|
الكتاب |
الاسم |
الفصل |
مضمون ... |
1 |
40 |
انجيل متى |
001 |
يعقوب
1- هذا نسب يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم:
2- ابراهيم ولد اسحق. واسحق ولد
يعقوب. ويعقوب
ولد
يهوذا واخوته.
3- ويهوذا ولد فارص وزارح من ثامار. وفارص ولد حصرون.
وحصرون ولد ارام.
4- وارام ولد عميناداب. وعميناداب ولد نحشون. ونحشون
ولد سلمون.
5- وسلمون ولد بوعز من راحاب. وبوعز ولد عوبيد من
راعوث. وعوبيد ولد يسى.
6- ويسى ولد داود الملك.
وداود ولد سليمان من امراة اوريا.
7- وسليمان ولد رحبعام. ورحبعام ولد ابيا. وابيا ولد
آسا.
8- وآسا ولد يوشافاط. ويوشافاط ولد يورام. ويورام
ولد عزيا.
9- وعزيا ولد يوثام. ويوثام ولد احاز. واحاز ولد .حزقيا.
10- وحزقيا ولد منسى. ومنسى ولد آمون. وآمون ولد
يوشيا.
11- ويوشيا ولد يكنيا واخوته زمن السبي الى بابل.
12- وبعد السبي الى بابل يكنيا ولد شالتئيل.
وشالتيئيل ولد زربابل.
13- وزربابل ولد ابيهود. وابيهود ولد الياقيم.
والياقيم ولد عازور.
14- وعازور ولد صادوق. وصادوق ولد اخيم. واخيم ولد
اليود.
15- واليود ولد اليعازر. واليعازر ولد متان. ومتان
ولد يعقوب.
16- ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي ولدت يسوع الذي
يدعى المسيح.
17- فمجموع الاجيال من ابراهيم الى داود اربعة عشر
جيلا. ومن داود الى سبـي بابل اربعة عشر جيلا. ومن
سبـي بابل الى المسيح اربعة عشر جيلا.
18- وهذه سيرة ميلاد يسوع المسيح: كانت امه مريم
مخطوبة ليوسف، فتبين قبل ان تسكن معه انها حبلى من
الروح القدس.
19- وكان يوسف رجلا صالحا فما اراد ان يكشف امرها،
فعزم على ان يتركها سرا.
20- وبينما هو يفكر في هذا الامر، ظهر له ملاك الرب.
في الحلم وقال له: "يا يوسف ابن داود، لا تخف ان
تاخذ مريم امراة لك. فهي حبلى من الروح القدس،
21- وستلد ابنا تسميه يسوع، لانه يخلص شعبه من
خطاياهم".
22- حدث هذا كله ليتم ما قال الرب بلسان النبـي:
23- "ستحبل العذراء، فتلد ابنا يدعى "عمانوئيل"، اي
الله معنا.
24- فلما قام يوسف من النوم، عمل بما امره ملاك الرب.
فجاء بامراته الى بيته،
25- ولكنه ما عرفها حتى ولدت ابنها فسماه يسوع.
|
2 |
40 |
انجيل متى |
004 |
يعقوب
1- وقاد الروح القدس يسوع الى البرية ليجربه ابليس.
2- فصام اربعين يوما واربعين ليلة حتى جاع.
3- فدنا منه المجرب وقال له: "ان كنت ابن الله، فقل
لهذه الحجارة ان تصير خبزا".
4- فاجابه: "يقول الكتاب: ما بالخبز وحده يحيا
الانسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله".
5- واخذه ابليس الى المدينة المقدسة، فاوقفه على
شرفة الهيكل
6- وقال له: "ان كنت ابن الله فالق بنفسك الى الاسفل،
لان الكتاب يقول: يوصي ملائكته بك، فيحملونك على
ايديهم لئلا تصدم رجلك بحجر".
7- فاجابه يسوع: "يقول الكتاب ايضا: لا تجرب الرب
الهك".
8- واخذه ابليس الى جبل عال جدا، فاراه جميع ممالك
الدنيا ومجدها
9- وقال له: "اعطيك هذا كله، ان سجدت لي وعبدتني".
10- فاجابه يسوع: "ابتعد عني يا شيطان! لان الكتاب
يقول: للرب الهك تسجد، واياه وحده تعبد".
11- ثم تركه ابليس، فجاء بعض الملائكة يخدمونه.
12- وسمع يسوع باعتقال يوحنا، فرجع الى الجليل.
13- ثم ترك الناصرة وسكن في كفرناحوم على شاطـىء بحر
الجليل في بلاد زبولون ونفتالي،
14- ليتم ما قال النبـي اشعيا:
15- "يا ارض زبولون وارض نفتالي، على طريق البحر،
عبر الاردن، يا. جليل. الامم!
16- الشعب الجالس في الظلام راى نورا ساطعا،
والجالسون في ارض الموت وظلاله اشرق عليهم النور".
17- وبدا يسوع من ذلك الوقت يبشر فيقول: "توبوا، لان
ملكوت السماوات اقترب".
18- وكان يسوع يمشي على شاطئ بحر الجليل، فراى اخوين
هما سمعان الملقب ببطرس واخوه اندراوس يلقيان الشبكة
في البحر، لانهما كانا صيادين.
19- فقال لهما: "اتبعاني، اجعلكما صيادي بشر".
20- فتركا شباكهما في الحال وتبعاه.
21- وسار من هناك فراى اخوين آخرين، هما يعقوب بن
زبدي واخوه يوحنا، مع ابيهما زبدي في قارب يصلحان
شباكهما، فدعاهما اليه.
22- فتركا القارب واباهما في الحال وتبعاه.
23- وكان يسوع يسير في انحاء الجليل، يعلم في
المجامع ويعلن انجيل الملكوت ويشفي الناس من كل مرض
وداء.
24- فانتشر صيته في سورية كلها، فجاؤوا اليه بجميع
المصابين باوجاع وامراض متنوعة: من مصروعين ومقعدين
والذين بهم شياطين، فشفاهم.
25- فتبعته جموع كبيرة من الجليل والمدن العشر
واورشليم واليهودية وعبر الاردن.
|
3 |
40 |
انجيل متى |
008 |
يعقوب
1- ولما نزل يسوع من الجبل، تبعته جموع كبـيرة.
2- ودنا منه ابرص، فسجد له وقال: "يا سيدي، ان اردت
فانت قادر ان تطهرني".
3- فمد يسوع يده ولمسه وقال: "اريد، فاطهر!" فطهر من
برصه في الحال.
4- فقال له يسوع: "اياك ان تخبر احدا. ولكن اذهب الى
الكاهن واره نفسك. ثم قدم القربان الذي امر به موسى،
شهادة عندهم".
5- ودخل يسوع كفرناحوم، فجاءه ضابط رومانـي وتوسل
اليه بقوله:
6- "يا سيد، خادمي طريح الفراش في البيت يتوجع كثيرا
ولا يقدر ان يتحرك".
7- فقال له يسوع: "انا ذاهب لاشفـيه".
8- فاجاب الضابط: "انا لا استحق، يا سيدي، ان تدخل
تحت سقف بيتي. ولكن يكفي ان تقول كلمة فيشفى خادمي.
9- فانا مرؤوس ولي جنود تحت امري، اقول لهذا: اذهب!
فيذهب، وللآخر: تعال! فيجيء، ولخادمي: اعمل هذا،
فيعمل".
10- فتعجب يسوع من كلامه وقال للذين يتبعونه: "الحق
اقول لكم: ما وجدت مثل هذا الايمان عند احد في
اسرائيل.
11- اقول لكم: كثيرون من الناس سيجيئون من المشرق
والمغرب ويجلسون الى المائدة مع ابراهيم واسحق
ويعقوب في ملكوت السماوات.
12- واما من كان لهم الملكوت، فيطرحون خارجا في
الظلمة، وهناك البكاء وصريف الاسنان".
13- وقال يسوع للضابط: "اذهب، وليكن لك على قدر
ايمانك". فشفـي الخادم في تلك الساعة.
14- ودخل يسوع الى بيت بطرس، فوجد حماة بطرس طريحة
الفراش بالحمى.
15- فلمس يدها، فتركتها الحمى. فقامت واخذت تخدمه.
16- وعند المساء، جاءه الناس بكثير من الذين فيهم
شياطين، فاخرجها بكلمة منه، وشفى جميع المرضى.
17- فتم ما قال النبـي اشعيا: "اخذ اوجاعنا وحمل
امراضنا".
18- وراى يسوع جمهورا حوله، فامر تلاميذه بالعبور
الى الشاطـئ المقابل.
19- فدنا منه احد معلمي الشريعة وقال له: "يا معلم،
اتبعك اينما تذهب".
20- فاجابه يسوع: "للثعالب اوكار، ولطيور السماء
اعشاش، واما ابن الانسان، فلا يجد اين يسند راسه".
21- وقال له واحد من تلاميذه: "يا سيد، دعني اذهب
اولا وادفن ابـي".
22- فقال له يسوع: "اتبعني واترك الموتى يدفنون
موتاهم!"
23- وركب يسوع القارب، فتبعه تلاميذه.
24- وهبت عاصفة شديدة في البحر حتى غمرت الامواج
القارب. وكان يسوع نائما.
25- فدنا منه تلاميذه وايقظوه وقالوا له: "نجنا يا
سيد، فنحن نهلك!"
26- فاجابهم يسوع: "ما لكم خائفين، يا قليلي الايمان؟"
وقام وانتهر الرياح والبحر، فحدث هدوء تام.
27- فتعجب الناس وقالوا: "من هذا حتى تطيعه الرياح
والبحر؟"
28- ولما وصل يسوع الى الشاطئ المقابل في ناحية
الجدريـين استقبله رجلان خرجا من المقابر، وفيهما
شياطين. وكانا شرسين جدا، حتى لا يقدر احد ان يمر من
تلك الطريق.
29- فاخذا يصيحان: "ما لنا ولك، يا ابن الله؟ اجئت
الى هنا لتعذبنا قبل الاوان؟"
30- وكان يرعى بعيدا من هناك قطيع كبـير من الخنازير،
31- فتوسل الشياطين الى يسوع بقولهم: "ان طردتنا،
فارسلنا الى قطيع الخنازير".
32- فقال لهم: "اذهبوا!" فخرجوا ودخلوا في الخنازير،
فاندفع القطيع كله من المنحدر الى البحر وهلك في
الماء.
33- فهرب الرعاة الى المدينة واخبروا بما حدث وبما
جرى للرجلين اللذين كان فيهـما شياطين.
34- فخرج اهل المدينة كلهم الى يسوع. ولما راوه
طلبوا اليه ان يرحل عن ديارهم.
|
4 |
40 |
انجيل متى |
010 |
يعقوب
1- ودعا يسوع تلاميذه الاثني عشر واعطاهم سلطانا
يطردون به الارواح النجسة ويشفون الناس من كل داء
ومرض.
2- وهذه اسماء الرسل الاثني عشر: اولهم سمعان الملقب
ببطرس واخوه اندراوس، ويعقوب بن زبدي واخوه يوحنا،
3- وفيلبس وبرتولماوس، وتوما ومتى جابـي الضرائب،
ويعقوب بن حلفى وتداوس،
4- وسمعان الوطني الغيور، ويهوذا الاسخريوطي الذي
اسلم يسوع.
5- وارسل يسوع هؤلاء التلاميذ الاثني عشر واوصاهم
قال: "لا تقصدوا ارضا وثنـية ولا تدخلوا مدينة
سامرية،
6- بل اذهبوا الى الخراف الضالة من بني اسرائيل،
7- وبشروا في الطريق بان ملكوت السماوات اقترب.
8- واشفوا المرضى، واقيموا الموتى، وطهروا البرص،
واطردوا الشياطين. مجانا اخذتم، فمجانا اعطوا.
9- لا تحملوا نقودا من ذهب ولا من فضة ولا من نحاس
في جيوبكم،
10- ولا كيسا للطريق ولا ثوبا آخر ولا حذاء ولا عصا،
لان العامل يستحق طعامه.
11- واية مدينة او قرية دخلتم، فاستخبروا عن المستحق
فيها، واقيموا عنده الى ان ترحلوا.
12- واذا دخلتم بيتا فسلموا عليه.
13- فان كان اهلا للسلام، حل سلامكم به، والا رجع
سلامكم اليكم.
14- واذا امتنع بيت او مدينة عن قبو.لكم او سماع
كلامكم، فاتركوا المكان وانفضوا الغبار عن اقدامكم.
15- الحق اقول لكم: سيكون مصير سدوم وعمورة يوم
الحساب اكثر احتمالا من مصير تلك المدينة.
16- "ها انا ارسلكم مثل الخراف بين الذئاب فكونوا
حذرين كالحيات، ودعاء كالحمام.
17- وانتبهوا، لان الناس سيسلـمـونـكم الى المحاكم،
ويجلدونــكم في المجـامــع،
18- ويـسـوقونـكم الى الحكـام والملوك من اجلي،
لتشهدوا عندهم وعند سائر الشعوب.
19- فلا تهتموا حين يسلمونــكم كيف او بماذا تتكلمون،
لانـكم ستعطون في حينه ما تتكلمون به.
20- فما انتم المتكلمون، بل روح ابـيكم السماوي
يتكلم فيكم.
21- سيسلم الاخ اخاه الى الموت، والاب ابنه، ويتمرد
الابناء على الآباء ويقتلونهم،
22- ويبغضكم جميع الناس من اجل اسمي. والذي يثبت الى
النهاية يخلص.
23- واذا اضطهدوكم في مدينة، فاهربوا الى غيرها. الحق
اقول لكم: لن تنهوا عملكم في مدن اسرائيل كلها حتى يجيء
ابن الانسان.
24- لا تلميذ اعظم من معلمه، ولا خادم اعظم من سيده.
25- يكفي التلميذ ان يكون مثل معلمه والخادم مثل
سيده. اذا كان رب البيت قيل له بعلزبول، فكيف اهل
بـيته؟
26- "لا تخافوهم. فما من مستور الا سينكشف، ولا من
خفـي الا سيظهر.
27- وما اقوله لكم في الظلام، قولوه في النور. وما
تسمعونه همسا، نادوا به على السطوح.
28- لا تخافوا الذين يقتلون الجسد ولا يقدرون ان
يقتلوا النفس، بل خافوا الذي يقدر ان يهلك الجسد
والنفس معا في جهنم.
29- اما يباع عصفوران بدرهم واحد؟ ومع ذلك لا يقع
واحد منهما الى ..الارض الا بعلم ابـيكم السماوي.
30- اما انتم، فشعر رؤوسكم نفسه معدود كله.
31- لا تخافوا، انتم افضل من عصافير كثيرة.
32- "من اعترف بـي امام الناس، اعترف به امام ابـي
الذي في السماوات.
33- ومن انكرني امام الناس، انكره امام ابـي الذي في
السماوات.
34- "لا تظنوا اني جئت لاحمل السلام الى العالم، ما
جئت لاحمل سلاما بل سيفا.
35- جئت لافرق بين الابن وابـيه، والبنت وامها،
والكنة وحماتها.
36- ويكون اعداء الانسان اهل بـيته.
37- من احب اباه او امه اكثر مما يحبني، فلا يستحقني.
ومن احب ابنه او بنته اكثر مما يحبني، فلا يستحقني.
38- ومن لا يحمل صليبه ويتبعني، فلا يستحقني.
39- من حفظ حياته يخسرها، ومن خسر حياته من اجلي
يحفظها.
40- "من قبلكم قبلني، ومن قبلني قبل الذي ارسلني.
41- من قبل نبـيا لانه نبـي، فجزاء نبـي ينال. ومن
قبل رجلا صالحا لانه رجل صالـح، فجزاء رجل صالـح
ينال.
42- ومن سقى احد هؤلاء الصغار ولو كاس ماء بارد لانه
تلميذي، فاجره، الحق اقول لكم، لن يضيع".
|
5 |
40 |
انجيل متى |
013 |
يعقوب
1- وخرج يسوع من الدار في ذلك اليوم وجلس بجانب
البحر.
2- فازدحم عليه جمع كبـير، حتى انه صعد الى قارب
وجلس فيه، والجمع كله على الشاطئ،
3- فكلمهم بامثال على امور كثيرة قال: "خرج الزارع
ليزرع.
4- وبينما هو يزرع، وقع بعض الحب على جانب الطريق،
فجاءت الطيور واكلته.
5- ووقع بعضه على ارض صخرية قليلة التراب، فنبت في
الحال لان ترابه كان بلا عمق.
6- فلما اشرقت الشمس احترق وكان بلا جذور فيبس.
7- ووقع بعضه على الشوك، فطلع الشوك وخنقه.
8- ومنه ما وقع على ارض طيبة، فاعطى بعضه مئة، وبعضه
ستين، وبعضه ثلاثين.
9- من كان له اذنان، فليسمع!"
10- فدنا منه تلاميذه وقالوا له: "لماذا تخاطبهم
بالامثال؟"
11- فاجابهم: "انتم اعطيتم ان تعرفوا اسرار ملكوت
السماوات، واما هم فما اعطوا.
12- لان من كان له شيء، يزاد فيفيض. ومن لا شيء له،
يؤخذ منه حتى الذي له.
13- وانا اخاطبهم بالامثال لانهم ينظرون فلا يبصرون،
ويصغون فلا يسمعون ولا يفهمون.
14- ففيهم تتم نبوءة اشعيا: "مهما سمعتم لا تفهمون،
ومهما نظرتم لا تبصرون.
15- لان هذا الشعب تحجر قلبه، فسدوا آذانهم واغمضوا
عيونهم، لـئلا يبصروا بعيونهم ويسمعوا بآذانهم
ويفهموا بقلوبهم ويتوبوا فاشفيهم".
16- واما انتم فهنيئا لكم لان عيونكم تبصر وآذانكم
تسمع.
17- الحق اقول لكم: كثير من الانبـياء والابرار
تمنوا ان يروا ما انتم ترون فما راوا، وان يسمعوا ما
انتم تسمعون فما سمعوا.
18- "فاسمعوا انتم مغزى مثل الزارع:
19- من يسمع كلام الملكوت ولا يفهمه، فهو المزروع في
جانب الطريق، فيجيء الشرير وينتز.ع ما هو مزروع في
قلبه.
20- ومن يسمع كلام الملكوت ويتقبله في الحال فرحا،
فهو المزروع في ارض صخرية:
21- لا جذور له في نفسه، فيكون الى حين. فاذا حدث
ضيق او اضطهاد من اجل كلام الملكوت، ارتد عنه في
الحال.
22- ومن يسمع كلام الملكوت ولا يعطي ثمرا فهو
المزروع في الشوك: له من هموم هذه الدنيا ومحبة
الغنى ما يخنق الثمر فيه.
23- واما من يسمع كلام الملكوت ويفهمه، فهو المزروع
في الارض الطيبة، فيثمر ويعطي بعضه مئة، وبعضه ستين،
وبعضه ثلاثين".
24- وقدم لهم يسوع مثلا آخر، قال: "يشبه ملكوت
السماوات رجلا زرع زرعا جيدا في حقله.
25- وبينما الناس نـيام، جاء عدوه وزرع بين القمح
زؤانا ومضى.
26- فلما طلع النبات واخرج سنبله، ظهر الزؤان معه.
27- فجاء خدم صاحب الحقل وقالوا له: "يا سيد انت
زرعت زرعا جيدا في حقلك، فمن اين جاءه الزؤان؟"
28- فاجابهم: "عدو فعل هذا". فقالوا له: "اتريد ان
نذهب لنجمع الزؤان؟"
29- فاجاب: "لا، لـئلا تقلعوا القمح وانتم تجمعون
الزؤان.
30- فاتركوا القمح ينمو مع الزؤان الى يوم الحصاد،
فاقول للحصادين: اجمعوا الزؤان اولا واحزموه حزما
لـيحرق، واما القمح فاجمعوه الى مخزني".
31- وقدم لهم مثلا آخر، قال: "يشبه ملكوت السماوات
حبة من خردل اخذها رجل وزرعها في حقله.
32- هي اصغر الحبوب كلها، ولكنها اذا مت كانت اكبر
البقول، بل صارت شجرة،حتى ان طيور السماء تجيء وتعشش
في اغصانها".
33- وقال لهم هذا المثل: "يشبه ملكوت السماوات خميرة
اخذتها امراة ووضعتها في ثلاثة اكيال من الدقيق حتى
اختمر العجين كله".
34- هذا كله قاله يسوع للجموع بالامثال. وكان لا
يخاطبهم الا بامثال.
35- فتم ما قال النبـي: "بالامثال انطق، فاعلن ما
كان خفيا منذ انشاء العالم".
36- وترك يسوع الجموع ودخل الى البيت، فجاء اليه
تلاميذه وقالوا له: "فسر لنا مثل زؤان الحقل".
37- فاجابهم: "الذي زرع زرعا جيدا هو ابن الانسان،
38- والحقل هو العالم، والزرع الجيد هو ابناء
الملكوت، والزؤان هو ابناء الشرير،
39- والعدو الذي زرع الزؤان هو ابليس، والحصاد هو
نهاية العالم، والحصادون هم الملائكة.
40- وكما يجمع الزارع الزؤان ويحرقه في النار، فكذلك
يكون في نهاية العالم:
41- يرسل ابن الانسان ملائكته، فيجمعون من ملكوته كل
المفسدين والاشرار
42- ويرمونهم في اتون النار، فهناك البكاء وصريف
الاسنان.
43- واما الابرار، فيشرقون كالشمس في ملكوت ابـيهم.
من كان له اذنان، فليسمع!
44- "ويشبه ملكوت السماوات كنزا مدفونا في حقل، وجده
رجل فخباه، ومن فرحه مضى فباع كل ما يملك واشترى ذلك
الحقل.
45- ويشبه ملكوت السماوات تاجرا كان يبحث عن لؤلؤ.
ثمين.
46- فلما وجد لؤلؤة ثمينة، مضى وباع كل ما يملك
واشتراها.
47- ويشبه ملكوت السماوات شبكة القاها الصيادون في
البحر، فجمعت سمكا من كل نوع.
48- فلما امتلات اخرجها الصيادون الى .الشاطئ..،
فوضعوا .السمك الجيد في سلالهم ورموا الرديء.
49- وهكذا يكون في نهاية العالم: يجيء الملائكة،
وينتقون الاشرار من بين الصالحين
50- ويرمونهم في اتون النار. فهناك البكاء وصريف
الاسنان".
51- وسال يسوع تلاميذه: "افهمتم هذا كله؟" فاجابوه:
"نعم".
52- فقال لهم: "اذا، كل من صار من معلمي الشريعة
تلميذا في ملكوت السماوات، يشبه رب بيت يخرج من كنزه
كل جديد وقديم".
53- ولما اتم يسوع هذه الامثال، ذهب من هناك_
54- وعاد الى بلده، واخذ يعلم في مجمعهم، فتعجبوا
وتساءلوا: "من اين له هذه الحكمة وتلك المعجزات؟
55- اما هو ابن النجار؟ امه تدعى مريم، واخوته يعقوب
ويوسف وسمعان ويهوذا؟
56- اما جميع اخواته عندنا؟ فمن اين له كل هذا؟"
57- ورفضوه.
58- وما صنع هناك كثيرا من المعجزات لعدم ايمانهم به.
|
6 |
40 |
انجيل متى |
017 |
يعقوب
1- وبعد ستة ايام اخذ يسوع بطرس ويعقوب واخاه يوحنا،
وانفرد بهم على جبل مرتفـع،
2- وتجل? بمشهد منهم، فاشرق وجهه كالشمس وصارت ثيابه
بيضاء كالنور.
3- وظهر لهم موسى وايليا يكلمان يسوع.
4- فقال بطرس ليسوع: "يا سيد، ما اجمل ان نكون هنا:
فان شئت، نصبت هنا ثلاث مظال: واحدة لك وواحدة لموسى
وواحدة لايليا".
5- وبينما هو يتكلم، ظللتهم سحابة مضيئة، وقال صوت
من السحابة: "هذا هو ابني الحبـيب الذي به رضيت، فله
اسمعوا!"
6- فلما سمع التلاميذ هذا الصوت وقعوا على وجوههم
وهم في خوف شديد.
7- فدنا يسوع ولمسهم وقال لهم: "قوموا، لا تخافوا".
8- فرفعوا عيونهم، فما راوا الا يسوع وحده.
9- وبينما هم نازلون من الجبل، اوصاهم يسوع قال: "لا
تخبروا احدا بما رايتم الى ان يقوم ابن الانسان من
بين الاموات".
10- فساله التلاميذ: "لماذا يقول معلمو الشريعة: يجب
ان يجيء ايليا اولا؟"
11- فاجابهم: "نعم، يجيء ايليا ويصلح كل شيء.
12- ولكني اقول لكم: جاء ايليا فما عرفوه، بل فعلوا
به على هواهم. وكذلك ابن الانسان سيتالم على ايديهم".
13- ففهم التلاميذ انه كان يكلمهم عن يوحنا المعمدان.
14- ولما رجعوا الى الجموع، اقبل اليه رجل وسجد
15- وقال له: "ارحم ابني يا سيدي، لانه يصاب بالصرع
ويتالم الما شديدا. وكثيرا ما يقع في النار وفي
الماء.
16- وجئت به الى تلاميذك، فما قدروا ان يشفوه".
17- فاجاب يسوع: "ايها الجيل غير المؤمن الفاسد! الى
متى ابقى معكم؟ والى متى احتملكم؟ قدموا الصبـي الي
هنا!"
18- وانتهره يسوع، فخرج الشيطان من الصبـي، فشفـي في
الحال.
19- فانفرد التلاميذ بـيسوع وسالوه: "لماذا عجزنا
نحن عن ان نطرده؟"
20- فاجابهم: "لقلة ايمانكم! الحق اقول لكم: لو كان
لكم ايمان بمقدار حبة من خردل، لقلتم لهذا الجبل:
انتقل من هنا الى هناك فينتقل، ولما عجزتم عن شيء.
21- [وهذا الجنس من الشياطين لا يطرد الا بالصلاة
والصوم]".
22- وكان التلاميذ مجتمعين في الجليل، فقال لهم يسوع:
"سيسلم ابن الانسان الى ايدي الناس،
23- فيقتلونه، وفي اليوم الثالث يقوم من بين الاموات".
فحزن التلاميذ كثيرا.
24- وعندما رجع يسوع وتلاميذه الى كفرناحوم، جاء
جباة ضريبة الهيكل الى بطرس وسالوه: "اما يوفي
معلمكم ضريبة الهيكل؟"
25- فاجاب: "نعم". فلما دخل بطرس الى البيت، عاجله
يسوع بقوله: "ما رايك، يا سمعان؟ ممن ياخذ ملوك
الارض الجباية او الجزية؟ امن ابناء البلاد ام من
الغرباء؟"
26- فاجاب بطرس: "من الغرباء". فقال له يسوع: "اذا،
فالابناء احرار في امر ايفائها.
27- لكننا لا نريد ان نحرج احدا، فاذهب الى البحر
والق الصنارة، وامسك اول سمكة تخرج وافتح فمها تجد
فيه قطعة باربعة دراهم، فخذها وادفعها اليهم عني
وعنك".
|
7 |
40 |
انجيل متى |
020 |
يعقوب
1- "فملكوت السماوات كمثل صاحب كرم خرج مع الفجر
ليستاجر عمالا لكرمه.
2- فاتفق مع العمال على دينار في اليوم وارسلهم الى
كرمه.
3- ثم خرج نحو الساعة التاسعة، فراى عمالا آخرين
واقفين في الساحة بطالين.
4- فقال لهم: اذهبوا انتم ايضا الى كرمي، وساعطيكم
ما يحق لكم،
5- فذهبوا. وخرج ايضا نحو الظهر، ثم نحو الساعة
الثالثة، وعمل الشيء نفسه.
6- وخرج نحو الخامسة مساء، فلقي عمالا آخرين واقفين
هناك، فقال لهم: ما لكم واقفين هنا كل النهار بطالين؟
7- قالوا له: ما استاجرنا احد. قال لهم: اذهبوا انتم
ايضا الى كرمي.
8- ولما جاء المساء، قال صاحب الكرم لوكيله: ادع
العمال كلهم وادفع لهم اجورهم، مبتدئا بالآخرين حت?
تصل الى الاولين.
9- فجاء الذين استاجرهم في الخامسة مساء واخذ كل
واحد منهم دينارا.
10- فلما جاء الاولون، ظنوا انهم سياخذون زيادة،
فاخذوا هم ايضا دينارا لكل واحد منهم.
11- وكانوا ياخذونه وهم يتذمرون على صاحب الكرم،
12- فيقولون: هؤلاء الآخرون عملوا ساعة واحدة،
فساويتهم بنا نحن الذين احتملنا ثقل النهار وحره.
13- فاجاب صاحب الكرم واحدا منهم: يا صديقي، انا ما
ظلمتك. اما اتفقت معك على دينار؟
14- خذ حقك وانصرف. فهذا الذي جاء في الآخر اريد ان
اعطيه مثلك،
15- اما يجوز لي ان اتصرف بمالي كيفما اريد؟ ام انت
حسود لاني انا كريم؟"
16- وقال يسوع: "هكذا يصير الآخرون اولين، والاولون
آخرين".
17- وكان يسوع صاعدا الى اورشليم، فاخذ التلاميذ
الاثني عشر على انفراد، وقال لهم في الطريق:
18- "ها نحن صاعدون الى اورشليم، وسيسلم ابن الانسان
الى رؤساء الكهنة ومعلمي الشريعة، فيحكمون عليه
بالموت
19- ويسلمونه الى ايدي الغرباء، فيستهزئون به
ويجلدونه ويصلبونه، وفي اليوم الثالث يقوم".
20- وجاءت اليه ام يعقوب ويوحنا ابني زبدي ومعها
ابناها، وسجدت له تطلب منه حاجة.
21- فقال لها: "ماذا تريدين؟" قالت: "مر ان يجلس
ابناي هذان، واحد عن يمينك وواحد عن شمالك في مملكتك".
22- فاجاب يسوع: "انتما لا تعرفان ما تطلبان.
اتقدران ان تشربا الكاس التي ساشربها؟" قالا له: "نقدر!"
23- فقال لهما: "نعم، ستشربان كاسي، واما الجلوس عن
يميني وعن شمالي فلا يحق لي ان اعطيه، لانه للذين
هياه لهم ابـي".
24- ولما سمع التلاميذ العشرة، غضبوا على الاخوين.
25- فدعاهم يسوع اليه وقال لهم: "تعلمون ان رؤساء
الامم يسودونها، وان عظماءها يتسلطون عليها،
26- فلا يكن هذا فيكم. بل من اراد ان يكون عظيما
فيكم، فليكن لكم خادما.
27- ومن اراد ان يكون الاول فيكم، فليكن لكم عبدا:
28- هكذا ابن الانسان جاء لا ليخدمه الناس، بل
ليخدمهم ويفدي بحياته كثيرا منهم".
29- وبينما هم خارجون من اريحا، تبعت يسوع جموع
كبـيرة.
30- وسمع اعميان جالسان على جانب الطريق ان يسوع يمر
من هناك، فاخذا يصيحان: "ارحمنا يا سيد، يا ابن داود!"
31- فانتهرتهما الجموع ليسكتا. لكنهما صاحا بصوت
اعلى: "ارحمنا، يا سيد، يا ابن داود!"
32- فوقف يسوع وناداهما وقال لهما: "ماذا تريدان ان
اعمل لكما؟"
33- اجابا: "ان تفتح اعيننا، يا سيد!"
34- فاشفق يسوع عليهما ولمس اعينهما، فابصرا في
الحال وتبعاه.
|
8 |
40 |
انجيل متى |
022 |
يعقوب
1- وعاد يسوع الى مخاطبة الجموع بالامثال، فقال:
2- "يشبه ملكوت السماوات ملكا اقام وليمة في عرس
ابنه.
3- فارسل خدمه يستدعي المدعوين الى الوليمة، فرفضوا
ان يجيئوا.
4- فارسل خدما آخرين ليقولوا للمدعوين: اعددت وليمتي
وذبحت ابقاري وعجولي المسمنة وهيات كل شيء، فتعالوا
الى العرس!
5- ولكنهم تهاونوا، فمنهم من خرج الى حقله، ومنهم من
ذهب الى تجارته،
6- والآخرون امسكوا خدمه وشتموهم وقتلوهم.
7- فغضب الملك وارسل جنوده، فاهلك هؤلاء القتلة
واحرق مدينتهم.
8- ثم قال لخدمه: الوليمة مهياة ولكن المدعوين غير
مستحقين،
9- فاخرجوا الى مفارق الطرق وادعوا الى الوليمة كل
من تجدونه.
10- فخرج الخدم الى الشوارع وجمعوا من وجدوا من
اشرار.? وصالحين، فامتلات قاعة العرس بالمدعوين.
11- فلما دخل الملك ليرى المدعوين، وجد رجلا لا يلبس
ثـياب العرس. فقال له:
12- كيف دخلت الى هنا، يا صديقي، وانت لا تلبس ثـياب
العرس? فسكت الرجل.
13- فقال الملك للخدم: اربطوا يديه ورجليه واطرحوه
خارجا في الظلام فهناك البكاء وصريف الاسنان.
14- لان المدعوين كثيرون، واما المختارون فقليلون".
15- وذهب الفريسيون وتشاوروا كيف يمسكون يسوع بكلمة.
16- فارسلوا اليه بعض تلاميذهم وبعض الهيرودسيـين
يقولون له: "يا معلم، نعرف انك صادق، تعلم بالحق
طريق الله، ولا تبالي باحد، لانك لا تراعي مقام
الناس.
17- فقل لنا: ما رايك؟ ايحل لنا ان ندفع الجزية الى
القيصر ام لا؟"
18- فعرف يسوع مكرهم، فقال لهم: "يا مراؤون! لماذا
تحاولون ان تحرجوني؟
19- اروني نقد الجزية!" فناولوه دينارا.
20- فقال لهم: "لمن هذه الصورة وهذا الاسم؟"
21- قالوا: "للقيصر!" فقال لهم: "ادفعوا، اذا، الى
القيصر ما للقيصر، والى الله ما لله!"
22- فتعجبوا مما سمعوه، وتركوه ومضوا.
23- وفي ذلك اليوم جاء الى يسوع بعض الصدوقيـين، وهم
الذين ينكرون القـيامة، وسالوه:
24- "يا معلم، قال موسى: ان مات رجل لا ولد له،
فليتزوج اخوه امراته ليقيم نسلا لاخيه.
25- وكان عندنا سبعة اخوة، فتزوج الاول ومات من غير
نسل، فترك امراته لاخيه.
26- ومثله الثاني والثالث حت? السابــــــع.
27- ثم ماتت المراة من بعدهم جميعا.
28- فلاي واحد منهم تكون زوجة في القيامة؟ لانها
كانت لهم جميعا".
29- فاجابهم يسوع: "انتم في ضلال، لا.?كم .تجهلون.
الكتب المقدسة وقدرة الله.
30- ففي القـيامة لا يتزاوجون، بل يكونون مثل ملائكة
في السماء.
31- واما قيامة الاموات، افما قراتم ما قال الله لكم:
32- انا الــه ابراهيم، والــه اسحق، والــه يعقوب؟
وما كان الله الــه اموات، بل الــه احياء".
33- وسمع الجموع هذا الكلام، فتعجبوا من تعليمه.
34- وعلم الفريسيون ان يسوع اسكت الصدوقيـين،
فاجتمعوا معا.
35- فساله واحد منهم، وهو من علماء الشريعة، ليحرجه:
36- "يا معلم، ما هي اعظم وصية في الشريعة؟"
37- فاجابه يسوع: "احب الر? الهك بكل قلبك، وبكل
نفسك، وبكل عقلك.
38- هذه هي الوصية الاولى والعظمى.
39- والوصية الثانـية مثلها: احب قريبك مثلما تحب
نفسك.
40- على هاتين الوصيـتين تقوم الشريعة كلها وتعاليم
الانبـياء".
41- وبينما الفريسيون مجتمعون سالهم يسوع:
42- "ما قولكم في المسيح؟ ابن من هو؟" قالوا له: "ابن
داود!"
43- قال لهم: "اذا، كيف يدعوه داود ربا، وهو يقول
بوحي من الروح:
44- قال الرب لربـي: اجلس عن يميني حت? اجعل اعداءك
تحت قدميك.
45- فاذا كان داود يدعو المسيح ربا، فكيف يكون
المسيح ابنه؟"
46- فما قدر احد ان يجيبه بكلمة، ولا تجرا احد من
ذلك اليوم ان يساله عن شيء.
|
9 |
40 |
انجيل متى |
027 |
يعقوب
1- ولما طلع الصبح، تشاور جميع رؤساء الكهنة وشيوخ
الشعب على يسوع ليقتلوه.
2- ثم قيدوه واخذوه واسلموه الى الحاكم بـيلاطس.
3- فلما راى يهوذا الذي اسلم يسوع انهم حكموا عليه،
ندم ورد الثلاثين من الفضة الى رؤساء الكهنة والشيوخ،
4- وقال لهم: "خطئت حين اسلمت دما بريئا". فقالوا له:
"ما علينا؟ د.بر انت امرك".
5- فرمى يهوذا الفضة في الهيكل وانصرف، ثم ذهب وشنق
نفسه.
6- فاخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا: "هذه ثمن دم،
فلا يحل لنا ان نضعها في صندوق الهيكل".
7- فاتـفقوا ان يشتروا بها حقل الخزاف ليجعلوه مقبرة
للغرباء.
8- ولهذا يسميه الناس حقل الدم الى هذا اليوم.
9- فتم ما قاله النبـي ارميا: "واخذوا الثلاثين من
الفضة، وهي ما اتفق بعض بني اسرائيل على ان يكون
ثمنه،
10- ودفعوها ثمنا لحقل الخزاف. هكذا امرني الرب".
11- ووقف يسوع امام الحاكم فساله الحاكم: "اانت ملك
اليهود؟" فاجابه يسوع: "انت قلت".
12- وكان رؤساء الكهنة والشيوخ يتهمونه، فلا يجيب
بشيء.
13- فقال له بـيلاطس: "اما تسمع ما يشهدون به عليك؟"
14- فما اجابه يسوع عن شيء، حت? تعجب الحاكم كثيرا.
15- وكان من عادة الحاكم في كل عيد ان يطلق واحدا من
السجناء يختاره الشعب.
16- وكان عندهم في ذلك الحين سجين شهير اسمه يشوع
باراباس.
17- فلما تجمهر الناس سالهم بـيلاطس: "من تريدون ان
اطلق لكم: يشوع باراباس ام يسوع الذي يقال له المسيح؟"
18- وكان بـيلاطس يعرف انهم من حسدهم اسلموا يسوع.
19- وبينما بـيلاطس على كرسـي القضاء، ارسلت اليه
امراته تقول: "اياك وهذا الرجل الصالـح، لاني تالمت
الليلة في الحلم كثيرا من اجله".
20- لكن رؤساء الكهنة والشيوخ حرضوا الجموع على ان
يطلبوا باراباس ويقتلوا يسوع.
21- فلما سالهم الحاكم: "ايهما تريدون ان اطلق لكم؟"
اجابوا: "باراباس!"
22- فقال لهم بـيلاطس: "وماذا افعل بـيسوع الذي يقال
له المسيح؟" فاجابوا كلهم: "اصلبه!"
23- قال لهم: "واي شر فعل؟" فارتفع صياحهم: "اصلبه!"
24- فلما راى بـيلاطس ?نه ما استفاد شيئا، بل اشتد
الاضطراب، اخذ ماء وغسل يديه امام الجموع وقال: "انا
بريء من دم هذا الــــرجل! د.بروا انتم امره".
25- فاجاب الشعب كله: "دمه علينا وعلى اولادنا!"
26- فاطلق لهم باراباس، اما يسوع فجلد.ه واسلمه
لـــيصلب.
27- فاخذ جنود الحاكم يسوع الى قصر الحاكم وجمعوا
الكتيبة كلها،
28- فنزعوا عنه ثيابه والبسوه ثوبا قرمزيا،
29- وضفروا اكليلا من شوك ووضعوه على راسه، وجعلوا
في يمينه قصبة، ثم ركعوا امامه واستهزاوا به فقالوا:
"السلام عليك يا ملك اليهود!"
30- وامسكوا القصبة واخذوا يضربونه بها على راسه وهم
يبصقون عليه.
31- وبعدما استهزاوا به نــزعوا عنه الثوب القرمزي،
والبسوه ثيابه وساقوه ليصلب.
32- وبينما هم خارجون من المدينة صادفوا رجلا من
قيرين اسمه سمعان، فسخروه ليحمل صليب يسوع.
33- ولما وصلوا الى المكان الذي يقال له الجلجثة، اي
"موضع الجمجمة"
34- اعطوه خمرا ممزوجة بالمر، فلما ذاقها رفض ان
يشربها.
35- فصلبوه واقترعوا على ثيابه واقتسموها.
36- وجلسوا هناك يحرسونه.
37- ووضعوا فوق راسه لافتة مكتوبا فيها سبب الحكم
عليه: "هذا يسوع، ملك اليهود".
38- وصلبوا معه لصين، واحدا عن يمينه وواحدا عن
شماله.
39- وكان المارة يهزون رؤوسهم ويشتمونه ويقولون:
40- "يا هادم الهيكل وبانـيه في ثلاثة ايام، ان كنت
ابن الله، فخلص نفسك وانزل_ ..عن الصليب".
41- وكان رؤساء الكهنة ومـعلمو الشريعة والشيوخ
يستهزئون به، فيقولون:
42- "خلص غيره، ولا يقدر ان يخلص نفسه! هو ملك
اسرائيل، فلينزل الآن عن الصليب لنؤمن به!
43- توكل على الله وقال: انا ابن الله، فلينقذه الله
الآن ان كان راضيا عنه".
44- وعيره اللصان المصلوبان معه ايضا، فقالا مثل هذا
الكلام.
45- وعند الظهر خيم على الارض كلها ظلام حت? الساعة
الثالثة.
46- ونحو الساعة الثالثة صرخ يسوع بصوت عظيم: "ايلي،
ايلي، لما شبقتاني؟" اي "الهي، الهي، لماذا تركتني؟"
47- فسمع بعض الحاضرين هناك، فقالوا: "ها هو ينادي
ايليا!"
48- واسرع واحد منهم الى اسفنجة، فبلــلها بالخل
ووضعها على طرف قصبة ورفعها اليه لـيشرب.
49- فقال له الآخرون: "انتظر لنرى هل يجيء ايليا
ليخلصه!"
50- وصرخ يسوع مرة ثانية صرخة قوية واسلم الروح.
51- فانشق حجاب الهيكل شطرين من اعلى الى اسفل.
وتزلزلت الارض وتشققت الصخور.
52- وانفتحت القبور،. فقامت اجساد كثير.? من
القديسين الراقدين.
53- وبعد قيامة يسوع، خرجوا من القبور ودخلوا الى
المدينة المقدسة وظهروا لكثير.? من الناس.
54- فلما راى القائد وجنوده الذين يحرسون يسوع
الزلزال وكل ما حدث، فزعوا وقالوا: "بالحقيقة كان
هذا الرجل ابن الله!"
55- وكان هناك كثير من النساء ينظرن عن بعد، وهن
اللواتي تبعن يسوع من الجليل ليخدمنه،
56- فيهن مريم المجدلية، ومريم ام يعقوب ويوسف، وام
ابني زبدي.
57- وجاء عند المساء رجل غنـي من الرامة اسمه يوسف،
وكان من تلاميذ يسوع.
58- فدخل على بـيلاطس وطلب جسد يسوع. فامر بـيلاطس
ان يسلموه اليه.
59- فاخذ يوسف جسد يسوع ولفه في كفن نظيف،
60- ووضعه في قبر جديد كان حفره لنفسه في الصخر، ثم
دحرج حجرا كبـيرا على باب القبر ومضى.
61- وكانت مريم المجدلية، ومريم الاخرى، جالستين
تجاه القبر.
62- وفي الغد، اي بعد التهيئة للسبت، ذهب رؤساء
الكهنة والفريسيون الى بـيلاطس
63- وقالوا له: "تذكرنا، يا سيد، ان .ذلك الدجال قال
وهو حي: ساقوم بعد ثلاثة ايـام.
64- فاصدر امرك بحراسة القبر الى اليوم الثالث،
لـئلا يجيء تلاميذه ويسرقوه ويقولوا للشعب: قام من
بين الاموات، فتكون هذه الخدعة شرا من الاولى".
65- فقال لهم بـيلاطس: "عندكم حرس، فاذهبوا واحتاطوا
كما ترون".
66- فذهبوا واحتاطوا على القبر، فختموا الحجر
واقاموا عليه حرسا.
|
10 |
41 |
انجيل مرقس |
001 |
يعقوب
1- بشارة يسوع المسيح ابن الله،
2- بدات كما كتب النبـي اشعيا: »ها انا ارسل رسولي
قدامك ليهيـئ طريقك
3- صوت صارخ في البرية: هيئوا طريق الرب، واجعلو
سبله مستقيمة«.
4- فظهر يوحنا المعمدان في البرية يدعو الناس الى
معمودية التوبة لتغفر خطاياهم.
5- وكانوا يخرجون اليه من جميع بلاد اليهودية
واورشليم فيعمدهم في نهر الاردن، معترفين بخطاياهم.
6- وكان يوحنا يلبس ثوبا من وبر الجمال، وعلى وسطه
حزام من جلد، ويقتات من الجراد والعسل البري.
7- وكان يبشر فيقول: «يجيء بعدي من هو اقوى مني. من
لا احسب نفسي اهلا لان انحني واحل رباط حذائه.
8- انا عمدتكم بالماء، واما هو فيعمدكم بالروح القدس«.
9- وفي تلك الايام جاء يسوع من النـاصرة التي في
الجليل، وتعمد على يد يوحنا في نهر الاردن.
10- ولما صعد يسوع من الماء راى السماوات تنفتـح
والروح القدس ينزل عليه كانه حمامة.
11- وقال صوت من السماء: «انت ابني الحبـيب، بك رضيت«.
12- واخرجه الروح القدس الى البرية،
13- فاقام فيها اربعين يوما يجربه الشيطان. وكان
هناك مع الوحوش. وكانت تخدمه الملائكة.
14- وبعد اعتقال يوحنا، جاء يسوع الى الجليل يعلن
بشارة الله،
15- فيقول: «تم الزمان واقترب ملكوت الله. فتوبوا
وآمنوا بالانجيل«.
16- وبينما هو يمشي على شاطئ بحر الجليل، راى صيادين
هما سمعان واخوه اندراوس يلقيان الشبكة في البحر،
17- فقال لهما يسوع: «اتبعاني اجعلكما صيادي بشر«.
18- فتركا شباكهما في الحال وتبعاه.
19- ومشى قليلا، فراى
يعقوب
بن زبدي واخاه يوحنا،
وهما في القارب يصلحان شباكهما.
20- فما ان دعاهما، حتى تركا اباهما زبدي في القارب
مع معاونيه وتبعاه.
21- وجاؤوا الى كفرناحوم، فدخل المجمع في السبت واخذ
يعلم.
22- فتعجبوا من تعليمه، لانه كان يعلمهم مثل من له
سلطان، لا مثل معلمي الشريعة.
23- وكان في المجمع رجل فيه روح نجس، فاخذ يصيح:
24- »ما لنا ولك، يا يسوع النـاصري؟ اجئت لتهلكنا؟
انا اعرف من انت: انت قدوس الله!«
25- فانتهره يسوع، قال: «اخرس واخرج من الرجل!«
26- فصرعه الروح النجس، وصرخ صرخة قوية وخرج منه.
27- فتعجب الناس كلهم وتساءلوا: «ما هذا؟ اتعليم
جديد يلقى بسلطان؟ حتى الارواح النجسة يامرها فتطيعه!«
28- وذاع صيت يسوع في جميع انحاء الجليل.
29- ولما خرج من المجمع، جاء مع
يعقوب
ويوحنا الى
بـيت سمعان واندراوس.
30- وكانت حماة سمعان طريحة الفراش بالحمى، فاخبروه
عنها.
31- فدنا منها وامسك يدها وانهضها. فتركتها الحمى
واخذت تخدمهم.
32- وعند المساء، بعد غروب الشمس، حمل الناس اليه
جميع المرضى والذين فيهم شياطين.
33- وتجمع اهل المدينة كلهم على الباب،
34- فشفى كثيرا من المصابـين بمختلف الامراض، وطرد
كثيرا من الشياطين، ومنع الشياطين ان تتكلم لانها
عرفته.
35- وقام قبل طلوع الفجر، فخرج وذهب الى مكان مقفر،
واخذ يصلي هناك.
36- فبحث عنه سمعان ورفاقه،
37- ولما وجدوه قالوا له: «جميع الناس يطلبونك!«
38- فقال لهم: «تعالوا نذهب الى القرى المجاورة
لابشر فيها ايضا، لاني لهذا خرجت«.
39- وطاف في انحاء الجليل، يبشر في مجامعهم ويطرد
الشياطين.
40- وجاءه ابرص يتوسل اليه، فسجد وقال له: «ان اردت
طهرتني«.
41- فاشفق عليه يسوع ومد يده ولمسه وقال له: «اريد،
فاطهر!«
42- فزال عنه البرص في الحال وطهر.
43- فانتهره يسوع وصرفه،
44- بعدما قال له: «اياك ان تخبر احدا بشيء. ولكن
اذهب الى الكاهن واره نفسك، ثم قدم عن شفائك ما امر
به موسى، شهادة عندهم«.
45- ولكن الرجل انصرف واخذ يذيع الخبر وينشره في كل
مكان. حتى تعذر على يسوع ان يدخل علانية الى اية
مدينة. فاقام في اماكن مقفرة. وكان النـاس يجيئون
اليه من كل مكان.
|
11 |
41 |
انجيل مرقس |
003 |
يعقوب
1- ورجع يسوع الى المجمع، فوجد فيه رجلا يده يابسة.
2- وكان هناك جماعة يراقبونه ليروا هل يشفيه في
السبت، فيــتهموه.
3- فقال للرجل الذي يده يابسة: «قم في وسط المجمع!«
4- وقال للحاضرين: «ايحل في السبت عمل الخير ام عمل
الشر؟ انقاذ نفس ام اهلاكها؟« فسكتوا.
5- فاجال يسوع نظره فيهم وهو غاضب حزين لقساوة
قلوبهم، وقال للرجل: «مد يدك!« فمدها فعادت صحيحة
كالاخرى.
6- فخرج الفريسيون وتشاوروا مع الهيرودسيـين ليقتلوا
يسوع.
7- فانصرف مع تلاميذه الى بحر الجليل، وتبعه جمهور
كبـير من الجليل واليهودية،
8- ومن اورشليم وادومية وعبر الاردن ونواحي صور
وصيدا. وهؤلاء سمعوا باعماله فجاؤوا اليه.
9- فامر تلاميذه بان يهيئوا له قاربا حتى لا يزحمه
الجمع،
10- لانه شفى كثيرا من النـاس، حتى اخذ كل مريض يشق
طريقه اليه ليلمسه.
11- وكان الذين فيهم ارواح نجسة يسجدون له اذا راوه
ويصيحون: «انت ابن الله!«
12- فكان يامرهم بشدة ان لا يعلنوا امره.
13- وصعد الى الجبل ودعا الذين ارادهم فحضروا اليه.
14- فاقام منهم اثني عشر سماهم رسلا يرافقونه
فيرسلهم مبشرين،
15- ولهم سلطان به يطردون الشياطين.
16- وهؤلاء الاثنا عشر هم: سمعان وسماه يسوع بطرس،
17- ويعقوب ويوحنا ابنا زبدي وسماهما بوانرجس، اي
ابني الرعد،
18- واندراوس وفيلبس وبرثولوماوس، ومتى وتوما،
ويعقوب بن حلفى وتداوس وسمعان الوطني الغيور،
19- ويهوذا اسخريوط الذي اسلم يسوع.
20- وجاء يسوع الى البـيت، فعاد النـاس الى الازدحام،
حتى تعذر على يسوع وتلاميذه ان ياكلوا.
21- وسمع اقرباؤه، فجاؤوا لياخذوه لان بعض النـاس
قالوا: «فقد صوابه«.
22- واما معلمو الشريعة الذين نزلوا من اورشليم،
فقالوا: «فيه بعلزبول، وهو برئيس الشياطين يطرد
الشياطين«.
23- فدعاهم وكلمهم بامثال، قال: «كيف يمكن للشيطان
ان يطرد الشيطان؟
24- فاذا انقسمت مملكة لا تثبت،
25- او انقسم بيت لا يثبت.
26- واذا ثار الشيطان على ذاته وانقسم لا يثبت، بل
يزول.
27- لا يقدر احد ان يدخل بيت رجل قوي وينهب امتعته
الا اذا قيد هذا الرجل القوي اولا، ثم ينهب بيته.
28- الحق اقول لكم: كل خطيئة وكل تجديف مهما كان،
يغفرهما الله للناس.
29- واما من جدف على الروح القدس، فلا مغفرة له ابدا،
بل تبقى خطيئته ابدية«.
30- وبهذا الكلام رد على الذين قالوا: «فيه روح نجس!«
31- وجاءت امه واخوته، فوقفوا في خارج البيت وارسلوا
اليه يدعونه.
32- وكان يجلس حوله جمع كبـير، فقالوا له: «امك
واخوتك واخواتك في خارج البيت يطلبونك«.
33- فاجابهم: «من هي امي ومن هم اخوتي؟«
34- ونظر الى الجالسين حوله وقال: «هؤلاء هم امي
واخوتي!
35- لان من يعمل بمشيئة الله هو اخي واختي وامي«.
|
12 |
41 |
انجيل مرقس |
005 |
يعقوب
1- ووصلوا الى الشـاطئ الآخر من بحر الجليل، في
ناحية الجراسيـين.
2- ولما نزل من القارب استقبله رجل خرج من المقابر،
وفيه روح نجس.
3- وكان يقيم هناك، ولا يقدر احد ان يربطه حتى
بسلسلة.
4- فكثيرا ما ربطوه بالقيود والسلاسل، فكان يقطع
السلاسل ويكسر القيود، ولا يقوى احد على ضبطه.
5- وكان طوال الليل والنهار في المقابر والجبال يصرخ
ويجرح جسده بالحجارة.
6- فلما شاهد يسوع عن بعد، اسرع اليه وسجد له
7- وصاح باعلى صوته: «ما لي ولك، يا يسوع ابن الله
العلي؟ استحلفك بالله، لا تعذبني!«
8- لان يسوع قال له: «ايها الروح النجس اخرج من هذا
الرجل!«
9- فساله يسوع: «ما اسمك؟« فاجاب: «اسمي جيش، لاننا
كثيرون«.
10- وتوسل كثيرا الى يسوع ان لا يطرد الارواح النجسة
منه الى خارج المنطقة.
11- وكان هناك قطيع كبـير من الخنازير يرعى قرب
الجبل.
12- فتوسلت الارواح النجسة الى يسوع بقولها: «ارسلنا
الى تلك الخنازير لندخل فيها«.
13- فاذن لها. فخرجت الارواح النجسة ودخلت في
الخنازير. فاندفع القطيع من المنحدر الى البحر،
وعدده نحو الفين، فغرق فيه.
14- وهرب الرعاة ونشروا الخبر في المدينة والقرى،
فخرج النـاس ليروا ما جرى.
15- فلما وصلوا الى يسوع، شاهدوا الرجل الذي كان فيه
جيش من الشياطين جالسا هناك لابسا سليم العقل.
فاستولى عليهم الخوف.
16- فاخبرهم الشهود بما جرى للرجل الذي كانت فيه
الشياطين وبما اصاب الخنازير.
17- فطلبوا الى يسوع ان يرحل عن ديارهم.
18- وبينما هو يركب القارب، طلب اليه الذي كانت فيه
الشياطين ان ياخذه معه.
19- فما اذن له، بل قال له: «ارجــع الى بيتك والى
اهلك واخبرهم بما عمل الرب لك وكيف رحمك«.
20- فذهب الرجل واخذ ينادي في المدن العشر بما عمل
يسوع له، وكان جميع النـاس يتعجبون.
21- وعبر يسوع في القارب الى الشـاطئ المقابل، فتجمع
حوله على الشـاطئ جمهور كبـير.
22- وجاء رجل من رؤساء المجمع اسمه يايرس. فلما راى
يسوع وقع على قدميه،
23- وتوسل اليه كثيرا بقوله: «ابنتي الصغيرة على
فراش الموت! تعال وضع يدك عليها، فتشفى وتحيا!«
24- فذهب معه وتبعه جمع كبـير يزحمه من كل جانب.
25- وكانت هناك امراة مصابة بنزف الدم من اثنتي عشرة
سنة،
26- عالجها اطباء كثيرون، وانفقت كل ما تملك، فما
استفادت شيئا، لا بل صارت من سيـئ الى اسوا.
27- فلما سمعت باخبار يسوع، دخلت بين الجموع من خلف
ولمست ثوبه،
28- لانها قالت في نفسها: «يكفي ان المس ثيابه لاشفى«.
29- فانقطع نزف دمها في الحال، واحست في جسمها انها
شفـيت من دائها.
30- وشعر يسوع في الحال بقوة خرجت منه. فالتفت الى
الجموع وقال: «من لمس ثيابـي؟«
31- فقال له تلاميذه: «ترى النـاس يزحمونك وتسال: من
لمسني؟«
32- ولكنه نظر حوله ليرى التي فعلت ذلك.
33- وخافت المراة وارتعبت لعلمها بما جرى لها، فجاءت
وسجدت له واخبرته بالحقيقة كلها.
34- فقال لها: «يا ابنتي ايمانك شفاك. فاذهبـي بسلام،
وتعافي من دائك«.
35- وبينما يسوع يتكلم وصل رجال من دار رئيس المجمع
يقولون: «ماتت ابنتك، فلا حاجة الى ازعاج المعلم«.
36- فتجاهل يسوع كلامهم، وقال لرئيس المجمع: «لا تخف،
يكفي ان تؤمن«.
37- وما اذن لاحد ان يرافقه الا بطرس ويعقوب ويوحنا
اخا يعقوب.
38- ولما وصلوا الى دار رئيس المجمع، راى يسوع
الضجيج وبكاء النـاس وعويلهم.
39- فدخل وقال لهم: «لماذا تضجون وتبكون؟ ما ماتت
الصبـية، لكنها نائمة!«
40- فضحكوا عليه. فاخرجهم جميعا، ودخل بابـي الصبـية
وامها والذين كانوا معه الى حيث كانت الصبـية.
41- فاخذ بـيدها وقال لها: «طلـيثا قوم!« اي «يا
صبـية اقول لك: قومي!«
42- فقامت في الحال واخذت تمشي، وكانت ابنة اثنتي
عشرة سنة، ففي الحال تعجبوا كثيرا.
43- فاوصاهم يسوع بشدة ان لا يعلم احد بما حدث،
وامرهم ان يطعموها.
|
13 |
41 |
انجيل مرقس |
006 |
يعقوب
1- وخرج من هناك وجاء الى بلده يتبعه تلاميذه.
2- وفي السبت اخذ يعلم في المجمع. فتعجب اكثر النـاس
حين سمعوه وقالوا: «من اين له هذا؟ وما هذه الحكمة
المعطاة له وهذه المعجزات التي تجري على يديه؟
3- اما هو النجار ابن مريم، واخو يعقوب ويوسي ويهوذا
وسمعان؟ اما اخواته عندنا هنا؟« ورفضوه.
4- فقال لهم يسوع: «لا نبـي بلا كرامة الا _في وطنه
وبين اقربائه واهل بيته«.
5- وتعذر على يسوع ان يصنع اية معجزة هناك، سوى انه
وضع يديه على بعض المرضى فشفاهم.
6- وكان يتعجب من قلة ايمانهم. ثم سار في القرى
المجاورة يعلم.
7- ودعا اليه التلاميذ الاثني عشر واخذ يرسلهم اثنين
اثنين ليبشروا، واعطاهم سلطانا على الارواح النجسة.
8- واوصاهم قال: «لا تاخذوا للطريق شيئا سوى عصا: لا
خبزا، ولا كيسا، ولا نقودا في جيوبكم،
9- بل انتعلوا حذاء، ولا تلبسوا ثوبين«.
10- وقال لهم: «وحيثما دخلتم بيتا، فاقيموا فيه الى
ان ترحلوا.
11- واذا جئـتم الى مكان وما قبلكم اهله ولا سمعوا
كلامكم، فارحلوا عنه وانفضوا الغبار عن اقدامكم
نذيرا لهم!«
12- فخرجوا يدعون النـاس الى التوبة،
13- وطردوا كثيرا من الشياطين، ودهنوا بالزيت كثيرا
من المرضى فشفوهم.
14- وسمع الملك هيرودس باخبار يسوع، لان اسمه اصبح
مشهورا. وكان بعض النـاس يقولون: «قام يوحنا
المعمدان من بين الاموات، ولذلك تجري المعجزات على
يده«.
15- وقال آخرون: «هو ايلـيا«، وآخرون: «هو نبـي
كسائر الانبـياء«.
16- فلما سمع هيرودس قال: «هذا يوحنا الذي قطعت انا
راسه، قام من بين الاموات!«
17- وكان هيرودس امسك يوحنا وقيده في السجن، من اجل
هيرودية التي تزوجها وهي امراة اخيه فيلبس.
18- فكان يوحنا يقول له: «لا يحل لك ان تاخذ امراة
اخيك«.
19- وكانت هيرودية ناقمة عليه تريد قتله فلا تقدر،
20- لان هيرودس كان يهابه ويحميه لعلمه انه رجل
صالـح قديس. وكان يسره ان يستمـع اليه، مع انه حار
فيه كثيرا.
21- وسنحت الفرصة لهيرودية عندما اقام هيرودس في
ذكرى مولده وليمة للنبلاء وكبار القادة واعيان
الجليل.
22- فدخلت ابنة هيرودية ورقصت، فاعجبت هيرودس
والمدعوين. فقال الملك للفتاة: «اطلبـي ما شئت
فاعطيك«.
23- وحلف لها يمينا مشددا قال: «اعطيك كل ما تطلبـين،
ولو نصف مملكتي!«
24- فخرجت الفتاة وسالت امها: «ماذا اطلب؟« فاجابتها:
«راس يوحنا المعمدان!«
25- فاسرعت الى الملك وقالت له: «اريد ان تعطيني
الآن على طبق راس يوحنا المعمدان!«
26- فحزن الملك كثيرا، ولكنه اراد ان لا يرد طلبها
من اجل اليمين التي حلفها امام المدعوين.
27- فارسل في الحال جنديا وامره بان يجيء براس يوحنا.
فذهب وقطع راسه في السجن،
28- وجاء به على طبق وسلمه الى الفتاة فحملته الى
امها.
29- وبلغ الخبر تلاميذ يوحنا، فجاؤوا واخذوا جثته
ووضعوها في قبر.
30- واجتمع الرسل عند يسوع، واخبروه بكل ما عملوا
وعلموا.
31- وكان كثير من النـاس يروحون ويجيئون، فلا يتركون
لهم فرصة لياكلوا طعامهم، فقال لهم يسوع: «تعالوا
انتم وحدكم الى مكان مقفر واستريحوا قليلا«.
32- فذهبوا في القارب وحدهم الى مكان مقفر.
33- فرآهم النـاس ذاهبـين، وعرف كثير منهم الى اين،
فاسرعوا من جميع المدن مشيا على الاقدام وسبقوهم الى
ذلك المكان.
34- فلما نزل يسوع من القارب راى جمعا كبـيرا، فاشفق
عليهم، لانهم كانوا مثل غنم لا راعي لها، واخذ
يعلمهم اشياء كثيرة.
35- وفات الوقت، فدنا منه تلاميذه وقالوا له: «فات
الوقت، وهذا مكان مقفر،
36- فقل للنـاس ان ينصرفوا الى المزارع والقرى
المجاورة ليشتروا لهم ما ياكلون«.
37- فاجابهم يسوع: «اعطوهم انتم ما ياكلون«. فقالوا:
«اتريدنا ان نذهب ونشتري خبزا بمئتي دينار ونعطيهم
لـياكلوا؟«
38- فقال يسوع: «كم رغيفا عندكم؟ اذهبوا وانظروا«.
فلما عرفوا ما عندهم، قالوا له: «خمسة ارغفة وسمكتان«.
39- فامرهم ان يقعدوا النـاس جماعة جماعة على العشب
الاخضر.
40- فقعدوا صفوفا صفوفا، في بعضها مئة وفي بعضها
خمسون.
41- واخذ يسوع الارغفة الخمسة والسمكتين ورفع عينيه
نحو السماء وبارك وكسر الارغفة وناول تلاميذه
ليوزعوها على النـاس، وقسم السمكتين عليهم جميعا.
42- فاكلوا كلهم حتى شبعوا.
43- ثم رفعوا اثنتي عشرة قفة مملوءة من الكسر وفضلات
السمكتين.
44- وكان الذين اكلوا من الارغفة نحو خمسة آلاف رجل.
45- وامر يسوع تلاميذه ان يركبوا القارب ويسبقوه الى
بيت صيدا، عند الشـاطئ المقابل، حتى يصرف الجموع.
46- فلما صرفهم ذهب الى الجبل ليصلي.
47- وعند المساء، كان القارب في وسط البحر، ويسوع
وحده على البر.
48- وراى يسوع ان تلاميذه يلاقون مشقة في التجذيف،
لان الريح كانت ضدهم. فجاء اليهم قبل الفجر ماشيا
على البحر، وكاد يمر بهم.
49- فلما راوه ماشيا على البحر ظنوه شبحا فصرخوا،
50- لانهم راوه كلهم فارتعبوا. فكلمهم في الحال، قال:
«اطمئنوا. انا هو، لا تخافوا«.
51- وصعد القارب اليهم، فهدات الريح. فتحيروا كثيرا،
52- لان معجزة الارغفة فاتهم مغزاها، لبلادة قلوبهم.
53- وعبروا الى بر جنيسارت وربطوا قاربهم هناك.
54- وما ان نزلوا، حتى عرف النـاس يسوع.
55- فساروا في تلك الانحاء كلها واخذوا يحملون
المرضى على فرشهم الى كل مكان سمعوا انه فيه.
56- وكانوا اينما دخل، سواء الى القرى او المدن او
المزارع، يضعون المرضى في الساحات ويطلبون اليه ان
يلمسوا ولو طرف ثوبه. فكان كل من يلمسه يشفى.
|
14 |
41 |
انجيل مرقس |
009 |
يعقوب
1- وقال لهم: «الحق اقول لكم: في الحاضرين هنا من لا
يذوقون الموت، حتى يشاهدوا مجـيء ملكوت الله في مجد
عظيم«.
2- وبعد ستة ايام اخذ يسوع بطرس ويعقوب
ويوحنا،
وانفرد بهم على جبل مرتفـع، وتجلى بمشهد منهم.
3- فصارت ثيابه تلمع ببياض ناصع لا يقدر على مثله اي
قصار في الارض.
4- وظهر لهم ايليا وموسى، وكانا يكلمان يسوع.
5- فقال بطرس ليسوع: «يا معلم، ما اجمل ان نكون هنا.
فلننصب ثلاث مظال: واحدة لك، وواحدة لموسى، وواحدة
لايليا«.
6- وكان لا يعرف ما يقول من شدة الخوف الذي استولى
عليه هو ورفاقه.
7- وجاءت سحابة ظللتهم، وقال صوت من السحابة: «هذا
هو ابني الحبـيب فله اسمعوا!«
8- وتلفتوا فجاة حولهم، فما راوا معهم الا يسوع وحده.
9- وبينما هم نازلون من الجبل، اوصاهم يسوع ان لا
يخبروا احدا بما راوا، الا متى قام ابن الانسان من
بين الاموات.
10- فحفظوا وصيته، ولكنهم اخذوا يتساءلون: «ما معنى:
قام من بين الاموات؟«
11- ثم سالوه: «لماذا يقول معلمو الشريعة: يجب ان
يجيء ايليا اولا؟«
12- فاجابهم: «نعم، يجيء ايليا اولا ويصلـح كل شيء.
فكيف يقول الكتاب ان ابن الانسان سيتالم كثيرا
وينبذه النـاس؟
13- لكني اقول لكم: ايليا جاء، وفعلوا به على هواهم،
كما جاء عنه في الكتب«.
14- ولما رجعوا الى التلاميذ، راوا جمعا كبـيرا
حولهم وبعض معلمي الشريعة يجادلونهم.
15- فلما شاهده الجمع تحيروا كلهم واسرعوا اليه
يحيونه.
16- فسالهم: «في اي شيء تجادلونهم؟«
17- فاجابه رجل من الجمع: «يا معلم، جئت اليك بابني،
لان فيه روحا نجسا يجعله ابكم،
18- واينما امسك به يصرعه، فيـزبد الصبـي ويصرف
باسنانه ويتشنج. وطلبت من تلاميذك ان يطردوه، فما
قدروا«.
19- فاجابهم: «ايها الجيل غير المؤمن، الى متى ابقى
معكم، والى متى احتملكم؟ قدموا الصبـي الي!«
20- فقدموه اليه. فلما رآه الروح النجس، صرع الصبـي
فوقع على الارض يتلوى ويزبد.
21- فسال يسوع والد الصبـي: «متى بدا يصيبه هذا؟«
قال: «من ايام طفولته.
22- وكثيرا ما رماه الروح النجس في النـار او في
الماء ليقتله. فاذا كنت قادرا على شيء فاشفق علينا
وساعدنا«.
23- فقال له يسوع: «اذا كنت قادرا ان تؤمن، فكل شيء
ممكن للمؤمن«.
24- فصاح الوالد في الحال: «عندي ايمان! ساعدني حتى
يزيد«.
25- وراى يسوع ان النـاس يتجمعون، فانتهر الروح
النجس وقال له: «ايها الروح الاصم الاخرس! انا آمرك،
اخرج من الصبـي ولا ترجـع اليه!«
26- فصرخ وصرعه صرعة قوية وخرج منه. فصار الصبـي
كالميت، حتى قال كثير من النـاس انه مات.
27- فاخذه يسوع بـيده وانهضه فقام.
28- ولما دخل البيت، ساله تلاميذه على انفراد: «لماذا
عجزنا نحن ان نطرد الروح النجس؟«
29- فاجابهم: «هذا الجنس لا يطرد الا بالصلاة«.
30- وخرجوا من هناك ومروا بالجليل. وكان يسوع لا
يريد ان يعلم به احد،
31- لانه كان يعلم تلاميذه، فيقول لهم: «سيسلم ابن
الانسان الى ايدي النـاس، فيقتلونه وبعد قتله بثلاثة
ايام يقوم«.
32- فما فهموا هذا الكلام، وتهيبوا ان يسالوه عنه.
33- ثم وصلوا الى كفرناحوم. فلما دخلوا البيت سالهم:
«في اي شيء كنتم تتجادلون في الطريق؟«
34- فسكتوا، لانهم كانوا في الطريق يتجادلون في من
هو الاعظم بينهم.
35- فجلس ودعا التلاميذ الاثني عشر وقال لهم: «من
اراد ان يكون اول النـاس، فليكن آخرهم جميعا وخادما
لهم«.
36- واخذ طفلا، فاقامه وسطهم وضمه الى صدره وقال لهم:
37- »من قبل واحدا من هؤلاء الاطفال باسمي يكون
قبلني، ومن قبلني لا يكون قبلني انا، بل الذي ارسلني«.
38- فقال له يوحنا: «يا معلم، راينا رجلا يطرد
الشياطين باسمك فمنعناه، لانه لا ينتمي الينا«.
39- فقال يسوع: «لا تمنعوه! فما من احد يصنع معجزة
باسمي يتكلم علي بعدها بالسوء.
40- من لا يكون علينا فهو معنا.
41- ومن سقاكم كاس ماء باسمي لانكم للمسيح، فاجره،
الحق اقول لكم، لن يضيع«.
42- وقال يسوع: «من اوقع احد هؤلاء الصغار المؤمنين
بـي في الخطيئة، فخير له ان يعلق في عنقه حجر طحن
كبـير ويرمى في البحر.
43- فاذا اوقعتك يدك في الخطيئة فاقطعها، لانه خير
لك ان تدخل الحياة ولك يد واحدة من ان تكون لك يدان
وتذهب الى جهنم، الى نار لا تنطفـئ_
44- [حيث الدود لا يموت والنـار لا تنطفـئ].
45- واذا اوقعتك رجلك في الخطيئة فاقطعها، لانه خير
لك ان تدخل الحياة ولك رجل واحدة من ان تكون لك
رجلان وترمى في جهنم،
46- [حيث الدود لا يموت والنـار لا تنطفـئ].
47- واذا اوقعتك عينك في الخطيئة فاقلعها، لانه خير
لك ان تدخل ملكوت الله ولك عين واحدة من ان تكون لك
عينان وترمى في جهنم.
48- حيث الدود لا يموت والنـار لا تنطفـئ.
49- فكل واحد يملح بنار.
50- الملح صالـح ولكن اذا فقد ملوحته، فبماذا
تملحونه؟ فليكن فيكم ملح. وسالموا بعضكم بعضا«.
|
15 |
41 |
انجيل مرقس |
010 |
يعقوب
1- وقام يسوع من هناك وجاء الى بلاد اليهودية من عبر
الاردن، فاقبلت اليه الجموع واخذ يعلمهم كعادته.
2- فدنا بعض الفريسيـين وسالوه ليحرجوه: «ايحل للرجل
ان يطلق امراته؟«
3- فاجابهم: «بماذا اوصاكم موسى؟«
4- قالوا: «اجاز موسى للرجل ان يكتب لامراته كتاب
طلاق فتطلق«.
5- فقال لهم يسوع: «لقساوة قلوبكم كتب لكم موسى هذه
الوصية.
6- فمن بدء الخليقة جعلهما الله ذكرا وانثى.
7- ولذلك يترك الرجل اباه وامه ويتحد بامراته،
8- فيصير الاثنان جسدا واحدا. فلا يكونان اثنين، بل
جسد واحد.
9- وما جمعه الله لا يفرقه الانسان«.
10- ولما دخلوا البيت، ساله التلاميذ عن هذا الامر،
11- فقال لهم: «من طلق امراته وتزوج غيرها زنى عليها،
12- وان طلقت امراة زوجها وتزوجت غيره زنت«.
13- وجاء اليه بعض النـاس باطفال ليضع يديه عليهم،
فانتهرهم التلاميذ.
14- وراى يسوع ذلك فغضب وقال لهم: «دعوا الاطفال
ياتون الي ولا تمنعوهم، لان لامثال هؤلاء ملكوت الله.
15- الحق اقول لكم: من لا يقبل ملكوت الله كانه طفل،
لا يدخله«.
16- وحضنهم ووضع يديه عليهم وباركهم.
17- وخرج الى الطريق، فاسرع اليه رجل وسجد له وساله:
«ايها المعلم الصالـح، ماذا اعمل لارث الحياة
الابدية؟«
18- فقال له يسوع: «لماذا تدعوني صالحا؟ لا صالـح
الا الله وحده.
19- انت تعرف الوصايا: لا تقتل، لا تزن، لا تسرق، لا
تشهد بالزور، لا تظلم، اكرم اباك وامك«.
20- فاجابه الرجل: «يا معلم، من ايام صباي عملت بهذه
الوصايا كلها«.
21- فنظر اليه يسوع بمحبة وقال له: «يعوزك شيء واحد:
اذهب بــــع كل ما تملكه ووزع ثمنه على الفقراء،
فيكون لك كنز في السماء، وتعال اتبعني«.
22- فحزن الرجل لهذا الكلام ومضى كئيبا، لانه كان
يملك اموالا كثيرة.
23- فنظر يسوع حوله وقال لتلاميذه: «ما اصعب دخول
الاغنياء الى ملكوت الله!«
24- فاستغرب التلاميذ كلامه، فقال لهم ثانية: «يا
ابنائي، ما اصعب الدخول الى ملكوت الله.
25- فمرور الجمل في ثقب الابرة اسهل من دخول الغني
الى ملكوت الله«.
26- فزاد استغرابهم وتساءلوا: «من يمكنه ان يخلص،
اذا؟«
27- فنظر اليهم يسوع وقال: «هذا شيء غير ممكن عند
النـاس لا عند الله، فعند الله كل شيء ممكن«.
28- فقال له بطرس: «ها نحن تركنا كل شيء وتبعناك«.
29- فاجابه يسوع: «الحق اقـول لـكم: ما من احد ترك
بيتا او اخوة او اخوات او اما او ابا او اولادا او
حقولا من اجلي ومن اجل البشارة،
30- الا نال في هذه الدنيا، مع الاضطهادات، مئة ضعف
من البـيوت والاخوة والاخوات والامهات والاولاد
والحقول، ونال في الآخرة الحياة الابدية.
31- وكثير من الاولين يصيرون آخرين، ومن الآخرين
يصيرون اولين«.
32- وكانوا في الطريق صاعدين الى اورشليم ويسوع
يتقدمهم. وكان التلاميذ في حيرة، والذين يتبعونه
خائفين. فانفرد بالاثني عشر مرة اخرى واخذ يكلمهم
بما سيحدث له،
33- فقال: «ها نحن صاعدون الى اورشليم، وسيسلم ابن
الانسان الى رؤساء الكهنة ومعلمي الشريعة، فيحكمون
عليه بالموت ويسلمونه الى حكام غرباء،
34- فيستهزئون به، ويبصقون عليه ويجلدونه ويقتلونه،
وبعد ثلاثة ايام يقوم«.
35- ودنا اليه يعقوب ويوحنا، ابنا زبدي، وقالا له: «يا
معلم، نريد ان تلبـي طلبنا«.
36- فقال لهما: «ماذا تريدان ان اعمل لكما؟«
37- فاجابا: «اعطنا ان نجلس، واحد عن يمينك وواحد عن
شمالك في مجدك«.
38- فقال لهما يسوع: «انتما لا تعرفان ما تطلبان:
اتقدران ان تشربا الكاس التي ساشربها، او تقبلا
معمودية الآلام التي ساقبلها؟«
39- فاجابا: «نقدر«. فقال لهما: «نعم، الكاس التي
اشربها تشربانها، ومعمودية الآلام التي اقبلها
تقبلانها.
40- واما الجلوس عن يميني او عن شمالي، فلا يحق لي
ان اعطيه، لانه للذين هياه الله لهم«.
41- وسمع التلاميذ العشرة هذا الكلام، فغضبوا على
يعقوب ويوحنا.
42- فدعاهم يسوع وقال لهم: «تعلمون ان رؤساء الامم
يسودونها، وان عظماءها يتسلطون عليها.
43- فلا يكن هذا فيكم، بل من اراد ان يكون عظيما
فيكم، فليكن لكم خادما.
44- ومن اراد ان يكون الاول فيكم، فليكن لجميعكم
عبدا.
45- لان ابن الانسان جاء لا ليخدمه النـاس، بل
ليخدمهم ويفدي بحياته كثيرا منهم«.
46- ووصلوا الى اريحا. وبينما هو خارج من اريحا،
ومعه تلاميذه وجمهور كبـير، كان برتيماوس، اي ابن
تـيماوس، وهو شحاذ اعمى، جالسا على جانب الطريق.
47- فلما سمع بان الذي يمر من هناك هو يسوع النـاصري،
اخذ يصيح: «يا يسوع ابن داود، ارحمني!«
48- فانتهره كثير من النـاس ليسكت، لكنه صاح بصوت
اعلى: «يا ابن داود، ارحمني!«
49- فوقف يسوع وقال: «نادوه!« فنادوا الاعمى وقالوا
له: «تشجع وقم! ها هو يناديك!«
50- فالقى عنه عباءته وقام وجاء الى يسوع.
51- فقال له يسوع: «ماذا تريد ان اعمل لك؟« قال: «يا
معلم، ان ابصر!« فقال له يسوع:
52- »اذهب! ايمانك شفاك«. فابصر في الحال وتبـــــع
يسوع في الطريق.
|
16 |
41 |
انجيل مرقس |
012 |
يعقوب
1- واخذ يخاطبهم بامثال، قال: «غرس رجل كرما، فسيجه،
وحفر فيه معصرة وبنى برجا، وسلمه الى بعض الكرامين
وسافر.
2- فلما جاء يوم القطاف، ارسل خادما اليهم لياخذ
منهم حصته من ثمر الكرم.
3- فامسكوه وضربوه وارجعوه فارغ اليدين.
4- فارسل خادما آخر، وهذا رجمه الكرامون وضربوه على
راسه واهانوه وارجعوه.
5- فارسل آخر، وهذا قتلوه. ثم ارسل كثيرين غيرهم،
فضربوا منهم من ضربوا، وقتلوا من قتلوا.
6- فما بقـي للرجل سوى ابنه الحبـيب، فارسله اليهم
في آخر الامر وقال: سيهابون ابني.
7- لكن الكرامين قالوا في ما بينهم: ها هو الوارث.
تعالوا نقتله، فيعود الميراث الينا.
8- فامسكوه وقتلوه ورموه في خارج الكرم.
9- فماذا يفعل صاحب الكرم؟ يجيء ويقتل الكرامين
ويسلم الكرم الى غيرهم.
10- اما قراتم هذه الآية: الحجر الذي رفضه البنـاؤون
صار راس الزاوية؟
11- هذا ما صنعه الرب، فيا للعجب!«
12- فارادوا ان يمسكوه، لانهم فهموا انه قال هذا
المثل عليهم. ولكنهم خافوا من الجموع، فتركوه
وانصرفوا.
13- وارسلوا اليه جماعة من الفريسيـين والهيرودسيـين
ليمسكوه بكلمة،
14- فجاؤوا اليه وقالوا له: «يا معلم، نعرف انك صادق
لا تبالي باحد، لانك لا تراعي مقام النـاس، بل بالحق
تعلم طريق الله. ايحل دفع الجزية الى القيصر ام لا؟
اندفعها ام لا ندفعها؟«
15- فادرك يسوع مكرهم، فقال لهم: «لماذا تحاولون ان
تحرجوني؟ هاتوا دينارا لاراه«.
16- فاعطوه دينارا، فقال: «لمن هذه الصورة وهذا
الاسم؟« قالوا: «للقيصر!«
17- فقال لهم: «ادفعوا الى القيصر ما للقيصر، والى
الله ما لله«. فتعجبوا منه.
18- وجاء اليه بعض الصدوقيـين، وهم الذين ينكرون
القيامة،
19- فسالوه: «يا معلم، كتب لنا موسى: اذا مات لرجل
اخ وترك امراته وما خلف ولدا، فعلى اخيه ان يتزوجها
ويقيم نسلا لاخيه.
20- وكان هناك سبعة اخوة: تزوج الاول امراة، ومات
وما خلف نسلا.
21- فتزوجها الثاني، ومات وما خلف نسلا. وكذلك
الثالث والآخرون،
22- فما خلف احد من السبعة نسلا. ثم ماتت المراة من
بعدهم جميعا.
23- فلاي واحد منهم تكون زوجة في القيامة حين يقومون؟
لانها كانت زوجة للسبعة«.
24- فاجابهم يسوع: «انتم في ضلال، لانكم تجهلون
الـكتب المقدسة وقدرة الله.
25- ففي القـيامة لا يتزاوجون، بل يكونون مثل
الملائكة في السماوات.
26- واما ان الاموات يقومون، افما قراتم في كتاب
موسى خبر العليقة، كيف كلمه الله فقال: انا اله
ابراهيم، واله اسحق، واله يعقوب؟
27- وما كان اله اموات، بل هو اله احياء. فما اعظم
ضلالكم!«
28- وكان احد معلمي الشريعة هناك. فسمعهم يتجادلون.
وراى ان يسوع احسن الرد على الصدوقيـين، فدنا منه
وساله: «ما هي اولى الوصايا كلها؟«
29- فاجاب يسوع: «الوصية الاولى هي: اسمع يا اسرائيل،
الرب الهنا هو الرب الاحد.
30- فاحب الرب الهك بكل قلبك وكل نفسك وكل فكرك وكل
قدرتك.
31- والوصية الثانـية: احب قريبك مثلما تحب نفسك.
وما من وصية اعظم من هاتين الوصيتين«.
32- فقال له معلم الشريعة: «احسنت، يا معلم! فانت
على حق في قولك ان الله واحد ولا اله سواه،
33- وان يحبه الانسان بكل قلبه وكل فكره وكل قدرته،
وان يحب قريبه مثلما يحب نفسه، افضل من كل الذبائح
والقرابـين«.
34- وراى يسوع ان الرجل اجاب بحكمة، فقال له: «ما
انت بعيد عن ملكوت الله«. وما تجرا احد بعد ذلك ان
يساله عن شيء.
35- وبينما يسوع يعلم في الهيكل قال: «كيف يقول
معلمو الشريعة ان المسيح هو ابن داود؟
36- وداود نفسه قال بوحي من الروح القدس: قال الرب
لربـي: اجلس عن يميني حتى اجعل اعداءك تحت قدميك.
37- فداود نفسه يدعو المسيح ربا، فكيف يكون المسيح
ابنه؟«.
وكانت جموع النـاس تصغي الى يسوع بسرور.
38- وقال لهم في تعليمه: «اياكم ومعلمي الشريعة،
يحبون المشي بالثـياب الطويلة والتحيات في الساحات
39- ومكان الصدارة في المجامـع ومقاعد الشرف في
الولائم.
40- ياكلون بيوت الارامل، وهم يظهرون انهم يطيلون
الصلاة. هؤلاء ينالهم اشد العقاب«.
41- وجلس يسوع في الهيكل، تجاه صندوق التبرعات،
يراقب النـاس وهم يلقون فيه النقود. فالقى كثير من
الاغنياء نقودا كثيرة.
42- ثم جاءت ارملة فقيرة، فالقت في الصندوق درهمين.
43- فدعا تلاميذه وقال لهم: «الحق اقول لكم: هذه
الارملة الفقيرة القت في الصندوق اكثر مما القاه
الآخرون كلهم.
44- فهم القوا من الفائض عن حاجاتهم. واما هي، فمن
حاجتها القت كل ما تملك لمعيشتها«.
|
17 |
41 |
انجيل مرقس |
013 |
يعقوب
1- ولما خرج من الهيكل، قال له واحد من تلاميذه: «يا
معلم، انظر ما اروع هذه الحجارة وهذه الابنـية!«
2- فاجابه يسوع: «اترى هذه الابنية العظيمة؟ لن يبقى
منها هنا حجر على حجر، بل يهدم كله«.
3- وبينما هو جالس في جبل الزيتون، تجاه الهيكل،
ساله بطرس ويعقوب ويوحنا واندراوس على انفراد:
4- »اخبرنا متى يحدث هذا الخراب، وما هي العلامة
التي تدل على قرب حدوثه؟«
5- فاجابهم يسوع: «اياكم ان يضلــلكم احد.
6- سيجيء كثير من النـاس منتحلين اسمي، فيقولون: انا
هو المسيح! ويخدعون اناسا كثيرين.
7- فاذا سمعتم بالحروب وباخبار الحروب فلا ترتعبوا،
لان هذا لا بد ان يحدث، ولكن لا تكون هي الآخرة.
8- ستقوم امة على امة ومملكة على مملكة، وتقع
الزلازل في اماكن كثيرة، وتحدث مجاعات، وهذا كله بدء
الاوجاع.
9- واما انتم، فكونوا على حذر. سيسلمونكم الى
المحاكم، ويضربونكم في المجامـع، ويسوقونكم الى
الحكام والملوك من اجلي لتشهدوا عندهم،
10- لانه يجب قبل الآخرة اعلان البشارة الى جميع
الشعوب.
11- وعندما ياخذونكم ليسلموكم لا تهتموا من قبل كيف
تتكلمون، بل تكلموا بما يوحى اليكم في حينه، لان
الروح القدس هو المتكلم لا انتم.
12- سيسلم الاخ اخاه الى الموت، والاب ابنه، ويتمرد
الابناء على الآباء ويقتلونهم،
13- ويبغضكم جميع النـاس من اجل اسمي. ومن يثبت الى
النـهاية يخلص.
14- واذا رايتم «نجاسة الخراب« قائمة حيث يجب ان لا
تكون، (افهم هذا ايها القارئ)، فليهرب الى الجبال من
كان في اليهودية.
15- ومن كان على السطح، فلا ينزل الى البيت لياخذ
منه شيئا.
16- ومن كان في الحقل، فلا يرجـع لياخذ ثوبه.
17- الويل للحبالى والمرضعات في تلك الايام.
18- صلوا حتى لا يحدث هذا الخراب في الشتاء،
19- فستنزل في تلك الايام نكبة ما حدث مثلها منذ بدء
العالم الذي خلقه الله الى اليوم، ولن يحدث.
20- ولولا ان الرب جعل تلك الايام قصيرة، لما نجا
احد من البشر. ولكن من اجل خاصته الذين اختارهم قصر
تلك الايام.
21- فاذا قال لكم احد: ها هو المسيح هنا! او ها هو
هناك! فلا تصدقوه.
22- فسيظهر مسحاء دجالون وانبـياء كذابون يعملون
آيات ومعجزات، ولو امكنهم لضللوا الذين اختارهم الله.
23- فكونوا انتم على حذر. ها انا انباتكم بكل شيء.
24- وفي تلك الايام، بعد زمن الضـيق، تظلم الشـمس
ولا يضيء القمر.
25- وتتساقط النجوم من السماء وتتزعزع قوات السماء.
26- وفي ذلك الحين يرى النـاس ابن الانسان آتــيا في
السحاب بكل عزة وجلال.
27- فيرسل ملائكته الى جهات الرياح الاربع ليجمعوا
مختاريه من اقصى الارض الى اقصى السماء.
28- خذوا من شجرة التين عبرة: اذا لانت اغصانها
واورقت، عرفتم ان الصيف قريب.
29- وكذلك اذا رايتم هذا كله يحدث، فاعلموا ان الوقت
قريب على الابواب.
30- الحق اقول لكم: لن ينقضي هذا الجيل حتى يتم هذا
كله.
31- السماء والارض تزولان وكلامي لن يزول.
32- واما ذلك اليوم او تلك الساعة فلا يعرفهما احد،
لا الملائكة في السماء ولا الابن، الا الآب.
33- فكونوا على حذر واسهروا، لانكم لا تعرفون متى
يجيء الوقت.
34- وذلك كمثل رجل سافر وترك بيته وسلمه الى خدمه،
كل واحد وعمله، واوصى البواب بالسهر.
35- فاسهروا، لانكم لا تعرفون متى يجيء رب البيت،
افي المساء ام في منتصف الليل ام عند صياح الديك ام
في الصباح،
36- لئلا يجيء فجاة فيجدكم نياما.
37- وما قلته لكم اقوله لجميع النـاس: اسهروا!«
|
18 |
41 |
انجيل مرقس |
014 |
يعقوب
1- وقبل الفصح وعيد الفطير بـيومين، كان رؤساء
الكهنة ومعلمو الشريعة يبحثون كيف يمسكون يسوع بحيلة
ليقتلوه.
2- الا انهم قالوا: «لا نفعل هذا في العيد، لئلا يقع
اضطراب في الشعب«.
3- وبينما يسوع في بيت عنيا، عند سمعان الابرص،
يتناول الطعام، جاءت امراة بـيدها قارورة طيب غالي
الثمن من الناردين النقي، فكسرت القارورة وسكبته على
راسه.
4- فاستاء بعض الحاضرين وقالوا في ما بينهم: «ما هذا
الاسراف في الطيب؟
5- كان يمكن بيعه باكثر من ثلاث مئة دينار توزع على
الفقراء!« واخذوا يلومون المراة.
6- فقال يسوع: «اتركوها، لماذا تزعجونها؟ هذا عمل
صالـح عملته لي.
7- فالفقراء عندكم في كل حين، ومتى اردتم تقدرون ان
تحسنوا اليهم. واما انا، فلا اكون في كل حين عندكم.
8- وهذه المراة عملت ما تقدر عليه، فسكبت الطيب على
جسدي لتهيئه للدفن.
9- الحق اقول لكم: اينما تعلن البشارة في العالم كله،
يحدث ايضا بعملها هذا، احياء لذكرها«.
10- وذهب يهوذا اسخريوط، احد التلاميذ الاثني عشر،
الى رؤساء الكهنة ليسلم اليهم يسوع.
11- ففرحوا لكلامه، ووعدوه بان يعطوه مالا. فاخذ
يترقب الفرصة ليسلمه.
12- وفي اول يوم من عيد الفطير، حين تذبح الخراف
لعشاء الفصح ساله تلاميذه: «الى اين تريد ان نذهب
لنهيـئ لك عشاء الفصح لتاكله؟«
13- فارسل اثنين من تلاميذه وقال لهما: «اذهبا الى
المدينة، فيلاقـيكما رجل يحمل جرة ماء فاتبعاه.
14- وعندما يدخل بيتا قولا لرب البيت: يقول المعلم:
اين غرفتي التي آكل فيها عشاء الفصح مع تلاميذي؟
15- فيريكما في اعلى البيت غرفة واسعة مفروشة مجهزة،
فهيئاه لنا هناك«.
16- فذهب التلميذان ودخلا المدينة، فوجدا كما قال
لهما وهياا عشاء الفصح.
17- ولما كان المساء، جاء مع تلاميذه الاثني عشر.
18- وبينما هم جالسون للطعام، قال يسوع: «الحق اقول
لكم: واحد منكم سيسلمني، وهو ياكل معي«.
19- فحزن التلاميذ واخذوا يسالونه، واحدا فواحدا: «هل
انا هو؟«
20- فقال لهم: «هو واحد من الاثني عشر، وهو الذي
يغمس يده في الصحن معي.
21- وابن الانسان سيموت كما جاء عنه في الكتب
المقدسة، ولكن الويل لمن يسلم ابن الانسان! كان خيرا
له ان لا يولد«.
22- وبينما هم ياكلون، اخذ خبزا وبارك وكسره وناولهم
وقال: «خذوا، هذا هو جسدي«.
23- واخذ كاسا وشكر وناولهم، فشربوا منها كلهم،
24- وقال لهم: «هذا هو دمي، دم العهد الذي يسفك من
اجل اناس كثيرين.
25- الحق اقول لكم: لا اشرب بعد الآن من عصير الكرمة،
حتى يجيء يوم فيه اشربه جديدا في ملكوت الله«.
26- ثم سبحوا وخرجوا الى جبل الزيتون.
27- فقال لهم يسوع: «ستتركوني كلكم، لان الكتاب يقول:
ساضرب الراعي، فتتبدد الخراف.
28- ولكن بعد قيامتي اسبقكم الى الجليل«.
29- فقال له بطرس: «لو تركوك كلهم، فانا لن اتركك!«
30- فاجابه يسوع: «الحق اقول لك يا بطرس: اليوم، في
هذه الليلة، قبل ان يصيح الديك مرتين، تنكرني ثلاث
مرات«.
31- فاصر بطرس على قوله: «لا انكرك وان كان علي ان
اموت معك!« وهكذا قال التلاميذ كلهم.
32- وجاؤوا الى مكان اسمه جتسيماني، فقال
لتلاميذه:«اقعدوا هنا، بينما انا اصلي«.
33- واخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا، وبدا يشعر بالرهبة
والكآبة.
34- فقال لهم: «نفسي حزينة حتى الموت. انتظروا هنا
واسهروا!«
35- وابتعد قليلا ووقع الى الارض يصلي حتى تعبر عنه
ساعة الالم، ان كان ممكنا.
36- فقال: «ابـي، يا ابـي! انت قادر على كل شيء،
فابعد عني هذه الكاس. ولكن لا كما انا اريد، بل كما
انت تريد«.
37- ورجع فوجدهم نـياما، فقال لبطرس: «انائم انت يا
سمعان؟ اما قدرت ان تسهر ساعة واحدة؟
38- اسهروا وصلوا، لئلا تقعوا في التجربة. الروح
راغبة ولكن الجسد ضعيف«.
39- وابتعد ثانية وصلى، فردد الكلام ذاته.
40- ورجع ايضا فوجدهم نياما، لان النعاس اثقل جفونهم
وحاروا بماذا يجيبونه.
41- ورجع في المرة الثالثة وقال لهم: «انيام بعد
ومستريحون؟ يكفي! جاءت الساعة. ها هو ابن الانسان
يسلم الى ايدي الخاطئين.
42- قوموا ننصرف! اقترب الذي يسلمني!«
43- وبينما هو يتكلم، وصل يهوذا، احد التلاميذ
الاثني عشر، على راس عصابة تحمل السيوف والعصي،
ارسلها رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة والشيوخ.
44- وكان الذي اسلمه اعطاهم علامة قال: «هو الذي
اقبله، فامسكوه وخذوه في حراسة شديدة«.
45- ولما وصل يهوذا، دنا في الحال الى يسوع وقال له:
«يا معلم!« وقبله.
46- فالقوا ايديهم عليه وامسكوه.
47- فاستل احد الحاضرين سيفه، وضرب خادم رئيس الكهنة
فقطع اذنه.
48- وقال لهم يسوع: «اعلى لص خرجتم بسيوف وعصي
لتاخذوني؟
49- كنت كل يوم بينكم اعلم في الهيكل فما امسكتموني،
ولكن حدث هذا لتتم الكتب المقدسة«.
50- فتركوه كلهم وهربوا.
51- وتبعه شاب لا يلبس غير عباءة على عريه، فامسكوه.
52- فترك عباءته وهرب عريانا.
53- واخذوا يسوع الى رئيس الكهنة، فاجتمع رؤساء
الكهنة والشيوخ ومعلمو الشريعة كلهم.
54- وتبعه بطرس عن بعد الى دار رئيس الكهنة، فدخل
وقعد مع الحرس يتدفـا عند النـار.
55- وكان رؤساء الكهنة وجميع اعضاء المجلس يطلبون
شهادة على يسوع ليقتلوه فلا يجدون،
56- لان اناسا كثيرين شهدوا عليه زورا فتناقضت
شهاداتهم.
57- فقام بعضهم وشهدوا عليه زورا، قالوا:
58- »نحن سمعناه يقول: ساهدم هذا الهيكل المصنوع
بالايدي، وابني في ثلاثة ايام هيكلا آخر غير مصنوع
بالايدي«.
59- وفي هذا ايضا تناقضت شهاداتهم.
60- فقام رئيس الكهنة في وسط المجلس وسال يسوع: «اما
تجيب بشيء؟ ما هذا الذي يشهدون به عليك؟«
61- فظل ساكتا، لا يقول كلمة. وساله رئيس الكهنة
ثانية: «هل انت المسيح ابن الله المبارك؟«
62- فاجابه يسوع: «انا هو. وسترون ابن الانسان جالسا
عن يمين الله القدير، وآتيا مع سحاب السماء!«
63- فشق رئيس الكهنة ثيابه وقال: «انحتاج بعد الى
شهود؟
64- سمعتم تجديفه، فما رايكم؟« فحكموا عليه كلهم
بانه يستوجب الموت.
65- واخذ بعضهم يبصقون عليه، ويغطون وجهه ويلطمونه
ويقولون له: «تنبا«. وتناوله الحرس بالضرب.
66- وبينما بطرس في الساحة السفلى من الدار، مرت
جارية من جواري رئيس الكهنة.
67- فلما رات بطرس يتدفـا، نظرت اليه وقالت له: «انت
ايضا كنت مع يسوع النـاصري!«
68- فانكر قال: «لا اعرف ولا افهم ما تقولين!« وخرج
الى الدهليز، فصاح الديك.
69- فراته الجارية، واخذت تقول للحاضرين: «هذا منهم!«
70- فانكر ايضا. وبعد قليل، قال الحاضرون لبطرس: «لا
شك انك واحد منهم، لانك من الجليل«.
71- فاخذ يلعن ويحلف: «انا لا اعرف هذا الرجل الذي
تعنون«.
72- وفي الحال صاح الديك مرة ثانية، فتذكر بطرس قول
يسوع: «قبل ان يصيح الديك مرتين، تنكرني ثلاث مرات«.
واخذ يبكي.
|
19 |
41 |
انجيل مرقس |
015 |
يعقوب
1- ولما طلع الصبح تشاور رؤساء الكهنة والشـيوخ
ومعلمو الشريعة وجميع اعضاء المجلس، ثم اوثقوا يسوع
واخذوه وسلموه الى بـيلاطس.
2- فساله بـيلاطس: «اانت ملك اليهود؟« فاجابه: «انت
قلت«.
3- واتهمه رؤساء الكهنة اتهامات كثيرة.
4- فساله بـيلاطس ثانية: «اما تجيب بشيء؟ اسمع كم
يوجهون من التهم اليك!«
5- فما اجاب يسوع بشيء حتى تعجب بـيلاطس.
6- وكان بـيلاطس في كل عيد يطلق واحدا من السجناء
يختاره الشعب.
7- وكان رجل اسمه باراباس مسجونا مع جماعة من
المتمردين ارتكبوا جريمة قتل ايام الفتنة.
8- فاحتشد الجمع واخذوا يطالبون بـيلاطس بما عودهم
ان ينالوه،
9- فقال لهم: «اتريدون ان اطلق لكم ملك اليهود؟«
10- لانه كان يعرف ان رؤساء الكهنة من حسدهم اسلموا
يسوع.
11- فهيج رؤساء الكهنة الجمع لـيختاروا اطلاق
باراباس.
12- فقال لهم بـيلاطس ثانية: «فماذا افعل بالذي
تدعونه ملك اليهود؟«
13- فعادوا للصياح: «اصلبه!«
14- فقال لهم: «اي شر فعل؟« فارتفع صياحهم: «اصلبه!«
15- واراد بـيلاطس ان يرضي الجمع، فاطلق لهم باراباس.
وبعدما جلد يسوع اسلمه ليصلب.
16- فقاده الجنود الى داخل الدار التي هي قصر الحاكم
وجمعوا الكتيبة كلها.
17- والبسوه ارجوانا، وضفروا اكليلا من الشوك ووضعوه
على راسه،
18- واخذوا يحيونه بقولهم: «السلام عليك يا ملك
اليهود!«
19- ويضربونه بقصبة على راسه ويبصقون عليه، ويركعون
له ساجدين.
20- وبعدما استهزاوا به، نزعوا عنه الارجوان والبسوه
ثيابه وخرجوا به ليصلبوه.
21- وسخروا لحمل صليبه سمعان القـيريني، ابا اسكندر
وروفس، وكان في الطريق راجعا من الحقل.
22- وجاؤوا بـيسوع الى المكان المعروف بالجلجثة، اي
مكان الجمجمة،
23- وقدموا اليه خمرا ممزوجة بمر، فرفض ان يشربها.
24- ثم صلبوه واقتسموا ثيابه بينهم بالقرعة.
25- وكانت الساعة التاسعة صباحا حين صلبوه.
26- وكتبوا في عنوان الحكم عليه: «ملك اليهود«.
27- وصلبوا معه لصين، واحدا عن يمينه وواحدا عن
شماله. [
28- فتم قول الكتاب: «احصوه مع المجرمين«].
29- وكان المارة يهزون رؤوسهم ويشتمونه ويقولون: «آه
يا هادم الهيكل وبانيه في ثلاثة ايام!
30- خلص نفسك وانزل عن الصليب!«
31- وكان رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة يستهزئون به
ايضا، فيقول بعضهم لبعض: «خلص غيره ولا يقدر ان يخلص
نفسه!
32- فلينزل الآن المسيح ملك اسرائيل عن الصليب، حتى
نرى ونؤمن!« وكان اللصان المصلوبان معه يعيرانه ايضا.
33- وعند الظهر، خيم الظلام على الارض كلها حتى
الساعة الثالثة.
34- وفي الساعة الثالثة، صرخ يسوع بصوت عظيم: «ايلوئـي،
ايلوئـي، لما شبقتاني«، اي «الهي، الهي، لماذا
تركتني؟«
35- فسمع بعض الحاضرين، فقالوا: «ها هو ينادي ايليا!«
36- واسرع واحد منهم الى اسفنجة وبللها بالخل ووضعها
على طرف قصبة، ورفعها اليه لـيشرب وهو يقول: «انتظروا
لنرى هل يجيء ايليا لينزله«.
37- وصرخ يسوع صرخة عالية واسلم الروح.
38- فانشق حجاب الهيكل شطرين، من اعلى الى اسفل.
39- وكان قائد الحرس واقفا تجاه الصليب، فلما راى
كيف اسلم يسوع الروح، قال: «بالحقيقة كان هذا الرجل
ابن الله«.
40- وكانت هناك جماعة من النساء ينظرن عن بعد، فيهن
مريم المجدلية ومريم ام
يعقوب
الصغير ويوسي، وسالومة،
41- وهن اللواتي تبعن يسوع وخدمنه عندما كان في
الجليل، وغيرهن كثيرات صعدن معه الى اورشليم.
42- وكان المساء اقترب، وهو وقت التهيئة، اي ما قبل
السبت.
43- فجاء يوسف الرامي، وكان من اعضاء مجلس اليهود
البارزين، ومن الذين ينتظرون ملكوت الله، فتجاسر
ودخل على بـيلاطس وطلب جسد يسوع.
44- فتعجب بـيلاطس ان يكون مات. فدعا قائد الحرس
وساله: «امن زمان مات؟«
45- فلما سمع الخبر من القائد، سمح ليوسف بجثة يسوع.
46- فاشترى كفنا، ثم انزل الجسد عن الصليب وكفنه
ووضعه في قبر محفور في الصخر، ودحرج حجرا على باب
القبر.
47- وشاهدت مريم المجدلية ومريم ام يوسي اين وضعه.
|
20 |
41 |
انجيل مرقس |
016 |
يعقوب
1- ولما مضى السبت، اشترت مريم المجدلية، ومريم ام
يعقوب، وسالومة، بعض الطيب ليذهبن ويسكبنه على جسد
يسوع.
2- وفي صباح يوم الاحد، عند طلوع الشمس، جئن الى
القبر.
3- وكان يقول بعضهن لبعض: «من يدحرج لنا الحجر عن
باب القبر؟«
4- فلما تطلعن وجدن الحجر مدحرجا، وكان كبـيرا جدا.
5- فدخلن القبر، فراين شابا جالسا عن اليمين، عليه
ثوب ابـيض، فارتعبن.
6- فقال لهن: «لا ترتعبن! انتن تطلبن يسوع النـاصري
المصلوب. ما هو هنا، بل قام. وهذا هو المكان الذي
وضعوه فيه.
7- فاذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس: هو يسبقكم الى
الجليل، وهناك ترونه كما قال لكم«.
8- فخرجن من القبر هاربات من شدة الحيرة والفزع. وما
اخبرن احدا بشيء لانهن كن خائفات.
9- [وبعدما قام يسوع في صباح الاحد، ظهر اولا لمريم
المجدلية التي اخرج منها سبعة شياطين.
10- فذهبت واخبرت تلاميذه، وكانوا ينوحون ويبكون،
11- فما صدقوها عندما سمعوا انه حي وانها راته.
12- وظهر يسوع بعد ذلك بهيئة اخرى لاثنين من
التلاميذ وهما في الطريق الى البرية.
13- فرجعا واخبرا الآخرين، فما صدقوهما.
14- وظهر آخر مرة لتلاميذه الاحد عشر، وهم يتناولون
الطعام، فلامهم على قلة ايمانهم وقساوة قلوبهم،
لانهم ما صدقوا الذين شاهدوه بعدما قام.
15- وقال لهم: «اذهبوا الى العالم كله، واعلنوا
البشارة الى النـاس اجمعين.
16- كل من يؤمن ويتعمد يخلص، ومن لا يؤمن يهلك.
17- والذين يؤمنون تساندهم هذه الآيات: يطردون
الشياطين باسمي، ويتكلمون بلغات جديدة،
18- ويمسكون بايديهم الحيات. وان شربوا السم لا
يصيبهم اذى، ويضعون ايديهم على المرضى فيشفونهم«.
19- وبعدما كلم الرب يسوع تلاميذه، رفـع الى السماء
وجلس عن يمين الله.
20- واما التلاميذ، فذهبوا يبشرون في كل مكان، والرب
يعينهم ويؤيد كلامهم بما يسانده من الآيات].
|
21 |
42 |
انجيل لوقا |
001 |
يعقوب
1- لان كثيرا من النـاس اخذوا يدونون رواية الاحداث
التي جرت بيننا،
2- كما نقلها الينا الذين كانوا من البدء شهود عيان
وخداما للكلمة،
3- رايت انا ايضا، بعدما تتبعت كل شيء من اصوله
بتدقيق، ان اكتبها اليك، يا صاحب العزة ثاوفيلس، حسب
ترتيبها الصحيح،
4- حتى تعرف صحة التعليم الذي تلقيته.
5- كان في ايام هيرودس ملك اليهودية كاهن من فرقة
ابـيا اسمه زكريا، له زوجة من سلالة هرون اسمها
اليصابات.
6- وكان زكريا واليصابات صالحين عند الله، يتبعان
جميع احكامه ووصاياه، ولا لوم عليهما.
7- وما كان لهما ولد، لان اليصابات كانت عاقرا،
وكانت هي وزكريا كبـيرين في السن.
8- وبينما زكريا يتناوب الخدمة مع فرقته ككاهن امام
الله،
9- القيت القرعة، بحسب التقليد المتبع عند الكهنة،
فاصابته ليدخل هيكل الرب ويحرق البخور.
10- وكانت جموع الشعب تصلي في الخارج عند احراق
البخور.
11- فظهر له ملاك الرب واقفا عن يمين مذبح البخور.
12- فلما رآه زكريا اضطرب وخاف.
13- فقال له الملاك: «لا تخف يا زكريا، لان الله سمع
دعاءك وستلد لك امراتك اليصابات ابنا تسميه يوحنا.
14- وستفرح به وتبتهـج، ويفرح بمولده كثير من النـاس،
15- لانه سيكون عظيما عند الرب، ولن يشرب خمرا ولا
مسكرا، ويمتلـئ من الروح القدس وهو في بطن امه،
16- ويهدي كثيرين من بني اسرائيل الى الرب الههم،
17- ويسير امام الله بروح ايليا وقوته، ليصالـح
الآباء مع الابناء ويرجـع العصاة الى حكمة الابرار،
فيهيـئ للرب شعبا مستعدا له«.
18- فقال زكريا للملاك: «كيف يكون هذا وانا شيخ
كبـير وامراتي عجوز؟«
19- فاجابه الملاك: «انا جبرائيل القائم في حضرة
الله، وهو ارسلني لاكلمك واحمل اليك هذه البشرى.
20- لكنك ستصاب بالخرس، فلا تقدر على الكلام الى
اليوم الذي يحدث فيه ذلك، لانك ما آمنت بكلامي،
وكلامي سيتم في حينه«.
21- وكانت الجموع تنتظر زكريا وتتعجب من ابطائه في
داخل الهيكل.
22- فلما خرج، كان لا يقدر ان يكلمهم، ففهموا انه
راى رؤيا في داخل الهيكل. وكان يخاطبهم بالاشارة،
وبقي اخرس.
23- فلما انتهت ايام خدمته رجع الى بيته.
24- وبعد مدة حبلت امراته اليصابات، فاخفت امرها
خمسة اشهر. وكانت تقول:
25- »هذا ما اعطاني الرب يوم نظر الي ليزيل عني
العار من بين النـاس«.
26- وحين كانت اليصابات في شهرها السادس، ارسل الله
الملاك جبرائيل الى بلدة في الجليل اسمها النـاصرة،
27- الى عذراء اسمها مريم، كانت مخطوبة لرجل من بيت
داود اسمه يوسف.
28- فدخل اليها الملاك وقال لها: «السلام عليك، يا
من انعم الله عليها. الرب معك«.
29- فاضطربت مريم لكلام الملاك وقالت في نفسها: «ما
معنى هذه التحية؟«
30- فقال لها الملاك: «لا تخافي يا مريم، نلت حظوة
عند الله:
31- فستحبلين وتلدين ابنا تسمينه يسوع.
32- فيكون عظيما وابن الله العلي يدعى، ويعطيه الرب
الاله عرش ابـيه داود،
33- ويملك على بيت يعقوب الى الابد، ولا يكون لملكه
نهاية!«
34- فقالت مريم للملاك: «كيف يكون هذا وانا عذراء لا
اعرف رجلا؟«
35- فاجابها الملاك: «الروح القدس يحل عليك، وقدرة
العلي تظلـلك، لذلك فالقدوس الذي يولد منك يدعى ابن
الله.
36- ها قريبـتك اليصابات حبلى بابن في شيخوختها،
وهذا هو شهرها السادس، وهي التي دعاها النـاس عاقرا.
37- فما من شيء غير ممكن عند الله«.
38- فقالت مريم: «انا خادمة الرب: فليكن لي كما تقول«.
ومضى من عندها الملاك.
39- وفي تلك الايام، قامت مريم واسرعت الى مدينة
يهوذا في جبال اليهودية.
40- ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات.
41- فلما سمعت اليصابات سلام مريم، تحرك الجنين في
بطنها، وامتلات اليصابات من الروح القدس،
42- فهتفت باعلى صوتها: «مباركة انت في النساء
ومبارك ابنك ثمرة بطنك!
43- من انا حتى تجيء الي ام ربـي؟
44- ما ان سمعت صوت سلامك حتى تحرك الجنين من الفرح
في بطني.
45- هنيئا لك، يا من آمنت بان ما جاءها من عند الرب
سيتم«.
46- فقالت مريم: »تعظم نفسي الرب
47- وتبتهـج روحي بالله مخلصي
48- لانه نظر الي، انا خادمته الوضيعة! جميع الاجيال
ستهنئني
49- لان القدير صنع لي عظائم. قدوس اسمه
50- ورحمته من جيل الى جيل للذين يخافونه.
51- اظهر شدة ساعده فبدد المتكبرين في قلوبهم.
52- انزل الجبابرة عن عروشهم ورفع المتضعين.
53- اشبع الجياع من خيراته وصرف الاغنياء فارغين.
54- اعان عبده اسرائيل فتذكر رحمته،
55- كما وعد آباءنا، لابراهيم ونسله الى الابد«.
56- واقامت مريم عند اليصابات نحو ثلاثة اشهر، ثم
رجعت الى بيتها.
57- وجاء وقت اليصابات لتلد، فولدت ابنا.
58- وسمع جيرانها واقاربها ان الله غمرها برحمته،
ففرحوا معها.
59- ولما بلغ الطفل يومه الثـامن، جاؤوا ليختنوه.
وارادوا ان يسموه زكريا باسم ابـيه،
60- فقالت امه: «لا، بل نسميه يوحنا«.
61- فقالوا: «لا احد من عشيرتك تسمى بهذا الاسم«.
62- وسالوا اباه بالاشارة ماذا يريد ان يسمى الطفل،
63- فطلب لوحا وكتب عليه: «اسمه يوحنا«. فتعجبوا
كلهم.
64- وفي الحال انفتح فمه وانطلق لسانه فتكلم ومجد
الله.
65- فملا الخوف جميع الجيران.
66- وكان كل من يسمع بها يحفظها في قلبه قائلا: «ما
عسى ان يكون هذا الطفل؟« لان يد الرب كانت معه.
67- وامتلا ابوه زكريا من الروح القدس، فتنبا قال:
68- »تبارك الرب، اله اسرائيل لانه تفقـد شعبه
وافتداه،
69- فاقام لنا مخلصا قديرا في بيت عبده داود
70- كما وعد من قديم الزمان بلسان انبـيائه القديسين
71- خلاصا لنا من اعدائنا، ومن ايدي جميع مبغضينا،
72- ورحمة منه لآبائنا وذكرا لعهده المقدس
73- وللقسم الذي اقسمه لابراهيم ابـينا
74- بان يخلصنا من اعدائنا، حتى نعبده غير خائفين،
75- في قداسة وتقوى عنده طوال ايام حياتنا.
76- وانت، ايها الطفل، نبـي العلي تدعى، لانك تتقدم
الرب لتهيـئ الطريق له
77- وتعلـم شعبه ان الخلاص هو في غفران خطاياهم.
78- لان الهنا رحيم رؤوف يتفقدنا مشرقا من العلى
79- ليضيء للقاعدين في الظلام وفي ظلال الموت ويهدي
خطانا في طريق السلام«.
80- وكان الطفل ينمو ويتقوى في الروح. واقام في
البرية الى ان ظهر لبني اسرائيل.
|
22 |
42 |
انجيل لوقا |
003 |
يعقوب
1- وفي السنة الخامسة عشرة من حكم القيصر طيباريوس،
حين كان بـيلاطس البنطـي حاكما في اليهودية، وهيرودس
واليا على الجليل، واخوه فيلبس واليا على ايطورية
وتراخونيتس، وليسانيوس واليا على ابـيلينة،
2- وحنان وقيافا رئيسين للكهنة، كانت كلمة الله الى
يوحنا بن زكريا في البرية،
3- فجاء الى جميع نواحي الاردن، يدعو النـاس الى
معمودية التوبة لتغفر لهم خطاياهم،
4- كما كتب النبـي اشعيا: »صوت صارخ في البرية:
هيئوا طريق الرب، واجعلوا سبله مستقيمة.
5- كل واد يمتلـئ وكل جبل وتل ينخفض والطرق المتعرجة
تستقيم والوعرة تصير سهلا
6- فيرى كل بشر خلاص الله!«
7- وكان يوحنا يقول للجموع الذين جاؤوا ليتعمدوا على
يده: «يا اولاد الافاعي، من علمكم ان تهربوا من
الغضب الآتي؟
8- اثمروا ثمرا يبرهن على توبتكم، ولا تقولوا
لانفسكم: ان ابانا هو ابراهيم! اقول لكم: ان الله
قادر ان يجعل من هذه الحجارة ابناء لابراهيم!
9- ها هي الفاس على اصول الشجر، فكل شجرة لا تعطي
ثمرا جيدا تقطع وترمى في النار«.
10- وساله الجموع: «ماذا نعمل؟«
11- اجابهم: «من كان له ثوبان، فليعط من لا ثوب له.
ومن عنده طعام، فليشارك فيه الآخرين«.
12- وجاء بعض جباة الضرائب ليتعمدوا، فقالوا له: «يا
معلم، ماذا نعمل؟«
13- فقال لهم: «لا تجمعوا من الضرائب اكثر مما فرض
لكم«.
14- وساله بعض الجنود: «ونحن، ماذا نعمل؟« فقال لهم:
«لا تظلموا احدا، ولا تشوا باحد، واقنعوا باجوركم«.
15- وكان النـاس ينتظرون المسيح، وهم يسالون انفسهم
عن يوحنا: «هل هو المسيح؟«
16- فقال لهم يوحنا: «انا اعمدكم بالماء، ويجيء الآن
من هواقوى مني، وما انا اهل لان احل رباط حذائه،
فيعمدكم بالروح القدس والنار،
17- وياخذ مذراته بيده، وينقي بيدره، فيجمع القمح في
مخزنه، ويحرق التبن بنار لا تنطفئ«.
18- وكان يوحنا يعظ الناس ويبشرهم باشياء اخرى كثيرة.
19- ولكنه وبخ الحاكم هيرودس لانه تزوج هيروديا
امراة اخيه وعمل كثيرا من السيئات،
20- فاضاف هيرودس الى سيئاته كلها انه حبس يوحنا في
السجن.
21- ولما تعمد الشعب كله، تعمد يسوع ايضا. وبينما هو
يصلي انفتحت السماء،
22- وحل الروح القدس عليه في صورة جسم كانه حمامة،
وجاء صوت من السماء يقول: «انت ابني الحبـيب بك رضيت«.
23- وكان يسوع في نحو الثلاثين من العمر عندما بدا
رسالته. وكان النـاس يحسبونه ابن يوسف، بن عالي،
24- بن متثاث، بن لاوي، بن ملكي، بن ينا، بن يوسف،
25- بن متاثـيا، بن عاموص، بن ناحوم، بن حسلي، بن
نجاي،
26- بن مآت، بن متاثيا، بن شمعي، بن يوسف، بن يهوذا،
27- بن يوحنا، بن ريسا، بن زربابل، بن شالتيئيل، بن
نيري،
28- بن ملكي، بن ادي، بن قوصم، بن المودام، بن عير،
29- بن يشوع، بن اليعازار، بن يوريم، بن متثاث، بن
لاوي،
30- بن شمعون، بن يهوذا، بن يوسف، بن يونان، بن
الياقيم،
31- بن مليا، بن مينان، بن متاثا. بن ناثان، بن داود،
32- بن يسى، بن عوبـيد، بن بوعز، بن شالح، بن نحشون،
33- بن عميناداب، بن ادمي، بن عرني، بن حصرون، بن
فارص، بن يهوذا،
34- بن يعقوب، بن اسحق، بن ابراهيم، بن تارح، بن
ناحور،
35- بن سروج، بن رعو، بن فالج، بن عابر، بن شالح،
36- بن قينان، بن ارفكشاد، بن سام، بن نوح، بن لامك،
37- بن متوشالـح، بن اخنوخ، بن يارد، بن مهللئيل، بن
قينان،
38- بن انوش، بن شيت، بن آدم، ابن الله.
|
23 |
42 |
انجيل لوقا |
005 |
يعقوب
1- وكان يسوع على شاطئ بحيرة جنيسارت، فازدحم النـاس
عليه ليسمعوا كلام الله.
2- وراى قاربين راسيين عند الشـاطئ، خرج منهما
الصيادون ليغسلوا شباكهم.
3- فصعد الى واحد منهما، وكان لسمعان، وطلب منه ان
يبتعد قليلا عن البر. وجلس يسوع في القارب يعلم
الجموع.
4- ولما ختم كلامه، قال لسمعان: «سر الى العمق
والقوا شباككم للصيد«.
5- فاجابه سمعان: «تعبنا الليل كله، يا معلم، وما
اصطدنا شيئا. ولكني القي الشباك اجابة لطلبك«.
6- وفعلوا ذلك فامسكوا سمكا كثيرا، وكادت شباكهم
تتمزق.
7- فاشاروا الى شركائهم في القارب الآخر ان يجيئوا
ويساعدوهم. فجاؤوا وملاوا القاربين حتى كادا يغرقان.
8- فلما راى سمعان ما جرى وقع على ركبتي يسوع وقال:
«ابتعد عني، يا سيدي! انا رجل خاطـئ«.
9- وكان في دهشة هو ورفاقه كلهم لكثرة السمك الذي
اصطادوه.
10- ومثلهم يعقوب ويوحنا، ابنا زبدي وشريكا سمعان.
فقال يسوع لسمعان: «لا تخف! ستكون بعد اليوم صياد
بشر«.
11- ولما رجعوا بالقاربين الى البر، تركوا كل شيء
وتبعوا يسوع.
12- وبينما هو في احدى المدن، اذا برجل غطى جسده
البرص، فلما راى يسوع ارتمى على وجهه وتوسل اليه
بقوله: «يا سيدي، ان اردت فانت قادر ان تطهرني!«
13- فمد يسوع يده ولمسه وقال له: «اريد، فاطهر!«
فزال عنه البرص في الحال.
14- فاوصاه يسوع ان لا يخبر احدا، وقال له: «لكن
اذهب الى الكاهن واره نفسك، ثم قدم عن شفائك ما امر
به موسى، شهادة عندهم«.
15- وزاد صيت يسوع انتشارا، فاقبلت اليه جموع كبـيرة
لتسمعه وتشفى من امراضها.
16- ولكنه كان يعتزل في البراري لـيصلي.
17- وكان في احد الايام يعلم، وبين الحضور بعض
الفريسيـين ومعلمي الشريعة جاؤوا من جميع قرى الجليل
واليهودية ومن اورشليم. وكانت قدرة الرب تشفي المرضى
على يده.
18- وجاء بعض النـاس يحملون كسيحا على سرير، وحاولوا
ان يدخلوا به ليضعوه امامه.
19- فلما عجزوا عن الدخول لكثرة الزحام، صعدوا به
الى السطح وكشفوا مكانا فيه ودلوه مع فراشه الى وسط
المجلس قدام يسوع.
20- فلما راى يسوع ايمانهم، قال للكسيح: «يا رجل،
مغفورة لك خطاياك«.
21- فاخذ معلمو الشريعة والفريسيون يقولون في انفسهم:
«من هذا الذي ينطق بالتجديف؟ من يقدر ان يغفر
الخطايا الا الله وحده!«
22- فعرف يسوع افكارهم، فاجابهم: «ما هذه الافكار في
قلوبكم؟
23- ايما اسهل؟ ان يقال: مغفورة لك خطاياك، ام ان
يقال: قم وامش.
24- ساريكم ان ابن الانسان له سلطان على الارض ليغفر
الخطايا«. وقال للكسيح: «اقول لك: قم واحمل فراشك
واذهب الى بيتك!«
25- فقام الرجل في الحال بمشهد من الحاضرين، وحمل
فراشه وذهب الى بيته وهو يحمد الله.
26- فاستولت الحيرة عليهم كلهم، فمجدوا الله. وملاهم
الخوف، فقالوا: «اليوم راينا عجائب!«
27- وخرج يسوع بعد ذلك، فراى جابـيا للضرائب اسمه
لاوي، جالسا في بيت الجباية، فقال له يسوع: «اتبعني!«
28- فقام وترك كل شيء وتبعه.
29- واقام له لاوي وليمة كبـيرة في بـيته، حضرها عدد
كبـير من جباة الضرائب وغيرهم.
30- فقال الفريسيون ومعلمو الشريعة من اتباعهم
لتلاميذه متذمرين: «لماذا تاكلون وتشربون مع جباة
الضرائب والخاطئين؟«
31- فاجاب يسوع: «لا يحتاج الاصحاء الى طبـيب، بل
المرضى.
32- ما جئت لادعو الصالحين الى التوبة، بل الخاطئين«.
33- وقال بعضهم لـيسوع: «تلاميذ يوحنا يصومون ويصلون
كثيرا، ومثلهم تلاميذ الفريسيين، اما تلاميذك
فياكلون ويشربون!«
34- فاجابهم يسوع: «اتقدرون ان تجعلوا اهل العريس
يصومون، والعريس بينهم؟
35- ولكن يجيء وقت يرفع فيه العريس من بينهم، وفي
ذلك الوقت يصومون«.
36- وقال لهم هذا المثل: «ما من احد ينتزع قطعة من
ثوب جديد لترقيع ثوب عتيق، لئلا يشق الثوب الجديد
وتكون الرقعة التي انتزعها منه لا تلائم الثوب
العتيق.
37- وما من احد يضـع خمرا جديدة في اوعية جلد عتيقة،
لئلا تشق الخمر الجديدة هذه الاوعية، فتسيل الخمر
وتتلف الاوعية.
38- بل توضع الخمر الجديدة في اوعية جديدة،
39- وما من احد يشرب خمرا معتقة ثم يرغب في الخمر
الجديدة، لانه يقول:«الخمر المعتقة طيبة!«
|
24 |
42 |
انجيل لوقا |
006 |
يعقوب
1- ومر يسوع بين الحقول في السبت، فاخذ تلاميذه
يقطفون السنابل ويفركونها بايديهم وياكلون.
2- فقال لهم بعض الفريسيين: «لماذا تعملون ما لا يحل
_في السبت؟«
3- فاجابهم يسوع: «اما قراتم ما عمل داود عندما جاع
هو ورجاله؟
4- كيف دخل بيت الله وتناول خبز القربان واكل واعطى
منه رجاله، مع ان اكله لا يحل الا للكهنة وحدهم«.
5- وقال لهم يسوع: «ابن الانسان هو سيد السبت«.
6- وفي سبت آخر، دخل المجمع واخذ يعلم. وكان هناك
رجل يده اليمنى يابسة.
7- فراقب معلمو الشريعة والفريسيون يسوع ليروا هل
يشفي في السبت، فيجدوا ما يتهمونه به.
8- وعرف يسوع افكارهم، فقال للرجل الذي يده يابسة: «قم
وقف في وسط المجمع«. فقام الرجل ووقف هناك.
9- فقال لهم يسوع: «اسالكم: ايحل في السبت عمل الخير
ام عمل الشر؟ انقاذ نفس ام اهلاكها؟«
10- واجال نظره فيهم جميعا وقال للرجل: «مد يدك!«
فمدها، فعادت يده صحيحة.
11- فملاهم الغضب وتشاوروا كيف يفعلون بـيسوع.
12- وفي تلك الايام صعد الى الجبل ليصلي، فقضى الليل
كله في الصلاة لله.
13- ولما طلع الصبح، دعا تلاميذه واختار منهم اثني
عشر سماهم رسلا، وهم:
14- سمعان الذي سماه بطرس، واندراوس اخوه، ويعقوب
ويوحنا، وفيلبس وبرتولماوس،
15- ومتى وتوما، ويعقوب بن حلفى وسمعان الملقب
بالوطني الغيور،
16- ويهوذا بن يعقوب ويهوذا اسخريوط الذي صار خائنا.
17- ثم نزل يسوع معهم فوقف في مكان سهل، وهناك جمهور
من تلاميذه وجمع كبـير من النـاس من جميع اليهودية
واورشليم وساحل صور وصيدا،
18- جاؤوا لـيسمعوه وليشفيهم من امراضهم. وكان الذين
تعذبهم الارواح النجسة ينالون الشفاء ايضا.
19- وحاول جميع النـاس ان يلمسوه، لان قوة كانت تخرج
منه وتشفيهم كلهم.
20- ورفع يسوع عينيه نحو تلاميذه وقال: »هنيئا لكم
ايها المساكين، لان لكم ملكوت الله!
21- هنيئا لكم ايها الجياع الآن، لانكم ستشبعون.
هنيئا لكم ايها الباكون الآن، لانكم ستضحكون.
22- هنيئا لكم اذا ابغضكم النـاس وطردوكم وعيروكم
ونبذوكم نبذ الاشرار من اجل ابن الانسان.
23- افرحوا في ذلك اليوم وابتهجوا، لان اجركم عظيم
في السماء. فهكذا فعل آباؤهم بالانبـياء.
24- لكن الويل لكم ايها الاغنياء، لانكم نلتم عزاءكم.
25- الويل لكم ايها الذين يشبعون الآن، لانكم
ستجوعون. الويل لكم ايها الضـاحكون الآن، لانكم
ستحزنون وتبكون.
26- الويل لكم اذا مدحكم جميع النـاس، فهكذا فعل
آباؤهم بالانبـياء الكذابـين.
27- »ولكني اقول لكم ايها السامعون: احبوا اعداءكم،
واحسنوا الى مبغضيكم،
28- وباركوا لاعنيكم، وصلوا لاجل المسيئين اليكم.
29- من ضربك على خدك، فحول له الآخر. ومن اخذ رداءك،
فلا تمنع عنه ثوبك.
30- ومن طلب منك شيئا فاعطه، ومن اخذ ما هو لك فلا
تطالبه به.
31- وعاملوا النـاس مثلما تريدون ان يعاملوكم.
32- فان احببتم من يحبونكم، فاي فضل لكم؟ لان
الخاطئين انفسهم يحبون من يحبونهم.
33- وان احسنتم الى المحسنين اليكم فاي فضل لكم؟ لان
الخاطئين انفسهم يعملون هذا.
34- وان اقرضتم من ترجون ان تستردوا منهم قرضكم، فاي
فضل لكم؟ لان الخاطئين انفسهم يقرضون الخاطئين
ليستردوا قرضهم.
35- ولكن احبوا اعداءكم، احسنوا واقرضوا غير راجين
شيئا، فيكون اجركم عظيما، وتكونوا ابناء الله العلي،
لانه ينعم على ناكري الجميل والاشرار.
36- كونوا رحماء كما ان الله اباكم رحيم.
37- »لا تدينوا، فلا تدانوا. لا تحكموا على احد، فلا
يحكم عليكم. اغفروا، يغفر لكم.
38- اعطوا، تعطوا: كيلا ملآنا مكبوسا مهزوزا فائضا
تعطون في احضانكم، لانه بالكيل الذي تكيلون يكال لكم«.
39- وقال لهم يسوع هذا المثل: «ايقدر اعمى ان يقود
اعمى؟ الا يقع الاثنان معا في حفرة؟
40- ما من تلميذ اعظم من معلمه. كل تلميذ اكمل علمه
يكون مثل معلمه.
41- لماذا تنظر الى القشة في عين اخيك، ولا تبالي
بالخشبة في عينك؟
42- وكيف تقدر ان تقول لاخيك: «يا اخي، دعني اخرج
القشة من عينك، والخشبة التي في عينك انت لا تراها؟
يا مرائي، اخرج الخشبة من عينك اولا، حتى تبصر جيدا
فتخرج القشة من عين اخيك!
43- »الشجرة الجيدة لا تحمل ثمرا رديئا، والشجرة
الرديئة لا تحمل ثمرا جيدا.
44- كل شجرة يدل عليها ثمرها. فانت لا تجني من الشوك
تـينا، ولا تقطف من العليق عنبا.
45- الانسان الصالـح من الكنز الصالح في قلبه يخرج
ما هو صالح، والانسان الشرير من الكنز الشرير في
قلبه يخرج ما هو شرير، لان من فيض القلب ينطق اللسان.
46- »كيف تدعونني: يا رب، يا رب، ولا تعملون بما
اقول؟
47- كل من يجيء الي ويسمع كلامي ويعمل به اشبهه لكم
48- برجل بنى بيتا، فحفر وعمق وجعل الاساس على الصخر.
فلما فاض النهر صدم ذلك البيت، فما قدر ان يزعزعه
لجودة بنائه.
49- واما الذي يسمع كلامي ولا يعمل به، فيشبه رجلا
بنى بيته على التراب بغير اساس، فصدمه النهر، فسقط
في الحال، وكان خرابه عظيما«.
|
25 |
42 |
انجيل لوقا |
008 |
يعقوب
1- وسار يسوع بعد ذلك في المدن والقرى، يعظ ويبشر
بملكوت الله. وكان يرافقه التلاميذ الاثنا عشر
2- وبعض النساء اللواتي شفاهن من الارواح الشريرة
والامراض، وهن مريم المعروفة بالمجدلية، وكان خرج
منها سبعة شياطين،
3- وحنـة امراة خوزي وكيل هيرودس، وسوسنة، وغيرهن
كثيرات ممن كن يساعدنهم باموالهن.
4- وقصده النـاس من كل مدينة، فلما تجمع منهم جمهور
كبـير، خاطبهم بمثل، قال:
5- »خرج الزارع لـيزرع. وبينما هو يزرع، وقع بعض
الحب على جانب الطريق فداسته الاقدام واكلته طيور
السماء.
6- ووقع بعضه على الصخر، فلما نبت يبس لان لا رطوبة
له.
7- ووقع بعضه بين الشوك، فطلع الشوك معه وخنقه.
8- ومنه ما وقع على ارض طيبة، فنبت واثمر مئة ضعف«.
وصرخ يسوع: «من كان له اذنان تسمعان، فليسمع!«
9- وساله تلاميذه عن مغزى هذا المثل،
10- فاجاب: «انتم اعطيتم معرفة اسرار ملكوت الله.
واما غيركم، فنكلمهم عليها بالامثال: حتى اذا نظروا
لا يبصرون، واذا سمعوا لا يفهمون.
11- »وهذا هو مغزى المثل: الزرع هو كلام الله:
12- ما وقع منه على جانب الطريق هم الذين يسمعون
كلام الله، فيجيء ابليس وينتزع الكلام من قلوبهم
لئلا يؤمنوا فيخلصوا.
13- وما وقع منه على الصخر هم الذين يسمعون كلام
الله ويقبلونه فرحين، ولكن لا جذور لهم، فيؤمنون الى
حين، وعند التجربة يرتدون.
14- وما وقع منه بين الشوك هم الذين يسمعون كلام
الله، ولكن انصرافهم الى هموم الدنيا وخيراتها
وملذاتها يخنقه فيهم، فلا ينضج لهم ثمر.
15- واما الذي وقع في الارض الطيبة، فهم الذين
يسمعون كلام الله ويحفظونه بقلب طيب صالح، فيـثمرون
بثباتهم.
16- »ما من احد يوقد سراجا ويغطيه بوعاء او يضعه تحت
سرير، بل يضعه في مكان مرتفـع ليستنير به الداخلون.
17- فما من خفـي الا سيظهر ولا من مكتوم الا سينكشف
ويعرفه النـاس.
18- فانتبهوا كيف تسمعون كلام الله، لان من له شيء
يزاد، ومن لا شيء له يؤخذ منه حتى الذي يظنه له«.
19- وجاء الى يسوع امه واخوته، فتعذر عليهم الوصول
لكثرة الزحام.
20- فقال له بعض النـاس: «امك واخوتك واقفون في خارج
البيت يريدون ان يروك«.
21- فاجابهم: «امي واخوتي هم الذين يسمعون كلام الله
ويعملون به«.
22- وفي احد الايام ركب قاربا ومعه تلاميذه، فقال
لهم: «تعالوا نعبر الى شاطئ البحيرة المقابل«.
فاخذوا يعبرون.
23- ونام يسوع وهم سائرون. فهبت على البحيرة عاصفة،
فكاد الماء يملا القارب، واصبحوا في خطر.
24- فدنا التلاميذ من يسوع وايقظوه وقالوا له: «يا
معلم، يا معلم! نحن نهلك!« فقام وانتهر الرياح
والامواج، فهدات وساد السكون.
25- فقال لهم يسوع: «اين ايمانكم؟« فخافوا وتعجبوا،
وقال بعضهم لبعض: «من هذا؟ حتى الرياح والامواج
يامرها فتطيعه«.
26- ووصلوا الى ناحية الجراسيين، مقابل شاطـئ الجليل.
27- ولما نزل يسوع الى البر استقبله رجل من المدينة
فيه شياطين، وكان لا يلبس ثـيابا من زمن طويل، ولا
يسكن في بيت، بل بين القبور.
28- فلما راى يسوع، صرخ وارتمى على قدميه وصاح باعلى
صوته: «ما لي ولك، يا يسوع ابن الله العلي! اطلب
اليك ان لا تعذبني«.
29- قال هذا لان يسوع امر الروح النجس ان يخرج من
الرجل. وكثيرا ما استولى الروح النجس عليه، فكان
النـاس يحاولون ضبطه فيربطونه بالسلاسل والقيود.
ولكنه كان يقطع كل رباط ويسوقه الشيطان الى البراري.
30- فساله يسوع: «ما اسمك؟« اجاب: «جيش«، لان كثيرا
من الشياطين كانوا دخلوا فيه.
31- فتوسلوا الى يسوع ان لا يطردهم الى الهاوية.
32- وكان هناك قطيع كبـير من الخنازير يرعى عند
الجبل، فطلبوا اليه ان ياذن لهم بالدخول في الخنازير،
فاذن لهم.
33- فخرج الشياطين من الرجل ودخلوا في الخنازير،
فاندفع القطيع من المنحدر الى البحيرة وغرق فيها.
34- فلما راى الرعاة ما جرى، هربوا ونشروا الخبر في
المدينة والقرى.
35- فخرج النـاس ليروا ما جرى. وجاؤوا الى يسوع،
فوجدوا الرجل الذي خرج منه الشياطين جالسا عند قدمي
يسوع، لابسا، سليم العقل، فاستولى عليهم الخوف
36- واخبرهم الشهود كيف شفاه يسوع،
37- فطلب اليه اهل ناحية الجراسيين كلهم ان يبتعد
عنهم، لانهم كانوا في خوف شديد. فركب القارب ورجع من
هناك.
38- اما الرجل الذي خرج منه الشياطين، فالتمس من
يسوع ان ياخذه معه. ولكن يسوع صرفه، قال:
39- »ارجـع الى بيتك واخبر بما عمل الله لك «. فراح
الرجل ينادي في المدينة كلها بما عمل يسوع له.
40- ولما رجع يسوع رحبت به الجموع لانهم كانوا كلهم
ينتظرونه.
41- وجاء اليه رجل اسمه يايرس، وهو رئيس المجمع،
فارتمى على قدمي يسوع وتوسل اليه ان يدخل بيته،
42- لان له ابنة واحدة في نحو الثانية عشرة من عمرها،
اشرفت على الموت. وبينما هو ذاهب، زحمته الجموع.
43- وكانت هناك امراة مصابة بنزف الدم من اثنتي عشرة
سنة. انفقت كل ما تملكه على الاطباء وما قدر احد ان
يشفـيها.
44- فدنت من خلف يسوع ولمست طرف ثوبه، فوقف نزف دمها
في الحال.
45- فقال يسوع: «من لمسني؟« فانكروا كلهم، وقال بطرس:
«يا معلم، النـاس كلهم يزحمونك ويضايقونك وتقول من
لمسني؟«
46- فقال يسوع: «لمسني احدهم، لاني شعرت بقوة خرجت
مني«.
47- فلما رات المراة ان امرها ما خفـي على يسوع،
جاءت راجفة وارتمت على قدميه واخبرته امام النـاس
كلهم لماذا لمسته وكيف شفـيت في الحال.
48- فقال لها: «يا ابنتي، ايمانك خلصك، فاذهبـي
بسلام«.
49- وبينما هو يتكلم، جاء رسول من عند رئيس المجمع
فقال: «ماتت ابنتك فلا تزعـج المعلم«.
50- فسمع يسوع، فقال ليايرس: «لا تخف! يكفي ان تؤمن،
فتشفى ابنتك«.
51- ولما وصل الى البيت، منع الجموع ان يدخلوا، ما
عدا بطرس ويوحنا ويعقوب ووالد الصبـية وامها.
52- وكان النـاس كلهم يبكون ويندبون الصبـية. فقال
لهم: «لا تبكوا، ما ماتت الصبـية، لكنها نائمة«.
53- فضحكوا عليه، لانهم كانوا يعرفون انها ماتت.
54- ولكنه اخذ بـيد الصبـية وصاح بها. «يا صبـية،
قومي!«
55- فرجعت روحها وقامت في الحال، فامر ان تعطى طعاما.
56- فتعجب والداها، فاوصاهما ان لا يخبرا احدا بما
جرى.
|
26 |
42 |
انجيل لوقا |
009 |
يعقوب
1- ودعا يسوع تلاميذه الاثني عشر واعطاهم سلطانا على
جميع الشياطين وقدرة على شفاء الامراض،
2- ثم ارسلهم ليبشروا بملكوت الله ويشفوا المرضى.
3- وقال لهم: «لا تحملوا للطريق شيئا: لا عصا، ولا
كيسا، ولا خبزا، ولا مالا، ولا يكن لاحد منكم ثوبان.
4- واي بيت دخلتم، ففيه اقيموا ومنه ارحلوا.
5- وكل مدينة لا يقبلكم اهلها، فاخرجوا منها وانفضوا
الغبار عن اقدامكم نذيرا لهم«.
6- فخرج التلاميذ وساروا في القرى، يبشرون ويشفون
المرضى في كل مكان.
7- وسمع هيرودس الوالي بكل ما كان يجري، فتحير لان
بعض النـاس كانوا يقولون: «يوحنا قام من بين الاموات«،
8- وبعضهم: «ايليا ظهر!« وآخرين: «نبـي من القدماء
قام«.
9- ولكن هيرودس قال: «يوحنا انا قطعت راسه. فمن هذا
الذي اسمع عنه مثل هذه الاخبار؟« وكان يطلب ان يراه.
10- ولما رجع الرسل اخبروا يسوع بكل ما عملوه،
فاخذهم واعتزل بهم عند مدينة اسمها بيت صيدا.
11- وعرف النـاس فتبعوه، فاستقبلهم وكلمهم على ملكوت
الله، وشفى المحتاجين منهم الى الشفاء.
12- واخذ النهار يميل، فدنا اليه تلاميذه الاثنا عشر
وقالوا له: «اصرف هذا الجمع ليذهبوا الى القرى
والمزارع المجاورة، فيبـيتوا فيها ويجدوا لهم طعاما،
لاننا هنا في مكان مقفر«.
13- فقال لهم يسوع: «اعطوهم انتم لياكلوا«. فقالوا:
«كل ما عندنا خمسة ارغفة وسمكتان، الا اذا ذهبنا
واشترينا طعاما لكل هؤلاء النـاس«.
14- وكانوا نحو خمسة آلاف رجل. فقال لتلاميذه: «اقعدوهم
جماعة جماعة، في كل واحدة منها خمسون«.
15- فاقعدوهم كلهم كما امرهم.
16- فاخذ الارغفة الخمسة والسمكتين ورفع عينيه نحو
السماء وبارك وكسر واعطى تلاميذه ليوزعوها على الجمع.
17- فاكلوا كلهم حتى شبعوا، ورفع التلاميذ اثنتي
عشرة قفة من الكسر التي فضلت.
18- وكان يسوع مرة يصلـي في عزلة والتلاميذ معه،
فسالهم. «من انا في راي النـاس؟«
19- فاجابوا: «يوحنا المعمدان«. وبعضهم يقول: «ايليا«.
وآخرون: «نبـي من القدماء قام«.
20- فقال لهم يسوع: «ومن انا، في رايكم انتم؟«
فاجابه بطرس: «انت مسيح الله!«
21- فامرهم بشدة ان لا يقولوا ذلك لاحد.
22- وقال لتلاميذه: «يجب على ابن الانسان ان يتالم
كثيرا، وان يرفضه الشيوخ ورؤساء الكهنة ومعلمو
الشريعة، وان يقتل وفي اليوم الثـالث يقوم من بين
الاموات«.
23- وقال للجموع كلهم: «من اراد ان يتبعني، فلينكر
نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني.
24- من اراد ان يخلص حياته يخسرها، ومن خسر حياته في
سبـيلي يخلصها.
25- فماذا ينفع الانسان لو ربـح العالم كله وخسر
نفسه او اهلكها.
26- من استحى بـي وبكلامي، يستحي به ابن الانسان متى
جاء في مجده ومجد الآب والملائكة الاطهار.
27- الحق اقول لكم: في الحاضرين هنا من لا يذوقون
الموت حتى يشاهدوا ملكوت الله«.
28- وبعد هذا الكلام بنحو ثمانية ايام، اخذ يسوع
بطرس ويوحنا ويعقوب وصعد الى الجبل ليصلـي.
29- وبينما هو يصلـي، تغيرت هيئة وجهه وصارت ثيابه
بيضاء لامعة.
30- واذا رجلان يكلمان يسوع، وهما موسى وايليا،
31- ظهرا في مجد سماوي واخذا يتحدثان عن موته الذي
كان عليه ان يتممه في اورشليم.
32- وغلب النعاس بطرس ورفيقيه، ولكنهم افاقوا
وشاهدوا مجده والرجلين الواقفين معه.
33- وبينما هما يفارقانه قال له بطرس: «يا معلم، ما
اجمل ان نكون هنا. فلننصب ثلاث مظال، واحدة لك
وواحدة لموسى وواحدة لايليا«. وكان لا يدرك ما يقول.
34- وبينما بطرس يتكلم، جاءت سحابة فظللتهم، فخاف
التلاميذ عندما دخلوا في السحابة.
35- وقال صوت من السحابة: «هذا هو ابني الذي اخترته،
فله اسمعوا!«
36- وبعدما تكلم الصوت، راوا يسوع وحده. فسكتوا وما
اخبروا احدا في تلك الايام بشيء مما شاهدوه.
37- وفي الغد نزلوا من الجبل، فاستقبله جمع كبـير.
38- وصاح رجل من الجمع: «يا معلم، اطلب اليك ان تنظر
الى ابني، فهو ولدي الاوحد،
39- يباغته روح نجس بصرخة عالـية ويخبطه حتى يزبد،
ولا يتركه الا بعدما يـنهكه ويرضضه.
40- وطلبت من تلاميذك ان يطردوه فما قدروا«.
41- فاجاب يسوع: «يا لكم من جيل غير مؤمن فاسد! الى
متى ابقى معكم واحتملكم؟« وقال للرجل: «قدم ابنك الى
هنا!«
42- وبينما الصبـي يدنو من يسوع، صرعه الشيطان وخبطه.
فانتهر يسوع الروح النجس، وشفى الصبي وسلمه الى ابيه.
43- فتعجب الحاضرون كلهم من قدرة الله العظيمة.
وبينما هم جميعا متعجبون من كل ما عمل يسوع، قال
لتلاميذه:
44- »اسمعوا انتم جيدا ما اقوله لكم. سيسلم ابن
الانسان الى ايدي النـاس«.
45- فما فهم التلاميذ هذا الكلام وكان مغلقا عليهم
حتى لا يدركوا معناه، وتهيبوا ان يسالوه عنه.
46- ووقع بينهم جدال _في من هو الاعظم فيهم.
47- فعرف يسوع ما في قلوبهم، فاخذ بـيد طفل واقامه
بجانبه،
48- وقال لهم: «من قبل هذا الطفل باسمي يكون قبلني.
ومن قبلني يقبل الذي ارسلني، لان الاصغر فيكم كلكم
هو اعظمكم«.
49- فقال يوحنا: «يا معلم، راينا رجلا يطرد الشياطين
باسمك فمنعناه، لانه لا يتبعك معنا«.
50- فقال له يسوع: «لا تمنعوه، لان من لا يكون عليكم
فهو معكم«.
51- ولما حان الوقت الذي يرتفـع فيه الى السماء، عزم
على ان يتوجه الى اورشليم.
52- فارسل رسلا يتقدمونه، فذهبوا ودخلوا قرية سامرية
ليهيئوا له منزلا.
53- فرفض اهلها ان يقبلوه لانه كان متوجها الى
اورشليم.
54- فلما راى ذلك تلميذاه يعقوب ويوحنا قالا: «يا
سيد، اتريد ان نامر النـار فتنزل من السماء وتاكلهم؟«
55- فالتفت يسوع وانتهرهما،
56- فساروا الى قرية اخرى.
57- وبينما هم سائرون، قال له رجل في الطريق: .«يا
سيد، اتبعك اينما تذهب».
58- فاجابه يسوع: «للثعالب اوجرة، ولطيور السماء
اعشاش، واما ابن الانسان فما له موضع يسند اليه راسه».
59- وقال يسوع لرجل آخر: «اتبعني!» فاجابه الرجل: «يا
سيد دعني اذهب اولا وادفن ابـي».
60- فقال له يسوع: «اترك الموتى يدفنون موتاهم. واما
انت، فاذهب وبشر بملكوت الله».
61- وقال له آخر: «اتبعك يا سيد، ولكن دعني اولا
اودع اهلي».
62- فقال له يسوع: «ما من احد يضع يده على المحراث
ويلتفت الى الوراء، يصلح لملكوت الله».
|
27 |
42 |
انجيل لوقا |
013 |
يعقوب
1- وفي ذلك الوقت حضر بعض النـاس واخبروا يسوع عن
الجليليين الذين قتلهم بـيلاطس في الهيكل ومزج
دماءهم بدماء ذبائحهم،
2- فاجابهم يسوع: «اتظنون ان خطيئة هؤلاء الجليليين
اكثر من خطيئة سائر الجليليين حتى نزلت بهم هذه
المصيبة؟
3- اقول لكم: لا، وان كنتم لا تتوبون، فستهلكون كلكم
مثلهم.
4- واولئك الثمانـية عشر الذين سقط البرج عليهم في
سلوام وقتلهم، اتظنون انهم اذنبوا اكثر مما اذنب اهل
اورشليم؟
5- اقول لكم: لا، وان كنتم لا تتوبون، فستهلكون كلكم
مثلهم«.
6- وقال هذا المثل: «كان لرجل شجرة تـين مغروسة في
كرمه، فجاء يطلب ثمرا عليها، فما وجد.
7- فقال للكرام: لي ثلاث سنوات وانا اجيء الى هذه
التينة اطلب ثمرا، فلا اجد، فاقطعها! لماذا نتركها
تعطل الارض؟
8- فاجابه الكرام: اتركها، يا سيدي، هذه السنة ايضا،
حتى اقلب التربة حولها واسمدها.
9- فاما تثمر في السنة المقبلة واما تقطعها«.
10- وكان يسوع يعلم في احد المجامع في السبت،
11- وهناك امراة فيها روح شرير امرضها ثماني عشرة
سنة، فجعلها منحنـية الظهر لا تقدر ان تنتصب.
12- فلما رآها يسوع دعاها وقال لها: «يا امراة، انت
معافاة من مرضك!«
13- ووضع يديه عليها، فانتصبت قائمة في الحال ومجدت
الله.
14- فغضب رئيس المجمع، لان يسوع شفى المراة في
السبت، فقال للحاضرين: «عندكم ستة ايام يجب العمل
فيها، فتعالوا واستشفوا، لا في يوم السبت!«
15- فاجابه الرب يسوع: «يا مراؤون! اما يحل كل واحد
منكم يوم السبت رباط ثوره او حماره من المعلف وياخذه
ليسقيه؟
16- وهذه امراة من ابناء ابراهيم ربطها الشيطان من
ثماني عشرة سنة، اما كان يجب ان تحل من رباطها يوم
السبت؟«
17- ولما قال هذا الكلام، خجل جميع معارضيه، وفرح
الجمع كله بالاعمال المجيدة التي كان يعملها.
18- وقال يسوع: «ماذا يشبه ملكوت الله؟ وبماذا
اشبهه؟
19- هو مثل حبة من خردل اخذها رجل وزرعها في حقله،
فنمت وصارت شجرة تعشش طيور السماء في اغصانها«.
20- وقال ايضا: «بماذا اشبه ملكوت الله؟
21- هو مثل خميرة اخذتها امراة ووضعتها في ثلاثة
اكيال من الدقيق حتى اختمر العجين كله«.
22- وسار في المدن والقرى، يعلم وهو في طريقه الى
اورشليم.
23- فقال له رجل: «يا سيد، اقليل عدد الذين يخلصون؟«
فاجاب يسوع:
24- »اجتهدوا ان تدخلوا من الباب الضيق. اقول لكم:
كثير من النـاس سيحاولون ان يدخلوا فلا يقدرون.
25- واذا قام رب البيت واغلق الباب، فوقفتم انتم في
الخارج تدقون الباب وتقولون: يا رب! افتح لنا،
يجيبكم: لا اعرف من اين انتم!
26- فتقولون: اكلنا وشربنا معك، وعلمت في شوارعنا!
27- فيقول لكم: لا اعرف من اين انتم. ابتعدوا عني
كلكم يا اشرار!
28- ويكون البكاء وصريف الاسنان، حين ترون ابراهيم
واسحق ويعقوب والانبـياء كلهم في ملكوت الله، وانتم
في الخارج مطرودون!
29- وسيجيء النـاس من المشرق والمغرب، ومن الشمال
والجنوب، ويجلسون الى المائدة في ملكوت الله.
30- فيصير الاولون آخرين والآخرون اولين«.
31- وفي تلك الساعة دنا بعض الفريسيين من يسوع
وقالوا له: «انصرف من هنا، لان هيرودس يريد ان
يقتلك!«
32- فقال لهم: «اذهبوا قولوا لهذا الثعلب: ها انا
اطرد الشياطين واشفي المرضى اليوم وغدا، وفي اليوم
الثـالث اتمم كل شيء.
33- ولكني يجب ان اسير في طريقي اليوم وغدا وبعد غد،
لانه لا يجوز ان يهلك نبـي في خارج اورشليم.
34- اورشليم، اورشليم! يا قاتلة الانبـياء وراجمة
المرسلين اليها! كم مرة اردت ان اجمع ابناءك، مثلما
تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، فما اردتم.
35- وها هو بيتكم متروك لكم. اقول لكم: لا تروني حتى
يجيء يوم تهتفون فيه: تبارك الآتي باسم الرب!«
|
28 |
42 |
انجيل لوقا |
020 |
يعقوب
1- وكان في احد الايام يعلم الشعب في الهيكل ويبشره،
فجاء اليه رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة وشيوخ الشعب
2- وقالوا له: «قل لنا: باي سلطة تعمل هذه الاعمال؟
بل من اعطاك هذه السلطة؟«
3- فاجابهم يسوع: «وانا اسالكم سؤالا واحدا، قولوا
لي:
4- من اين ليوحنا سلطة المعمودية؟ امن السماء ام من
النـاس؟«
5- فقالوا في انفسهم: «ان قلنا: من السماء، يقول:
فلماذا ما آمنتم به؟
6- وان قلنا من النـاس، فالشعب كله يرجمنا، لانه
مقتنـع بان يوحنا نبـي«.
7- فاجابوا انهم لا يعرفون من اين هي.
8- فقال لهم يسوع: «وانا لا اقول لكم باي سلطة اعمل
هذه الاعمال! «
9- واخذ يقول للشعب هذا المثل: «غرس رجل كرما وسلمه
الى بعض الكـرامين وسافر مدة طويلة.
10- فلما جاء يوم القطاف ارسل اليهم خادما ليعطوه
حصته من ثمر الكرم، فضربوه وارجعوه فارغ اليدين.
11- فارسل خادما آخر، وهذا ايضا ضربوه وشتموه
وارجعوه فارغ اليدين.
12- فارسل خادما ثالثا، وهذا ايضا جرحوه ورموه في
خارج الكرم.
13- فقال صاحب الكرم: ما العمل؟ سارسل اليهم ابني
الحبـيب لعلهم يهابونه اذا راوه.
14- ولكنهم لما راوه، قالوا فيما بـينهم: ها هو وارث
الكرم! تعالوا نقتله ليعود الميراث الينا!
15- فرموه في خارج الكرم وقتلوه. فماذا يفعل بهم
صاحب الكرم؟
16- سيجيء ويقتل هؤلاء الكرامين ويسلم الكرم الى
غيرهم«.فقال له السامعون: «لا سمح الله! «
17- فنظر اليهم وقال: «اذا، ما معنى هذه الآية:
الحجر الذي رفضه البناؤون صار راس الزاوية؟
18- من وقع على هذا الحجر تهشم، ومن وقع الحجر عليه
سحقه! «
19- فاراد معلمو الشريعة ورؤساء الكهنة ان يعتقلوه
في تلك الساعة، لانهم عرفوا انه قال هذا المثل
عليهم، لكنهم خافوا من الشعب.
20- فراقبوه وارسلوا جواسيس يظهرون انهم ابرار
ليمسكوه بكلمة فيسلموه الى يد الحاكم وقضائه.
21- فسالوه: «يا معلم، نحن نعرف انك صادق في كلامك
وتعليمك، لا تحابـي احدا، بل بالحق تعلم طريق الله.
22- ايحل لنا ان ندفع الجزية الى القيصر ام لا؟
23- فادرك يسوع مكرهم، فقال لهم: «لماذا تجربوني؟
24- اروني دينارا! لمن هذه الصورة وهذا الاسم؟«
قالوا: «للقيصر«.
25- فقال يسوع: «ادفعوا اذا الى القيصر ما للقيصر،
والى الله ما لله! «
26- فما قدروا ان يمسكوه بكلمة امام الشعب، وتعجبوا
من جوابه فسكتوا.
27- وجاء بعض الصدوقيين الى يسوع، وهم الذين ينكرون
القيامة، فسالوه:
28- »يا معلم، كتب لنا موسى: اذا مات لرجل اخ، له
امراة ولا ولد له، فلياخذ اخوه المراة ليقيم نسلا
لاخيه.
29- وكان هناك سبعة اخوة، فاخذ الاول امراة ومات من
غير ولد.
30- والثـاني.
31- ومثله الثـالث حتى اخذها السبعة وماتوا وما
خلفوا نسلا.
32- ثم ماتت المراة.
33- فلاي واحد منهم تكون زوجة في القيامة، لان
السبعة تزوجوها؟«
34- فاجابهم يسوع: «ابناء هذه الدنيا يتزاوجون.
35- اما الذين هم اهل للحياة الابدية والقيامة من
بين الاموات، فلا يتزاوجون.
36- هم مثل الملائكة لا يموتون، وهم ابناء الله،
لانهم ابناء القيامة.
37- وموسى نفسه اشار في الكلام على العليقة الى ان
الاموات يقومون، لما دعا الرب اله ابراهيم واله اسحق
واله يعقوب.
38- وما كان اله اموات بل اله احياء، فهم جميعا عنده
يحيون«.
39- فقال بعض معلمي الشريعة: «احسنت، يا معلم! «
40- وما تجاسروا بعد ذلك ان يسالوه عن شيء.
41- وقال لهم: «كيف يقال ان المسيح ابن داود،
42- وداود نفسه يقول في كتاب المزامير: »قال الرب
لربـــي: اجلس عن يميني
43- حتى اجعل اعداءك موطئا لقدميك«.
44- فداود نفسه يدعو المسيح ربا، فكيف يكون المسيح
ابنه؟«
45- وقال لتلاميذه بمسمع من الشعب كله:
46- »اياكم ومعلمي الشريعة، يرغبون في المشي بالثياب
الطويلة، ويحبون التحيات في الساحات ومكان الصدارة
في المجامع ومقاعد الشرف في الولائم.
47- ياكلون بيوت الارامل وهم يظهرون انهم يطيلون
الصلاة. هؤلاء ينالهم اشد العقاب! «
|
29 |
42 |
انجيل لوقا |
024 |
يعقوب
1- وجئن عند فجر الاحد الى القبر وهن يحملن الطيب
الذي هيانه.
2- فوجدن الحجر مدحرجا عن القبر.
3- فدخلن، فما وجدن جسد الرب يسوع.
4- وبينما هن في حيرة، ظهر لهن رجلان عليهما ثـياب
براقة،
5- فارتعبن ونكسن وجوههن نحو الارض، فقال لهن
الرجلان: «لماذا تطلبن الحي بين الاموات؟
6- ما هو هنا، بل قام. اذكرن كلامه لكن وهو في
الجليل،
7- حين قال: «يجب ان يسلم ابن الانسان الى ايدي
الخاطئين ويصلب، وفي اليوم الثـالث يقوم«.
8- فتذكرن كلامه.
9- ورجعن من القبر واخبرن التلاميذ الاحد عشر
والآخرين كلهم بما حدث،
10- وهن مريم المجدلـية وحنة ومريم ام يعقوب، وكذلك
سائر النساء اللواتي رافقنهن.
11- وظن الرسل انهن واهمات، فما صدقوهن.
12- ولكن بطرس قام واسرع الى القبر، فلما انحنى راى
الاكفان وحدها. فرجع متعجبا مما حدث.
13- وفي اليوم نفسه، كان اثنان من التلاميذ في
طريقهما الى قرية اسمها عمواس، على مسافة سبعة اميال
من اورشليم.
14- وكانا يتحدثان بهذه الامور كلها.
15- وبينما هما يتحدثان ويتجادلان، دنا منهما يسوع
نفسه ومشى معهما،
16- ولكن اعينهما عميت عن معرفته.
17- فقال لهما: «بماذا تتحدثان وانتما ماشيان؟«
فوقفا حزينين.
18- فاجابه احدهما، واسمه كليوباس: «انت وحدك غريب
في اورشليم فلا تعرف ما حدث فيها هذه الايام! «
19- فقال يسوع: «ماذا حدث؟« قالا له: «ما حدث ليسوع
النـاصري وكان نبـيا قديرا في القول والعمل عند الله
والشعب كله،
20- كيف اسلمه رؤساء كهنتنا وزعماؤنا للحكم عليه
بالموت، وكيف صلبوه.
21- وكنـا نامل ان يكون هو الذي يخلص اسرائيل. ومع
ذلك، فهذا هو اليوم الثـالث لتلك الاحداث التي وقعت.
22- لكن بعض النساء من جماعتنا حيرننا، لانهن زرن
القبر عند الفجر،
23- فما وجدن جسده، فرجعن وقلن انهن شاهدن ملائكة
ظهروا لهن واخبروهن بانه حي.
24- فذهب بعض رفاقنا الى القبر، فوجدوا الحال على ما
قالت النساء. واما هو، فما راوه«.
25- فقال لهما يسوع: «ما اغباكما وابطاكما عن
الايمان بكل ما قاله الانبـياء!
26- اما كان يجب على المسيح ان يعاني هذه الآلام،
فيدخل في مجده؟«
27- وشرح لهما ما جاء عنه في جميع الكتب المقدسة، من
موسى الى سائر الانبـياء.
28- ولما اقتربوا من القرية التي يقصدان اليها،
تظاهر لهما يسوع انه ذاهب الى مكان بعيد.
29- فتمسكا به وقالا: «اقم معنا، لان المساء اقترب
ومال النهار! « فدخل ليقيم معهما.
30- ولما جلسوا للطعام، اخذ يسوع خبزا وبارك وكسره
وناولهما.
31- فانفتحت عيونهما وعرفاه، ولكنه توارى عن
انظارهما.
32- فقال احدهما للآخر: «اما كان قلبنا يحترق في
صدرنا، حين حدثنا في الطريق وشرح لنا الكتب
المقدسة؟«
33- وقاما في الحال ورجعا الى اورشليم، فوجدا الرسل
الاحد عشر ورفاقهم مجتمعين،
34- وكانوا يقولون: «قام الرب حقا وظهر لسمعان! «
35- فاخبراهم بما حدث في الطريق، وكيف عرفا الرب عند
كسر الخبز.
36- وبينما التلميذان يتكلمان، ظهر هو نفسه بينهم
وقال لهم: «سلام عليكم! «
37- فخافوا وارتعبوا، وظنوا انهم يرون شبحا.
38- فقال لهم: «ما بالكم مضطربـين، ولماذا ثارت
الشكوك في نفوسكم؟
39- انظروا الى يدي ورجلي، انا هو. المسوني وتحققوا.
الشبح لا يكون له لحم وعظم كما ترون لي«.
40- قال هذا واراهم يديه ورجليه.
41- ولكنهم ظلوا غير مصدقـين من شدة الفرح والدهشة.
فقال لهم: «اعندكم طعام هنا؟«
42- فناولوه قطعة سمك مشوي،
43- فاخذ واكل امام انظارهم.
44- ثم قال لهم: «عندما كنت بعد معكم قلت لكم: لا بد
ان يتم لي كل ما جاء عني في شريعة موسى وكتب
الانبـياء والمزامير«.
45- ثم فتح اذهانهم ليفهموا الكتب المقدسة،
46- وقال لهم: «هذا ما جاء فيها، وهو ان المسيح
يتالم ويقوم من بين الاموات في اليوم الثـالث،
47- وتعلن باسمه بشارة التوبة لغفران الخطايا الى
جميع الشعوب، ابتداء من اورشليم.
48- وانتم شهود على ذلك.
49- وسارسل اليكم ما وعد به ابـي. فاقيموا في مدينة
اورشليم الى ان تحل عليكم القوة من العلى«.
50- ثم خرج بهم الى بيت عنيا، ورفع يديه وباركهم.
51- وبينما هو يباركهم، انفصل عنهم ورفـع الى
السماء،
52- فسجدوا له، ورجعوا الى اورشليم وهم في فرح عظيم.
53- وكانوا كل حين في الهيكل يباركون الله.
|
30 |
43 |
انجيل يوحنا |
004 |
يعقوب
1- وعرف الرب يسوع ان الفريسيـين سمعوا انه تلمذ
وعمد اكثر مما تلمذ يوحنا وعمد،
2- مع ان يسوع نفسه ما كان يعمد بل تلاميذه،
3- فترك اليهودية ورجع الى الجليل.
4- وكان لا بد له من المرور بالسامرة،
5- فوصل الى مدينة سامرية اسمها سوخار، بالقرب من
الارض التي وهبها يعقوب لابنه يوسف،
6- وفيها بئر يعقوب. وكان يسوع تعب من السفر، فقعد
على حافة البئر. وكان الوقت نحو الظهر.
7- فجاءت امراة سامرية تستقي من ماء البئر، فقال لها
يسوع: «اعطيني لاشرب«.
8- وكان تلاميذه في المدينة يشترون طعاما.
9- فاجابت المراة: «انت يهودي وانا سامرية، فكيف
تطلب مني ان اسقـيك؟« قالت هذا لان اليهود لا
يخالطون السامريـين.
10- فقال لها يسوع: «لو كنت تعرفين عطية الله، ومن
هو الذي يقول لك اعطيني لاشرب، لطلبت انت منه فاعطاك
ماء الحياة«.
11- قالت له المراة: «لا دلو معك، يا سيدي، والبئر
عميقة، فمن اين لك ماء الحياة؟
12- ابونا يعقوب اعطانا هذه البئر، وشرب منها هو
واولاده ومواشيه، فهل انت اعظم من يعقوب؟«
13- فاجابها يسوع: «كل من يشرب من هذا الماء يعطش
ثانية،
14- اما من يشرب من الماء الذي اعطيه انا، فلن يعطش
ابدا. فالماء الذي اعطيه يصير فيه نبعا يفيض بالحياة
الابدية«.
15- قالت له المراة: «اعطني من هذا الماء يا سيدي،
فلا اعطش ولا اعود الى هنا لاستقـي«.
16- قال لها: «اذهبـي وادعي زوجك، وارجعـي الى هنا«.
17- فاجابت المراة: «لا زوج لي«. فقال لها يسوع:
«اصبت في قولك: لا زوج لي،
18- لانه كان لك خمسة ازواج، والذي لك الآن ما هو
زوجك. وفي هذا صدقت«.
19- قالت المراة: «ارى انك نبـي، يا سيدي!
20- آباؤنا عبدوا الله في هذا الجبل، وانتم اليهود
تقولون ان اورشليم هي المكان الذي يجب ان نعبد الله
فيه«.
21- قال لها يسوع: «صدقيني يا امراة، يحين وقت يعبد
النـاس فيه الآب، لا في هذا الجبل ولا في اورشليم.
22- وانتم السامريـين تعبدون من تجهلونه، ونحن
اليهود نعبد من نعرف، لان الخلاص يجيء من اليهود.
23- ولكن ستجيء ساعة، بل جاءت الآن، يعبد فيها
العابدون الصادقون الآب بالروح والحق. هؤلاء هم
العابدون الذين يريدهم الآب.
24- الله روح، وبالروح والحق يجب على العابدين ان
يعبدوه«.
25- قالت له المراة: «اعرف ان المسيا، (اي المسيح)
سيجيء. ومتى جاء اخبرنا بكل شيء«.
26- قال لها يسوع: «انا هو، انا الذي يكلمك«.
27- وعند ذلك رجع تلاميذه. فتعجبوا حين وجدوه يحادث
امراة. ولكن لا احد منهم قال: «ماذا تريد منها؟« او
«لماذا تحادثها؟«
28- وتركت المراة جرتها ورجعت الى المدينة. فقالت
للنـاس هناك:
29- »تعالوا انظروا رجلا ذكر لي كل ما عملت. فهل
يكون هو المسيح؟«
30- فخرجوا من المدينة وجاؤوا الى يسوع.
31- وكان التلاميذ في اثناء ذلك يقولون ليسوع: «كل،
يا معلم«.
32- فقال لهم: «لي طعام آكله لا تعرفونه انتم«.
33- فاخذ التلاميذ يتساءلون: «هل جاءه احد بما
يؤكل؟«
34- وقال لهم يسوع: «طعامي ان اعمل بمشيئة الذي
ارسلني واتمم عمله.
35- اما تقولون: بعد اربعة اشهر يجيء الحصاد؟ وانا
اقول لكم: تطلعوا وانظروا الى الحقول كيف ابـيضت
ونضجت للحصاد.
36- وها هو الحاصد ياخذ اجرته، فيجمع ثمرا للحياة
الابدية. فيفرح الزارع مع الحاصد،
37- ويصدق القول: واحد يزرع وآخر يحصد.
38- وانا ارسلتكم لتحصدوا حقلا ما تعبتم فيه. غيركم
تعب وانتم تجنون ثمرة اتعابه«.
39- فآمن به كثير من السامريـين في تلك المدينة، لان
المراة شهدت فقالت: «ذكر لي كل ما عملت«.
40- فلما جاء اليه السامريون رجوا منه ان يقيم
عندهم، فاقام يومين.
41- وزاد كثيرا عدد المؤمنين به عندما سمعوا كلامه،
42- وقالوا للمراة: «نحن نؤمن الآن، لا لكلامك، بل
لاننا سمعناه بانفسنا وعرفنا انه بالحقيقة هو مخلص
العالم«.
43- وبعد يومين ذهب يسوع الى الجليل،
44- مع انه هو الذي قال: «لا كرامة لنبـي في وطنه«.
45- فلما وصل الى الجليل، رحب به اهلها، لانهم كانوا
في اورشليم في عيد الفصح، فشاهدوا كل ما عمل مدة
العيد.
46- وجاء ايضا الى قانا الجليل، حيث جعل الماء خمرا.
وكان في كفرناحوم رجل من حاشية الملك، له ابن مريض.
47- فلما سمع ان يسوع وصل من اليهودية الى الجليل،
جاء اليه يلتمس منه ان ينزل الى كفرناحوم لـيشفي
ابنه الذي اشرف على الموت.
48- فقال له يسوع: «انتم لا تؤمنون الا اذا رايتم
الآيات والعجائب«.
49- فقال له الرجل: «انزل يا سيدي، قبل ان يموت
ولدي«.
50- فقال له يسوع: «اذهب! ابنك حي«. فآمن الرجل
بكلام يسوع وذهب الى كفرناحوم.
51- وبينما هو في الطريق، لاقاه خدمه واخبروه بان
ابنه حي.
52- فسالهم: «متى تعافى؟« اجابوا: «البارحة، في
الساعة الواحدة بعد الظهر، تركته الحمى«.
53- فتذكر الاب انها الساعة التي قال فيها يسوع:
«ابنك حي«. فآمن هو وجميع اهل بيته.
54- هذه ثانـية آيات يسوع، صنعها بعد مجيئه من
اليهودية الى الجليل.
|
31 |
44 |
اعمال الرسل |
001 |
يعقوب
1- دونت في كتابـي الاول، يا ثاوفـيلس، جميع ما عمل
يسوع وعلم من بدء رسالته
2- الى اليوم الذي ارتفع فيه الى السماء، بعدما اعطى
بالروح القدس وصايا للذين اختارهم رسلا.
3- ولهم اظهر نفسه حيا ببراهين كثيرة، وتراءى لهم
مدة اربعين يوما بعد آلامه، وكلمهم على ملكوت الله.
4- وبينما هو ياكل معهم قال: «لا تتركوا اورشليم، بل
انتظروا فيها ما وعد به الآب وسمعتموه مني:
5- يوحنا عمد بالماء، واما انتم فتتعمدون بالروح
القدس بعد ايام قليلة«.
6- فسال الرسل يسوع عندما كانوا مجتمعين معه: «يا
رب، افي هذا الزمن تعيد الملك الى اسرائيل؟«
7- فاجابهم: «ما لكم ان تعرفوا الاوقات والازمنة
التي حددها الآب بسلطانه.
8- ولكن الروح القدس يحل عليكم ويهبكم القوة،
وتكونون لي شهودا في اورشليم واليهودية كلها
والسامرة، حتى اقاصي الارض«.
9- ولما قال يسوع هذا الكلام ارتفع الى السماء وهم
يشاهدونه، ثم حجبته سحابة عن انظارهم.
10- وبينما هم ينظرون الى السماء وهو يبتعد عنهم،
ظهر لهم رجلان في ثـياب بيضاء
11- وقالا لهم: «ايها الجليليون، ما بالكم واقفين
تنظرون الى السماء؟ يسوع هذا الذي صعد عنكم الى
السماء سيعود مثلما رايتموه ذاهبا الى السماء«.
12- رجع الرسل الى اورشليم من الجبل الذي يقال له
جبل الزيتون، وهو قريب من اورشليم على مسيرة سبت
منها.
13- ولما دخلوا المدينة صعدوا الى غرفة في اعلى
البيت كانوا يقيمون فيها، وهم بطرس ويوحنا، ويعقوب
واندراوس، وفيلبس وتوما، وبرتولوماوس ومتى، ويعقوب
بن حلفى، وسمعان الوطنـي الغيور، ويهوذا بن يعقوب.
14- وكانوا يواظبون كلهم على الصلاة بقلب واحد، مع
بعض النساء ومريم ام يسوع واخوته.
15- وفي تلك الايام خطب بطرس في الاخوة، وكان عدد
الحاضرين نحو مئة وعشرين، فقال:
16- »يا اخوتي، كان لا بد ان يتم ما انبا به الروح
القدس في الكتاب من قبل بلسان داود، على يهوذا الذي
جعل نفسه دليلا للذين قبضوا على يسوع.
17- كان واحدا منـا وله نصيب معنا في هذه الخدمة،
18- ثم اشترى بثمن الجريمة حقلا، فوقع على راسه
وانشق من وسطه، واندلقت امعاؤه كلها.
19- وعرف ذلك سكـان اورشليم كلهم، حتى تسمى هذا
الحقل في لغتهم «حقل دما« اي حقل الدم.
20- فكتاب المزامير يقول: «لتصر داره خرابا، ولا يكن
فيها ساكن«. ويقول ايضا: «لـياخذ وظيفته آخر«.
21- ونحن فينا رجال رافقونا طوال المدة التي قضاها
الرب يسوع بيننا،
22- منذ ان عمده يوحنا الى يوم ارتفع عنـا، فيجب ان
نختار واحدا منهم ليكون شاهدا معنا على قيامة يسوع«.
23- فاقترح الاخوة اثنين منهم هما يوسف المدعو
بارسابا الملقب بـيوستس، ومتياس.
24- ثم صلـوا فقالوا: «يا رب، انت تعرف ما في
القلوب. اظهر لنا من اخترت من هذين الرجلين
25- ليقوم بالخدمة والرسالة مقام يهوذا الذي تركهما
ومضى ليلقى مصيره«.
26- ثم اقترعوا فاصابت القرعة متياس، فانضم الى
الرسل الاحد عشر. حلول الروح القدس.
|
32 |
44 |
اعمال الرسل |
003 |
يعقوب
1- وصعد بطرس ويوحنا الى الهيكل لصلاة الساعة
الثالثة بعد الظهر،
2- فاذا بعض النـاس يحملون رجلا كسيحا منذ مولده.
وكانوا يضعونه كل يوم عند باب الهيكل المعروف بالباب
الجميل ليستعطـي الداخلين.
3- فلما راى بطرس ويوحنا يدخلان الهيكل طلب ان
يتصدقا عليه.
4- فتفرسا فيه، ثم قالله بطرس: «انظر الينا! «
5- فنظر اليهما متوقعا ان ينال شيئا.
6- فقال له بطرس: «لا فضة عندي ولا ذهب، ولكني اعطيك
ما عندي: باسم يسوع المسيح النـاصري قم وامش«.
7- وامسك بـيده اليمنى وانهضه، فاشتدت قدماه وكعباه
في الحال،
8- فقام واثــبا واخذ يمشي. ودخل الهيكل معهما،
ماشيا قافزا يمجد الله.
9- وشاهده النـاس كلهم يمشي ويمجد الله،
10- فعرفوا انه هو الشحاذ الذي كان يقعد عند «الباب
الجميل«، فامتلاوا حيرة وعجبا مما جرى له.
11- وبينما الرجل يلازم بطرس ويوحنا تدافع الناس
كلهم في حيرة نحو الرواق الذي يقال له رواق سليمان.
12- فلما رآهم بطرس على هذه الحال قال لهم: «يا بني
اسرائيل، ما بالكم تتعجبون مما جرى؟ ولماذا تنظرون
الينا كاننا بقدرتنا او تقوانا جعلنا هذا الرجل
يمشي؟
13- اله ابراهيم واسحق ويعقوب، اله آبائنا، هو الذي
مجد فتاه يسوع الذي اسلمتموه الى اعدائهوانكرتموه
امام بيلاطس، وكان عزم على اخلاء سبيله.
14- نعم، انكرتم القدوس البار وطلبتم العفو عن قاتل.
15- فقتلتم منبع الحياة، ولكن الله اقامه من بين
الاموات، ونحن شهود على ذلك.
16- وبفضل الايمان باسمه عادت القوة الى هذا الرجل
الذي ترونه وتعرفونه. فالايمان بيسوع هو الذي جعله
في كمال الصحة امام انظاركم جميعا.
17- انا اعرف، ايها الاخوة، ان ما فعلتم انتم
ورؤساؤكم بيسوع كان عن جهل.
18- فاتم الله ما اوحى الى جميع انبيائه، وهو ان
مسيحه سيتالم.
19- فتوبوا وارجعوا تغفر خطاياكم.
20- فتجيء ايام الفرج من عند الرب، حين يرسل اليكم
المسيح الذي سبق ان عيــنه لكم، اي يسوع
21- الذي يجب ان يبقى في السماء الى ان يحين زمن
تجديد كل شيء، مثلما اعلن الله من قديم الزمان بلسان
انبيائه الاطهار.
22- فان موسى قال: سيقيم الرب الهكم من بين اخوتكم
نبـيا مثلي، فاسمعوا له في كل ما يقوله لكم،
23- ومن لا يسمع لهذا النبي، يقتلع من بين الشعب.
24- والانبياء كلهم، من صموئيل الى الذين جاؤوا بعده
تكلموا فانباوا هم ايضا بمجيء هذه الايام.
25- فانتم ابناء الانبـياء والعهد الذي عقده الله
لآبائكم، حين قال لابراهيم: بنسلك ابارك كل شعوب
الارض.
26- فلكم اولا اقام الله فتاه وارسله بركة لكم ترد
كل واحد منكم عن شروره«.
|
33 |
44 |
اعمال الرسل |
007 |
يعقوب
1- فقال رئيس الكهنة لاستفانوس: «اهذا صحيح؟«
2- فاجاب: «اسمعوا، ايها الاخوة والآباء: «ظهر اله
المجد لابينا ابراهيم وهو في ما بين النهرين، قبل ان
يسكن في حران،
3- وقال له: اترك ارضك وعشيرتك وارحل الى الارض التي
اريك.
4- فترك بلاد الكلدانيين وسكن في حران. وبعدما مات
ابوه، نقله الله منها الى هذه الارض التي تسكنون
فيها الآن،
5- من غير ان يعطيه فيها ميراثا او موضع قدم. الا ان
الله وعده بان يجعلها ملكا له ولنسله من بعده، مع
انه ما كان له ولد.
6- وقال الله: سيسكن نسلك في بلاد غريبة، فيكونون
عبيدا ويعانون الذل مدة اربعمئة سنة«. وقال الله:
7- »ولكني سادين الشعب الذي يستعبدكم، ثم يخرجون من
تلك البلاد ويعبدوني هنا في هذا المكان«.
8- واعطى الله ابراهيم عهد الختان، فــولد ابراهيم
ابنه اسحق وختنه في اليوم الثامن. وختن اسحق يعقوب،
ويعقوب ختن الآباء الاثني عشر.
9- وحسد الآباء الاولون يوسف فباعوه، فجيء به الى
مصر. وكان الله معه،
10- فخلصه من جميع مصائبه، ووهبه نعمة وحكمة عند
فرعون ملك مصر، فولاه فرعون على مصر وعلى قصره.
11- ووقعت في مصر كلها وارض كنعان مجاعة وضيق شديد،
فاحتاج آباؤنا الى القوت.
12- وسمع يعقوب ان في مصر قمحا، فارسل آباءنا الى
هناك اول مرة،
13- وفي المرة الثانية تعرف يوسف الى اخوته، وتبين
اصله لفرعون،
14- فاستدعى يوسف اباه يعقوب وجميع عشيرته، وكانوا
خمسة وسبعين شخصا.
15- فنزل يعقوب الى مصر ومات فيها هو وآباؤنا.
16- فنقلوهم الى شكيم ودفنوهم في القبر الذي اشتراه
ابراهيم من بني حمور في شكيم بمبلغ من المال.
17- وكان كلما اقترب تحقيق الوعد الذي وعد الله به
ابراهيم، كثر شعبنا وازداد في مصر،
18- الى ان قام ملك آخر في مصر لا يعرف يوسف،
19- فمكر بشعبنا واذل آباءنا، حتى جعلهم ينبذون
اطفالهم فلا يعيشون.
20- وفي تلك الايام ولد موسى. وكان جميلا جدا. فتربى
ثلاثة اشهر في بيت ابيه.
21- ولما نبذه اهله تبنته ابنة فرعون وربته،
22- فتعلم حكمة المصريـين كلها، وكان مقتدرا في
القول والعمل.
23- ولما بلغ الاربعين، خطر له ان يتفقد اخوانه بني
اسرائيل.
24- فراى مصريا يعتدي على واحد منهم، فدافع عن
المظلوم وقتل المصري انتقاما منه.
25- وظن موسى ان اخوانه سيفهمون ان الله يخلصهم على
يده، فما فهموا.
26- وراى في الغد اثنين منهم يتقاتلان، فدعاهما الى
الصلح. وقال: «ايها الرجلان، انتما اخوان، فلماذا
يؤذي احدكما الآخر؟«
27- فدفعه المعتدي منهما على قريبه وقال: «من جعلك
رئيسا وقاضيا علينا؟
28- اتريد ان تقتلني مثلما قتلت المصري امس؟«
29- فلما سمع موسى هذا الكلام هرب وسكن في ارض
مديان. وهناك ولد ابنين.
30- وبعد اربعين سنة، ظهر له ملاك في برية جبل
سيناء، في عليقة تشتعل فيها النـار.
31- فتعجب موسى عندما راى هذه الرؤيا، وتقدم لينظر
عن قرب، فناداه صوت الرب:
32- »انا اله آبائك، اله ابراهيم واسحق ويعقوب«.
فارتعد موسى وما تجاسر ان ينظر.
33- فقال له الرب: «اخلع حذاءك، لان المكان الذي انت
واقف فيه ارض مقدسة.
34- انا نظرت الى مذلة شعبي في مصر وسمعت انينه،
فنزلت لاخلصه. فتعال ارسلك الى مصر«.
35- فموسى الذي انكره شعبه وقالوا له: من جعلك رئيسا
وقاضيا علينا، هو الذي ارسله الله رئيسا ومخلصا
بمعونة الملاك الذي ظهر له في العليقة،
36- فاخرج شعبه من مصر بما صنعه من العجائب والآيات
في ارض مصر وفي البحر الاحمر وفي البرية مدة اربعين
سنة،
37- وهو نفسه الذي قال لبني اسرائيل: «سيقيم الله
لكم من بين شعبكم نبيا مثلي«.
38- وموسى هو الذي كان مع جماعة بني اسرائيل في
البرية وسيطا بين آبائنا وبـين الملاك الذي كلمه على
جبل سيناء، فتلقى كلمات الحياة لينقلها الينا.
39- ولكن آباءنا رفضوا ان يطيعوه، فازاحوه وتلفتت
قلوبهم الى مصر،
40- فقالوا لهارون: «اصنع لنا آلهة تسير امامنا،
لاننا لا نعرف ما حل بموسى هذا الذي اخرجنا من مصر«.
41- فصنعوا في ذلك الوقت صنما في صورة عجل، وقدموا
له الذبائح، وابتهجوا بما هو من صنع ايديهم.
42- فاعرض الله عنهم واسلمهم لعبادة النجوم، كما جاء
في كتب الانبياء: »يا بني اسرائيل! هل قدمتم الي
الذبائح والقرابين مدة اربعين سنة في البرية؟
43- لا بل حملتم خيمة مولوخ ونجمة الهكم رمفان:
اصناما صنعتموها للعبادة.فسانفيكم الى ما وراء
بابل«.
44- وكان مع آبائنا في البرية خيمة الشهادة التي
صنعها موسى، كما امره الله، على المثال الذي رآه.
45- فتسلمها آباؤنا وفتحوا بها بلاد الامم التي
طردها الله امامهم بقيادة يشوع. وبقيت هناك الى ايام
داود.
46- ونال داود رضى الله، فساله ان يبني مسكنا لاله
يعقوب،
47- الا ان سليمان هو الذي بنى له البيت.
48- لكن الله العلي لا يسكن بيوتا صنعتها الايدي،
كما قال النبي:
49- »يقول الرب: السماء عرشي،والارض موطـئ قدمي. اي
بيت تبنون لي؟بل اين مكان راحتي؟
50- اما صنعت يداي هذا كله؟«
51- يا قساة الرقاب والقلوب ويا صم الآذان! انتم مثل
آبائكم، ما زلتم تقاومون الروح القدس.
52- اما اضطهدوا كل نبي، وقتلوا الذين انباوا بمجيء
البار الذي اسلمتموه وقتلتموه؟
53- انتم تسلمتم شريعة الله من ايدي الملائكة وما
عملتم بها«.
54- فلما سمع اعضاء المجلس كلام استفانوس ملا الغيظ
قلوبهم وصرفوا عليه باسنانهم.
55- فنظر الى السماء، وهو ممتلئ من الروح القدس،
فراى مجد الله ويسوع واقفا عن يمين الله.
56- فقال: «ارى السماء مفتوحة وابن الانسان واقفا عن
يمين الله! «
57- فصاحوا باعلى اصواتهم، وسدوا آذانهم، وهجموا
عليه كلهم دفعة واحدة،
58- فاخرجوه من المدينة ليرجموه. وخلع الشهود ثيابهم
ووضعوها امانة عند قدمي فتى اسمه شاول.
59- واخذوا يرجمون استفانوس وهو يدعو، فيقول: «ايها
الرب يسوع، تقبل روحي! «
60- وسجد وصاح باعلى صوته: «يا رب، لا تحسب عليهم
هذه الخطيئة! « قال هذا ومات.
|
34 |
44 |
اعمال الرسل |
012 |
يعقوب
1- وفي ذلك الوقت اخذ الملك هيرودس يضطهد بعض رجال
الكنيسة.
2- وقتل بحد السيف يعقوب اخا يوحنا.
3- فلما راى ان هذا يرضي اليهود، قبض ايضا على بطرس،
وكان ذلك في ايام الفطير.
4- وبعدما قبض عليه القاه في السجن وسلمه الى اربع
فرق ليحرسوه، كل فرقة اربعة جنود. وكان ينوي ان
يعرضه للشعب بعد عيد الفصح،
5- فابقاه في السجن. وكانت الكنيسة تصلي الى الله
بلا انقطاع من اجله.
6- وكان بطرس في الليلة التي عزم هيرودس ان يعرضه
بعدها للشعب نائما بـين حارسين. وكان مقيدا
بسلسلتين، وعلى الباب جنود يحرسون السجن.
7- وظهر ملاك الرب بغتة، فسطع نور في داخل السجن.
وضرب الملاك بطرس على جنبه، فايقظه وقال له: «قم
سريعا! « فانحلت السلسلتان عن يديه.
8- وقال له الملاك: «شد حزامك واربط حذاءك« ففعل. ثم
قال له: «البس ثوبك واتبعني«.
9- فخرج يتبعه، وهو لا يعرف ان ما فعله الملاك كان
شيئا حقيقيا، بل ظن انه رؤيا.
10- فاجتازا الحرس الاول والثاني، ووصلا الى الباب
الحديدي الذي يواجه المدينة، فانفتح من تلقائه.
وخرجا حتى قطعا شارعا واحدا، ففارقه الملاك في
الحال.
11- فافاق بطرس من غفلته وقال: «الآن تاكد لي ان
الرب ارسل ملاكه، فانقذني من يد هيرودس ومن كل ما
كان اليهود ينتظرون ان يفعلوه بـي«.
12- ثم فكر قليلا وذهب الى بيت مريم ام يوحنا الملقب
بمرقس. وكان هناك جماعة كبـيرة تصلي.
13- فدق بطرس الباب الخارجي، فجاءت جارية اسمها رودة
تتسمع.
14- فلما عرفت صوت بطرس اسرعت الى داخل البيت من دون
ان تفتح الباب لشدة فرحها، واخبرتهم بان بطرس على
الباب.
15- فقالوا لها: «انت تهذين! « فاصرت على كلامها،
فقالوا لها: «هذا ملاكه! «
16- واخذ بطرس يدق الباب حتى فتحوا له، فلما شاهدوه
تعجبوا.
17- فاسكتهم باشارة من يده وروى لهم كيف اخرجه الرب
من السجن. وقال لهم: «اخبروا يعقوب والاخوة بما
جرى«. ثم خرج وذهب الى مكان آخر.
18- وعند الصباح اضطرب الحرس كثيرا وتساءلوا: «ماذا
جرى لبطرس؟«
19- ولما طلبه هيرودس فما وجده، سال الحرس وامر
بقتلهم. ثم نزل من اليهودية الى قيصرية واقام فيها.
20- وكان هيرودس غاضبا على اهل صور وصيدا. فاتفقوا
في ما بينهم وجاؤوا اليه، بعدما استمالوا بلاستس
حاجب الملك، وطلبوا السلام لان بلادهم تعتمد في
رزقها على مملكته.
21- وفي اليوم المعين لبس هيرودس ثيابه الملوكية
وجلس على العرش يخطب في الشعب.
22- فصاحوا: «هذا صوت اله لا صوت انسان! «
23- فضربه ملاك الرب في الحال لانه ما مجد الله.
فاكله الدود ومات.
24- وكان كلام الله ينتشر ويثمر.
25- ورجع برنابا وشاول من اورشليم بعدما اتما
خدمتهما، يرافقهما يوحنا الملقب بمرقس.
|
35 |
44 |
اعمال الرسل |
015 |
يعقوب
1- ونزل جماعة من اليهودية واخذوا يعلمون الاخوة،
فيقولون: «لا خلاص لكم الا اذا اختتنتم على شريعة
موسى«.
2- فوقع بينهم وبين بولس وبرنابا خلاف وجدال شديد.
فاجمعوا على ان يصعد بولس وبرنابا وغيرهما من
المؤمنين الى اورشليم ليراجعوا الرسل والشيوخ في هذه
المسالة.
3- وبعدما شيعتهم الكنيسة اجتازوا فينيقية والسامرة
يخبرون كيف اهتدى غير اليهود، فيفرح الاخوة كثيرا.
4- فلما وصلوا الى اورشليم رحبت بهم الكنيسة والرسل
والشيوخ، فاخبروهم بكل ما اجرى الله على ايديهم.
5- فقام بعض المؤمنين الذين كانوا من قبل على مذهب
الفريسيين وقالوا: «يجب ان يختتن غير اليهود ويعملوا
بشريعة موسى«.
6- فاجتمع الرسل والشيوخ للنظر في هذه المسالة.
7- وبعد جدال طويل قام بطرس وقال لهم: «ايها الاخوة،
تعرفون ان الله اختارني من بينكم من زمن بعيد ليسمع
غير اليهود من فمي كلام البشارة ويؤمنوا.
8- والله الذي يعرف ما في القلوب، شهد على رضاه
عنهم، فوهب لهم الروح القدس كما وهبه لنا،
9- فما فرق بيننا وبينهم في شيء. فهو طهر قلوبهم
بالايمان.
10- فلماذا تجربون الله الآن بان تضعوا على رقاب
التلاميذ نـيرا عجز آباؤنا وعجزنا نحن عن حمله؟
11- خصوصا ونحن نؤمن اننا نخلص بنعمة الرب يسوع كما
هم يخلصون«.
12- فسكت المجتمعون كلهم واستمعوا الى برنابا وبولس
وهما يرويان لهم الآيات والعجائب التي اجراها الله
على ايديهما بين غير اليهود.
13- وبعدما ختما كلامهما، قال يعقوب: «استمعوا لي،
ايها الاخوة:
14- اخبركم سمعان كيف اهتم الله في اول الامر ان
يتخذ من بين الامم شعبا لاسمه.
15- وهذا يوافق كلام الانبـياء في الكتب المقدسة:
16- »سارجـع بعد هذا، فابني خيمة داود المتهدمة:
ابني انقاضها واقيمها
17- ليسعى سائر النـاس الى الرب وجميع الشعوب التي
تحمل اسمي. هذا ما يقول الرب الذي صنع هذا كله،
18- وجعله معروفا من قديم الزمان«.
19- ولذلك ارى ان لا نثقل على الذين يهتدون الى الله
من غير اليهود،
20- بل نكتب اليهم ان يمتنعوا عن ذبائح الاصنام
النجسة والزنى والحيوان المخنوق والدم.
21- فلشريعة موسى من قديم الزمان معلمون في كل مدينة
يقراونها كل سبت في المجامع«.
22- فاجمع الرسل والشيوخ والكنيسة كلها على اختيار
رجلين منهم يرسلونهما الى انطاكية مع برنابا وبولس.
فاختاروا يهوذا الذي يقال له برسابا، وسيلا، وكانا
ممن لهم مكانة رفيعة بين الاخوة،
23- وسلموا اليهم هذه الرسالة: »من اخوتكم الرسل
والشيوخ الى الاخوة المهتدين من غير اليهود في
انطاكية وسورية وكيليكية، سلام:
24- سمعنا ان بعض الناس جاؤوا اليكم من غير توكيل
منا، فازعجوكم واقلقوا افكاركم.
25- فاجمعنا على ان نختار رجلين نرسلهما اليكم مع
الحبيبين برنابا وبولس،
26- رجلين كرسا حياتهما لخدمة ربنا يسوع المسيح.
27- فارسلنا يهوذا وسيلا ليقولا لكم مشافهة ما نكتب
به اليكم.
28- فالروح القدس ونحن راينا ان لا نحملكم من
الاثقال الا ما لا بد منه، وهو
29- ان تمتنعوا عن ذبائح الاصنام، وعن الدم والحيوان
المخنوق والزنى. فاذا صنتم انفسكم منها، فحسنا
تفعلون. والله معكم«.
30- فانصرفوا ونزلوا الى انطاكية، فدعوا جماعة
المؤمنين وسلموا اليهم الرسالة.
31- فلما قراوها فرحوا كثيرا بما جاء فيها من تشجيع.
32- والقى يهوذا وسيلا، وكانا هما ايضا نبيين، عظة
طويلة شجعا بها الاخوة وشددا عزائمهم.
33- وبعدما اقاما بعض الوقت في انطاكية، صرفهما
الاخوة بسلام الى الذين ارسلوهما. [
34- ولكن سيلا راى ان يبقى هناك، فرجع يهوذا وحده].
35- واقام بولس وبرنابا في انطاكية، يعلمان ويبشران
بكلام الرب ومعهما آخرون كثيرون.
36- وبعد ايام قليلة، قال بولس لبرنابا: «تعال نرجع
لنتفقد الاخوة في كل مدينة بشرنا فيها بكلام الرب،
ونطلع على احوالهم«.
37- فاراد برنابا ان يرافقهما يوحنا الملقب بمرقس،
38- ولكن بولس راى ان لا يرافقهما من فارقهما في
بمفيلية وما شاركهما في العمل.
39- فوقع بينهما نزاع حتى افترقا. فاخذ برنابا مرقس
وسافر في البحر الى قبرص.
40- واما بولس، فاختار سيلا وخرج من انطاكية، بعدما
استودعه الاخوة نعمة الرب.
41- فاجتاز سورية وكيليكية يقوي ايمان الكنائس.
|
36 |
44 |
اعمال الرسل |
021 |
يعقوب
1- وبعدما فارقناهم، ابحرنا متوجهين الى كوس، وفي
اليوم الثاني الى رودس، ومنها الى باترة.
2- فوجدنا هناك سفينة مسافرة الى فينيقية، فركبناها
وسرنا،
3- فلما ظهرت لنا قبرص تركناها عن يسارنا، واتجهنا
الى سورية. فنزلنا صور، حتى تفرغ فيها السفينة
حمولتها.
4- ووجدنا التلاميذ هناك، فاقمنا عندهم سبعة ايام.
وكانوا يقولون لبولس، بوحي من الروح، ان لا يصعد الى
اورشليم.
5- ولما انقضت مدة اقامتنا بينهم، خرجنا للسفر،
فشيعونا كلهم، مع نسائهم واولادهم، الى خارج
المدينة، فسجدنا على الشـاطئ وصلينا.
6- ثم ودع بعضنا بعضا، فصعدنا الى السفينة، ورجعوا
هم الى بيوتهم.
7- ومن صور وصلنا في نهاية الرحلة الى بتولمايس،
فسلمنا على الاخوة هناك واقمنا عندهم يوما واحدا.
8- وسرنا في الغد الى قيصرية. فدخلنا بيت فيلبس
المبشر وهو احد السبعة ونزلنا عنده،
9- وكان له اربع بنات عذارى يتنبان.
10- وبعد عدة ايام من اقامتنا، جاء من اليهودية نبـي
اسمه اغابوس.
11- فجاء الينا واخذ حزام بولس وقيد به رجليه ويديه
وقال: «يقول الروح القدس: صاحب هذا الحزام سيقيده
اليهود هكذا في اورشليم ويسلمونه الى ايدي
الوثنيين«.
12- فلما سمعنا هذا الكلام، اخذنا نحن والحاضرون
نرجو من بولس ان لا يصعد الى اورشليم.
13- فقال: «ما لكم تبكون فتكسرون قلبـي؟ انا مستعد
لا للقيود وحدها، بل للموت في اورشليم من اجل الرب
يسوع«.
14- فلما عجزنا عن اقناعه، سكتنا وقلنا: «لتكن مشيئة
الرب«.
15- وبعد ذلك بايام تاهبنا للسفر وصعدنا الى
اورشليم.
16- ورافقنا بعض التلاميذ من قيصرية، فانزلونا في
بيت مناسون القبرصي، وهو تلميذ قديم.
17- ولما وصلنا الى اورشليم رحب بنا الاخوة فرحين.
18- ودخل معنا بولس في الغد الى يعقوب، وكان الشيوخ
كلهم حاضرين.
19- فسلم عليهم بولس وروى لهم بالتفصيل كل ما اجرى
الله على يده بين سائر الشعوب.
20- فلما سمعوا، مجدوا الله وقالوا لبولس: «انت ترى،
ايها الاخ، كيف ان آلاف اليهود آمنوا وكلهم متعصبون
لشريعة موسى.
21- وهؤلاء سمعوا انك تعلم اليهود المقيمين بين سائر
الشعوب ان يرتدوا عن شريعة موسى، وتوصيهم ان لا
يختنوا اولادهم ولا يتبعوا تقاليدنا.
22- فما العمل؟ لانهم ولا شك سيسمعون بمجيئك.
23- فاعمل بما نقوله لك: عندنا اربعة رجال عليهم
نذر.
24- خذهم واطهر معهم وانفق عليهم ليحلقوا رؤوسهم،
فيعرف جميع الشعب ان ما سمعوه عنك غير صحيح، وانك
تسلك مثلهم حسب شريعة موسى.
25- اما الذين آمنوا من غير اليهود، فكتبنا اليهم
براينا، وهو ان يمتنعوا عن ذبائح الاصنام وعن الدم
والحيوان المخنوق والزنى«.
26- فاخذ بولس الرجال الاربعة في الغد، فاطهر معهم
ودخل الهيكل واعلن الموعد الذي تنقضي فيه ايام
الطهور حتى يقدم فيه القربان عن كل واحد منهم.
27- ولما كادت تنقضي ايام الطهور السبعة، راى بعض
اليهود الآسيويين بولس في الهيكل. فحرضوا جمهور
الشعب، وقبضوا عليه،
28- وصاحوا: «النجدة، يا بني اسرائيل! هذا هو الرجل
الذي يعلم الناس في كل مكان تعليما يسيء الى شعبنا
وشريعتنا وهذا الهيكل، حتى انه جاء ببعض اليونانيين
الى الهيكل، ودنس هذا المكان المقدس! «
29- قالوا هذا لانهم شاهدوا تروفيمس الافسسي مع بولس
في المدينة، فظنوا ان بولس دخل به الهيكل!
30- فهاجت المدينة كلها، وتجمع الناس على بولس
فامسكوه وجروه الى خارج الهيكل، واغلقوا الابواب في
الحال.
31- وبينما هم يحاولون قتله، سمع قائد الحامية
الرومانـية ان اورشليم كلها في هيجان،
32- فاخذ في الحال جنودا وضباطا وجاء مسرعا اليهم.
فلما شاهدوا القائد وجنوده كفوا عن ضرب بولس.
33- فدنا اليه القائد وامسكه وامر بان يقيد
بسلسلتين. ثم سال عنه ليعرف من هو وماذا فعل،
34- فكان بعضهم ينادي بشيء، وبعضهم بشيء آخر. فلما
تعذر عليه في مثل هذه الضجة ان يعرف تماما ما جرى،
امر جنوده بان يسوقوا بولس الى القلعة.
35- فلما وصلوا به الى السلم، حمله الجنود لئلا يفتك
به جمهور الشعب.
36- لانهم كانوا يتبعونه ويصيحون: «اقتلوه! «
37- وبينما بولس يدخل القلعة، قال لقائد الحامية:
«اتسمح ان اقول لك شيئا؟« فقال له: «اتعرف
اليونانـية؟
38- اما انت المصري الذي اثار الفتنة من مدة وخرج
باربعة آلاف قاتل الى الصحراء؟«
39- فقال بولس: «انا يهودي ومواطن روماني من طرسوس
في كيليكية، وهي مدينة معروفة جيدا. فارجو منك ان
تاذن لي بان اخاطب الشعب«.
40- فاذن له، فوقف بولس على السلم واشار بـيده الى
الشعب. فلما ساد السكوت، خاطبهم بولس بالعبرية، قال:
|
37 |
45 |
رسالة رومة |
009 |
يعقوب
1- اقول الحق في المسيح ولا اكذب. فضميري شاهد لي في
الروح القدس
2- اني حزين جدا وفي قلبـي الم لا ينقطع،
3- واني اتمنى لو كنت انا ذاتي محروما ومنفصلا عن
المسيح في سبيل اخوتي بني قومي في الجسد.
4- هم بنو اسرائيل الذين جعلهم الله ابناءه، ولهم
المجد والعهود والشريعة والعبادة والوعود،
5- ومنهم كان الآباء وجاء المسيح في الجسد، وهو
الكائن على كل شيء الها مباركا الى الابد. آمين.
6- ولا اقول ان وعد الله خاب. فما كل بني اسرائيل هم
اسرائيل،
7- ولا كل الذين من نسل ابراهيم هم ابناء ابراهيم.
قال الله لابراهيم: «باسحق يكون لك نسل«.
8- فما ابناء الجسد هم ابناء الله، بل ابناء الوعد
هم الذين يحسبهم الله نسل ابراهيم.
9- فكلام الوعد هو هذا: «ساعود في مثل هذا الوقت،
ويكون لسارة ابن«.
10- وما هذا كل شيء، بل ان رفقة حبلت من رجل واحد،
من ابينا اسحق،
11- وقبل ان يولد الصبيان ويعملا خيرا او شرا، وليتم
ما اختاره الله بتدبـيره القائم على دعوته لا على
الاعمال،
12- قال الله لرفقة: «الاكبر يستعبده الاصغر«،
13- على ما ورد في الكتاب:«احببت يعقوب وابغضت
عيسو«.
14- فماذا نقول؟ ايكون عند الله ظلم؟ كلا!
15- قال الله لموسى: «ارحم من ارحم، واشفق على من
اشفق«.
16- فالامر لا يعود الى ارادة الانسان ولا الى سعيه،
بل الى رحمة الله وحدها.
17- ففي الكتاب قال الله لفرعون: «رفعتك لاظهر فيك
قدرتي ويدعو الناس باسمي في الارض كلها«.
18- فهو اذا يرحم من يشاء ويقسي قلب من يشاء.
19- ويقول لي احدكم: «فلماذا يلومنا الله؟ من يقدر
ان يقاوم مشيئته؟«
20- فاجيب: من انت ايها الانسان حتى تعترض على الله؟
ايقول المصنوع للصانع: لماذا صنعتني هكذا؟
21- اما يحق للخزاف ان يستعمل طينه كما يشاء، فيصنع
من جبلة الطين نفسها اناء لاستعمال شريف، واناء آخر
لاستعمال دنيء.
22- وكذلك الله، شاء ان يظهر غضبه ويعلن قدرته،
فاحتمل بصبر طويل آنية النقمة التي للهلاك_
23- كما شاء ان يعلن فيض مجده في آنية الرحمة التي
سبق فاعدها للمجد،
24- اي نحن الذين دعاهم لا من بين اليهود وحدهم، بل
من بين سائر الشعوب ايضا.
25- وفي كتاب هوشع ان الله قال: «الذي ما كان شعبي
سادعوه شعبي، والتي ما كانت محبوبتي سادعوها
محبوبتي،
26- وحيث قيل لهم: ما انتم شعبي، يدعون ابناء الله
الحي«.
27- ويكتب اشعيا في كلامه على اسرائيل: «وان كان بنو
اسرائيل عدد رمل البحر، فلا يخلص منهم الا بقية،
28- لان الرب سيقضي في الارض قضاء كاملا سريعا
عادلا.
29- وبهذا انبا اشعيا فقال: لولا ان رب الجنود حفظ
لنا نسلا، لصرنا مثل سدوم واشبهنا عمورة«.
30- فماذا نقول؟ نقول ان الامم الذين ما سعوا الى
البر تبرروا ولكن بالايمان،
31- اما بنو اسرائيل الذين سعوا الى شريعة غايتها
البر فشلوا في بلوغ غاية الشريعة.
32- ولماذا؟ لانهم سعوا الى هذا البر بالاعمال التي
تفرضها الشريعة لا بالايمان، فصدموا حجر العثرة،
33- كما يقول الكتاب: «ها انا اضع في صهيون حجر عثرة
في طريق الشعب وصخرة سقوط، فمن آمن به لا يخيب«.
|
38 |
45 |
رسالة رومة |
011 |
يعقوب
1- لكني اقول: هل نبذ الله شعبه؟ كلا! فانا نفسي من
بني اسرائيل، من نسل ابراهيم وعشيرة بنيامين.
2- ما نبذ الله شعبه وهو الذي سبق فاختاره. وانتم
تعرفون ما قال الكتاب في ايليا حين شكا بني اسرائيل
الى الله، فقال:
3- »يا رب، قتلوا انبياءك وهدموا كل مذابحك وبقيت
انا وحدي، وهم يريدون ان يقتلوني«.
4- فماذا اجابه صوت الله؟ اجابه: «ابقيت سبعة آلاف
رجل ما حنوا ركبة لبعل«.
5- وفي الزمن الحاضر ايضا بقية من الناس اختارها
الله بالنعمة.
6- فاذا كان الاختيار بالنعمة، فما هو اذا بالاعمال،
والا لما بقيت النعمة نعمة.
7- فماذا بعد؟ ما كان يطلبه بنو اسرائيل ولا
ينالونه، ناله الذين اختارهم الله. اما الباقون فقست
قلوبهم،
8- كما جاء في الكتاب: «اعطاهم الله عقلا خاملا
وعيونا لا تبصر وآذانا لا تسمع الى هذا اليوم«.
9- وقال داود: «لتكن موائدهم فخا لهم وشركا وحجر
عثرة وعقابا.
10- لتظلم عيونهم فلا تبصر، ولتكن ظهورهم محنية كل
حين«.
11- واما انا فاقول: هل زلت قدم اليهود ليسقطوا الى
الابد؟ كلا! بل بزلتهم صار الخلاص لغير اليهود حتى
تثور الغيرة في بني اسرائيل.
12- فاذا كان في زلتهم غنى للعالم وفي نقصانهم غنى
لسائر الشعوب، فكم يكون الغنى في اكتمالهم؟
13- والآن اقول لغير اليهود منكم: ما دمت رسولا الى
غير اليهود، فانا فخور برسالتي
14- لعلي اثير غيرة بني قومي فاخلص بعضا منهم.
15- فاذا كان رفضهم ادى الى مصالحة العالم مع الله،
فهل يكون قبولهم الا حياة بعد موت؟
16- واذا كانت الخميرة مقدسة، فالعجين كله مقدس.
واذا كان الاصل مقدسا، فالفروع مقدسة ايضا.
17- فاذا قطعت بعض الفروع، وكنت انت زيتونة برية
فطعمت لتشارك الفروع الباقية في اصل الشجرة وخصبها،
18- فلا تفتخر على الفروع التي قطعت. وكيف تفتخر
وانت لا تحمل الاصل، بل الاصل هو الذي يحملك؟
19- ولكنك تقول: «قطعت تلك الفروع حتى اطعم انا! «
20- حسنا! هي قطعت لعدم ايمانها، وانت باق لايمانك،
فلا تفتخر بل خف.
21- فان كان الله لم يبق على الفروع الطبـيعية فهل
يبقي عليك؟
22- فاعتبر بلين الله وشدته فالشدة على الذين سقطوا،
واللين لك اذا ثبت اهلا لهذا اللين، والا فتقطع انت
ايضا.
23- اما هم، فاذا توقفوا عن عدم ايمانهم يطعمهم
الله، لان الله قادر على ان يطعمهم ثانية.
24- فاذا كان الله قطعك من زيتونة برية تنتمي اليها
بطبيعتك، وطعمك خلافا لطبيعتك في زيتونة جيدة، فما
احق الذين ينتمون الى زيتونتهم بالطبيعة بان يطعمهم
الله فيها.
25- فانا لا اريد، ايها الاخوة، ان تجهلوا هذا السر
لئلا تحسبوا انفسكم عقلاء، وهو ان قسما من بني
اسرائيل قسى قلبه الى ان يكمل عدد المؤمنين من سائر
الامم.
26- وهكذا يخلص جميع بني اسرائيل، كما جاء في
الكتاب: «من صهيون يجيء المخلص ويزيل الكفر عن بني
يعقوب.
27- ويكون هذا عهدي لهم حين امحو خطاياهم«.
28- فاليهود من حيث البشارة هم اعداء الله لخيركم.
واما من حيث اختيار الله، فهم احباؤه اكراما للآباء.
29- ولا ندامة في هبات الله ودعوته.
30- فكما عصيتم الله من قبل ورحمكم الآن لعصيانهم،
31- فكذلك هم عصوا الله الآن ليرحمهم كما رحمكم،
32- لان الله جعل البشر كلهم سجناء العصيان حتى
يرحمهم جميعا.
33- ما اعمق غنى الله وحكمته وعلمه! وما اصعب ادراك
احكامه وفهم طرقه؟
34- فالكتاب يقول: «من الذي عرف فكر الرب، او من
الذي كان له مشيرا؟
35- ومن الذي بادره بالعطاء ليبادله بالمثل؟«
36- فكل شيء منه وبه واليه. فله المجد الى الابد.
آمين.
|
39 |
46 |
رسالة كورونتس الاولى |
015 |
يعقوب
1- اذكركم، ايها الاخوة، بالبشارة التي حملتها اليكم
وقبلتموها ولا تزالون ثابتين عليها،
2- وبها تخلصون اذا حفظتموها كما بشرتكم بها، والا
فانتم آمنتم باطلا.
3- سلمت اليكم قبل كل شيء ما تلقيته، وهو ان المسيح
مات من اجل خطايانا كما جاء في الكتب،
4- وانه دفن وقام في اليوم الثـالث كما جاء في
الكتب،
5- وانه ظهر لبطرس ثم للرسل الاثني عشر،
6- ثم ظهر لاكثر من خمس مئة اخ معا لا يزال معظمهم
حيا وبعضهم ماتوا،
7- ثم ظهر لـيعقوب، ثم لجميع الرسل،
8- حتى ظهر لي آخرا انا ايضا كاني سقط.
9- فما انا الا اصغر الرسل، ولا احسب نفسي اهلا لان
يدعوني احد رسولا لاني اضطهدت كنيسة الله،
10- وبنعمة الله انا ما انا عليه الآن، ونعمته علي
ما كانت باطلة، بل اني جاهدت اكثر من سائر الرسل
كلهم، وما انا الذي جاهدت، بل نعمة الله التي هي
معي.
11- اكنت انا ام كانوا هم، هذا ما نبشر به وهذا ما
به آمنتم.
12- وما دمنا نبشر بان المسيح قام من بين الاموات،
فكيف يقول بعضكم ان الاموات لا يقومون؟
13- ان كان الاموات لا يقومون، فالمسيح ما قام ايضا.
14- وان كان المسيح ما قام، فتبشيرنا باطل وايمانكم
باطل،
15- بل نكون شهود الزور على الله، لاننا شهدنا على
الله انه اقام المسيح وهو ما اقامه، ان كان الاموات
لا يقومون.
16- فاذا كانوا لا يقومون، فالمسيح ما قام ايضا.
17- واذا كان المسيح ما قام، فايمانكم باطل وانتم
بعد في خطاياكم.
18- وكذلك الذين ماتوا في المسيح هلكوا.
19- واذا كان رجاؤنا في المسيح لا يتعدى هذه الحياة،
فنحن اشقى الناس جميعا.
20- لكن الحقيقة هي ان المسيح قام من بين الاموات هو
بكر من قام من رقاد الموت.
21- فالموت كان على يد انسان، وعلى يد انسان تكون
قيامة الاموات.
22- وكما يموت جميع الناس في آدم، فكذلك هم في
المسيح سيحيون،
23- ولكن كل واحد حسب رتبته. فالمسيح اولا لانه
البكر، ثم الذين هم للمسيح عند مجيئه.
24- ويكون المنتهى حين يسلم المسيح الملك الى الله
الآب بعد ان يبيد كل رئاسة وكل سلطة وقوة.
25- فلا بد له ان يملك حتى يضع جميع اعدائه تحت
قدميه.
26- والموت آخر عدو يبيده.
27- فالكتاب يقول ان الله «اخضع كل شيء تحت قدميه«.
وعندما يقول: «اخضع كل شيء«، فمن الواضح انه يستثني
الله الآب الذي اخضع كل شيء للمسيح.
28- ومتى خضع كل شيء للابن، يخضع هو نفسه لله الذي
اخضع له كل شيء، فيكون الله كل شيء في كل شيء.
29- واذا كان الاموات لا يقومون، فماذا ينفع الذين
يقبلون المعمودية من اجل الاموات؟ لماذا يتعمدون من
اجلهم؟
30- ولماذا نتعرض نحن للخطر كل حين؟
31- فانا اذوق الموت كل يوم. اقول هذا، ايها الاخوة،
بما لي من فخر بكم في المسيح يسوع ربنا.
32- فاذا كنت صارعت الوحوش في افسس لغرض بشري، فما
الفائدة لي؟ واذا كان الاموات لا يقومون، فلنقل مع
القائلين: «تعالوا ناكل ونشرب، فغدا نموت«.
33- لا تضلوا: «المعاشرة السيئة تفسد الاخلاق
الحسنة«.
34- عودوا الى وعيكم السليم ولا تخطاوا، لان بعضكم
يجهل الله كل الجهل. اقول هذا لتخجلوا.
35- ويسال احدكم: «كيف يقوم الاموات، وفي اي جسم
يعودون؟«
36- يا لك من جاهل! ما تزرعه لا يحيا الا اذا مات.
37- وما تزرعه هو مجرد حبة من الحنطة مثلا، او غيرها
من الحبوب، لا جسم النبتة كما سيكون،
38- والله يجعل لها جسما كما يشاء، لكل حـبة جسم
خاص.
39- وما الاجسام الحية كلها سواء، فللانسان جسم
وللحيوان جسم آخر، وللطير جسم وللسمك جسم آخر.
40- وهناك اجسام سماوية واجسام ارضية. فللاجسام
السماوية بهاء، وللاجسام الارضية بهاء آخر.
41- الشمس لها بهاء والقمر له بهاء آخر، وللنجوم
بهاؤها، وكل نجم يختلف ببهائه عن الآخر.
42- وهذه هي الحال في قيامة الاموات: يدفن الجسم
مائتا ويقوم خالدا.
43- يدفن بلا كرامة ويقوم بمجد. يدفن بضعف ويقوم
بقوة.
44- يدفن جسما بشريا ويقوم جسما روحانيا. واذا كان
هناك جسم بشري، فهناك ايضا جسم روحاني.
45- فالكتاب يقول: «كان آدم الانسان الاول نفسا
حية«، وكان آدم الاخير روحا يحيي.
46- فما كان الروحاني اولا، بل البشري، وكان
الروحانـي بعده.
47- الانسان الاول من التراب فهو ارضي، والانسان
الآخر من السماء.
48- فعلى مثال الارضي يكون اهل الارض، وعلى مثال
السماوي يكون اهل السماء.
49- ومثلما لبسنا صورة الارضي، فكذلك نلبس صورة
السماوي.
50- اقول لكم، ايها الاخوة، ان اللحم والدم لا
يمكنهما ان يرثا ملكوت الله، ولا يمكن للموت ان يرث
الخلود.
51- واسمعوا هذا السر: لا نموت كلنا، بل نتغير كلنا،
52- في لحظة وطرفة عين، عند صوت البوق الاخير، لان
صوت البوق سيرتفع، فيقوم الاموات لابسين الخلود ونحن
نتغير.
53- فلا بد لهذا المائت ان يلبس ما لا يموت، ولهذا
الفاني ان يلبس ما لا يفنى.
54- ومتى لبس هذا المائت ما لا يموت، ولبس هذا
الفاني ما لا يفنى، تم قول الكتاب: «الموت ابتلعه
النصر«.
55- فاين نصرك يا موت؟ واين يا موت شوكتك؟
56- وشوكة الموت هي الخطيئة، وقوة الخطيئة هـي
الشريعة.
57- فالحمد لله الذي منحنا النصر بربنا يسوع المسيح.
58- فكونوا، يا اخوتي الاحباء، ثابتين راسخين،
مجتهدين في عمل الرب كل حين، عالمين ان جهدكم في
الرب لا يضيع.
|
40 |
48 |
رسالة غلاطية |
001 |
يعقوب
1- مني انا بولس، رسول لا من الناس ولا بدعوة من
انسان، بل بدعوة من يسوع المسيح والله الآب الذي
اقامه من بين الاموات،
2- ومن جميع الاخوة الذين معي، الى كنائس غلاطية.
3- عليكم النعمة والسلام من الله ابينا ومن الرب
يسوع المسيح،
4- الذي ضحى بنفسه من اجل خطايانا لينقذنا من هذا
العالم الشرير، عملا بمشيئة الهنا وابينا،
5- له المجد الى ابد الدهور. آمين.
6- عجيب امركم! ابمثل هذه السرعة تتركون الذي دعاكم
بنعمة المسيح وتتبعون بشارة اخرى؟
7- وما هناك «بشارة اخرى«، بل جماعة تثير البلبلة
بينكم وتحاول تغيير بشارة المسيح.
8- فلو بشرناكم نحن او بشركم ملاك من السماء ببشارة
غير التي بشرناكم بها، فليكن ملعونا.
9- قلنا لكم قبلا واقول الآن: اذا بشركم احد ببشارة
غير التي قبلتموها منا، فاللعنة عليه.
10- هل انا استعطف الناس؟ كلا، بل استعطف الله.
ايكون اني اطلب رضا الناس فلو كنت الى اليوم اطلب
رضا الناس، لما كنت عبدا للمسيح.
11- فاعلموا، ايها الاخوة، ان البشارة التي بشرتكم
بها غير صادرة عن البشر.
12- فانا ما تلقيتها ولا اخذتها عن انسان، بل عن وحي
من يسوع المسيح.
13- سمعتم بسيرتي الماضية في ديانة اليهود وكيف كنت
اضطهد كنيسة الله بلا رحمة واحاول تدميرها
14- وافوق اكثر ابناء جيلي من بني قومي في ديانة
اليهود وفي الغيرة الشديدة على تقاليد آبائي.
15- ولكن الله بنعمته اختارني وانا في بطن امي
فدعاني الى خدمته.
16- وعندما شاء ان يعلن ابنه في لابشر به بين الامم،
ما استشرت بشرا
17- ولا صعدت الى اورشليم لارى الذين كانوا رسلا
قبلي، بل ذهبت على الفور الى بلاد العرب ومنها عدت
الى دمشق.
18- وبعد ثلاث سنوات صعدت الى اورشليم لارى بطرس،
فاقمت عنده خمسة عشر يوما،
19- وما رايت غيره من الرسل سوى يعقوب اخي الرب.
20- ويشهد الله اني لا اكذب في هذا الذي اكتب به
اليكم.
21- ثم سافرت الى بلاد سورية وكيليكية،
22- وما كنت معروف الوجه عند كنائس المسيح في
اليهودية،
23- وانما سمعوا ان «الذي كان يضطهدنا هو الآن يبشر
بالايمان الذي كان يريد ان يدمره«،
24- فمجدوا الله من اجلي.
|
41 |
48 |
رسالة غلاطية |
002 |
يعقوب
1- وبعد اربع عشرة سنة، صعدت ثانية الى اورشليم مع
برنابا واخذت معي تيطس،
2- وكان صعودي اليها بوحي. وعرضت على كبار المؤمنين
دون غيرهم، البشارة التي اعلنها بين الامم، لئلا
يكون سعيي في الماضي والحاضر باطلا.
3- فما اجبروا رفيقي تيطس، وهو يوناني، على
الاختتان،
4- مع ان اخوة دخلاء كذابـين دسوا انفسهم بيننا
ليتجسسوا الحرية التي لنا في المسيح يسوع،
فيستعبدونا.
5- وما استسلمنا لهم خاضعين ولو لحظة، حتى نحافظ على
صحة البشارة كما عرفتموها.
6- اما الذين كانوا يعتبرون من كبار المؤمنين -ولا
فرق عندي ما كانت عليه مكانتهم لان الله لا يحابي
احدا فما اضافوا شيئا،
7- بل راوا ان الله عهد الي في تبشير غير اليهود كما
عهد الى بطرس في تبشير اليهود،
8- لان الذي جعل بطرس رسولا لليهود، جعلني انا رسولا
لغير اليهود،
9- ولما عرف يعقوب وبطرس ويوحنا، وهم بمكانة عمداء
الكنيسة، ما وهبني الله من نعمة، مدوا الي والى
برنابا يمين الاتفاق على ان نتوجه نحن الى غير
اليهود وهم الى اليهود.
10- وكل ما طلبوه منا ان نتذكر الفقراء، وهذا ما
بذلت في سبيله كل جهد.
11- وعندما جاء بطرس الى انطاكية، قاومته وجها لوجه
لانه كان يستحق اللوم.
12- فقبل ان يجيء قوم من عند يعقوب، كان بطرس ياكل
مع غير اليهود. فلما وصلوا تجنبهم وانفصل عنهم خوفا
من دعاة الختان.
13- وجاراه سائر اليهود في ريائه، حتى ان برنابا
نفسه انقاد الى ريائهم.
14- فلما رايت انهم لا يسيرون سيرة مستقيمة مع حقيقة
البشارة، قلت لبطرس بمحضر منهم كلهم: «اذا كنت انت
اليهودي تعيش كغير اليهود لا كاليهود، فكيف تلزم غير
اليهود ان يعيشوا كاليهود؟«
15- نحن يهود بالولادة لا من الامم الخاطئين كما
يقال لهم.
16- ولكننا نعرف ان الله لا يبرر الانسان لانه يعمل
باحكام الشريعة، بل لانه يؤمن بيسوع المسيح. ولذلك
آمنا بالمسيح يسوع ليبررنا الايمان بالمسيح، لا
العمل باحكام الشريعة. فالانسان لا يتبرر لعمله
باحكام الشريعة.
17- فان كنا ونحن نسعى الى التبرر في المسيح وجدنا
ايضا من الخاطئين، فهل يعني هذا ان المسيح يعمل
للخطيئة؟ كلا.
18- ولكني اذا عدت الى بناء ما هدمته، جعلت من نفسي
مخالفا للشريعة،
19- لاني بالشريعة مت عن الشريعة لاحيا لله.
20- مع المسيح صلبت، فما انا احيا بعد، بل المسيح
يحيا فـي. واذا كنت احيا الآن في الجسد. فحياتي هي
في الايمان بابن الله الذي احبني وضحى بنفسه من
اجلي.
21- فكيف اكفر بنعمة الله؟ ولو كان الانسان يتبرر
بالشريعة، لكان موت المسيح عبثا؟
|
42 |
58 |
رسالة العبرانيين |
011 |
يعقوب
1- الايمان هو الوثوق بما نرجوه وتصديق ما لا نراه،
2- وبه شهد الله للقدماء.
3- بالايمان ندرك ان الله خلق الكون بكلمة منه، فصدر
ما نراه مما لا نراه.
4- بالايمان قدم هابيل لله ذبيحة افضل من ذبيحة
قايين، وبالايمان شهد الله له انه من الابرار عندما
رضي بقرابينه، وبالايمان ما زال يتكلم بعد موته.
5- بالايمان رفع الله اخنوخ اليه من غير ان يرى
الموت، فما وجده احد لان الله رفعه اليه. والكتاب
شهد له قبل رفعه بانه ارضى الله،
6- وبغير الايمان يستحيل ارضاء الله، لان الذي يتقرب
الى الله يجب ان يؤمن بانه موجود وانه يكافئ الذين
يطلبونه.
7- بالايمان اتعظ نوح فبنى فلكا لخلاص اهل بيته
عندما انذره الله بما سيحدث من امور لا يراها. وهكذا
حكم على العالم وورث البر ثمرة للايمان.
8- بالايمان لبى ابراهيم دعوة الله فخرج الى بلد
وعده الله به ميراثا، خرج وهو لا يعرف الى اين يذهب.
9- وبالايمان نزل في ارض الميعاد كانه في ارض غريبة،
واقام في الخيام مع اسحق ويعقوب شريكيه في الوعد
ذاته،
10- لانه كان ينتظر المدينة الثابتة على اسس والله
مهندسها وبانيها.
11- بالايمان نالت سارة نفسها القدرة على ان تحبل مع
انها عاقر جاوزت السن، لانها اعتبرت ان الذي وعد
امين،
12- فولدت من رجل واحد قارب الموت نسلا كثيرا مثل
نجوم السماء ولا حصر له كالرمال التي على شاطئ
البحر.
13- وفي الايمان مات هؤلاء كلهم دون ان ينالوا ما
وعد الله به، ولكنهم راوه وحيوه عن بعد. واعترفوا
بانهم غرباء نزلاء في الارض،
14- والذين يقولون هذا القول يبرهنون انهم يطلبون
وطنا.
15- ولو كانوا ذكروا الوطن الذي خرجوا منه، لكان لهم
فرصة للعودة اليه.
16- ولكنهم كانوا يشتاقون الى وطن افضل منه، اي الى
الوطن السماوي. لذلك لا يستحي الله ان يكون الههم،
فهو الذي اعد لهم مدينة.
17- بالايمان قدم ابراهيم ابنه الوحيد اسحق ذبيحة
عندما امتحنه الله، قدمه وهو الذي اعطاه الله الوعد
18- وقال له: «باسحق يكون لك نسل«.
19- واعتقد ابراهيم ان الله قادر ان يقيم الاموات.
لذلك عاد اليه ابنه اسحق وفي هذا رمز.
20- بالايمان بارك اسحق يعقوب وعيسو لخيرات
المستقبل.
21- وبالايمان بارك يعقوب، لما حضره الموت، كلا من
ابني يوسف وسجد لله وهو مستند الى طرف عصاه.
22- وبالايمان ذكر يوسف عند موته خروج بني اسرائيل
من مصر واوصى اين يدفنون عظامه.
23- بالايمان اخفى والدا موسى ابنهما ثلاثة اشهر بعد
مولده، لانهما رايا الطفل جميلا وما اخافهما امر
الملك.
24- بالايمان رفض موسى، بعدما كبر، ان يدعى ابنا
لبنت فرعون،
25- وفضل ان يشارك شعب الله في الذل على التمتع
الزائل بالخطيئة،
26- واعتبر عار المسيح اغنى من كنوز مصر، لانه تطلع
الى ما سيناله من ثواب.
27- بالايمان ترك موسى مصر دون ان يخاف من غضب
الملك، وثبت على عزمه كانه يرى ما لا تراه عين.
28- بالايمان اقام الفصح ورش الدم، لئلا يمس ملاك
الموت اي بكر لبني اسرائيل.
29- بالايمان عبر بنو اسرائيل البحر الاحمر كانه بر،
ولما حاول المصريون عبوره غرقوا.
30- بالايمان سقطت اسوار اريحا بعدما طاف بها بنو
اسرائيل سبعة ايام.
31- بالايمان نجت راحاب البغي من الهلاك مع العصاة،
لانها رحبت بالجاسوسين.
32- وماذا اقول بعد؟ الوقت يضيق بي اذا اخبرت عن
جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيل
والانبياء.
33- فهم بالايمان اخضعوا الممالك واقاموا العدل
ونالوا ما وعد به الله وسدوا افواه الاسود
34- واخمدوا لهيب النيران ونجوا من حد السيف وتغلبوا
على الضعف وصاروا ابطالا في الحرب وهزموا جيوش
الغرباء،
35- واستعاد نساء امواتهن بالقيامة. واحتمل بعضهم
التعذيب ورفضوا النجاة في سبيل القيامة الى حياة
افضل،
36- وقاسى آخرون الهزء والجلد، بل القيود والسجن.
37- ورجموا ونشروا وقتلوا بحد السيف وتشردوا لابسين
جلود الغنم والماعز محرومين مقهورين مظلومين،
38- لا يستحقهم العالم، فتاهوا في البراري والجبال
والمغاور وكهوف الارض.
39- وما حصل هؤلاء على الوعد مع انه مشهود لهم
بالايمان،
40- لان الله اعد لنا مصيرا افضل من مصيرهم وشاء ان
لا يصيروا كاملين الا معنا.
|
43 |
59 |
رسالة يعقوب |
001 |
يعقوب
1- من يعقوب عبد الله والرب يسوع المسيح الى
المؤمنين المشتتين من عشائر بني اسرائيل الاثنتي
عشرة. سلام.
الايمان والحكمة
2- افرحوا كل الفرح، يا اخوتي، حينما تقعون في مختلف
انواع المحن.
3- فانتم تعرفون ان امتحان ايمانكم فيها يلد الصبر.
4- فليكن الصبر حافزا لكم على العمل الكامل حتى
تصيروا كاملين من جميع الوجوه، غير ناقصين في شيء.
5- واذا كان احد منكم تنقصه الحكمة، فليطلبها من
الله ينلها، لان الله يعطي بسخاء ولا يلوم.
6- وليطلبها بايمان لا ارتياب فيه، لان الذي يرتاب
يشبه موج البحر اذا لعبت به الريح فهيجته.
7- ولا يظن احد كهذا انه ينال من الرب شيئا،
8- لانه انسان منقسم الراي متردد في جميع طرقه.
9- ليفتخر الاخ المسكين برفعته،
10- والغني بمذلته، لان الغني كزهر العشب يزول.
11- تشرق الشمس بحرارتها فتيبس العشب، فيتساقط زهره
ويفنى جماله. كذلك يذبل الغني وهو منهمك في اعماله.
12- هنيئا لمن يصبر على المحنة، لانه اذا امتحن ينال
اكليل الحياة الذي وعد الرب به من يحبونه.
13- واذا وقع احد في محنة، فلا يقل: «هذه محنة من
الله! « لان الله لا يمتحنه الشر ولا يمتحن احدا
بالشر،
14- بل الشهوة تمتحن الانسان حين تغويه وتغريه.
15- والشهوة اذا حبلت ولدت الخطيئة، والخطيئة اذا
نضجت ولدت الموت.
16- لا تضلوا، يا اخوتي الاحباء،
17- فكل عطية صالحة وكل هبة كاملة تنزل من فوق، من
عند ابي الانوار. وهو الذي لا يتغير ولا يدور فيرمي
ظلا،
18- شاء فولدنا بكلمة الحق لنكون باكورة لخلائقه.
19- اعلموا هذا، يا اخوتي الاحباء، ليكن كل واحد
منكم سريعا الى الاستماع بطيئا عن الكلام، بطيئا عن
الغضب،
20- لان غضب الانسان لا يعمل للحق عند الله.
21- فانبذوا كل دنس وكل بقية من شر، وتقبلوا بوداعة
ما يغرس الله فيكم من الكلام القادر ان يخلص نفوسكم.
22- ولكن لا تكتفوا بسماع كلام الله من دون العمل به
فتخدعوا انفسكم.
23- فمن يسمع الكلام ولا يعمل به يكن كالناظر في
المرآة صورة وجهه،
24- فهو ينظر نفسه ويمضي، ثم ينسى في الحال كيف كان.
25- واما الذي ينظر في الشريعة الكاملة، شريعة
الحرية، ويداوم عليها، لا سامعا ناسيا، بل عاملا
بها، فهنيئا له في ما يعمل.
26- ومن ظن انه متدين وهو لا يحفظ لسانه، خدع نفسه
وكانت ديانته باطلة.
27- فالديانة الطاهرة النقية عند الله ابينا هي ان
يعتني الانسان بالايتام والارامل في ضيقتهم، وان
يصون نفسه من دنس العالم.
|
44 |
65 |
رسالة يهوذا |
001 |
يعقوب
1- من يهوذا عبد يسوع المسيح واخي يعقوب الى الذين
دعاهم الله الآب واحبهم وحفظهم ليسوع المسيح.
2- عليكم وافر الرحمة والسلام والمحبة.
3- لي شوق شديد، ايها الاحباء، ان اكتب اليكم بامر
خلاصنا المشترك، بعدما شعرت بضرورة تشجيعكم على
الجهاد في سبيل الايمان الذي تسلمه القديسون كاملا،
4- لان بعض الناس تسللوا الينا، وهم اشرار يحولون
نعمة الهنا الى فجور وينكرون سيدنا وربنا الواحد
يسوع المسيح، وعقابهم مكتوب من قديم الزمان.
5- ومع انكم تعرفون هذا كل المعرفة، ني اريد ان
تذكروا كيف ان الرب، بعدما خلص شعبه من ارض مصر،
اهلك غير المؤمنين منهم،
6- وكيف انه، عندما تخلى بعض الملائكة عن مكانتهم
وتركوا مقامهم، ابقاهم ليوم الحساب العظيم بقيود
ابدية في اعماق الظلام.
7- وكذلك سدوم وعمورة والمدن المجاورة لهما قاست
عذاب النار الابدية عندما استسلمت الى الدعارة
والشهوات الجسدية التي تخالف الطبيعة، فكانت عبرة
لغيرها.
8- وعلى مثال ذلك هؤلاء الذين في هذيانهم ينجسون
الجسد ويحتقرون سيادة الله ويهينون الكائنات
السماوية المجيدة،
9- مع ان ميخائيل رئيس الملائكة، لما خاصم ابليس
وجادله في مسالة جثة موسى، ما تجرا ان يدين ابليس
بكلمة مهينة، بل قال له: «جزاك الله! «
10- اما اولئك فهم يهينون ما يجهلون، في حين ان ما
يعرفونه بالغريزة معرفة البهائم غير العاقلة هو الذي
به يهلكون.
11- الويل لهم! سلكوا طريق قايـين واستسلموا الى
الضلال مثل بلعام طمعا في الربح وهلكوا بتمردهم كما
هلك قورح.
12- هم لطخة عار في ولائمكم الاخوية، يتلذذون معا
بلا حياء، ويشبعون نهمهم. هم غيوم لا ماء فيها
تسوقها الرياح. هم اشجار خريفية لا ثمر عليها، ماتت
مرتين واقتلعت من اصولها.
13- هم امواج البحر الهائجة، زبدها عارهم. هم نجوم
تائهة مصيرها الابدي اعماق الظلمات.
14- وانبا عنهم اخنوخ سابع الآباء من آدم حين قال:
«انظروا! جاء الرب مع الوف قديسيه
15- ليحاسب جميع البشر ويدين الاشرار جميعا على كل
شر فعلوه وكل كلمة سوء قالها عليه هؤلاء الخاطئون
الفجار«.
16- هم يتذمرون ويشتكون ويتبعون اهواءهم ويتفوهون
بالكلمات الجوفاء ويتملقون الناس طلبا للمنفعة.
17- فاذكروا، ايها الاحباء، ما انبا به رسل ربنا
يسوع المسيح،
18- حين قالوا: «سيجيء في آخر الزمان مستهزئون
يتبعون اهواءهم الشريرة«.
19- هم الذين يسببون الشقاق، غرائزيون لا روح لهم.
20- اما انتم ايها الاحباء، فابنوا انفسكم على
ايمانكم الاقدس، وصلوا في الروح القدس
21- وصونوا انفسكم في محبة الله منتظرين رحمة ربنا
يسوع المسيح من اجل الحياة الابدية.
22- ترافوا بالمترددين،
23- وخلصوا غيرهم وانقذوهم من النار، وارحموا آخرين
على خوف، ولكن ابغضوا حتى الثوب الذي دنسه جسدهم.
24- للقادر ان يصونكم من الزلل ويوقفكم امام مجده
مبتهجين، لا لوم عليكم،
25- للاله الواحد مخلصنا بيسوع المسيح ربنا، المجد
والجلال والقوة والسلطان، قبل كل زمان والآن والى
الابد. آمين.
|