نسب يسوع المسيح
اسماء علم من الكتاب المقدس بعهده القديم، الكتب المحتضنة

الايات من   القديم   الجديد

الكتب - القديم 1 2 3    الجديد

العودة الى الاساس

     

يعقوب

           لائحة بالكتب مع مختصر لمضمون الفصول او الاصحاحات التي تحتضن هذه الكالمة الاسم.
 
  • بالون الاسود - يعني ان هذا الاسم المحتضن له علاقة بنسب يسوع المسيح
  • بالون الاحمر - يعني ان هذا الاسم المحتضن لا علاقة له بنسب يسوع المسيح
 
  الكتاب اسم الكتاب الفصل   مضمون ...
1 01   كتاب التكوين 025 يعقوب
1- وعاد ابراهيم فاتخذ لنفسه زوجة تدعى قطورة،
2- فانجبت له زمران ويقشان ومدان ومديان ويشباق وشوحا.
3- وانجب يقشان شبا وددان. اما ابناء ددان فهم: اشوريم ولطوشيم ولاميم.
4- وابناء مديان هم: عيفة وعفر وحنوك وابيداع، والدعة. وهؤلاء جميعا من ذرية قطورة.
5- وورث ابراهيم اسحق كل ماله.
6- اما ابناؤه من سراريه فاعطاهم ابراهيم عطايا، وصرفهم في اثناء حياته نحو ارض المشرق بعيدا عن اسحق ابنه.
7- وعاش ابراهيم مئة وخمسا وسبعين سنة.
8- ثم مات بشيبة صالحة وانضم الى اسلافه،
9- فدفنه ابناه اسحق واسماعيل في مغارة المكفيلة، في حقل عفرون بن صوحر الحثي مقابل ممرا،
10- وهو الحقل الذي اشتراه ابراهيم من الحثيين، وفيه دفن ابراهيم وزوجته سارة.
11- وبعد وفاة ابراهيم بارك الله اسحق ابنه، واقام اسحق عند بئر لحي رئي.
12- وهذا سجل مواليد اسماعيل بن ابراهيم الذي انجبته هاجر المصرية جارية سارة لابراهيم.
13- وهذه اسماء ابناء اسماعيل مدونة حسب ترتيب ولادتهم: نبايوت بكر اسماعيل، وقيدار وادبئيل ومبسام،
14- ومشماع ودومة ومسا،
15- وحدار وتيما ويطور ونافيش وقدمة.
16- هؤلاء هم بنو اسماعيل، وهذه هي اسماؤهم حسب ديارهم وحصونهم، وقد صاروا اثني عشر رئيسا لاثنتي عشرة قبيلة.
17- ومات اسماعيل وله من العمر مئة وسبع وثلاثون سنة، ولحق بقومه.
18- اما ذريته فقد انتشرت من حويلة الى شور المتاخمة لمصر في اتجاه اشور، وكانت على عداء مع بقية اخوتها.
19- وهذا سجل مواليد اسحق بن ابراهيم. انجب ابراهيم اسحق.
20- وكان اسحق في الاربعين من عمره عندما تزوج رفقة بنت بتوئيل الارامي من سهل ارام، واخت لابان الارامي.
21- وصلى اسحق الى الرب من اجل امراته لانها كانت عاقرا، فاستجاب له الرب، فحملت رفقة زوجته.
22- واذ تصارع الطفلان في بطنها قالت: «ان كان الامر هكذا فما لي والحبل؟» ومضت لتستفهم من الرب
23- فقال لها الرب: «في احشائك امتان، يتفرع منهما شعبان. شعب يستقوي على شعب، وكبير يستعبد لصغير».

24- وعندما اكتملت ايامها لتلد اذا في احشائها توامان.
25- فخرج الاول مكسوا بالشعر وكانه يرتدي فروة حمراء، فدعوه عيسو (ومعناه اشعر).
26- ثم خرج اخوه ويده قابضة على عقب عيسو فدعوه يعقوب (ومعناه متعقب). وكان اسحق في الستين من عمره عندما انجبتهما له رفقة.
27- وكبر الولدان، فاصبح عيسو صيادا ماهرا ورجل برية، بينما كان يعقوب رجلا هادئا يقيم في الخيام.
28- واحب اسحق عيسو لانه كان ياكل من صيده، اما رفقة فقد احبت يعقوب.
29- وذات مرة عاد عيسو من الحقل مرهقا فوجد يعقوب قد طبخ طعاما،
30- فقال عيسو ليعقوب: «اطعمني من هذا الطبيخ الاحمر لانني جائع جدا». لهذا دعي عيسو بادوم.
31- فقال يعقوب: «بعني اولا امتيا زات بكوريتك».
32- فقال عيسو: «انا لابد مائت، فاي نفع لي من بكوريتي؟»
33- فاجابه يعقوب: «احلف لي اولا». فحلف له، وباع امتيازات بكوريته ليعقوب.
34- عندئذ اعطى يعقوب عيسو خبزا وطبيخ عدس، فاكل وشرب ثم قام ومضى في سبيله. وهكذا احتقر عيسو امتيازات البكورية
 
2 01   كتاب التكوين 027 يعقوب
1- ولما شاخ اسحق وضعف بصره استدعى ابنه الاكبر عيسو وقال له: «يابني،
2- ها انا قد شخت ولست اعرف متى يحين يوم وفاتي.
3- فا لآن خذ عدتك: جعبتك وقوسك، وامض الى البرية واقتنص لي صيدا.
4- وجهز لي طعاما شهيا كما احب وائتني به لآكل، لتباركك نفسي قبل ان اموت».
5- وسمعت رفقة حديث اسحق لابنه عيسو. فعندما انطلق عيسو الى البرية ليصطاد صيدا وياتي به.
6- قالت رفقة لابنها يعقوب: «سمعت اباك يقول لعيسو اخيك
7- اقتنص لي صيدا، وجهز لي اطعمة شهية لآكل واباركك امام الرب قبل موتي».
8- والآن يابني اطع قولي في ما آمرك به،
9- واذهب الى قطيع الماشية، واختر جديين لاجهز لابيك اطعمة شهية كما يحب،
10- تقدمها لابيك لياكل، فيباركك قبل وفاته».
11- فقال يعقوب لرفقة امه: «اخي عيسو رجل اشعر، وانا رجل املس.
12- وقد يجسني ابي فيتبين خداعي، واستجلب على نفسي لعنة لا بركة».
13- فقالت له امه: «لعنتك علي يابني، فاطع قولي فقط، واذهب واحضر الجديين لي».
14- فذهب واختارهما واحضرهما لامه، فاعدت رفقة الاطعمة المطيبة كما يحب ابوه
15- وتناولت ثياب بكرها عيسو الفاخرة الموجودة عندها في البيت والبست يعقوب ابنها الاصغر،
16- وكذلك غطت يديه وملاسة عنقه بجلد الجديين.
17- واعطته ما اعدته من الاطعمة الشهية والخبز.
18- فاقبل على ابيه وقال: «ياابي». فاجابه: «نعم ياابني، من انت؟»
19- فقال يعقوب: «انا عيسو بكرك. وقد فعلت كما طلبت، والآن قم واجلس وكل من صيدي حتى تباركني».
20- فقال اسحق: «كيف استطعت ان تجد صيدا بمثل هذه السرعة ياولدي؟» فاجابه: «لان الرب الهك قد يسر لي ذلك».
21- وقال اسحق: «اقترب مني لاجسك ياابني لارى ان كنت حقا ابني عيسو ام لا».
22- فدنا يعقوب من ابيه اسحق فجسه وقال: «الصوت صوت يعقوب، اما اليدان فهما يدا عيسو».
23- ولم يعرفه لان يديه كانتا مشعرتين كيدي اخيه عيسو، فباركه،
24- وسال: «هل انت ابني عيسو؟» فاجاب: «انا هو».
25- ثم قال: «قدم لي من صيدك حتى آكل واباركك». فاحضر يعقوب اليه الطعام فاكل ثم قدم له خمرا فشرب،
26- فقال له اسحق ابوه: «تعال وقبلني ياولدي».
27- فاقترب منه وقبله، فتنسم رائحة ثيابه وباركه قائلا: «ها ان رائحة ابني كرائحة حقل باركه الرب،
28- فلينعم عليك الرب من ندى السماء ومن خيرات الارض، فيكثر لك الحنطة والخمر.
29- لتخدمك الشعوب، وتسجد لك القبائل، لتكن سيدا على اخوتك. وبنو امك لك ينحنون. وليكن لاعنوك ملعونين، ومباركوك مباركين».
30- ولما فرغ اسحق من مباركة يعقوب، وخرج يعقوب من عند ابيه، رجع عيسو من صيده،
31- فجهز هو ايضا اطعمة طيبة واحضرها الى ابيه وقال: «ليقم ابي وياكل من صيد ابنه فتباركني نفسك».
32- فقال اسحق: «من انت؟» فاجابه: «انا ابنك بكرك عيسو».
33- فارتعد اسحق بعنف وقال: «من هو اذا الذي اصطاد صيدا واحضره الي فاكلت من الكل قبل ان تجيء، وباركته؟ وحقا يكون مباركا».
34- فما ان سمع عيسو كلام ابيه حتى اطلق صرخة هائلة ومرة جدا وقال: «باركني انا ايضا ياابي».
35- فاجاب: «لقد مكر بي اخوك وسلب بركتك».
36- فقال: «الم يدع اسمه يعقوب؟ لقد تعقبني مرتين: اخذ بكوريتي، وها هو يسلبني الآن بركتي». ثم قال: «اما احتفظت لي ببركة؟»
37- فاجاب اسحق: «لقد جعلته سيدا لك، وصيرت جميع اخوته له خداما، وبالحنطة والخمر امددته. فماذا افعل لك الآن ياولدي؟».
38- فقال عيسو: «الك بركة واحدة فقط ياابي؟ باركني انا ايضا ياابي». واجهش عيسو بالبكاء بصوت عال.
39- فاجابه ابوه: «ها مسكنك يكون في ارض جدباء لا يهطل عليها ندى السماء.
40- بسيفك تعيش ولاخيك تكون عبدا، ولكن حين تجمح تحطم نيره عن عنقك».
41- وحقد عيسو على يعقوب من اجل ما ناله من بركة ابيه. فناجى نفسه: «قريبا يموت ابي، وبعدئذ اقتل اخي يعقوب».
42- فبلغ رفقة وعيد عيسو ابنها الاكبر، فارسلت واستدعت يعقوب ابنها الاصغر وقالت له: «عيسو يخطط لقتلك».
43- والآن ياابني اصغ لقولي، وقم اهرب الى اخي لابان الى حاران،
44- وامكث عنده اياما قلائل ريثما يهدا سخط اخيك.
45- ومتى سكن غضبه ونسي ما صنعت به، عندئذ ابعث اليك لتعود من هناك. فلماذا احرم منكما كليكما في يوم واحد؟ ».

46- ثم قالت رفقة لاسحق: «قد كرهت حياتي من جراء البنات الحثيات، فان تزوج يعقوب من الحثيات بنات هذه الارض المماثلاث لزوجتي عيسو، فان موتي خير من حياتي».
 
3 01   كتاب التكوين 028 يعقوب
1- فاستدعى اسحق يعقوب وباركه واوصاه قائلا: «لا تتزوج من بنات كنعان.
2- قم انطلق الى سهل ارام، الى بيت بتوئيل ابي امك، وتزوج احدى بنات خالك لابان.
3- وليباركك الله القدير وينمك ويكثرك لتكون امة تتفرع منها شعوب كثيرة،
4- وليعطك انت وذريتك معك بركة ابراهيم لترث ارض غربتك التي تقيم فيها الآن؛ هذه الارض التي وهبها الله لابراهيم».
5- ثم صرف اسحق يعقوب فمضى الى سهل ارام، حيث يقيم لابان بن بتوئيل الارامي اخو رفقة ام يعقوب وعيسو.

6- ولما راى عيسو ان اسحق قد بارك يعقوب وصرفه الى سهل ارام ليختار من هناك زوجة، واوصاه قائلا: «لا تتزوج امراة كنعانية»
7- وان يعقوب اطاع والديه وارتحل الى سهل ارام
8- واذ راى عيسو ان بنات كنعان شريرات لم يحظين برضى ابيه
9- مضى الى اسماعيل عمه واخذ محلة ابنة اسماعيل بن ابراهيم، اخت نبايوت، زوجة له على نسائه.
10- اما يعقوب فتوجه من بئر سبع نحو حاران،
11- فصادف موضعا قضى فيه ليلته لان الشمس كانت قد غابت، فاخذ بعض حجارة الموضع وتوسدها وبات هناك.
12- وراى حلما شاهد فيه سلما قائمة على الارض وراسها يمس السماء، وملائكة الله تصعد وتنزل عليها،
13- والرب نفسه واقف فوقها يقول: «انا هو الرب اله ابيك ابراهيم واله اسحق. ان الارض التي ترقد عليها الآن اعطيها لك ولذريتك،
14- التي ستكون كتراب الارض، وتمتد غربا وشرقا، وشمالا وجنوبا، وتتبارك بك وبذريتك جميع شعوب الارض.
15- ها انا معك وارعاك حيثما تذهب، واردك الى هذه الارض. ولن اتركك الى ان افي بكل ما وعدتك به».

16- ثم افاق يعقوب من نومه وقال: «حقا ان الرب في هذا الموضع وانا لم اعلم!»
17- واعتراه خوف وقال: «ما ارهب هذا المكان! ما هذا سوى بيت الله وهذا هو باب السماء».
18- ثم بكر يعقوب في الصباح، واخذ الحجر الذي توسده ونصبه عمودا وصب عليه زيتا،
19- ودعا المكان «بيت ايل» (ومعناه: بيت الله) وكان اسم المدينة اولا «لوز».
20- ونذر يعقوب نذرا قائلا: «ان كان الله معي، ورعاني في هذه الطريق التي انا اسير فيها ووفر لي طعاما لآكل وثيابا لالبس،
21- وعدت بسلام الى بيت ابي، عندئذ يكون الرب الها لي
22- ويكون هذا الحجر الذي نصبته عمودا بيتا لله، وادفع عشر كل ما ترزقني به».
 
4 01   كتاب التكوين 029 يعقوب
1- وتابع يعقوب رحلته حتى وصل ارض حاران.
2- وتطلع حوله فشاهد بئرا في الحقل، تربض عندها ثلاثة قطعان غنم، لانهم كانوا يسقون القطعان من تلك البئر. وكان الحجر الذي على فم البئر كبيرا،
3- فكان رعاة جميع القطعان يجتمعون هناك، ويدحرجون الحجر عن فم البئر ويسقون الغنم. ثم يردون الحجر الى موضعه على فم البئر.
4- فقال لهم يعقوب: «يااخوتي من اين انتم؟» فاجابوا: «نحن من حاران».
5- فسالهم: «اتعرفون لابان بن ناحور؟» فاجابوا: «نعرفه».
6- فقال لهم: «اهو بخير؟». فاجابوه: «هو بخير، وها هي راحيل ابنته مقبلة مع الغنم».
7- فقال لهم: «هوذا النهار مازال طويلا، وليس هذا اوان اجتماع المواشي، فاسقوا الغنم وامضوا بها الى المراعي».
8- فقالوا: «لا يمكننا ذلك الا بعد ان تجتمع جميع القطعان ورعاتها فيدحرجوا الحجر عن فم البئر، فنسقي الغنم».
9- وفيما هو يكلمهم اقبلت راحيل مع غنم ابيها لانها كانت راعية ايضا.
10- وعندما رآها يعقوب، تقدم ودحرج الحجر عن فم البئر وسقى غنم خاله لابان.
11- وقبل يعقوب راحيل واجهش بالبكاء،
12- ثم اخبرها انه قريب والدها وانه ابن رفقة. فركضت واخبرت اباها.
13- فعندما سمع لابان بخبر ابن اخته اسرع للقائه وعانقه وقبله واحضره الى منزله. فقص يعقوب على لابان جميع هذه الامور.
14- فقال له لابان: «حقا انك عظمي ولحمي». واقام عنده نحو شهر من الزمان.
15- وقال لابان ليعقوب: «هل لانك قريبي تخدمني مجانا؟ اخبرني ما اجرتك؟»
16- وكان للابان ابنتان، اسم الكبرى ليئة واسم الصغرى راحيل،
17- وكانت ليئة ضعيفة البصر، واما راحيل فكانت جميلة الصورة وحسنة المنظر.
18- فاحب يعقوب راحيل. واجاب يعقوب خاله: «اخدمك سبع سنين لقاء زواجي براحيل ابنتك الصغرى».
19- فقال لابان: «ان ازوجها منك خير من ان ازوجها من رجل آخر، فامكث عندي».
20- فخدم يعقوب سبع سنوات ليتزوج من راحيل بدت في نظره كايام قليلة، لفرط محبته لها.

21- ثم قال يعقوب للابان: «اعطني زوجتي لان خدمتي قد كملت فادخل عليها».
22- فجمع لابان سائر اهل الناحية واقام لهم مادبة.
23- وعندما حل المساء حمل ابنته ليئة وزفها اليه فدخل عليها
24- ووهب لابان زلفة جاريته لتكون جارية لابنته ليئة.
25- وفي الصباح اكتشف يعقوب انه تزوج بليئة، فقال للابان: «ماذا فعلت بي؟ الم اخدمك سبع سنوات لقاء زواجي من راحيل؟ فلماذا خدعتني؟».
26- فاجابه لابان: «ليس من عادة بلادنا ان نزوج الصغيرة قبل البكر.
27- اكمل اسبوع ليئة ثم نزوجك من راحيل، لقاء خدمتك لي سبع سنين اخر».
28- فوافق يعقوب، واكمل اسبوع ليئة، فاعطاه لابان راحيل ابنته زوجة ايضا.
29- ووهب لابان بلهة جاريته لتكون جارية لابنته راحيل.
30- فدخل يعقوب على راحيل ايضا، واحب راحيل اكثر من ليئة. وخدم خاله سبع سنين اخر.
31- وعندما راى الرب ان ليئة مكروهة جعلها منجبة، اما راحيل فكانت عاقرا.
32- فحملت ليئة وانجبت ابنا دعته راوبين (ومعناه: هوذا ابن) لانها قالت: «حقا قد نظر الرب الى مذلتي، فالآن يحبني زوجي».
33- وحملت مرة اخرى وانجبت ابنا، فقالت: «لان الرب سمع انني كنت مكروهة رزقني هذا الابن ايضا». فدعته شمعون (ومعناه: سميع)
34- ثم حملت مرة ثالثة وانجبت ابنا فقالت: «الآن في هذه المرة يتحد بي زوجي، لانني انجبت له ثلاثة بنين». لذلك دعي اسمه لاوي (ومعناه: متحد)
35- وحبلت مرة رابعة وانجبت ابنا فقالت: «في هذه المرة احمد الرب». لذلك دعته يهوذا (ومعناه: حمد). ثم توقفت عن الولادة.
 
5 01   كتاب التكوين 030 يعقوب
1- وعندما تبينت راحيل انها عاقر، غارت من اختها وقالت ليعقوب: «هب لي بنين والا فاني اموت».
2- فاحتدم غضب يعقوب على راحيل وقال: «العلي اقوم مقام الله الذي حرمك من الانجاب؟»
3- فقالت له: «ها هي جاريتي بلهة، عاشرها فتلد ويكون لي منها بنون».
4- واعطته بلهة زوجة فدخل عليها يعقوب.
5- وحملت بلهة وانجبت ليعقوب ابنا.
6- فقالت راحيل: «قد قضى الله لي واصغى لصوتي ورزقني ابنا». لذلك دعته «دانا» (ومعناه: قاض).
7- ثم حملت بلهة جارية راحيل مرة اخرى وانجبت ليعقوب ابنا ثانيا،
8- فقالت راحيل: «قد تصارعت مع اختي مصارعات عنيفة وظفرت». ودعته نفتالي (ومعناه: مصارعتي(

9- ولما رات ليئة انها كفت عن الولادة، اخذت جاريتها زلفة واعطتها ليعقوب زوجة،
10- فانجبت زلفة جارية ليئة ليعقوب ابنا
11- فقالت ليئة: «يالحسن الحظ!» ودعته جادا (ومعناه: فال حسن، او كتيبة قادمة).
12- وانجبت زلفة جارية ليئة ابنا ثانيا ليعقوب،
13- فقالت ليئة: «يالغبطتي، لان النساء سيدعونني المغبوطة». وسمته اشير (ومعناه: سعيد او مغبوط).

14- وذهب راوبين في موسم حصاد القمح الى الحقل، فعثر فيه على نبات اللفاح وجاء به الى امه ليئة. فقالت راحيل لليئة: «اعطني من لفاح ابنك».
15- فاجابتها: «الم يكف انك اخذت مني زوجي، والآن تريدين ان تاخذي لفاح ابني ايضا؟» فاجابتها راحيل: «اذا يعاشرك الليلة لقاء لفاح ابنك».
16- وعندما رجع يعقوب من الحقل في المساء خرجت ليئة للقائه وقالت له: «الي تجيء الليلة لانني قد استاجرتك بلفاح ابني». فعاشرها في تلك الليلة.
17- واستجاب الله لليئة فحملت وانجبت ليعقوب ابنا خامسا.
18- فقالت ليئة: «قد اعطاني الله اجرتي لانني وهبت جاريتي لزوجي». ودعته يساكر (ومعناه: يعمل باجرة)
19- وحبلت ليئة مرة اخرى فانجبت ليعقوب ابنا سادسا.
20- وقالت ليئة: «قد وهبني الله هبة ثمينة، والآن يقيم معي زوجي لاني انجبت له ستة بنين». ودعته زبولون (ومعناه اقامة).
21- ثم انجبت ابنة دعتها «دينة».

22- وذكر الله راحيل واستجاب لها وفتح رحمها،
23- فحملت وانجبت ابنا وقالت: «قد نزع الله عني عاري».
24- ودعته يوسف (ومعناه يزيد) قائلة: «ليزدني الرب ابنا آخر».
25- وعندما ولدت راحيل يوسف، قال يعقوب للابان: «اخل سبيلي فانطلق الى بلدي والى ارضي،
26- واعطني نسائي واولادي الذين خدمتك بهم، ودعني امضي، فانت تدرك اية خدمة خدمتك».
27- فقال له لابان: «ان كنت قد حظيت برضاك فارجوك ان تمكث معي، لانني عرفت بالتفاؤل بالغيب ان الرب قد باركني بفضلك».
28- واضاف: «عين لي اجرتك فاعطيك اياها».
29- فقال له يعقوب: «انت تعلم كيف خدمتك، وماذا آلت اليه مواشيك تحت رعايتي،
30- فالقليل الذي كان لك قبل مجيئي ازداد اضعافا كثيرة، فباركك الرب منذ ان قدمت عليك، والآن متى اشرع في تحصيل رزق عائلتي؟»
31- فساله: «ماذا اعطيك؟» فاجابه يعقوب: «لا تعطني شيئا. ولكن ان اردت، فاصنع لي هذا الامر الواحد فاذهب وارعى غنمك واعتني بها:
32- دعني امر اليوم بين مواشيك كلها، فتعزل منها كل شاة رقطاء وبلقاء وسوداء من بين الخرفان، وكل بلقاء ورقطاء بين المعزى، فتكون هذه اجرتي.
33- وتكون امانتي شاهدة على صدق خدمتي في مستقبل الايام. فاذا جئت تفحص اجرتي، ووجدت عندي ما ليس ارقط او ابلق بين المعزى واسود بين الخرفان، يكون مسروقا عندي».
34- فقال لابان: «ليكن وفقا لقولك».
35- وعزل لابان في ذلك اليوم التيوس المخططة والبلقاء، وكل عنز رقطاء وبلقاء، كل ما فيه بياض وكل خروف اسود. وعهد بها الى ابناء يعقوب.
36- وجعل بينه وبين يعقوب مسافة ثلاثة ايام، واستمر يعقوب يرعى مواشي لابان.

37- واخذ يعقوب قضبانا خضراء من اشجار اللبنى واللوز والدلب وقلمها بخطوط بيضاء كاشفا عما تحت القشرة من بياض،
38- ونصب القضبان التي قلمها تجاه الغنم في اجران مساقي الماء حيث ترد المواشي، فتتوحم عليها اذا ما اقبلت لتشرب.
39- فكانت الغنم تتوحم عند القضبان، فتلد غنما مخططة ورقطاء وبلقاء.
40- وفرز يعقوب الحملان، وجعل مقدمة المواشي في مواجهة كل ما هو مخطط واسود من غنم لابان، واقام لنفسه قطعانا على حدة بمعزل عن غنم لابان.
41- فكان يعقوب كلما توحمت الغنم القوية ينصب القضبان امام عيون المواشي في الاجران لتتوحم بين القضبان.
42- وحين تكون الغنم ضعيفة، لا يضع القضبان امامها، فصارت الضعيفة للابان والقوية ليعقوب.
43- فاغتنى الرجل جدا، وكثرت مواشيه وجواريه وعبيده وجماله وحميره.
 
6 01   كتاب التكوين 031 يعقوب
1- وسمع يعقوب ما يردده ابناء لابان قائلين: «لقد استولى يعقوب على كل ما لابينا، وجمع ثروته مما يملكه والدنا».
2- وراى يعقوب ان معاملة لابان له قد طرا عليها تغيير فاختلفت عما كانت عليه سابقا.
3- وقال الرب ليعقوب: «عد الى ارض آبائك والى قومك وانا اكون معك».

4- فارسل يعقوب واستدعى راحيل وليئة الى الحقل حيث يرعى الماشية.
5- وقال لهما: «اني ارى ان اباكما لم يعد يعاملني كالعهد به من قبل، ولكن اله ابائي كان ومازال معي.
6- انتما تعلمان انني خدمت اباكما بكل قواي.
7- اما ابوكما فقد غدر بي وغير اجرتي عشر مرات. لكن الله لم يسمح له بان يسيء الي.
8- فان قال: لتكن الغنم الرقط اجرتك، ولدت كل الغنم رقطا. وان قال: لتكن الغنم المخططة اجرتك، ولدت كل الغنم مخططة.
9- لقد سلب الله مواشي ابيكما واعطاني اياها.
10- ورايت في موسم تلاقح الغنم حلما: ان جميع الفحول الصاعدة على الغنم مخططة ورقطاء ومنمرة.
11- وقال لي ملاك الله في الحلم: يايعقوب،
12- تطلع حولك وانظر، فترى ان جميع الفحول الصاعدة على الغنم هي مخططة ورقطاء ومنمرة. فاني رايت ما يصنعه بك لابان.
13- انا اله بيت ايل، حيث مسحت عمودا، وحيث نذرت لي نذرا. الآن قم وامض من هذه الارض وارجع الى ارض مولدك».

14- فقالت راحيل وليئة: «هل بقي لنا نصيب وميراث في بيت ابينا؟
15- الم يعاملنا كاجنبيتين لانه باعنا واكل ثمننا ايضا؟
16- ان كل الثروة التي سلبها الله من ابينا هي لنا ولاولادنا، والآن افعل كل ما قاله الله لك».
17- فقام يعقوب وحمل اولاده ونساءه على الجمال،
18- وساق كل ماشيته امامه وجميع مقتنياته التي اقتناها في سهل ارام واتجه الى اسحق ابيه في ارض كنعان.
19- وكان لابان قد مضى ليجز غنمه، فسرقت راحيل اصنام ابيها.
20- وكذلك خدع يعقوب لابان الارامي فلم يخبره بقراره
21- فهرب هو وكل ما معه، وانطلق عابرا النهر متوجها نحو جبل جلعاد.
22- فاخبر لابان في اليوم الثالث ان يعقوب قد هرب.
23- فصحب اخوته معه وتعقبه مسيرة سبعة ايام حتى ادركه في جبل جلعاد.
24- فتجلى الله للابان الارامي في حلم ليلا وقال له: «اياك ان تخاطب يعقوب بخير او بشر».
25- وحين ادرك لابان يعقوب كان يعقوب قد ضرب خيمته في الجبل، فخيم لابان واخوته في جبل جلعاد.

26- وقال لابان ليعقوب: «ماذا دهاك حتى انك خدعتني وسقت ابنتي كسبايا السيف؟
27- لماذا هربت خفية وخدعتني؟ لماذا لم تخبرني فكنت اشيعك بفرح وغناء ودف وعود؟
28- ولم تدعني اقبل احفادي وابنتي؟ انك بغباوة تصرفت.
29- ان في مقدوري ان اؤذيك، ولكن اله ابيك امرني ليلة امس قائلا: اياك ان تخاطب يعقوب بخير او بشر.
30- والآن انت تمضي لانك اشتقت الى بيت ابيك، ولكن لماذا سرقت آلهتي؟ ».

31- فاجاب يعقوب: «لانني خفت ان تغتصب ابنتيك مني.
32- والآن، من تجد آلهتك معه فالموت عقابه. فتش امام اخوتنا كل ما معي. ان وجدت لك شيئا فخذه». ولم يكن يعقوب يعلم ان راحيل قد سرقت الآلهة.
33- فدخل لابان خيمة كل من يعقوب وليئة والجاريتين فلم يجد شيئا. ثم خرج من خباء ليئة ودلف الى خيمة راحيل.
34- وكانت راحيل قد اخذت الاصنام واخفتها في رحل الجمل وجلست عليها، فبحث في كل الخيمة دون ان يعثر على شيء.
35- وقالت لابيها «لا يسئك ياسيدي عدم استطاعتي الوقوف امامك لان عادة النساء قد عرضت لي». وعندما بحث لابان ولم يجد شيئا
36- اغتاظ يعقوب وخاصم لابان قائلا: «ما هو ذنبي وما هي خطيئتي حتى تعقبتني بغيظ؟
37- وها انت قد فتشت جميع اثاث بيتي، فماذا وجدت من جميع اثاث بيتك؟ اعرضه هنا امام اقربائنا فيحكموا بيننا كلينا.
38- لقد مكثت معك عشرين سنة، فما اسقطت نعاجك وعنازك، ولم آكل من كباش غنمك.
39- اشلاء فريسة لم احضر لك بل كنت اتحمل خسارتها، ومن يدي كنت تطلبها، سواء كانت مخطوفة في النهار ام في الليل.
40- كنت في النهار ياكلني الحر وفي الليل الجليد، وفارق نومي عيني.
41- لقد صار لي عشرون سنة في بيتك. اربع عشرة سنة منها خدمتك لقاء زواجي بابنتيك، وست سنوات مقابل غنمك، وقد غيرت اجرتي عشر مرات.
42- ولولا ان اله ابي، اله ابراهيم وهيبة اسحق كانا معي لكنت الآن قد صرفتني فارغا. لكن الرب قد راى مذلتي وتعب يدي فوبخك ليلة امس».
43- فاجاب لابان: «البنات بناتي، والابناء ابنائي والغنم غنمي، وكل ما تراه هو لي. ولكن ماذا افعل ببناتي واولادهن الآن؟
44- فلنقطع عهدا بيننا اليوم، فيكون شاهدا بيني وبينك».

45- فاخذ يعقوب حجرا ونصبه عمودا،
46- وقال لاقربائه: «اجمعوا حجارة». فاخذوا الحجارة وجعلوها رجمة واكلوا هناك فوقها.
47- ودعاها لابان «يجر سهدوثا» (ومعناها: رجمة الشهادة بلغة لابان) واما يعقوب فدعاها «جلعيد» (ومعناها: رجمة الشهادة بلغة يعقوب).
48- وقال لابان: «هذه الرجمة شاهدة اليوم بيني وبينك». لذلك دعي اسمها جلعيد.
49- وكذلك دعيت بالمصفاة ايضا لانه قال: «ليكن الرب رقيبا بيني وبينك حين يغيب كل منا عن الآخر.
50- ان اسات معاملة ابنتي، او تزوجت عليهما، فان الله يراك ويكون حاكما بيني وبينك حتى لو لم اعرف انا».
51- واضاف: «لتكن الرجمة، وهذا العمود الذي اقمته بيني وبينك
52- شاهدين ان لا اتجاوز هذه الرجمة لايقاع الاذى بك، او تتجاوز انت الرجمة وهذا العمود لالحاق الضرر بي.
53- وليكن اله ابراهيم واله ناحور واله ابيهما حاكما بيننا». فحلف يعقوب بهيبة ابيه اسحق.
54- ثم قدم يعقوب قربانا في الجبل ودعا اقرباءه لياكلوا طعاما، فاكلوا وقضوا ليلتهم في الجبل.
55- وفي الصباح المبكر نهض لابان وقبل احفاده وابنتيه وباركهم، ثم انصرف راجعا، الى محل اقامته.
 
7 01   كتاب التكوين 032 يعقوب
1- ولما مضى يعقوب في سبيله لاقته ملائكة الله.
2- فقال يعقوب: «هذا جند الله». فدعا اسم ذلك المكان محنايم. (ومعناه: المعسكران).
3- وبعث يعقوب قدامه رسلا الى اخيه عيسو في ارض سعير بلاد ادوم.
4- واوصاهم قائلا: «هذا ما تقولونه لسيدي عيسو: هكذا يقول عبدك يعقوب: لقد تغربت عند لابان ومكثت هناك الى الآن،
5- واقتنيت بقرا وحميرا وغنما وعبيدا واماء وارسلت لاعلم سيدي لعلني احظى برضاك».

6- فرجع الرسل الى يعقوب قائلين: «لقد قدمنا على اخيك عيسو وها هو مقبل اليك، ومعه اربع مئة رجل».
7- فاعترى يعقوب خوف وكرب عظيمان وقسم القوم الذين معه والغنم والبقر والجمال الى جماعتين.
8- وقال: «ان صادف عيسو احدى الجماعتين واهلكها، تنج الجماعة الباقية».
9- وصلى يعقوب: «يااله ابي ابراهيم واله ابي اسحق، ايها الرب الذي قال لي: ارجع الى ارضك والى قومك فاحسن اليك.
10- انا لا استحق جميع احساناتك وامانتك التي ابديتها نحو عبدك، فقد عبرت الاردن وليس معي سوى عصاي، وها انا اعود وقد اصبحت جيشين.
11- نجني من يد اخي عيسو لاني خائف ان يقدم علي فيهلكني ويهلك معي الامهات والبنين.
12- وانت قلت: اني احسن اليك واجعل ذريتك كرمل البحر فلا تحصى لكثرتها».
13- وبات هناك تلك الليلة، وانتقى مما لديه هدية لاخيه عيسو.
14- فكانت مئتي عنز وعشرين تيسا ومئتي نعجة وعشرين كبشا،
15- وثلاثين ناقة مرضعة مع اولادها، واربعين بقرة وعشرة ثيران وعشرين اتانا وعشرة حمير،
16- وعهد بها الى ايدي عبيده، كل قطيع على حدة. وقال لعبيده: «تقدموني، واجعلوا بين كل قطيع وقطيع مسافة».
17- واوصى طليعتهم قائلا: «اذا لقيت اخي عيسو وسالك: لمن انت؟ والى اين تذهب؟ ومن هو صاحب القطيع الذي امامك؟
18- انك تجيب: هي لعبدك يعقوب، هدية بعث بها لسيدي عيسو. وها هو قادم خلفنا».
19- واوصى ايضا بقية السائرين وراء القطعان بمثل هذا الكلام واضاف:
20- «تقولون ايضا: هوذا عبدك يعقوب قادم وراءنا». وكان يعقوب يقول في نفسه: «استعطفه بالهدايا التي تتقدمني، ثم بعد ذلك اشاهد وجهه لعله يرضى عني».
21- وهكذا تقدمته هداياه. اما هو فقضى ليلته في المخيم.
22- ثم قام في تلك الليلة وصحب معه زوجتيه وجاريتيه واولاده الاحد عشر، وعبر بهم مخاضة يبوق،
23- ولما اجازهم وكل ما له عبر الوادي،
24- وبقي وحده، صارعه انسان حتى مطلع الفجر.
25- وعندما راى انه لم يتغلب على يعقوب، ضربه على حق فخذه، فانخلع مفصل فخذ يعقوب في مصارعته معه.
26- وقال له: «اطلقني، فقد طلع الفجر». فاجابه يعقوب: «لا اطلقك حتى تباركني».
27- فساله: «ما اسمك؟» فاجاب: «يعقوب».
28- فقال: «لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب، بل اسرائيل (ومعناه: يجاهد مع الله)، لانك جاهدت مع الله والناس وقدرت».
29- فساله يعقوب: «اخبرني ما اسمك؟» فقال: «لماذا تسال عن اسمي؟» وباركه هناك.

30- ودعا يعقوب اسم المكان فنيئيل (ومعناه: وجه الله) اذ قال: «لاني شاهدت الله وجها لوجه وبقيت حيا».
31- وما ان عبر فنوئيل حتى اشرقت عليه الشمس فسار وهو عارج من فخذه
32- لذلك يمتنع بنو اسرائيل عن اكل عرق النسا الذي على حق الفخذ الى هذا اليوم، لان الرجل ضرب حق فخذ يعقوب على عرق النسا.
 
8 01   كتاب التكوين 033 يعقوب
1- وتطلع يعقوب من بعيد، فراى عيسو مقبلا ومعه اربع مئة رجل، ففرق اولاده على ليئة وراحيل والجاريتين.
2- فجعل الجاريتين واولادهما في الطليعة، ثم ليئة واولادها، واخيرا راحيل ويوسف.
3- وتقدمهم، وسجد الى الارض سبع مرات حتى اقترب من اخيه.
4- فاسرع عيسو لملاقاته وعانقه وقبله، وبكيا.

5- وتلفت عيسو حوله فشاهد النساء والاولاد فقال: «من هؤلاء الذين معك؟» فاجاب: «هم الاولاد الذين انعم الله بهم على عبدك».
6- ثم دنت الجاريتان مع اولادهما وانحنوا امام عيسو.
7- وبعدهم اقتربت ليئة واولادها وانحنوا ايضا، واخيرا تقدمت راحيل ويوسف وانحنيا امامه.
8- وسال عيسو: «ما هو قصدك من كل هذه القطعان التي صادفتها؟». فاجاب يعقوب: «هي لكي احظى برضى سيدي».
9- فقال عيسو: «ان لدي كثيرا يااخي. فاحتفظ لنفسك بما لك».
10- فقال يعقوب: «لا. ان كنت قد حظيت برضاك، فارجو منك ان تقبل مني هديتي لاني رايت وجهك كما يرى وجه الله، فرضيت عني.
11- فاطلب اليك ان تقبل بركتي التي حملتها اليك، فان الله قد اغدق علي، ولدي من كل شيء». والح عليه حتى قبل.
12- وقال عيسو: «لنرتحل فاسير امامك وتتبعني».
13- فاجابه يعقوب: «ياسيدي انت تعلم ان الاولاد ما برحوا اطرياء العود، وغنمي وبقري مرضعة، فان اجهدتها يوما واحدا فان كل الغنم تموت.
14- فليتقدم مولاي عبده، وانا استاق متمهلا في اثر الماشية التي امامي، وفي اثر الاولاد ايضا، الى ان اقبل على سيدي في سعير».
15- فقال له عيسو: «اذا اترك معك بعض القوم الذين معي». فاجابه: «واي حاجة لذلك؟ ان كل ما اطلبه هو ان احظى برضى سيدي».
16- فمضى عيسو في طريقه في ذلك اليوم راجعا الى سعير.

17- اما يعقوب فارتحل الى سكوت، وبنى لنفسه بيتا وصنع لمواشيه مظلات. لذلك دعي ذلك المكان باسم سكوت (ومعناه: المظلات).
18- ثم وصل يعقوب سالما مدينة شكيم (وهي نابلس) التي في ارض كنعان، على طريقه المؤدية الى سهل ارام، ونصب خيامه مقابل المدينة،
19- واشترى الارض التي نصب عليها خيمته، من ابناء حمور ابي شكيم بمئة قطعة من الفضة.
20- وشيد هناك مذبحا دعاه ايل (ومعناه اله اسرائيل).
 
9 01   كتاب التكوين 034 يعقوب
1- وخرجت دينة ابنة ليئة التي انجبتها ليعقوب لتتعرف على بنات المنطقة المحيطة،
2- فرآها شكيم بن حمور الحوي، رئيس المنطقة، فاخذها واغتصبها ولوث شرفها،
3- واغرم قلبه بدينة ولاطفها.
4- وقال شكيم لحمور ابيه: «خذ لي هذه الفتاة زوجة».
5- وسمع يعقوب انه قد لوث شرف ابنته دينة. وكان بنوه آنئذ يرعون مواشيه في الحقل، فسكت حتى رجعوا.
6- ووفد حمور والد شكيم على يعقوب ليخاطبه بشان دينة
7- واتى بنو يعقوب من الحقل عندما سمعوا بالامر، وقد استشاطوا غضبا وغيظا لان شكيم قد ارتكب فاحشة في اسرائيل بمضاجعة ابنة يعقوب، وهو امر محظور.
8- وقال حمور: «لقد تعلقت نفس ابني شكيم بابنتكم، فاطلب اليكم ان تزوجوه منها.
9- صاهرونا، وزوجونا بناتكم، وتزوجوا من بناتنا،
10- واسكنوا معنا، فها هي الارض امامكم. اقيموا بها واتجروا وتملكوا فيها».
11- وقال شكيم لابيها واخوتها: «دعوني احظى برضاكم، وكل ما تسالونه اعطيه.
12- اغلوا علي المهر والهدية فابذلهما كما تطلبون، انما زوجوني من الفتاة».

13- واجاب ابناء يعقوب شكيم واباه حمور بدهاء، لانه كان قد لوث شرف اختهم،
14- وقالوا لهما: «لا يمكن ان يحدث هذا الامر فنعطي اختنا لاغلف، لان هذا عار علينا.
15- غير اننا نوافق على طلبكم ان صرتم مثلنا، واختتن كل ذكر منكم،
16- عندئذ نزوجكم بناتنا، ونتزوج من بناتكم، فنقيم بينكم ونصبح شعبا واحدا،
17- وان لم تسمعوا لنا وتختتنوا، ناخذ ابنتنا ونمضي».
18- فاستحسن حمور وولده شكيم كلامهم،
19- ولم يتوان الشاب عن تنفيذ الامر، لانه كان مغرما بابنة يعقوب، وكان اكرم جميع بيت ابيه.
20- فجاء حمور وشكيم ابنه الى مجلس المدينة وقالا لرجالها:
21- «ان هؤلاء القوم مسالمون لنا، فلندعهم يقيمون في الارض ويتجرون فيها، فالارض رحبة امامهم، ولنتزوج بناتهم وهم يتزوجون بناتنا.
22- وقد اشترطوا للاقامة بيننا وان نصبح شعبا واحدا، ان يختتن كل ذكر كما هم
23- عند ذلك تصبح ماشيتهم ومقتنياتهم وكل بهائمهم ملكا لنا. فلنوافقهم على ذلك فيقيموا معنا».
24- فوافق جميع الحاضرين في مجلس المدينة على كلام حمور وابنه شكيم، فاختتن كل ذكر في المدينة.

25- وفي اليوم الثالث، بينما هم مازالوا متوجعين، تقلد كل من شمعون ولاوي ابني يعقوب واخوي دينة، سيفه، ودخلا المدينة بجراءة وقتلا كل الذكور.
26- وقتلا ايضا حمور وشكيم بحد السيف، وانقذا دينة من بيت شكيم وخرجا.
27- ثم اقبل بنو يعقوب على القتلى ونهبوا المدينة لانهم لوثوا شرف اختهم،
28- واستولوا على غنمهم وبقرهم وحميرهم وعلى كل ما في المدينة وفي الحقل،
29- وسبوا ونهبوا جميع ثروتهم وكل اطفالهم ونسائهم وكل ما في البيوت.

30- فقال يعقوب لشمعون ولاوي: «لقد جلبتما علي الشقاء وكراهية الكنعانيين والفرزيين الساكنين في هذه البلاد. وها انا نفر قليل، فيتالبون علي ويقتلونني، فابيد انا وبيتي».
31- فقالا له: «انظير زانية يعامل اختنا؟ ».
 
10 01   كتاب التكوين 035 يعقوب
1- ثم قال الله ليعقوب: «اصعد الى بيت ايل واسكن هناك، وشيد مذبحا لله الذي ظهر لك عندما كنت هاربا من امام اخيك عيسو».
2- فامر يعقوب اهل بيته، وكل من كان معه: «تخلصوا من الآلهة الغريبة التي بينكم، وتطهروا وابدلوا ثيابكم،
3- ثم تعالوا لنذهب الى بيت ايل لاشيد هناك مذبحا لله الذي استجاب لي في يوم ضيقتي، ورافقني في الطريق التي سلكتها».
4- فسلموا يعقوب كل الآلهة الغريبة التي كانت لديهم والاقراط التي في آذانهم، فطمر ها يعقوب تحت البطمة التي في شكيم.

5- ثم ارتحلوا، فهيمن رعب الله على المدن التي حولهم، فلم يسعوا وراءهم
6- فوصل يعقوب وجميع القوم الذين معه الى لوز في ارض الكنعانيين، وهي نفسها بيت ايل.
7- وشيد مذبحا هناك، ودعا المكان «بيت ايل» لان الله تجلى له هناك عندما كان هاربا من امام اخيه.
8- وماتت هناك دبورة مرضعة رفقة، فدفنت في منخفض بيت ايل تحت شجرة البلوط، وسموها «الون باكوت» (ومعناها: بلوطة البكاء).
9- وظهر الله ليعقوب مرة اخرى بعد رجوعه من سهل ارام وباركه،
10- وقال له: «لن يدعى اسمك يعقوب في ما بعد، بل اسرائيل» (ومعناه: يجاهد مع الله). وهكذا سماه اسرائيل.
11- وقال الله له: «انا هو الله القدير. اثمر واكثر، فيكون منك امة وطوائف امم، ومن صلبك يخرج ملوك.
12- والارض التي وهبتها لابراهيم واسحق اعطيها لك ولذريتك من بعدك ايضا».
13- ثم فارقه الله في المكان الذي خاطبه فيه.
14- واقام يعقوب عمودا من حجر في المكان الذي تكلم فيه معه، وسكب عليه سكيب قربان وصب عليه زيتا ايضا.
15- ودعا اسم المكان «بيت ايل» (ومعناه: بيت الله) لان الله خاطبه هناك.
16- ثم ارتحلوا من بيت ايل. واذ كانوا بعد على مسافة من افراتة شعرت راحيل بالمخاض وتعسرت ولادتها.
17- واذ كانت تقاسي في ولادتها قالت لها القابلة: «لا تخافي، فان هذا ايضا ابن آخر لك».
18- وبينما كانت تلفظ انفاسها عند موتها دعته «بن اوني» (ومعناه: ابن حزني) غير ان اباه دعاه «بنيامين» (ومعناه: ابن يميني).
19- ثم ماتت راحيل ودفنت في الطريق المؤدية الى افراتة، اي بيت لحم.
20- واقام يعقوب عمودا على قبرها، وهو المعروف بعمود قبر راحيل الى اليوم.

21- وتابع اسرائيل رحيله ونصب خيامه وراء «برج عدر»
22- وبينما كان اسرائيل يقيم في تلك الارض مضى راوبين وضاجع بلهة سرية ابيه. وعرف اسرائيل بالامر. وهؤلاء هم ابناء يعقوب الاثنا عشر:
23- ابناء ليئة: راوبين بكر يعقوب، وشمعون ولاوي ويهوذا ويساكر وزبولون.
24- وابنا راحيل: يوسف وبنيامين.
25- وابنا بلهة جارية راحيل: دان ونفتالي.
26- وا بنا زلفة جارية ليئة: جاد واشير. وهؤلاء هم اولاد يعقوب الذين ولدوا له في سهل ارام.
27- وقدم يعقوب على اسحق ابيه الى ممرا في قرية اربع المعروفة بحبرون حيث تغرب ابراهيم واسحق.
28- وعاش اسحق مئة وثمانين سنة،
29- ثم اسلم روحه ولحق بقومه شيخا طاعنا في السن ودفنه ابناه عيسو ويعقوب.
 
11 01   كتاب التكوين 036 يعقوب
1- وهذا سجل مواليد عيسو اي ادوم:
2- تزوج عيسو من بنات كنعان: عدا بنت ايلون الحثي واهوليبامة بنت عنى بنت صبعون الحوي.
3- وتزوج ايضا بسمة بنت اسماعيل عمه، اخت نبايوت.
4- فانجبت عدا لعيسو اليفاز، وانجبت بسمة رعوئيل.
5- اما اهوليبامة فقد انجبت يعوش ويعلام وقورح. هؤلاء هم ابناء عيسو الذين ولدوا له في ارض كنعان.

6- واخذ عيسو زوجاته وبنيه وبناته وجميع اهل بيته ومواشيه وكل بهائمه وسائر مقتنياته التي اقتناها في ارض كنعان وانتقل الى ارض اخرى بعيدا عن اخيه يعقوب،
7- لان املاكهما كانت من الكثرة بحيث لم تسعهما الارض للاقامة معا، ولم تستطع ارض غربتهما ان تكفيهما لرعي مواشيهما.
8- فاستوطن عيسو، اي ادوم، جبل سعير.
9- وهذه هي اسماء ابناء عيسو:
10- اليفاز بن عدا، ورعوئيل بن بسمة.
11- اما ابناء اليفاز فهم: تيمان واومار وصفو وجعثام وقناز.
12- وكانت تمناع سرية لاليفاز بن عيسو فانجبت لاليفاز عماليق. هؤلاء ابناء عدا زوجة عيسو.
13- اما ابناء رعوئيل فهم: نحث وزارح وشمة ومزة. وجميعهم ابناء بسمة زوجة عيسو.
14- وهؤلاء هم ابناء اهوليبامة بنت عنى حفيدة صبعون، زوجة عيسو؛ فقد انجبت لعيسو يعوش ويعلام وقورح.
15- وهؤلاء هم رؤساء قبائل بني عيسو، من مواليد اليفاز بكر عيسو: تيمان واومار وصفو وقناز.
16- وقورح وجعثام وعماليق. هؤلاء هم رؤساء القبائل المنحدرة من اليفاز في ارض ادوم. وهم من ذرية عدا.
17- وهؤلاء هم رؤساء قبائل بني رعوئيل ابن عيسو: نحث وزارح وشمة ومزة. هؤلاء هم رؤساء القبائل المنحدرة من رعوئيل في ارض ادوم. وهم من ذرية بسمة امراة عيسو.
18- وهؤلاء هم ابناء اهوليبامة امراة عيسو: الرؤساء يعوش ويعلام وقورح. وهم رؤساء القبائل المنحدرة من اهوليبامة امراة عيسو.
19- هؤلاء هم ابناء عيسو، اي ادوم، وهؤلاء هم رؤساء قبائلهم.
20- وهؤلاء هم ابناء سعير الحوري رؤساء القبائل القاطنة في المنطقة: لوطان وشوبال وصبعون وعنى.
21- وديشون وايصر وديشان. هؤلاء هم رؤساء قبائل الحوريين من بني سعير المقيمين في ارض ادوم.
22- اما ابنا لوطان فهما حوري وهيمام، وتمناع هي اخت لوطان.
23- وهؤلاء هم بنو شوبال: علوان ومناحة وعيبال وشفو واونام.
24- اما ابنا صبعون فهما اية وعنى. هذا هو عنى الذي عثر على ينابيع المياه الحارة في الصحراء عندما كان يرعى حمير ابيه صبعون.
25- وانجب عنى ديشون وابنته اهوليبامة.
26- وابناء ديشان حمدان واشبان ويثران وكران.
27- وابناء ايصر: بلهان وزعوان وعقان.
28- اما ابنا ديشان فهما: عوص واران.
29- هؤلاء هم رؤساء قبائل الحوريين: لوطان وشوبال وصبعون وعنى.
30- وديشون وايصر وديشان. هؤلاء هم رؤساء قبائل الحوريين وفقا لطوائفهم المقيمة في ارض سعير.
31- وهؤلاء هم الملوك الذين حكموا ارض ادوم قبل ان يتوج ملك في اسرائيل:
32- بالع بن بعور ملك في ادوم وكان اسم مدينته دنهابة.
33- ومات بالع فخلفه يوباب بن زارح من بصرة.
34- ومات يوباب فخلفه حوشام من ارض التيماني.
35- ومات حوشام فخلفه هداد بن بداد الذي قهر المديانيين في بلاد موآب. واسم مدينته عويت.
36- ومات هداد فخلفه سملة من مسريقة.
37- ومات سملة فخلفه شاول من رحوبوت النهر.
38- ومات شاول فخلفه بعل حانان بن عكبور.
39- ومات بعل حانان فخلفه هدار واسم مدينته فاعو، وكانت زوجته مهيطبئيل بنت مطرد بنت ماء ذهب.

40- وهذه اسماء رؤساء القبائل المتفرعة من نسل عيسو حسب قبائلهم واماكنهم التي حملت اسماءهم: رؤساء تمناع وعلوة ويتيت
41- واهوليبامة وايلة وفينون
42- وقناز وتيمان ومبصار
43- ومجديئيل وعيرام. هؤلاء هم رؤساء ادوم، حسب مواطن سكناهم في الارض التي امتلكوها. وجميعهم من ذرية عيسو، ابي ادوم.
 
12 01   كتاب التكوين 037 يعقوب
1- وسكن يعقوب في ارض كنعان، حيث تغرب ابوه،
2- وهذا سجل بسيرة يعقوب. اذ كان يوسف غلاما في السابعة عشرة من عمره، راح يرعى الغنم مع اخوته ابناء بلهة وزلفة زوجتي ابيه، فابلغ يوسف اباه بنميمتهم الرديئة.
3- وكان اسرائيل يحب يوسف اكثر من بقية اخوته، لانه كان ابن شيخوخته، فصنع له قميصا ملونا.
4- ولما راى اخوته ان اباهم يحبه اكثر منهم كرهوه واساءوا اليه بكلامهم.

5- وحلم يوسف حلما قصه على اخوته، فازدادوا له بغضا.
6- قال لهم: «اسمعوا هذا الحلم الذي حلمته.
7- رايت وكاننا نحزم حزما في الحقل، فاذا بحزمتي وقفت ثم انتصبت، فاحاطت بها حزمكم وانحنت لها».
8- فقال له اخوته: «العلك تملك علينا او تحكمنا؟» وزاد بغضهم له بسبب احلامه وكلامه.
9- ثم حلم حلما آخر سرده على اخوته، قال: «حلمت حلما آخر، واذا الشمس والقمر واحد عشر كوكبا ساجدة لي».
10- وقصه على ابيه واخوته، فانبه ابوه وقال: «اي حلم هذا الذي حلمته؟ اتظن حقا انني وامك واخوتك سناتي وننحني لك الى الارض؟»
11- فحسده اخوته. اما ابوه فاسر هذا الكلام في قلبه.
12- وانطلق اخوته ليرعوا غنم ابيهم عند شكيم،
13- فقال اسرائيل ليوسف: الا يرعى اخوتك الغنم عند شكيم؟ تعال لارسلك اليهم.
14- اذهب واطمئن على اخوتك وعلى المواشي، ثم عد واخبرني عن احوالهم، فمضى من وادي حبرون حتى اقبل الى شكيم.
15- والتقاه رجل فوجده تائها في الحقول، فساله: «عمن تبحث؟»
16- فاجابه: «ابحث عن اخوتي. ارجوك ان تخبرني اين يرعون مواشيهم؟»
17- فقال الرجل: «لقد انتقلوا من هنا، وسمعتهم يقولون: لنذهب الى دوثان». فانطلق يوسف في اثر اخوته حتى قدم عليهم في دوثان.

18- وما ان راوه من بعيد، وقبل ان يقترب منهم حتى تآمروا عليه ليقتلوه.
19- وقال بعضهم لبعض: «ها هو صاحب الاحلام مقبل.
20- هيا نقتله ونلق به في احدى الآبار، وندع ان وحشا ضاريا افترسه، لنرى ماذا تجديه احلامه».
21- واذ سمع راوبين حديثهم، اراد ان ينقذه فقال: «لا نقتله،
22- ولا تسفكوا دما، بل اطرحوه في هذه البئر في البرية، ولا تمدوا اليه يدا باذى». وقد اشار راوبين بهذا لانه اراد ان يخلصه منهم ويرده الى ابيه.
23- وعندما قدم على اخوته، نزعوا عنه قميصه الملون الذي كان يرتديه،
24- واخذوه والقوا به في البئر. وكانت البئر فارغة من الماء.
 
يوسف يباع لتجار المديانيين

25- وحين جلسوا لياكلوا شاهدوا عن بعد قافلة من الاسماعيليين قادمين من جلعاد في طريقهم الى مصر، وجمالهم مثقلة بالتوابل والبلسان واللاذن.
26- فقال يهوذا لاخوته: «ما جدوى قتل اخينا واخفاء دمه؟
27- تعالوا نبيعه الى الاسماعيليين ونبرىء ايدينا من دمه لانه اخونا ومن لحمنا». فوافق اخوته على رايه.
28- وعندما دنا منهم التجار المديانيون، سحبوا يوسف من البئر وباعوه لهم بعشرين قطعة من الفضة، فحملوه الى مصر.
29- ثم ذهب راوبين الى البئر لينقذ يوسف فلم يجده، فمزق ثيابه،
30- ورجع الى اخوته يقول: «الولد ليس موجودا، وانا الآن الى اين اتوجه؟»

31- فاخذوا قميص يوسف الملون، وذبحوا تيسا من المعزى وغمسوا القميص في الدم،
32- وارسلوه الى ابيهم قائلين: لقد وجدنا هذا القميص، فتحقق منه، اهو قميص ابنك ام لا؟»
33- فتعرف يعقوب عليه وقال: «هذا قميص ابني. وحش ضار افترسه ومزقه اشلاء».
34- فشق يعقوب ثيابه، وارتدى المسوح على حقويه، وناح على ابنه اياما عديدة.
35- وعندما قام جميع ابنائه ليعزوه ابى ان يتعزى وقال: «اني امضي الى ابني نائحا الى الهاوية». وبكى عليه ابوه.
36- وباع المديانيون يوسف في مصر لفوطيفار خصي فرعون رئيس الحرس.
 
13 01   كتاب التكوين 042 يعقوب
1- اخوة يوسف في مصر

وعندما راى يعقوب ان القمح متوافر في مصر، قال لابنائه: «ما بالكم تنظرون بعضكم الى بعض؟
2- لقد سمعت ان القمح متوافر في مصر. فانحدروا الى هناك واشتروا لنا قمحا لنبقى على قيد الحياة ولا نموت».
3- فذهب عشرة من اخوة يوسف ليشتروا قمحا من مصر،
4- اما بنيامين اخو يوسف فلم يرسله يعقوب مع اخوته خوفا من ان يناله مكروه.
5- فقدم ابناء اسرائيل الى مصر مع جملة القادمين ليشتروا قمحا، لان المجاعة كانت قد اصابت ارض كنعان ايضا.
6- وكان يوسف هو المتسلط على مصر، والقائم على بيع القمح لاهلها جميعا. فاقبل اخوة يوسف وسجدوا له بوجوههم الى الارض.
7- فلما رآهم عرفهم، ولكنه تنكر لهم وخاطبهم بجفاء وسالهم: «من اين جئتم؟» فاجابوه: «من ارض كنعان لنشتري طعاما».
8- ومع ان يوسف عرفهم، الا انهم لم يعرفوه.
9- ثم تذكر يوسف احلامه التي حلمها بشانهم، فقال لهم: «انتم جواسيس، وقد جئتم لاكتشاف ثغورنا غير المحمية»
10- فقالوا له: «لا ياسيدي انما قدم عبيدك لشراء الطعام،
11- فنحن كلنا ابناء رجل واحد، نحن امناء وليس عبيدك جواسيس».
12- ولكنه قال لهم: «لا! انتم قد جئتم لاكتشاف ثغورنا غير المحمية»
13- فاجابوه: «ان عبيدك اثنا عشر اخا، ابناء رجل واحد مقيم في ارض كنعان. وقد بقي اخونا الصغير عند ابينا اليوم، والآخر مفقود».
14- فقال لهم: «ان الامر كما قلت لكم! انتم جواسيس.
15- وحياة فرعون انكم لن تغادروا هنا حتى تاتوا باخيكم الاصغر، وبذلك تثبتون صدقكم.
16- اوفدوا واحدا منكم لياتي باخيكم، اما بقيتكم فتمكثون في السجن حتى تثبت صحة كلامكم ان كنتم صادقين. والا فوحياة فرعون انتم لستم سوى جواسيس».
17- وطرحهم في السجن معا ثلاثة ايام.

18- وفي اليوم الثالث قال لهم: «افعلوا ما اطلبه منكم فتحيوا، فانا رجل اتقي الله.
19- ان كنتم حقا صادقين فليبق واحد منكم رهينة، بينما ياخذ بقيتكم القمح وينطلقون الى بيوتكم الجائعة.
20- ولكن ايتوني باخيكم الاصغر فاتحقق بذلك من صدقكم ولا تموتوا». فوافقوا على ذلك.
21- وقالوا: «حقا اننا اذنبنا في حق اخينا. لقد راينا ضيقة نفسه عندما استرحمنا فلم نسمع له. لذلك اصابتنا هذه الضيقة»
22- فقال راوبين: «الم اقل لكم لا تجنوا عليه فلم تسمعوا؟ والآن ها نحن مطالبون بدمه».
23- ولم يعلموا ان يوسف كان فاهما حديثهم، لانه كان يخاطبهم عن طريق مترجم.
24- فتحول عنهم وبكى، ثم رجع اليهم وخاطبهم، واخذ شمعون وقيده امام عيونهم.
25- ثم امر يوسف موظفيه ان يملاوا اكياسهم بالقمح، وان يردوا فضة كل واحد منهم الى عدله، وان يعطوهم زادا للطريق. ففعلوا ذلك.
26- فحملوا حميرهم القمح وانطلقوا من هناك.
27- وحين فتح احدهم عدله في الخان ليعلف حماره، لمح فضته لانها كانت موضوعة في فم العدل.
28- فقال لاخوته: «لقد ردت الي فضتي، انظروا ها هي في عدلي». فغاصت قلوبهم، وتطلع بعضهم الى بعض مرتعدين وقالوا: «ما هذا الذي فعله الله بنا؟».

29- وعندما قدموا على ابيهم يعقوب في ارض كنعان قصوا عليه ما حل بهم، وقالوا:
30- «الرجل المتسلط على مصر خاطبنا بجفاء، وظن اننا جواسيس على الارض،
31- فقلنا له: نحن امناء ولسنا جواسيس.
32- نحن اثنا عشر اخا ابناء ابينا. احدنا مفقود، والاصغر بقي اليوم مع ابينا في ارض كنعان.
33- فقال لنا الرجل سيد البلاد: لكي اتحقق انكم امناء. دعوا اخا واحدا منكم عندي رهينة وخذوا طعاما لبيوتكم الجائعة وامضوا،
34- ثم احضروا لي اخاكم الاصغر، وبذلك اعرف انكم لستم جواسيس بل قوما امناء، فاطلق لكم اخاكم وتتجرون في الارض».
35- واذ شرعوا في تفريغ عدالهم وجد كل واحد منهم فضته في عدله، وما ان راوا هم وابوهم ذلك حتى استبد بهم الخوف.

36- فقال لهم ابوهم: «لقد اثكلتموني اولادي. يوسف مفقود، وشمعون مفقود، وها انتم تاخذون بنيامين بعيدا! كل هذه الدواهي حلت بي!»
37- فقال له راوبين: «اقتل ابني ان لم ارجع به اليك. اعهد به الي وانا ارده اليك».
38- فقال: «لن يذهب ابني معكم، فقد مات اخوه، وهو وحده باق. فان ناله مكروه في الطريق التي تذهبون فيها، فانكم تنزلون شيبتي بحزن الى قبري».
 
14 01   كتاب التكوين 045 يعقوب
1- فلم يستطع يوسف ان يتمالك نفسه امام الماثلين امامه، فصرخ: «ليخرج الجميع من هنا». فلم يبق احد مع يوسف حين كشف عن نفسه لاخوته.
2- وبكى بصوت عال فسمع المصريون كما سمع بيت فرعون.
3- وقال يوسف لاخوته: «انا يوسف. فهل ابي مازال حيا؟» فلم يستطع اخوته ان يجيبوه لانهم امتلاوا رعبا منه.

4- فقال يوسف لاخوته: «ادنوا مني». فاقتربوا منه، فقال: «انا يوسف اخوكم الذي بعتموه الى مصر.
5- فلا تتاسفوا الآن، ولا يصعب عليكم انكم بعتموني الى هنا، لان الله ارسلني امامكم حفاظا على حياتكم.
6- فقد صار للمجاعة في هذه الارض سنتان، وبقيت خمس سنوات لن يكون فيها فلاحة ولا حصاد.
7- وقد ارسلني الله امامكم ليجعل لكم بقية في الارض وينقذ حياتكم بخلاص عظيم.
8- فلستم اذا انتم الذين ارسلتموني الى هنا بل الله ، الذي جعلني مستشارا لفرعون وسيدا لكل بيته، ومتسلطا على جميع ارض مصر.
9- فاسرعوا وارجعوا الى ابي وقولوا له: ابنك يوسف يقول: لقد اقامني الله سيدا على كل مصر. تعال ولا تتباطا.
10- فتقيم في ارض جاسان لتكون قريبا مني انت وبنوك واحفادك وغنمك وبقرك وكل مالك.
11- واعولك هناك لان الجوع سيستمر خمس سنوات اخرى، فلا تحتاج انت وعائلتك وبهائمك.
12- وها انتم واخي بنيامين شهود انني انا حقا الذي يخاطبكم.
13- وتحدثون ابي عن كل مجدي في مصر وعما شهدتموه. وتسرعون في احضار ابي الى هنا».

14- ثم تعانق يوسف وبنيامين وبكيا
15- وقبل يوسف باقي اخوته وبكى معهم. وعندئذ فقط تجرا اخوته على مخاطبته.

16- وسرى الخبر الى بيت فرعون وقيل قد جاء اخوة يوسف، فسر ذلك فرعون، وعبيده ايضا.
17- وقال فرعون ليوسف: «اطلب من اخوتك ان يحملوا دوابهم بالقمح ويرجعوا الى ارض كنعان،
18- ليحضروا اباهم واسرهم ويجيئوا الي، فاعطيهم افضل ارض مصر ليستمتعوا بخيراتها.
19- وقد صدر امر اليك ان ياخذوا لهم عربات من ارض مصر لينقلوا عليها اولادهم وزوجاتهم واباهم ويحضروا الى هنا.
20- لا يكترثوا لما يخلفونه من متاع، فخيرات ارض مصر كلها هي لهم».
21- ففعل بنو اسرائيل هكذا، واعطاهم يوسف عربات حسب امر فرعون ومؤونة للطريق.
22- واعطى كل واحد منهم حلل ثياب. اما بنيامين فخصه بثلاث مئة قطعة من الفضة وخمس حلل ثياب.
23- وارسل الى ابيه عشرة حمير محملة بافضل خيرات مصر وعشر اتن مثقلة بالحنطة وخبزا وطعاما يقتات منها في الطريق.
24- وهكذا صرف اخوته بعد ان اوصاهم: «لا تتخاصموا في الطريق».

25- وانطلقوا من مصر حتى اقبلوا الى ارض كنعان الى ابيهم يعقوب.
26- فقالوا له: «ان يوسف مازال حيا، وهو المتسلط على كل ارض مصر». فغشي على قلب يعقوب لانه لم يصدقهم.
27- ثم حدثوه بكلام يوسف. وعندما عاين يعقوب العربات التي ارسلها يوسف لتنقله، انتعشت روحه،
28- وقال: «كفى! يوسف ابني حي بعد، ساذهب لاراه قبل ان اموت».
 
15 01   كتاب التكوين 046 يعقوب
1- وارتحل اسرائيل وكل ما له حتى وصل الى بئر سبع، فقدم ذبائح الى اله ابيه اسحق.
2- وقال الله لاسرائيل في رؤى الليل: «يعقوب، يعقوب». فاجاب: «ها انا»
3- فقال: «انا هو الله، اله ابيك. لا تخف من الذهاب الى مصر لاني اجعلك امة عظيمة هناك.
4- انا اصحبك الى مصر، وانا ارجعك ايضا، ويغمض يوسف اجفانك بيديه عند موتك».

5- فانطلق يعقوب من بئر سبع. وحمل بنو اسرائيل يعقوب اباهم واولادهم وزوجاتهم في العربات التي ارسلها فرعون لنقله.
6- واخذوا معهم مواشيهم ومقتنياتهم التي اقتنوها في ارض كنعان وجاءوا جميعا الى مصر،
7- فقد صحب يعقوب معه الى مصر ابناءه واحفاده من بنين وبنات، وسائر ذريته.
8- وهذه اسماء ابناء اسرائيل الذين قدموا معه الى مصر. يعقوب وابناؤه: راوبين بكر يعقوب.
9- وابناء راوبين: حنوك وفلو وحصرون وكرمي.
10- وابناء شمعون: يموئيل ويامين واوهد وياكين وصوحر وشاول ابن الكنعانية.
11- وابناء لاوي: جرشون وقهات ومراري.
12- وابناء يهوذا: عير واونان وشيلة وفارص وزارح. ومات عير واونان في ارض كنعان. واما ابنا فارص فهما حصرون وحامول.
13- وابناء يساكر: تولاع وفوة ويوب وشمرون.
14- وابناء زبولون: سارد وايلون ويا حلئيل.
15- هؤلاء جميعهم ابناء ليئة الذين انجبتهم ليعقوب في سهل ارام، فضلا عن ابنته دينة. فكان مجموع عدد بنيه وبناته واحفاده من ليئة ثلاثة وثلاثين.

16- وابناء جاد صفيون وحجي وشوني واصبون وعيري وارودي وارئيلي.
17- وابناء اشير: يمنة ويشوة ويشوي وبريعة واختهم سارح. اما ابنا بريعة فهما حابر وملكيئيل.
18- هؤلاء هم بنو زلفة جارية ليئة التي وهبها اياها لابان. فكان عدد ذريتها التي انجبتها ليعقوب ست عشرة نفسا.

19- اما ابنا راحيل زوجة يعقوب فهما يوسف وبنيامين.
20- وولد ليوسف في ارض مصر منسى وافرايم اللذان انجبتهما له اسنات ابنة فوطي فارع كاهن اون.
21- وابناء بنيامين بالع وباكر واشبيل وجيرا ونعمان وايحي وروش ومفيم وحفيم وارد
22- هؤلاء ذرية راحيل الذين ولدوا ليعقوب. وعددهم جميعا اربعة عشر شخصا.

23- وابن دان هو حوشيم.
24- وابناء نفتالي: ياحصئيل وجوني ويصر وشليم.
25- هؤلاء بنو يعقوب الذين انجبتهم له بلهة جارية راحيل التي اعطاها اياها ابوها لابان، وعددهم جميعا سبعة اشخاص.

26- فكان عدد جميع الاشخاص الخارجين من صلب يعقوب، ممن وفدوا الى مصر، ستة وستين شخصا ماعدا زوجات ابنائه.
27- وابنا يوسف اللذان ولدا له في مصر هما شخصان. فيكون عدد نفوس بيت يعقوب التي قدمت الى مصر سبعين نفسا.
28- وارسل يعقوب يهوذا امامه الى يوسف ليدله على الطريق المؤدية الى جاسان.
29- فاعد يوسف مركبته وصعد للقاء ابيه اسرائيل في جاسان. وما ان اقبل عليه حتى عانقه يوسف وبكى زمانا طويلا.
30- وقال اسرائيل ليوسف: «دعني اموت الآن اذ قد ابصرت وجهك ورايت انك مازلت حيا».

31- وخاطب يوسف اخوته وبيت ابيه: «انا ماض الآن الى فرعون لاخبره ان اخوتي وبيت ابي المقيمين في ارض كنعان قد قدموا الي.
32- وهم رعاة غنم، وحرفتهم رعاية المواشي، لذلك احضروا معهم غنمهم وبقرهم وكل ما لهم.
33- فاذا دعاكم وسالكم: ما حرفتكم؟
34- قولوا: حرفتنا رعاية المواشي منذ صبانا الى الآن، كذلك نحن وهكذا كان آباؤنا جميعا. لكي تقيموا في ارض جاسان؛ لان كل راعي غنم نجس لدى المصريين».
 
16 01   كتاب التكوين 047 يعقوب
1- ومثل يوسف امام فرعون وقال له: «لقد جاء ابي واخوتي مع قطعانهم ومواشيهم وكل ما لهم من ارض كنعان، وها هم الآن في ارض جاسان».
2- واخذ خمسة من اخوته وقدمهم الى فرعون.
3- فسالهم فرعون: «ما هي حرفتكم؟» فاجابوه: «عبيدك وآباؤهم رعاة غنم.
4- ولقد جئنا لنتغرب في الارض اذ ليس لغنم عبيدك مرعى من جراء وطاة الجوع في ارض كنعان، فدع عبيدك يقيمون في ارض جاسان».
5- فقال فرعون ليوسف: «لقد جاء اليك ابوك واخوتك،
6- وارض مصر امامك، فانزل اباك واخوتك في افضل الارض. دعهم يقيمون في ارض جاسان. وان كنت تعرف ان بينهم ذوي خبر ة فاعهد اليهم في الاشراف على مواشي».

7- ثم احضر يوسف اباه يعقوب واوقفه امام فرعون، فبارك يعقوب فرعون.
8- وسال فرعون يعقوب: «كم هو عمرك؟»
9- فاجاب يعقوب فرعون: «سنوات غربتي مئة وثلاثون سنة، قليلة وشاقة، ولم تبلغ سني غربة آبائي».
10- ثم بارك يعقوب فرعون وخرج من لدنه.

11- وانزل يوسف اباه واخوته في مصر وملكهم في رعمسيس اجود الارض كما امر فرعون.
12- وامد يوسف اباه واخوته واهل بيت ابيه بالطعام على حسب عيالهم.
13- ونفد الخبز في جميع البلاد لشدة المجاعة، واقحلت ارض مصر وارض كنعان من الجوع.
14- فقايض يوسف القمح الذي بيع بكل الفضة الموجودة في ارض مصر وفي ارض كنعان، وحملها الى خزينة فرعون.
15- وعندما نفدت الفضة من ارض مصر ومن ارض كنعان اقبل جميع المصريين الى يوسف قائلين: «اعطنا خبزا، فلماذا نموت امام عينيك؟ ان فضتنا قد نفدت».
16- فاجابهم: «ان نفدت فضتكم، فهاتوا مواشيكم اقايضكم بها طعاما».
17- فاتوا بمواشيهم، فقايضهم يوسف خبزا بالخيل ومواشي الغنم والبقر والحمير. وهكذا قايض جميع مواشيهم بالخبز في تلك السنة.

18- وعندما انقضت تلك السنة، اقبلوا اليه في السنة التالية قائلين: «لا نخفي عن سيدي ان فضتنا قد نفدت، وان مواشي البهائم قد اصبحت عند سيدي، ولم يبق امامه الا ابداننا واراضينا،
19- فلماذا نموت نحن، وارضنا امام عينيك، اشترنا نحن وارضنا لقاء الخبز فنصبح نحن واراضينا عبيدا لفرعون. واعطنا بذورا لنزرعها فنحيا ولا نموت ولا تصير اراضينا مقفرة».

20- وهكذا اشترى يوسف لفرعون كل ارض مصر، لان جميع المصريين باعوا حقولهم من جراء المجاعة التي المت بهم، وصارت كل الارض ملكا لفرعون.
21- اما الشعب فقد نقلهم الى المدن من اقصى حدود مصر الى اقصاها.
22- الا ان ارض الكهنة لم يشترها، اذ كان للكهنة مخصصات معينة اجراها عليهم فرعون، فكانوا ياكلون منها، فلم يبيعوا ارضهم.

23- ثم قال يوسف للشعب: «ها قد اشتريتكم اليوم انتم وارضكم فصرتم ملكا لفرعون، فاليكم البذار لتزرعوا الارض.
24- ويكون في موسم الحصاد انكم تقدمون لفرعون خمس الغلة وتحتفظون لكم بالاربعة الاخماس لتكون بذارا للحقل وطعاما لكم ولمن في بيوتكم ولاولادكم».
25- فاجابوا: «لقد انقذت حياتنا، فيا ليتنا نحظى برضى سيدنا فنكون عبيدا لفرعون»
26- ومن ذلك الحين الى يومنا هذا جعل يوسف فريضة الخمس هذه ضريبة على كل ارض مصر، تجبى لفرعون، باستثناء ارض الكهنة التي لم تصبح ملكا لفرعون.
27- واقام بنو اسرائيل في مصر في ارض جاسان. واقتنوا فيها املاكا واثمروا وتكاثروا.
28- وعاش يعقوب في ارض مصر سبع عشرة سنة حتى بلغ من العمر مئة وسبعة واربعين عاما.
29- وعندما قرب يوم وفاته، استدعى ابنه يوسف وقال له: «ان كنت قد حظيت برضاك، فضع يدك تحت فخذي، واسد لي معروفا وامانة: لا تدفني في مصر
30- بل دعني اضطجع الى جوار آبائي. انقلني من مصر ووارني في مدفنهم»، فقال: «انا افعل حسب قولك».
31- فقال يعقوب: «احلف لي». فحلف له، فسجد يعقوب (شاكرا) على راس السرير
 
17 01   كتاب التكوين 048 يعقوب
1- ثم ما لبث ان قيل ليوسف: «ابوك مريض» فاصطحب معه ابنيه منسى وافرايم.
2- وقيل ليعقوب: «ابنك يوسف قادم اليك». فاستجمع قواه وجلس على السرير.

3- وقال يعقوب ليوسف: «تجلى الله القدير لي في لوز في ارض كنعان وباركني،
4- وقال لي: ها انا اجعلك مثمرا، واكثرك ويخرج من صلبك جمهور شعوب واهب ذريتك هذه الارض ملكا ابديا.
5- والآن، ان ابنيك افرايم ومنسى اللذين انجبتهما في مصر قبل مجيئي اليك هنا هما لي يرثانني كراوبين وشمعون.
6- واما اولادك الذين تنجبهم بعد ذلك، فيكونون لك، وما يرثونه يكون تحت اسم اخويهم.
7- لانني فيما كنت راجعا من سهل آرام، ماتت راحيل في ارض كنعان في الطريق على مقربة من افراتة، فدفنتها في الطريق المؤدية الى افراتة، التي هي بيت لحم».

8- وابصر اسرائيل ابني يوسف فسال: «من هذان؟»
9- فاجابه يوسف: «هما ابناي اللذان رزقني اياهما الله هنا». فقال: «ادنهما مني فاباركهما».
10- وكانت عينا اسرائيل قد كلتا من الشيخوخة، فلم يكن قادرا على النظر، فقربهما اليه فقبلهما واحتضنهما
11- وقال اسرائيل ليوسف: «ما كنت اظن انني ابصر وجهك، وهوذا الله قد اراني ذريتك ايضا».
12- ثم ابعدهما يوسف عن حضن ابيه وسجد في حضرته الى الارض.

13- واخذ يوسف افرايم بيمينه واوقفه الى يسار اسرائيل، واخذ منسى بيساره واوقفه الى يمينه،
14- فمد اسرائيل يمينه، متعمدا، ووضعها على راس افرايم وهو الصغير، ويساره على راس منسى مع انه البكر.
15- وبارك يوسف قائلا: «ان الله الذي سلك امامه ابواي ابراهيم واسحق، الله الذي رعاني منذ وجودي الى هذا اليوم،
16- الملاك الذي انقذني من كل شر، يبارك الغلامين، وليدع عليهما اسمي واسما ابوي ابراهيم واسحق، وليكثرا كثيرا في الارض».

17- وعندما راى يوسف ان اباه قد وضع يده اليمنى على راس افرايم ساءه ذلك، فامسك بيد ابيه لينقلها من راس افرايم الى راس منسى.
18- وقال يوسف لابيه: «ليس هكذا ياابي. فهذا هو البكر، ضع يمينك على راسه».
19- فابى ابوه وقال: «انا اعرف هذا ياابني، انا اعرف هذا، فانه ايضا يصبح امة عظيمة، ولكن اخاه الصغير يصبح اكبر منه، وذريته تصير جمهورا من الامم».
20- وباركهما في ذلك اليوم قائلا: «بك يبارك بنو اسرائيل قائلين: «ليجعلك الله مثل افرايم ومثل منسى». وهكذا قدم افرايم على منسى.
21- ثم قال اسرائيل ليوسف: «انني مشرف على الموت ولكن الله سيكون معكم ويردكم الى ارض آبائكم.
22- وها انا قد وهبت لك من الارض سهما واحدا علاوة على اخوتك، اخذته من الاموريين بسيفي وقوسي».
 
18 01   كتاب التكوين 049 يعقوب
1- ثم استدعى يعقوب ابناءه وقال: «التفوا حولي لانبئكم بما سيحدث لكم في الايام المقبلة.
2- اجتمعوا واسمعوا ياابناء يعقوب، واصغوا الى اسرائيل ابيكم.
3- راوبين انت بكري وقوتي واول مظهر رجولتي، فضل الرفعة وفضل العز
4- لكنك فائر كالماء لذلك لن تظل متفوقا، لانك اضطجعت في فراش ابيك. صعدت على سريري فدنسته.
5- شمعون ولاوي اخوان سيوفهما آلات ظلم.
6- فيانفسي لا تدخلي في مجلسهما، وياروحي لا تنضمي الى مجمعهما.
7- لانهما في غضبهما اغتالا انسانا، وفي عبثهما عرقبا ثورا. ملعون سخطهما لانه عنيف وغضبهما لانه ضار. افرقهما في يعقوب واشتتهما في اسرائيل.
8- يهوذا، اياك يحمد اخوتك، وتكون يدك على عنق اعدائك، ويسجد لك بنو ابيك.
9- يهوذا شبل اسد، عن فريسة قمت ياابني. ثم جثا وربض كاسد او كلبوة، فمن يجرؤ على اثارته؟
10- لا يزول صولجان الملك من يهوذا ولا مشترع من صلبه حتى ياتي شيلوه (ومعناه: من له الامر) فتطيعه الشعوب.
11- يربط بالكرمة جحشه، وبافضل جفنة ابن اتانه. بالخمر يغسل لباسه وبدم العنب ثوبه.
12- تكون عيناه اشد سوادا من الخمر، واسنانه اكثر بياضا من اللبن.
13- زبولون يسكن عند سواحل البحر، ويصبح مقره مرفا للسفن، وتمتد تخومه نحو صيدا
14- يساكر حمار قوي رابض بين الحظائر.
15- عندما يرى خصوبة مرتعه وبهجة ارضه، تستكين كتفاه للاثقال، ويستعبد للعمل الشاق.
16- دان يقضي لشعبه كاحد اسباط اسرائيل.
17- دان يكون ثعبانا على جانب الطريق وافعوانا على السبيل، يلسع عقبي الفرس فيهوي راكبه الى الوراء.
18- انني انتظرت خلاصك يارب.

19- جاد يقتحمه الغزاة، ولكنه يطارد فلولهم ويقحمهم.
20- طعام اشير دسم، واطايبه صالحة لموائد الملوك.
21- نفتالي غزالة طليقة يردد اقوالا جميلة.
22- يوسف كرمة مثمرة الى جوار عين، تسلقت اغصانه الحائط.
23- يهاجمه الرماة بمرارة. ويطلقون سهامهم عليه بعداوة.
24- ولكن قوسه ظلت متينة، وتشددت سواعد يديه بفضل سواعد عزيز يعقوب، الراعي صخر اسرائيل.
25- بفضل اله ابيك الذي يعينك، بفضل القدير الذي يباركك ببركات السماوات من فوق، وبركات الغمر من تحت، وبركات الثدي والرحم.
26- ان بركات ابيك اعظم من بركات الجبال الدهرية، واعظم من ذخائر التلال القديمة، فلتحل جميعها على راسك يايوسف وعلى جبين الذي انفصل عن اخوته.
27- بنيامين ذئب ضار، يفترس ضحيته في الصباح، ويفرق الغنيمة في المساء».

28- هؤلاء جميعا هم رؤساء اسباط اسرائيل الاثني عشر. وهذا ما خاطبهم به ابوهم وباركهم؛ كل واحد بالبركة المناسبة له.
29- ثم اوصاهم قائلا: «قريبا انضم الى آبائي، فادفنوني الى جوارهم في مغارة حقل عفرون الحثي.
30- التي في حقل المكفيلة المواجهة لممرا في ارض كنعان، التي اشتراها ابراهيم مع الحقل من عفرون الحثي لتكون مدفنا خاصا.
31- فيها دفن ابراهيم وزوجته سارة، ثم اسحق وزوجته رفقة، وايضا دفنت ليئة.
32- وقد اشترى ابراهيم الحقل والمغارة التي فيه من الحثيين.»
33- ولما فرغ يعقوب من توصية ابنائه تمدد على سريره، وضم رجليه معا، ثم اسلم روحه ولحق بآبائه.
 
19 01   كتاب التكوين 050 يعقوب
1- فالقى يوسف بنفسه على جثمان ابيه، وبكى وقبله.
2- ثم امر يوسف عبيده الاطباء ان يحنطوا اباه.
3- وقد استغرق ذلك اربعين يوما، وهي الايام المطلوبة لاستكمال التحنيط. وبكى المصريون عليه سبعين يوما.
4- وبعدما انقضت ايام النواح عليه، قال يوسف لاهل بيت فرعون: «ان كنت قد حظيت برضاكم، فتكلموا في مسامع فرعون قائلين:
5- لقد استحلفني ابي وقال: انا مشرف على الموت، فادفني في القبر الذي حفرته لنفسي في ارض كنعان، فاسمح لي الآن بان امضي لادفن ابي ثم اعود».
6- فقال فرعون: «امض وادفن اباك كما استحلفك».

7- فانطلق يوسف ليدفن اباه، ورافقته حاشية فرعون من اعيان بيته ووجهاء مصر،
8- وكذلك اهل بيته واخوته واهل بيت ابيه. ولم يخلفوا وراءهم في ارض جاسان سوى صغارهم وغنمهم وقطعانهم.
9- وصاحبته ايضا مركبات وفرسان، فكانوا موكبا عظيما.
10- ولما وصلوا الى بيدر اطاد في عبر الاردن اقام يوسف لابيه مناحة عظيمة مريرة ناحوا فيها عليه طوال سبعة ايام
11- وعندما شاهد الكنعانيون الساكنون هناك المناحة في بيدر اطاد قالوا: «هذه مناحة هائلة للمصريين». وسموا المكان الذي في عبر الاردن «آبل مصرايم» (ومعناه: مناحة المصريين).
12- ونفذ ابناء يعقوب وصية ابيهم،
13- فنقلوه الى ارض كنعان ودفنوه في مغارة حقل المكفيلة مقابل ممرا التي اشتراها ابراهيم مع الحقل من عفرون الحثي لتكون مدفنا خاصا.

14- وبعد ان دفن يوسف اباه، رجع هو واخوته وسائر الذين رافقوه الى مصر.
15- ولما راى اخوة يوسف ان اباهم قد مات قالوا: «لعل يوسف الآن يشرع في اضطهادنا وينتقم منا لاساءتنا اليه؟»
16- فبعثوا اليه رسولا قائلين: «لقد اوصى ابوك قبل موته وقال:
17- هكذا تقولون ليوسف: اغفر لاخوتك ذنبهم وخطيئتهم، فانهم قد اساءوا اليك. فالآن اصفح عن اثم عبيد اله ابيك». فلما بلغته رسالتهم بكى يوسف.
18- وجاء اخوته ايضا وانطرحوا امامه وقالوا: «ها نحن عبيدك».
19- فقال لهم: «لا تخافوا: هل انا اقوم مقام الله؟
20- انتم نويتم لي شرا، ولكن الله قصد بالشر خيرا، لينجز ما تم اليوم، لاحياء شعب كثير.
21- لذلك لا تخافوا، فانا اعولكم انتم واولادكم». فطمانهم وهدا روعهم.

22- واقام يوسف في مصر هو واهل بيت ابيه. وعاش يوسف مئة وعشر سنين،
23- حتى شهد الجيل الثالث من ذرية افرايم، وكذلك اولاد ماكير بن منسى الذين احتضنهم عند ولادتهم.
24- ثم قال يوسف لاخوته: «انا موشك على الموت، ولكن الله سيفتقدكم ويخرجكم من هذه الارض ويردكم الى الارض التي وعد بها بقسم لابراهيم واسحق ويعقوب».
25- واستحلف يوسف ابناء اسرائيل قائلا: «ان الله سيفتقدكم فانقلوا عظامي من هنا».
26- ثم مات يوسف وقد بلغ من العمر مئة وعشر سنين. فحنطوه ووضعوه في تابوت في مصر.
 
20 02   كتاب الخروج 001 يعقوب
1- وهذه هي اسماء ابناء اسرائيل الذين قدموا مع يعقوب الى مصر، كل واحد منهم مع اهل بيته.
2- راوبين، وشمعون، ولاوي ويهوذا،
3- ويساكر وزبولون وبنيامين،
4- ودان ونفتالي وجاد واشير.
5- وكانت جملة النفوس المولودين من صلب يعقوب سبعين نفسا. اما يوسف فقد كان في مصر.
6- ثم مات يوسف واخوته جميعا وكذلك سائر ذلك الجيل.
7- ونما بنو اسرائيل، وتوالدوا وتكاثروا وعظموا جدا حتى اكتظت بهم الارض.
8- وما لبث ان قام ملك جديد على مصر لم يكن يعرف يوسف.
9- فقال لشعبه: «ها بنو اسرائيل اكثر منا واعظم قوة.
10- فلنتآمر عليهم لكيلا يتكاثروا وينضموا الى اعدائنا اذا نشب قتال ويحاربونا ثم يخرجوا من الارض».
11- فعهدوا بهم الى مشرفين عتاة ليسخروهم بالاعمال الشاقة. فبنوا مدينتي فيثوم ورعمسيس لتكونا مخازن لفرعون.
12- ولكن كلما زادوا من اذلالهم، ازداد تكاثرهم ونموهم، فتخوفوا من بني اسرائيل
13- فتفاقم عنف استعباد المصريين لبني اسرائيل.
14- واتعسوا حياتهم بالاعمال الشاقة في الطين واللبن كادحين في الحقول. وسخرهم المصريون بعنف في كل اعمالهم الشاقة. 
15- ثم قال ملك مصر للقابلتين العبرانيتين المدعوتين شفرة وفوعة:
16- «عندما تشرفان على توليد النساء العبرانيات راقباهن على كرسي الولادة، فان كان المولود صبيا فاقتلاه، وان كان بنتا فاتركاها تحيا.
17- غير ان القابلتين كانتا تخافان الله فلم تنفذا امر الملك فاستحيتا الاطفال الذكور.
18- فاستدعى ملك مصر القابلتين وسالهما: «لماذا فعلتما هذا الامر واستحييتما الاطفال الذكور؟»
19- فاجابتاه: «ان النساء العبرانيات لسن كالمصريات، فانهن قويات يلدن قبل وصول القابلة اليهن».
20- وتكاثر الشعب وعظم جدا.
21- واذ خافت القابلتان الله اثابهما بنسل.
22- ثم اصدر فرعون امره لجميع شعبه قائلا: «اطرحوا كل ابن (عبراني) يولد في النهر، اما البنات فاستحيوهن».
 
21 02   كتاب الخروج 002 يعقوب
1- وتزوج رجل من بيت لاوي فتاة ابنة لاوي.
2- فحملت المراة وانجبت ابنا، واذ راقها جماله خباته ثلاثة اشهر.
3- ولما لم تستطع ان تخفيه بعد، اتت بسفط من البردي وطلته بالحمر والزفت واضجعت الطفل ووضعته بين الحلفاء على ضفة النهر.
4- ووقفت اخته من بعيد لترى ما يحدث له.
 
5- واقبلت ابنة فرعون لتستحم في النهر، بينما راحت وصيفاتها تتمشين على ضفة النهر. فرات السفط بين الحلفاء فارسلت وصيفتها لتاتي به.
6- ففتحته ورات الطفل واذا هو يبكي، فرقت له وقالت: «هذا من اولاد العبرانيين»
7- فقالت اخته لابنة فرعون: «هل اذهب وادعو لك مرضعة من العبرانيات لترضع لك الولد؟»
8- فاجابتها ابنة فرعون: «اذهبي»؛ فمضت الفتاة ودعت ام الصبي.
9- فقالت لها ابنة فرعون: «خذي هذا الصبي وارضعيه لي، وانا اعطيك اجرتك». فاخذت المراة الصبي وارضعته.
10- ولما كبر الولد، ردته الى ابنة فرعون فتبنته ودعته موسى (ومعناه منتشل) قائلة: «اني انتشلته من الماء».
 
11- وحدث بعد ان كبر موسى انه ذهب ليفتقد اخوته العبرانيين ويشهد مشقتهم، فلمح رجلا مصريا يضرب رجلا عبرانيا،
12- فتلفت حوله، واذ لم يجد احدا هناك قتل المصري وطمره في الرمل.
13- ثم خرج في اليوم الثاني واذا رجلان عبرانيان يتضاربان، فقال للمسيء: «لماذا تضرب صاحبك؟»
14- فاجابه: «من اقامك رئيسا وقاضيا علينا؟ اعازم انت على قتلي كما قتلت المصري؟» فخاف موسى وقال: «حقا ان الخبر قد ذاع».
15- وبلغ الخبر مسمع فرعون، فسعى الى قتل موسى، الا ان موسى هرب من وجه فرعون، ومضى ليقيم في ارض مديان، فبلغها وجلس عند البئر.
 
16- وكان لكاهن مديان سبع فتيات فاقبلن واستقين ماء وملان الاجران ليسقين غنم ابيهن.
17- فاتى الرعاة وطردوهن. غير ان موسى هب لنجدتهن وسقى غنمهن.
18- وعندما رجعت الفتيات الى رعوئيل ابيهن سالهن: «ما بالكن بكرتن بالرجوع اليوم؟»
19- فاجبنه: «رجل مصري انقذنا من ايدي الرعاة، فاستقى لنا ولغنمنا ايضا».
20- فسالهن: «واين هو؟ لماذا تركتن الرجل؟ ادعونه لياكل طعاما».
21- وقبل موسى ان يقيم مع الرجل الذي زوجه من ابنته صفورة.
22- فانجبت له ابنا دعاه جرشوم (ومعناه غريب) اذ قال: «كنت نزيلا في ارض غريبة».

23- وبعد مرور حقبة طويلة مات ملك مصر. وارتفع انين بني اسرائيل وصراخهم من وطاة العبودية، وصعد الى الله.
24- فاصغى الله الى انينهم، وتذكر ميثاقه مع ابراهيم واسحق ويعقوب.
25- ونظر الله الى بني اسرائيل (ورق لحالهم).
 
22 02   كتاب الخروج 003 يعقوب
1- واما موسى فكان يرعى غنم حميه يثرون كاهن مديان، فقاد الغنم الى ما وراء الطرف الاقصى من الصحراء حتى جاء الى حوريب جبل الله.
2- وهناك تجلى له ملاك الرب بلهيب نار وسط عليقة. فنظر موسى واذا بالعليقة تتقد دون ان تحترق.
3- فقال موسى: «اميل الآن لاستطلع هذا الامر العظيم. لماذا لا تحترق العليقة؟»
4- وعندما راى الرب ان موسى قد دنا ليستطلع الامر، ناداه من وسط العليقة قائلا: «موسى». فقال: «ها انا».
5- فقال: «لا تقترب الى هنا: اخلع حذاءك من رجليك، لان المكان الذي انت واقف عليه ارض مقدسة».
 
6- ثم قال: «انا هو اله ابيك، اله ابراهيم، واله اسحق، واله يعقوب». عندئذ غطى موسى وجهه خوفا من ان يرى الله (فيموت).
7- فقال الرب: «قد شهدت مذلة شعبي الذي في مصر وسمعت صراخهم من جراء عتو مسخريهم وادركت معاناتهم،
8- فنزلت لانقذهم من يد المصريين واخرجهم من تلك الارض الى ارض طيبة رحيبة تفيض لبنا وعسلا، ارض الكنعانيين والحثيين والاموريين والفرزيين والحويين واليبوسيين.
9- وها هو الآن قد وصل الي صراخ بني اسرائيل، ورايت كيف يضايقهم المصريون.
10- فهلم الآن لارسلك الى فرعون، فتخرج شعبي بني اسرائيل من مصر».
11- فقال موسى لله: «من انا حتى امضي الى فرعون واخرج بني اسرائيل من مصر؟»
12- فاجاب: «انا اكون معك. ومتى اخرجت الشعب من مصر تعبدون الله على هذا الجبل، فتكون هذه لك العلامة انني انا ارسلتك».
13- فقال موسى لله: «حينما اقبل على بني اسرائيل واقول لهم: ان اله آبائكم قد بعثني اليكم وسالوني: ما اسمه؟ فماذا اقول لهم؟»
14- فاجابه الله : «اهيه الذي اهيه» (ومعناه انا الكائن الدائم). واضاف: «هكذا تقول لبني اسرائيل: «اهيه (انا الكائن)، هو الذي ارسلني اليكم».
 
15- وقال ايضا لموسى: «هكذا تقول لشعب اسرائيل: ان الرب «الكائن» اله آبائكم، اله ابراهيم واسحق ويعقوب قد ارسلني اليكم. هذا هو اسمي الى الابد، وهو الاسم الذي ادعى به من جيل الى جيل.
16- اذهب واجمع شيوخ اسرائيل وقل لهم: ان الرب اله آبائكم، اله ابراهيم واسحق ويعقوب قد تجلى لي قائلا: انني حقا قد تفقدتكم، وشهدت ما اصابكم في مصر،
17- وها انا قد وعدت ان اخرجكم من ضيقة مصر الى ارض الكنعانيين والحثيين والاموريين والفرزيين والحويين واليبوسيين، هذه الارض التي تفيض لبنا وعسلا،
18- فيستمع الشيوخ لكلامك فتمثل انت وشيوخ اسرائيل امام ملك مصر وتقول له: ان الرب اله العبرانيين قد تفقدنا، فدعنا نمضي مسيرة ثلاثة ايام في البرية ونقدم ذبائح للرب الهنا.
19- ولكنني عالم ان ملك مصر لن يطلقكم ما لم ترغمه يد قوية.
20- فامد يدي واضرب مصر بجميع ويلاتي التي اصنعها فيها، وبعد ذلك يطلقكم.
21- واجعل هذا الشعب يحظى برضى المصريين، فلا تخرجون فارغين حين تمضون،
22- بل تطلب كل امراة من جارتها او نزيلة بيتها جواهر فضة وذهب وثيابا تلبسونها بنيكم وبناتكم فتغنمون ذلك من المصريين».
 
23 02   كتاب الخروج 004 يعقوب
1- فقال موسى: «ماذا اذا لم يصدقوني ولم يصغوا الي وقالوا: ان الرب لم يظهر لك؟»
2- فساله الرب: «ما تلك التي بيدك؟» فاجاب: «عصا».
3- فقال: «القها على الارض». فالقاها فاذا هي حية، فهرب منها موسى.
4- فقال الرب لموسى: «مد يدك واقبض عليها من ذيلها». فمد موسى يده وقبض عليها، فارتدت عصا في يده.
5- وقال الرب: «هذا لكي يؤمنوا ان الرب اله آبائكم، اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب قد ظهر لك».

6- ثم قال الرب ايضا: «ادخل يدك في عبك». فادخل يده في عبه. وعندما اخرجها اذا بها برصاء كالثلج.
7- وامره الرب: «رد يدك الى عبك ثانية». فرد يده الى عبه ثانية ثم اخرجها من عبه، واذا بها قد عادت مثل باقي جسده.
8- وقال الرب: «اذا لم يصدقوك، او يعيروا المعجزة الاولى انتباههم، فانهم يصدقون الثانية.
9- واذا لم يصدقوا هاتين الآيتين ولم يصغوا لكلامك، فاغرف من ماء النهر واسكبه على الارض الجافة، فيتحول الماء الذي غرفته من النهر الى دم فوق الارض».
 
10- فقال موسى للرب: «اصغ يارب، انا لم اكن في يوم من الايام فصيحا، لا في الامس، ولا منذ ان خاطبت عبدك. انما انا بطيء النطق عيي اللسان».
11- فقال الرب له: «من هو باريء فم الانسان؟ او من يجعله اخرس او اصم او بصيرا او كفيفا؟ الست انا الرب؟
12- فالآن انطلق فالقن فمك النطق، واعلمك ماذا تقول».
13- لكن موسى اجاب: «ياسيد، اتوسل اليك ان ترسل من تشاء غيري».
14- فاحتدم غضب الرب على موسى وقال: «اليس هرون اللاوي اخاك؟ انا اعلم انه يحسن الكلام، وها هو ايضا قادم للقائك. وحالما يراك يبتهج قلبه.
15- فتحدثه وتلقن فمه الكلام، فاعينكما على القول، واعلمكما ماذا تفعلان،
16- فيخاطب هو الشعب عنك ويكون لك بمثابة فم وانت تكون له بمثابة اله.
17- وخذ بيدك هذه العصا لتصنع بها المعجزات».
 
18- فرجع موسى الى يثرون حميه وقال له: «دعني اعود الى قومي في مصر لارى اما زالوا بعد احياء». فاجاب يثرون موسى: «اذهب بسلام».

19- وامر الرب موسى في مديان: «هيا ارجع الى مصر، فانه قد مات جميع الساعين الى القضاء عليك».
20- فاخذ موسى امراته وبنيه واركبهم على الحمير ومضى عائدا الى ارض مصر. واخذ معه عصا الله ايضا.
 
21- وقال الرب لموسى: «حالما ترجع الى مصر، تذكر ان تجري امام فرعون جميع العجائب التي منحتك القوة على اجرائها، ولكنني ساقسي قلبه لكي لا يطلق الشعب.
22- ثم قل لفرعون: هذا ما يقوله الرب: اسرائيل هو ابني البكر.
23- قلت لك: اطلق ابني ليعبدني، ولكنك رفضت اطلاقه، لذلك ساهلك ابنك البكر»

24- وفي اثناء الطريق، بالقرب من خان، التقاه الرب وهم ان يقتله.
25- فاخذت صفورة صوانة وقطعت قلفة ابنها ومست بها قدمي موسى قائلة: «حقا انك عريس دم لي».
26- فعفا الرب عنه. حينئذ قالت: «عريس دم من اجل الختان».
 
27- وقال الرب لهرون: «اذهب الى الصحراء لاستقبال موسى». فمضى والتقاه عند جبل الرب وقبله.
28- فاطلع موسى هرون على جميع كلام الرب الذي حمله اياه، وما كلفه به من آيات،
29- ثم انطلق موسى وهرون وجمعا كل شيوخ بني اسرائيل،
30- فحدثهم هرون بجميع ما قاله الرب لموسى. واجرى موسى المعجزات امامهم.
31- فآمن الشعب. وعندما سمعوا ان الله قد افتقدهم ونظر الى مذلتهم انحنوا ساجدين.
 
24 02   كتاب الخروج 006 يعقوب
1- فاجاب الرب موسى: «سترى الآن ما انا فاعله بفرعون، لانني بيد قديرة ساجعله يطلقهم، بل يطردهم طردا ايضا».
2- وقال الرب لموسى: «انا هو الرب.
3- قد ظهرت لابراهيم واسحق ويعقوب الها قديرا على كل شيء. اما اسمي يهوه (اي الرب) فلم اعلنه لهم.
4- وقد ابرمت معهم ايضا ميثاقي بان اهبهم ارض كنعان حيث اقاموا فيها كغرباء.
5- كذلك اصغيت الى انين بني اسرائيل المستعبدين المصريين، وتذكرت ميثاقي
6- لهذا قل لبني اسرائيل انني انا الرب وانا احرركم من اثقال المصريين وانقذكم من عبوديتهم، واخلصكم بذراع ممدودة واحكام قوية.
7- واتخذكم لي شعبا واكون لكم الها، فتعرفون اني انا الرب الهكم محرركم من اثقال المصريين.
8- واقودكم الى الارض التي اقسمت ان اهبها لابراهيم واسحق ويعقوب لاعطيها لكم ملكا. انا هو الرب».
9- فخاطب موسى بني اسرائيل، لكنهم لم يصغوا اليه لتوجع نفوسهم وعبوديتهم القاسية.

10- وقال الرب لموسى:
11- «امثل امام فرعون ملك مصر واطلب اليه ان يطلق بني اسرائيل من الارض».
12- فاجاب موسى: «هوذا بنو اسرائيل لم يصغوا الي، فكيف يستمع الي فرعون وانا ثقيل اللسان؟»
13- فخاطب الرب موسى وهرون وامرهما ان يرجعا الى بني اسرائيل، وفرعون ملك مصر، لكي يطلق بني اسرائيل من ارض مصر.
 
14- وهؤلاء هم رؤساء العشائر المتفرعة عن ابناء اسرائيل: ابناء راوبين بكر اسرائيل حنوك وفلو وحصرون وكرمي: هذه عشائر راوبين.
15- ابناء شمعون يموئيل ويامين واوهد وياكين وصوحر وشاول وامه كنعانية: هذه هي عشائر شمعون.
16- وهذه اسماء ابناء لاوي حسب عشائرهم: جرشون وقهات ومراري. وقد عاش لاوي مئة وسبعا وثلاثين سنة.
17- اما ابنا جرشون حسب عشائرهما فهما: لبني وشمعي.
18- وابناء قهات هم: عمرام ويصهار وحبرون وعزيئيل. وقد عاش قهات مئة وثلاثا وثلاثين سنة.
19- وابنا مراري هما محلي وموشي. هذه هي عشائر اللاويين بحسب سجل مواليدهم.
 
20- وتزوج عمرام عمته يوكابد فانجبت له هرون وموسى. وقد عاش عمرام مئة وسبعا وثلاثين سنة.
21- وابناء يصهار هم: قورح ونافج وذكري.
22- ابناء عزيئيل هم: ميشائيل والصافان وستري
23- وتزوج هرون من اليشابع ابنة عميناداب اخت نحشون فانجبت له ناداب وابيهو والعازار وايثامار.
24- وابناء قورح هم: اسير والقانة وابياساف: هذه هي عشائر القورحيين.
25- وتزوج العازار بن هرون من احدى بنات فوطيئيل فانجبت له فينحاس. هؤلاء رؤساء آباء اللاويين بحسب ترتيب عشائرهم.

26- هذان هما هرون وموسى اللذان قال لهما الرب: اخرجا بني اسرائيل من ارض مصر بحسب فرقهم.
27- وهما نفس موسى وهرون اللذين خاطبا فرعون ملك مصر ليطلق بني اسرائيل من مصر.

28- وحدث في اليوم الذي كلم فيه الرب موسى في ارض مصر
29- ان الرب قال له: «انا الرب بلغ فرعون كل ما اقوله لك».
30- فاجابه موسى: «انا ثقيل اللسان فكيف يستمع لي فرعون؟»
 
25 02   كتاب الخروج 019 يعقوب
1- وفي تمام الشهر الثالث من خروج بني اسرائيل من ارض مصر وصلوا الى برية سيناء.
2- فقد ارتحل الاسرائيليون من رفيديم الى ان جاءوا الى برية سيناء، فنزلوا مقابل الجبل.

3- فصعد موسى للمثول امام الله. فناداه الرب من الجبل: «هكذا تقول لآل يعقوب، وتخبر شعب اسرائيل:
4- لقد عاينتم بانفسكم ما اجريته على مصر، وكيف حملتكم على اجنحة النسور وجئت بكم الي.
5- لذلك ان اطعتم عهدي، تكونوا لي ملكا خاصا من بين جميع الشعوب، لان لي كل الارض.
6- وتكونون لي مملكة كهنة وامة مقدسة. هذا هو الكلام الذي تخاطب به بني اسرائيل».
 
7- فاستدعى موسى شيوخ الشعب وتلا امامهم جميع هذا الكلام الذي اوصاه به الرب.
8- فقال كل الشعب معا: «كل ما نطق به الرب نعمل». فحمل موسى جوابهم الى الرب.
9- فقال الرب لموسى: «ها انا مقبل عليك في هيئة سحاب مظلم، فيسمعني الشعب حينما اخاطبك، فيثقون ايضا بك دائما». ونقل موسى الى الرب كلام الشعب.
10- وقال الرب لموسى: «انزل الى الشعب وقدسهم اليوم وغدا، ودعهم يغسلون ثيابهم،
11- ليكونوا متاهبين لليوم الثالث، لانه في اليوم الثالث انزل امام جميع الشعب على جبل سيناء.
12- واقم حدودا حول الجبل لا يتخطاها الشعب. وقل لهم: حذار من ان تصعدوا الى الجبل، او تمسوا طرفه، فكل من يمس الجبل حتما يقتل.
13- لا تمسه يد، بل يرجم رجما او يرمى بالسهام، سواء اكان بهيمة ام انسانا. لا يبقى عليه. اما عندما يتردد صوت بوق طويل، فعندئذ فقط يصعدون الى الجبل».
 
14- وبعد ان انحدر موسى من الجبل الى الشعب قدسهم وغسلوا ثيابهم،
15- وقال للشعب: «كونوا متاهبين لليوم الثالث، وامتنعوا عن معاشرة نسائكم».
16- وفي صباح اليوم الثالث حدثت رعود وبروق، وخيم سحاب كثيف على الجبل، ودوى صوت بوق قوي جدا، فارتعد كل الشعب الذي في المخيم،
17- فاخرج موسى الشعب من المخيم للقاء الله، فوقفوا عند سفح الجبل.
18- وكان جبل سيناء كله مغطى بدخان، لان الرب نزل عليه في هيئة نار. وتصاعد دخانه كدخان الاتون، واهتز الجبل كله بعنف.
19- وازداد دوي البوق اكثر فيما كان موسى يتكلم، والرب يجيبه برعد.
 
20- ونزل الرب على قمة جبل سيناء، ونادى موسى ليصعد الى قمة الجبل، فصعد اليه.
21- فقال له الرب: «انزل وحذر الشعب لئلا يقتحموا الجبل ليروني فيهلك منهم كثيرون.
22- وليتقدس ايضا الكهنة الذين يقتربون الي لئلا ابطش بهم».
23- فقال موسى للرب: «لا يقدر الشعب ان يصعد الى جبل سيناء، لانك انت قد حذرتنا قائلا: اقم حدودا حول الجبل وقدسه».
24- فاجاب الرب: «انزل واصعد باخيك هرون معك، اما الكهنة والشعب فلا يقتحموا طريقهم ليصعدوا الي لئلا ابطش بهم».
25- فانحدر موسى الى الشعب وانذرهم.
 
26 02   كتاب الخروج 033 يعقوب
1- وقال الرب لموسى: «اترك هذا المكان انت والشعب الذي اصعدته من ديار مصر، وامض الى الارض التي اقسمت لابراهيم واسحق ويعقوب قائلا: ساهبها لنسلك.
2- وسارسل امامك ملاكا، واطرد الكنعانيين والاموريين والحثيين والفرزيين والحويين واليبوسيين.
3- انها ارض تفيض لبنا وعسلا. اما انا فلن اسير في وسطكم لانكم شعب متصلب القلب لئلا افنيكم في الطريق».
4- فلما سمع الشعب هذا الكلام القاسي، شرعوا في النوح، ولم يتزين احد منهم.
5- وكان الرب قد قال لموسى: «قل لبني اسرائيل انتم شعب متصلب القلب، لهذا ان بقيت لحظة واحدة في وسطكم افنيكم. ولكن الآن انزعوا زينتكم عنكم الى ان اتخذ قراري بشانكم».
6- فخلع الشعب زينتهم عند جبل حوريب.
 
7- واخذ موسى خيمة ونصبها بعيدا خارج المخيم، ودعاها خيمة الاجتماع. فكان كل ملتمس للرب يسعى الى خيمة الاجتماع القائمة خارج المخيم.
8- وكلما مضى موسى الى الخيمة، كان كل واحد من الشعب يقف في باب خيمته، ويتابعونه بانظارهم الى ان يدخلها.
9- وما ان يتوارى موسى فيها، حتى ينزل عمود السحاب ويقف عند مدخلها، فيتكلم الرب مع موسى،
10- فيشاهد جميع الشعب عمود السحاب واقفا عند باب الخيمة، فيسجدون للرب، كل واحد امام باب خيمته،
11- فكان الرب يكلم موسى وجها لوجه كما يكلم الانسان صاحبه. واذا رجع موسى الى المخيم، كان خادمه الشاب يشوع بن نون يمكث داخل الخيمة.

12- وقال موسى للرب: «ها انت قد قلت لي: قد هذا الشعب، ولكن لم تعلمني من سترسل معي. ثم قلت: اني عرفتك باسمك وحظيت برضاي.
13- فالآن ان كنت حقا قد حظيت برضاك، فارشدني الى طريقك لكي اسلك حسب قصدك، واحظى بمسرتك، واذكر ايضا ان هذه الامة هي شعبك».
14- فاجابه: «ان حضوري يرافقك فاريحك».
15- فقال موسى: «ان لم ترافقنا بحضورك، فلا تصعدنا من هنا،
16- اذ كيف يدرك انني وشعبك قد حظينا برضاك؟ اليس بمرافقتك لنا، فنتميز انا وشعبك بذلك عن جميع الشعوب الساكنين في الارض؟»
17- فاجاب الرب موسى: «سافعل عين هذا الامر الذي التمست. لانك حظيت برضاي وانا عرفتك باسمك».
 
18- وقال موسى: «ارني مجدك».
19- فقال الرب: «اجيز احساناتي امامك، واذيع اسمي (الرب) امامك. اغدق رافتي على من اشاء ورحمتي على من اريد»،
20- واضاف:«ولكنك لن ترى وجهي، لان الانسان الذي يراني لا يعيش».
21- ثم قال الرب: «لدي مكان قريب مني. فقف على الصخرة،
22- وعندما يعبر مجدي، اضعك في نقرة من الصخر، واحجبك بيدي حتى اعبر،
23- ثم ارفع يدي فتنظر ورائي، اما وجهي فيظل محجوبا عن العيان».
 
27 03   كتاب اللاويين 026 يعقوب
1- لا تصنعوا لكم اصناما، ولا تقيموا لكم تماثيل منحوتة، او انصابا مقدسة، ولا ترفعوا حجرا مصورا في ارضكم لتسجدوا له، لاني انا الرب الهكم.
2- راعوا راحة ايام السبت، ووقروا مقدسي، فانا الرب.

3- ان سلكتم في فرائضي واطعتم وصاياي وعملتم بها،
4- فاني اسكب عليكم المطر في اوانه، وتعطي الارض غلتها، وتثمر اشجار الحقل،
5- فتستمر دراسة حنطتكم حتى موعد قطاف العنب، ويستمر قطاف العنب حتى موسم الزراعة، فتاكلون خبزكم حتى الشبع، وتسكنون في ارضكم آمنين.
6- واشيع سلاما في الارض، فتنامون مطمئنين، وابيد الوحوش البرية من الارض ولا يجتاز سيف في دياركم.
7- وتطردون اعداءكم فيسقطون امامكم بالسيف.
8- خمسة منكم يطردون مئة، ومئة منكم يطردون عشرة آلاف. ويتساقط اعداؤكم امامكم بحد السيف،
9- وارعاكم بعنايتي، وانميكم واكثركم، وافي بميثاقي معكم،
10- وتظلون تاكلون من الغلال القديمة حين تفرغونها من مخازنها لتوسعوا لغلات السنة الجديدة.
11- واقيم مسكني في وسطكم ولا اخذلكم،
12- واسير بينكم واكون الهكم، وانتم تكونون لي شعبا.
13- انا الرب الهكم اخرجتكم من مصر، وحطمت اغلال قيودكم ورفعت شانكم، لكي لا تظلوا عبيدا للمصريين في ما بعد.
 
14- ولكن ان عصيتموني ولم تعملوا بكل هذه الوصايا،
15- وان تنكرتم لفرائضي وكرهتم احكامي ولم تعملوا بكل وصاياي، بل نكثتم ميثاقي،
16- فاني ابتليكم بالرعب المفاجيء وداء السل والحمى التي تفني العينين وتتلف النفس، وتزرعون على غير طائل، وينهب اعداؤكم زرعكم.
17- وانقلب عليكم فتنهزمون امام اعدائكم، ويتحكم بكم مبغضوكم وتهربون من غير طارد لكم.

18- وان امعنتم في عصيانكم ازيد من عقابكم سبع مرات وفقا لخطاياكم.
19- اذل غطرستكم، واجعل سماءكم كالحديد لا تمطر وارضكم كالنحاس لا تغل
20- فيذهب جهدكم باطلا لان ارضكم لن تعطي غلتها، واشجار الارض لن تعطي اثمارها.

21- وان واظبتم على عصيانكم وابيتم طاعتي، اضاعف عقابي لكم سبع مرات وفقا لخطاياكم.
22- واطلق عليكم وحوش الصحراء فتفترس اولادكم وتهلك بهائمكم، وتنقص من عددكم، فتقفر طرقاتكم.

23- وان لم تتعظوا، وتماديتم في عصيانكم،
24- انقلب عليكم وازيد في بلائكم سبع مرات وفقا لخطاياكم.
25- اسلط عليكم سيف العدو. فينتقم منكم لنقضكم ميثاقي، فتلوذون بمدنكم حيث ارسل عليكم الوباء وتسلمون الى يد العدو
26- وحين اقطع عنكم مؤونة الدقيق، تخبز عشر نساء خبزكم في فرن واحد لقلة الدقيق، وتقسمون الخبز بالميزان فتاكلون ولا تشبعون.

27- وان لم يجد هذا العقاب في تاديبكم، فتماديتم في عصيانكم،
28- فاني ازيد في احتدام غضبي، من عدائي لكم واضاعف عقابي سبع مرات اخرى وفقا لخطاياكم،
29- فتاكلون لحم ابنائكم وبناتكم.
30- وادك مذابح مرتفعاتكم، واحطم انصاب شموسكم واكوم جثثكم فوق بقايا اصنامكم، وتنبذكم نفسي.
31- واحول مدنكم الى خرائب، واجعل مقادسكم موحشة، ولا ابتهج برائحة تقدمات سروركم،
32- واجعل الارض قفرا فيرتاع من وحشتها اعداؤكم الساكنون فيها
33- واشتتكم بين الشعوب، واجرد عليكم سيفي، والاحقكم، واحول ارضكم الى قفر ومدنكم الى خرائب.
34- عندئذ تستوفي الارض راحة سبوتها طوال سني وحشتها وانتم مشتتون في ديار اعدائكم. حينئذ ترتاح الارض وتستوفي سني سبوتها.
35- فتعوض في ايام وحشتها عن راحتها التي لم تنعم بها في سنوات سبوتكم عندما كنتم تقيمون عليها.
36- اما الباقون منكم في ارض اعدائكم، فاني القي الرعب في قلوبهم فيهربون من حفيف ورقة تسوقها الريح، وكانهم يهربون من السيف، ويسقطون وليس ثمة من طارد لهم.
37- ويعثر بعضهم ببعض كمن يفر من امام سيف من غير طارد لهم، ولا تثبتون امام اعدائكم
38- فتهلكون بين الشعوب، وتبتلعكم ارض اعدائكم.
39- اما بقيتكم فتفنى بذنوبها وذنوب آبائها في ارض اعدائكم كما فني آباؤهم من قبلهم.
 
40- ولكن ان اعترفوا بخطاياهم وخطايا آبائهم وبخيانتهم لي وعداوتهم،
41- التي جعلتني انقلب عليهم وانفيهم الى ارض اعدائهم، وان خضعت قلوبهم النجسة بعد ان استوفوا عقاب خطاياهم،
42- فاني اذكر ميثاقي مع يعقوب، وميثاقي مع اسحق، وميثاقي مع ابراهيم، واذكر الارض،
43- التي اقفرت منهم، فاستوفت راحة سبوتها في اثناء نفيهم عنها، ويكونون آنئذ قد استوفوا عقاب خطاياهم لانهم تنكروا لشرائعي وكرهوا فرائضي.
44- ولكن على الرغم من ذلك فانني لم انبذهم وهم في ارض اعدائهم، ولا كرهتهم حتى ابيدهم وانقض ميثاقي معهم، لاني انا الرب الههم،
45- بل اذكر ميثاقي مع آبائهم الاولين الذين اخرجتهم من ديار مصر على مشهد من الشعوب لاكون لهم الها. انا الرب».

46- هذه هي الفرائض والاحكام والشرائع التي اقامها الرب بينه وبين بني اسرائيل في جبل سيناء على لسان موسى.
 
28 04   كتاب العدد 023 يعقوب
1- فقال بلعام لبالاق: «ابن لي هنا سبعة مذابح، واعد لي هنا سبعة ثيران وسبعة كباش».
2- ففعل بالاق كما طلب بلعام. وقرب بالاق وبلعام ثورا وكبشا على كل مذبح.
3- ثم قال بلعام لبالاق: «قف هنا عند محرقاتك فامضي انا، لعل الرب ياتي للقائي، ومهما يعلن لي ابلغك به». ثم ارتقى بلعام رابية.
 
4- فوافى الله بلعام. فقال بلعام: «قد اعددت سبعة مذابح وقربت ثورا وكبشا على كل مذبح».

5- فحمل الرب بلعام رسالة وقال: «ارجع الى بالاق وبلغه اياها».

6- فعاد اليه، واذا به مازال واقفا عند محرقاته، ومعه جميع رؤساء موآب،
7- فنطق بنبوءته قائلا: «اتى بي بالاق ملك موآب من بلاد ارام من الجبال الشرقية، وقال: تعال العن لي يعقوب، واشتم لي اسرائيل.
8- كيف العن من لم يلعنه الله؟ وكيف اشتم من لم يشتمه الرب؟
9- ها انا اراهم من قمم الصخور، ومن الآكام ابصرهم. هوذا شعب يسكن وحده. ولا يحسبون انفسهم امة من الامم.
10- من يقدر ان يحصي تراب يعقوب او يعد ربع اسرائيل؟ لتمت نفسي موت الابرار، ولتكن آخرتي كآخرتهم».

11- فقال بالاق لبلعام: «ماذا فعلت بي؟ لقد استدعيتك لتشتم اعدائي، وها انت تباركهم»
12- فاجابه: «انني احرص ان لا اتكلم الا بما يضعه الرب على فمي».
 
13- فقال له بالاق: «تعال معي الى موضع آخر فلا ترى منه الا طرف مخيم الشعب فقط، والعنه لي من هناك».
14- فاخذه الى حقل صوفيم المشرف على راس الفسجة وهناك شيد سبعة مذابح، وقرب بلعام ثورا وكبشا على كل مذبح.
15- وقال لبالاق: «انتظرني هناك عند محرقاتك وانا امضي الى هناك».
16- فوافى الرب بلعام ولقنه رسالة وقال له: «ارجع الى بالاق وبلغه اياها».
17- فاقبل على بالاق، واذا به منتظر عند محرقاته ومعه رؤساء موآب. فساله بالاق: «ماذا تكلم به الرب؟»
18- فضرب مثله قائلا: «انهض يابالاق واصغ، استمع الي ياابن صفور
19- ليس الله انسانا فيكذب. ولا هو ابن آدم فيندم. هل يقول ولا يفعل او يعد ولا يفي؟
20- اني امرت ان ابارك، وهو قد بارك ولا طاقة لي على رده.
21- لم يشهد اثما في يعقوب، ولم ير مشقة في اسرائيل. الرب الههم معهم، وهتاف للملك فيهم.
22- الله اخرجهم من مصر، وقوتهم مثل قوة الثور الوحشي.
23- فلا عيافة تضر يعقوب، ولا عرافة تؤثر في اسرائيل. منذ الآن يقال عن يعقوب وعن اسرائيل: «انظر ماذا فعل الله!»
24- هوذا شعب يتحفز كلبوة وينهض كاسد. لا ينام حتى يلتهم فريسة ويلغ في دم قتلى».
 
25- فقال بالاق لبلعام: «اذن لا تلعنه ولا تباركه!»
26- فاجاب بلعام: «الم اخبرك انني لن انطق الا بما يامرني به الرب؟»
27- فقال بالاق: «دعني آخذك الى موضع آخر، فعسى ان يحسن في عيني الله ان تلعن لي الشعب من هناك».
28- فاخذ بالاق بلعام الى قمة جبل فغور المشرف على امتداد الصحراء،
29- فقال بلعام لبالاق: «ابن لي هنا سبعة مذابح. وجهز لي هنا سبعة ثيران وسبعة كباش».
30- فلبى بالاق طلب بلعام، وقرب ثورا وكبشا على كل مذبح.
 
29 04   كتاب العدد 024 يعقوب
1- ولما راى بلعام ان الرب يسر بمباركة اسرائيل لم يمض كالمرتين السابقتين لملاقاة الرب، لكنه توجه بنظره نحو الصحراء،
2- وهناك شاهد بني اسرائيل مخيمين حسب اسباطهم، فحل عليه روح الله،
3- وتنبا قائلا: «كلام بلعام بن بعور، كلام الرجل المفتوح العينين.
4- كلام من يسمع اقوال الله والذي يشاهد رؤيا القدير. الذي ينطرح فتنفتح عيناه.
5- ما اجمل خيامك يايعقوب، وما ابهى مساكنك يااسرائيل!
6- هي مثل اودية ممتدة، وكجنات على مجرى نهر، وكشجرات صبار غرسها الرب، ومثل اشجار الارز النامية بجوار المياه.
7- تجري مياه من مساقيه، ولزرعه يتوافر ماء غزير. يكون ملكه اعظم شانا من اجاج وتتسامى مملكته.
8- الله اخرجه من مصر، وقوته مثل الثور الوحشي. يفترس خصومه من الامم، ويقضم عظامهم ويثخنهم بسهامه.
9- يجثم كاسد، ويربض كلبوة. فمن يجرؤ على اثارته؟ من يباركك يكون مباركا، ومن يلعنك يكون ملعونا».
 
10- فاستشاط بالاق غضبا على بلعام، وضرب كفا على كف قائلا له: «دعوتك لتشتم اعدائي، وها انت قد باركتهم ثلاث مرات!
11- والآن اغرب عن وجهي وامض الى بيتك، فقد كان في عزمي اكرامك ولكن الرب شاء ان لا تحظى به».
12- فاجابه بلعام: «الم اقل لرسلك الذين بعثتهم الي
13- انه ولو اغدق علي بالاق ملء قصره ذهبا وفضة فلن اعصي امر الرب، فاصنع خيرا او شرا من نفسي؟ فان ما يعلنه لي الرب فاياه ابلغ.
14- والآن اعود الى شعبي، ولكن دعني انبئك بما سينزله هذا الشعب بقومك في آخر الايام».
 
15- ثم تنبا قائلا: «كلام بلعام بن بعور، كلام الرجل المفتوح العينين.
16- كلام من يسمع اقوال الله، ويتلقى المعرفة من العلي، الذي يشاهد رؤيا القدير، الذي ينطرح فتنفتح عيناه.
17- اراه ولكن ليس حاضرا، وابصره ولكن ليس قريبا. يخرج نجم من يعقوب، ويظهر ملك من اسرائيل فيحطم طرفي موآب، ويهلك كل رجال الحرب.
18- ويرث ارض ادوم، ويتملك ديار سعير. اما اسرائيل فيزداد قوة.
19- ويبرز حاكم من يعقوب فيدمر ما تبقى من مدن (الاعداء)».

20- ثم تطلع بلعام نحو مساكن اهل عماليق فتنبا: «كان عماليق اول الشعوب، اما عاقبته فالى الهلاك».
21- ثم التفت نحو القينيين فانبا: «ليكن مسكنك منيعا، وعشك موضوعا في صخرة.
22- وانما ستدمرون عندما يطردكم الاشوريون».
23- ثم تنبا قائلا: «من له طاقة على العيش حين يجري الرب ذلك؟
24- تقبل سفن من كتيم، وتخضع اشور وتذل عابر، فهما ايضا يهلكان».

25- ثم رجع بلعام الى دياره، واما بالاق فمضى في سبيله.
 
30 04   كتاب العدد 026 يعقوب
1- وبعد توقف الوبا قال الرب لموسى والعازار بن هرون الكاهن:
2- «احصيا كل جماعة اسرائيل، من ابن عشرين سنة فما فوق، من القادرين على التجند في جيش اسرائيل، حسب انتماء كل منهم لسبطه».
3- فقال موسى والعازار الكاهن للشعب في سهول موآب بقرب نهر الاردن مقابل اريحا:
4- «احصوا كل رجل من ابن عشرين سنة فما فوق، كما امر الرب موسى». فكان هؤلاء هم الخارجون من ديار مصر.
 
5- راوبين بكر يعقوب، اما ابناؤه فهم: حنوك راس عشيرة الحنوكيين، وفلو راس عشيرة الفلويين.
6- وحصرون راس عشيرة الحصرونيين، وكرمي راس عشيرة الكرميين.
7- هذه العشائر المنحدرة من نسل راوبين. وكان المحصون منهم ثلاثة واربعين الفا وسبع مئة وثلاثين.
8- واليآب بن فلو.
9- اما ابناء اليآب فهم: نموئيل وداثان وابيرام. وكان داثان وابيرام من المنتخبين في المجلس وهما اللذان خاصما موسى وهرون مع بقية جماعة قورح حين تمردوا على الرب.
10- فانشقت الارض آنئذ وابتلعتهما مع قورح، حين احرقت النار القوم البالغ عددهم مئتين وخمسين رجلا، فصاروا عبرة.
11- غير ان ابناء قورح لم يهلكوا.
 
12- اما ابناء شمعون فهم: نموئيل راس عشيرة النموئيليين، ويامين راس عشيرة اليامينيين، وياكين راس عشيرة الياكينيين.
13- وزارح راس عشيرة الزارحيين. وشاول راس عشيرة الشاوليين.
14- هذه هي العشائر المنحدرة من نسل شمعون، وعدد المحصين منهم اثنان وعشرون الفا ومئتان.
 
15- اما ابناء جاد فهم: صفون راس عشيرة الصفونيين، وحجي راس عشيرة الحجيين، وشوني راس عشيرة الشونيين،
16- وازني راس عشيرة الازنيين، وعيري راس عشيرة العيريين،
17- وارود راس عشيرة الاروديين، وارئيلي راس عشيرة الارئيليين.
18- هذه هي العشائر المنحدرة من نسل جاد. وكان المحصون منهم اربعين الفا وخمس مئة.
 
19- اما ابنا يهوذا عير واونان فقد ماتا في ارض كنعان من غير عقب.
20- والذين اعقبوا نسلا من ابناء يهوذا هم: شيلة راس عشيرة الشيليين، وفارص راس عشيرة الفارصيين، وزارح راس عشيرة الزارحيين.
21- وابناء فارص: حصرون راس عشيرة الحصرونيين، وحامول راس عشيرة الحاموليين.
22- هذه هي العشائر المنحدرة من نسل يهوذا. وكان المحصون منهم ستة وسبعين الفا وخمس مئة.
 
23- اما ابناء يساكر فهم: تولاع راس عشيرة التولاعيين، وفوة راس عشيرة الفويين،
24- وياشوب راس عشيرة الياشوبيين، وشمرون راس عشيرة الشمرونيين.
25- هذه هي العشائر المنحدرة من نسل يساكر. وكان المحصون منهم اربعة وستين الفا وثلاث مئة.
 
26- اما ابناء زبولون فهم: سارد راس عشيرة السارديين، وايلون راس عشيرة الايلونيين وياحلئيل راس عشيرة الياحلئيليين.
27- هذه هي العشائر المنحدرة من نسل زبولون. وكان المحصون منهم ستين الفا وخمس مئة.

28- اما ابنا يوسف فهما: منسى وافرايم.
 
29- ونسل منسى ماكير راس عشيرة الماكيريين، وانجب ماكير جلعاد، فكان جلعاد راس عشيرة الجلعاديين.
30- وهؤلاء هم ابناء جلعاد: ايعزر راس عشيرة الايعزريين وحالق راس عشيرة الحالقيين،
31- واسريئيل راس عشيرة الاسريئيليين، وشكم راس عشيرة الشكميين،
32- وشميداع راس عشيرة الشميداعيين، وحافر راس عشيرة الحافريين.
33- وانجب حافر صلفحاد الذي لم ينجب سوى بنات هن: محلة ونوعة وحجلة وملكة وترصة.
34- هذه هي العشائر المنحدرة من نسل منسى. وكان المحصون منهم اثنين وخمسين الفا وسبع مئة.
 
35- اما ابناء افرايم فهم: شوتالح راس عشيرة الشوتالحيين، وباكر راس عشيرة الباكريين، وتاحن راس عشيرة التاحنيين.
36- وانجب شوتالح عيران راس عشيرة العيرانيين.
37- هذه هي العشائر المنحدرة من نسل افرايم. وكان المحصون منهم اثنين وثلاثين الفا وخمس مئة، وجميع هذه العشائر من نسل يوسف.
 
38- اما ابناء بنيامين فهم: بالع راس عشيرة البالعيين، واشبيل راس عشيرة الاشبيليين، واحيرام راس عشيرة الاحيراميين.
39- وشفوفام راس عشيرة الشفوفاميين، وحوفام راس عشيرة الحوفاميين.
40- وانجب بالع ارد ونعمان، فكان ارد راس عشيرة الارديين، ونعمان راس عشيرة النعمانيين.
41- هذه هي العشائر المنحدرة من نسل بنيامين، وكان المحصون منهم خمسة واربعين الفا وست مئة.
 
42- اما ابن دان فهو: شوحام راس عشيرة الشوحاميين، وهي العشيرة المنحدرة من نسل دان.
43- وكان المحصون من عشيرة الشوحاميين اربعة وستين الفا واربع مئة.
 
44- اما ابناء اشير فهم: يمنة راس عشيرة اليمنيين، ويشوي راس عشيرة اليشويين، وبريعة راس عشيرة البريعيين.
45- وانجب بريعة حابر راس عشيرة الحابريين، وملكيئيل راس عشيرة الملكيئيليين.
46- وكان لاشير ابنة اسمها سارح.
47- هذه هي العشائر المنحدرة من نسل اشير، وكان المحصون منهم ثلاثة وخمسين الفا واربع مئة.
 
48- اما ابناء نفتالي فهم: ياحصئيل راس عشيرة الياحصئيليين، وجوني راس عشيرة الجونيين.
49- ويصر راس عشيرة اليصريين، وشليم راس عشيرة الشليميين.
50- هذه هي العشائر المنحدرة من نسل نفتالي، وكان المحصون منهم خمسة واربعين الفا واربع مئة.
51- فكان جملة المحصين من بني اسرائيل ست مئة الف والفا وسبع مئة وثلاثين.
 
52- ثم قال الرب لموسى:
53- «قسم الارض بين الاسباط وفقا لنسبة عدد افراد كل سبط،
54- فالسبط الكبير اعطه نصيبا اكبر، والسبط الصغير اعطه نصيبا اقل. اعط كل سبط حسب اعداد افراده المحصين،
55- على ان توزع الارض بالقرعة، فيملكون الارض حسب اسماء آباء اسباطهم،
56- فتوزع الارض ما بين الاسباط الكبيرة والصغيرة بالقرعة.
 
57- اما اللاويون الذين احصوا حسب عشائرهم فهم: الجرشونيون من نسل جرشون، والقهاتيون من نسل قهات، والمراريون من نسل مراري.
58- ومن عشائر لاوي ايضا: عشيرة اللبنيين، وعشيرة الحبرونيين، وعشيرة المحليين، وعشيرة الموشيين، وعشيرة القورحيين. وكان عمرام منحدرا من نسل قهات.
59- واسم امراة عمرام يوكابد بنت لاوي، التي ولدت في مصر وانجبت لعمرام هرون وموسى ومريم اختهما.
60- وانجب هرون ناداب وابيهو والعازار وايثامار.
61- اما ناداب وابيهو فقد ماتا عندما قربا نارا غير مقدسة امام الرب.
62- وكان المحصون من ذكور اللاويين ثلاثة وعشرين الفا، من ابن شهر فما فوق. هؤلاء لم يحصوا مع بقية الاسرائيليين، لانهم لم يرثوا نصيبا بين بني اسرائيل.

63- هؤلاء هم الذين احصاهم موسى والعازار الكاهن، حين قاما باحصاء بني اسرائيل في سهول موآب بالقرب من نهر الاردن مقابل اريحا.
64- ولم يكن بين هؤلاء المحصين انسان ممن عدهم موسى وهرون سابقا في صحراء سيناء،
65- لان الرب كان قد قال لهم، انهم جميعا سيموتون في الصحراء، فلم يبق منهم انسان سوى كالب بن يفنة ويشوع بن نون.
 
31 04   كتاب العدد 032 يعقوب
1- وكان لسبطي راوبين وجاد مواش كثيرة جدا. فلما اقبلوا على ارض يعزير وارض جلعاد وجدوا انها صالحة لرعي المواشي.
2- فقالوا لموسى والعازار الكاهن ورؤساء الشعب:
3- «ان اراضي عطاروت وديبون ويعزير ونمرة وحشبون والعالة وشبام ونبو وبعون
4- الاراضي التي اخضعها الرب لبني اسرائيل هي مراع صالحة لرعي مواشي عبيدك.
5- فان حسن لديك، اعط هذه الاراضي لعبيدك ملكا، ولا تدعنا نعبر نهر الاردن».

6- فقال موسى لابناء سبطي جاد وراوبين: «اينطلق اخوتكم لخوض الحرب وانتم هنا قاعدون؟
7- لماذا تضعفون قلوب الاسرائيليين عن العبور الى الارض التي وهبها الرب لهم؟
8- ان هذا ما فعله آباؤكم حين ارسلتهم من قادش برنيع ليتجسسوا الارض،
9- فبعد ان بلغوا وادي اشكول وتجسسوا الارض اضعفوا قلوب الاسرائيليين عن العبور الى الارض التي وهبها الرب لهم.
10- فاحتدم في ذلك اليوم غضب الرب وقال:
11- لانهم لم يطيعوني من كل قلوبهم فان الرجال من ابن عشرين سنة فما فوق من الذين خرجوا من مصر لن يروا الارض التي اقسمت ان اهبها لنسل ابراهيم واسحق ويعقوب،
12- ما عدا كالب بن يفنة القنزي ويشوع بن نون، لانهما اطاعاني من كل قلبيهما.
13- واذ اشتد غضب الرب على بني اسرائيل اتاههم في الصحراء اربعين سنة، حتى تم فناء كل الجيل الذي ارتكب الشر في عيني الرب.
14- وها انتم نتاج تربية قوم خطاة، ترتكبون وزر آبائكم، لتزيدوا من شدة غضبه على اسرائيل.
15- لانكم ان تخليتم عن طاعته، يعود ويتركهم في الصحراء وتكونون انتم سبب هلاكهم».
 
16- فاقتربوا منه وقالوا: «سنبني حظائر لمواشينا ومدنا لاطفالنا ونسائنا،
17- اما نحن فنتسلح وننطلق مسرعين امام بني اسرائيل حتى يبلغوا اماكنهم بينما يمكث نساؤنا واطفالنا في مدن محصنة تقيهم هجمات اهل الارض،
18- ولا نرجع الى بيوتنا حتى يمتلك كل واحد من بني اسرائيل نصيبه من الميراث.
19- واننا لا نرث معهم شيئا في غربي نهر الاردن، لاننا قد حصلنا على نصيبنا في الاراضي الواقعة في شرقيه».
20- فقال لهم موسى: «ان وفيتم بعهدكم فحملتم السلاح لخوض الحرب امام الرب،
21- وعبر كل متسلح منكم نهر الاردن ليحارب امام الرب حتى يتم طرد اعدائه من امامه،
22- فتخضع الارض بين يدي الرب، وبعدها ترجعون، عندئذ تكونون ابرياء عند الرب وعند شعب اسرائيل، وتصبح هذه الارض ملكا لكم امام الرب.
23- ولكن ان نكثتم بتعهدكم فانكم تخطئون الى الرب. وثقوا ان خطيئتكم ستلاحقكم.
24- ابنوا مدنا لنسائكم واطفالكم، وحظائر لغنمكم، ونفذوا ما تعهدتم به».
25- فاجاب ابناء سبطي جاد وراوبين موسى: «سيفعل عبيدك كامر سيدهم،
26- اذ يمكث اطفالنا ونساؤنا ومواشينا وكل بهائمنا في مدن جلعاد،
27- بينما يعبر كل منخرط في الجيش من عبيدك نهر الاردن للحرب امام الرب كما امر سيدنا».

28- فاوصى بهم موسى العازار الكاهن ويشوع بن نون ورؤساء اسباط اسرائيل
29- قائلا: «ان عبر معكم نهر الاردن كل متجرد للحرب بين يدي الرب من ابناء سبطي جاد وراوبين، وتم الاستيلاء على الارض، تورثونهم ارض جلعاد ملكا.
30- ولكن ان تقاعسوا عن العبور لخوض الحرب معكم، فانكم تورثونهم في وسطكم في ارض كنعان».
31- فاجاب ابناء سبطي جاد وراوبين: «كل ما تكلم الرب به من نحو عبيدك نلتزم به،
32- فاننا نعبر بكامل اسلحتنا لنحارب بين يدي الرب في ارض كنعان، ولكننا لا نرث نصيبا في غربي الاردن».
33- فوهب موسى ابناء سبطي جاد وراوبين وابناء نصف سبط منسى بن يوسف مملكة سيحون ملك الاموريين، ومملكة عوج ملك باشان بما فيهما من اراض ومدن واقعة ضمن حدودهما.

34- فرمم ابناء سبط جاد مدن ديبون وعطاروت وعروعير،
35- وعطروت شوفان ويعزير ويجبهة،
36- وبيت نمرة وبيت هاران، وجعلوها مدنا محصنة وبنوا ايضا حظائر لغنمهم.
37- وبنى ابناء راوبين مدن حشبون والعالة وقريتايم،
38- ونبو وبعل معون اللتين تم تغيير اسميهما، وسبمة واطلقوا اسماء اخرى على المدن التي بنوها.
39- وتوجه ابناء ماكير من سبط منسى نحو جلعاد واستولوا عليها، وطردوا الاموريين منها،
40- فوهب موسى جلعاد لنسل ماكير بن منسى فاقاموا فيها.
41- واستولى يائير من سبط منسى على مزارع جلعاد، ودعاها حووث يائير (ومعناها قرى يائير).
42- كما انطلق نوبح وتملك قناة والقرى المحيطة بها واطلق عليها اسمه «نوبح».
 
32 05   كتاب التثنية 001 يعقوب
1- هذه هي الاقوال التي خاطب بها موسى جميع الاسرائيليين المخيمين في وادي العربة، في صحراء موآب شرقي نهر الاردن، مقابل سوف، ما بين فاران وتوفل ولابان وحضيروت وذي ذهب.
2- وكانت الرحلة تستغرق من حوريب عبر طريق جبل سعير الى قادش برنيع احد عشر يوما.
3- ففي اليوم الاول من الشهر الحادي عشر (اي شباط ­ فبراير)، في السنة الاربعين، خاطب موسى بني اسرائيل بكل ما اوصاه به الرب اليهم،
4- وذلك بعد هزيمة سيحون ملك الاموريين المقيم في حشبون، وعوج ملك باشان الساكن في عشتاروث في اذرعي.
5- وابتدا موسى في ارض موآب شرقي نهر الاردن يشرح الشريعة قائلا:
 
6- «لقد قال الرب الهنا لنا في جبل حوريب: كفاكم المقام في هذا الجبل.
7- تحولوا وتقدموا وادخلوا جبل الاموريين وكل ما يليه من وادي العربة والجبل والسهل والنقب وساحل بحر ارض الكنعانيين ولبنان، الى النهر الكبير نهر الفرات.
8- وانظروا، فها انا قد وهبتكم الارض، فادخلوا وتملكوها لاني اقسمت ان اعطيها لآبائكم ابراهيم واسحق ويعقوب ولنسلهم من بعدهم».
 
9- وقال موسى للشعب: «لا اقدر وحدي ان اتحمل مسئوليتكم،
10- فقد كثركم الرب الهكم، وها انتم قد اصبحتم اليوم في كثرة نجوم السماء.
11- فليزدكم الرب اله آبائكم الف مرة ويبارككم كما وعدكم.
12- ولكن كيف يمكن ان احمل وحدي مشاكلكم واثقالكم وخصوماتكم؟
13- فاختاروا من اسباطكم رجالا حكماء عقلاء من ذوي المقام، فاجعلهم قادة لكم.
14- فاجبتموني قائلين: ان ما تقترح علينا ان نفعله امر صائب.
15- فاخترت رؤساء اسباطكم رجالا حكماء من ذوي المقام، واقمتهم قادة عليكم، فكانوا رؤساء الوف ومئات وخماسين وعشرات، وعرفاء لاسباطكم.
16- وامرت قضاتكم آنئذ قائلا: استمعوا الى الخصومات الناشبة بين اخوتكم واقضوا بالعدل بين الاسرائيلي واخيه او بين الاسرائيلي والنزيل.
17- لا تحابوا في القضاء واستمعوا للصغير كما تستمعون للكبير. لا تهابوا انسانا، لان القضاء لله. وما يشكل عليكم من امر ترفعونه الي فاقضي فيه.
18- واوصيتكم في ذلك الوقت بجميع الامور التي يجب ان تجروها.
 
19- ثم ارتحلنا بموجب امر الرب من جبل حوريب مجتازين تلك الصحراء العظيمة المخوفة التي رايتموها، متجهين نحو بلاد الاموريين الجبلية، الى ان اقبلنا على قادش برنيع.
20- فقلت لكم: ها قد جئتم الى بلاد الاموريين الجبلية التي وهبها لنا الرب الهنا،
21- فانظروا لان الرب الهكم قد اعطاكم الارض، فاصعدوا واستولوا عليها كما وعد الرب اله آبائكم. لا تخافوا ولا ترتعبوا.
22- فتقدمتم الي جميعكم وقلتم: دعنا نرسل قوما ليتجسسوا الارض لنا، ثم يوافونا بنبا الطريق التي نسلكها والمدن التي نجتاز بها.
23- فراقني الاقتراح، وانتخبت منكم اثني عشر رجلا، واحدا من كل سبط.
24- فاخترقوا مسالك الجبال حتى وصلوا وادي اشكول، فاستكشفوه،
25- وقطفوا من ثمار الارض وحملوها الينا، وقالوا: الارض التي وهبها لنا الرب الهنا ارض جيدة.
 
26- لكنكم تقاعستم عن الصعود اليها وعصيتم امر الرب الهكم،
27- وتذمرتم في خيامكم قائلين: لان الرب يكرهنا اخرجنا من ارض مصر ليوقعنا في ايدي الاموريين ويهلكنا.
28- فالى اين نذهب؟ لقد اوهن اخوتنا قلوبنا عندما اخبرونا ان اهل الارض اعظم منا واكثر طولا، ومدنهم عظيمة تبلغ حصونها عنان السماء، وقد شاهدنا هناك بني عناق ايضا.
29- فقلت لكم: لا تجزعوا ولا تخافوا منهم،
30- لان الرب الهكم السائر امامكم هو يحارب عنكم كما رايتموه معكم في مصر.
31- كذلك شهدتم في الصحراء كيف حملكم الرب الهكم كما يحمل الانسان ابنه، في كل الطريق التي سلكتموها، حتى اقبلتم الى هذا المكان.
32- ولكن على الرغم من ذلك فانكم لم تثقوا بالرب الهكم
33- السائر امامكم في رحلتكم، ليلتمس لكم مكانا تنزلون فيه. فكان يقودكم في عمود نار ليلا وفي عمود سحاب نهارا.
 
34- وسمع الرب تذمركم فسخط عليكم واقسم قائلا:
35- لن يرى انسان من هذا الجيل الشرير الارض الجيدة التي اقسمت ان اهبها لآبائكم.
36- الا كالب بن يفنة، فهو يراها واورثه هو وبنيه الارض التي وطئها، لانه اطاع الرب من كل قلبه.
37- كما غضب الرب على بسببكم قائلا: وانت ايضا لن تدخل الارض.
38- انما يشوع بن نون الماثل امامك هو يدخلها فشجعه لانه هو الذي يوزعها على الاسرائيليين.
39- اما اطفالكم الذين ادعيتم انهم يصبحون غنيمة، وصغاركم الذين لا يميزون بعد الخير والشر، فهم يدخلون الى هناك ولهم اهب الارض وهم يرثونها.
40- واما انتم فتحولوا وارتحلوا الى الصحراء على محاذاة طريق البحر الاحمر.
 
41- فاجبتم وقلتم لي: لقد اخطانا الى الرب، ونحن صاعدون الى الحرب حسب كل ما امرنا به الرب الهنا. وحمل كل واحد سلاحه، مستخفا بمصاعب ارتقاء الجبال.
42- فامرني الرب: قل لهم لا تصعدوا ولا تحاربوا، لاني لست في وسطكم، لئلا تنهزموا امام اعدائكم.
43- فكلمتكم ولكنكم لم تسمعوا، بل عصيتم امر الرب وتمردتم وصعدتم الى الاراضي الجبلية.
44- فاندفع الاموريون المستوطنون في الاراضي الجبلية للقائكم، وطاردوكم كما يطارد النحل، وهزموكم في سعير حتى تخوم حرمة.
45- فرجعتم ونحتم امام الرب، ولم يسمع الرب لصوتكم ولا انصت اليكم.
46- ومكثتم في قادش اياما كثيرة، اي طوال الفترة التي بقيتم فيها هناك.
 
33 05   كتاب التثنية 006 يعقوب
1- وهذه هي الوصايا والفرائض والاحكام التي امرني الرب الهكم ان القنكم اياها، لتعملوا بها في الارض التي انتم ماضون اليها لترثوها.
2- وبذلك تتقي الرب الهك وتمارس جميع فرائضه ووصاياه التي انا اوصيك بها انت وابنك وحفيدك كل ايام حياتك فتطول ايامك.
3- فانصتوا يابني اسرائيل واحرصوا على العمل بها فتزدهروا وتتكاثروا جدا في ارض تفيض لبنا وعسلا، كما وعدكم الرب اله آبائكم.
 
4- اسمعوا يابني اسرائيل: الرب الهنا رب واحد،
5- فاحبوا الرب الهكم من كل قلوبكم ونفوسكم وقوتكم.
6- وضعوا هذه الكلمات التي اوصيكم بها على قلوبكم،
7- وقصوها على اولادكم، وتحدثوا بها حين تجلسون في بيوتكم، وحين تسيرون في الطريق، وحين تنامون، وحين تنهضون.
8- اربطوها علامة على ايديكم، واجعلوها عصائب على جباهكم.
9- اكتبوها على قوائم ابواب بيوتكم وبوابات مدنكم.

10- ومتى ادخلكم الرب الهكم الى الارض التي اقسم لآبائكم ابراهيم واسحق ويعقوب ان يهبها لكم، حيث تنتشر مدن عظيمة لم تبنوها،
11- وبيوت عامرة بخيرات لم تخزنوها، وآبار محفورة لم تحفروها، واشجار كروم وزيتون لم تغرسوها، فاكلتم وشبعتم،
12- فاياكم ان تنسوا الرب الهكم الذي اطلقكم من عبودية ديار مصر.
13- فالرب الهكم تتقون، واياه تعبدون، وباسمه تحلفون.
14- لا تسيروا خلف آلهة اخرى من آلهة الامم المحيطة بكم،
15- لان الرب الهكم اله غيور حال في وسطكم، فيحتدم غضبه عليكم ويبيدكم عن وجه الارض.
16- لا تمتحنوا صبر الرب الهكم، كما امتحنتموه في مسة.
17- بل احفظوا وصايا الرب وشروطه واحكامه التي امركم بها،
18- واصنعوا ما هو صالح ومرضي لدى الرب لتزدهروا وتدخلوا وترثوا الارض التي اقسم الرب لآبائكم،
19- ان يطرد جميع اعدائكم من امامكم.
 
20- واذا سالكم ابناؤكم في مستقبل الا يام: ما هي الشروط والفرائض والاحكام التي امركم بها الرب الهنا؟
21- تجيبونهم: لقد كنا عبيدا لفرعون في مصر، فاخرجنا الرب بقوة فائقة،
22- واجرى الرب آيات وعجائب عظيمة ومهلكة بمصر على فرعون وجميع اهل بيته على مراى منا.
23- ثم اخرجنا من هناك لياتي بنا ويورثنا الارض التي اقسم لآبائنا ان يهبها لنا.
24- فامرنا الرب ان نمارس جميع هذه الفرائض ونتقيه لنزدهر دائما ونظل احياء كما في هذا اليوم.
25- واذا اطعنا جميع هذه الوصايا بحرص لنمارسها امام الرب الهنا كما امرنا، يكون لنا بر.
 
34 05   كتاب التثنية 009 يعقوب
1- استمعوا يابني اسرائيل: انتم على وشك عبور نهر الاردن لتدخلوا لطرد شعوب اكبر واعظم منكم، وللاستيلاء على مدن عظيمة محصنة باسوار تبلغ عنان السماء،
2- يقيم فيها العناقيون الجبابرة العمالقة الذين عرفتم عنهم وسمعتم من يقول: من يستطيع ان يتحدى العناقيين؟
3- فاعلموا اليوم ان الرب الهكم يتقدمكم كنار آكلة، وهو الذي يستاصلهم ويذلهم امامكم، فتطردونهم وتبيدونهم سريعا كما كلمكم الرب.
4- لا تقولوا لانفسكم بعد ان ينفيهم الرب من امامكم: لقد ادخلنا الرب لامتلاك هذه الارض بفضل صلاحنا. انما من اجل كثرة اثمهم يطردهم الرب الهكم من امامكم.
5- اذ ليس بفضل صلاحكم واستقامتكم تدخلون لامتلاك ارضهم، انما من اجل اثمهم يطردهم الرب الهكم من امامكم وفاء بوعده الذي اقسم عليه لآبائكم ابراهيم واسحق ويعقوب.
6- فاعلموا انه ليس بفضل صلاحكم يهبكم الرب الهكم هذه الارض الخصيبة لامتلاكها، لانكم شعب عنيد.
 
7- اذكروا ولا تنسوا كيف اسخطتم الرب الهكم عليكم في الصحراء، فمنذ ان غادرتم ديار مصر حتى بلغتم هذا المكان وانتم تقاومون الرب.
8- ففي جبل حوريب اثرتم غيظ الرب، فاحتدم غضبه عليكم حتى اوشك ان يفنيكم.
9- فحين صعدت الى الجبل لاتسلم لوحي حجر العهد الذي قطعه الرب معكم، واقمت فيه اربعين نهارا واربعين ليلة لا آكل فيها خبزا او اشرب ماء،
10- وسلمني الرب لوحي الحجر المكتوبين باصبع الله، حيث خط عليهما جميع الوصايا التي كلمكم بها الرب في الجبل من وسط النار في يوم الاجتماع.
11- وحين اعطاني الرب لوحي حجر العهد في نهاية الاربعين نهارا والاربعين ليلة،
12- قال لي الرب: قم واسرع بالنزول من هنا، لان شعبك الذي اخرجته من مصر قد ضل، وزاغوا سريعا عن السبيل الذي اوصيتهم به، اذ صاغوا لانفسهم تمثالا مسبوكا.
13- ثم قال لي: قد تاملت هذا الشعب واذ به شعب متصلب القلب.
14- دعني استاصلهم وامحو اسمهم من تحت السماء، واقيم منك شعبا اعظم واكثر منهم.
 
15- فانصرفت، وانحدرت من الجبل وهو ما برح يشتعل بالنار، ولوحا العهد في يدي.

16- وتطلعت واذا بكم قد اخطاتم الى الرب، وصغتم لانفسكم عجلا مسبوكا، وضللتم سريعا عن السبيل الذي اوصاكم به الرب.
17- فاخذت اللوحين والقيتهما من يدي وحطمتهما امام اعينكم.
18- ثم انطرحت بذل امام الرب اربعين نهارا واربعين ليلة، كما في السابق، لا آكل خبزا ولا اشرب ماء، من جراء كل خطاياكم التي ارتكبتموها في عيني الرب لتغيظوه،
19- لانني جزعت من غضب الرب واحتدام سخطه عليكم، حتى اوشك ان يبيدكم. فاستجاب لي الرب ايضا في تلك المرة.
20- كما غضب الرب على هرون ايضا حتى كاد ان يهلكه، فصليت من اجله حينئذ، فقبل الرب تضرعي.
21- اما خطيئتكم، العجل الذي سبكتموه، فقد اخذته واحرقته ودققته وطحنته جيدا، حتى استحال الى غبار، ثم طرحت غباره في النهر المنحدر من الجبل.

22- وما لبثتم ان اسخطتم الرب في تبعيرة ومسة وقبروت هتاوة.
23- وحين ارسلكم الرب من قادش برنيع وامر: اصعدوا لامتلاك الارض التي وهبتها لكم، عصيتم امر الرب الهكم ولم تصدقوه، ولم تاتمروا بقوله،
24- فانتم حقا متمردون على الرب منذ ان عرفتكم.
 
25- فسقطت امام الرب اربعين نهارا واربعين ليلة، لان الرب اعلن انه عازم ان يقضي عليكم.
26- وابتهلت الى الرب قائلا: ياسيد الرب، لا تهلك شعبك وميراثك الذي افتديته بقوتك العظيمة، واخرجته من مصر بقدرة فائقة.
27- اذكر عبيدك ابراهيم واسحق ويعقوب، وتغاض عن عناد هذا الشعب واثمه وخطيئته،
28- لئلا يقول اهل مصر الذين اخرجتنا من بينهم: لقد اخرجهم الرب ليهلكهم في البرية، لانه عجز عن ادخالهم الى الارض التي وعدهم بها، ولانه مقتهم.
29- انهم شعبك وميراثك الذي اخرجته بقوتك العظيمة وقدرتك الفائقة.
 
35 05   كتاب التثنية 029 يعقوب
1- وهذه هي نصوص العهد الذي امر الرب موسى بان يبرمه مع بني اسرائيل في سهول موآب، فضلا عن العهد الذي قطعه معهم في حوريب.
2- استدعى موسى جميع الاسرائيليين وقال لهم: «لقد شاهدتم باعينكم ما اجراه الرب في ديار مصر بفرعون وسائر عبيده وبكل ارضه.
3- باعينكم ابصرتم تلك التجارب الهائلة والآيات والعجائب العظيمة.
4- ولكن الرب لم يعطكم حتى الآن قلوبا لتعوا وعيونا لتبصروا وآذانا لتسمعوا.
5- لقد قدتكم في البرية اربعين سنة، لم تبل فيها ثيابكم عليكم، ولم تهتريء نعالكم على ارجلكم.
6- لم تاكلوا في خلالها خبزا ولم تشربوا خمرا او مسكرا لكني اشبعتكم بما وفرته لكم من طعام وماء، لكي تعلموا اني انا الرب الهكم.
7- وعندما بلغتم هذا الموضع تاهب سيحون ملك حشبون وعوج ملك باشان لحربنا، فدحرناهما
8- واستولينا على ارضهما، وقسمناها على سبطي راوبين وجاد ونصف سبط منسى.
 
9- فاطيعوا نصوص هذا العهد واعملوا بها، لتفلحوا في كل ما تصنعونه.

10- انتم ماثلون اليوم جميعكم في حضرة الرب الهكم: رؤساؤكم وقادة اسباطكم وعرفاؤكم وسائر رجال اسرائيل،
11- واطفالكم ونساؤكم، والغرباء المقيمون فى وسطكم، ممن يحتطب لكم ويستقي لكم ماءكم،
12- لتدخلوا في عهد الرب الهكم وقسمه الذي يبرمه الرب معكم اليوم،
13- وليثبتكم اليوم لنفسه شعبا، فيكون لكم الها كما وعدكم وكما حلف لآبائكم ابراهيم واسحق ويعقوب.
14- ولست اقطع هذا العهد وهذا القسم معكم وحدكم،
15- بل فضلا عنكم انتم الماثلين اليوم امام الرب الهنا، فانني ابرمه ايضا مع الاجيال القادمة.
 
16- لانكم قد عرفتم كيف اقمنا في ديار مصر،
17- وكيف جزنا فيما بين الامم الذين عبرتم بهم، وشهدتم ارجاسهم وما لديهم من اصنام مصنوعة من خشب وحجر وفضة وذهب،
18- لئلا يكون بينكم رجل او امراة او عشيرة او سبط مال قلبه عن الرب الهنا، فغوى ليعبد آلهة تلك الامم. فاحرصوا الا يكون بينكم من تاصل فيه الشر، فيحمل ثمرا علقما ساما.
19- فان سمع كلام هذا القسم يستمطر بركة على نفسه قائلا: «ساكون آمنا حتى ولو اصررت على الاستمرار فى سلوك طريقي ان هذا يفضي الى فناء الاخضر واليابس على حد سواء.
20- ان الرب لا يشاء الرفق بمثل هذا الانسان، بل يحتدم غضبه وغيرته عليه، فتنزل به كل اللعنات المدونة في هذا الكتاب، ويمحو اسمه من تحت السماء.
 
21- ويفرزه الرب من بين اسباط اسرائيل ليهلكه بمقتضى جميع لعنات العهد المدونة في كتاب الشريعة هذا.
22- فيشاهد ابناؤكم من الاجيال القادمة، والغرباء الوافدون من ارض بعيدة بلايا تلك الارض وما يصيبها الرب به من امراض،
23- اذ تصبح جميع الارض كبريتا، محترقة لا زرع فيها ولا نبات ولا عشب، وكانها انقلبت كما جرى لسدوم وعمورة وادمة وصبوييم، التي قلبها الرب من جراء غضبه وسخطه.
24- فتقول جميع الامم: لماذا فعل الرب هذا كله بهذه الارض؟ ولماذا احتدام هذا الغضب العظيم؟
25- فيكون الجواب: لان هذا الشعب نقض عهد الرب اله آبائهم الذي قطعه معهم حين اخرجهم من ديار مصر،
26- وغووا وعبدوا آلهة اخرى وسجدوا لها، آلهة غريبة لم يعرفوها ولم يعطها الرب لهم،
27- فالتهب غضب الرب على تلك الارض، فصب عليها كل اللعنات المدونة فى هذا الكتاب
28- واجتثهم من ارضهم بغضب وسخط وغيظ عظيم، وطوح بهم الى ارض اخرى كما هو حادث اليوم.
29- ان السرائر للرب الهنا، اما الوصايا المعلنة فهي لنا ولابنائنا الى الابد، لنعمل بجميع كلمات هذه الشريعة.
 
36 05   كتاب التثنية 030 يعقوب
1- وعندما تحل بكم هذه البركات واللعنات كلها التي وضعتها امامكم، ورددتموها في قلوبكم بين الامم حيث شتتكم الرب الهكم،
2- ورجعتم الى الرب الهكم انتم وبنوكم، وسمعتم لصوته من كل قلوبكم ونفوسكم بحسب كل ما انا اوصيكم به اليوم،
3- فان الرب الهكم يرد سبيكم ويرحمكم، ويلم شتاتكم من بين جميع الشعوب الذين نفاكم الرب الهكم اليهم.
4- فان كان قد بددكم الى اقصى السماوات فمن هناك يجمعكم ويرجع بكم،
5- ويعيدكم الى الارض التي ورثها آباؤكم فتمتلكونها، ويحسن اليكم ويكثركم اكثر من آبائكم.
6- ويطهر الرب الهكم قلوبكم وقلوب نسلكم لتحبوا الرب الهكم من كل قلوبكم ومن كل نفوسكم لتحيوا مطمئنين
7- ويحول الرب الهكم كل هذه اللعنات لتنصب على اعدائكم وعلى مبغضيكم الذين طردوكم،
8- واما انتم فتطيعون صوت الرب من جديد وتعملون بجميع وصاياه التي انا اوصيكم بها الآن.
9- فيفيض الرب عليكم خيرا في كل ما تنتجه ايديكم ويكثر ثمرة احشائكم ونتاج بهائمكم، وغلات ارضكم، لان الرب يعود فيبتهج بكم ويجعلكم مزدهرين، كما ابتهج بآبائكم.
10- هذا ان سمعتم لصوت الرب الهكم وحفظتم وصاياه وفرائضه المدونة في كتاب الشريعة هذا، وان رجعتم الى الرب الهكم من كل قلوبكم ومن كل نفوسكم.
 
11- ان ما اوصيكم به اليوم من وصايا ليست متعذرة عليكم ولا بعيدة المنال،
12- فهي ليست في السماء حتى تقولوا: من يصعد لاجلنا الى السماء لياتي لنا بها ويتلوها علينا فنعمل بها؟
13- ولا هي في ما وراء البحر حتى تتساءلوا: من يعبر البحر لاجلنا وياتينا بها ويتلوها علينا فنعمل بها؟
14- بل الكلمة قريبة منكم جدا، في افواهكم وقلوبكم لتعملوا بها.

15- انظروا: ها انا قد وضعت امامكم اليوم الحياة والخير، والموت والشر،
16- اذ انني قد اوصيتكم اليوم ان تحبوا الرب الهكم وان تسلكوا في طرقه وتطيعوا وصاياه وفرائضه واحكامه لتحيوا وتنموا، فيبارككم الرب في الارض التي انتم ماضون اليها لامتلاكها.
17- ولكن ان تحولت قلوبكم ولم تطيعوا، بل غويتم وسجدتم لآلهة اخرى وعبدتموها
18- فاني انذركم اليوم انكم لا محالة هالكون. لا تطيل الايام على الارض التي انت عابر الاردن لتدخلها وتمتلكها.
19- ها انا اشهد عليكم اليوم السماء والارض. قد وضعت امامكم الحياة والموت، البركة واللعنة. فاختاروا الحياة لتحيوا انتم ونسلكم،
20- اذ تحبون الرب الهكم وتطيعون صوته وتتمسكون به، لانه هو حياتكم، وهو الذي يطيل ايامكم لتستوطنوا الارض التي حلف الرب ان يعطيها لآبائكم ابراهيم واسحق ويعقوب».
 
37 05   كتاب التثنية 032 يعقوب
1- «اصغي ايتها السماوات فاتكلم ولتنصت الارض الى اقوال فمي.
2- لينهمر تعليمي كالمطر، وليقطر كلامي، فيكون كالطل على الكلا وكالغيث على العشب.
3- باسم الرب ادعو، فمجدوا عظمة الهنا.
4- هو الصخر، وصنائعه كلها كاملة، سبله جميعها عدل. هو اله امانة لا يرتكب جورا، صديق وعادل هو.

5- لقد اقترفوا الفساد امامه، ولم يعودوا له ابناء بل لطخة عار، انهم جيل اعوج وملتو
6- ابهذا تكافئون الرب ايها الشعب الاحمق الغبي؟ اليس هو اباكم وخالقكم الذي عملكم وكونكم؟
7- اذكروا الايام الغابرة، وتاملوا في سنوات الاجيال الماضية. اسالوا آباءكم فينبئوكم، وشيوخكم فيخبروكم.

8- عندما قسم العلي الميراث على الامم، وحين فرق بني آدم، اقام حدودا للشعوب على عدد بني اسرائيل،
9- لان نصيب الرب هو شعبه، وابناء يعقوب قرعة ميراثه.
10- وجدهم في ارض قفر وفي خلاء موحش. فاحاط بهم ورعاهم وصانهم كحدقة عينه.
11- وكما يهز النسر عشه، ويرف على فراخه، باسطا جناحيه لياخذها ويحملها على منكبيه،
12- هكذا الرب وحده قاد شعبه، وليس معه اله غريب.
13- اصعدهم على هضاب الارض فاكلوا ثمار الصحراء، وغذاهم بعسل من صخر، وزيت من حجر الصوان،
14- وزبدة البقر ولبن الغنم وشحم خراف وتيوس وخيار كباش باشان، وافضل لب الحنطة، وسقاهم دم العنب القاني.

15- فسمن بنو اسرائيل ورفسوا، سمنوا وغلظوا واكتسوا شحما، فرفضوا الاله صانعهم وتنكروا لصخرة خلاصهم.
16- اثاروا غيرته بآلهتهم الغريبة، واغاظوه باصنامهم الرجسة.
17- قدموا محرقات لاوثان ليست هي الله، لآلهة غريبة لم يعرفوها بل ظهرت حديثا، آلهة لم يرهبها آباؤهم من قبل.
18- لقد نبذتم الصخر الذي انجبكم، ونسيتم الله الذي انشاكم.

19- فراى الرب ذلك ورذلهم، اذ اثار ابناؤه وبناته غيظه.
20- وقال: ساحجب وجهي عنهم، فارى ماذا يكون مصيرهم؟ انهم جيل متقلب واولاد خونة،
21- هيجوا غيرتي بعبادة اوثانهم، واسخطوني باصنامهم الباطلة. لذلك ساثير غيرتهم بشعب متوحش، واغيظهم بامة حمقاء.
22- فها قد اضرم غضبي نارا تحرق حتى الهاوية السفلى، وتاكل الارض وغلاتها، وتشعل اسس الجبال.
23- اكوم عليهم شرورا وانفذ سهامي فيهم.
24- وحين يكونون خائرين من الجوع، منهوكين من الحمى والداء السام، اجعل انياب الوحوش مع سم زواحف الارض تنشب فيهم.
25- يثكلهم سيف العدو في الطريق، ويستولي عليهم الرعب داخل الخدور، فيهلك الفتى مع الفتاة، والرضيع مع الشيخ.
26- قلت: اشتتهم في زوايا الارض، وامحو من بين الناس ذكرهم.
27- لولا خوفي من تبجح العدو، اذ يظنون قائلين: ان يدنا قد عظمت، وليس ما جرى هو من فعل الرب.

28- ان بني اسرائيل امة غبية لا بصيرة فيها.
29- لو عقلوا لفطنوا لمآلهم وتاملوا في مصيرهم،
30- اذ كيف يدحر واحد الفا، ويهزم اثنان من اعدائهم عشرة آلاف منهم، لولا ان صخرهم قد هجرهم والرب قد سلمهم؟
31- لان ليس صخرهم كصخرنا، وهذا ما يقر به اعداؤنا.
32- اذ ان كرمتهم هي من كرمة سدوم ومن حقول عمورة. وعنبهم ينضح سما، وعناقيدهم تفيض مرارة.
33- خمرهم حمة الافاعي وسم الثعابين المميت.
 
34- اليس هذا مدخرا عندي مختوما عليه في خزائني؟
35- لي النقمة وانا اجازي. وفي الوقت المعين تزل اقدامهم فيوم هلاكهم بات وشيكا، ومصيرهم المحتوم يسرع اليهم،
36- لان الرب يدين شعبه ويراف بعبيده. عندما يرى ان قوتهم قد اضمحلت ولم يبق عبد ولا حر،
37- عندئذ يسال الرب: اين آلهتهم؟ اين الصخرة التي التجاوا اليها؟
38- التي كانت تلتهم شحم ذبائحهم وتشرب خمر سكائبهم؟ لتهب لمساعدتهم وتبسط عليهم حمايتها.
39- انظروا الآن: اني انا هو وليس اله آخر معي. انا اميت واحيي، اسحق واشفي، ولا منقذ من يدي.
40- ابسط يدي نحو السماء قائلا: حي انا الى الابد.
41- اذا سننت سيفي البارق وامسكت به يدي للقضاء، فاني انتقم من اعدائي، واجازي مبغضي.
42- اسكر سهامي بالدم ويلتهم سيفي لحما، من دم القتلى والسبايا ورؤوس قادة العدو.

43- تهللي ايتها الامم مع شعبه، لانه سينتقم لدماء عبيده ويثار من اعدائه ويصفح عن ارضه وعن شعبه».

44- واقبل موسى ويشوع بن نون وقرآ كلمات هذا النشيد جميعها في مسامع الشعب.
 
45- وعندما انتهى موسى من تلاوة جميع كلمات ابيات هذا النشيد على الاسرائيليين،
46- قال لهم: «تاملوا بقلوبكم في جميع هذه الكلمات التي انا اشهد عليكم بها اليوم، لكي توصوا بها اولادكم، ليحرصوا على العمل بكلمات هذه التوراة كلها.
47- لانها ليست كلمات لا جدوى لكم منها. انها حياتكم وبها تعيشون طويلا في الارض التي انتم عابرون نهر الاردن اليها لترثوها».
 
48- وقال الرب لموسى في نفس ذلك اليوم:
49- «اصعد الى سلسلة جبال عباريم حيث جبل نبو الذي في ارض موآب مقابل اريحا، وشاهد ارض كنعان التي انا واهبها ملكا لبني اسرائيل.
50- ومت في الجبل الذي تصعد اليه، والحق بقومك كما مات اخوك هرون في جبل هور ولحق بقومه.
51- لانكما لم تثقا بي في حضور الاسرائيليين عند ماء مريبة قادش في برية صين، اذ لم تقدساني بين الشعب.
52- لهذا فانك تشهد الارض عن بعد، ولكنك لن تدخل الى الارض التي اهبها لبني اسرائيل».
 
38 05   كتاب التثنية 033 يعقوب
1- وهذه هي البركة التي بارك بها موسى، رجل الله، بني اسرائيل قبل موته،
2- فقال: «اقبل الرب من سيناء، واشرف عليهم من سعير، وتالق في جبل فاران؛ جاء محاطا بعشرات الالوف من الملائكة وعن يمينه يومض برق عليهم.
3- حقا انك انت الذي احببت الشعب؛ وجميع القديسين في يدك، ساجدون عند قدميك يتلقون منك اقوالك،
4- التي تشتمل عليها الشريعة التي اوصانا بها موسى، لتكون ميراثا لجماعة يعقوب.
5- صار الرب ملكا لشعبه حين اجتمع رؤساء اسباط اسرائيل معا.
6- ليحي راوبين ولا يمت، وليتكاثر رجاله».

7- وقال عن يهوذا: «اسمع يارب دعاء يهوذا، واجمع شمله بقومه، فانه بيديه يدافع عن قضيته فاعنه على اعدائه».

8- وقال عن سبط لاوي: «لقد اعطيت يارب تميمك واوريمك لرجلك الذي جربته وامتحنته في مسة، وخاصمته عند ماء مريبة.
9- الذي قال عن والديه: لم ارهما، وباخوته لم يعترف، وانكر ابناءه، بل اطاعوا وصاياك وصانوا عهدك.
10- هم يعلمون يعقوب احكامك وبني اسرائيل شريعتك، يحرقون بخورا امام انفك وقرابين على مذبحك
11- بارك يارب مهاراتهم واغتبط بعمل ايديهم. حطم متون مقاوميهم ومبغضيهم فلا تقوم لهم قائمة».

12- وقال عن سبط بنيامين: «انه حبيب الرب، يسكن لديه آمنا، يصونه طول النهار، وبين منكبيه يسكن مطمئنا».

13- وقال عن سبط يوسف: «ليبارك الرب ارضه بنفائس قطرات ندى السماء، وبلجج المياه الغائرة من تحت،
14- وبخير ما تنميه الشمس وما تغله الاقمار،  
15- وبانفس ما تدخره الجبال القديمة، وباثمن كنوز التلال الابدية،
16- وبافضل خيرات الارض وبركاتها، وبرضى الساكن في العليقة. فلتنسكب هذه جميعها على راس يوسف، على جبين الامير بين اخوته.
17- فهو في جلاله كالثور البكر، وقرناه مثل قرني ثور وحشي، ينطح بهما الشعوب، حتى اولئك المقيمين في اقاصي الارض. لتكن هكذا عشرات الوف افرايم، لتكن هكذا الوف منسى».

18- وقال عن سبطي زبولون ويساكر: «افرح يازبولون بخروجك، وانت يايساكر بخيامك،
19- فانهما يدعوان الشعب الى الجبل حيث يقربان محرقات البر، لانهما يشبعان من خيرات البحار، ومن الذخائر الكامنة في الرمل».

20- وقال عن سبط جاد: «لتحل البركة على من وسع تخوم جاد حيث يربض جاد هناك كالاسد، يفترس الذراع مع قمة الراس.
21- اختار خير الارض لنفسه، واحتفظ لنفسه بنصيب القائد: وعندما اجتمع شيوخ الشعب اجرى حق الرب العادل واحكامه مع اسرائيل».

22- وقال عن سبط دان: «دان مثل شبل اسد ينقض من باشان».
23- وقال عن سبط نفتالي: «اشبع يانفتالي رضى، وامتليء بركة من الرب، واملك ساحل البحر الابيض المتوسط والنقب».

24- وقال عن سبط اشير: «اشير الابن الاكثر مباركة. فليكن صاحب حظوة عند اخوته، وليغمس في الزيت قدميه.
25- ولتكن مزاليج ابوابك من حديد ونحاس، ولتعادل قوتك امتداد ايامك.

26- ليس نظير الرب يابني اسرائيل يمتطي السماء لمعونتكم والغمام في عظمته،
27- فالاله الابدي هو ملجاكم، وتحتكم تنبسط الاذرع الابدية، يطرد امامكم اعداءكم قائلا: اهلكوهم.
28- ليسكن بنو اسرائيل آمنين وحدهم، ولتجر ينابيع ماء يعقوب الى ارض حنطة وخمر، وتقطر سماؤه بالندى.
29- طوباكم يابني اسرائيل، اي شعب مثلكم منتصر بالرب؟ انه ترسكم وعونكم وسيفكم المجيد. لكم يخضع اعداؤكم، وانتم تطاون مرتفعاتهم».
 
39 05   كتاب التثنية 034 يعقوب
1- وارتقى موسى جبل نبو الى قمة الفسجة من سهول موآب المقابلة لاريحا، فاراه الرب جميع الارض من جلعاد الى دان،
2- وايضا اراضي نفتالي وافرايم ومنسى وسائر ارض يهوذا الممتدة الى البحر الابيض المتوسط غربا.
3- وكذلك النقب في الجنوب، ووادي نهر الاردن، واريحا مدينة النخيل حتى صوغر.
4- وقال له الرب: «هذه هي الارض التي اقسمت لابراهيم واسحق ويعقوب انني ساهبها لذريتهم. قد جعلتك تراها بعينيك ولكنك اليها لن تعبر».
5- فمات موسى عبد الرب في ارض موآب بموجب قول الرب.
6- ودفنه في الوادي في ارض موآب، مقابل بيت فغور. ولم يعرف احد قبره الى هذا اليوم.

7- وكان موسى قد بلغ من العمر مئة وعشرين سنة حين مات، لم يكل بصره ولا غاضت نضارته.

8- وناح بنو اسرائيل على موسى في سهول موآب طوال ثلاثين يوما.

9- وكان يشوع بن نون قد امتلا روح حكمة بعد ان وضع موسى يديه عليه، فاطاعه بنو اسرائيل وعملوا بمقتضى ما اوصى به الرب موسى.

10- ولم يظهر بعد نبي في بني اسرائيل مثل موسى، الذي خاطبه الرب وجها لوجه
11- واقامه ليجري جميع الآيات والمعجزات فى ديار مصر، على فرعون وعلى جميع عبيده.
12- اذ لم يستطع احد ان يصنع العظائم المخيفة بقدرة فائقة كما فعل موسى امام كل بني اسرائيل
 
40 06   كتاب يشوع 024 يعقوب
1- ثم جمع يشوع كل اسباط اسرائيل في شكيم، ودعا شيوخهم ورؤساءهم وقضاتهم وعرفاءهم فمثلوا في حضرة الرب.
2- وقال يشوع لجميع الشعب: «هذا ما يقوله الرب اله اسرائيل: لقد اقام اجدادكم، ومن جملتهم تارح ابو ابراهيم وابو ناحور منذ القدم في شرقي نهر الفرات حيث عبدوا آلهة اخرى،
3- فاخذت اباكم ابراهيم من شرقي النهر وقدته عبر ارض كنعان وكثرت نسله، ورزقته باسحق،
4- وانعمت على اسحق بيعقوب وعيسو، فوهبت عيسو جبل سعير ميراثا. واما يعقوب وابناؤه فقد انحدروا الى مصر.
5- ثم ارسلت موسى وهرون، وانزلت بمصر البلايا بسبب ما صنعته بها، ثم اخرجتكم منها.
6- وحررت آباءكم من عبودية مصر. ولما دخلوا البحر الاحمر ولحق بهم المصريون بمركبات وفرسان،
7- استغاثوا بي فاقمت حاجزا من ظلام بينهم وبين المصريين، ورددت البحر فاطبق عليهم فغرقوا. وشهدوا بام اعينهم ما صنعته في مصر. واقاموا في الصحراء حقبة طويلة.
8- ثم اتيت بكم الى ارض الاموريين المقيمين شرقي نهر الاردن فحاربوكم، غير اني اسلمتهم اليكم، فامتلكتم ارضهم، وابدتهم من امامكم.
9- وهب بالاق بن صفور ملك موآب لمحاربتكم، واستدعى اليه بلعام بن بعور لكي يلعنكم.
10- فلم ارد ان استجيب لبلعام، فبارككم بركة بعد بركة، وانقذتكم من يده.
11- ثم اجتزتم نهر الاردن وحاصرتم اريحا، فتصدى لكم اصحابها الاموريون والفرزيون والكنعانيون والحثيون والجرجاشيون والحويون واليبوسيون، فاسلمتهم اليكم.
12- وارسلت امامكم اسراب الزنابير وطردت ملكي الاموريين من وجهكم، فلم تكن سيوفكم ولا سهامكم هي التي نصرتكم.
13- ووهبتكم ارضا لم تتعبوا فيها ومدنا لم تبنوها فاقمتم فيها، وكروما وزيتونا لم تغرسوها واكلتم منها.
14- والآن اتقوا الرب واعبدوه بكل امانة، وانزعوا الاوثان التي عبدها آباؤكم في شرقي نهر الفرات وفي مصر واعبدوا الرب.
15- وان ساءكم ان تعبدوا الرب، فاختاروا لانفسكم اليوم من تعبدون سواء من الآلهة التي عبدها آباؤكم الذين استوطنوا شرقي نهر الفرات ام آلهة الاموريين الذين انتم مقيمون في ارضهم. اما انا وبيتي فنعبد الرب».
 
16- فاجاب الشعب: «حاشا لنا ان ننبذ الرب لنعبد آلهة اخرى،
17- لان الرب الهنا هو الذي اخرجنا واخرج آباءنا من ديار مصر من تحت نير العبودية، وهو الذي اجرى على مشهد منا تلك الآيات العظيمة، ورعانا في كل الطريق التي سرنا فيها، وفي وسط جميع الشعوب الذين مررنا بهم،
18- وطرد الرب من وجهنا جميع الشعوب، ومن جملتهم الاموريون المقيمون في الارض. فنحن ايضا نعبد الرب لانه هو الهنا».
19- فقال لهم يشوع: «لن تقدروا ان تعبدوا الرب حق العبادة لانه اله قدوس وغيور ولن يغفر لكم خطاياكم وذنوبكم.
20- واذا نبذتم الرب وعبدتم الاوثان فانه ينقلب عليكم ويفجعكم ويفنيكم بعد ان احسن اليكم».
21- فقال الشعب ليشوع: «لا، بل الرب نعبد».
22- فقال لهم يشوع: «انتم شهود على انفسكم، فقد اخترتم الرب لانفسكم لتعبدوه». فاجابوا: «نحن شهود».
23- فقال يشوع: «اذن انزعوا الآن الآلهة الغريبة التي معكم واخضعوا قلوبكم للرب اله اسرائيل».
24- فاجابوا: «الرب الهنا نعبد، وامره نطيع».
25- في ذلك اليوم قطع يشوع عهدا للشعب وسن لهم في شكيم شرائع واحكاما.
26- ودون يشوع هذا الكلام في كتاب شريعة الله، وتناول حجرا كبيرا ونصبه هناك تحت البلوطة التي عند بيت الرب.
27- ثم قال للشعب جميعه: «ان هذا الحجر شاهد عليكم لئلا تجحدوا الهكم».
28- ثم صرف يشوع كل واحد الى مسكنه.
 
29- وما لبث بعد ذلك ان مات يشوع بن نون عبد الرب، وقد بلغ من العمر مئة وعشر سنوات،
30- فدفنوه في ارض ميراثه في تمنة سارح التي في جبل افرايم شمالي جبل جاعش.
31- وعبد الاسرائيليون الرب طوال حياة يشوع، وفي اثناء ايام الشيوخ الذين عمروا طويلا بعد يشوع، ممن شهدوا كل معاملات الرب التي اجراها مع اسرائيل.

32- ودفن بنو اسرائيل عظام يوسف التي نقلوها معهم من مصر في شكيم، في قطعة الارض التي اشتراها يعقوب من بني حمور ابي شكيم بمئة قطعة من الفضة، والتي اصبحت جزءا من ميراث ذرية يوسف.
33- ومات ايضا العازار بن هرون فدفنوه في جبعة فينحاس ابنه التي اعطيت له في جبل افرايم.
 
41 08   كتاب راعوث 004 يعقوب
1- فانطلق بوعز الى ساحة بوابة المدينة وجلس هناك. فلم يلبث ان مر القريب الولي الذي تحدث عنه بوعز، فقال له: «تعال هنا ياصديقي واجلس». فمال اليه وجلس.
2- واستدعى بوعز عشرة رجال من شيوخ المدينة وقال لهم: «اجلسوا معنا هنا». فجلسوا.
3- ثم التفت الى الولي الاقرب وقال: «ان نعمي التي رجعت من بلاد موآب مزمعة على بيع قطعة الحقل التي لقريبنا اليمالك.
4- فرايت ان اطلعك على الامر قائلا: اشتر الحقل امام الجالسين، وبحضور شيوخ قومي. فان رغبت ففكه وان لم ترغب فقل لي، فانا اولى بالشراء من بعدك». فاجابه الرجل: «اني اشتريه».
5- فقال بوعز: «يوم تشتري الحقل من نعمي، فواجبك يقتضي ان تتزوج راعوث الموآبية لتحيي اسم الميت على ميراثه».
6- فاجابه الولي الاقرب: «لا يمكنني ان اشتري الحقل لئلا افسد ميراثي، فاشتر انت الحقل عوضا عني لانني لا استطيع فكاكه».
 
7- وكانت العادة سابقا في اسرائيل بشان الفكاك والمبادلة لاجل اثبات حق الامر، ان يخلع الرجل نعله ويعطيه للشاري، لاضفاء صفة الشرعية على عقد البيع او المبادلة.
8- واستطرد الولي الاقرب قائلا لبوعز: «اشتر لنفسك» وخلع نعله.

9- فقال بوعز للشيوخ وللجمع الماثل حوله: «انتم شهود اليوم اني اشتريت كل ما لاليمالك وما لابنيه كليون ومحلون من يد نعمي.
10- وكذلك راعوث الموآبية امراة محلون قد اشتريتها لي زوجة، لاحيي اسم الميت على ميراثه، فلا ينقرض اسمه من بين اخوته ومن سجل المدينة. وانتم شهود على ذلك اليوم».
11- فقال الجمع الماثل عند بوابة المدينة والشيوخ ايضا: «نحن شهود. فليجعل الرب المراة الداخلة الى بيتك نظير راحيل وليئة اللتين بنتا بيت يعقوب. فليتسع نفوذك في افراتة، وليذع اسمك في بيت لحم.
12- وليكن نسلك الذي يعطيك اياه الرب من هذه المراة كنسل فارص الذي انجبته ثامار ليهوذا».

13- فتزوج بوعز من راعوث وعاشرها فحملت منه وانجبت ابنا.
14- فقالت النساء لنعمي: «ليكن الرب مباركا الذي لم يحرمك اليوم وليا، وليذع اسمه في اسرائيل،
15- لان كنتك التي احبتك هي اكثر خيرا لك من سبعة ابناء، وقد ولدته ليكون سببا في احياء نفسك ورعايتك في شيخوختك».
16- فاخذت نعمي الولد في حضنها، وقامت على تربيته.
17- وقالت جاراتها: «قد ولد ابن لنعمي». ودعونه عوبيد، وهو ابو يسى ابي الملك داود.
 
18- وهذه هي مواليد فارص: انجب فارص حصرون.
19- وانجب حصرون رام، وانجب رام عميناداب.
20- وانجب عميناداب نحشون، وانجب نحشون سلمون.
21- وانجب سلمون بوعز، وانجب بوعز عوبيد.
22- وانجب عوبيد يسى، وانجب يسى داود.
 
42 09   كتاب صموئيل الاول 012 يعقوب
1- وقال صموئيل لكل الاسرائيليين: «ها انا قد لبيت طلبكم وحققت لكم كل ما سالتم ونصبت عليكم ملكا،
2- وقد صار لكم ملك يسير امامكم، واما انا فقد شخت وغزا الشيب شعر راسي. وها اولادي بينكم، وانا قد خدمتكم منذ صباي.
3- فاشهدوا علي في حضرة الرب، وامام ملكه المختار، ان كنت قد اخذت ثورا او حمارا من احد، او ظلمت او جرت على احد او قبلت رشوة من احد لاغمض عيني عنه، فاعوض ذلك عليكم».
4- فاجابوه:«لم تظلمنا ولم تجر علينا ولا اخذت شيئا من احد».
5- فقال لهم: «ليكن الرب وملكه المختار شاهدين في هذا اليوم على براءتي الكاملة». فقالوا: «يشهد الرب».
 
6- وقال صموئيل للشعب: «ان الرب هو الذي اختار موسى وهرون واخرج آباءكم من ديار مصر.
7- والآن امثلوا امام الرب لاذكركم بجميع معاملاته التي اجراها معكم ومع آبائكم:
8- بعد ان نزل يعقوب ديار مصر، واضطهد المصريون ذريته، استغاث آباؤكم بالرب، فارسل اليهم موسى وهرون فاخرجاهم من ديار مصر وقاداهم للاقامة في هذا الموضع.
9- وعندما تناسوا الرب الههم سلط عليهم سيسرا قائد جيش حاصور والفلسطينيين، وملك موآب فحاربوهم.
 
10- فاستغاثوا بالرب قائلين: اخطانا اذ تركنا الرب وعبدنا البعليم والعشتاروث. فالآن انقذنا من قبضة اعدائنا فنخلص لك العبادة.
11- فاقام الرب جدعون وبدان ويفتاح وصموئيل وانقذكم من قبضة اعدائكم المحيطين بكم، وسكنتم مطمئنين.
12- ولما عاينتم ناحاش ملك عمون زاحفا عليكم قلتم لي: نصب علينا ملكا، مع ان الرب الهكم هو ملككم.
13- والآن ها هو الرجل الذي اخترتم وطلبتم، قد جعله الرب عليكم ملكا.
14- فان اتقيتم الرب وعبدتموه واطعتم وصاياه ولم تعصوا امره واتبعتم الرب الهكم انتم وملككم المتسلط عليكم: فلن يصيبكم مكروه.
 
15- ولكن ان عصيتم وصايا الرب وامره، فان عقاب الرب ينزل بكم كما نزل بآبائكم.
16- والآن قفوا وانظروا ما يجريه الرب من آية عظيمة امامكم:
17- اليس اليوم هو موسم حصاد الحنطة؟ ساصلي الى الرب حتى يرسل عليكم رعودا ومطرا، فتدركون عظم الشر الذي ارتكبتموه في عيني الرب حين طلبتم ان ينصب عليكم ملكا».
18- وصلى صموئيل الى الرب فارسل رعودا ومطرا في ذلك اليوم، فاستولى خوف شديد على الشعب من الرب ومن صموئيل.

19- وتوسل جميع الشعب الى صموئيل قائلين: «صل من اجل عبيدك الى الرب الهك لكي لا نموت، لاننا قد اضفنا الى جميع خطايانا شرا جديدا حين طلبنا ان ينصب علينا ملكا».
 
20- فقال صموئيل للشعب: «لا تخافوا، فانتم حقا قد اقترفتم كل هذا الشر، ولكن اياكم ان تحيدوا عن الرب، بل اعبدوه من كل قلوبكم.
21- ولا تضلوا وراء الاصنام الباطلة التي لا تفيد ولا تنقذ، لانه لا طائل منها.
22- فالرب لا يتخلى عن شعبه اكراما لاسمه العظيم، لانه شاء ان يجعلكم له شعبا.
23- واما انا فحاشا لي ان اخطىء الى الرب، فاكف عن الصلاة من اجلكم، بل اواظب على تعليمكم الطريق الصالح المستقيم.
24- وعليكم بتقوى الرب وعبادته بامانة من كل قلوبكم، متا ملين العظائم التي صنعها معكم.
25- واما ان ارتكبتم الشر فمصيركم انتم وملككم الهلاك».
 
 
 

© The Bible ...    pure software code