيل؟
23- لقد عيرت السيد على لسان رسلك، وقلت: بكثرة مركباتي قد صعدت الى اعالي الجبال، وبلغت اقاصي لبنان قاطعا اطول ارزه وخيار سروه واخترقت ابعد ربوعه وافضل غاباته.
24- قد حفرت آبارا في ارض غريبة وشربت مياها، وبباطن قدمي جففت جميع خلجان مصر.
25- الم تسمع؟ منذ زمن طويل قدرت ذلك. منذ الايام القديمة قررته وها انا الآن احققه، اذ اقمتك لتدمير مدن محصنة فتحولها الى روابي خربة.
26- وقد خارت قوى اهلها فاصبحوا مرتاعين خجلين، صاروا كعشب الحقل، كالنبات اللين وكحشيش السطوح الذاوي قبل نموه.
27- ولكني مطلع على حركاتك وسكناتك وهيجانك علي.
28- ولان ثورتك علي وعجرفتك قد بلغتا مسامعي، فاني ساشكمك بخزامتي في انفك، واضع لجامي في فمك، واعيدك في نفس الطريق الذي اقبلت منه.

29- وهذه علامة لك ياحزقيا: في هذه السنة تاكلون مما نبت من نفسه، وفي السنة الثانية تاكلون مما ينبت عنه، واما في السنة الثالثة فتزرعون فيها وتحصدون وتغرسون كروما وتجنون اثمارها.
30- ويعود الناجون الباقون من بيت يهوذا، فتتاصل جذورهم في الارض، ويحملون اثمارا على اغصانهم،
31- لان من اورشليم تخرج البقية، ومن جبل صهيون ياتي الناجون، فغيرة الرب القدير تصنع هذا.

32- لذلك فهذا ما يقوله الرب عن ملك اشور: لن يدخل هذه المدينة ولن يطلق عليها سهما او يتقدم نحوها بترس ولن يقيم عليها مقلاعا.
33- بل يرجع في الطريق الذي جاء منه، ولن يدخل هذه المدينة، يقول الرب.
34- لانني ادافع عنها، وانقذها من اجل نفسي، واكراما لداود عبدي».
 
35- وحدث في تلك الليلة ان ملاك الرب قتل مئة وخمسة وثمانين الفا من جيش الاشوريين، فما ان طلع الصباح حتى كانت الجثث الميتة تملا المكان.
36- فانسحب سنحاريب ملك اشور وارتد الى بلاده ومكث في نينوى.
37- وفيما هو يتعبد في هيكل الهه نسروخ، اغتاله ابناه، ادرملك وشرآصر، وفرا الى ارض اراراط، فخلفه ابنه آسرحدون على العرش.
 
48 12   كتاب الملوك الثاني 020 داود
1- ومرض حزقيا في تلك الايام حتى اشرف على الموت، فجاء اليه اشعياء بن آموص قائلا: «هذا ما يقوله الرب: «نظم شؤون بيتك لانك لن تبرا بل حتما تموت».
2- فاشاح بوجهه نحو الحائط وصلى قائلا:
3- «آه يارب، اذكر كيف سلكت امامك بامانة واخلاص قلب، وصنعت ما يرضيك». وبكى حزقيا بكاء مرا.
4- وقبل ان يبلغ اشعياء فناء القصر الاوسط خاطبه الرب قائلا:
5- «ارجع وقل لحزقيا رئيس شعبي: هذا ما يقوله الرب اله داود ابيك: قد سمعت صلاتك، ورايت دموعك، وها انا ابرئك، فتذهب في اليوم الثالث للصلاة في هيكل الرب.
6- واضيف على سني حياتك خمسة عشر عاما وانقذك انت وهذه المدينة من ملك اشور، وادافع عنها من اجل نفسي واكراما لعبدي داود».
7- ثم قال اشعياء: «خذوا قرص تين». فاخذوا قرص تين وضعوه على القرح فبرىء.
8- وسال حزقيا اشعياء: «ما العلامة ان الرب يشفيني، فاتمكن من الذهاب الى هيكل الرب في اليوم الثالث؟»
9- فاجابه اشعيا: «اليك العلامة من الرب بانه مزمع ان يتمم ما وعد به. اجبني هل يتقدم الظل عشر درجات ام يرتد عشر درجات؟»
10- فاجاب حزقيا: «من شان الظل ان يتقدم عشر درجات، لذلك ليرتد الظل الى الوراء عشر درجات، فتكون هذه هي العلامة».
11- فابتهل اشعياء الى الرب، فتراجع الظل الى الوراء عشر درجات فوق سلم آحاز، بعد ان كان الظل قد امتد عليها الى الامام عشر درجات.
 
12- وعندما علم برودخ بلادان ابن الملك البابلي بلادان بمرض حزقيا، بعث اليه (وفدا) ورسائل وهدايا.
13- فاحتفى بهم حزقيا، واطلعهم على كل ما في خزائن نفائسه من فضة وذهب واطياب وعطور، وعلى كل مخازن اسلحته، وعلى كل ما يحتفظ به في خزائنه. لم يترك شيئا في قصره وفي كل مملكته لم يطلعهم عليه.
 
14- فوفد اشعياء النبي على الملك حزقيا وساله: «ماذا قال هؤلاء الرجال، ومن اين جاءوا؟» فاجابه: «جاءوا من ارض بعيدة، من بابل».
15- فعاد يساله: «ماذا شاهدوا في قصرك؟» فاجاب حزقيا: «شاهدوا كل ما في قصري. لم اترك شيئا في مخازني لم اطلعهم عليه».
16- فقال اشعياء لحزقيا: «اسمع كلام الرب.
17- ها ايام تاتي ينقل فيها الى بابل كل ما في قصرك، وما ادخره اسلافك الى هذا اليوم، ولا يبقى منها شيء، يقول الرب.
18- ويسبى بعض ابنائك الخارجين من صلبك ليكونوا خصيانا في قصر ملك بابل».
19- فقال حزقيا لاشعياء: «صالح قول الرب الذي اعلنته». ثم حدث نفسه: «لم لا؟ ان كان السلام والامان يسودان في ايامي».
 
20- اما بقية اخبار حزقيا وكل اعماله ومنجزاته، وكيف صنع البركة والقناة، وادخل الماء الى المدينة، اليست مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك يهوذا؟
21- ثم مات حزقيا، ودفن مع آبائه، وخلفه ابنه منسى على الملك.
 
49 12   كتاب الملوك الثاني 021 داود
1- كان منسى في الثانية عشرة من عمره عندما تولى مقاليد الحكم، وظل ملكا في اورشليم مدة خمس وخمسين سنة، واسم امه حفصيبة.
2- وارتكب الشر في عيني الرب، مقترفا رجاسات الامم الذين طردهم الرب من امام بني اسرائيل،
3- فعاد وشيد معابد المرتفعات التي هدمها ابوه حزقيا، واقام مذابح البعل، ونصب تماثيل عشتاروث على غرار ما صنع اخآب، وسجد لكواكب السماء وعبدها.
4- وبنى مذابح في هيكل الرب في اورشليم الذي قال عنه الرب: «في اورشليم اجعل اسمي».
5- وبنى في داري هيكل الرب مذابح لكل كواكب السماء.
6- واجاز ابنه في النار، ورصد الاوقات ولجا الى اصحاب الجان والعرافين واوغل في ارتكاب الشر مما اثار عليه غضب الله الرهيب.
7- ونصب تمثال عشتاروث الذي صنعه، في الهيكل الذي قال الرب عنه لداود وسليمان: «في هذا الهيكل، وفي اورشليم التي اخترتها من الارض، التي وهبتها لآبائهم، اجعل اسمي الى الابد.
8- فاذا اطاع بنو اسرائيل وعملوا كل ما امرتهم به، وطبقوا الشريعة التي اوصاهم بها عبدي موسى، فانني لن ازعزع اقدامهم من الارض التي وهبتها لآبائهم».
9- لكنهم عصوا، بل اضلهم منسى فارتكبوا ما هو اقبح مما ترتكبه الامم التي طردها الرب من امام بني اسرائيل.
 
10- ثم قال الرب على لسان عبيده الانبياء:
11- «لان منسى ملك يهوذا اقترف جميع هذه الموبقات، وارتكب شرورا اشد فظاعة من شرور الاموريين الذين كانوا قبله، واضل يهوذا فجعله ياثم بعبادة اصنامه،
12- لذلك يقول الرب اله اسرائيل: ها انا اجلب شرا على اورشليم ويهوذا، فتطن اذنا كل من يسمع به.
13- وساوقع على اورشليم العقاب الذي اوقعته بالسامرة، وباخآب ونسله. وامسح اورشليم من الوجود كما يمسح الطبق من بقايا الطعام، ثم يقلب على وجهه ليجف.
14- وانبذ بقية شعبي واسلمهم الى ايدي اعدائهم، فيصبحون غنيمة واسرى لهم،
15- لانهم ارتكبوا الشر في عيني، واثاروا سخطي منذ خروج آبائهم من مصر الى هذا اليوم.
16- وزاد منسى فسفك دم ابرياء كثيرين، حتى ملا اورشليم من اقصاها الى اقصاها، فضلا عن خطيئته التي استغوى بها يهوذا، وجعله يرتكب الشر في عيني».
17- اما بقية اخبار منسى ومنجزاته وما ارتكب من خطيئة، اليست هي مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك يهوذا؟
18- ثم مات منسى ودفن في حديقة قصره، في حديقة عزا. وخلفه ابنه آمون.
 
19- وكان آمون في الثانية والعشرين من عمره حين ملك، ودام حكمه سنتين في اورشليم، واسم امه مشلمة بنت حاروص من يطبة،
20- وارتكب الشر في عيني الرب مثل ابيه.
21- لم يحد عن طريق ابيه، وعبد الاصنام التي عبدها ابوه وسجد لها.
22- وتخلى عن الرب اله آبائه، ولم يتبع طريقه.
23- وتآمر عليه رجاله واغتالوه في قصره،
24- غير ان الشعب هاجم قتلة الملك آمون وقضى عليهم، ونصب يوشيا ابنه خلفا له.
25- اما بقية اخبار آمون ومنجزاته اليست هي مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك يهوذا.
26- ودفن في قبره في حديقة عزا وخلفه ابنه يوشيا على الملك.
 
50 12   كتاب الملوك الثاني 022 داود
1- كان يوشيا بن آمون في الثامنة من عمره حين ملك. ودام حكمه احدى وثلاثين سنة في اورشليم، واسم امه يديدة بنت عداية من بصقة.
2- وعمل ما هو صالح في عيني الرب، وسار في نهج جده داود ولم يحد عن طريقه يمينا او شمالا.
 
3- وفي السنة الثامنة عشرة لحكم الملك يوشيا، بعث الملك الكاتب شافان بن اصليا بن مشلام الى هيكل الرب قائلا:
4- «اذهب الى حلقيا رئيس الكهنة، واطلب اليه ان يحسب قيمة الفضة التي تبرع بها ابناء الشعب وجمعها منهم حراس الباب،
5- فيعطيها للموكلين على الاشراف على العمل في هيكل الرب، فيدفعها هؤلاء الى القائمين بالعمل في بيت الرب لترميم ثغرات الهيكل،
6- من بنائين ونجارين، ولشراء الاخشاب والحجارة المنحوتة لترميم الهيكل».
7- ولم يطلب من هؤلاء الموكلين على العمل تقديم اي حساب عن الفضة المدفوعة لهم لنزاهتهم.
 
8- ثم قال حلقيا رئيس الكهنة لشافان الكاتب: «لقد عثرت على سفر الشريعة في الهيكل». وسلم حلقيا السفر لشافان فقراه.
9- وحمله الى الملك، بعد ان قدم له تقريرا قائلا: «قد حسب عبيدك الفضة الموجودة في الهيكل واودعوها لدى الموكلين على الاشراف على العمل في الهيكل».
10- ثم اطلع شافان الكاتب الملك على السفر قائلا: «قد اعطاني حلقيا سفرا». وقراه شافان امام الملك
11- فلما سمع الملك ما ورد في سفر الشريعة مزق ثيابه،
12- وامر حلقيا الكاهن، واخيقام بن شافان، وعكبور بن ميخا، وشافان الكاتب، وعسايا خادم الملك قائلا:
13- «اذهبوا واسالوا الرب عن مصيري ومصير شعب يهوذا بناء على ما ورد في هذا السفر الذي تم العثور عليه، اذ ان غضب الرب المحتدم علينا عظيم جدا، لان آباءنا لم يطيعوا كلام هذا السفر، ولم يمارسوا كل ما ورد فيه».
 
14- فانطلق حلقيا الكاهن، واخيقام، وعكبور، وشافان، وعسايا، واستشاروا النبية خلدة زوجة شلوم بن تقوة بن حرحس حارس الثياب الملكية، المقيمة في المنطقة الثانية من اورشليم.
15- فقالت لهم: «هذا ما يقوله الرب اله اسرائيل: قولوا للرجل الذي ارسلكم الي:
16- هكذا يقول الرب: ها انا اجلب على هذا الموضع وعلى اهله كل الوعيد الوارد في السفر الذي قراه ملك يهوذا،
17- لانهم نبذوني واوقدوا لآلهة اخرى، ليثيروا سخطي بما تجنيه ايديهم من آثام، فاحتدم غضبي الذي لا ينطفيء على هذا الموضع.
18- اما ملك يهوذا الذي ارسلكم لتستشيروا الرب، فهذا ما تقولون له: اليك ما يقول الرب اله اسرائيل بشان ما سمعت من كلام:
19- من حيث ان قلبك قد رق، وتواضعت امام الرب لدى سماعك ما قضيت به على هذا الموضع وعلى اهله، بان يصيروا مثار دهشة ولعنة، ومزقت ثيابك وبكيت امامي، فانني قد استجبت انا ايضا رجاءك.
20- لذلك ها انا اتوفاك فتدفن في قبرك بسلام، ولا تشهد عيناك ما سانزله بهذا الموضع من شر». فحمل الرجال ردها الى الملك يوشيا.
 
 
 

© The Bible ...    pure software code