|
الكتاب |
اسم الكتاب |
الفصل |
مضمون ... |
1 |
08 |
كتاب راعوث |
004 |
داود
1- فانطلق بوعز الى ساحة بوابة المدينة وجلس هناك.
فلم يلبث ان مر القريب الولي الذي تحدث عنه بوعز،
فقال له: «تعال هنا ياصديقي واجلس». فمال اليه وجلس.
2- واستدعى بوعز عشرة رجال من شيوخ المدينة وقال لهم:
«اجلسوا معنا هنا». فجلسوا.
3- ثم التفت الى الولي الاقرب وقال: «ان نعمي التي
رجعت من بلاد موآب مزمعة على بيع قطعة الحقل التي
لقريبنا اليمالك.
4- فرايت ان اطلعك على الامر قائلا: اشتر الحقل امام
الجالسين، وبحضور شيوخ قومي. فان رغبت ففكه وان لم
ترغب فقل لي، فانا اولى بالشراء من بعدك». فاجابه
الرجل: «اني اشتريه».
5- فقال بوعز: «يوم تشتري الحقل من نعمي، فواجبك
يقتضي ان تتزوج راعوث الموآبية لتحيي اسم الميت على
ميراثه».
6- فاجابه الولي الاقرب: «لا يمكنني ان اشتري الحقل
لئلا افسد ميراثي، فاشتر انت الحقل عوضا عني لانني
لا استطيع فكاكه».
7- وكانت العادة سابقا في اسرائيل بشان الفكاك
والمبادلة لاجل اثبات حق الامر، ان يخلع الرجل نعله
ويعطيه للشاري، لاضفاء صفة الشرعية على عقد البيع او
المبادلة.
8- واستطرد الولي الاقرب قائلا لبوعز: «اشتر لنفسك»
وخلع نعله.
9- فقال بوعز للشيوخ وللجمع الماثل حوله: «انتم شهود
اليوم اني اشتريت كل ما لاليمالك وما لابنيه كليون
ومحلون من يد نعمي.
10- وكذلك راعوث الموآبية امراة محلون قد اشتريتها
لي زوجة، لاحيي اسم الميت على ميراثه، فلا ينقرض
اسمه من بين اخوته ومن سجل المدينة. وانتم شهود على
ذلك اليوم».
11- فقال الجمع الماثل عند بوابة المدينة والشيوخ
ايضا: «نحن شهود. فليجعل الرب المراة الداخلة الى
بيتك نظير راحيل وليئة اللتين بنتا بيت يعقوب.
فليتسع نفوذك في افراتة، وليذع اسمك في بيت لحم.
12- وليكن نسلك الذي يعطيك اياه الرب من هذه المراة
كنسل فارص الذي انجبته ثامار ليهوذا».
13- فتزوج بوعز من راعوث وعاشرها فحملت منه وانجبت
ابنا.
14- فقالت النساء لنعمي: «ليكن الرب مباركا الذي لم
يحرمك اليوم وليا، وليذع اسمه في اسرائيل،
15- لان كنتك التي احبتك هي اكثر خيرا لك من سبعة
ابناء، وقد ولدته ليكون سببا في احياء نفسك ورعايتك
في شيخوختك».
16- فاخذت نعمي الولد في حضنها، وقامت على تربيته.
17- وقالت جاراتها: «قد ولد ابن لنعمي». ودعونه
عوبيد، وهو ابو يسى ابي الملك داود.
18- وهذه هي مواليد فارص: انجب فارص حصرون.
19- وانجب حصرون رام، وانجب رام عميناداب.
20- وانجب عميناداب نحشون، وانجب نحشون سلمون.
21- وانجب سلمون بوعز، وانجب بوعز عوبيد.
22- وانجب عوبيد يسى، وانجب يسى داود.
|
2 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
016 |
داود
1- وقال الرب لصموئيل: «الى متى تظل تنوح على شاول
وانا قد رفضته ان يكون ملكا على اسرائيل؟ املا قرنك
بالزيت وتعال ارسلك الى يسى المقيم في بيت لحم، لاني
قد اخترت احد ابنائه ليكون ملكا».
2- فقال صموئيل: «كيف اذهب؟ ان بلغ شاول الامر
يقتلني». فاجابه الرب: «خذ معك عجلة وقل قد جئت
لاذبح للرب.
3- وادع يسى لحضور تقديم الذبيحة وانا القنك ماذا
تصنع، فتمسح لي من اقول لك عنه».
4- ففعل صموئيل بموجب ما تكلم به الرب. وذهب الى بيت
لحم. فاضطرب شيوخ المدينة لدى استقباله وقالوا له: «هل
للسلام حضرت؟»
5- فاجاب: «نعم، للسلام. لقد حضرت لاقرب للرب. طهروا
انفسكم وتعالوا معي الى الذبيحة». وقدس يسى ابناءه
ودعاهم للذبيحة.
6- وعندما اقبلوا وشاهد صموئيل اليآب بن يسى قال: «ان
هذا هو مختار الرب».
7- فقال الرب لصموئيل: «لا تلق بالا الى وسامته وطول
قامته اذ ليس هذا من اخترته، فنظرة الرب تختلف عن
نظرة الانسان، لان الانسان ينظر الى المظهر الخارجي
واما الرب فانه ينظر الى القلب».
8- ودعا يسى ابنه ابيناداب واجازه امام صموئيل، فقال:
«وهذا ايضا لم يختره الرب».
9- ثم قدم يسى شمة، فقال صموئيل: «وهذا ايضا لم
يختره الرب».
10- وعندما انتهى يسى من تقديم ابنائه السبعة، قال
صموئيل ليسى: «ان الرب لم يختر واحدا من هؤلاء».
11- ثم استطرد: «هل لك ابناء آخرون؟» فاجاب يسى: «بقي
بعد اصغرهم وهو يرعى الغنم». فقال صموئيل ليسى: «ارسل
من ياتي به لاننا لن نتكيء حتى يصل الى هنا».
12- فبعث يسى من استدعاه، وكان فتى اشقر، اخاذ
العينين وسيم الطلعة. فقال الرب: « قم امسحه، لان
هذا هو من اخترته».
13- فتناول صموئيل قرن الز يت ومسحه امام اخوته.
ومنذ ذلك اليوم فصاعدا حل روح الرب على داود. ثم رجع
صموئيل الى الرامة.
14- وفارق روح الرب شاول وهاجمه من عند الرب روح
رديء يعذبه.
15- فقال له رجاله: «ان روحا رديئا يعذبك من عند
الرب.
16- فليامر سيدنا خدامه الماثلين امامه ان يبحثوا له
عن رجل ماهر في العزف على العود، فيعزف امامك كلما
هاجمك الروح الرديء من عند الرب فتطيب نفسك».
17- فطلب شاول من خدامه ان يبحثوا له عن رجل ماهر في
العزف ويحضروه اليه.
18- فقال واحد من الغلمان: «لقد شاهدت ابنا ليسى
البيتلحمي ماهرا في العزف وهو بطل جبار ورجل حرب،
فصيح اللسان وبهي الطلعة والرب معه».
19- فاوفد شاول رسلا الى يسى قائلا: «ارسل الي داود
ابنك الذي يرعى الغنم».
20- فاعد يسى حمارا حمله خبزا وزق خمر وجدي معزى،
وارسلها مع داود الى شاول.
21- فمثل داود امام شاول فاحبه وجعله حامل سلاحه.
22- وارسل شاول الى يسى يقول: «دع داود يبقى في
خدمتي لانه قد حظي باعجابي».
23- وحدث عندما هاجم الروح الرديء المرسل من قبل
الرب شاول، ان داود تناول العود وعزف عليه، فكان
الهدوء يستولي على شاول وتطيب نفسه ويفارقه الروح
الرديء.
|
3 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
017 |
داود
1- وحشد الفلسطينيون جيوشهم للحرب واجتمعوا في سوكوه
التابعة لسبط يهوذا، وعسكروا ما بين سوكوه وعزيقة في
افس دميم.
2- وتجمع شاول ورجاله ونزلوا في وادي البطم واصطفوا
للحرب للقاء الفلسطينيين.
3- ووقف الفلسطينيون على جبل من ناحية،
والاسرائيليون على جبل آخر مقابلهم، يفصل بينهم واد.
4- فخرج من بين صفوف جيوش الفلسطينيين رجل مبارز من
جت يدعى جليات طوله ست اذرع وشبر (نحو ثلاثة امتار)،
5- يضع على راسه خوذة من نحاس، ويرتدي درعا مصفحا
وزنه خمسة آلاف شاقل (نحو سبعة وخمسين كيلو جراما)
من النحاس
6- وقد لف ساقيه بصفائح من نحاس، كما تدلى رمح نحاسي
من كتفيه.
7- وكانت قناة رمحه شبيهة بنول النساجين، وسنانه يزن
ست مئة شاقل حديد (نحو سبعة كيلو جرامات)، وكان حامل
ترسه يمشي امامه.
8- فوقف جليات ينادي جيش الاسرائيليين: «ما بالكم
خرجتم تصطفون للحرب؟ الست انا الفلسطيني، وانتم خدام
شاول؟ انتخبوا من بينكم رجلا يبارزني.
9- فان استطاع محاربتي وقتلني نصبح لكم عبيدا، وان
قهرته وقتلته تصبحون انتم لنا عبيدا وتخدموننا.
10- انني اعير واتحدى اليوم جيش اسرائيل! ليخرج من
بينكم رجل يبارزني!».
11- وعندما سمع شاول وجميع اسرائيل تحديات الفلسطيني
ارتعبوا وجزعوا جدا.
12- وكان لداود بن يسى الافراتي المقيم في بيت لحم
ارض يهوذا، سبعة اخوة اكبر منه. وكان يسى قد شاخ في
زمن شاول وتقدم في العمر.
13- وكان بنو يسى الثلاثة الكبار قد التحقوا بجيش
شاول وهم اليآب البكر وابيناداب وشمة.
14- اما داود فكان اصغر الابناء جميعا. وانضم
الثلاثة الكبار الى صفوف شاول.
15- وكان داود يتردد على شاول ثم يرجع من عنده ليرعى
غنم ابيه في بيت لحم.
16- وظل الفلسطيني يخرج متحديا الاسرائيليين كل صباح
ومساء، مدة اربعين يوما.
17- وذات يوم قال يسى
لداود ابنه: «خذ لاخوتك ايفة (اي
اربعة وعشرين لترا) من هذا الفريك، وعشرة ارغفة من
الخبز واركض الى المعسكر.
18- وقدم عشر قطع من الجبن الى قائد الالف، واطمئن
على سلامة اخوتك واحضر لي منهم ما يدل على سلامتهم».
19- وكان شاول آنئذ مع جيشه ومن جملتهم اخوة داود،
معسكرين في وادي البطم، تاهبا لمحاربة الفلسطينيين.
20- فانطلق داود مبكرا في صباح اليوم التالي، بعد ان
ترك الغنم في عهدة حارس، محملا بما امره به ابوه،
وبلغ المعسكر فيما كان الجيش خارجا للاصطفاف والهتاف
للحرب.
21- وما لبثت ان تواجهت صفوف الاسرائيليين
والفلسطينيين.
22- فترك داود الطعام الذي يحمله في رعاية حافظ
الامتعة، وهرول نحو خط القتال يبحث عن اخوته ليطمئن
على سلامتهم.
23- وفيما هو يحادثهم اذا بجليات الفلسطيني المبارز
من جت، يخرج من صفوف الفلسطينيين، ويوجه تحدياته الى
الاسرائيليين. فاصغى داود الى تهديداته.
24- وعندما شاهد جيش اسرائيل الرجل تراجعوا امامه
مذعورين جدا.
25- وتحدث رجال اسرائيل فيما بينهم: «ارايتم هذا
الرجل المبارز من صفوف الفلسطينيين؟ انه يسعى
لتحدينا وتعييرنا. ان من يقتله يغدق عليه الملك ثروة
طائلة، ويزوجه من ابنته، ويعفي بيت ابيه من دفع
الضرائب ومن التسخير».
26- فسال داود الرجال الواقفين الى جواره: «بماذا
يكافا الرجل الذي يقتل ذلك الفلسطيني ويمحو العار عن
اسرائيل؟ لانه من هو هذا الفلسطيني الاغلف حتى يعير
جيش الله الحي؟»
27- فتلقى داود من الجنود جوابا مماثلا لما سمعه من
قبل عن المكافاة التي ينالها الرجل الذي يقتل جليات.
28- وسمع اخوه الاكبر حديثه مع الرجال، فاحتدم غضبه
على داود وقال: «لماذا جئت الى هنا؟ وعلى من تركت
تلك الغنيمات القليلة في البرية؟ لقد عرفت غرورك وشر
قلبك، فانت لم تحضر الى هنا الا لتشهد الحرب».
29- فاجاب داود: «اية جناية ارتكبت الآن؟ الا يحق لي
حتى ان اوجه سؤالا؟»
30- وتحول عن اخيه نحو قوم آخرين، اثار معهم نفس
الموضوع، فاجابوه بمثل الجواب السابق.
31- وبلغ شاول حديث داود، فاستدعاه.
32- وقال داود لشاول: «لا يذوبن قلب احد خوفا من هذا
الفلسطيني، فان عبدك يذهب ليحاربه»
33- فقال شاول
لداود: «انت لا يمكنك الذهاب لمحاربة
هذا الفلسطيني، لانك مازلت فتى، وهو رجل حرب منذ
صباه».
34- فقال داود: «كان عبدك يرعى ذات يوم غنم ابيه،
فجاء اسد ودب واختطف شاة من القطيع.
35- فسعيت وراءه وهاجمته وانقذتها من انيابه. وعندما
انقض علي قبضت عليه من ذقنه وضربته فقتلته.
36- وهكذا قتل عبدك الاسد والدب كليهما، فليكن هذا
الفلسطيني الاغلف كواحد منهما لانه عير جيش الله
الحي».
37- واستطرد داود: «ان الرب الذي انقذني من مخالب
الاسد ومن مخالب الدب، ينقذني ايضا من قبضة هذا
الفلسطيني». فقال شاول
لداود: «امض وليكن الرب معك».
38- والبس شاول داود سترة حربه، ووضع على راسه خوذة
من نحاس ومنطقه بدرع.
39- وتقلد داود سيف شاول، وهم ان يمشي، واذ لم يكن
قد تعود عليها من قبل قال لشاول: «لا اقدر ان امشي
بعدة الحرب هذه، لانني لست معتادا عليها». وخلعها
عنه.
40- وتناول عصاه بيده، ثم التقط خمسة حجارة ملساء من
جدول الوادي وجعلها في جرابه، وحمل مقلاعه بيده
واتجه نحو جليات.
41- وتقدم الفلسطيني نحو داود، وحامل سلاحه يمشي
امامه.
42- وما ان شاهد الفلسطيني داود حتى استخف به لانه
كان فتى اشقر وسيم الطلعة.
43- فقال الفلسطيني لداود: «العلي كلب حتى تاتي
لمحاربتي بعصي؟» وشتم الفلسطيني آلهة داود.
44- ثم قال لداود: «تعال لاجعل لحمك طعاما لطيور
السماء ووحوش البرية».
45- فاجابه داود: «انت تبارزني بسيف ورمح وترس، اما
انا فآتيك باسم رب الجنود اله جيش اسرائيل الذي
تحديته.
46- اليوم يوقعك الرب في يدي، فاقتلك واقطع راسك،
واقدم جثث جيش الفلسطينيين هذا اليوم لتكون طعاما
لطيور السماء وحيوانات الارض، فتعلم المسكونة كلها
ان هناك الها في اسرائيل.
47- وتدرك الجموع المحتشدة هنا انه ليس بسيف ولا
برمح يخلص الرب، لان الحرب للرب وهو ينصرنا عليكم».
48- وعندما شاهد داود الفلسطيني يهب متقدما نحوه،
اسرع للقائه.
49- ومد يده الى الجراب، وتناول حجرا لوح به بمقلاعه
ورماه، فاصاب جبهة الفلسطيني، فغاص الحجر في جبهته
وسقط جليات على وجهه الى الارض.
50- وهكذا قضى داود على الفلسطيني بالمقلاع والحجر
وقتله. واذ لم يكن بيده سيف
51- ركض نحو جليات واخترط سيفه من غمده وقتله وقطع
به راسه. فلما راى الفلسطينيون ان جبارهم قد قتل
هربوا.
52- فاطلق رجال اسرائيل ويهوذا صيحات الحرب، وتعقبوا
الفلسطينيين حتى مشارف الوادي وابواب مدينة عقرون.
وانتشرت جثث قتلى الفلسطينيين على طول طريق شعرايم
الى جت والى عقرون.
53- وعندما رجع الاسرائيليون من مطاردة الفلسطينيين
هجموا على معسكرهم ونهبوه.
54- وحمل داود راس جليات الى اورشليم، ولكنه احتفظ
بعدة حربه في خيمته.
55- وكان شاول عندما راى داود خارجا لمحاربة جليات،
قد سال ابنير قائد جيشه: «ابن من هذا الفتى يا ابنير؟»
فاجابه: «وحياتك ايها الملك لست اعلم».
56- فقال الملك: «اسال ابن من هذا الفتى؟»
57- وحين رجع داود بعد قتل الفلسطيني اخذه ابنير
واحضره للمثول امام شاول، وراس الفلسطيني ما برح
بيده.
58- فساله شاول: «ابن من انت يا فتى؟» فاجابه داود:
«ابن عبدك يسى البيتلحمي».
|
4 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
018 |
داود
1- وعندما فرغ داود من حديثه مع شاول، تعلقت نفس
يوناثان بداود واحبه كنفسه.
2- واستبقى شاول داود، ولم يدعه يرجع الى بيت ابيه.
3- وتعاهد يوناثان وداود، لان يوناثان احبه كنفسه.
4- وخلع يوناثان جبته ووهبها لداود مع ثيابه وسيفه
وقوسه وحزامه.
5- وكان النجاح حليف داود في كل مهمة كلفه بها شاول،
لذلك ولاه شاول امرة رجال الحرب، فحظي ذلك باستحسان
الشعب وعبيد شاول ايضا.
6- وعند رجوع الجيش بعد مقتل جليات، خرجت النساء من
جميع مدن اسرائيل بالغناء والرقص، وبدفوف الفرح
وبمثلثات لاستقبال شاول الملك.
7- وراحت النساء الراقصات ينشدن: «قتل شاول الوفه
وقتل داود ربواته (اي عشرات الالوف)».
8- فاثار هذا غضب شاول، وساء هذا الغناء في نفسه
وقال: «نسبن لداود قتل عشرات الالوف، اما انا فنسبن
لي قتل الالوف فقط! لم يبق سوى ان ينعمن عليه
بالمملكة».
9- وشرع شاول منذ ذلك اليوم فصاعدا يراقب داود بعين
ممتلئة بالغيرة.
10- وحدث في اليوم التالي ان هاجم الروح الرديء شاول
من قبل الرب، فبدا يهذي جنونا في وسط البيت، بينما
كان داود يعزف كعادته في كل يوم. وكان في يد شاول
رمح،
11- فاشرع شاول الرمح وقال في نفسه: «ساسمر داود الى
الحائط». فراغ داود من امامه مرتين.
12- وصار شاول يخشى داود لان الرب كان معه، وقد فارق
شاول.
13- فابعده من حضرته وعينه قائد الف، فكان داود
يتقدم دائما في طليعة فرقته.
14- وحالفه الفلاح في كل اعماله لان الرب كان معه.
15- وعندما راى شاول ما يتمتع به داود من فطنة تفاقم
فزعه منه.
16- اما جميع اسرائيل ويهوذا فقد ازدادوا حبا له،
لانه كان دائما يقودهم في حملاتهم العسكرية الموفقة.
17- وقال شاول لداود: «انني ابغي ان ازوجك من ابنتي
الكبيرة ميرب، شريطة ان تكون بطلا وتحارب حروب الرب»
فقد حدث شاول نفسه قائلا: «لا احمل انا جريرة قتله
بل يقتله الفلسطينيون».
18- فاجاب داود: «من انا وما هي حياتي؟ وما هي
عائلتي وما هي مكانة عائلتي في اسرائيل حتى اصبح
صهرا للملك؟»
19- وعندما اقترب موعد زفاف ميرب لداود، زوجها شاول
من عدريئيل المحولي.
20- لكن ميكال ابنة شاول الصغرى احبت داود، فعلم
شاول بالامر وحظي ذلك برضاه.
21- وقال شاول في نفسه: «ازوجه منها فتكون له فخا،
وكذلك يسعى الفلسطينيون الى قتله». وقال شاول لداود
مرة ثانية: «يمكنك مصاهرتي اليوم».
22- وامر شاول رجاله ان يسروا في اذن داود ان الملك
يحبه، وانه محل اعجاب الحاشية، وان ينصحوه بمصاهرة
الملك،
23- فراح عبيد شاول يسرون بهذا الحديث في مسامع داود.
فاجاب داود: «اتظنون مصاهرة الملك امرا تافها؟ انا
لست سوى رجل مسكين حقير».
24- فاخبر عبيد شاول سيدهم بحديث داود.
25- فقال شاول لهم: «هذا ما تقولونه لداود: ان الملك
لا يطمع في مهر، بل في مئة غلفة من غلف الفلسطينيين،
انتقاما من اعداء الملك». قال هذا ظنا منه ان يوقع
داود في اسر الفلسطينيين.
26- فابلغ عبيد شاول داود بمطلب الملك، فراقه الامر،
ولا سيما فكرة مصاهرة الملك. وقبل ان تنتهي المهلة
المعطاة له،
27- انطلق مع رجاله وقتل مئتي رجل من الفلسطينيين،
واتى بغلفهم وقدمها كاملة لتكون مهرا لمصاهرة الملك.
فزوجه شاول عندئذ من ابنته ميكال.
28- وادرك شاول يقينا ان الرب مع داود، وان ابنته
ميكال تحبه.
29- فتزايد خوف شاول من داود، واصبح عدوه اللدود
طوال حياته.
30- وثابر اقطاب الفلسطينيين على محاربة اسرائيل،
فكان داود يظفر بهم اكثر من بقية قواد شاول، واصبح
اسمه على كل شفة ولسان.
|
5 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
019 |
داود
1- وحض شاول ابنه يوناثان وسائر حاشيته على قتل داود،
2- ولكن يوناثان بن شاول، الذي كان معجبا جدا بداود،
اسر اليه قائلا: «ابي يلتمس قتلك، فاحترس لنفسك في
الغد واختبىء،
3- وانا اخرج مع ابي الى الحقل الذي تختبيء فيه،
واحدثه عنك ثم اخبرك بما يكون».
4- وراح يوناثان يثني على داود امام ابيه وتساءل: «لماذا
يسيء الملك الى عبده داود، فانه لم يخطيء اليك،
ومآثره عظيمة جدا؟
5- لقد عرض حياته للخطر عندما قتل الفلسطيني، فاجرى
الرب خلاصا عظيما لجميع اسرائيل. وقد شهدت ذلك
وابتهجت به. فلماذا تقتل داود من غير داع وتسيء الى
دم بريء؟»
6- فاقتنع شاول بكلام يوناثان، وقال: «اقسم بالله
الحي، لن يقتل داود».
7- فاستدعى يوناثان داود واطلعه على ما دار من
حديث،ثم جاء به الى شاول، فمثل في حضرته كما كان
يفعل من قبل.
8- وعادت الحرب تنشب من جديد، فخرج داود لمحاربة
الفلسطينيين وهزمهم هزيمة منكرة، فلاذوا بالفرار من
امامه.
9- وذات يوم كان داود يعزف لشاول، فهاجم الروح
الرديء شاول من لدى الرب وهو جالس في بيته، ورمحه
بيده.
10- فصوب الرمح نحو داود ورماه به ليطعنه ويسمره الى
الحائط، فتفادى داود الضربة، وهرب من امام شاول
ناجيا بحياته تلك الليلة، اما الرمح فغاص في الحائط.
11- فارسل شاول مراقبين الى بيت داود يترصدونه
ليقتلوه في الصباح. فاخبرته امراته ميكال قائلة: «اذا
لم تنج بنفسك هذه الليلة فانك لا محالة تقتل غدا».
12- ودلته ميكال من النافذة، فانطلق هاربا ونجا.
13- ثم اخذت ميكال تمثالا ووضعته في فراشه، ووضعت
تحت راسه لبدة من شعر المعزى وغطته بثوب.
14- وعندما ارسل شاول جنوده للقبض على داود قالت لهم
ميكال: «انه مريض».
15- فبعث شاول الجنود ثانية ليروا داود قائلا: «ائتوني
به وهو في السرير لاقتله».
16- فاقبل الجنود، واذا في الفراش تمثال ولبدة من
شعر المعزى تحت راسه.
17- فقال شاول لابنته ميكال: «لماذا خدعتني فاطلقت
عدوي حتى نجا؟» فاجابت: «لقد توعدني قائلا: اطلقيني
لئلا اقتلك».
18- وعندما هرب داود ونجا بحياته جاء الى صموئيل في
الرامة واطلعه عما فعله به شاول، وصحبه صموئيل ومضيا
واقاما معا في نايوت.
19- فقيل لشاول: «هوذا داود في نايوت في الرامة».
20- فبعث بجنود للقبض عليه. ولكن عندما شاهدوا جماعة
الرب يتنباون برئاسة صموئيل، حل روح الرب على الجنود
فتنباوا هم ايضا.
21- فاخبروا شاول بالامر، فبعث بجنود آخرين فتنباوا
هم ايضا. ثم عاد شاول فارسل فرقة ثالثة فتنباوا هم
ايضا.
22- واخيرا ذهب بنفسه الى الرامة، حتى وصل الى البئر
العظيمة التي عند سيخو وسال: «اين صموئيل وداود؟»
فقيل له: «هما في نايوت في الرامة».
23- فمضى الى هناك ولكن في اثناء الطريق حل عليه روح
الرب، فشرع يتنبا حتى بلغ نايوت في الرامة.
24- فخلع هو ايضا ثيابه وراح يتنبا امام صموئيل، ثم
انطرح عاريا طول ذلك النهار والليل، لذلك قيل: «اشاول
ايضا بين الانبياء؟».
|
6 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
020 |
داود
1- وهرب داود من نايوت في الرامة والتقى بيوناثان
وساله: «ماذا جنيت، وماذا اقترفت من اثم في حق ابيك
حتى يصر على قتلي؟»
2- فاجابه: «معاذ الله ان تموت! فان ابي لا يقدم على
امر كبير ام صغير من غير ان يطلعني عليه، فلماذا
يخفي عني امرا كهذا؟ ان مخاوفك لا اساس لها من الصحة».
3- فاقسم داود قائلا: «ان اباك يدرك انني حظيت برضاك،
لذلك قال في نفسه: لاكتمن الامر عن يوناثان لئلا
يطغى عليه الغم. ولكني اقسم لك بالله الحي، كما اقسم
بحياتك، انه ليس بيني وبين الموت سوى خطوة».
4- فاجاب يوناثان: «مهما تطلبه نفسك افعله لك».
5- فقال داود ليوناثان: «غدا هو الاحتفال باول ايام
الشهر، حيث من عادتي ان اجلس مع الملك حول مائدة
الاكل ولكن دعني اذهب فاختبيء في الحقل الى مساء
اليوم الثالث.
6- فاذا افتقدني ابوك، فقل له: قد استاذن مني في
الذهاب الى بيت لحم مدينته للمشاركة في الذبيحة
السنوية التي تقام لكل العشيرة.
7- فان قال: حسنا، فمعنى ذلك ان خادمك في امان. ولكن
ان اشتعل غيظا فاعلم انه يضمر لي الشر.
8- اما انت فتكون قد صنعت خيرا مع خادمك، وفاء بما
قطعت له من عهد اشهدت عليه الرب. وان كان في اثم
فخير ان تقتلني انت من ان تسلمني لابيك».
9- فقال يوناثان: «معاذ الله ان يحدث ذلك، لانه لو
علمت ان ابي يضمر لك شرا، افما كنت اخبرك؟»
10- وتساءل داود: «من يخبرني ان رد عليك ابوك بجواب
فظ؟»
11- فاجابه يوناثان: «تعال نخرج الى الحقل». فانطلقا
معا الى الحقل.
12- وهناك قال يوناثان لداود: «ليكن الرب اله
اسرائيل شاهدا انه ان كشفت عن نية ابي من نحوك غدا
او بعد غد، في مثل هذا الوقت، فوجدت انه يكن لك
الخير ولم ارسل لاطلعك عليه،
13- فليعاقب الرب يوناثان اشد عقوبة ويزد. وان اضمر
لك ابي سوءا فانني اخبرك واطلقك، فتنصرف بسلام،
وليكن الرب معك كما كان مع ابي.
14- ولا تقصر خير الرب علي في اثناء حياتي.
15- بل احفظ العهد نفسه مع عائلتي الى الابد، حتى
حين يقضي الرب على جميع اعدائك».
16- وهكذا ابرم يوناثان عهدا مع بيت داود قائلا: «وليعاقبك
الرب بيد اعدائك ان خنت العهد».
17- ثم عاد يوناثان يستحلف داود بمحبته له لانه احبه
كمحبته لنفسه.
18- وقال له يوناثان: «غدا يكون الاحتفال باول الشهر
فيفتقدونك لان موضعك يكون خاليا.
19- وفي اليوم الثالث، عند حلول المساء، تاتي مسرعا
الى الموضع الذي اختبات فيه عندما لم يكن زمام الامر
قد افلت بعد، وتجلس الى جوار حجر الافتراق.
20- فارمي انا ثلاثة سهام الى جانبه وكانني استهدف
غرضا.
21- وعندئذ ارسل الغلام قائلا: «اذهب والتقط السهام»
فان قلت له: ها السهام الى جانبك فاحضرها تعال، لانه
حي هو الرب، انت في امان ولا خطر عليك.
22- ولكن ان قلت للغلام: ها السهام امامك فتقدم فامض
لان الرب قد اطلقك.
23- اما ما جرى بيننا من حديث فليكن الرب شاهدا عليه
الى الابد.
24- فاختبا داود في الحقل. وفي اول يوم من الشهر جلس
الملك لتناول الطعام
25- في مقعده المعتاد عند الحائط، وجلس يوناثان في
مواجهته. اما ابنير فقد احتل مقعدا الى جوار شاول.
26- ولم يعلق شاول في ذلك اليوم على غياب داود، ظنا
منه ان عارضا قد الم به وانه غير طاهر طبقا للشريعة.
27- ولكن عندما خلا موضع داود في اليوم الثاني من
الشهر، سال شاول يوناثان ابنه: «لماذا تغيب ابن يسى
عن الطعام امس واليوم؟»
28- فاجاب يوناثان: «لقد استاذن داود مني للذهاب الى
بيت لحم،
29- وقال: دعني اذهب لان عشيرتي تقدم ذبيحة في
المدينة، وقد اوصاني اخي بالحضور. فان حظيت برضاك
فدعني امضي لارى اخوتي، لذلك تغيب عن مائدة الملك».
30- فاستشاط شاول غضبا على يوناثان وقال له: «يا ابن
المتعوجة المتمردة، اتظن انني لم اعلم ان انحيازك
لابن يسى يفضي الى خزيك وخزي امك التي انجبتك؟
31- فمادام ابن يسى حيا فانك لا تستقر انت ولا
مملكتك. والآن ارسل واقبض عليه، وات به لانه محكوم
عليه بالموت».
32- فاجاب يوناثان: «لماذا يقتل، واي ذنب جناه؟»
33- فصوب شاول الرمح نحوه ليطعنه، فادرك يوناثان على
الفور ان والده مصر على قتل داود.
34- فغادر المائدة والغضب الجامح يعصف به، من غير ان
يقرب الطعام اذ ساءه تصرف والده المخزي من نحو داود.
وكان ذلك في اليوم الثاني من اول الشهر.
35- وخرج في صباح اليوم الثالث الى الحقل كما اتفق
مع داود، يرافقه غلام صغير.
36- فقال لغلامه: «اسرع والتقط السهام التي ارمي بها».
وبينما كان الغلام راكضا رمى السهم حتى جاوز الغلام.
37- وعندما وصل الغلام الى موضع السهم الذي رماه
نادى يوناثان الغلام: «اليس السهم امامك؟»
38- ثم عاد يهتف به: «عجل اسرع! لا تقف». فالتقط
الغلام السهم وجاء به الى سيده.
39- ولم يعلم الغلام بما يجري، اما يوناثان وداود
فهما وحدهما اللذان كانا مطلعين على الامر.
40- فعهد يوناثان بسلاحه الى الغلام قائلا له: «اذهب،
وادخل به الى المدينة».
41- وما ان توارى الغلام عن الانظار حتى برز داود من
الجهة الجنوبية وسقط على وجهه الى الارض ساجدا ثلاث
مرات، وقبل كل منهما صاحبه، وبكيا معا. وكان بكاء
داود اشد مرارة.
42- وقال يوناثان لداود: «امض بسلام لاننا كلينا
حلفنا على صداقتنا باسم الرب قائلين: ليكن الرب
شاهدا بيني وبينك، وبين نسلي ونسلك الى الابد». ثم
افترقا. فذهب داود في طريقه، اما يوناثان فرجع الى
المدينة.
|
7 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
021 |
داود
1- وقدم داود الى اخيمالك الكاهن في نوب، فارتعد
اخيمالك عند لقاء داود وساله: «مالي اراك وحدك وليس
معك احد؟».
2- فاجابه داود: «كلفني الملك بمهمة وامرني ان اكتم
الامر فلا اخبر به احدا، واما رجالي فقد اتفقت معهم
على مقابلتي في مكان معين.
3- والآن ماذا عندك من الطعام؟ اعطني خمسة ارغفة او
ما يتوافر لديك».
4- فاجاب الكاهن: «ليس عندي خبز عادي، وانما خبز
مقدس، يمكن لرجالك ان ياكلوا منه شريطة ان يكونوا قد
حفظوا انفسهم طاهرين ولاسيما من النساء».
5- فقال داود للكاهن: «ان النساء قد منعن عنا منذ
امس وما قبل، كما هي العادة عند خروجي في مهمة، اما
امتعتهم فهي دائما طاهرة، حتى في اثناء تنفيذ
المهمات العادية. فكم بالحري ان كانت المهمة مقدسة؟»
6- فاعطاه الكاهن الخبز المقدس اذ لم يكن لديه سوى
خبز الوجوه المرفوع من امام الرب لكي يستبدل بخبز
ساخن في اليوم الذي يرفع فيه.
7- وكان هناك رجل من خدم شاول معتكفا في ذلك اليوم
امام الرب، يدعى دواغ الادومي، رئيس رعاة شاول.
8- وسال داود اخيمالك: «الا يوجد لديك رمح او سيف،
لانني لم اتقلد سيفي او احمل سلاحي، اذ ان امر الملك
كان ملحا».
9- فاجاب الكاهن: «عندي سيف جليات الفلسطيني الذي
قتلته في وادي البطم، وها هو ملفوف في ثوب خلف
الافود. فان شئت ان تاخذه فافعل، لانه ليس عندي سواه
هنا». فقال داود: «ليس له مثيل، اعطني اياه».
10- في ذلك اليوم هرب داود من امام شاول ولجا الى
اخيش ملك جت.
11- فقال رجال حاشية اخيش له: «اليس هذا هو داود ملك
بلاده؟ اليس هذا الذي انشدت له النساء راقصات قائلات:
قتل شاول الوفا وقتل داود عشرات الالوف؟»
12- فكتم داود هذا الكلام في نفسه وتولاه خوف شديد
من اخيش ملك جت،
13- وتظاهر امامهم انه مصاب بعقله، وراح يخربش على
الباب وترك لعابه يسيل على لحيته.
14- فقال اخيش لقومه: «الا ترون ان الرجل مجنون،
فلماذا جئتم به الي؟
15- الا يكفيني ما عندي من مجانين حتى اتيتم بهذا
لكي يظهر جنونه علي؟ ايدخل هذا بيتي؟»
|
8 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
022 |
داود
1- وهرب داود من جت ولجا الى مغارة عدلام، فلما سمع
اخوته وسائر بيت ابيه بوجوده هناك جاءوا اليه.
2- وانضم اليه نحو اربع مئة رجل من المتضايقين
والمديونين والثائرين، فتراس عليهم.
3- ثم انتقل داود من هناك الى مصفاة موآب، وقال لملك
موآب: «دع ابي وامي في عهدتكم ريثما اعلم ما يصنع بي
الله».
4- فاودعهما عند ملك موآب، فاقاما عنده طوال مدة
اقامة داود في الحصن.
5- فقال جاد النبي لداود «لا تقم في الحصن، بل امض
وادخل ارض يهوذا». فانتقل داود الى غابة حارث.
6- وبلغ شاول ما اصاب داود ورجاله من شهرة. وكان
شاول آنئذ مقيما في جبعة، يجلس تحت الاثلة في الرامة
محاطا بافراد حاشيته، ورمحه بيده.
7- فقال شاول لرجاله: «استمعوا يا بنيامينيون: العل
ابن يسى يعطيكم جميعا حقولا وكروما او يجعلكم جميعا
رؤساء على الوف الجنود او على مئات منهم،
8- حتى تحالفتم كلكم علي، فلم يخبرني احد منكم
بالعهد الذي ابرمه ابني مع ابن يسى، وليس بينكم من
ياسى لي او ينبئني بان ابني قد اثار خادمي ليكمن لي
كما يفعل اليوم؟»
9- فاجاب دواغ الادومي الذي كان واقفا بين حاشية
شاول: «لقد شاهدت ابن يسى قادما الى نوب الى اخيمالك
بن اخيطوب
10- فاستشار له الرب وزوده بطعام واعطاه سيف جليات».
11- فاستدعى الملك اخيمالك وبقية بيت ابيه من كهنة
نوب، فاقبلوا جميعا الى الملك.
12- فقال شاول: «اسمع يا ابن اخيطوب». فاجاب: «نعم
يا سيدي».
13- فقال له شاول: «لماذا اتفقتم علي انت وابن يسى
بتزويدك اياه بالخبز وباعطائه سيفا، واستشرت له الله
ليثور علي ويكمن لي كما يفعل هذا اليوم؟»
14- فاجاب اخيمالك: «اي واحد من بين جميع رجالك مثل
داود امين وصهر الملك وقائد حرسه وذو مكانة رفيعة في
بيتك؟
15- فهل هذه هي اول مرة استشير له فيها الله ؟ معاذ
الله ان يتهمني الملك او يتهم جميع بيت ابي بارتكاب
شيء».
16- فقال الملك: «انك لا محالة مائت يا اخيمالك، انت
وجميع بيت ابيك».
17- وامر الملك حراسه الماثلين لديه: «هيا احيطوا
بكهنة الرب واقتلوهم، لانهم ايضا قد تحالفوا مع داود،
ولانهم عرفوا انه كان هاربا فلم يخبروني». فلم يرض
حراس الملك ان يقتلوا كهنة الرب.
18- فامر الملك دواغ قائلا: «در انت واقتل الكهنة».
فهجم دواغ الادومي على الكهنة وقتل منهم في ذلك
اليوم خمسة وثمانين رجلا لابسي افود كتان.
19- ثم اقتحم نوب مدينة الكهنة وقتل بحد السيف
الرجال والنساء والاطفال والرضع والثيران والحمير
والغنم.
20- ولم ينج سوى ابن واحد لاخيمالك بن اخيطوب يدعى
ابياثار الذي لجا الى داود،
21- واخبره ان شاول قد قتل كهنة الرب.
22- فقال داود لابياثار: «عندما رايت دواغ هناك في
ذلك اليوم ادركت انه لابد ان يخبر شاول. انا هو
السبب في موت افراد بيت ابيك.
23- امكث معي، لا تخف، فالرجل الذي يسعى لقتلك يسعى
لقتلي ايضا، فاقم عندي بامان».
|
9 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
023 |
داود
1- وقيل لداود: «ها الفلسطينيون يهاجمون قعيلة
وينهبون بيادر قمحها»
2- فسال الرب: «هل امضي لمحاربة الفلسطينيين؟»
فاجابه الرب: «اذهب وحاربهم وانقذ قعيلة».
3- ولكن رجال داود قالوا: «ان كان الخوف يستبد بنا
ونحن هنا في يهوذا، فكم بالحري اذا انطلقنا الى
قعيلة لمحاربة جيوش الفلسطينيين؟»
4- فعاد داود يستشير الرب، فاجابه: «قم انزل الى
قعيلة، فانني اسلم الفلسطينيين الى يدك».
5- فمضى داود ورجاله الى قعيلة حيث حارب الفلسطينيين
واستولى على مواشيهم وهزمهم هزيمة منكرة وانقذ اهل
قعيلة.
6- وكان ابياثار بن اخيمالك قد حمل معه افودا عند
هروبه الى داود.
7- فقيل لشاول ان داود قد قدم الى قعيلة، فقال شاول:
«قد اسلمه الله الى يدي، لانه لجا الى مدينة ذات
بوابات وارتاج».
8- واستدعى شاول قواته للاحاطة بالمدينة ومحاصرة
داود ورجاله.
9- ولما ادرك داود ان شاول يتآمر عليه، قال لابياثار
الكاهن: «احضر الافود».
10- ثم صلى داود: «يا رب اله اسرائيل، ان عبدك قد
سمع ان شاول يحاول ان يحاصر قعيلة ليدمرها
11- فاعلمني هل يسلمني اهل قعيلة لشاول؟ وهل شاول
حقا قادم الى قعيلة كما قيل لعبدك؟ يا رب اله
اسرائيل اخبر عبدك». فاجاب الرب: «انه قادم».
12- وعاد داود يسال: «هل يسلمني اهل قعيلة مع رجالي
لشاول؟» فاجاب الرب: «يسلمون».
13- فغادر داود ورجاله الست مئة قعيلة وهاموا على
وجوههم. فاخبر شاول بانسحاب داود من قعيلة، فعدل عن
التوجه اليها بقواته.
14- ولجا داود الى حصون برية زيف ومكث في جبلها. وظل
شاول يتعقبه طوال ايام حياته، ولكن الرب لم يسلمه
ليده.
15- وبينما كان داود مختبئا في غابة في برية زيف علم
ان شاول قد خرج يبحث عنه،
16- فاقبل يوناثان بن شاول الى داود في الغابة ليقوي
من ثقته بالله،
17- وقال له: «لا تخف، لان يد شاول ابي لن تطولك.
وانت ستكون ملكا على اسرائيل، وانا اكون الرجل
الثاني في المملكة. وابي ايضا يعلم هذا الامر».
18- وجددا عهدهما امام الرب. ومضى يوناثان الى بيته،
اما داود فمكث في الغابة.
19- وجاء الزيفيون الى شاول في جبعة وقالوا: «اليس
داود مختبئا عندنا في حصون الغابة في حخيلة جنوبي
الصحراء،
20- فتعال الينا ايها الملك، في اي وقت تشاء، ونحن
نضمن ان نسلمه اليك».
21- فاجابهم شاول: «ليبارككم الرب لرافتكم بي؛
22- فاذهبوا وتحروا وتيقنوا من مكان وجوده واقامته
ومن رآه هناك، لانه قيل لي ان داود شديد المكر.
23- وتاكدوا لي من جميع المواضع التي يمكن ان يختبيء
فيها ثم ارجعوا الي بالخبر اليقين فامضي معكم، ان
كان حقا موجودا، فابحث عنه بين عشائر يهوذا».
24- فانطلقوا الى زيف متقدمين امام شاول. وكان داود
آنئذ في سهل برية معون جنوبي الصحراء.
25- فشرع رجال شاول يبحثون عنه. فبلغ الخبر داود
فتوغل في منطقة الصخور في برية معون. وعندما علم
شاول بذلك تعقبه الى هناك.
26- فكان شاول يسير على محاذاة احد جانبي الجبل،
وداود ورجاله يسيرون على محاذاة الجانب الآخر هربا
من شاول، الذي سعى مع قواته لمحاصرة داود ورجاله
لياسرهم.
27- وما لبث ان وفد رسول الى شاول قائلا: «اسرع!
تعال، فقد اقتحم الفلسطينيون البلاد.
28- فرجع شاول عن مطاردة داود وذهب لمحاربة
الفلسطينيين، لذلك دعي ذلك الموضع «تل المفارقة».
29- وتوجه داود من هناك وتمنع في حصون عين جدي.
|
10 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
024 |
داود
1- وبعد ان رجع شاول من مطاردة الفلسطينيين قيل له:
«ان داود متحصن في برية عين جدي»
2- فحشد ثلاثة آلاف رجل من خيرة قوات اسرائيل وسعى
وراء داود ورجاله في صخور الوعول.
3- ودخل شاول كهفا عند حظيرة غنم على الطريق ليقضي
حاجته، وكان داود ورجاله مختبئين في اغوار الكهف.
4- فقال له رجاله: «هذا هو اليوم الذي وعدك الرب ان
يسلم فيه عدوك اليك فتصنع به ما تشاء». فانسل داود
اليه وقطع طرف جبته سرا.
5- ولكن ما لبث قلبه ان وبخه على قطعه طرف جبة شاول.
6- فقال لرجاله: «معاذ الله ان اقترف هذا الاثم بحق
سيدي المختار من الرب فامد يدي واسيء اليه لان الرب
قد مسحه ملكا».
7- وهكذا زجر داود رجاله بمثل هذا الكلام، ولم يدعهم
يهاجمون شاول. وما لبث شاول ان خرج من الكهف ومضى في
سبيله،
8- فتبعه داود الى خارج الكهف ونادى: «يا سيدي الملك».
فالتفت شاول خلفه، فانحنى داود الى الارض ساجدا
9- وقال: «لماذا تستمع الى اقاويل الناس: ان داود قد
وطد العزم على ايذائك.
10- ها انت قد رايت اليوم بعينيك كيف اوقعك الرب في
قبضتي عندما كنت في الكهف، وجاء من يحرضني على قتلك،
ولكني اشفقت عليك وقلت: لا! لن امد يدي بالاساءة الى
سيدي، لان الرب هو الذي اختاره.
11- فانظر يا ابي ما بيدي، انه طرف جبتك. ان قطعي
طرف جبتك وعدم قتلي اياك خير دليل على انني لم ارتكب
شرا او ذنبا، ولم اخطيء اليك، بينما انت تتربص بي
لتقتلني.
12- فليقض الرب بيني وبينك وينتقم لي الرب منك، اما
انا فلن امسك بسوء.
13- وكما قيل في مثل القدماء: عن الاشرار يصدر شر،
لذلك فان يدي لن تنالك باذى.
14- ثم وراء من يسعى ملك اسرائيل؟ من هو الذي تطارده؟
اتسعى وراء كلب ميت؟ وراء برغوث واحد؟
15- ليكن الرب هو الديان فيقضي بيني وبينك ويتولى
قضيتي ويبرئني وينقذني من قبضتك».
16- فلما فرغ داود من الكلام تساءل شاول: «اهذا صوتك
يا ابني داود؟» وارتفع صوت شاول بالبكاء.
17- ثم قال لداود: «انك حقا ابر مني لانك كافاتني
خيرا وانا جازيتك شرا.
18- وابديت نحوي خيرا اذ ان الرب قد اوقعني في قبضتك
ولكنك عفوت عني.
19- ايعفو رجل عن عدوه ويطلقه من غير ان ينتقم منه
بعد ان يقع في قبضته؟ فليكافئك الرب جزاء ما صنعت
اليوم معي من خير.
20- لقد علمت الآن انك تصبح ملكا وبيدك تثبت مملكة
اسرائيل.
21- فاحلف لي الآن بالرب انك لا تبيد نسلي من بعدي
ولا تقضي على اسمي من بيت ابي».
22- فحلف داود لشاول ثم مضى شاول الى بيته، اما داود
ورجاله فالتجاوا الى الحصن.
|
11 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
025 |
داود
1- ومات صموئيل، فاجتمع جميع بني اسرائيل وناحوا
عليه ودفنوه في بيته في الرامة. فانتقل داود الى
صحراء فاران.
2- وكان هناك رجل ثري مقيم في مدينة معون ذو املاك
في الكرمل حيث كان يجز غنمه، وكانت ثروته طائلة جدا،
اذ كان يمتلك ثلاثة آلاف راس من الغنم والفا من
المعز.
3- وكان اسم الرجل نابال، واسم امراته ابيجايل.
وكانت المراة فاتنة الجمال راجحة العقل، اما الرجل
فكان قاسيا سييء الاعمال، وهو ينتمي الى عشيرة كالب.
4- فبلغ داود، وهو لا يزال في الصحراء، ان نابال يجز
غنمه.
5- فبعث داود بعشرة غلمان اوصاهم ان ينطلقوا الى
الكرمل ويدخلوا بيت نابال ويبلغوه تمنيات داود،
ويقولوا له:
6- «اطال الله بقاءك، وجعلك انت وبيتك وكل مالك
سالما.
7- لقد سمعت ان عندك جزازين. حين كان رعاتك بيننا لم
نؤذهم ولم يفقد لهم شيء طوال الايام التي كانوا فيها
في الكرمل.
8- تحر الامر من غلمانك فيخبروك. لذلك ليحظ غلماني
برضاك، فقد جئنا اليك في يوم عيد، فهب عبيدك وابنك
داود ما تجود به نفسك».
9- فقدم الغلمان الى نابال وابلغوه هذا الكلام باسم
داود وصمتوا.
10- فاجابهم نابال: «من هو داود؟ ومن هو ابن يسى؟ قد
كثر اليوم العبيد الهاربون من اسيادهم.
11- هل آخذ خبزي ومائي وذبيحتي التي جهزتها لجازي
واعطيها لقوم لا اعلم من اين هم؟»
12- فانصرف غلمان داود ورجعوا الى داود فاخبروه
بكلام نابال.
13- فقال داود لرجاله: «ليتقلد كل منكم سيفه».
فتقلدوا سيوفهم، وكذلك فعل داود، وسار على راس اربع
مئة رجل بعد ان مكث مئتان لحراسة الامتعة.
14- فقال احد الغلمان لابيجايل امراة نابال: «بعث
داود من الصحراء رسلا بتحيات الى سيدنا فاهانهم،
15- مع ان الرجال احسنوا الينا جدا فلم نصب باذى او
يفقد لنا شيء طوال المدة التي تجاورنا فيها معهم
ونحن في المرعى.
16- كانوا سياج امان لنا نهارا وليلا في كل الايام
التي كنا نرعى فيها الغنم في جوارهم.
17- ففكري بالامر وانظري ماذا يمكن ان تصنعي، لان
كارثة ستحل على سيدنا وعلى بيته، فهو رجل شرير لا
يمكن التفاهم معه».
18- فاسرعت ابيجايل واخذت مئتي رغيف خبز وزقي خمر
وخمسة خرفان مجهزة مطيبة وخمس كيلات من الفريك ومئتي
عنقود زبيب ومئتي قرص تين، وحملتها على الحمير.
19- وقالت لخدامها: «اسبقوني، ها انا قادمة وراءكم».
ولم تخبر رجلها نابال بما فعلت.
20- وبينما كانت راكبة على حمارها عند منعطف الجبل
صادفت داود ورجاله قادمين للقائها.
21- وكان داود آنئذ يحدث نفسه: «لقد حافظت على كل
قطعان هذا الرجل في الصحراء، فكافاني شرا بدل الخير.
22- فليضاعف الرب من عقاب داود، ان لم اقض على كل
رجاله قبل طلوع ضوء الصباح».
23- وعندما شاهدت ابيجايل داود اسرعت وترجلت عن
الحمار وخرت امامه ساجدة،
24- وانطرحت عند رجليه قائلة: «ضع اللوم علي وحدي يا
سيدي، ودع امتك تتكلم في مسامعك واصغ الى حديثها.
25- لا يضغن قلب سيدي على هذا الرجل اللئيم نابال،
فهو فظ كاسمه والحماقة مقرونة به، اما انا فلم ار
رجال سيدي حين ارسلتهم.
26- والآن اقسم لك بالرب الحي وبحياتك، ان الرب قد
جنبك سفك الدماء والثار لنفسك، وليكن اعداؤك ومن
يسعون في هلاكك، كنابال.
27- فتقبل الآن هذه البركة التي احضرتها جاريتك يا
سيدي واعطها لرجالك الملتفين حولك.
28- واعف عن ذنب امتك، لان الرب لابد ان يثبت كرسي
ملك سيدي الى الابد، لان سيدي يحارب حروب الرب، فلا
يوجد فيك شر كل ايامك.
29- وان قام من يتعقبك ليقتلك، فلتكن نفس سيدي
محزومة في حزمة الاحياء مع الرب الهك. واما نفس
اعدائك فليقذف بها كما يقذف حجر من وسط كفة مقلاع.
30- وعندما يحقق الرب لسيدي كل هذا الخير الذي وعد
به وينصبك رئيسا على اسرائيل،
31- فلن تقاسي من عذاب الضمير لانك سفكت دماء
اعتباطا او انتقمت لنفسك. ومتى حقق لك الرب وعده
فاذكر امتك».
32- فقال داود لابيجايل: «مبارك الرب اله اسرائيل
الذي ارسلك اليوم للقائي،
33- ومباركة فطنتك، ومباركة انت لانك جنبتني اليوم
سفك الدماء والانتقام لنفسي.
34- ولكن حي هو الرب الذي منعني من الاساءة اليك،
فلو لم تبادري وتاتي لاستقبالي لما بقي لنابال رجل
على قيد الحياة عند مطلع ضوء الصباح».
35- وقبل داود منها ما حملته اليه قائلا لها: «امضي
الى بيتك بسلام، فها انا قد استمعت لتوسلك واستجبت
طلبتك».
36- فاقبلت ابيجايل الى نابال، فوجدت انه قد اقام
مادبة في بيته كمادبة ملك، وقد اخذته النشوة بعد ان
اكثر من احتساء الخمر حتى سكر، فلم تخبره بشيء
اطلاقا حتى صباح اليوم التالي.
37- وفي الصباح، بعد ان صحا نابال من سكرته، اخبرته
بما جرى، فاصابه الشلل وتجمد كحجر.
38- وبعد عشرة ايام ضربه الله فمات.
39- فلما سمع داود بموت نابال قال: «مبارك الرب الذي
انتقم لي بذاته من اهانة نابال، وجنبني ارتكاب الشر
وعاقب نابال على اثمه». وارسل داود الى ابيجايل
يسالها الزواج منه.
40- فوفد رسل داود الى ابيجايل الى الكرمل وقالوا
لها: «ارسلنا داود اليك لنسالك الزواج منه».
41- فقامت وسجدت بوجهها الى الارض وقالت: «انا امته
المستعدة لخدمته ولغسل ارجل عبيد سيدي».
42- ثم اسرعت ابيجايل وركبت حمارها بعد ان صحبت معها
خمس فتيات من جواريها سرن وراءها، وتبعت رسل داود،
وصارت له زوجة.
43- ثم تزوج داود اخينوعم من يزرعيل فكانتا له
زوجتين.
44- عندئذ زوج شاول ميكال ابنته امراة داود من فلطي
بن لايش الذي من جليم.
|
12 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
026 |
داود
1- وتوجه الزيفيون الى شاول في جبعة وقالوا: «اليس
داود مختبئا في تل حخيلة تجاه الصحراء؟»
2- فاختار شاول ثلاثة آلاف رجل من خيرة جنود اسرائيل
وانطلق نحو صحراء زيف ليبحث فيها عن داود.
3- وعسكر شاول ازاء الطريق عند سفح تل حخيلة تجاه
الصحراء، وكان داود آنئذ مقيما في الصحراء. فعندما
سمع ان شاول تعقبه الى الصحراء
4- ارسل جواسيسه ليتيقن من ان شاول قد تعقبه حقا.
5- ثم قام داود وتسلل الى الموضع المضطجع فيه شاول،
وابنير بن نير رئيس جيشه. فراى شاول راقدا عند
المتراس محاطا بجنوده.
6- فخاطب داود اخيمالك الحثي وابيشاي ابن صروية (شقيق
يوآب): «من منكما ينزل معي الى معسكر شاول؟» فقال
ابيشاي: «انا انزل معك».
7- فتسلل داود وابيشاي ليلا الى معسكر شاول، واذا
بشاول راقد عند المتراس ورمحه مغروس في الارض الى
جوار راسه، وابنير والجنود نائمون حوله.
8- فقال ابيشاي لداود: «لقد اوقع الله اليوم عدوك في
قبضة يدك، فدعني الآن اطعنه برمحه الى الارض، فاجهز
عليه بضربة واحدة».
9- فاجاب داود: «لا تقض عليه، اذ من يمد يده ليسيء
لمسيح الرب ويتبرا؟
10- ان الرب نفسه لابد ان يعاقب شاول فيميته ميتة
طبيعية، او يقتله في معركة حربية.
11- ولكن معاذ الله ان امد يدي لاسيء الى مسيح الرب.
اما الآن فخذ الرمح المغروس عند راسه وكوز الماء
وهلم بنا من هنا».
12- وهكذا اخذ داود الرمح وكوز الماء من عند راس
شاول وتسللا راجعين، من غير ان يراهما او ينتبه
لوجودهما احد، لانهم جميعا كانوا نياما اذ ان الرب
اثقلهم بالسبات العميق.
13- واجتاز داود الوادي الى الجبل المقابل وارتقى
الى قمته حيث وقف عن بعد، تفصله عن شاول مسافة كبيرة.
14- ونادى داود الجنود وابنير بن نير قائلا: «الا
تجيبني يا ابنير؟». فاجاب ابنير: «من هذا الذي ينادي
الملك؟»
15- فقال داود لابنير: «الست انت رجلا؟ ومن مثلك في
كل اسرائيل؟ فلماذا لم تحرس سيدك الملك؟ فقد جاء من
هم بقتل سيدك الملك.
16- ان ما عملته لا يستحق الثناء، فحي هو الرب انكم
ابناء الموت، لانكم لم تحرسوا سيدكم مسيح الرب،
فانظر حولك الآن، اين هو رمح الملك وكوز الماء
اللذان كانا عند راسه؟».
17- وتبين شاول صوت داود، فقال: «اهذا صوتك يا ابني
داود؟» فاجاب داود: «انه صوتي ياسيدي الملك».
18- ثم تابع حديثه: «لماذا لايزال سيدي يسعى وراء
عبده؟ اي ذنب جنيت، واي جرم اقترفت؟
19- فليسمع سيدي الملك كلام عبده الآن: ان كان الرب
قد اثارك ضدي فلاقدمن له قربان رضي. وان كان الناس
هم الذين اوغروا صدرك علي فليكونوا ملعونين امام
الرب، لانهم نفوني من ارض ميراث الرب قائلين: اذهب
اعبد آلهة اخرى.
20- والآن لا تدع دمي يهدر على ارض غريبة بعيدا عن
حضرة الرب، لان ملك اسرائيل قد خرج ليبحث عن برغوث
واحد ويتعقبه كما يتعقب الحجل في الجبال؟».
21- فقال شاول: «لقد اخطات. ارجع ياابني داود فلن
اسيء اليك بعد اليوم، لان نفسي كانت عزيزة في عينيك.
لشد ما اخطات وضللت!».
22- فاجاب داود: «هوذا رمح الملك. فليات احد الرجال
وياخذه.
23- وليكافيء الرب كل واحد على استقامته وامانته،
لان الرب قد اوقعك اليوم فى قبضتي، لكني لم اشا ان
امد يدي لاسيء الى مختار الرب.
24- وكما كانت نفسك عزيزة في عيني اليوم، لتكن نفسي
ايضا عزيزة في عيني الرب، وينقذني من كل ضيق».
25- فقال شاول لداود: «لتكن مباركا يا ابني داود،
فانك قادر على القيام بامور عظيمة وتنجح فيها». ثم
مضى داود في حال سبيله ورجع شاول الى بيته.
|
13 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
027 |
داود
1- وحدث داود نفسه: «ان بقيت في ارض اسرائيل فان
شاول لابد ان يقتلني في يوم ما. فلالجان الى ارض
الفلسطينيين فيياس شاول مني ويكف عن البحث عني في
تخوم اسرائيل فانجو من يده».
2- فارتحل داود والست مئة رجل الذين معه الى اخيش بن
معوك ملك جت.
3- واستقر بهم المقام هناك، كل رجل مع اهل بيته،
وكذلك رافقت داود زوجتاه اخينوعم اليزرعيلية
وابيجايل امراة نابال الكرملية.
4- ولما بلغ شاول ان داود هرب الى جت، كف عن البحث
عنه.
5- وقال داود لاخيش ملك جت: «ان كنت قد حظيت برضاك
فليتم تحديد قرية لي في الريف اقيم فيها. لماذا يقيم
عبدك في عاصمة الملك معك؟»
6- فوهبه اخيش صقلغ. لذلك صارت صقلغ ملكا لملوك
يهوذا منذ ذلك الحين.
7- واقام داود في بلاد الفلسطينيين سنة واربعة اشهر.
8- وانطلق داود ورجاله يشنون الغارات على الجشوريين
والجرزيين والعمالقة الذين استوطنوا من قديم الارض
الممتدة من حدود شور الى تخوم مصر.
9- وهاجم داود سكان الارض، فلم يستبق نفسا واحدة.
واستولى على الغنم والبقر والحمير والجمال والثياب،
ثم رجع الى اخيش.
10- وعندما كان اخيش يسال داود: «اين اغرت هذه المرة؟»
كان يجيب: «على جنوبي يهوذا وعلى جنوبي ارض
اليرحمئيليين وجنوبي القينيين».
11- ولم يكن داود يستبقي رجلا او امراة على قيد
الحياة لئلا ياتي الى جت من يبلغ اخيش عما فعله داود.
هكذا كان داود يفعل طوال مدة اقامته في بلاد
الفلسطينيين.
12- فصدق اخيش اخبار داود قائلا في نفسه: «لقد اصبح
داود مكروها لدى قومه اسرائيل، لذلك سيظل ماكثا عندي
خادما لي الى الابد».
|
14 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
028 |
داود
1- في تلك الايام حشد الفلسطينيون جيوشهم لمحاربة
الاسرائيليين، فقال اخيش لداود: «لابد ان تنضم الى
الجيش انت ورجالك لخوض الحرب».
2- فاجابه داود: «سترى بعينيك ما يصنع عبدك في الحرب».
فقال اخيش لداود: «اذن اجعلك حارسي الشخصي كل الايام».
3- وكان صموئيل قد مات وناح عليه الاسرائيليون
ودفنوه في الرامة مدينته، وكان شاول قد طرد العرافين
ووسطاء الجن من الارض.
4- وعندما تجمعت قوات الفلسطينيين عسكروا في شونم،
اما شاول فقد حشد جيوشه وخيم في جلبوع.
5- وحين شاهد شاول جيش الفلسطينيين ملا قلبه الخوف
والاضطراب،
6- فاستشار الرب فلم يجبه لا باحلام ولا بالاوريم
ولا عن طريق الانبياء.
7- فقال لعبيده: «ابحثوا لي عن امراة عرافة وسيطة،
فاذهب اليها واستشيرها». فاجابه عبيده: «هناك عرافة
تقيم في عين دور».
8- فتنكر شاول وارتدى ثيابا اخرى وتوجه الى بيت
العرافة ليلا بصحبة اثنين من رجاله، وقال لها: «استشيري
لي روحا، واستدعي لي من اسميه لك».
9- فقالت له المراة: «انت تعلم ما فعله شاول
بالوسطاء الروحانيين والعرافين، وكيف قتلهم، فلماذا
تنصب لي فخا وتقتلني؟»
10- فاقسم لها شاول قائلا: «حي هو الرب لن يلحق بك
اي اذى من جراء هذا الامر».
11- فسالته المراة: «من استدعي لك؟» فاجابها: «استدعي
لي صموئيل».
12- وعندما شاهدت المراة صموئيل صرخت صرخة هائلة
وقالت لشاول: «لماذا خدعتني وانت شاول؟»
13- فقال لها: «لا تخافي. ماذا رايت؟» فاجابت: «رايت
طيفا صاعدا من الارض»
14- فسالها: «كيف هيئته؟» فقالت: «رجل شيخ صاعد وهو
مغطى بجبة». فادرك شاول انه صموئيل فخر على وجهه الى
الارض ساجدا.
15- فقال صموئيل لشاول: «لماذا ازعجتني باصعادك لي؟».
فاجاب: «انني في ضيق شديد. الفلسطينيون يحاربونني
والرب قد نبذني ولم يعد يجيبني لا عن طريق الانبياء
ولا بالاحلام. فدعوتك لترشدني».
16- فساله صموئيل: «لماذا تسالني والرب قد نبذك وصار
لك عدوا؟
17- وقد حقق الرب ما وعد به على لساني، فانتزع منك
الملك واعطاه لقريبك داود.
18- لانك لم تطع امر الرب ولم تنفذ قضاءه في عماليق،
لذلك عاقبك الرب في هذا اليوم،
19- وسيجعل الفلسطينيون يهزمونك انت والاسرائيليين،
ويقضون على جيشك. اما انت وبنوك فستلحقون غدا بي
وتكونون معي».
20- فانطرح شاول بطوله على الارض مرعوبا من كلام
صموئيل، كما زاد الجوع من اعيائه لانه لم يكن قد
تناول طعاما طوال يوم بكامله.
21- وعندما رات المراة ما اصاب شاول من ارتياع شديد،
قالت له: «ها قد سمعت جاريتك لصوتك، وحملت روحي في
كفي واستجبت لكل ما طلبته مني.
22- فالآن استمع انت ايضا لسؤل جاريتك، ودعني اقدم
لك طعاما لتاكل، فتسترد قوتك عندما تنطلق في سبيلك».
23- فابى قائلا: «لن آكل». ولكنها الحت عليه كما الح
عليه عبداه، فاذعن لهم وقام عن الارض وجلس على
السرير.
24- وكان لدى المراة عجل مسمن فبادرت اليه وذبحته
واخذت دقيقا وعجنته وخبزت فطيرا.
25- ثم وضعته امام شاول ورجليه فاكلوا، ثم انصرفوا
من عندها في تلك الليلة.
|
15 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
029 |
داود
1- ثم حشد الفلسطينيون جيوشهم في افيق بينما تجمع
الاسرائيليون عند العين التي في يزرعيل.
2- وتقدم قادة الفلسطينيين بكتائبهم وسراياهم، اما
داود ورجاله فكانوا يسيرون في المؤخرة مع الملك اخيش.
3- فساله قادة الفلسطينيين: «ماذا يفعل هؤلاء
العبرانيون هنا؟» فاجابهم اخيش: «اليس هذا داود الذي
كان ضابطا عند شاول ملك اسرائيل، وقد مكث معي طوال
هذه المدة، فلم اجد فيه علة منذ ان قدم الي وحتى هذا
اليوم».
4- غير ان قادة الفلسطينيين ابدوا سخطهم عليه قائلين:
«ارجع الرجل الى موضعه الذي حددته له، ولا تدعه
يشترك معنا في الحرب لئلا ينقلب علينا. اذ كيف يسترد
هذا رضى سيده؟ اليس بقطع رؤوس رجالنا؟
5- اليس هذا هو داود الذي غنت له النساء راقصات
قائلات: قتل شاول الوفا، وقتل داود عشرات الالوف؟»
6- فاستدعى اخيش داود وقال له: «اقسم لك بالرب الحي
انك مستقيم، ويسرني انضمامك الى جيشي لانني لم اجد
فيك علة منذ ان جئت الي حتى هذا اليوم، غير ان قادة
جيشي ساخطون عليك.
7- فامض الآن بسلام وعد الى موضعك ولا تقترف ما يسيء
الى اقطاب الفلسطينيين».
8- فقال داود: «ماذا جنيت، واي علة وجدت في عبدك منذ
ان مثلت امامك الى اليوم حتى لا اشترك في محاربة
اعداء سيدي الملك؟»
9- فقال اخيش: «انني واثق انك صالح في عيني، كملاك
الله، غير ان رؤساء الفلسطينيين اصروا قائلين: لا
يصعد داود معنا لخوض الحرب.
10- لذلك بكر صباحا مع عبيد سيدك الذين وفدوا معك
وارجعوا عند طلوع الصباح».
11- فاستيقظ داود ورجاله مبكرين ليرجعوا الى بلاد
الفلسطينيين، واما الفلسطينيون فتقدموا نحو يزرعيل.
|
16 |
09 |
كتاب صموئيل الاول |
030 |
داود
1- وما ان وصل داود ورجاله الى صقلغ في اليوم الثالث
حتى وجدوا ان العمالقة قد اغاروا على النقب وهاجموا
صقلغ واحرقوها بالنار،
2- بعد ان اخذوا كل من فيها من نساء واطفال اسرى حرب،
ولم يقتلوا صغيرا ولا كبيرا.
3- وعندما دخل داود ورجاله الى المدينة وجدوها
محروقة، واسرت نساؤهم وبناتهم وابناؤهم.
4- فعلت اصواتهم بالبكاء حتى اصابهم الاعياء.
5- وكانت امراتا داود اخينوعم اليزرعيلية وابيجايل
ارملة نابال الكرملي من جملة المسبيات.
6- وتفاقم ضيق داود لان الرجال، من فرط ما حل بهم من
مرارة واسى على ابنائهم وبناتهم، طالبوا برجمه، غير
ان داود تشبث وتقوى بالرب الهه.
7- ثم قال داود لابياثار الكاهن ابن اخيمالك: «احضر
الي الافود». فاحضره.
8- واستشار داود الرب قائلا: «اذا تعقبت هؤلاء
الغزاة فهل ادركهم؟» فقال له: «الحقهم، فانك تدركهم
وتنقذ الاسرى».
9- فانطلق داود والست مئة رجل الذين معه حتى بلغوا
وادي البسور، فتخلف قوم منهم هناك.
10- اما داود فواصل طريقه مع اربع مئة رجل، بعد ان
تخلف مئتا رجل اعياء عن عبور وادي البسور.
11- فصادفوا رجلا مصريا ملقى في الحقل، فاحضروه الى
داود، فقدموا اليه طعاما وماء فاكل وشرب.
12- ثم اعطوه قرصا من تين وعنقودين من زبيب. وبعد ان
اكلها انتعشت روحه، لانه لم يكن قد اكل طعاما ولا
شرب ماء منذ ثلاثة ايام وثلاث ليال.
13- فساله داود: «من هو سيدك ومن اين انت؟» فاجاب: «انا
رجل مصري، عبد لرجل عماليقي، وقد تخلى سيدي عني منذ
ثلاثة ايام لاني مرضت.
14- فاننا قد اغرنا على جنوبي بلاد الكريتيين وعلى
جنوبي ارض يهوذا وجنوبي كالب واحرقنا صقلغ بالنار»
15- فساله داود: «هل تدلني على مكان هؤلاء الغزاة؟»
فاجابه: «احلف لي بالله انك لا تقتلني ولا تسلمني
الى سيدي، فادلك على مكان هؤلاء الغزاة».
16- وقادهم الى معسكر عماليق فوجدوهم منتشرين في
الحقول ياكلون ويشربون ويرقصون من جراء ما اصابوه من
غنيمة عظيمة نهبوها من ارض الفلسطينيين ومن ارض
يهوذا.
17- فهاجمهم داود من الغروب حتى مساء اليوم التالي،
ولم ينج منهم احد سوى اربع مئة غلام ركبوا جمالا
وهربوا.
18- واسترد داود ما استولى عليه العمالقة وانقذ
زوجتيه.
19- ولم يفقد لهم شيء لا صغير ولا كبير، ولا ابناء
ولا بنات ولا غنيمة ولا اي شيء مما استولى عليه
العمالقة، بل استردها داود جميعها.
20- واخذ داود غنم العمالقة وبقرهم فساقها رجاله
امام الماشية الاخرى التي اغتنمها الغزاة قائلين: «هذه
غنيمة داود».
21- وعاد داود الى المئتي رجل الذين اعيوا عن المسير
وراءه فخلفوهم عند وادي البسور، فخرجوا لاستقبال
داود ومن معه من الشعب، فتقدم داود اليهم ليطمئن على
سلامتهم.
22- غير ان فئة من المشاغبين من رجال داود ممن
اشتركوا معه في الحرب اعترضوا قائلين: «لياخذ كل رجل
منهم امراته وابناءه ويمض، اما الغنيمة التي
استرددناها، فلا نعطيهم منها لانهم لم يذهبوا معنا».
23- فقال داود: «لا تفعلوا هكذا يا اخوتي، لان الرب
قد انعم علينا وحفظنا ونصرنا على الغزاة الذين
اغاروا علينا.
24- ومن يوافقكم على هذا الامر؟ لان نصيب المقيم عند
الامتعة لحراستها كنصيب من خاض الحرب، اذ تقسم
الغنيمة بينهم بالسوية».
25- ومنذ ذلك الحين جعل داود هذه الفريضة سنة تسري
على اسرائيل الى هذا اليوم.
26- وعندما رجع داود الى صقلغ ارسل جزءا من الغنيمة
الى اصحابه من شيوخ يهوذا قائلا: «هذه لكم هدية بركة
من غنائم اعداء الرب».
27- وقد بعث بها الى الذين في بيت ايل، وفي راموت
الجنوب، وفي يتير.
28- وفي عروعير، وفي سفموث، وفي اشتموع.
29- وفي راخال، وفي مدن اليرحمئيليين، وفي مدن
القينيين،
30- وفي حرمة وفي كور عاشان، وفي عتاك،
31- وفي حبرون، والى سائر الاماكن التي تردد عليها
داود ورجاله.
|