|
الكتاب |
اسم الكتاب |
الفصل |
مضمون ... |
1 |
40 |
انجيل
متى |
001 |
الرب
1- هذا نسب يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم:
2- ابراهيم ولد اسحق. واسحق ولد يعقوب. ويعقوب ولد
يهوذا واخوته.
3- ويهوذا ولد فارص وزارح من ثامار. وفارص ولد حصرون.
وحصرون ولد ارام.
4- وارام ولد عميناداب. وعميناداب ولد نحشون. ونحشون
ولد سلمون.
5- وسلمون ولد بوعز من راحاب. وبوعز ولد عوبيد من
راعوث. وعوبيد ولد يسى.
6- ويسى ولد داود الملك.
وداود ولد سليمان من امراة اوريا.
7- وسليمان ولد رحبعام. ورحبعام ولد ابيا. وابيا ولد
آسا.
8- وآسا ولد يوشافاط. ويوشافاط ولد يورام. ويورام
ولد عزيا.
9- وعزيا ولد يوثام. ويوثام ولد احاز. واحاز ولد .حزقيا.
10- وحزقيا ولد منسى. ومنسى ولد آمون. وآمون ولد
يوشيا.
11- ويوشيا ولد يكنيا واخوته زمن السبي الى بابل.
12- وبعد السبي الى بابل يكنيا ولد شالتئيل.
وشالتيئيل ولد زربابل.
13- وزربابل ولد ابيهود. وابيهود ولد الياقيم.
والياقيم ولد عازور.
14- وعازور ولد صادوق. وصادوق ولد اخيم. واخيم ولد
اليود.
15- واليود ولد اليعازر. واليعازر ولد متان. ومتان
ولد يعقوب.
16- ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي ولدت يسوع الذي
يدعى المسيح.
17- فمجموع الاجيال من ابراهيم الى داود اربعة عشر
جيلا. ومن داود الى سبـي بابل اربعة عشر جيلا. ومن
سبـي بابل الى المسيح اربعة عشر جيلا.
18- وهذه سيرة ميلاد يسوع المسيح: كانت امه مريم
مخطوبة ليوسف، فتبين قبل ان تسكن معه انها حبلى من
الروح القدس.
19- وكان يوسف رجلا صالحا فما اراد ان يكشف امرها،
فعزم على ان يتركها سرا.
20- وبينما هو يفكر في هذا الامر، ظهر له ملاك الرب.
في الحلم وقال له: "يا يوسف ابن داود، لا تخف ان
تاخذ مريم امراة لك. فهي حبلى من الروح القدس،
21- وستلد ابنا تسميه يسوع، لانه يخلص شعبه من
خطاياهم".
22- حدث هذا كله ليتم ما قال الرب بلسان النبـي:
23- "ستحبل العذراء، فتلد ابنا يدعى "عمانوئيل"، اي
الله معنا.
24- فلما قام يوسف من النوم، عمل بما امره ملاك الرب.
فجاء بامراته الى بيته،
25- ولكنه ما عرفها حتى ولدت ابنها فسماه يسوع.
|
2 |
40 |
انجيل
متى |
002 |
الرب
1- ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية، على عهد
الملك هيرودس، جاء الى اورشليم مجوس. من المشرق
2- وقالوا: "اين هو المولود، ملك اليهود؟ راينا نجمه
في المشرق، فجئنا لنسجد له".
3- وسمع الملك هيرودس، فاضطرب هو وكل اورشليم.
4- فجمع كل رؤساء الكهنة ومعلمي الشعب وسالهم: "اين
يولد المسيح؟"
5- فاجابوا: "في بيت لحم اليهودية، لان هذا ما كتب
النبـي:
6- "يا بيت لحم، ارض يهوذا، ما انت الصغرى في مدن
يهوذا، لان منك يخرج رئيس يرعى شعبـي اسرائيل".
7- فدعا هيرودس المجوس سرا وتحقق منهم متى ظهر النجم،
8- ثم ارسلهم الى بيت لحم وقال لهم: "اذهبوا وابحثوا
جيدا عن الطفل. فاذا وجدتموه، فاخبروني حتى اذهب انا
ايضا واسجد له".
9- فلما سمعوا كلام الملك انصرفوا. وبينما هم في
الطريق اذا النجم الذي راوه في المشرق، يتقدمهم حتى
بلغ المكان الذي فيه الطفل فوقف فوقه.
10- فلما راوا النجم فرحوا فرحا عظيما جدا،
11- ودخلوا البيت فوجدوا الطفل مع امه مريم. فركعوا
وسجدوا له، ثم فتحوا اكياسهم واهدوا اليه ذهبا
وبخورا ومرا.
12- وانذرهم الله في الحلم ان لا يرجعوا الى هيرودس،
فاخذوا طريقا آخر الى بلادهم.
13- وبعدما انصرف المجوس، ظهر ملاك الرب ليوسف في
الحلم وقال له: "قم، خذ الطفل وامه واهرب الى مصر
واقم فيها، حتى اقول لك متى تعود، لان هيرودس سيبحث
عن الطفل ليقتله".
14- فقام يوسف واخذ الطفل وامه ليلا ورحل الى مصر.
15- فاقام فيها الى ان مات هيرودس، ليتم ما قال الرب
بلسان النبـي: "من مصر دعوت ابني".
16- فلما راى هيرودس ان المجوس استهزاوا به، غضب جدا
وامر بقتل.كل طفل في بيت لحم وجوارها، من ابن سنتين
فما دون ذلك، حسب الوقت الذي تحققه من المجوس،
17- فتم ما قال النبـي ارميا:
18- "صراخ سمعفي الرامة، بكاء ونحيب كثير، راحيل
تبكي على اولادها ولا تريد ان تــتعزى، لانهم زالوا
عن الوجود".
19- ولم? مات هيرودس ظهر ملاك الرب ليوسف في الحلم،
وهو في مصر
20- وقال له: "قم، خذ الطفل وامه وارجـــع الى ارض
اسرائيل، لان الذين ارادوا ان يقتلوه ماتوا".
21- فقام واخذ الطفل وامه ورجع الى ارض اسرائيل.
22- لكنه سمع ان ارخيلاوس يملك على اليهودية خلفا
لابيه هيرودس، فخاف ان يذهب اليها. فانذره الله في
الحلم، فلجا الى الجليل.
23- وجاء الى مدينة اسمها الناصرة فسكن فيها، ليـتم
ما قال الانبياء: "يدعى ناصريا".
|
3 |
40 |
انجيل
متى |
003 |
الرب
1- وفي تلك الايام جاء يوحنا المعمدان يبشر في برية
اليهودية
2- فيقول: "توبوا، لان ملكوت السماوات اقترب!"
3- ويوحنا هو الذي عناه النبـي اشعيا بقوله: "صوت
صارخ في البرية: هيئوا طريق الرب واجعلوا سبله
مستقيمة".
4- وكان يوحنا يلبس ثوبا من وبر الجمال، وعلى وسطه
حزام من جلد، ويقتات من الجراد والعسل البري.
5- وكان الناس يخرجون اليه من اورشليم وجميع
اليهودية وكل الارجاء المحيطة بالاردن.
6- ليعمدهم في نهر الاردن، معترفين بخطاياهم.
7- وراى يوحنا ان كثيرا من الفريسيـين والصدوقيـين
يجيئون اليه ليعتمدوا، فقال لهم: "يا اولاد الافاعي،
من علمكم ان تهربوا من الغضب الآتي؟
8- اثمروا ثمرا يبرهن على توبتكم،
9- ولا تقولوا لانفسكم: ان ابانا هو ابراهيم. اقول
لكم: ان الله قادر ان يجعل من هذه الحجارة ابناء
لابراهيم.
10- ها هي الفاس على اصول الشجر. فكل شجرة لا تعطي
ثمرا جيدا تقطع وترمى في النار.
11- انا اعمدكم بالماء من اجل التوبة، واما الذي
يجيء بعدي فهو اقوى مني، وما انا اهل لان احمل حذاءه.
هو يعمدكم بالروح القدس والنار،
12- وياخذ مذراته. بيده وينقي بيدره، فيجمع القمح في
مخزنه ويحرق التبن بنار لا تنطفئ.
13- وجاء يسوع من الجليل الى الاردن ليتعمد على يد
يوحنا.
14- فمانعه يوحنا وقال له: "انا احتاج ان اتعمد على
يدك، فكيف تجيء انت الي
15- فاجابه يسوع: "ليكن هذا الآن، لاننا به نــتمم
مشيئة الله.". فوافقه يوحنا.
16- وتعمد يسوع وخرج في الحال من الماء. وانفتحت
السماوات له، فراى روح الله يهبط كانه حمامة وينزل
عليه.
17- وقال صوت من السماء: "هذا هو ابني الحبيب الذي
به رضيت".
|
4 |
40 |
انجيل
متى |
004 |
الرب
1- وقاد الروح القدس يسوع الى البرية ليجربه ابليس.
2- فصام اربعين يوما واربعين ليلة حتى جاع.
3- فدنا منه المجرب وقال له: "ان كنت ابن الله، فقل
لهذه الحجارة ان تصير خبزا".
4- فاجابه: "يقول الكتاب: ما بالخبز وحده يحيا
الانسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله".
5- واخذه ابليس الى المدينة المقدسة، فاوقفه على
شرفة الهيكل
6- وقال له: "ان كنت ابن الله فالق بنفسك الى الاسفل،
لان الكتاب يقول: يوصي ملائكته بك، فيحملونك على
ايديهم لئلا تصدم رجلك بحجر".
7- فاجابه يسوع: "يقول الكتاب ايضا: لا تجرب الرب
الهك".
8- واخذه ابليس الى جبل عال جدا، فاراه جميع ممالك
الدنيا ومجدها
9- وقال له: "اعطيك هذا كله، ان سجدت لي وعبدتني".
10- فاجابه يسوع: "ابتعد عني يا شيطان! لان الكتاب
يقول: للرب الهك تسجد، واياه وحده تعبد".
11- ثم تركه ابليس، فجاء بعض الملائكة يخدمونه.
12- وسمع يسوع باعتقال يوحنا، فرجع الى الجليل.
13- ثم ترك الناصرة وسكن في كفرناحوم على شاطـىء بحر
الجليل في بلاد زبولون ونفتالي،
14- ليتم ما قال النبـي اشعيا:
15- "يا ارض زبولون وارض نفتالي، على طريق البحر،
عبر الاردن، يا. جليل. الامم!
16- الشعب الجالس في الظلام راى نورا ساطعا،
والجالسون في ارض الموت وظلاله اشرق عليهم النور".
17- وبدا يسوع من ذلك الوقت يبشر فيقول: "توبوا، لان
ملكوت السماوات اقترب".
18- وكان يسوع يمشي على شاطئ بحر الجليل، فراى اخوين
هما سمعان الملقب ببطرس واخوه اندراوس يلقيان الشبكة
في البحر، لانهما كانا صيادين.
19- فقال لهما: "اتبعاني، اجعلكما صيادي بشر".
20- فتركا شباكهما في الحال وتبعاه.
21- وسار من هناك فراى اخوين آخرين، هما يعقوب بن
زبدي واخوه يوحنا، مع ابيهما زبدي في قارب يصلحان
شباكهما، فدعاهما اليه.
22- فتركا القارب واباهما في الحال وتبعاه.
23- وكان يسوع يسير في انحاء الجليل، يعلم في
المجامع ويعلن انجيل الملكوت ويشفي الناس من كل مرض
وداء.
24- فانتشر صيته في سورية كلها، فجاؤوا اليه بجميع
المصابين باوجاع وامراض متنوعة: من مصروعين ومقعدين
والذين بهم شياطين، فشفاهم.
25- فتبعته جموع كبيرة من الجليل والمدن العشر
واورشليم واليهودية وعبر الاردن.
|
5 |
40 |
انجيل
متى |
021 |
الرب
1- ولما قربوا من اورشليم ووصلوا الى بيت فاجي عند
جبل الزيتون، ارسل يسوع اثنين من تلاميذه،
2- وقال لهما: "اذهبا الى القرية التي امامكما، تجدا
اتانا مربوطة وجحشها معها، فحلا رباطهما وجيئا بهما
الي.
3- وان قال لكما احد شيئا، فاجيبا: "السيد محتاج
اليهما، وسيعيدهما في الحال".
4- وكان هذا لـيــتم ما قال النبـي:
5- ."قولوا لابنة صهيون: ها هو ملكك قادم اليك وديعا
راكبا على اتان وجحش ابن اتان".
6- فذهب التلميذان وفعلا ما امرهما به يسوع
7- وجاءا بالاتان والجحش. ثم وضعا عليهما ثوبيهما،
فركب يسوع.
8- وبسط كثير من الناس ثيابهم على الطريق، وقطع
آخرون اغصان الشجر وفرشوا بها الطريق.
9- وكانت الجموع التي تتقدم يسوع والتي تتبعه تهتف:
"المجد لابن داود! تبارك الآتي باسم الرب! المجد في
العلى!"
10- ولما دخل يسوع اورشليم ضجت المدينة كلها وسالت:
"من هذا؟"
11- فاجابت الجموع: "هذا هو النبـي يسوع من ناصرة
الجليل".
12- .ودخل يسوع الهيكل وطرد جميع الذين يبـيعون
ويشترون فيه، فقلب مناضد الصيارفة ومقاعد باعة
الحمام،
13- وقال لهم: "جاء في الكتاب: بيتي بيت الصلاة،
وانتم جعلتموه مغارة لصوص!"
14- وجاء اليه العرج والعميان وهو في الهيكل فشفاهم.
15- فغضب رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة عندما راوا
المعجزات التي صنعها، وغاظهم هتاف الاولاد في الهيكل:
"المجد لابن داود!"
16- فقالوا له: "اتسمع ما يقول هؤلاء؟" فاجابهم: "نعم،
اما قراتم هذه الآية: من افواه الصغار والاطفال
اخرجت كلام الحمد؟"
17- ثم تركهم وخرج من المدينة الى بيت عنيا وبات
فيها.
18- وبينما هو راجـــع الى المدينة في الصباح، احس
بالجوع
19- فجاء الى شجرة تـين رآها على جانب الطريق، فما
وجد عليها غير الورق. فقال لها: "لن تثمري الى الابد!"
فيبست التينة في الحال.
20- وراى التلاميذ ما جرى، فتعجبوا وقالوا: "كيف
يبست التينة في الحال?"
21- فاجابهم يسوع: "الحق اقول لكم: لو كنتم تؤمنون
ولا تشكون، لفعلتم بهذه التينة مثلما فعلت، لا بل
كنتم اذا قلتم لهذا الجبل: قم وانطرح في البحر، يكون
لكم ذلك.
22- فكل شيء تطلبونه وانتم تصلون بايمان، تنالونه".
23- ودخل يسوع الهيكل. وبينما هو يعلم، جاء اليه
رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب وقالوا له: "باية سلطة
تعمل هذه الاعمال؟ ومن اعطاك هذه السلطة؟"
24- فاجابهم يسوع: "وانا اسالكم سؤالا واحدا، ان
اجبتموني عنه، قلت لكم باية سلطة اعمل هذه الاعمال:
25- من اين ليوحنا سلطة المعمودية؟ من السماء ام من
الناس?"
فقالوا في انفسهم: "ان قلنا من الله، يجيبنا: فلماذا
ما آمنتم به؟
26- وان قلنا من الناس، نخاف الشعب، لانهم كلهم
يعدون يوحنا نبـيا".
27- فاجابوا يسوع: "لا نعرف". فقال لهم: "وانا لا
اقول لكم باية سلطة اعمل هذه الاعمال".
28- وقال يسوع: "ما رايكم؟ كان لرجل ابنان. فجاء الى
الاو? وقال له: يا ابني، اذهب اليوم واعمل.في كرمي.
29- فاجابه: لا اريد. ولكن? ندم بعد حين وذهب الى
الكرم.
30- وجاء الى الابن الآخر وطلب منه ما طلبه من الاو?،
فاجابه: انا ذاهب، يا سيدي! ولكن? ما ذهب.
31- فايهما عمل ارادة ابـيه؟" قالوا: "الاول". فقال
لهم يسوع: "الحق اقول لكم: جباة الضرائب والزواني
يسبقونكم الى ملكوت الله.
32- جاءكم يوحنا المعمدان سالكا طريق الحق فما آمنتم
به وآمن به جباة الضرائب والزواني. وانتم رايتم ذلك،
فما ندمتم ولو بعد حين فتـؤمنوا به".
33- "اسمعوا مثلا آخر: غرس رجل كرما، فسيجه وحفر فيه
معصرة وبنى برجا وسلمه الى بعض الكرامين وسافر.
34- فلما جاء يوم القطاف، ارسل خدمه اليهم لياخذوا
ثمره.
35- فامسك الكرامون خدمه وضربوا واحدا منهم، وقتلوا
غيره، ورجموا الآخر.
36- فارسل صاحب الكرم خدما غيرهم اكثر عددا من
الاولين، ففعلوا بهم ما فعلوه بالاولين.
37- وفي آخر الامر ارسل اليهم ابنه وقال: سيهابون
ابني.
38- فلما راى الكرامون الابن قالوا في ما بينهم: ها
هو الوارث! تعالوا نقتله وناخذ ميراثه!
39- فامسكوه ورموه في خارج الكرم وقتلوه.
40- فماذا يفعل صاحب الكرم بهؤلاء الكرامين عند
رجوعه؟"
41- قالوا له: "يقتل هؤلاء الاشرار قتلا ويسلم الكرم
الى كرامين آخرين يعطونه الثمر في حينه".
42- فقال لهم يسوع: "اما قراتم في الكتب المقدسة:
الحجر الذي رفضه البناؤون صار راس الزاوية؟ هذا ما
صنعه الرب، فيا للعجب!
43- لذلك اقول لكم: سياخذ الله ملكوته منكم ويسلمه
الى شعب يجعله يثمر.
44- من وقع على هذا الحجر تهشم. ومن وقع هذا الحجر
عليه سحقه".
45- فلما سمع رؤساء الكهنة والفريسيون هذين المثلين
من يسوع، فهموا انه قال هذا الكلام عليهم.
46- فارادوا ان يمسكوه، ولكنهم خافوا من الجموع
لانهم كانوا يعدونه نبـيا.
|
6 |
40 |
انجيل
متى |
022 |
الرب
1- وعاد يسوع الى مخاطبة الجموع بالامثال، فقال:
2- "يشبه ملكوت السماوات ملكا اقام وليمة في عرس
ابنه.
3- فارسل خدمه يستدعي المدعوين الى الوليمة، فرفضوا
ان يجيئوا.
4- فارسل خدما آخرين ليقولوا للمدعوين: اعددت وليمتي
وذبحت ابقاري وعجولي المسمنة وهيات كل شيء، فتعالوا
الى العرس!
5- ولكنهم تهاونوا، فمنهم من خرج الى حقله، ومنهم من
ذهب الى تجارته،
6- والآخرون امسكوا خدمه وشتموهم وقتلوهم.
7- فغضب الملك وارسل جنوده، فاهلك هؤلاء القتلة
واحرق مدينتهم.
8- ثم قال لخدمه: الوليمة مهياة ولكن المدعوين غير
مستحقين،
9- فاخرجوا الى مفارق الطرق وادعوا الى الوليمة كل
من تجدونه.
10- فخرج الخدم الى الشوارع وجمعوا من وجدوا من
اشرار.? وصالحين، فامتلات قاعة العرس بالمدعوين.
11- فلما دخل الملك ليرى المدعوين، وجد رجلا لا يلبس
ثـياب العرس. فقال له:
12- كيف دخلت الى هنا، يا صديقي، وانت لا تلبس ثـياب
العرس? فسكت الرجل.
13- فقال الملك للخدم: اربطوا يديه ورجليه واطرحوه
خارجا في الظلام فهناك البكاء وصريف الاسنان.
14- لان المدعوين كثيرون، واما المختارون فقليلون".
15- وذهب الفريسيون وتشاوروا كيف يمسكون يسوع بكلمة.
16- فارسلوا اليه بعض تلاميذهم وبعض الهيرودسيـين
يقولون له: "يا معلم، نعرف انك صادق، تعلم بالحق
طريق الله، ولا تبالي باحد، لانك لا تراعي مقام
الناس.
17- فقل لنا: ما رايك؟ ايحل لنا ان ندفع الجزية الى
القيصر ام لا؟"
18- فعرف يسوع مكرهم، فقال لهم: "يا مراؤون! لماذا
تحاولون ان تحرجوني؟
19- اروني نقد الجزية!" فناولوه دينارا.
20- فقال لهم: "لمن هذه الصورة وهذا الاسم؟"
21- قالوا: "للقيصر!" فقال لهم: "ادفعوا، اذا، الى
القيصر ما للقيصر، والى الله ما لله!"
22- فتعجبوا مما سمعوه، وتركوه ومضوا.
23- وفي ذلك اليوم جاء الى يسوع بعض الصدوقيـين، وهم
الذين ينكرون القـيامة، وسالوه:
24- "يا معلم، قال موسى: ان مات رجل لا ولد له،
فليتزوج اخوه امراته ليقيم نسلا لاخيه.
25- وكان عندنا سبعة اخوة، فتزوج الاول ومات من غير
نسل، فترك امراته لاخيه.
26- ومثله الثاني والثالث حت? السابــــــع.
27- ثم ماتت المراة من بعدهم جميعا.
28- فلاي واحد منهم تكون زوجة في القيامة؟ لانها
كانت لهم جميعا".
29- فاجابهم يسوع: "انتم في ضلال، لا.?كم .تجهلون.
الكتب المقدسة وقدرة الله.
30- ففي القـيامة لا يتزاوجون، بل يكونون مثل ملائكة
في السماء.
31- واما قيامة الاموات، افما قراتم ما قال الله لكم:
32- انا الــه ابراهيم، والــه اسحق، والــه يعقوب؟
وما كان الله الــه اموات، بل الــه احياء".
33- وسمع الجموع هذا الكلام، فتعجبوا من تعليمه.
34- وعلم الفريسيون ان يسوع اسكت الصدوقيـين،
فاجتمعوا معا.
35- فساله واحد منهم، وهو من علماء الشريعة، ليحرجه:
36- "يا معلم، ما هي اعظم وصية في الشريعة؟"
37- فاجابه يسوع: "احب الر? الهك بكل قلبك، وبكل
نفسك، وبكل عقلك.
38- هذه هي الوصية الاولى والعظمى.
39- والوصية الثانـية مثلها: احب قريبك مثلما تحب
نفسك.
40- على هاتين الوصيـتين تقوم الشريعة كلها وتعاليم
الانبـياء".
41- وبينما الفريسيون مجتمعون سالهم يسوع:
42- "ما قولكم في المسيح؟ ابن من هو؟" قالوا له: "ابن
داود!"
43- قال لهم: "اذا، كيف يدعوه داود ربا، وهو يقول
بوحي من الروح:
44- قال الرب لربـي: اجلس عن يميني حت? اجعل اعداءك
تحت قدميك.
45- فاذا كان داود يدعو المسيح ربا، فكيف يكون
المسيح ابنه؟"
46- فما قدر احد ان يجيبه بكلمة، ولا تجرا احد من
ذلك اليوم ان يساله عن شيء.
|
7 |
40 |
انجيل
متى |
023 |
الرب
1- وخاطب يسوع الجموع وتلاميذه،
2- قال: "معلمو الشريعة والفريسيون على كرسي موسى
جالسون،
3- فافعلوا كل ما يقولونه لكم واعملوا به. ولكن لا
تعملوا مثل اعمالهم، لانهم يقولون ولا يفعلون:
4- يحزمون احمالا ثقيلة شاقة الحمل ويلقونها على
اكتاف الناس، ولكنهم لا يحركون اصبعا تعينهم على
حملها.
5- وهم لا يعملون عملا الا لـيشاهدهم الناس: يجعلون
عصائبهم عريضة على جباههم وسواعدهم، ويطولون اطراف
ثـيابهم،
6- ويحبون مقاعد الشرف في الولائم ومكان الصدارة في
المجامـع
7- والتحيات في الاسواق، وان يدعوهم الناس: يـا معلم.
8- اما انتم فلا تسمحوا بان يدعوكم احد: يا معلم،
لانـكم كلكم اخوة ولكم معلم واحد.
9- ولا تدعوا احدا على الارض يا ابانا، لان لكم ابا
واحدا هو الآب السماوي.
10- ولا تسمحوا بان يدعوكم احد: يا سيد، لان لكم
سيدا واحدا هو المسيح.
11- وليكن اكبركم خادما لكم.
12- فمن يرفع نفسه ينخفض، ومن يخفض نفسه يرتفـع.
13- الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون!
تغلقون ملكوت السماوات في وجوه الناس، فلا انتم
تدخلون، ولا تتركون الداخلين يدخلون.
14- [الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون
المراؤون! تاكلون بيوت الارامل وانتم تظهرون انـكم
تطيلون الصلاة، سينـالكم اشد العقاب].
15- الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون!
تقطعون البحر والبـر لتكسبوا واحدا الى ديانتكم،
فاذا نجحتم، جعلتموه يستحق جهنم ضعف ما انتم تستحقون!
16- . الويل لكم ايها القادة العميان! تقولون: من
حلف بالهيكل لا يلتزم بـيمينه، ولكن من حلف بذهب
الهيكل يلتزم بـيمينه.
17- فايما اعظم، ايها الجهال العميان؟ الذهب ام
الهيكل الذي قدس الذهب؟
18- وتقولون: من حلف بالمذبح لا يلتزم بـيمينه، ولكن
من حلف بالقربان الذي على المذبح يلتزم بـيمينه.
19- فايما اعظم، ايها العميان؟ القربان ام المذبح
الذي يقدس القربان؟
20- اما ترون ان الذي يحلف بالمذبح يحلف به وبكل ما
عليه،
21- والذي يحلف بالهيكل يحلف به وبالله الساكن فيه،
22- والذي يحلف بالسماء يحلف بعرش الله وبالجالس
عليه؟
23- الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون!
تعطون العشر من النعنع والصعتر والكمون، ولكنـكم
تهملون اهم ما في الشريعة: العدل والرحمة والصدق،
وهذا ما كان يجب عليكم ان تعملوا به من دون ان
تهملوا ذاك.
24- ايها القادة العميان! تصفون الماء من البعوضة،
ولكنـكم تبتلعون الجمل.
25- الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون!
تطهرون ظاهر الكاس والصحن، وباطنهما ممتلـئ بما
حصلتم عليه بالنهب والطمع.
26- ايها الفريسي الاعمى! طهر اولا باطن الوعاء،
فيصير الظاهر مثله طاهرا.
27- الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون!
انتم كالقبور المبـيضة، ظاهرها جميل وباطنها ممتلئ~
بعظام الموتى وبكل فساد.
28- وانتم كذلك، تظهرون للناس صالحين وباطنكم كله
رياء وشر.
29- .الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون
المراؤون! تبنون قبور الانبـياء وتـزينون مدافن
الاتقياء،
30- وتقولون: لو عشنا في زمن آبائنا، لما شاركناهم
في سفك دم الانبـياء.
31- فتشهدون على انفسكم بانـكم ابناء الذين قتلوا
الانبـياء.
32- فتمموا انتم ما بدا به آباؤكم.
33- ايها الحيات اولاد الافاعي! كيف ستهربون من عقاب
جهنم؟
34- لذلك سارسل اليكم انبـياء وحكماء ومعلمين، فمنهم
من تقتلون وتصلبون، ومنهم من تجلدون في مجامعكم
وتطاردون من مدينة الى مدينة،
35- حت? ينزل بكم العقاب على سفك كل دم بريء على
الارض، من دم هابـيل الصديق الى دم زكريا بن برخيا
الذي قتلتموه بين المذبح وبيت الله.
36- الحق اقول لكم: هذا كله سيقع على هذا الجيل!
37- "اورشليم، اورشليم! يا قاتلة الانبـياء وراجمة
المرسلين اليها. كم مرة اردت ان اجمع ابناءك، مثلما
تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، فما اردتم.
38- وها هو بيتكم متروك لكم خرابا.
39- اقول لكم: لن تروني الا يوم تهتفون: تبارك الآتي
باسم الرب".
|
8 |
40 |
انجيل
متى |
027 |
الرب
1- ولما طلع الصبح، تشاور جميع رؤساء الكهنة وشيوخ
الشعب على يسوع ليقتلوه.
2- ثم قيدوه واخذوه واسلموه الى الحاكم بـيلاطس.
3- فلما راى يهوذا الذي اسلم يسوع انهم حكموا عليه،
ندم ورد الثلاثين من الفضة الى رؤساء الكهنة والشيوخ،
4- وقال لهم: "خطئت حين اسلمت دما بريئا". فقالوا له:
"ما علينا؟ د.بر انت امرك".
5- فرمى يهوذا الفضة في الهيكل وانصرف، ثم ذهب وشنق
نفسه.
6- فاخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا: "هذه ثمن دم،
فلا يحل لنا ان نضعها في صندوق الهيكل".
7- فاتـفقوا ان يشتروا بها حقل الخزاف ليجعلوه مقبرة
للغرباء.
8- ولهذا يسميه الناس حقل الدم الى هذا اليوم.
9- فتم ما قاله النبـي ارميا: "واخذوا الثلاثين من
الفضة، وهي ما اتفق بعض بني اسرائيل على ان يكون
ثمنه،
10- ودفعوها ثمنا لحقل الخزاف. هكذا امرني الرب".
11- ووقف يسوع امام الحاكم فساله الحاكم: "اانت ملك
اليهود؟" فاجابه يسوع: "انت قلت".
12- وكان رؤساء الكهنة والشيوخ يتهمونه، فلا يجيب
بشيء.
13- فقال له بـيلاطس: "اما تسمع ما يشهدون به عليك؟"
14- فما اجابه يسوع عن شيء، حت? تعجب الحاكم كثيرا.
15- وكان من عادة الحاكم في كل عيد ان يطلق واحدا من
السجناء يختاره الشعب.
16- وكان عندهم في ذلك الحين سجين شهير اسمه يشوع
باراباس.
17- فلما تجمهر الناس سالهم بـيلاطس: "من تريدون ان
اطلق لكم: يشوع باراباس ام يسوع الذي يقال له المسيح؟"
18- وكان بـيلاطس يعرف انهم من حسدهم اسلموا يسوع.
19- وبينما بـيلاطس على كرسـي القضاء، ارسلت اليه
امراته تقول: "اياك وهذا الرجل الصالـح، لاني تالمت
الليلة في الحلم كثيرا من اجله".
20- لكن رؤساء الكهنة والشيوخ حرضوا الجموع على ان
يطلبوا باراباس ويقتلوا يسوع.
21- فلما سالهم الحاكم: "ايهما تريدون ان اطلق لكم؟"
اجابوا: "باراباس!"
22- فقال لهم بـيلاطس: "وماذا افعل بـيسوع الذي يقال
له المسيح؟" فاجابوا كلهم: "اصلبه!"
23- قال لهم: "واي شر فعل؟" فارتفع صياحهم: "اصلبه!"
24- فلما راى بـيلاطس ?نه ما استفاد شيئا، بل اشتد
الاضطراب، اخذ ماء وغسل يديه امام الجموع وقال: "انا
بريء من دم هذا الــــرجل! د.بروا انتم امره".
25- فاجاب الشعب كله: "دمه علينا وعلى اولادنا!"
26- فاطلق لهم باراباس، اما يسوع فجلد.ه واسلمه
لـــيصلب.
27- فاخذ جنود الحاكم يسوع الى قصر الحاكم وجمعوا
الكتيبة كلها،
28- فنزعوا عنه ثيابه والبسوه ثوبا قرمزيا،
29- وضفروا اكليلا من شوك ووضعوه على راسه، وجعلوا
في يمينه قصبة، ثم ركعوا امامه واستهزاوا به فقالوا:
"السلام عليك يا ملك اليهود!"
30- وامسكوا القصبة واخذوا يضربونه بها على راسه وهم
يبصقون عليه.
31- وبعدما استهزاوا به نــزعوا عنه الثوب القرمزي،
والبسوه ثيابه وساقوه ليصلب.
32- وبينما هم خارجون من المدينة صادفوا رجلا من
قيرين اسمه سمعان، فسخروه ليحمل صليب يسوع.
33- ولما وصلوا الى المكان الذي يقال له الجلجثة، اي
"موضع الجمجمة"
34- اعطوه خمرا ممزوجة بالمر، فلما ذاقها رفض ان
يشربها.
35- فصلبوه واقترعوا على ثيابه واقتسموها.
36- وجلسوا هناك يحرسونه.
37- ووضعوا فوق راسه لافتة مكتوبا فيها سبب الحكم
عليه: "هذا يسوع، ملك اليهود".
38- وصلبوا معه لصين، واحدا عن يمينه وواحدا عن
شماله.
39- وكان المارة يهزون رؤوسهم ويشتمونه ويقولون:
40- "يا هادم الهيكل وبانـيه في ثلاثة ايام، ان كنت
ابن الله، فخلص نفسك وانزل_ ..عن الصليب".
41- وكان رؤساء الكهنة ومـعلمو الشريعة والشيوخ
يستهزئون به، فيقولون:
42- "خلص غيره، ولا يقدر ان يخلص نفسه! هو ملك
اسرائيل، فلينزل الآن عن الصليب لنؤمن به!
43- توكل على الله وقال: انا ابن الله، فلينقذه الله
الآن ان كان راضيا عنه".
44- وعيره اللصان المصلوبان معه ايضا، فقالا مثل هذا
الكلام.
45- وعند الظهر خيم على الارض كلها ظلام حت? الساعة
الثالثة.
46- ونحو الساعة الثالثة صرخ يسوع بصوت عظيم: "ايلي،
ايلي، لما شبقتاني؟" اي "الهي، الهي، لماذا تركتني؟"
47- فسمع بعض الحاضرين هناك، فقالوا: "ها هو ينادي
ايليا!"
48- واسرع واحد منهم الى اسفنجة، فبلــلها بالخل
ووضعها على طرف قصبة ورفعها اليه لـيشرب.
49- فقال له الآخرون: "انتظر لنرى هل يجيء ايليا
ليخلصه!"
50- وصرخ يسوع مرة ثانية صرخة قوية واسلم الروح.
51- فانشق حجاب الهيكل شطرين من اعلى الى اسفل.
وتزلزلت الارض وتشققت الصخور.
52- وانفتحت القبور،. فقامت اجساد كثير.? من
القديسين الراقدين.
53- وبعد قيامة يسوع، خرجوا من القبور ودخلوا الى
المدينة المقدسة وظهروا لكثير.? من الناس.
54- فلما راى القائد وجنوده الذين يحرسون يسوع
الزلزال وكل ما حدث، فزعوا وقالوا: "بالحقيقة كان
هذا الرجل ابن الله!"
55- وكان هناك كثير من النساء ينظرن عن بعد، وهن
اللواتي تبعن يسوع من الجليل ليخدمنه،
56- فيهن مريم المجدلية، ومريم ام يعقوب ويوسف، وام
ابني زبدي.
57- وجاء عند المساء رجل غنـي من الرامة اسمه يوسف،
وكان من تلاميذ يسوع.
58- فدخل على بـيلاطس وطلب جسد يسوع. فامر بـيلاطس
ان يسلموه اليه.
59- فاخذ يوسف جسد يسوع ولفه في كفن نظيف،
60- ووضعه في قبر جديد كان حفره لنفسه في الصخر، ثم
دحرج حجرا كبـيرا على باب القبر ومضى.
61- وكانت مريم المجدلية، ومريم الاخرى، جالستين
تجاه القبر.
62- وفي الغد، اي بعد التهيئة للسبت، ذهب رؤساء
الكهنة والفريسيون الى بـيلاطس
63- وقالوا له: "تذكرنا، يا سيد، ان .ذلك الدجال قال
وهو حي: ساقوم بعد ثلاثة ايـام.
64- فاصدر امرك بحراسة القبر الى اليوم الثالث،
لـئلا يجيء تلاميذه ويسرقوه ويقولوا للشعب: قام من
بين الاموات، فتكون هذه الخدعة شرا من الاولى".
65- فقال لهم بـيلاطس: "عندكم حرس، فاذهبوا واحتاطوا
كما ترون".
66- فذهبوا واحتاطوا على القبر، فختموا الحجر
واقاموا عليه حرسا.
|
9 |
40 |
انجيل
متى |
028 |
الرب
1- ولما مضى السبت وطلع فجر الاحد، جاءت مريم
المجدلية ومريم الاخرى لزيارة القبر.
2- وفجاة وقع زلزال عظيم، حين نــزل ملاك الرب من
السماء ودحرج الحجر عن باب القبر وجلس عليه.
3- وكان منظره كالبرق وثوبه ابـيض كالثلج.
4- فارتعب الحرس لما راوه وصاروا مثل الاموات.
5- فقال الملاك للمراتين: "لا تخافا. انا اعرف انكما
تطلبان يسوع المصلوب.
6- ما هو هنا، لانه قام كما قال. تقدما وانظرا
المكان الذي كان موضوعا فيه.
7- واذهبا في الحال الى تلاميذه وقولا لهم: قام من
بين الاموات، وها هو يسبقكم الى الجليل، وهناك ترونه.
ها انا قلت لكما".
8- فتركت المراتان القبر مسرعتين وهما في خوف وفرح
عظيمين، وذهبتا تحملان الخبر الى التلاميذ.
9- فلاقاهما يسوع وقال: "السلام عليكما". فتقدمتا
وامسكتا بقدميه وسجدتا له.
10- فقال لهما يسوع: "لا تخافا! اذهبا وقولا لاخوتي
ان يمضوا الى الجليل، فهناك يرونني.
11- وبينما هما ذاهبتان رجع بعض الحرس الى المدينة
واخبروا رؤساء الكهنة بكل ما حدث.
12- فاجتمع رؤساء الكهنة والشيوخ، وبعدما تشاوروا
رشوا الجنود بمال كثير،
13- وقالوا لهم: "اشيعوا بين الناس ان تلاميذ يسوع
جاؤوا ليلا وسرقوه ونحن نائمون.
14- واذا سمع الحاكم هذا الخبر، فنحن نرضيه ونرد
الاذى عنكم".
15- فاخذ الحرس المال وعملوا كما قالوا لهم. فانتشرت
هذه الرواية بين اليهود الى اليوم.
16- اما التلاميذ الاحد عشر، فذهبوا الى الجليل، الى
الجبل، مثلما امرهم يسوع.
17- فلما راوه سجدوا له، ولكن بعضهم شكوا.
18- فدنا منهم يسوع وقال لهم: "نلت كل سلطان في
السماء والارض.
19- فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم، وعمدوهم باسم الآب
والابن والروح القدس،
20- وعلموهم ان يعملوا بكل ما اوصيتكم به، وها انا
معكم طوال الايام، الى انقضاء الدهر".
|
10 |
41 |
انجيل
مرقس |
001 |
الرب
1- بشارة يسوع المسيح ابن الله،
2- بدات كما كتب النبـي اشعيا: »ها انا ارسل رسولي
قدامك ليهيـئ طريقك
3- صوت صارخ في البرية: هيئوا طريق الرب، واجعلو
سبله مستقيمة«.
4- فظهر يوحنا المعمدان في البرية يدعو الناس الى
معمودية التوبة لتغفر خطاياهم.
5- وكانوا يخرجون اليه من جميع بلاد اليهودية
واورشليم فيعمدهم في نهر الاردن، معترفين بخطاياهم.
6- وكان يوحنا يلبس ثوبا من وبر الجمال، وعلى وسطه
حزام من جلد، ويقتات من الجراد والعسل البري.
7- وكان يبشر فيقول: «يجيء بعدي من هو اقوى مني. من
لا احسب نفسي اهلا لان انحني واحل رباط حذائه.
8- انا عمدتكم بالماء، واما هو فيعمدكم بالروح القدس«.
9- وفي تلك الايام جاء يسوع من النـاصرة التي في
الجليل، وتعمد على يد يوحنا في نهر الاردن.
10- ولما صعد يسوع من الماء راى السماوات تنفتـح
والروح القدس ينزل عليه كانه حمامة.
11- وقال صوت من السماء: «انت ابني الحبـيب، بك رضيت«.
12- واخرجه الروح القدس الى البرية،
13- فاقام فيها اربعين يوما يجربه الشيطان. وكان
هناك مع الوحوش. وكانت تخدمه الملائكة.
14- وبعد اعتقال يوحنا، جاء يسوع الى الجليل يعلن
بشارة الله،
15- فيقول: «تم الزمان واقترب ملكوت الله. فتوبوا
وآمنوا بالانجيل«.
16- وبينما هو يمشي على شاطئ بحر الجليل، راى صيادين
هما سمعان واخوه اندراوس يلقيان الشبكة في البحر،
17- فقال لهما يسوع: «اتبعاني اجعلكما صيادي بشر«.
18- فتركا شباكهما في الحال وتبعاه.
19- ومشى قليلا، فراى يعقوب بن زبدي واخاه يوحنا،
وهما في القارب يصلحان شباكهما.
20- فما ان دعاهما، حتى تركا اباهما زبدي في القارب
مع معاونيه وتبعاه.
21- وجاؤوا الى كفرناحوم، فدخل المجمع في السبت واخذ
يعلم.
22- فتعجبوا من تعليمه، لانه كان يعلمهم مثل من له
سلطان، لا مثل معلمي الشريعة.
23- وكان في المجمع رجل فيه روح نجس، فاخذ يصيح:
24- »ما لنا ولك، يا يسوع النـاصري؟ اجئت لتهلكنا؟
انا اعرف من انت: انت قدوس الله!«
25- فانتهره يسوع، قال: «اخرس واخرج من الرجل!«
26- فصرعه الروح النجس، وصرخ صرخة قوية وخرج منه.
27- فتعجب الناس كلهم وتساءلوا: «ما هذا؟ اتعليم
جديد يلقى بسلطان؟ حتى الارواح النجسة يامرها فتطيعه!«
28- وذاع صيت يسوع في جميع انحاء الجليل.
29- ولما خرج من المجمع، جاء مع يعقوب ويوحنا الى
بـيت سمعان واندراوس.
30- وكانت حماة سمعان طريحة الفراش بالحمى، فاخبروه
عنها.
31- فدنا منها وامسك يدها وانهضها. فتركتها الحمى
واخذت تخدمهم.
32- وعند المساء، بعد غروب الشمس، حمل الناس اليه
جميع المرضى والذين فيهم شياطين.
33- وتجمع اهل المدينة كلهم على الباب،
34- فشفى كثيرا من المصابـين بمختلف الامراض، وطرد
كثيرا من الشياطين، ومنع الشياطين ان تتكلم لانها
عرفته.
35- وقام قبل طلوع الفجر، فخرج وذهب الى مكان مقفر،
واخذ يصلي هناك.
36- فبحث عنه سمعان ورفاقه،
37- ولما وجدوه قالوا له: «جميع الناس يطلبونك!«
38- فقال لهم: «تعالوا نذهب الى القرى المجاورة
لابشر فيها ايضا، لاني لهذا خرجت«.
39- وطاف في انحاء الجليل، يبشر في مجامعهم ويطرد
الشياطين.
40- وجاءه ابرص يتوسل اليه، فسجد وقال له: «ان اردت
طهرتني«.
41- فاشفق عليه يسوع ومد يده ولمسه وقال له: «اريد،
فاطهر!«
42- فزال عنه البرص في الحال وطهر.
43- فانتهره يسوع وصرفه،
44- بعدما قال له: «اياك ان تخبر احدا بشيء. ولكن
اذهب الى الكاهن واره نفسك، ثم قدم عن شفائك ما امر
به موسى، شهادة عندهم«.
45- ولكن الرجل انصرف واخذ يذيع الخبر وينشره في كل
مكان. حتى تعذر على يسوع ان يدخل علانية الى اية
مدينة. فاقام في اماكن مقفرة. وكان النـاس يجيئون
اليه من كل مكان.
|
11 |
41 |
انجيل
مرقس |
005 |
الرب
1- ووصلوا الى الشـاطئ الآخر من بحر الجليل، في
ناحية الجراسيـين.
2- ولما نزل من القارب استقبله رجل خرج من المقابر،
وفيه روح نجس.
3- وكان يقيم هناك، ولا يقدر احد ان يربطه حتى
بسلسلة.
4- فكثيرا ما ربطوه بالقيود والسلاسل، فكان يقطع
السلاسل ويكسر القيود، ولا يقوى احد على ضبطه.
5- وكان طوال الليل والنهار في المقابر والجبال يصرخ
ويجرح جسده بالحجارة.
6- فلما شاهد يسوع عن بعد، اسرع اليه وسجد له
7- وصاح باعلى صوته: «ما لي ولك، يا يسوع ابن الله
العلي؟ استحلفك بالله، لا تعذبني!«
8- لان يسوع قال له: «ايها الروح النجس اخرج من هذا
الرجل!«
9- فساله يسوع: «ما اسمك؟« فاجاب: «اسمي جيش، لاننا
كثيرون«.
10- وتوسل كثيرا الى يسوع ان لا يطرد الارواح النجسة
منه الى خارج المنطقة.
11- وكان هناك قطيع كبـير من الخنازير يرعى قرب
الجبل.
12- فتوسلت الارواح النجسة الى يسوع بقولها: «ارسلنا
الى تلك الخنازير لندخل فيها«.
13- فاذن لها. فخرجت الارواح النجسة ودخلت في
الخنازير. فاندفع القطيع من المنحدر الى البحر،
وعدده نحو الفين، فغرق فيه.
14- وهرب الرعاة ونشروا الخبر في المدينة والقرى،
فخرج النـاس ليروا ما جرى.
15- فلما وصلوا الى يسوع، شاهدوا الرجل الذي كان فيه
جيش من الشياطين جالسا هناك لابسا سليم العقل.
فاستولى عليهم الخوف.
16- فاخبرهم الشهود بما جرى للرجل الذي كانت فيه
الشياطين وبما اصاب الخنازير.
17- فطلبوا الى يسوع ان يرحل عن ديارهم.
18- وبينما هو يركب القارب، طلب اليه الذي كانت فيه
الشياطين ان ياخذه معه.
19- فما اذن له، بل قال له: «ارجــع الى بيتك والى
اهلك واخبرهم بما عمل الرب لك وكيف رحمك«.
20- فذهب الرجل واخذ ينادي في المدن العشر بما عمل
يسوع له، وكان جميع النـاس يتعجبون.
21- وعبر يسوع في القارب الى الشـاطئ المقابل، فتجمع
حوله على الشـاطئ جمهور كبـير.
22- وجاء رجل من رؤساء المجمع اسمه يايرس. فلما راى
يسوع وقع على قدميه،
23- وتوسل اليه كثيرا بقوله: «ابنتي الصغيرة على
فراش الموت! تعال وضع يدك عليها، فتشفى وتحيا!«
24- فذهب معه وتبعه جمع كبـير يزحمه من كل جانب.
25- وكانت هناك امراة مصابة بنزف الدم من اثنتي عشرة
سنة،
26- عالجها اطباء كثيرون، وانفقت كل ما تملك، فما
استفادت شيئا، لا بل صارت من سيـئ الى اسوا.
27- فلما سمعت باخبار يسوع، دخلت بين الجموع من خلف
ولمست ثوبه،
28- لانها قالت في نفسها: «يكفي ان المس ثيابه لاشفى«.
29- فانقطع نزف دمها في الحال، واحست في جسمها انها
شفـيت من دائها.
30- وشعر يسوع في الحال بقوة خرجت منه. فالتفت الى
الجموع وقال: «من لمس ثيابـي؟«
31- فقال له تلاميذه: «ترى النـاس يزحمونك وتسال: من
لمسني؟«
32- ولكنه نظر حوله ليرى التي فعلت ذلك.
33- وخافت المراة وارتعبت لعلمها بما جرى لها، فجاءت
وسجدت له واخبرته بالحقيقة كلها.
34- فقال لها: «يا ابنتي ايمانك شفاك. فاذهبـي بسلام،
وتعافي من دائك«.
35- وبينما يسوع يتكلم وصل رجال من دار رئيس المجمع
يقولون: «ماتت ابنتك، فلا حاجة الى ازعاج المعلم«.
36- فتجاهل يسوع كلامهم، وقال لرئيس المجمع: «لا تخف،
يكفي ان تؤمن«.
37- وما اذن لاحد ان يرافقه الا بطرس ويعقوب ويوحنا
اخا يعقوب.
38- ولما وصلوا الى دار رئيس المجمع، راى يسوع
الضجيج وبكاء النـاس وعويلهم.
39- فدخل وقال لهم: «لماذا تضجون وتبكون؟ ما ماتت
الصبـية، لكنها نائمة!«
40- فضحكوا عليه. فاخرجهم جميعا، ودخل بابـي الصبـية
وامها والذين كانوا معه الى حيث كانت الصبـية.
41- فاخذ بـيدها وقال لها: «طلـيثا قوم!« اي «يا
صبـية اقول لك: قومي!«
42- فقامت في الحال واخذت تمشي، وكانت ابنة اثنتي
عشرة سنة، ففي الحال تعجبوا كثيرا.
43- فاوصاهم يسوع بشدة ان لا يعلم احد بما حدث،
وامرهم ان يطعموها.
|
12 |
41 |
انجيل
مرقس |
011 |
الرب
1- ولما قربوا من اورشليم ووصلوا الى بيت فاجي وبيت
عنيا، عند جبل الزيتون، ارسل يسوع اثنين من تلاميذه
2- وقال لهما: «اذهبا الى القرية التي امامكما،
وحالما تدخلانها تجدان جحشا مربوطا ما ركب عليه احد،
فحلا رباطه وجيئا به.
3- وان سالكما احد: لماذا تفعلان هذا، فقولا: الرب
محتاج اليه، وسيعيده الى هنا في الحال«.
4- فذهب التلميذان فوجدا جحشا مربوطا عند باب على
الطريق، فحلا رباطه.
5- فسالهما بعض الذين كانوا هناك: «ما بالكما تحلان
رباط الجحش؟«
6- فقالا لهم كما اوصاهما يسوع، فتركوهما.
7- فجاء التلميذان بالجحش الى يسوع، ووضعا ثوبيهما
عليه فركبه.
8- وبسط كثير من النـاس ثيابهم على الطريق، وقطع
آخرون اغصانا من الحقول.
9- وكان الذين يتقدمون يسوع والذين يتبعونه يهتفون:
«المجد لله! تبارك الآتي باسم الرب.
10- تباركت المملكة الآتـية، مملكة ابـينا داود.
المجد في العلى!«
11- ودخل يسوع اورشليم والهيكل، ونظر كل شيء فيه.
وكان الوقت فات، فخرج الى بيت عنيا مع التلاميذ
الاثني عشر.
12- ولما خرجوا في الغد من بيت عنيا احس بالجوع.
13- وراى عن بعد شجرة تـين مورقة، فقصدها راجيا ان
يجد عليها بعض الثمر. فلما وصل اليها، ما وجد عليها
غير الورق، لان وقت التـين ما حان بعد.
14- فقال لها: «لا ياكل احد ثمرا منك الى الابد«.
وسمع تلاميذه ما قال.
15- وجاؤوا الى اورشليم، فدخل الهيكل واخذ يطرد
الذين يبـيعون ويشترون فيه. وقلب مناضد الصيارفة
ومقاعد باعة الحمام،
16- ومنع كل من يحمل بضاعة ان يمر من داخل الهيكل.
17- واخذ يعلمهم فيقول: «اما جاء في الكتاب: بيتي
بـيت صلاة لجميع الامم، وانتم جعلتموه مغارة لصوص؟«
18- وسمع رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة هذا الكلام،
فتشاوروا كيف يقتلونه، وكانوا يخافونه لان الشعب كله
كان معجبا بتعليمه.
19- وعند المساء خرجوا من المدينة.
20- وبينما هم راجعون في الصباح، راوا شجرة التين
يابسة من اصولها.
21- وتذكر بطرس كلام يسوع فقال له: «انظر، يا معلم!
التـينة التي لعنتها يبست«.
22- فقال لهم يسوع: «آمنوا بالله.
23- الحق اقول لكم: من قال لهذا الجبل: قم وانطرح في
البحر، وهو لا يشك في قلبه، بل يؤمن بان ما يقوله
سيكون، تم له ذلك.
24- ولهذا اقول لكم: كل ما تطلبونه في صلواتكم،
آمنوا بانكم نلتموه يتم لكم.
25- واذا قمتم للصلاة وكان لكم شيء على احد فاغفروا
له، حتى يغفر لكم ابوكم الذي في السماوات زلاتكم.
26- [وان كنتم لا تغفرون للآخرين، لا يغفر لكم ابوكم
الذي في السماوات زلاتكم«].
27- ورجعوا الى اورشليم. وبينما هو يتمشى في الهيكل،
جاء اليه رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة وشيوخ الشعب.
28- فقالوا له: «باية سلطة تعمل هذه الاعمال؟ بل من
اعطاك السلطة لتعملها؟«
29- فاجابهم يسوع: «وانا اسالكم سؤالا واحدا.
اجيبوني، فاقول لكم باية سلطة اعمل هذه الاعمال:
30- من اين ليوحنا سلطة المعمودية؟ امن السماء ام من
النـاس؟«
31- فقالوا في انفسهم: «ان قلنا من الله يقول:
فلماذا ما آمنتم به؟
32- فهل نقول من النـاس؟« لكنهم كانوا يخافون الشعب،
لان الشعب كله كان مقتنعا بان يوحنا نبـي.
33- فاجابوا يسوع: «لا نعرف!« فقال لهم يسوع: «وانا
لا اقول لكم باية سلطة اعمل هذه الاعمال«.
|
13 |
41 |
انجيل
مرقس |
012 |
الرب
1- واخذ يخاطبهم بامثال، قال: «غرس رجل كرما، فسيجه،
وحفر فيه معصرة وبنى برجا، وسلمه الى بعض الكرامين
وسافر.
2- فلما جاء يوم القطاف، ارسل خادما اليهم لياخذ
منهم حصته من ثمر الكرم.
3- فامسكوه وضربوه وارجعوه فارغ اليدين.
4- فارسل خادما آخر، وهذا رجمه الكرامون وضربوه على
راسه واهانوه وارجعوه.
5- فارسل آخر، وهذا قتلوه. ثم ارسل كثيرين غيرهم،
فضربوا منهم من ضربوا، وقتلوا من قتلوا.
6- فما بقـي للرجل سوى ابنه الحبـيب، فارسله اليهم
في آخر الامر وقال: سيهابون ابني.
7- لكن الكرامين قالوا في ما بينهم: ها هو الوارث.
تعالوا نقتله، فيعود الميراث الينا.
8- فامسكوه وقتلوه ورموه في خارج الكرم.
9- فماذا يفعل صاحب الكرم؟ يجيء ويقتل الكرامين
ويسلم الكرم الى غيرهم.
10- اما قراتم هذه الآية: الحجر الذي رفضه البنـاؤون
صار راس الزاوية؟
11- هذا ما صنعه الرب، فيا للعجب!«
12- فارادوا ان يمسكوه، لانهم فهموا انه قال هذا
المثل عليهم. ولكنهم خافوا من الجموع، فتركوه
وانصرفوا.
13- وارسلوا اليه جماعة من الفريسيـين والهيرودسيـين
ليمسكوه بكلمة،
14- فجاؤوا اليه وقالوا له: «يا معلم، نعرف انك صادق
لا تبالي باحد، لانك لا تراعي مقام النـاس، بل بالحق
تعلم طريق الله. ايحل دفع الجزية الى القيصر ام لا؟
اندفعها ام لا ندفعها؟«
15- فادرك يسوع مكرهم، فقال لهم: «لماذا تحاولون ان
تحرجوني؟ هاتوا دينارا لاراه«.
16- فاعطوه دينارا، فقال: «لمن هذه الصورة وهذا
الاسم؟« قالوا: «للقيصر!«
17- فقال لهم: «ادفعوا الى القيصر ما للقيصر، والى
الله ما لله«. فتعجبوا منه.
18- وجاء اليه بعض الصدوقيـين، وهم الذين ينكرون
القيامة،
19- فسالوه: «يا معلم، كتب لنا موسى: اذا مات لرجل
اخ وترك امراته وما خلف ولدا، فعلى اخيه ان يتزوجها
ويقيم نسلا لاخيه.
20- وكان هناك سبعة اخوة: تزوج الاول امراة، ومات
وما خلف نسلا.
21- فتزوجها الثاني، ومات وما خلف نسلا. وكذلك
الثالث والآخرون،
22- فما خلف احد من السبعة نسلا. ثم ماتت المراة من
بعدهم جميعا.
23- فلاي واحد منهم تكون زوجة في القيامة حين يقومون؟
لانها كانت زوجة للسبعة«.
24- فاجابهم يسوع: «انتم في ضلال، لانكم تجهلون
الـكتب المقدسة وقدرة الله.
25- ففي القـيامة لا يتزاوجون، بل يكونون مثل
الملائكة في السماوات.
26- واما ان الاموات يقومون، افما قراتم في كتاب
موسى خبر العليقة، كيف كلمه الله فقال: انا اله
ابراهيم، واله اسحق، واله يعقوب؟
27- وما كان اله اموات، بل هو اله احياء. فما اعظم
ضلالكم!«
28- وكان احد معلمي الشريعة هناك. فسمعهم يتجادلون.
وراى ان يسوع احسن الرد على الصدوقيـين، فدنا منه
وساله: «ما هي اولى الوصايا كلها؟«
29- فاجاب يسوع: «الوصية الاولى هي: اسمع يا اسرائيل،
الرب الهنا هو الرب الاحد.
30- فاحب الرب الهك بكل قلبك وكل نفسك وكل فكرك وكل
قدرتك.
31- والوصية الثانـية: احب قريبك مثلما تحب نفسك.
وما من وصية اعظم من هاتين الوصيتين«.
32- فقال له معلم الشريعة: «احسنت، يا معلم! فانت
على حق في قولك ان الله واحد ولا اله سواه،
33- وان يحبه الانسان بكل قلبه وكل فكره وكل قدرته،
وان يحب قريبه مثلما يحب نفسه، افضل من كل الذبائح
والقرابـين«.
34- وراى يسوع ان الرجل اجاب بحكمة، فقال له: «ما
انت بعيد عن ملكوت الله«. وما تجرا احد بعد ذلك ان
يساله عن شيء.
35- وبينما يسوع يعلم في الهيكل قال: «كيف يقول
معلمو الشريعة ان المسيح هو ابن داود؟
36- وداود نفسه قال بوحي من الروح القدس: قال الرب
لربـي: اجلس عن يميني حتى اجعل اعداءك تحت قدميك.
37- فداود نفسه يدعو المسيح ربا، فكيف يكون المسيح
ابنه؟«.
وكانت جموع النـاس تصغي الى يسوع بسرور.
38- وقال لهم في تعليمه: «اياكم ومعلمي الشريعة،
يحبون المشي بالثـياب الطويلة والتحيات في الساحات
39- ومكان الصدارة في المجامـع ومقاعد الشرف في
الولائم.
40- ياكلون بيوت الارامل، وهم يظهرون انهم يطيلون
الصلاة. هؤلاء ينالهم اشد العقاب«.
41- وجلس يسوع في الهيكل، تجاه صندوق التبرعات،
يراقب النـاس وهم يلقون فيه النقود. فالقى كثير من
الاغنياء نقودا كثيرة.
42- ثم جاءت ارملة فقيرة، فالقت في الصندوق درهمين.
43- فدعا تلاميذه وقال لهم: «الحق اقول لكم: هذه
الارملة الفقيرة القت في الصندوق اكثر مما القاه
الآخرون كلهم.
44- فهم القوا من الفائض عن حاجاتهم. واما هي، فمن
حاجتها القت كل ما تملك لمعيشتها«.
|
14 |
41 |
انجيل
مرقس |
013 |
الرب
1- ولما خرج من الهيكل، قال له واحد من تلاميذه: «يا
معلم، انظر ما اروع هذه الحجارة وهذه الابنـية!«
2- فاجابه يسوع: «اترى هذه الابنية العظيمة؟ لن يبقى
منها هنا حجر على حجر، بل يهدم كله«.
3- وبينما هو جالس في جبل الزيتون، تجاه الهيكل،
ساله بطرس ويعقوب ويوحنا واندراوس على انفراد:
4- »اخبرنا متى يحدث هذا الخراب، وما هي العلامة
التي تدل على قرب حدوثه؟«
5- فاجابهم يسوع: «اياكم ان يضلــلكم احد.
6- سيجيء كثير من النـاس منتحلين اسمي، فيقولون: انا
هو المسيح! ويخدعون اناسا كثيرين.
7- فاذا سمعتم بالحروب وباخبار الحروب فلا ترتعبوا،
لان هذا لا بد ان يحدث، ولكن لا تكون هي الآخرة.
8- ستقوم امة على امة ومملكة على مملكة، وتقع
الزلازل في اماكن كثيرة، وتحدث مجاعات، وهذا كله بدء
الاوجاع.
9- واما انتم، فكونوا على حذر. سيسلمونكم الى
المحاكم، ويضربونكم في المجامـع، ويسوقونكم الى
الحكام والملوك من اجلي لتشهدوا عندهم،
10- لانه يجب قبل الآخرة اعلان البشارة الى جميع
الشعوب.
11- وعندما ياخذونكم ليسلموكم لا تهتموا من قبل كيف
تتكلمون، بل تكلموا بما يوحى اليكم في حينه، لان
الروح القدس هو المتكلم لا انتم.
12- سيسلم الاخ اخاه الى الموت، والاب ابنه، ويتمرد
الابناء على الآباء ويقتلونهم،
13- ويبغضكم جميع النـاس من اجل اسمي. ومن يثبت الى
النـهاية يخلص.
14- واذا رايتم «نجاسة الخراب« قائمة حيث يجب ان لا
تكون، (افهم هذا ايها القارئ)، فليهرب الى الجبال من
كان في اليهودية.
15- ومن كان على السطح، فلا ينزل الى البيت لياخذ
منه شيئا.
16- ومن كان في الحقل، فلا يرجـع لياخذ ثوبه.
17- الويل للحبالى والمرضعات في تلك الايام.
18- صلوا حتى لا يحدث هذا الخراب في الشتاء،
19- فستنزل في تلك الايام نكبة ما حدث مثلها منذ بدء
العالم الذي خلقه الله الى اليوم، ولن يحدث.
20- ولولا ان الرب جعل تلك الايام قصيرة، لما نجا
احد من البشر. ولكن من اجل خاصته الذين اختارهم قصر
تلك الايام.
21- فاذا قال لكم احد: ها هو المسيح هنا! او ها هو
هناك! فلا تصدقوه.
22- فسيظهر مسحاء دجالون وانبـياء كذابون يعملون
آيات ومعجزات، ولو امكنهم لضللوا الذين اختارهم الله.
23- فكونوا انتم على حذر. ها انا انباتكم بكل شيء.
24- وفي تلك الايام، بعد زمن الضـيق، تظلم الشـمس
ولا يضيء القمر.
25- وتتساقط النجوم من السماء وتتزعزع قوات السماء.
26- وفي ذلك الحين يرى النـاس ابن الانسان آتــيا في
السحاب بكل عزة وجلال.
27- فيرسل ملائكته الى جهات الرياح الاربع ليجمعوا
مختاريه من اقصى الارض الى اقصى السماء.
28- خذوا من شجرة التين عبرة: اذا لانت اغصانها
واورقت، عرفتم ان الصيف قريب.
29- وكذلك اذا رايتم هذا كله يحدث، فاعلموا ان الوقت
قريب على الابواب.
30- الحق اقول لكم: لن ينقضي هذا الجيل حتى يتم هذا
كله.
31- السماء والارض تزولان وكلامي لن يزول.
32- واما ذلك اليوم او تلك الساعة فلا يعرفهما احد،
لا الملائكة في السماء ولا الابن، الا الآب.
33- فكونوا على حذر واسهروا، لانكم لا تعرفون متى
يجيء الوقت.
34- وذلك كمثل رجل سافر وترك بيته وسلمه الى خدمه،
كل واحد وعمله، واوصى البواب بالسهر.
35- فاسهروا، لانكم لا تعرفون متى يجيء رب البيت،
افي المساء ام في منتصف الليل ام عند صياح الديك ام
في الصباح،
36- لئلا يجيء فجاة فيجدكم نياما.
37- وما قلته لكم اقوله لجميع النـاس: اسهروا!«
|
15 |
41 |
انجيل
مرقس |
016 |
الرب
1- ولما مضى السبت، اشترت مريم المجدلية، ومريم ام
يعقوب، وسالومة، بعض الطيب ليذهبن ويسكبنه على جسد
يسوع.
2- وفي صباح يوم الاحد، عند طلوع الشمس، جئن الى
القبر.
3- وكان يقول بعضهن لبعض: «من يدحرج لنا الحجر عن
باب القبر؟«
4- فلما تطلعن وجدن الحجر مدحرجا، وكان كبـيرا جدا.
5- فدخلن القبر، فراين شابا جالسا عن اليمين، عليه
ثوب ابـيض، فارتعبن.
6- فقال لهن: «لا ترتعبن! انتن تطلبن يسوع النـاصري
المصلوب. ما هو هنا، بل قام. وهذا هو المكان الذي
وضعوه فيه.
7- فاذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس: هو يسبقكم الى
الجليل، وهناك ترونه كما قال لكم«.
8- فخرجن من القبر هاربات من شدة الحيرة والفزع. وما
اخبرن احدا بشيء لانهن كن خائفات.
9- [وبعدما قام يسوع في صباح الاحد، ظهر اولا لمريم
المجدلية التي اخرج منها سبعة شياطين.
10- فذهبت واخبرت تلاميذه، وكانوا ينوحون ويبكون،
11- فما صدقوها عندما سمعوا انه حي وانها راته.
12- وظهر يسوع بعد ذلك بهيئة اخرى لاثنين من
التلاميذ وهما في الطريق الى البرية.
13- فرجعا واخبرا الآخرين، فما صدقوهما.
14- وظهر آخر مرة لتلاميذه الاحد عشر، وهم يتناولون
الطعام، فلامهم على قلة ايمانهم وقساوة قلوبهم،
لانهم ما صدقوا الذين شاهدوه بعدما قام.
15- وقال لهم: «اذهبوا الى العالم كله، واعلنوا
البشارة الى النـاس اجمعين.
16- كل من يؤمن ويتعمد يخلص، ومن لا يؤمن يهلك.
17- والذين يؤمنون تساندهم هذه الآيات: يطردون
الشياطين باسمي، ويتكلمون بلغات جديدة،
18- ويمسكون بايديهم الحيات. وان شربوا السم لا
يصيبهم اذى، ويضعون ايديهم على المرضى فيشفونهم«.
19- وبعدما كلم الرب يسوع تلاميذه، رفـع الى السماء
وجلس عن يمين الله.
20- واما التلاميذ، فذهبوا يبشرون في كل مكان، والرب
يعينهم ويؤيد كلامهم بما يسانده من الآيات].
|
16 |
42 |
انجيل
لوقا |
001 |
الرب
1- لان كثيرا من النـاس اخذوا يدونون رواية الاحداث
التي جرت بيننا،
2- كما نقلها الينا الذين كانوا من البدء شهود عيان
وخداما للكلمة،
3- رايت انا ايضا، بعدما تتبعت كل شيء من اصوله
بتدقيق، ان اكتبها اليك، يا صاحب العزة ثاوفيلس، حسب
ترتيبها الصحيح،
4- حتى تعرف صحة التعليم الذي تلقيته.
5- كان في ايام هيرودس ملك اليهودية كاهن من فرقة
ابـيا اسمه زكريا، له زوجة من سلالة هرون اسمها
اليصابات.
6- وكان زكريا واليصابات صالحين عند الله، يتبعان
جميع احكامه ووصاياه، ولا لوم عليهما.
7- وما كان لهما ولد، لان اليصابات كانت عاقرا،
وكانت هي وزكريا كبـيرين في السن.
8- وبينما زكريا يتناوب الخدمة مع فرقته ككاهن امام
الله،
9- القيت القرعة، بحسب التقليد المتبع عند الكهنة،
فاصابته ليدخل هيكل الرب ويحرق البخور.
10- وكانت جموع الشعب تصلي في الخارج عند احراق
البخور.
11- فظهر له ملاك الرب واقفا عن يمين مذبح البخور.
12- فلما رآه زكريا اضطرب وخاف.
13- فقال له الملاك: «لا تخف يا زكريا، لان الله سمع
دعاءك وستلد لك امراتك اليصابات ابنا تسميه يوحنا.
14- وستفرح به وتبتهـج، ويفرح بمولده كثير من النـاس،
15- لانه سيكون عظيما عند الرب، ولن يشرب خمرا ولا
مسكرا، ويمتلـئ من الروح القدس وهو في بطن امه،
16- ويهدي كثيرين من بني اسرائيل الى الرب الههم،
17- ويسير امام الله بروح ايليا وقوته، ليصالـح
الآباء مع الابناء ويرجـع العصاة الى حكمة الابرار،
فيهيـئ للرب شعبا مستعدا له«.
18- فقال زكريا للملاك: «كيف يكون هذا وانا شيخ
كبـير وامراتي عجوز؟«
19- فاجابه الملاك: «انا جبرائيل القائم في حضرة
الله، وهو ارسلني لاكلمك واحمل اليك هذه البشرى.
20- لكنك ستصاب بالخرس، فلا تقدر على الكلام الى
اليوم الذي يحدث فيه ذلك، لانك ما آمنت بكلامي،
وكلامي سيتم في حينه«.
21- وكانت الجموع تنتظر زكريا وتتعجب من ابطائه في
داخل الهيكل.
22- فلما خرج، كان لا يقدر ان يكلمهم، ففهموا انه
راى رؤيا في داخل الهيكل. وكان يخاطبهم بالاشارة،
وبقي اخرس.
23- فلما انتهت ايام خدمته رجع الى بيته.
24- وبعد مدة حبلت امراته اليصابات، فاخفت امرها
خمسة اشهر. وكانت تقول:
25- »هذا ما اعطاني الرب يوم نظر الي ليزيل عني
العار من بين النـاس«.
26- وحين كانت اليصابات في شهرها السادس، ارسل الله
الملاك جبرائيل الى بلدة في الجليل اسمها النـاصرة،
27- الى عذراء اسمها مريم، كانت مخطوبة لرجل من بيت
داود اسمه يوسف.
28- فدخل اليها الملاك وقال لها: «السلام عليك، يا
من انعم الله عليها. الرب معك«.
29- فاضطربت مريم لكلام الملاك وقالت في نفسها: «ما
معنى هذه التحية؟«
30- فقال لها الملاك: «لا تخافي يا مريم، نلت حظوة
عند الله:
31- فستحبلين وتلدين ابنا تسمينه يسوع.
32- فيكون عظيما وابن الله العلي يدعى، ويعطيه الرب
الاله عرش ابـيه داود،
33- ويملك على بيت يعقوب الى الابد، ولا يكون لملكه
نهاية!«
34- فقالت مريم للملاك: «كيف يكون هذا وانا عذراء لا
اعرف رجلا؟«
35- فاجابها الملاك: «الروح القدس يحل عليك، وقدرة
العلي تظلـلك، لذلك فالقدوس الذي يولد منك يدعى ابن
الله.
36- ها قريبـتك اليصابات حبلى بابن في شيخوختها،
وهذا هو شهرها السادس، وهي التي دعاها النـاس عاقرا.
37- فما من شيء غير ممكن عند الله«.
38- فقالت مريم: «انا خادمة الرب: فليكن لي كما تقول«.
ومضى من عندها الملاك.
39- وفي تلك الايام، قامت مريم واسرعت الى مدينة
يهوذا في جبال اليهودية.
40- ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات.
41- فلما سمعت اليصابات سلام مريم، تحرك الجنين في
بطنها، وامتلات اليصابات من الروح القدس،
42- فهتفت باعلى صوتها: «مباركة انت في النساء
ومبارك ابنك ثمرة بطنك!
43- من انا حتى تجيء الي ام ربـي؟
44- ما ان سمعت صوت سلامك حتى تحرك الجنين من الفرح
في بطني.
45- هنيئا لك، يا من آمنت بان ما جاءها من عند الرب
سيتم«.
46- فقالت مريم: »تعظم نفسي الرب
47- وتبتهـج روحي بالله مخلصي
48- لانه نظر الي، انا خادمته الوضيعة! جميع الاجيال
ستهنئني
49- لان القدير صنع لي عظائم. قدوس اسمه
50- ورحمته من جيل الى جيل للذين يخافونه.
51- اظهر شدة ساعده فبدد المتكبرين في قلوبهم.
52- انزل الجبابرة عن عروشهم ورفع المتضعين.
53- اشبع الجياع من خيراته وصرف الاغنياء فارغين.
54- اعان عبده اسرائيل فتذكر رحمته،
55- كما وعد آباءنا، لابراهيم ونسله الى الابد«.
56- واقامت مريم عند اليصابات نحو ثلاثة اشهر، ثم
رجعت الى بيتها.
57- وجاء وقت اليصابات لتلد، فولدت ابنا.
58- وسمع جيرانها واقاربها ان الله غمرها برحمته،
ففرحوا معها.
59- ولما بلغ الطفل يومه الثـامن، جاؤوا ليختنوه.
وارادوا ان يسموه زكريا باسم ابـيه،
60- فقالت امه: «لا، بل نسميه يوحنا«.
61- فقالوا: «لا احد من عشيرتك تسمى بهذا الاسم«.
62- وسالوا اباه بالاشارة ماذا يريد ان يسمى الطفل،
63- فطلب لوحا وكتب عليه: «اسمه يوحنا«. فتعجبوا
كلهم.
64- وفي الحال انفتح فمه وانطلق لسانه فتكلم ومجد
الله.
65- فملا الخوف جميع الجيران.
66- وكان كل من يسمع بها يحفظها في قلبه قائلا: «ما
عسى ان يكون هذا الطفل؟« لان يد الرب كانت معه.
67- وامتلا ابوه زكريا من الروح القدس، فتنبا قال:
68- »تبارك الرب، اله اسرائيل لانه تفقـد شعبه
وافتداه،
69- فاقام لنا مخلصا قديرا في بيت عبده داود
70- كما وعد من قديم الزمان بلسان انبـيائه القديسين
71- خلاصا لنا من اعدائنا، ومن ايدي جميع مبغضينا،
72- ورحمة منه لآبائنا وذكرا لعهده المقدس
73- وللقسم الذي اقسمه لابراهيم ابـينا
74- بان يخلصنا من اعدائنا، حتى نعبده غير خائفين،
75- في قداسة وتقوى عنده طوال ايام حياتنا.
76- وانت، ايها الطفل، نبـي العلي تدعى، لانك تتقدم
الرب لتهيـئ الطريق له
77- وتعلـم شعبه ان الخلاص هو في غفران خطاياهم.
78- لان الهنا رحيم رؤوف يتفقدنا مشرقا من العلى
79- ليضيء للقاعدين في الظلام وفي ظلال الموت ويهدي
خطانا في طريق السلام«.
80- وكان الطفل ينمو ويتقوى في الروح. واقام في
البرية الى ان ظهر لبني اسرائيل.
|
17 |
42 |
انجيل
لوقا |
002 |
الرب
1- وفي تلك الايام امر القيصر اوغسطس باحصاء سكان
الامبراطورية.
2- وجرى هذا الاحصاء الاول عندما كان كيرينـيوس
حاكما في سورية.
3- فذهب كل واحد الى مدينته ليكتتب فيها.
4- وصعد يوسف من الجليل من مدينة النـاصرة الى
اليهودية الى بيت لحم مدينة داود، لانه كان من بيت
داود وعشيرته،
5- ليكتتب مع مريم خطيبته، وكانت حبلى.
6- وبينما هما في بيت لحم، جاء وقتها لتلد،
7- فولدت ابنها البكر وقمطته واضجعته في مذود، لانه
كان لا محل لهما في الفندق.
8- وكان في تلك النـاحية رعاة يبـيتون في البرية،
يتناوبون السهر في الليل على رعيتهم.
9- فظهر ملاك الرب لهم، واضاء مجد الرب حولهم فخافوا
خوفا شديدا.
10- فقال لهم الملاك: «لا تخافوا! ها انا ابشركم
بخبر عظيم يفرح له جميع الشعب:
11- ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح
الرب.
12- واليكم هذه العلامة: تجدون طفلا مقمطا مضجعا في
مذود«.
13- وظهر مع الملاك بغتة جمهور من جند السماء،
يسبحون الله ويقولون:
14- »المجد لله في العلى، وفي الارض السلام للحائزين
رضاه«.
15- ولما انصرف الملائكة عنهم الى السماء، قال
الرعاة بعضهم لبعض: «تعالوا نذهب الى بيت لحم لنرى
هذا الحدث الذي اخبرنا به الرب«.
16- وجاؤوا مسرعين، فوجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعا
في المذود.
17- فلما راوه اخبروا بما حدثهم الملاك عنه،
18- فكان كل من سمع يتعجب من كلامهم.
19- وحفظت مريم هذا كله وتاملته في قلبها.
20- ورجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما
سمعوا وراوا كما اخبرهم الملاك.
21- ولما بلغ الطفل يومه الثـامن، وهو يوم ختانه،
سمي يسوع، كما سماه الملاك قبلما حبلت به مريم.
22- ولما حان يوم طهورهما بحسب شريعة موسى، صعدا
بالطفل يسوع الى اورشليم ليقدماه للرب،
23- كما هو مكتوب في شريعة الرب: «كل بكر فاتح رحم
هو نذر للرب«،
24- وليقدما الذبـيحة التي تفرضها شريعة الرب: زوجي
يمام او فرخي حمام.
25- وكان في اورشليم رجل صالح تقي اسمه سمعان، ينتظر
الخلاص لاسرائيل، والروح القدس كان عليه.
26- وكان الروح القدس اوحى اليه انه لا يذوق الموت
قبل ان يرى مسيح الرب.
27- فجاء الى الهيكل بوحي من الروح. ولما دخل
الوالدان ومعهما الطفل يسوع ليؤديا عنه ما تفرضه
الشريعة،
28- حمله سمعان على ذراعيه وبارك الله وقال:
29- »يا رب، تممت الآن وعدك لي فاطلق عبدك بسلام.
30- عيناي راتا الخلاص
31- الذي هياته للشعوب كلها
32- نورا لهداية الامم ومجدا لشعبك اسرائيل«.
33- فتعجب ابوه وامه مما قاله سمعان فيه.
34- وباركهما سمعان وقال لمريم امه: «هذا الطفل
اختاره الله لسقوط كثير من النـاس وقـيام كثير منهم
في اسرائيل. وهو علامة من الله يقاومونها،
35- لتنكشف خفايا افكارهم. واما انت، فسيف الاحزان
سينفذ في قلبك«.
36- وكانت هناك نبـية كبـيرة في السن اسمها حنة ابنة
فنوئيل، من عشيرة آشير، تزوجت وهي بكر وعاشت مع
زوجها سبع سنوات،
37- ثم بقـيت ارملة فبلغت الرابعة والثمانين من
عمرها، لا تفارق الهيكل متعبدة بالصوم والصلاة ليل
نهار.
38- فحضرت في تلك الساعة وحمدت الله وتحدثت عن الطفل
يسوع مع كل من كان ينتظر من الله ان يفدي اورشليم.
39- ولما تمم يوسف ومريم كل ما تفرضه شريعة الرب،
رجعوا الى الجليل، الى مدينتهم النـاصرة.
40- وكان الطفل يسوع ينمو ويتقوى ويمتلئ بالحكمة،
وكانت نعمة الله عليه.
41- وكان والدا يسوع يذهبان كل سنة الى اورشليم في
عيد الفصح.
42- فلما بلغ يسوع الثـانية عشرة من عمره، صعدوا الى
اورشليم كعادتهم في العيد.
43- وبعدما انقضت ايام العيد واخذوا طريق العودة،
بقـي الصبـي يسوع في اورشليم، ووالداه لا يعلمان،
44- بل كانا يظنـان انه مع المسافرين. وبعد مسيرة
يوم اخذا يبحثان عنه عند الاقارب والمعارف،
45- فما وجداه. فرجعا الى اورشليم يبحثان عنه،
46- فوجداه بعد ثلاثة ايام في الهيكل، جالسا مع
معلمي الشريعة، يستمع اليهم ويسالهم.
47- وكان جميع سامعيه في حيرة من فهمه واجوبته.
48- ولما رآه والداه تعجبا. وقالت له امه: «يا ابني،
لماذا فعلت بنا هكذا؟ فابوك وانا تعذبنا كثيرا ونحن
نبحث عنك«.
49- فاجابهما: «ولماذا بحثتما عني؟ اما تعرفان انه
يجب ان اكون في بيت ابـي؟«
50- فما فهما معنى كلامه.
51- ورجع يسوع معهما الى النـاصرة، وكان مطيعا لهما.
وحفظت امه هذا كله في قلبها.
52- وكان يسوع ينمو في القامة والحكمة والنعمة عند
الله والنـاس.
|
18 |
42 |
انجيل
لوقا |
003 |
الرب
1- وفي السنة الخامسة عشرة من حكم القيصر طيباريوس،
حين كان بـيلاطس البنطـي حاكما في اليهودية، وهيرودس
واليا على الجليل، واخوه فيلبس واليا على ايطورية
وتراخونيتس، وليسانيوس واليا على ابـيلينة،
2- وحنان وقيافا رئيسين للكهنة، كانت كلمة الله الى
يوحنا بن زكريا في البرية،
3- فجاء الى جميع نواحي الاردن، يدعو النـاس الى
معمودية التوبة لتغفر لهم خطاياهم،
4- كما كتب النبـي اشعيا: »صوت صارخ في البرية:
هيئوا طريق الرب، واجعلوا سبله مستقيمة.
5- كل واد يمتلـئ وكل جبل وتل ينخفض والطرق المتعرجة
تستقيم والوعرة تصير سهلا
6- فيرى كل بشر خلاص الله!«
7- وكان يوحنا يقول للجموع الذين جاؤوا ليتعمدوا على
يده: «يا اولاد الافاعي، من علمكم ان تهربوا من
الغضب الآتي؟
8- اثمروا ثمرا يبرهن على توبتكم، ولا تقولوا
لانفسكم: ان ابانا هو ابراهيم! اقول لكم: ان الله
قادر ان يجعل من هذه الحجارة ابناء لابراهيم!
9- ها هي الفاس على اصول الشجر، فكل شجرة لا تعطي
ثمرا جيدا تقطع وترمى في النار«.
10- وساله الجموع: «ماذا نعمل؟«
11- اجابهم: «من كان له ثوبان، فليعط من لا ثوب له.
ومن عنده طعام، فليشارك فيه الآخرين«.
12- وجاء بعض جباة الضرائب ليتعمدوا، فقالوا له: «يا
معلم، ماذا نعمل؟«
13- فقال لهم: «لا تجمعوا من الضرائب اكثر مما فرض
لكم«.
14- وساله بعض الجنود: «ونحن، ماذا نعمل؟« فقال لهم:
«لا تظلموا احدا، ولا تشوا باحد، واقنعوا باجوركم«.
15- وكان النـاس ينتظرون المسيح، وهم يسالون انفسهم
عن يوحنا: «هل هو المسيح؟«
16- فقال لهم يوحنا: «انا اعمدكم بالماء، ويجيء الآن
من هواقوى مني، وما انا اهل لان احل رباط حذائه،
فيعمدكم بالروح القدس والنار،
17- وياخذ مذراته بيده، وينقي بيدره، فيجمع القمح في
مخزنه، ويحرق التبن بنار لا تنطفئ«.
18- وكان يوحنا يعظ الناس ويبشرهم باشياء اخرى كثيرة.
19- ولكنه وبخ الحاكم هيرودس لانه تزوج هيروديا
امراة اخيه وعمل كثيرا من السيئات،
20- فاضاف هيرودس الى سيئاته كلها انه حبس يوحنا في
السجن.
21- ولما تعمد الشعب كله، تعمد يسوع ايضا. وبينما هو
يصلي انفتحت السماء،
22- وحل الروح القدس عليه في صورة جسم كانه حمامة،
وجاء صوت من السماء يقول: «انت ابني الحبـيب بك رضيت«.
23- وكان يسوع في نحو الثلاثين من العمر عندما بدا
رسالته. وكان النـاس يحسبونه ابن يوسف، بن عالي،
24- بن متثاث، بن لاوي، بن ملكي، بن ينا، بن يوسف،
25- بن متاثـيا، بن عاموص، بن ناحوم، بن حسلي، بن
نجاي،
26- بن مآت، بن متاثيا، بن شمعي، بن يوسف، بن يهوذا،
27- بن يوحنا، بن ريسا، بن زربابل، بن شالتيئيل، بن
نيري،
28- بن ملكي، بن ادي، بن قوصم، بن المودام، بن عير،
29- بن يشوع، بن اليعازار، بن يوريم، بن متثاث، بن
لاوي،
30- بن شمعون، بن يهوذا، بن يوسف، بن يونان، بن
الياقيم،
31- بن مليا، بن مينان، بن متاثا. بن ناثان، بن داود،
32- بن يسى، بن عوبـيد، بن بوعز، بن شالح، بن نحشون،
33- بن عميناداب، بن ادمي، بن عرني، بن حصرون، بن
فارص، بن يهوذا،
34- بن يعقوب، بن اسحق، بن ابراهيم، بن تارح، بن
ناحور،
35- بن سروج، بن رعو، بن فالج، بن عابر، بن شالح،
36- بن قينان، بن ارفكشاد، بن سام، بن نوح، بن لامك،
37- بن متوشالـح، بن اخنوخ، بن يارد، بن مهللئيل، بن
قينان،
38- بن انوش، بن شيت، بن آدم، ابن الله.
|
19 |
42 |
انجيل
لوقا |
004 |
الرب
1- ورجع يسوع من نهر الاردن، وهو ممتلئ من الروح
القدس، فاقتاده الروح في البرية
2- اربعين يوما، وابليس يجربه، وما اكل شيئا في تلك
الايام حتى انقضت فجاع.
3- فقال له ابليس: «ان كنت ابن الله، فقل لهذا الحجر
ان يصير خبزا«.
4- فاجابه يسوع: «يقول الكتاب: ما بالخبز وحده يحيا
الانسان«.
5- واصعده ابليس الى جبل مرتفـع واراه في لحظة من
الزمن جميع ممالك العالم،
6- وقال له: «اعطيك هذا السلطان كله ومجد هذه
الممالك، لانني املكه وانا اعطيه لمن اشاء.
7- فان سجدت لي يكون كله لك«.
8- فاجابه يسوع: «يقول الكتاب: للرب الهك تسجد،
واياه وحده تعبد«.
9- واخذه ابليس الى اورشليم، واوقفه على شرفة الهيكل
وقال له: «ان كنت ابن الله، فالق بنفسك من هنا الى
الاسفل،
10- لان الكتاب يقول: يوصي الله ملائكته بك لـيحفظوك.
11- وهم يحملونك على ايديهم لئلا تصدم رجلك بحجر«.
12- فاجابه يسوع: «ولكن قـيل: لا تجرب الرب الهك«.
13- وبعدما جربه ابليس بكل تجربة، فارقه الى حين.
14- ورجع يسوع الى الجليل، وهو ممتلـئ بقوة الروح
القدس، فذاع صيته في جميع تلك الانحاء.
15- وكان يعلم في مجامعهم، فيمجدونه كلهم.
16- وجاء يسوع الى الناصرة حيث نشا، ودخل المجمع يوم
السبت على عادته، وقامليقرا.
17- فناولوه كتاب النبـي اشعيا، فلما فتح الكتاب وجد
المكان الذي ورد فيه:
18- »روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين،
ارسلني لانادي للاسرى بالحرية، وللعميان بعودة البصر
اليهم، لاحرر المظلومين
19- واعلن الوقت الذي فيه يقبل الرب شعبه«.
20- واغلق يسوع الكتاب واعاده الى خادم المجمع وجلس.
وكانت عيون الحـاضـريـن كلهم شاخصة اليه.
21- فاخذ يقول لهم: «اليوم تمت هذه الكلمات التي
تلوتها على مسامعكم«.
22- فشهدوا له كلهم، وتعجبوا من كلام النعمة الذي
يخرج من فمه، وقالوا: «اما هو ابن يوسف؟«
23- فقال لهم يسوع: «ستقولون لي هذا المثل: يا طبـيب
اشف نفسك: فاعمل هنا في وطنك ما سمعنا انك عملته في
كفرناحوم«.
24- وقال لهم: «الحق اقول لكم: لا يقبل نبـي في وطنه.
25- وبحق اقول لكم: نعم، كان في اسرائيل كثير من
الارامل في زمن ايليا، حين توقف المطر ثلاث سنوات
وستة اشهر، فحدثت مجاعة شديدة في البلاد كلها،
26- وما ارسل الله ايليا الى واحدة منهن، بل ارسله
الى ارملة في صرفة صيدا.
27- وكان في اسرائيل كثير من البرص في زمن النبـي
اليشع، فما طهر الله احدا منهم الا نعمان السوري«.
28- فلما سمع الحاضرون في المجمع هذا الكلام غضبوا
كثيرا.
29- فقاموا، واخرجوه الى خارج المدينة، وجاؤوا به
الى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه ليلقوه
منها.
30- لكنه مر من بينهم ومضى.
31- ونزل الى كفرناحوم، وهي مدينة في الجليل، واخذ
يعلم النـاس في السبت.
32- فتعجبوا كلهم من تعليمه، لانه كان يتكلم بسلطان.
33- وكان في المجمع رجل فيه روح شيطان نجس، فصاح
باعلى صوته:
34- »آه، ما لك ولنا، يا يسوع النـاصري؟ اجئت
لتهلكنا؟ انا اعرف من انت: انت قدوس الله!«
35- فانتهره يسوع، قال: «اخرس واخرج من الرجل!« فصرع
الشيطان الرجل في وسط المجمع وخرج منه، من غير ان
يصيبه باذى.
36- فاستغربوا كلهم، وقال بعضهم لبعض: ما هذا الكلام؟
بسلطان وقوة يامر الارواح النجسة فتخرج«.
37- وذاع صيته في تلك الانحاء كلها.
38- ثم ترك المجمع ودخل بيت سمعان. وكانت حماة سمعان
مصابة بحمى شديدة، فتوسلوا اليه من اجلها.
39- فدنا منها، وانتهر الحمى فتركتها، فقامت في
الحال واخذت تخدمهم.
40- وعند غروب الشمس، جاء النـاس بمرضاهم الى يسوع،
وكانوا مصابـين بعلل مختلفة، فوضع يديه على كل واحد
منهم وشفاه.
41- وخرجت الشياطين من مرضى كثيرين وهي تصرخ: «انت
ابن الله!« فكان يسوع ينتهرها ويمنعها من الكلام،
لانها عرفت انه المسيح.
42- وخرج يسوع في الصباح، فذهب الى مكان مقفر. وبحث
عنه النـاس، فلما وجدوه تمسكوا به لئلا يرحل عنهم.
43- فقال لهم: «يجب علي ان ابشر سائر المدن بملكوت
الله، لاني لهذا ارسلت«.
44- ومضى يـبشر في مجامع اليهودية.
|
20 |
42 |
انجيل
لوقا |
005 |
الرب
1- وكان يسوع على شاطئ بحيرة جنيسارت، فازدحم النـاس
عليه ليسمعوا كلام الله.
2- وراى قاربين راسيين عند الشـاطئ، خرج منهما
الصيادون ليغسلوا شباكهم.
3- فصعد الى واحد منهما، وكان لسمعان، وطلب منه ان
يبتعد قليلا عن البر. وجلس يسوع في القارب يعلم
الجموع.
4- ولما ختم كلامه، قال لسمعان: «سر الى العمق
والقوا شباككم للصيد«.
5- فاجابه سمعان: «تعبنا الليل كله، يا معلم، وما
اصطدنا شيئا. ولكني القي الشباك اجابة لطلبك«.
6- وفعلوا ذلك فامسكوا سمكا كثيرا، وكادت شباكهم
تتمزق.
7- فاشاروا الى شركائهم في القارب الآخر ان يجيئوا
ويساعدوهم. فجاؤوا وملاوا القاربين حتى كادا يغرقان.
8- فلما راى سمعان ما جرى وقع على ركبتي يسوع وقال:
«ابتعد عني، يا سيدي! انا رجل خاطـئ«.
9- وكان في دهشة هو ورفاقه كلهم لكثرة السمك الذي
اصطادوه.
10- ومثلهم يعقوب ويوحنا، ابنا زبدي وشريكا سمعان.
فقال يسوع لسمعان: «لا تخف! ستكون بعد اليوم صياد
بشر«.
11- ولما رجعوا بالقاربين الى البر، تركوا كل شيء
وتبعوا يسوع.
12- وبينما هو في احدى المدن، اذا برجل غطى جسده
البرص، فلما راى يسوع ارتمى على وجهه وتوسل اليه
بقوله: «يا سيدي، ان اردت فانت قادر ان تطهرني!«
13- فمد يسوع يده ولمسه وقال له: «اريد، فاطهر!«
فزال عنه البرص في الحال.
14- فاوصاه يسوع ان لا يخبر احدا، وقال له: «لكن
اذهب الى الكاهن واره نفسك، ثم قدم عن شفائك ما امر
به موسى، شهادة عندهم«.
15- وزاد صيت يسوع انتشارا، فاقبلت اليه جموع كبـيرة
لتسمعه وتشفى من امراضها.
16- ولكنه كان يعتزل في البراري لـيصلي.
17- وكان في احد الايام يعلم، وبين الحضور بعض
الفريسيـين ومعلمي الشريعة جاؤوا من جميع قرى الجليل
واليهودية ومن اورشليم. وكانت قدرة الرب تشفي المرضى
على يده.
18- وجاء بعض النـاس يحملون كسيحا على سرير، وحاولوا
ان يدخلوا به ليضعوه امامه.
19- فلما عجزوا عن الدخول لكثرة الزحام، صعدوا به
الى السطح وكشفوا مكانا فيه ودلوه مع فراشه الى وسط
المجلس قدام يسوع.
20- فلما راى يسوع ايمانهم، قال للكسيح: «يا رجل،
مغفورة لك خطاياك«.
21- فاخذ معلمو الشريعة والفريسيون يقولون في انفسهم:
«من هذا الذي ينطق بالتجديف؟ من يقدر ان يغفر
الخطايا الا الله وحده!«
22- فعرف يسوع افكارهم، فاجابهم: «ما هذه الافكار في
قلوبكم؟
23- ايما اسهل؟ ان يقال: مغفورة لك خطاياك، ام ان
يقال: قم وامش.
24- ساريكم ان ابن الانسان له سلطان على الارض ليغفر
الخطايا«. وقال للكسيح: «اقول لك: قم واحمل فراشك
واذهب الى بيتك!«
25- فقام الرجل في الحال بمشهد من الحاضرين، وحمل
فراشه وذهب الى بيته وهو يحمد الله.
26- فاستولت الحيرة عليهم كلهم، فمجدوا الله. وملاهم
الخوف، فقالوا: «اليوم راينا عجائب!«
27- وخرج يسوع بعد ذلك، فراى جابـيا للضرائب اسمه
لاوي، جالسا في بيت الجباية، فقال له يسوع: «اتبعني!«
28- فقام وترك كل شيء وتبعه.
29- واقام له لاوي وليمة كبـيرة في بـيته، حضرها عدد
كبـير من جباة الضرائب وغيرهم.
30- فقال الفريسيون ومعلمو الشريعة من اتباعهم
لتلاميذه متذمرين: «لماذا تاكلون وتشربون مع جباة
الضرائب والخاطئين؟«
31- فاجاب يسوع: «لا يحتاج الاصحاء الى طبـيب، بل
المرضى.
32- ما جئت لادعو الصالحين الى التوبة، بل الخاطئين«.
33- وقال بعضهم لـيسوع: «تلاميذ يوحنا يصومون ويصلون
كثيرا، ومثلهم تلاميذ الفريسيين، اما تلاميذك
فياكلون ويشربون!«
34- فاجابهم يسوع: «اتقدرون ان تجعلوا اهل العريس
يصومون، والعريس بينهم؟
35- ولكن يجيء وقت يرفع فيه العريس من بينهم، وفي
ذلك الوقت يصومون«.
36- وقال لهم هذا المثل: «ما من احد ينتزع قطعة من
ثوب جديد لترقيع ثوب عتيق، لئلا يشق الثوب الجديد
وتكون الرقعة التي انتزعها منه لا تلائم الثوب
العتيق.
37- وما من احد يضـع خمرا جديدة في اوعية جلد عتيقة،
لئلا تشق الخمر الجديدة هذه الاوعية، فتسيل الخمر
وتتلف الاوعية.
38- بل توضع الخمر الجديدة في اوعية جديدة،
39- وما من احد يشرب خمرا معتقة ثم يرغب في الخمر
الجديدة، لانه يقول:«الخمر المعتقة طيبة!«
|
21 |
42 |
انجيل
لوقا |
007 |
الرب
1- وبعدما القى يسوع الاقوال في مسامع النـاس، دخل
كفرناحوم.
2- وكان لاحد الضباط خادم مريض اشرف على الموت، وكان
عزيزا عليه.
3- فلما سمع بـيسوع، ارسل اليه بعض شيوخ اليهود
يساله ان يجيء ليشفـي خادمه.
4- فاقبلوا الى يسوع، والحوا عليه في القول: «هذا
الرجل يستحق ان تساعده،
5- لانه يحب شعبنا، وهو الذي بنى لنا المجمع«.
6- فذهب يسوع معهم. ولما اقترب من البيت ارسل اليه
الضـابط بعض اصحابه يقول له: «يا سيد، لا تزعـج نفسك.
انا لا استحق ان تدخل تحت سقف بيتي،
7- ولا احسب نفسي اهلا لان اجيء اليك، ولكن قل كلمة
فيشفى خادمي.
8- فانا مرؤوس ولي جنود تحت امري، اقول لهذا: اذهب!
فيذهب، وللآخر: تعال! فيجيء، ولخادمي: اعمل هذا،
فيعمل«.
9- فلما سمع يسوع هذا الكلام، تعجب منه والتفت الى
الذين يتبعونه وقال: «اقول لكم: ما وجدت مثل هذا
الايمان حتى في اسرائيل!«
10- ورجع رسل الضـابط الى البيت، فوجدوا ان الخادم
تعافى.
11- وفي الغد ذهب يسوع الى مدينة اسمها نايـين، ومعه
تلاميذه وجمهور كبـير.
12- فلما وصل الى باب المدينة، لقـي ميتا محمولا،
وهو الابن الاوحد لامه وهي ارملة. وكان يرافقها جمع
كبـير من اهالي المدينة.
13- فلما رآها الرب اشفق عليها وقال لها: «لا تبكي!«
14- ودنا من النعش ولمسه، فوقف حاملوه. فقال: «ايها
الشـاب، اقول لك: قم!«
15- فجلس الميت واخذ يتكلم، فسلمه الى امه.
16- فسيطر الخوف على الجميع، وقالوا وهم يمجدون الله:
«ظهر فينا نبـي عظيم، وتفقد الله شعبه!«
17- وانتشر هذا الخبر عن يسوع في اليهودية كلها وفي
جميع النواحي المجاورة لها.
18- وعرف يوحنا من تلاميذه كل هذه الامور،
19- فدعا اثنين منهم وارسلهما الى الرب ليسالاه: «هل
انت هو الآتي، او ننتظر آخر؟«
20- فجاء الرجلان الى يسوع وقالا له: «ارسلنا يوحنا
المعمدان لنسالك: هل انت هو الآتي، او ننتظر آخر؟«
21- فشفى يسوع في تلك الساعة كثيرا من المصابـين
بالامراض والعاهات والذين فيهم ارواح شريرة، واعاد
البصر الى كثيرين من العميان،
22- ثم قال للرسولين: «ارجعا واخبرا يوحنا بما
رايتما وسمعتما: العميان يبصرون، والعرج يمشون،
والبرص يطهرون، والصم يسمعون، والموتى يقومون،
والمساكين يتلقون البشارة.
23- وهنيئا لمن لا يفقد ايمانه بـي«.
24- ولما انصرف رسولا يوحنا، تحدث يسوع للجموع عن
يوحنا، فقال: «ماذا خرجتم الى البرية تنظرون؟ اقصبة
تهزها الريح؟
25- بل ماذا خرجتم لتروا؟ ارجلا يلبس الثـياب
النـاعمة؟ ولكن الذين يلبسون الثـياب الفاخرة واهل
الترف هم في قصور الملوك!
26- قولوا لي: ماذا خرجتم تنظرون؟ انبـيا؟ اقول لكم:
نعم، بل افضل من نبـي.
27- فهو الذي يقول فيه الكتاب: ها انا ارسل رسولي
قدامك ليهيـئ الطريق امامك.
28- اقول لكم: ما ولدت النساء اعظم من يوحنا، ولكن
اصغر الذين في ملكوت الله اعظم منه.
29- فجميع الذين سمعوا يوحنا حتى جباة الضرائب
انفسهم، اقروا بصدق الله، فقبلوا معمودية يوحنا.
30- واما الفريسيون وعلماء الشريعة، فرفضوا ما اراده
الله لهم، فما تعمدوا على يده«.
31- وقال الرب يسوع: «بمن اشبه ابناء هذا الجيل؟
وماذا يشبهون؟
32- يشبهون اولادا قاعدين في الساحة، يصيح بعضهم
لبعض: زمرنا لكم فما رقصتم، وندبنا لكم فما بكيتم.
33- جاء يوحنا المعمدان لا ياكل الخبز ولا يشرب
الخمر، فقلتم: فيه شيطان!
34- وجاء ابن الانسان ياكل ويشرب، فقلتم: هذا رجل
اكول وسكير، وصديق لجباة الضرائب والخاطئين.
35- لكن الحـكـمـة يـبـررها جميع ابنائها«.
36- ودعاه احد الفريسيين الى الطعام عنده، فدخل بيت
الفريسي وجلس الى المائدة.
37- وكان في المدينة امراة خاطئة، فعلمت ان يسوع
ياكل في بيت الفريسي، فجاءت ومعها قارورة طيب،
38- ووقفت من خلف عند قدميه وهي تبكي، واخذت تبل
قدميه بدموعها، وتمسحهما بشعرها، وتقبلهما، وتدهنهما
بالطـيب.
39- فلما راى الفريسي صاحب الدعوة ما جرى، قال في
نفسه: «لو كان هذا الرجل نبـيا، لعرف من هي هذه
المراة التي تلمسه وما حالها. فهي خاطئة!«
40- فقال له يسوع: «يا سمعان، عندي ما اقوله لك«.
فقال سمعان: «قل، يا معلم«.
41- فقال يسوع: «كان لمداين دين على رجلين: خمس مئة
دينار على احدهما. وخمسون على الآخر.
42- وعجز الرجلان عن ايفائه دينه، فاعفاهما منه.
فايهما يكون اكثر حبا له؟«
43- فاجابه سمعان: «اظن الذي اعفاه من الاكثر«. فقال
له يسوع: «اصبت«.
44- والتفت الى المراة وقال لسمعان: «اترى هذه
المراة؟ انا دخلت بيتك، فما سكبت على قدمي ماء، واما
هي فغسلتهما بدموعها ومسحتهما بشعرها.
45- انت ما قبلتني قبلة، واما هي فما توقفت منذ
دخولي عن تقبـيل قدمي.
46- انت ما دهنت راسي بزيت، واما هي فبالطيب دهنت
قدمي.
47- لذلك اقول لك: غفرت لها خطاياها الكثيرة، لانها
احبت كثيرا. واما الذي يغفر له القليل، فهو يحب
قليلا«.
48- ثم قال للمراة: «مغفورة لك خطاياك!«
49- فاخذ الذين على المائدة معه يتساءلون: «من هذا
حتى يغفر الخطايا؟
50- فقال يسوع للمراة: «ايمانك خلصك، فاذهبـي بسلام!«.
|
22 |
42 |
انجيل
لوقا |
010 |
الرب
1- وبعد ذلك اختار الرب يسوع اثنين وسبعين آخرين،
وارسلهم اثنين اثنين يتقدمونه الى كل مدينة او موضع
عزم ان يذهب اليه.
2- وقال لهم: «الحصاد كثير، ولكن العمال قليلون.
فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل عمالا الى حصاده.
3- اذهبوا، ها انا ارسلكم مثل الخراف بين الذئاب.
4- لا تحملوا محفظة، ولا كيسا، ولا حذاء، ولا تسلموا
على احد في الطريق.
5- واي بيت دخلتم، فقولوا اولا: السلام على هذا
البيت.
6- فان كان فيه من يحب السلام، فسلامكم يحل به، والا
رجع اليكم.
7- واقيموا في ذلك البيت، تاكلون وتشربون مما عندهم،
لان العامل يستحق اجرته، ولا تنتقلوا من بيت الى بيت.
8- واية مدينة دخلتم وقبلكم اهلها، فكلوا مما
يقدمونه لكم.
9- واشفوا مرضاهم وقولوا: ملكوت الله اقترب منكم.
10- واية مدينة دخلتم وما قبلكم اهلها، فاخرجوا الى
شوارعها وقولوا:
11- حتى الغبار العالق باقدامنا من مدينتكم ننفضه
لكم. ولكن اعلموا ان ملكوت الله اقترب.
12- اقول لكم: سيكون مصير سدوم في يوم الحساب اكثر
احتمالا من مصير تلك المدينة.
13- «الويل لك يا كورزين! الويل لك يا بيت صيدا! فلو
كانت المعجزات التي جرت فيكما جرت في صور وصيدا،
لتاب اهلها من زمن بعيد ولبسوا المسوح وقعدوا على
الرماد.
14- ولكن مصير صور وصيدا في يوم الحساب سيكون اكثر
احتمالا من مصيركما.
15- وانت يا كفرناحوم! اترتفعين الى السماء؟ لا، الى
الجحيم ستهبطين».
16- وقال يسوع لتلاميذه: «من سمع اليكم سمع الي. ومن
رفضكم رفضني، ومن رفضني رفض الذي ارسلني».
17- ورجع الاثنان والسبعون رسولا فرحين وقالوا ليسوع:
«يا رب، حتى الشياطين تخضع لنا باسمك».
18- فقال لهم: «رايت الشيطان يسقط من السماء مثل
البرق.
19- وها انا اعطيكم سلطانا تدوسون به الافاعي
والعقارب وكل قوة للعدو، ولا يضركم شيء.
20- ولكن لا تفرحوا بان الارواح تخضع لكم، بل افرحوا
بان اسماءكم مكتوبة في السماوات«.
21- وفي تلك الساعة ابتهج يسوع بالروح القدس، فقال:
«احمدك ايها الآب، يا رب السماء والارض، لانك اظهرت
للبسطاء ما اخفيته عن الحكماء والفهماء. نعم، ايها
الآب، هكذا كانت مشيئـتك.
22- ابـي اعطاني كل شيء. ما من احد يعرف من هو الابن
الا الآب، ولا من هو الآب الا الابن ومن اراد الابن
ان يظهره له«.
23- والتفت الى تلاميذه، فقال لهم على انفراد: «هنيئا
لمن يرى ما انتم ترون!
24- اقول لكم: كثير من الانبـياء والملوك تمنوا ان
يروا ما انتم ترون فما راوا، وان يسمعوا ما انتم
تسمعون فما سمعوا«.
25- وقام احد علماء الشريعة، فقال له ليحرجه: «يا
معلم، ماذا اعمل حتى ارث الحياة الابدية؟«
26- فاجابه يسوع: «ماذا تقول الشريعة؟ وكيف تفسره؟«
27- فقال الرجل: «احب الرب الهك بكل قلبك، وبكل نفسك،
وبكل قوتك، وبكل فكرك، واحب قريبك مثلما تحب نفسك«.
28- فقال له يسوع: «بالصواب اجبت. اعمل هذا فتحيا«.
29- فاراد معلم الشريعة ان يبرر نفسه، فقال لـيسوع:
«ومن هو قريبـي؟«
30- فاجابه يسوع: «كان رجل نازلا من اورشليم الى
اريحا، فوقع بايدي اللصوص، فعروه وضربوه، ثم تركوه
بين حي وميت.
31- واتفق ان كاهنا نزل في تلك الطريق، فلما رآه مال
عنه ومشى في طريقه.
32- وكذلك احد اللاويـين، جاء المكان فرآه فمال عنه
ومشى في طريقه.
33- ولكن سامريا مسافرا مر به، فلما رآه اشفق عليه.
34- فدنا منه وسكب زيتا وخمرا على جراحه وضمدها، ثم
حمله على دابته وجاء به الى فندق واعتنى بامره.
35- وفي الغد اخرج السامري دينارين، ودفعهما الى
صاحب الفندق وقال له: اعتن بامره، ومهما انفقت زيادة
على ذلك اوفيك عند عودتي.
36- فاي واحد من هؤلاء الثلاثة كان في رايك قريب
الذي وقع بايدي اللصوص؟«
37- فاجابه معلم الشريعة: «الذي عامله بالرحمة«.
فقال له يسوع: «اذهب انت واعمل مثله«.
38- وبينما هم سائرون، دخل يسوع قرية، فرحبت به
امراة اسمها مرتا في بيتها.
39- وكان لها اخت اسمها مريم، جلست عند قدمي الرب
يسوع تستمع الى كلامه.
40- وكانت مرتا منهمكة في كثير من امور الضيافة،
جاءت وقالت لـيسوع: «يا رب، اما تبالي ان تتركني
اختي اخدم وحدي؟ قل لها ان تساعدني!«
41- فاجابها الرب: «مرتا، مرتا، انت تقلقين وتهتمين
بامور كثيرة،
42- مع ان الحاجة الى شيء واحد. فمريم اختارت النصيب
الافضل، ولن ينزعه احد منها«.
|
23 |
42 |
انجيل
لوقا |
011 |
الرب
1- وكان يسوع يصلـي في احد الاماكن، فلما اتم الصلاة
قال له واحد من تلاميذه: «يا رب، علمنا ان نصلي، كما
علم يوحنا تلاميذه«.
2- فقال لهم يسوع: «متى صليتم فقولوا: ايها الآب
لـيتقدس اسمك لـيات ملكوتك
3- اعطنا خبزنا اليومي
4- واغفر لنا خطايانا، لاننا نغفر لكل من يذنب الينا.
ولا تدخلنا في التجربة«،
5- ثم قال لهم يسوع: «من منكم له صديق ويذهب اليه في
نصف الليل، ويقول له: يا صديقي، اعرني ثلاثة ارغفة،
6- لان لي صديقا جاءني من سفر ولا خبز عندي اقدم له،
7- فيجيب صديقه من داخل البيت: لا تزعجني! الباب
مقفل، واولادي معي في الفراش، فلا اقدر ان اقوم
لاعطيك.
8- اقول لكم: ان كان لا يقوم ويعطيه لانه صديقه، فهو
يقوم ويعطيه كل ما يحتاج اليه لانه لج في طلبه.
9- لذلك اقول لكم: اسالوا تنالوا، اطلبوا تجدوا،
دقـوا الباب يفتح لكم.
10- فمن يسال ينل، ومن يطلب يجد، ومن يدقـ الباب
يفتح له.
11- فاي اب منكم اذا طلب منه ابنه سمكة اعطاه بدل
السمكة حـية؟
12- او طلب منه بيضة اعطاه عقربا؟
13- فاذا كنتم انتم الاشرار تعرفون كيف تحسنون
العطاء لابنائكم، فما اولى اباكم السماوي بان يهب
الروح القدس للذين يسالونه؟«
14- وكان يطرد شيطانا اخرس. فلما خرج الشيطان تكلم
الرجل، فتعجب الجموع.
15- لكن بعضهم قال: «هو يطرد الشياطين ببعلزبول رئيس
الشياطين«.
16- وطلب آخرون آية من السماء ليجربوه.
17- فعرف افكارهم، فقال لهم: «كل مملكة تنقسم تخرب
وتنهار بيوتها بيتا على بيت.
18- واذا انقسم الشيطان، فكيف تثبت مملكته؟ تقولون
اني ببعلزبول اطرد الشياطين.
19- فان كنت ببعلزبول اطرد الشياطين، فبمن يطرده
اتباعكم؟ لذلك هم يحكمون عليكم.
20- واما اذا كنت باصبع الله اطرد الشياطين، فملكوت
الله اقبل عليكم.
21- عندما يحرس الرجل القوي المتسلح بيته تكون
امواله في امان.
22- ولكن اذا هاجمه رجل اقوى منه وغلبه، ينتزع منه
كل سلاحه الذي كان يعتمد عليه ويوزع ما سلبه.
23- من لا يكون معي فهو علي، ومن لا يجمع معي فهو
يــبدد.
24- »اذا خرج الروح النجس من انسان، هام في القفار
يطلب الراحة. وعندما لا يجدها يقول: ارجـــع الى
بيتي الذي خرجت منه.
25- فيرجـــع ويجده مكنوسا مرتبا.
26- لكنه يذهب ويجيء بسبعة ارواح اشر منه، فتدخل
وتسكن فيه، فتصير حال ذلك الانسان في آخرها اسوا من
حاله في اولها«.
27- وبينما هو يتكلم، رفعت امراة من الجموع صوتها
وقالت له: «هنيئا للمراة التي ولدتك وارضعتك«.
28- فقال يسوع: «بل هنيئا لمن يسمع كلام الله ويعمل
به«.
29- وازدحمت الجموع، فاخذ يقول: «هذا الجيل جيل فاسد
يطلب آية، ولن يعطى له سوى آية يونان النبـي.
30- فكما كان النبـي يونان آية لاهل نينوى، فكذلك
يكون ابن الانسان آية لهذا الجيل.
31- ملكة الجنوب تقوم يوم الحساب مع هذا الجيل وتحكم
عليه، لانها جاءت من اقاصي الارض لتسمع حكمة سليمان،
وهنا الآن اعظم من سليمان.
32- واهل نينوى يقومون يوم الحساب مع هذا الجيل
ويحكمون عليه، لانهم تابوا عندما سمعوا انذار يونان،
وهنا الآن اعظم من يونان!
33- »ما من احد يوقد سراجا ويضعه في مخبا او تحت
المكيال، بل في مكان مرتفـع ليستنير به الداخلون.
34- سراج الجسد هو العين. فان كانت عينك سليمة، كان
جسدك كله منيرا. وان كانت عينك مريضة، كان جسدك كله
مظلما.
35- فانتبه، لئلا يصير النـور الذي فيك ظلاما.
36- فان كان جسدك كله منيرا، ولا اثر للظلام فيه،
انار باكمله كما لو انار لك السراج بضوئه«.
37- وبينما هو يتكلم، دعاه احد الفريسيين الى الغداء
عنده. فدخل بيته وجلس للطعام.
38- فتعجب الفريسي لما راى يسوع يجلس ولا يغسل يديه
قبل الغداء.
39- فقال له الرب يسوع: «انتم ايها الفريسيون تطهرون
ظاهر الكاس والصحن، وباطنكم كله طمع وخبث.
40- يا اغبـياء، هذا الذي صنع الظاهر، اما صنع
الباطن ايضا؟
41- اعـطوا الفقراء مما في داخل كؤوسكم وصحونكم، يكن
كل شيء لكم طاهرا.
42- ولكن الويل لكم، ايها الفريسيون! تعطون العشر من
النعنع والصعتر وسائر البقول، وتهملون العدل ومحبة
الله. فهذا كان يجب ان تعملوا به من دون ان تهملوا
ذاك.
43- الويل لكم، ايها الفريسيون! تحبون مكان الصدارة
في المجامع والتحيات في الساحات.
44- الويل لكم انتم مثل القبور المجهولة، يمشي
النـاس عليها وهم لا يعرفون«.
45- فقال له احد علماء الشريعة: «يا معلم، بقولك هذا
تشتمنا نحن ايضا!«
46- فقال: «الويل لكم انتم ايضا يا علماء الشريعة،
تحملون النـاس احمالا ثقيلة ولا تمدون اصبعا واحدة
لتساعدوهم على حملها.
47- الويل لكم، تبنون قبور الانبـياء، وآباؤكم هم
الذين قتلوهم.
48- وهكذا تشهدون على آبائكم وتوافقون على اعمالهم:
هم قتلوا الانبـياء، وانتم تبنون لهم القبور.
49- ولذلك قالت حكمة الله: ارسل اليهم الانبـياء
والرسل، فيقتلون منهم ويضطهدون،
50- حتى احاسب هذا الجيل على دم جميع الانبـياء الذي
سفك منذ انشاء العالم،
51- من دم هابـيل الى دم زكريا الذي قتل بين المذبح
وبيت الله. اقول لكم: نعم، ساحاسب هذا الجيل على دم
هؤلاء كلهم!
52- الويل لكم، يا علماء الشريعة! استوليتم على
مفتاح المعرفة، فلا انتم دخلتم، ولا تركتم الداخلين
يدخلون«.
53- وبينما هو خارج من هناك ازدادت عليه نقمة علماء
الشريعة والفريسيين، فاخذوا يستنطقونه في امور كثيرة،
54- ويترقبونه ليصطادوا من فمه كلمة يتهمونه بها.
|
24 |
42 |
انجيل
لوقا |
012 |
الرب
1- وكان اجتمع عشرات الالوف من النـاس، حتى داس
بعضهم بعضا، فقال اولا لتلاميذه: «اياكم وخمير
الفريسيين الذي هو الرياء.
2- فما من مستور الا سينكشف، ولا من خفي الا سيظهر.
3- وما تقولونه في الظلام سيسمعه النـاس في النـور،
وما تقولونه همسا في داخل الغرف سينادون به على
السطوح.
4- واقول لكم، يا احبائي: لا تخافوا الذين يقتلون
الجسد، ثم لا يقدرون ان يفعلوا شيئا.
5- ولكني ادلكم على من يجب ان تخافوه: خافوا الذي له
القدرة بعد القتل على ان يلقـي في جهنم. اقول لكم:
نعم، هذا خافوه.
6- اما يباع خمسة عصافير بدرهمين؟ نعم، ولكن الله لا
ينسى واحدا منها؟
7- لا بل شعر رؤوسكم نفسه معدود كله. فلا تخافوا.
انتم افضل من عصافير كثيرة!«
8- واقول لكم: من اعترف بـي امام النـاس، يعترف به
ابن الانسان امام ملائكة الله.
9- ومن انكرني امام النـاس، ينكره ابن الانسان امام
ملائكة الله.
10- ومن قال كلمة على ابن الانسان يغفر له، واما من
جدف على الروح القدس فلن يغفر له.
11- وعندما تساقون الى المجامع والحكام واصحاب
السلطة، فلا يهمكم كيف تدافعون عن انفسكم او ماذا
تقولون،
12- لان الروح القدس يلهمكم في تلك الساعة ما يجب ان
تقولوا«. مثل الغني الغبـي
13- فقال له رجل من الجموع: «يا معلم، قل لاخي ان
يقاسمني الميراث«.
14- فقال له: «يا رجل، من اقامني عليكما قاضيا او
مقسما؟«
15- وقال للجموع: «انتبهوا وتحفظوا من كل. طمع، فما
حياة الانسان بكثرة امواله«.
16- وقال لهم هذا المثل: «كان رجل غنـي اخصبت ارضه،
17- فقال في نفسه: لا مكان عندي اخزن فيه غلالي،
فماذا اعمل؟
18- ثم قال: اعمل هذا: اهدم مخازني وابني اكبر منها،
فاضع فيها كل قمحي وخيراتي.
19- واقول لنفسي: يا نفسي، لك خيرات وافرة تكفيك
مؤونة سنين كثيرة، فاستريحي وكلي واشربـي وتنعمي!
20- فقال له الله: يا غبـي، في هذه الليلة تسترد
نفسك منك. فهذا الذي اعددته لمن يكون؟
21- هكذا يكون مصير من يجمع لنفسه ولا يغنى بالله«.
22- وقال لتلاميذه: «لهذا اقول لكم: لا يهمكم
لحياتكم ما تاكلون، ولا للجسد ما تلبسون.
23- لان الحياة خير من الطعام، والجسد خير من اللباس.
24- تاملوا الغربان. فهي لا تزرع ولا تحصد، وما من
مخزن لها ولا مستودع، والله يرزقها! وكم انتم افضل
من الطيور.
25- من منكم اذا اهتم يقدر ان يزيد على قامته ذراعا
واحدة؟
26- فاذا كنتم تعجزون عن اصغر الامور، فلماذا يهمكم
الباقي؟
27- تاملوا زنابق الحقل كيف تنمو: لا تغزل ولا تنسج.
اقول لكم: ولا سليمان في كل مجده لبس مثل واحدة منها.
28- فاذا كان العشب الذي يوجد اليوم في الحقل، ويطرح
غدا في التنـور، يلبسه الله هكذا، فكم بالاولى ان
يلبسكم انتم يا قليلي الايمان؟
29- فلا تطلبوا ما تاكلون وما تشربون ولا تقلقوا،
30- فهذا كله يطلبه ابناء هذا العالم، وابوكم
السماوي يعرف انكم تحتاجون اليه.
31- بل اطلبوا ملكوت الله، وهو يزيدكم هذا كله.
32- لا تخف، ايها القطيع الصغير! فابوكم السماوي شاء
ان ينعم عليكم بالملكوت.
33- بـيعوا ما تملكون وتصدقوا بثمنه على الفقراء،
واقتنوا اموالا لا تبلى، وكنزا في السماوات لا ينفد،
حيث لا لص يدنو، ولا سوس يفسد.
34- فحيث يكون كنزكم، يكون قلبكم.
35- »كونوا على استعداد، اوساطكم مشدودة ومصابـيحكم
موقدة،
36- كرجال ينتظرون رجوع سيدهم من العرس، حتى اذا جاء
ودق الباب يفتحون له في الحال.
37- هنيئا لهؤلاء الخدم الذين متى رجع سيدهم وجدهم
ساهرين. الحق اقول لكم: انه يشمر عن ساعده ويجلسهم
للطـعام ويقوم بخدمتهم.
38- بل هنيئا لهم اذا جاء قبل نصف الليل او بعده
فوجدهم على هذه الحال.
39- واعلموا ان رب البيت لو عرف في اية ساعة يجيء
اللص لما تركه ينقب بيته.
40- فكونوا اذا على استعداد، لان ابن الانسان يجيء
في ساعة لا تنتظرونها«.
41- فقال له بطرس: «يا رب، النا تقول هذا المثل ام
لجميع النـاس؟«
42- فاجابه الرب يسوع: «من هو الوكيل الامين العاقل
الذي يوكل اليه سيده ان يعطي خدمه وجبتهم من الطعام
في حينها؟
43- هنيئا لذلك الخادم الذي يجده سيده عند عودته
يقوم بعمله هذا.
44- الحق اقول لكم: انه يوكل اليه جميع امواله.
45- ولكن اذا قال هذا الخادم في نفسه: سيتاخر سيدي
في رجوعه، واخذ يضرب الخدم، رجالا ونساء، وياكل
ويشرب ويسكر،
46- فيرجــع سيده في يوم لا ينتظره وساعة لا يعرفها،
فيمزقه تمزيقا ويجعل مصيره مع الخائنين.
47- فالخادم الذي يعرف ما يريده سيده ولا يستعد ولا
يعمل بارادة سيده، يلقى قصاصا شديدا.
48- واما الذي لا يعرف ما يريده سيده ويعمل ما يستحق
القصاص. فيلقى قصاصا خفيفا. ومن اعطي كثيرا يطلب منه
الكثير، ومن ائتمن على كثير يطالب باكثر منه.
49- »جئت لالقـي نارا على الارض، وكم اتمنى ان تكون
اشتعلت!
50- وعلي ان اقبل معمودية الآلام، وما اضيق صدري حتى
تتم.
51- اتظنـون اني جئت لالقـي السلام على الارض؟ اقول
لكم: لا، بل الخلاف.
52- فمن اليوم يكون في بيت واحد خمسة، فيخالف ثلاثة
منهم اثنين، واثنان ثلاثة.
53- يخالف الاب ابنه والابن اباه، والام بنتها
والبنت امها، والحماة كنتها والكنة حماتها«.
54- وقال ايضا للجموع: «اذا رايتم غيمة ترتفـع في
المغرب، قلتم في الحال: سينزل المطر، فينزل.
55- واذا هبت ريح الجنوب قلتم: سيشتد الحر، فيشتد.
56- يا مراؤون! تفهمون منظر الارض والسماء، فكيف لا
تفهمون علامات هذا الزمان؟
57- ولماذا تحكمون من عندكم بما هو حق؟
58- فان ذهبت مع خصمك الى الحاكم، فابذل جهدك ان
ترضيه في الطريق، لئلا يسوقك الى القاضي، فيسلمك
القاضي الى الشرطـي، ويلقـيك الشرطـي في السجن.
59- اقول لك: لن تخرج من هناك حتى توفي آخر درهم«.
|
25 |
42 |
انجيل
لوقا |
013 |
الرب
1- وفي ذلك الوقت حضر بعض النـاس واخبروا يسوع عن
الجليليين الذين قتلهم بـيلاطس في الهيكل ومزج
دماءهم بدماء ذبائحهم،
2- فاجابهم يسوع: «اتظنون ان خطيئة هؤلاء الجليليين
اكثر من خطيئة سائر الجليليين حتى نزلت بهم هذه
المصيبة؟
3- اقول لكم: لا، وان كنتم لا تتوبون، فستهلكون كلكم
مثلهم.
4- واولئك الثمانـية عشر الذين سقط البرج عليهم في
سلوام وقتلهم، اتظنون انهم اذنبوا اكثر مما اذنب اهل
اورشليم؟
5- اقول لكم: لا، وان كنتم لا تتوبون، فستهلكون كلكم
مثلهم«.
6- وقال هذا المثل: «كان لرجل شجرة تـين مغروسة في
كرمه، فجاء يطلب ثمرا عليها، فما وجد.
7- فقال للكرام: لي ثلاث سنوات وانا اجيء الى هذه
التينة اطلب ثمرا، فلا اجد، فاقطعها! لماذا نتركها
تعطل الارض؟
8- فاجابه الكرام: اتركها، يا سيدي، هذه السنة ايضا،
حتى اقلب التربة حولها واسمدها.
9- فاما تثمر في السنة المقبلة واما تقطعها«.
10- وكان يسوع يعلم في احد المجامع في السبت،
11- وهناك امراة فيها روح شرير امرضها ثماني عشرة
سنة، فجعلها منحنـية الظهر لا تقدر ان تنتصب.
12- فلما رآها يسوع دعاها وقال لها: «يا امراة، انت
معافاة من مرضك!«
13- ووضع يديه عليها، فانتصبت قائمة في الحال ومجدت
الله.
14- فغضب رئيس المجمع، لان يسوع شفى المراة في
السبت، فقال للحاضرين: «عندكم ستة ايام يجب العمل
فيها، فتعالوا واستشفوا، لا في يوم السبت!«
15- فاجابه الرب يسوع: «يا مراؤون! اما يحل كل واحد
منكم يوم السبت رباط ثوره او حماره من المعلف وياخذه
ليسقيه؟
16- وهذه امراة من ابناء ابراهيم ربطها الشيطان من
ثماني عشرة سنة، اما كان يجب ان تحل من رباطها يوم
السبت؟«
17- ولما قال هذا الكلام، خجل جميع معارضيه، وفرح
الجمع كله بالاعمال المجيدة التي كان يعملها.
18- وقال يسوع: «ماذا يشبه ملكوت الله؟ وبماذا
اشبهه؟
19- هو مثل حبة من خردل اخذها رجل وزرعها في حقله،
فنمت وصارت شجرة تعشش طيور السماء في اغصانها«.
20- وقال ايضا: «بماذا اشبه ملكوت الله؟
21- هو مثل خميرة اخذتها امراة ووضعتها في ثلاثة
اكيال من الدقيق حتى اختمر العجين كله«.
22- وسار في المدن والقرى، يعلم وهو في طريقه الى
اورشليم.
23- فقال له رجل: «يا سيد، اقليل عدد الذين يخلصون؟«
فاجاب يسوع:
24- »اجتهدوا ان تدخلوا من الباب الضيق. اقول لكم:
كثير من النـاس سيحاولون ان يدخلوا فلا يقدرون.
25- واذا قام رب البيت واغلق الباب، فوقفتم انتم في
الخارج تدقون الباب وتقولون: يا رب! افتح لنا،
يجيبكم: لا اعرف من اين انتم!
26- فتقولون: اكلنا وشربنا معك، وعلمت في شوارعنا!
27- فيقول لكم: لا اعرف من اين انتم. ابتعدوا عني
كلكم يا اشرار!
28- ويكون البكاء وصريف الاسنان، حين ترون ابراهيم
واسحق ويعقوب والانبـياء كلهم في ملكوت الله، وانتم
في الخارج مطرودون!
29- وسيجيء النـاس من المشرق والمغرب، ومن الشمال
والجنوب، ويجلسون الى المائدة في ملكوت الله.
30- فيصير الاولون آخرين والآخرون اولين«.
31- وفي تلك الساعة دنا بعض الفريسيين من يسوع
وقالوا له: «انصرف من هنا، لان هيرودس يريد ان
يقتلك!«
32- فقال لهم: «اذهبوا قولوا لهذا الثعلب: ها انا
اطرد الشياطين واشفي المرضى اليوم وغدا، وفي اليوم
الثـالث اتمم كل شيء.
33- ولكني يجب ان اسير في طريقي اليوم وغدا وبعد غد،
لانه لا يجوز ان يهلك نبـي في خارج اورشليم.
34- اورشليم، اورشليم! يا قاتلة الانبـياء وراجمة
المرسلين اليها! كم مرة اردت ان اجمع ابناءك، مثلما
تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، فما اردتم.
35- وها هو بيتكم متروك لكم. اقول لكم: لا تروني حتى
يجيء يوم تهتفون فيه: تبارك الآتي باسم الرب!«
|
26 |
42 |
انجيل
لوقا |
017 |
الرب
1- وقال يسوع لتلاميذه: «لا بد من حدوث ما يوقـع
النـاس في الخطيئة، ولكن الويل لمن يكون حدوثه على
يده.
2- فخير له ان يعلق في عنقه حجر طحن ويرمى في البحر
من ان يوقـع احد هؤلاء الصغار في الخطيئة.
3- فكونوا على حذر. اذا اخطا اخوك فوبخه، وان تاب
فاغفر له.
4- واذا اخطا سبع مرات في اليوم، ورجع اليك في كل
مرة فقال: انا تائب، فاغفر له«.
5- وقال الرسل للرب: «زد ايماننا«،
6- فاجاب الرب: «لو كان لكم ايمان مقدار حبة من خردل
وقلتم لهذه الجميزة: انقلعي وانغرسي في البحر،
لاطاعتكم.
7- »من منكم له اجير يفلح الارض او يرعى الغنم، اذا
رجع من الحقل، يقول له: اسرع واجلس للطعام.
8- الا يقول له: هيـئ لي العشاء، وشمر عن ساعديك
واخدمني حتى آكل واشرب، ثم تاكل انت وتشرب؟
9- فهل للاجير فضل اذا اطاع سيده؟ لا اظن.
10- وهكذا انتم، اذا فعلتم كل ما امرتم به فقولوا:
نحن خدم بسطاء، وما فعلنا الا ما كان يجب علينا ان
نفعل«.
11- وبينما هو في طريقه الى اورشليم، مر بالسامرة
والجليل.
12- وعند دخوله احدى القرى استقبله عشرة من البرص،
فوقفوا على بعد منه
13- وصاحوا: «يا يسوع، يا معلم، ارحمنا!«
14- فتطلع وقال لهم: «اذهبوا الى الكهنة واروهم
انفسكم!« وبينما هم ذاهبون طهروا.
15- فلما راى واحد منهم انه شفي، رجع وهو يمجد الله
باعلى صوته،
16- وارتمى على وجهه عند قدمي يسوع يشكره، وكان
سامريا.
17- فقال يسوع: «اما طهر العشرة، فاين التسعة؟
18- اما كان فيهم من يرجـع لـيمجد الله سوى هذا
الغريب؟«
19- ثم قال له: «قم واذهب، ايمانك خلصك«.
20- ولما ساله الفريسيون: «متى يجيء ملكوت الله؟«
اجابهم: «لا يجيء ملكوت الله بمشهد من احد.
21- ولا يقال: ها هو هنا، او ها هو هناك، لان ملكوت
الله هو فيكم«.
22- وقال لتلاميذه: «يجيء زمان تتمنون فيه ان تروا
يوما واحدا من ايام ابن الانسان ولن تروا.
23- وسيقال لكم: ها هو هنا، او ها هو هناك! فلا
تذهبوا ولا تتبعوا احدا،
24- لان مجيء ابن الانسان في يومه يكون مثل البرق
الذي يلمع في افق ويضيء في آخر.
25- ولكن يجب عليه قبل ذلك ان يتالم كثيرا، وان
يرفضه هذا الجيل.
26- وكما حدث في ايام نوح، فكذلك يحدث في ايام ابن
الانسان:
27- كان النـاس ياكلون ويشربون ويتزاوجون، الى يوم
دخل نوح السفينة، فجاء الطوفان واهلكهم كلهم.
28- او كما حدث في ايام لوط: كان النـاس ياكلون
ويشربون، ويبـيعون ويشترون، ويزرعون ويبنون،
29- ولكن يوم خرج لوط من سدوم امطر الله نارا
وكبريتا من السماء فاهلكهم كلهم.
30- هكذا يحدث يوم يظهر ابن الانسان.
31- فمن كان في ذلك اليوم على السطح، فلا ينزل الى
البـيت لياخذ حوائجه. ومن كان في الحقل فلا يرجــع
الى الوراء.
32- تذكروا امراة لوط!
33- من حاول ان يحفظ حياته يخسرها، ومن خسر حياته
يخلصها.
34- اقول لكم: سيكون في تلك الليلة اثنان على سرير
واحد، فيؤخذ احدهما ويترك الآخر.
35- وتكون امراتان على حجر الطحن معا، فتؤخذ احداهما
وتترك الاخرى. [
36- ويكون رجلان في الحقل، فيؤخذ احدهما ويترك
الآخر«].
37- فساله التلاميذ: «اين، يا رب؟« فاجابهم: «حيث
تكون الجيفة تجتمـع الغربان«.
|
27 |
42 |
انجيل
لوقا |
018 |
الرب
1- وكلمهم بمثل على وجوب المداومة على الصلاة من غير
ملل،
2- قال: «كان في احدى المدن قاض لا يخاف الله ولا
يهاب النـاس.
3- وكان في تلك المدينة ارملة تتردد اليه وتقول له:
انصفني من خصمي!
4- فكان يرفض طلبها، ولكنه بعد مدة طويلة قال في
نفسه: مع اني لا اخاف الله ولا اهاب النـاس،
5- فسانصف هذه الارملة لانها تزعجني، والا ظلت تجيء
وتضايقني«.
6- وقال الرب يسوع: «اسمعوا جيدا ما قال هذا القاضي
الظالم،
7- فكيف لا ينصف الله مختاريه الضارعين اليه ليل
نهار؟ وهل يبطئ _في الاستجابة لهم؟
8- اقول لكم: انه يسرع الى انصافهم. ولكن، ايجد ابن
الانسان ايمانا على الارض يوم يجيء؟«
9- وقال هذا المثل لقوم كانوا على ثقة بانهم صالحون،
ويحتقرون الآخرين:
10- »صعد رجلان الى الهيكل ليصليا، واحد فريسي
والآخر من جباة الضرائب.
11- فوقف الفريسي يصلي في نفسه فيقول: شكرا لك يا
الله، فما انا مثل سائر النـاس الطامعين الظالمين
الزناة، ولا مثل هذا الجابـي!
12- فانا اصوم في الاسبوع مرتين، واوفي عشر دخلي
كله.
13- واما الجابـي، فوقف بعيدا لا يجرؤ ان يرفع عينيه
نحو السماء، بل كان يدق على صدره ويقول: ارحمني يا
الله، انا الخاطئ!
14- اقول لكم: هذا الجابـي، لا ذاك الفريسي، نزل الى
بيته مقبولا عند الله. فمن يرفع نفسه ينخفض، ومن
يخفض نفسه يرتفـع«.
15- وجاء اليه بعض النـاس باطفال ليضع يديه عليهم.
فلما رآهم التلاميذ انتهروهم.
16- ولكن يسوع دعا الاطفال اليه وقال: «دعوا الاطفال
ياتون الي ولا تمنعوهم، لان لامثال هؤلاء ملكوت
الله.
17- الحق اقول لكم: من لا يقبل ملكوت الله كانه طفل
لا يدخله«.
18- وساله احد الوجهاء: «ايها المعلم الصالح، ماذا
اعمل لارث الحياة الابدية؟«
19- فاجابه يسوع: «لماذا تدعوني صالحا؟ لا صالح الا
الله وحده.
20- انت تعرف الوصايا: لا تزن، لا تقتل، لا تسرق، لا
تشهد بالزور، اكرم اباك وامك«.
21- فقال الرجل: «من ايام صباي عملت بهذه الوصايا
كلها«.
22- فلما سمع يسوع كلامه هذا، قال له: «يعوزك شيء
واحد، بع كل ما تملك ووزع ثمنه على الفقراء، فيكون
لك كنز في السماوات، وتعال اتبعني«.
23- فحزن الرجل عندما سمع هذا الكلام، لانه كان غنيا
جدا.
24- وراى يسوع انه حزن، فقال: «ما اصعب دخول
الاغنياء الى ملكوت الله!
25- فمرور الجمل في ثقب الابرة اسهل من دخول الغني
الى ملكوت الله«.
26- فقال السامعون: «من يمكنه ان يخلص، اذا؟«
27- فاجاب يسوع: «ما لا يمكن عند الناس، ممكن عند
الله«.
28- فقال له بطرس: «ها نحن تركنا ما لنا وتبعناك! «
29- فاجاب يسوع: «الحق اقول لكم: ما من احد ترك بيتا
او امراة او اخوة او ابا او اما او اولادا من اجل
ملكوت الله،
30- الا نال في هذه الدنيا اضعاف ما ترك، ونال في
الآخرة الحياة الابدية«.
31- واخذ التلاميذ الاثني عشر على انفراد وقال لهم:
«ها نحن صاعدون الى اورشليم، فيتم كل ما كتبه
الانبـياء في ابن الانسان،
32- فسيسلم الى الوثنيين، فيستهزئون به ويشتمونه
ويبصقون عليه،
33- ثم يجلدونه ويقتلونه، وفي اليوم الثالث يقوم«.
34- فما فهم التلاميذ شيئا من ذلك، وكان هذا الكلام
مغلقا عليهم، فما ادركوا معناه.
35- واقترب يسوع من اريحا، وكان رجل اعمى جالسا على
جانب الطريق يستعطي.
36- فلما احس بمرور الجموع سال: «ما هذا؟«
37- فاخبروه ان يسوع النـاصري يمر من هناك.
38- فصاح الاعمى: «يا يسوع ابن داود، ارحمني! «
39- فانتهره السائرون في المقدمة ليسكت. لكنه صاح
بصوت اعلى: «يا ابن داود، ارحمني! «
40- فوقف يسوع وامر بان يقدموه اليه. فلما اقترب
ساله:
41- ماذا تريد ان اعمل لك؟« فاجابه: «ان ابصر، يا
سيد! «
42- فقال له يسوع: «ابصر، ايمانك شفاك! «
43- فابصر في الحال وتبع يسوع وهو يحمد الله. ولما
راى الشعب ما جرى، مجدوا الله كلهم.
|
28 |
42 |
انجيل
لوقا |
019 |
الرب
1- ودخل يسوع اريحا واخذ يجتازها.
2- وكان فيها رجل غني من كبار جباة الضرائب اسمه
زكا،
3- فجاء ليرى من هو يسوع. ولكنه كان قصيرا، فما تمكن
ان يراه لكثرة الزحام.
4- فاسرع الى جميزة وصعدها لـيراه، وكان يسوع سيمر
بها.
5- فلما وصل يسوع الى هناك، رفع نظره اليه وقال له:
«انزل سريعا يا زكا، لاني ساقيم اليوم في بيتك«.
6- فنزل مسرعا واستقبله بفرح.
7- فلما راى النـاس ما جرى، قالوا كلهم متذمرين:
«دخل بيت رجل خاطئ ليقيم عنده«.
8- فوقف زكا وقال للرب يسوع: «يا رب، ساعطي الفقراء
نصف اموالي، واذا كنت ظلمت احدا في شيء، ارده عليه
اربعة اضعاف«.
9- فقال له يسوع: «اليوم حل الخلاص بهذا البيت، لان
هذا الرجل هو ايضا من ابناء ابراهيم.
10- فابن الانسان جاء ليبحث عن الهالكين ويخلصهم«.
11- واقترب من اورشليم، وكان الذين يسمعون هذا
الكلام يظنون ان ملكوت الله سيظهر في الحال، فاضاف
اليه هذا المثل،
12- قال: «سافر احد الامراء الى بلد بعيد ليتولى
الملك ثم يعود.
13- فدعا عشرة خدم له واعطى كل واحد منهم دينارا
ذهبـيا وقال لهم: تاجروا بهذا المال حتى اعود.
14- وكان اهل بلده يكرهونه، فارسلوا وفدا يتبعه
فيقول: لا نريد هذا الرجل ملكا علينا.
15- فلما رجع الامير، بعدما تولى الملك، امر
باستدعاء الخدم الذين اعطاهم المال، ليرى كم كسب كل
واحد منهم.
16- فتقدم الاول وقال: يا سيدي، ربـح دينارك عشرة
دنانير.
17- فقال له: احسنت ايها الخادم الصالح! كنت امينا
على القليل، فكن والـيا على عشر مدن.
18- وجاء الثاني فقال: يا سيدي، ربـح دينارك خمسة
دنانير.
19- فقال له: وانت كن والـيا على خمس مدن.
20- وجاء الثـالث فقال: يا سيدي، ها هو دينارك:
خباته في منديل،
21- لاني خفت منك. فانت رجل صارم تاخذ ما لا تودع.
22- فقال له: بكلامك ادينك، ايها الخادم الشرير.
عرفت اني رجل صارم آخذ ما لا اودع، واحصد ما لا
ازرع،
23- فلماذا ما وضعت مالي عند الصيارفة؟ وكنت في
عودتي استرده مع الفائدة.
24- وقال للحاضرين: خذوا الدينار منه وادفعوه الى
صاحب الدنانير العشرة.
25- فقالوا له: يا سيد، عنده عشرة دنانير! فاجابهم:
26- اقول لكم: من كان له شيء، يزاد. ومن لا شيء له،
يؤخذ منه حتى الذي له.
27- اما اعدائي الذين لا يريدون ان املك عليهم،
فجيئوا بهم الى هنا واقتلوهم امامي«.
28- قال هذا الكلام وتقدم صاعدا الى اورشليم.
29- ولما اقترب من بيت فاجي وبـيت عنيا، عند الجبل
المسمى جبل الزيتون، ارسل اثنين من تلاميذه،
30- وقال لهما: «اذهبا الى القرية التي امامكما،
وعندما تدخلانها تجدان جحشا مربوطا، ما ركب عليه احد
من قبل، فحلا رباطه وجيئا به.
31- وان سالكما احد: لماذا تحلان رباطه؟ فقولا له:
السيد محتاج اليه«.
32- فذهب التلميذان ووجدا كما قال لهما يسوع.
33- وبينما هما يحلان رباط الجحش، قال لهما اصحابه:
«لماذا تحلان رباطه؟«
34- فاجابا: «السيد محتاج اليه«.
35- فجاءا بالجحش الى يسوع، ووضعا ثوبيهما عليه،
واركبا يسوع.
36- فسار والنـاس يبسطون ثيابهم على الطريق.
37- ولما اقترب من منحدر جبل الزيتون، اخذ جماعة
التلاميذ يهللون ويسبحون الله باعلى اصواتهم على
جميع المعجزات التي شاهدوها.
38- وكانوا يقولون: «تبارك الملك الآتي باسم الرب.
السلام في السماء، والمجد في العلى! «
39- فقال له بعض الفريسيين من الجموع: «يا معلم، قل
لتلاميذك ان يسكتوا! «
40- فاجابهم يسوع: «اقول لكم: ان سكت هؤلاء،
فالحجارة تهتف! «
41- ولما اقترب من اورشليم نظر الى المدينة وبكى
عليها،
42- وقال: «ليتك عرفت اليوم طريق السلام! ولكنه الآن
محجوب عن عينيك.
43- سيجيء زمان يحيط بك اعداؤك بالمتاريس،
ويحاصرونك، ويطبقون عليك من كل جهة،
44- ويهدمونك على ابنائك الذين هم فيك، ولا يتركون
فيك حجرا على حجر، لانك ما عرفت زمان مجيء الله
لخلاصك«.
45- ثم دخل الهيكل واخذ يطرد الباعة
46- ويقول لهم: «جاء في الكتاب: بيتي بيت الصلاة،
وانتم جعلتموه مغارة لصوص! «
47- واخذ يعلم كل يوم في الهيكل، وكان رؤساء الكهنة
ومعلمو الشريعة وزعماء الشعب يريدون ان يقتلوه،
48- فلا يجدون كيف يفعلون، لان الشعب كله كان يستمع
اليه متعلقا به.
|
29 |
42 |
انجيل
لوقا |
020 |
الرب
1- وكان في احد الايام يعلم الشعب في الهيكل ويبشره،
فجاء اليه رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة وشيوخ الشعب
2- وقالوا له: «قل لنا: باي سلطة تعمل هذه الاعمال؟
بل من اعطاك هذه السلطة؟«
3- فاجابهم يسوع: «وانا اسالكم سؤالا واحدا، قولوا
لي:
4- من اين ليوحنا سلطة المعمودية؟ امن السماء ام من
النـاس؟«
5- فقالوا في انفسهم: «ان قلنا: من السماء، يقول:
فلماذا ما آمنتم به؟
6- وان قلنا من النـاس، فالشعب كله يرجمنا، لانه
مقتنـع بان يوحنا نبـي«.
7- فاجابوا انهم لا يعرفون من اين هي.
8- فقال لهم يسوع: «وانا لا اقول لكم باي سلطة اعمل
هذه الاعمال! «
9- واخذ يقول للشعب هذا المثل: «غرس رجل كرما وسلمه
الى بعض الكـرامين وسافر مدة طويلة.
10- فلما جاء يوم القطاف ارسل اليهم خادما ليعطوه
حصته من ثمر الكرم، فضربوه وارجعوه فارغ اليدين.
11- فارسل خادما آخر، وهذا ايضا ضربوه وشتموه
وارجعوه فارغ اليدين.
12- فارسل خادما ثالثا، وهذا ايضا جرحوه ورموه في
خارج الكرم.
13- فقال صاحب الكرم: ما العمل؟ سارسل اليهم ابني
الحبـيب لعلهم يهابونه اذا راوه.
14- ولكنهم لما راوه، قالوا فيما بـينهم: ها هو وارث
الكرم! تعالوا نقتله ليعود الميراث الينا!
15- فرموه في خارج الكرم وقتلوه. فماذا يفعل بهم
صاحب الكرم؟
16- سيجيء ويقتل هؤلاء الكرامين ويسلم الكرم الى
غيرهم«.فقال له السامعون: «لا سمح الله! «
17- فنظر اليهم وقال: «اذا، ما معنى هذه الآية:
الحجر الذي رفضه البناؤون صار راس الزاوية؟
18- من وقع على هذا الحجر تهشم، ومن وقع الحجر عليه
سحقه! «
19- فاراد معلمو الشريعة ورؤساء الكهنة ان يعتقلوه
في تلك الساعة، لانهم عرفوا انه قال هذا المثل
عليهم، لكنهم خافوا من الشعب.
20- فراقبوه وارسلوا جواسيس يظهرون انهم ابرار
ليمسكوه بكلمة فيسلموه الى يد الحاكم وقضائه.
21- فسالوه: «يا معلم، نحن نعرف انك صادق في كلامك
وتعليمك، لا تحابـي احدا، بل بالحق تعلم طريق الله.
22- ايحل لنا ان ندفع الجزية الى القيصر ام لا؟
23- فادرك يسوع مكرهم، فقال لهم: «لماذا تجربوني؟
24- اروني دينارا! لمن هذه الصورة وهذا الاسم؟«
قالوا: «للقيصر«.
25- فقال يسوع: «ادفعوا اذا الى القيصر ما للقيصر،
والى الله ما لله! «
26- فما قدروا ان يمسكوه بكلمة امام الشعب، وتعجبوا
من جوابه فسكتوا.
27- وجاء بعض الصدوقيين الى يسوع، وهم الذين ينكرون
القيامة، فسالوه:
28- »يا معلم، كتب لنا موسى: اذا مات لرجل اخ، له
امراة ولا ولد له، فلياخذ اخوه المراة ليقيم نسلا
لاخيه.
29- وكان هناك سبعة اخوة، فاخذ الاول امراة ومات من
غير ولد.
30- والثـاني.
31- ومثله الثـالث حتى اخذها السبعة وماتوا وما
خلفوا نسلا.
32- ثم ماتت المراة.
33- فلاي واحد منهم تكون زوجة في القيامة، لان
السبعة تزوجوها؟«
34- فاجابهم يسوع: «ابناء هذه الدنيا يتزاوجون.
35- اما الذين هم اهل للحياة الابدية والقيامة من
بين الاموات، فلا يتزاوجون.
36- هم مثل الملائكة لا يموتون، وهم ابناء الله،
لانهم ابناء القيامة.
37- وموسى نفسه اشار في الكلام على العليقة الى ان
الاموات يقومون، لما دعا الرب اله ابراهيم واله اسحق
واله يعقوب.
38- وما كان اله اموات بل اله احياء، فهم جميعا عنده
يحيون«.
39- فقال بعض معلمي الشريعة: «احسنت، يا معلم! «
40- وما تجاسروا بعد ذلك ان يسالوه عن شيء.
41- وقال لهم: «كيف يقال ان المسيح ابن داود،
42- وداود نفسه يقول في كتاب المزامير: »قال الرب
لربـــي: اجلس عن يميني
43- حتى اجعل اعداءك موطئا لقدميك«.
44- فداود نفسه يدعو المسيح ربا، فكيف يكون المسيح
ابنه؟«
45- وقال لتلاميذه بمسمع من الشعب كله:
46- »اياكم ومعلمي الشريعة، يرغبون في المشي بالثياب
الطويلة، ويحبون التحيات في الساحات ومكان الصدارة
في المجامع ومقاعد الشرف في الولائم.
47- ياكلون بيوت الارامل وهم يظهرون انهم يطيلون
الصلاة. هؤلاء ينالهم اشد العقاب! «
|
30 |
42 |
انجيل
لوقا |
022 |
الرب
1- وقرب عيد الفطير الذي يقال له الفصح.
2- وكان رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة يبحثون عن
طريقة يقتلون بها يسوع، لانهم كانوا يخافون من
الشعب.
3- فدخل الشيطان في يهوذا الملقب بالاسخريوطي، وهو
من التلاميذ الاثني عشر،
4- فذهب وفاوض رؤساء الكهنة وقادة حرس الهيكل كيف
يسلمه اليهم.
5- ففرحوا واتفقوا ان يعطوه شيئا من المال.
6- فرضي واخذ يترقب الفرصة ليسلمه اليهم بالخفية عن
الشعب.
7- وجاء يوم الفطير، وفيه تذبح الخراف لعشاء الفصح.
8- فارسل يسوع بطرس ويوحنا وقال لهما: «اذهبا هيئا
لنا عشاء الفصح لناكله«.
9- فقالا له: «اين تريد ان نهيئه؟«
10- فاجابهما: «عندما تدخلان المدينة يلاقيكما رجل
يحمل جرة ماء، فاتبعاه الى البيت الذي يدخله،
11- وقولا لرب البيت: يقول لك المعلم: اين الغرفة
التي ساتناول فيها عشاء الفصح مع تلاميذي؟
12- فيريكما في اعلى البيت غرفة واسعة مفروشة، وهناك
تهيئانه«.
13- فذهبا ووجدا مثلما قال لهما، فقاما بتهيئة عشاء
الفصح.
14- ولما جاء الوقت، جلس يسوع مع الرسل للطعام.
15- فقال لهم: «كم اشتهيت ان اتناول عشاء هذا الفصح
معكم قبل ان اتالم.
16- اقول لكم: لا اتناوله بعد اليوم حتى يتم في
ملكوت الله«.
17- واخذ يسوع كاسا وشكر وقال: «خذوا هذه الكاس
واقتسموها بينكم.
18- اقول لكم: لا اشرب بعد اليوم من عصير الكرمة حتى
يجيء ملكوت الله«.
19- واخذ خبزا وشكر وكسره وناولهم وقال: «هذا هو
جسدي الذي يبذل من اجلكم. اعملوا هذا لذكري«.
20- وكذلك الكاس ايضا بعد العشاء، فقال: «هذه الكاس
هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك من اجلكم.
21- لكن ها هي يد الذي يسلمني على المائدة معي.
22- فابن الانسان سيموت كما هو مكتوب له، ولكن الويل
لمن يسلمه! «
23- فاخذ التلاميذ يتساءلون من منهم سيفعل هذا.
24- ووقع بينهم جدال في من يكون اكبرهم،
25- فقال لهم يسوع: «ملوك الامم يسودونها، واصحاب
السلطة فيها يريدون ان يدعوهم النـاس محسنين.
26- اما انتم، فما هكذا حالكم، بل ليكن الاكبر فيكم
كالاصغر، والرئيس كالخادم.
27- فمن هو الاكبر: الجالس للطعام ام الذي يخدم؟ اما
هو الجالس للطعام؟ وانا بينكم مثل الذي يخدم.
28- وانتم ثــبتم معي في محنتي،
29- وانا اعطيكم ملكوتا كما اعطاني ابـي،
30- فتاكلون وتشربون على مائدتي في ملكوتي، وتجلسون
على عروش لتدينوا عشائر بني اسرائيل الاثني عشر«.
31- وقال الرب يسوع: «سمعان، سمعان! ها هو الشيطان
يطلب ان يغربلكم مثلما يغربل الزارع القمح.
32- ولكنـي طلبت لك ان لا تفقد ايمانك. وانت متى
رجعت، ثــبت اخوانك«.
33- فاجابه سمعان: «يا رب، انا مستعد ان اذهب معك
الى السجن والى الموت«.
34- فقال له يسوع: «اقول لك يا بطرس: لا يصيح الديك
اليوم حتى تنكرني ثلاث مرات«.
35- ثم قال لتلاميذه: «عندما ارسلتكم بلا مال ولا
كيس ولا حذاء هل احتجتم الى شيء؟« قالوا: «لا«.
36- فقال لهم: «اما الآن، فمن عنده مال فلياخذه، او
كيس فليحمله. ومن لا سيف عنده، فليبــــــع ثوبه
ويشتر سيفا.
37- اقول لكم: يجب ان تتم في هذه الآية: واحصوه مع
المجرمين. وما جاء عني لا بد ان يتم«.
38- فقالوا: «يا رب! معنا هنا سيفان«. فاجابهم:
«كفى! «
39- ثم خرج وذهب كعادته الى جبل الزيتون يتبعه
تلاميذه.
40- ولما وصل الى المكان قال لهم: «صلوا لئلا تقعوا
في التجربة«.
41- وابتعد عنهم مسافة رمية حجر وركع وصلى،
42- فقال: «يا ابـي، ان شئت، فابعد عني هذه الكاس!
ولكن لتكن ارادتك لا ارادتي«.
43- وظهر له ملاك من السماء يقويه.
44- ووقع في ضيق، فاجهد نفسه في الصلاة، وكان عرقه
مثل قطرات دم تتساقط على الارض.
45- وقام عن الصلاة ورجع الى التلاميذ، فوجدهم
نـياما من الحزن.
46- فقال لهم: «ما بالكم نائمين؟ قوموا وصلـوا لئلا
تقعوا في التجربة«.
47- وبينما هو يتكلم، ظهرت عصابة يقودها المدعو
يهوذا، احد التلاميذ الاثني عشر، فدنا من يسوع
ليقبله.
48- فقال له يسوع: «ابقبلة، يا يهوذا، تسلم ابن
الانسان؟«
49- فلما راى التلاميذ ما يجري قالوا: «انضرب
بالسيف، يا رب؟«
50- وضرب واحد منهم خادم رئيس الكهنة فقطع اذنه
اليمنى.
51- فاجاب يسوع: «كفى. لا تزيدوا! « ولمس اذن الرجل
فشفاها.
52- وقال يسوع للمقبلين عليه من رؤساء الكهنة وقادة
حرس الهيكل والشيوخ: «اعلى لص خرجتم بسيوف وعصي؟
53- كنت كل يوم بينكم في الهيكل، فما مددتم ايديكم
علي. والآن هذه ساعتكم، وهذا سلطان الظلام«.
54- فقبضوا عليه واخذوه ودخلوا به الى دار رئيس
الكهنة. وكان بطرس يتبعه عن بعد.
55- واوقد الحرس نارا في ساحة الدار وقعدوا حولها،
وقعد بطرس بينهم.
56- فراته خادمة عند النـار، فتفرست فيه وقالت:
«وهذا الرجل كان مع يسوع! «
57- فانكر قال: «انا لا اعرفه، يا امراة! «
58- وبعد قليل رآه رجل فقال: «وانت منهم! « فاجابه
بطرس: «كلا، يا رجل! «
59- ومضى نحو ساعة، فقال احدهم مؤكدا: «وهذا حقا كان
معه، لانه من الجليل! «
60- فاجابه بطرس: «يا رجل، لا افهم ما تقول! «
وبينما هو يتكلم صاح الديك.
61- فالتفت الرب ونظر الى بطرس، فتذكر بطرس قول الرب
له: «قبل ان يصيح الديك اليوم، تنكرني ثلاث مرات«.
62- فخرج وبكى بكاء مرا.
63- واخذ الذين يحرسون يسوع يستهزئون به ويضربونه
64- ويغطـون وجهه ويسالونه: «من ضربك؟ تنبا! «
65- وزادوا على ذلك كثيرا من الشتائم.
66- ولما طلع الصبح اجتمع مجلس شيوخ الشعب وهم رؤساء
الكهنة ومعلمو الشريعة، فاستدعوا يسوع الى مجلسهم
67- وقالوا له: «ان كنت المسيح فقل لنا؟« فاجابهم:
«ان قلت لكم لا تصدقون،
68- وان سالتكم لا تجيبون.
69- لكن ابن الانسان سيجلس بعد اليوم عن يمين الله
القدير«.
70- فقالوا كلهم: «اانت ابن الله! « فاجابهم: «انتم
تقولون اني انا هو«.
71- فقالوا: «انحتاج بعد الى شهود؟ ونحن بانفسنا
سمعنا كلامه من فمه«.
|
31 |
42 |
انجيل
لوقا |
024 |
الرب
1- وجئن عند فجر الاحد الى القبر وهن يحملن الطيب
الذي هيانه.
2- فوجدن الحجر مدحرجا عن القبر.
3- فدخلن، فما وجدن جسد الرب يسوع.
4- وبينما هن في حيرة، ظهر لهن رجلان عليهما ثـياب
براقة،
5- فارتعبن ونكسن وجوههن نحو الارض، فقال لهن
الرجلان: «لماذا تطلبن الحي بين الاموات؟
6- ما هو هنا، بل قام. اذكرن كلامه لكن وهو في
الجليل،
7- حين قال: «يجب ان يسلم ابن الانسان الى ايدي
الخاطئين ويصلب، وفي اليوم الثـالث يقوم«.
8- فتذكرن كلامه.
9- ورجعن من القبر واخبرن التلاميذ الاحد عشر
والآخرين كلهم بما حدث،
10- وهن مريم المجدلـية وحنة ومريم ام يعقوب، وكذلك
سائر النساء اللواتي رافقنهن.
11- وظن الرسل انهن واهمات، فما صدقوهن.
12- ولكن بطرس قام واسرع الى القبر، فلما انحنى راى
الاكفان وحدها. فرجع متعجبا مما حدث.
13- وفي اليوم نفسه، كان اثنان من التلاميذ في
طريقهما الى قرية اسمها عمواس، على مسافة سبعة اميال
من اورشليم.
14- وكانا يتحدثان بهذه الامور كلها.
15- وبينما هما يتحدثان ويتجادلان، دنا منهما يسوع
نفسه ومشى معهما،
16- ولكن اعينهما عميت عن معرفته.
17- فقال لهما: «بماذا تتحدثان وانتما ماشيان؟«
فوقفا حزينين.
18- فاجابه احدهما، واسمه كليوباس: «انت وحدك غريب
في اورشليم فلا تعرف ما حدث فيها هذه الايام! «
19- فقال يسوع: «ماذا حدث؟« قالا له: «ما حدث ليسوع
النـاصري وكان نبـيا قديرا في القول والعمل عند الله
والشعب كله،
20- كيف اسلمه رؤساء كهنتنا وزعماؤنا للحكم عليه
بالموت، وكيف صلبوه.
21- وكنـا نامل ان يكون هو الذي يخلص اسرائيل. ومع
ذلك، فهذا هو اليوم الثـالث لتلك الاحداث التي وقعت.
22- لكن بعض النساء من جماعتنا حيرننا، لانهن زرن
القبر عند الفجر،
23- فما وجدن جسده، فرجعن وقلن انهن شاهدن ملائكة
ظهروا لهن واخبروهن بانه حي.
24- فذهب بعض رفاقنا الى القبر، فوجدوا الحال على ما
قالت النساء. واما هو، فما راوه«.
25- فقال لهما يسوع: «ما اغباكما وابطاكما عن
الايمان بكل ما قاله الانبـياء!
26- اما كان يجب على المسيح ان يعاني هذه الآلام،
فيدخل في مجده؟«
27- وشرح لهما ما جاء عنه في جميع الكتب المقدسة، من
موسى الى سائر الانبـياء.
28- ولما اقتربوا من القرية التي يقصدان اليها،
تظاهر لهما يسوع انه ذاهب الى مكان بعيد.
29- فتمسكا به وقالا: «اقم معنا، لان المساء اقترب
ومال النهار! « فدخل ليقيم معهما.
30- ولما جلسوا للطعام، اخذ يسوع خبزا وبارك وكسره
وناولهما.
31- فانفتحت عيونهما وعرفاه، ولكنه توارى عن
انظارهما.
32- فقال احدهما للآخر: «اما كان قلبنا يحترق في
صدرنا، حين حدثنا في الطريق وشرح لنا الكتب
المقدسة؟«
33- وقاما في الحال ورجعا الى اورشليم، فوجدا الرسل
الاحد عشر ورفاقهم مجتمعين،
34- وكانوا يقولون: «قام الرب حقا وظهر لسمعان! «
35- فاخبراهم بما حدث في الطريق، وكيف عرفا الرب عند
كسر الخبز.
36- وبينما التلميذان يتكلمان، ظهر هو نفسه بينهم
وقال لهم: «سلام عليكم! «
37- فخافوا وارتعبوا، وظنوا انهم يرون شبحا.
38- فقال لهم: «ما بالكم مضطربـين، ولماذا ثارت
الشكوك في نفوسكم؟
39- انظروا الى يدي ورجلي، انا هو. المسوني وتحققوا.
الشبح لا يكون له لحم وعظم كما ترون لي«.
40- قال هذا واراهم يديه ورجليه.
41- ولكنهم ظلوا غير مصدقـين من شدة الفرح والدهشة.
فقال لهم: «اعندكم طعام هنا؟«
42- فناولوه قطعة سمك مشوي،
43- فاخذ واكل امام انظارهم.
44- ثم قال لهم: «عندما كنت بعد معكم قلت لكم: لا بد
ان يتم لي كل ما جاء عني في شريعة موسى وكتب
الانبـياء والمزامير«.
45- ثم فتح اذهانهم ليفهموا الكتب المقدسة،
46- وقال لهم: «هذا ما جاء فيها، وهو ان المسيح
يتالم ويقوم من بين الاموات في اليوم الثـالث،
47- وتعلن باسمه بشارة التوبة لغفران الخطايا الى
جميع الشعوب، ابتداء من اورشليم.
48- وانتم شهود على ذلك.
49- وسارسل اليكم ما وعد به ابـي. فاقيموا في مدينة
اورشليم الى ان تحل عليكم القوة من العلى«.
50- ثم خرج بهم الى بيت عنيا، ورفع يديه وباركهم.
51- وبينما هو يباركهم، انفصل عنهم ورفـع الى
السماء،
52- فسجدوا له، ورجعوا الى اورشليم وهم في فرح عظيم.
53- وكانوا كل حين في الهيكل يباركون الله.
|
32 |
43 |
انجيل
يوحنا |
001 |
الرب
1- في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان
الكلمة الله.
2- هو في البدء كان عند الله.
3- به كان كل شيء، وبغيره ما كان شيء مما كان.
4- فيه كانت الحياة، وحياته كانت نور النـاس.
5- والنور يشرق في الظلمة، والظلمة لا تقوى عليه.
6- ظهر رسول من الله اسمه يوحنا.
7- جاء يشهد للنور حتى يؤمن النـاس على يده.
8- ما كان هو النور، بل شاهدا للنور.
9- الكلمة هو النور الحق، جاء الى العالم لينير كل
انسان.
10- كان في العالم، وبه كان العالم، وما عرفه
العالم.
11- الى بيته جاء، فما قبله اهل بيته.
12- اما الذين قبلوه، المؤمنون باسمه، فاعطاهم
سلطانا ان يصيروا ابناء الله.
13- وهم الذين ولدوا لا من دم ولا من رغبة جسد ولا
من رغبة رجل، بل من الله.
14- والكلمة صار بشرا وعاش بيننا، فراينا مجده مجدا
يفيض بالنعمة والحق، ناله من الآب، كابن له اوحد.
15- شهد له يوحنا فنادى: »هذا هو الذي قلت فيه: يجيء
بعدي ويكون اعظم مني، لانه كان قبلي«.
16- من فيض نعمه نلنا جميعا نعمة على نعمة،
17- لان الله بموسى اعطانا الشريعة، واما بـيسوع
المسيح فوهبنا النعمة والحق.
18- ما من احد راى الله. الاله الاوحد الذي في حضن
الآب هو الذي اخبر عنه.
19- هذه شهادة يوحنا، حين ارسل اليه اليهود من
اورشليم كهنة ولاويـين ليسالوه: «من انت؟«
20- فاعترف وما انكر، اعترف قال: «ما انا المسيح«.
21- فقالوا: «من انت، اذا؟ هل انت ايليا؟« قال: «ولا
ايليا«. قالوا: «هل انت النبـي؟« اجاب: «لا«.
22- فقالوا له: «من انت، فنحمل الجواب الى الذين
ارسلونا. ماذا تقول عن نفسك؟«
23- قال: «انا، كما قال النبـي اشعيا: صوت صارخ في
البرية: قوموا طريق الرب«.
24- وكان بينهم فريسيون،
25- فقالوا ليوحنا: «كيف تعمد وما انت المسيح ولا
ايليا ولا النبـي؟«
26- اجابهم: «انا اعمد بالماء، وبينكم من لا
تعرفونه.
27- هو الذي يجيء بعدي، ويكون اعظم مني، وما انا اهل
لان احل رباط حذائه«.
28- جرى هذا كله في بيت عنيا، عبر نهر الاردن، حيث
كان يوحنا يعمد.
29- وفي الغد راى يوحنا يسوع مقبلا اليه، فقال: «ها
هو حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم.
30- هذا هو الذي قلت فيه: يجيء بعدي رجل صار اعظم
مني، لانه كان قبلي.
31- وما كنت اعرفه، فجئت اعمد بالماء حتى يظهر
لاسرائيل«.
32- وشهد يوحنا، قال: «رايت الروح ينزل من السماء
مثل حمامة ويستقر عليه.
33- وما كنت اعرفه، لكن الذي ارسلني لاعمد بالماء
قال لي: «الذي ترى الروح ينزل ويستقر عليه هو الذي
سيعمد بالروح القدس.
34- وانا رايت وشهدت انه هو ابن الله«.
35- وكان يوحنا في الغد واقفا هناك، ومعه اثنان من
تلاميذه.
36- فنظر الى يسوع وهو مار وقال: «ها هو حمل الله«.
37- فسمع التلميذان كلامه، فتبعا يسوع.
38- والتفت يسوع فرآهما يتبعانه، فقال لهما: «ماذا
تريدان؟« قالا: «رابـي (اي يا معلم) اين تقـيم؟«
39- قال: «تعالا وانظرا«. فذهبا ونظرا اين يقيم،
فاقاما معه ذلك اليوم، وكانت الساعة نحو الرابعة بعد
الظهر.
40- وكان اندراوس اخو سمعان بطرس احد التلميذين
اللذين سمعا كلام يوحنا فتبعا يسوع.
41- ولقـي اندراوس اخاه سمعان، فقال له: «وجدنا
المسيا«، اي المسيح.
42- وجاء به الى يسوع، فنظر اليه يسوع وقال: «انت
سمعان بن يوحنا، وسادعوك «كيفا« (اي صخرا) «.
43- واراد يسوع في الغد ان يذهب الى الجليل. فلقـي
فـيلبس، فقال له: «اتبعني«.
44- وكان فـيلبس من بيت صيدا، مدينة اندراوس وبطرس.
45- ولقـي فـيلبس نثنائيل، فقال له: «وجدنا الذي
ذكره موسى الشريعة، والانبـياء في الكتب، وهو يسوع
ابن يوسف من النـاصرة«.
46- فقال له نثنائيل: «امن النـاصرة يخرج شيء
صالـح؟« فاجابه فـيلبس: «تعال وانظر«.
47- وراى يسوع نثنائيل مقبلا اليه فقال: «هذا
اسرائيلي صميم لا شك فيه! «
48- فقال له نثنائيل: «كيف عرفتني؟« فاجابه يسوع:
«رايتك تحت التينة قبلما دعاك فـيلبس«.
49- فقال نثنائيل: «انت يا معلم ابن الله. انت ملك
اسرائيل! «
50- فاجابه يسوع: «هل آمنت لاني قلت لك: رايتك تحت
التينة؟ سترى اعظم من هذا«.
51- وقال له: «الحق اقول لكم: سترون السماء مفتوحة
وملائكة الله صاعدين نازلين على ابن الانسان«.
|
33 |
43 |
انجيل
يوحنا |
004 |
الرب
1- وعرف الرب يسوع ان الفريسيـين سمعوا انه تلمذ
وعمد اكثر مما تلمذ يوحنا وعمد،
2- مع ان يسوع نفسه ما كان يعمد بل تلاميذه،
3- فترك اليهودية ورجع الى الجليل.
4- وكان لا بد له من المرور بالسامرة،
5- فوصل الى مدينة سامرية اسمها سوخار، بالقرب من
الارض التي وهبها يعقوب لابنه يوسف،
6- وفيها بئر يعقوب. وكان يسوع تعب من السفر، فقعد
على حافة البئر. وكان الوقت نحو الظهر.
7- فجاءت امراة سامرية تستقي من ماء البئر، فقال لها
يسوع: «اعطيني لاشرب«.
8- وكان تلاميذه في المدينة يشترون طعاما.
9- فاجابت المراة: «انت يهودي وانا سامرية، فكيف
تطلب مني ان اسقـيك؟« قالت هذا لان اليهود لا
يخالطون السامريـين.
10- فقال لها يسوع: «لو كنت تعرفين عطية الله، ومن
هو الذي يقول لك اعطيني لاشرب، لطلبت انت منه فاعطاك
ماء الحياة«.
11- قالت له المراة: «لا دلو معك، يا سيدي، والبئر
عميقة، فمن اين لك ماء الحياة؟
12- ابونا يعقوب اعطانا هذه البئر، وشرب منها هو
واولاده ومواشيه، فهل انت اعظم من يعقوب؟«
13- فاجابها يسوع: «كل من يشرب من هذا الماء يعطش
ثانية،
14- اما من يشرب من الماء الذي اعطيه انا، فلن يعطش
ابدا. فالماء الذي اعطيه يصير فيه نبعا يفيض بالحياة
الابدية«.
15- قالت له المراة: «اعطني من هذا الماء يا سيدي،
فلا اعطش ولا اعود الى هنا لاستقـي«.
16- قال لها: «اذهبـي وادعي زوجك، وارجعـي الى هنا«.
17- فاجابت المراة: «لا زوج لي«. فقال لها يسوع:
«اصبت في قولك: لا زوج لي،
18- لانه كان لك خمسة ازواج، والذي لك الآن ما هو
زوجك. وفي هذا صدقت«.
19- قالت المراة: «ارى انك نبـي، يا سيدي!
20- آباؤنا عبدوا الله في هذا الجبل، وانتم اليهود
تقولون ان اورشليم هي المكان الذي يجب ان نعبد الله
فيه«.
21- قال لها يسوع: «صدقيني يا امراة، يحين وقت يعبد
النـاس فيه الآب، لا في هذا الجبل ولا في اورشليم.
22- وانتم السامريـين تعبدون من تجهلونه، ونحن
اليهود نعبد من نعرف، لان الخلاص يجيء من اليهود.
23- ولكن ستجيء ساعة، بل جاءت الآن، يعبد فيها
العابدون الصادقون الآب بالروح والحق. هؤلاء هم
العابدون الذين يريدهم الآب.
24- الله روح، وبالروح والحق يجب على العابدين ان
يعبدوه«.
25- قالت له المراة: «اعرف ان المسيا، (اي المسيح)
سيجيء. ومتى جاء اخبرنا بكل شيء«.
26- قال لها يسوع: «انا هو، انا الذي يكلمك«.
27- وعند ذلك رجع تلاميذه. فتعجبوا حين وجدوه يحادث
امراة. ولكن لا احد منهم قال: «ماذا تريد منها؟« او
«لماذا تحادثها؟«
28- وتركت المراة جرتها ورجعت الى المدينة. فقالت
للنـاس هناك:
29- »تعالوا انظروا رجلا ذكر لي كل ما عملت. فهل
يكون هو المسيح؟«
30- فخرجوا من المدينة وجاؤوا الى يسوع.
31- وكان التلاميذ في اثناء ذلك يقولون ليسوع: «كل،
يا معلم«.
32- فقال لهم: «لي طعام آكله لا تعرفونه انتم«.
33- فاخذ التلاميذ يتساءلون: «هل جاءه احد بما
يؤكل؟«
34- وقال لهم يسوع: «طعامي ان اعمل بمشيئة الذي
ارسلني واتمم عمله.
35- اما تقولون: بعد اربعة اشهر يجيء الحصاد؟ وانا
اقول لكم: تطلعوا وانظروا الى الحقول كيف ابـيضت
ونضجت للحصاد.
36- وها هو الحاصد ياخذ اجرته، فيجمع ثمرا للحياة
الابدية. فيفرح الزارع مع الحاصد،
37- ويصدق القول: واحد يزرع وآخر يحصد.
38- وانا ارسلتكم لتحصدوا حقلا ما تعبتم فيه. غيركم
تعب وانتم تجنون ثمرة اتعابه«.
39- فآمن به كثير من السامريـين في تلك المدينة، لان
المراة شهدت فقالت: «ذكر لي كل ما عملت«.
40- فلما جاء اليه السامريون رجوا منه ان يقيم
عندهم، فاقام يومين.
41- وزاد كثيرا عدد المؤمنين به عندما سمعوا كلامه،
42- وقالوا للمراة: «نحن نؤمن الآن، لا لكلامك، بل
لاننا سمعناه بانفسنا وعرفنا انه بالحقيقة هو مخلص
العالم«.
43- وبعد يومين ذهب يسوع الى الجليل،
44- مع انه هو الذي قال: «لا كرامة لنبـي في وطنه«.
45- فلما وصل الى الجليل، رحب به اهلها، لانهم كانوا
في اورشليم في عيد الفصح، فشاهدوا كل ما عمل مدة
العيد.
46- وجاء ايضا الى قانا الجليل، حيث جعل الماء خمرا.
وكان في كفرناحوم رجل من حاشية الملك، له ابن مريض.
47- فلما سمع ان يسوع وصل من اليهودية الى الجليل،
جاء اليه يلتمس منه ان ينزل الى كفرناحوم لـيشفي
ابنه الذي اشرف على الموت.
48- فقال له يسوع: «انتم لا تؤمنون الا اذا رايتم
الآيات والعجائب«.
49- فقال له الرجل: «انزل يا سيدي، قبل ان يموت
ولدي«.
50- فقال له يسوع: «اذهب! ابنك حي«. فآمن الرجل
بكلام يسوع وذهب الى كفرناحوم.
51- وبينما هو في الطريق، لاقاه خدمه واخبروه بان
ابنه حي.
52- فسالهم: «متى تعافى؟« اجابوا: «البارحة، في
الساعة الواحدة بعد الظهر، تركته الحمى«.
53- فتذكر الاب انها الساعة التي قال فيها يسوع:
«ابنك حي«. فآمن هو وجميع اهل بيته.
54- هذه ثانـية آيات يسوع، صنعها بعد مجيئه من
اليهودية الى الجليل.
|
34 |
43 |
انجيل
يوحنا |
005 |
الرب
1- وجاء عيد لليهود، فصعد يسوع الى اورشليم.
2- وفي اورشليم، قرب باب الغنم، بركة لها خمسة
اروقة، يسمونها بالعبرية بيت زاتا.
3- وكان في الاروقة جماعة من المرضى، بين عميان
وعرجان ومفلوجين، [ينتظرون تحريك الماء،
4- لان ملاك الرب كان ينزل احيانا في البركة ويحرك
الماء. فكان الذي يسبق الى النزول بعد تحريك الماء
يشفى من اي مرض اصابه].
5- وكان هناك رجل مريض من ثمان وثلاثين سنة.
6- فلما رآه يسوع مستلقيا، عرف ان له مدة طويلة على
هذه الحال، فقال له: «اتريد ان تشفى؟«
7- فاجابه المريض: «ما لي احد، يا سيدي، ينزلني في
البركة عندما يتحرك الماء. وكلما حاولت الوصول اليها
سبقني غيري«.
8- فقال له يسوع: «قم واحمل فراشك وامش«.
9- فتعافى الرجل في الحال، وحمل فراشه ومشى. وكان
ذلك يوم السبت.
10- فقال اليهود للذي تعافى: «هذا يوم السبت، فلا
يحل لك ان تحمل فراشك«.
11- فاجابهم: «الذي شفاني قال لي: احمل فراشك وامش«.
12- فسالوه: «من هو الذي قال لك احمل فراشك وامش؟«
13- وكان الرجل لا يعرف من هو، لان يسوع ابتعد عن
الجمع المحتشد هناك.
14- ولقـيه يسوع بعد ذلك في الهيكل، فقال له: «انت
الآن تعافيت، فلا تعد الى الخطيئة، لئلا تصاب
باسوا«.
15- فذهب الرجل الى اليهود واخبرهم بان يسوع هو الذي
شفاه.
16- فاخذ اليهود يضطهدون يسوع، لانه كان يفعل ذلك
يوم السبت.
17- فقال لهم يسوع: «ابـي يعمل في كل حين، وانا اعمل
مثله«.
18- فازداد سعي اليهود الى قتله، لانه مع مخالفته
الشريعة في السبت، قال ان الله ابوه، فساوى نفسه
بالله.
19- فقال لهم يسوع: »الحق الحق اقول لكم: لا يقدر
الابن ان يعمل شيئا من عنده، بل يعمل ما راى الآب
يعمله. فما يعمله الآب يعمل مثله الابن.
20- فالآب يحب الابن ويريه كل ما يعمل، وسيريه ما هو
اعظم، فتتعجبون
21- فكما يقيم الآب الموتى ويحيـيهم، كذلك الابن
يحيــي من يشاء.
22- والآب لا يدين بنفسه احدا لانه جعل الدينونة
كلها للابن،
23- حتى يمجد جميع النـاس الابن، كما يمجدون الآب.
من لا يمجد الابن، لا يمجد الآب الذي ارسله.
24- الحق الحق اقول لكم:من يسمع لي ويؤمن بمن ارسلني
فله الحياة الابدية، ولا يحضر الدينونة، لانه انتقل
من الموت الى الحياة.
25- الحق الحق اقول لكم: ستجـيء ساعة، بل جاءت الآن،
يسمع فيها الاموات صوت ابن الله، وكل من يصغي اليه
يحيا.
26- فكما ان الآب هو في ذاته مصدر الحياة، فكذلك
اعطى الابن ان يكون في ذاته مصدر الحياة
27- واعطاه ان يدين ايضا لانه ابن الانسان.
28- لا تتعجبوا من هذا. ستجيء ساعة يسمع فيها صوته
جميع الذين في القبور،
29- فيخرج منها الذين عملوا الصالحات ويقومون الى
الحياة، والذين عملوا السيئات يقومون الى الدينونة.
30- انا لا اقدر ان اعمل شيئا من عندي. فكما اسمع من
الآب احكم، وحكمي عادل لاني لا اطلب مشيئتي، بل
مشيئة الذي ارسلني.
31- لو كنت اشهد لنفسي، لكانت شهادتي باطلة.
32- ولكن غيري يشهد لي، وانا اعرف ان شهادته صحيحة.
33- ارسلتم رسلا الى يوحنا، فشهد يوحنا للحق.
34- لا اعتمد على شهادة انسان، ولكني اقول هذا
لخلاصكم.
35- كان يوحنا سراجا منيرا ساطعا، فرضيتم ان تبتهجوا
فترة بنوره.
36- لي شهادة اعظم من شهادة يوحنا: لي اعمالي التي
اعطاني الآب ان اعملها، وهذه الاعمال التي اعملها هي
نفسها تشهد لي بان الآب ارسلني.
37- والآب الذي ارسلني هو يشهد لي. ما سمعتم صوته من
قبل، ولا رايتم وجهه،
38- وكلامه لا يثبت فيكم، لانكم لا تؤمنون بالذي
ارسله.
39- تفحصون الكتب المقدسة، حاسبـين ان لكم فيها
الحياة الابدية، هي تشهد لي،
40- ولكنكم لا تريدون ان تجيئوا الي لتكون لكم
الحياة.
41- انا لا اطلب مجدا من عند النـاس،
42- لاني عرفتكم فعرفت ان محبة الله لا محل لها في
قلوبكم.
43- جئت باسم ابـي، فما قبلتموني. ولو جاءكم غيري
باسم نفسه لقبلتموه.
44- وكيف تؤمنون ما دمتم تطلبون المجد بعضكم من بعض،
والمجد الذي هو من الله الواحد لا تطلبونه؟
45- لا تظنوا اني اشكوكم الى الآب، فلكم من يشكوكم:
موسى الذي وضعتم فيه رجاءكم.
46- ولو كنتم تصدقون موسى لصدقتموني، لانه كتب فاخبر
عني.
47- واذا كنتم لا تصدقون ما كتبه، فكيف تصدقون
كلامي؟«
|
35 |
43 |
انجيل
يوحنا |
006 |
الرب
1- ثم عبر يسوع بحر الجليل وهو بحيرة طبرية،
2- فتبعه جمهور كبـير، لانهم راوا آياته في شفاء
المرضى.
3- فصعد يسوع الى الجبل وجلس مع تلاميذه.
4- وكان اقترب عيد الفصح عند اليهود.
5- فرفع يسوع عينيه فراى الجموع مقبلة اليه، فقال
لفيلبس: «من اين نشتري الخبز لنطعمهم؟«
6- قال هذا ليجرب فـيلبس، لان يسوع كان يعرف ما
سيعمل.
7- فاجابه فـيلبس: «لو اشترينا خبزا بمئتي دينار،
لما كفى ان يحصل الواحد منهم على كسرة صغيرة«.
8- وقال له احد تلاميذه، وهو اندراوس اخو سمعان
بطرس:
9- »ههنا صبـي معه خمسة ارغفة من شعير وسمكتان، ولكن
ما نفعها لمثل هذا الجمع؟«
10- فقال يسوع: «اقعدوا النـاس«. وكان هناك عشب كثير
فقعدوا. وكان عدد الرجال نحو خمسة آلاف.
11- فاخذ يسوع الارغفة وشكر، ثم وزع على الحاضرين
بمقدار ما ارادوا. وهكذا فعل بالسمكتين.
12- فلما شبعوا، قال لتلاميذه: «اجمعوا ما فضل من
الكسر لئلا يضيع منها شيء«.
13- فجمعوها وملاوا اثنتي عشرة قفة من الكسر التي
فضلت عن الآكلين من ارغفة الشعير الخمسة.
14- فلما راى النـاس هذه الآية التي صنعها يسوع
قالوا: «بالحقيقة، هذا هو النبـي الآتي الى العالم!
«
15- وعرف يسوع انهم يستعدون لاختطافه وجعله ملكا،
فابتعد عنهم ورجع وحده الى الجبل.
16- ولما جاء المساء، نزل تلاميذه الى بحر الجليل.
17- فركبوا قاربا وعبروا به الى كفرناحوم. واظلم
الليل قبل ان يلحقهم يسوع.
18- وهبت عاصفة شديدة، فهاج البحر.
19- وبعدما قطعوا ثلاثة اميال او اربعة، راوا يسوع
يدنو من القارب ماشيا على البحر فخافوا.
20- فقال لهم: «انا هو لا تخافوا! «
21- وارادوا ان يصعدوه الى القارب، فوصل القارب في
الحال الى الارض التي كانوا يقصدونها.
22- وفي الغد، تذكر الجمع الذي بقـي على الشـاطـئ
الآخر ان قاربا واحدا كان هناك، وان يسوع ما صعد
اليه مع تلاميذه، بل ذهب التلاميذ وحدهم.
23- الا ان بعض القوارب جاءت من طبرية الى الشـاطئ
القريب من الموضع الذي اكلوا فيه الخبز بعد ان شكر
الرب.
24- فلما راى الجمع ان يسوع ما كان هناك ولا تلاميذه
ركبوا القوارب وذهبوا الى كفرناحوم يبحثون عنه.
25- فلما وجدوه على الشـاطئ الآخر قالوا له: «متى
وصلت الى هنا، يا معلم؟«
26- فاجابهم يسوع: «الحق الحق اقول لكم: انتم
تطلبوني لا لانكم رايتم الآيات، بل لانكم اكلتم
الخبز وشبعتم.
27- لا تعملوا للقوت الفاني، بل اعملوا للقوت الباقي
للحياة الابدية. هذا القوت يهبه لكم ابن الانسان،
لان الله الآب ختمه بختمه«.
28- قالوا له: «كيف نعمل ما يريده الله؟«
29- فاجابهم: «ان تؤمنوا بمن ارسله: هذا ما يريده
الله«.
30- فقالوا له: «ارنا آية حتى نؤمن بك! ماذا تقدر
انت ان تعمل؟
31- آباؤنا اكلوا المن في البرية، كما جاء في
الكتاب: «اعطاهم خبزا من السماء لياكلوا«.
32- فاجابهم يسوع: «الحق الحق اقول لكم: ما اعطاكم
موسى الخبز من السماء. ابـي وحده يعطيكم الخبز
الحقيقي من السماء.
33- لان خبز الله هو الذي ينزل من السماء ويعطي
العالم الحياة«.
34- قالوا له: «يا سيد، اعطنا كل حين من هذا الخبز«.
35- فقال لهم يسوع: »انا هو خبز الحياة. من جاء الي
لا يجوع، ومن آمن بـي لا يعطش ابدا.
36- لكني قلت لكم: تروني ولا تؤمنون.
37- من وهبه الآب لي يجيء الي، ومن جاء الي لا ابعده
عني.
38- فما نزلت من السماء لاعمل ما اريده انا، بل ما
يريده الذي ارسلني.
39- وما يريده الذي ارسلني هو ان لا اخسر احدا ممن
وهبهم لي، بل اقيمهم كلهم في اليوم الآخر.
40- وهذا ما يريده ابـي: ان كل من راى الابن وآمن به
نال الحياة الابدية، وانا اقيمه في اليوم الآخر«.
41- فتذمر اليهود على يسوع لانه قال: «انا الخبز
الذي نزل من السماء«،
42- وقالوا: «اما هو يسوع ابن يوسف؟ نحن نعرف اباه
وامه، فكيف يقول الآن انه نزل من السماء؟«
43- فاجابهم يسوع: »لا تتذمروا فيما بينكم.
44- ما من احد يجيء الي الا اذا اجتذبه الآب الذي
ارسلني، وانا اقيمه في اليوم الآخر.
45- ويكونون كلهم تلاميذ الله، كما كتب الانبـياء.
فمن سمع الآب وتعلم منه جاء الي،
46- لا ان احدا راى الآب الا من جاء من عند الله: هو
الذي راى الآب.
47- الحق الحق اقول لكم: من آمن بـي، فله الحياة
الابدية.
48- انا هو خبز الحياة.
49- آباؤنا اكلوا المن في البرية وماتوا،
50- لكن من ياكل هذا الخبز النـازل من السماء لا
يموت.
51- انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. من اكل
هذا الخبز يحيا الى الابد. والخبز الذي اعطيه هو
جسدي، ابذله من اجل حياة العالم«.
52- ووقع جدال بين اليهود وتساءلوا: «كيف يقدر هذا
الرجل ان يعطينا جسده لناكله؟«
53- فقال لهم يسوع: »الحق الحق اقول لكم: ان كنتم لا
تاكلون جسد ابن الانسان ولا تشربون دمه، فلن تكون
فيكم الحياة.
54- ولكن من اكل جسدي وشرب دمي فله الحياة الابدية،
وانا اقيمه في اليوم الآخر.
55- جسدي هو القوت الحقيقي، ودمي هو الشراب الحقيقي.
56- من اكل جسدي وشرب دمي يثبت هو في، واثبت انا
فيه.
57- وكما انا احيا بالآب الحي الذي ارسلني، فكذلك
يحيا بـي من ياكل جسدي.
58- هذا هو الخبز النـازل من السماء، لا المن الذي
اكله آباؤكم ثم ماتوا. من اكل هذا الخبز يحيا الى
الابد«.
59- قال يسوع هذا الكلام وهو في مجمع كفرناحوم.
60- فقال كثير من تلاميذه لما سمعوه: «هذا كلام صعب،
من يطيق ان يسمعه؟«
61- وعرف يسوع ان تلاميذه يتذمرون، فقال لهم:
«ايسوءكم كلامي هذا؟
62- فكيف لو رايتم ابن الانسان يصعد الى حيث كان من
قبل؟
63- الروح هو الذي يحيـي، واما الجسد فلا نفع منه.
والكلام الذي كلمتكم به هو روح وحياة.
64- ولكن فيكم من لا يؤمنون«. قال يسوع هذا لانه كان
يعرف منذ البدء من الذين لا يؤمنون به ومن الذي
سيسلمه.
65- ثم قال: «ولهذا قلت لكم: لا يجيء احد الي الا
بنعمة من الآب«.
66- فتخلى عنه من تلك الساعة كثير من تلاميذه
وانقطعوا عن مصاحبته.
67- فقال يسوع للتلاميذ الاثني عشر: «وانتم، اما
تريدون ان تتركوني مثلهم؟«
68- فاجابه سمعان بطرس: «الى من نذهب يا سيد، وكلام
الحياة الابدية عندك؟
69- نحن آمنـا بك وعرفنا انك انت قدوس الله«.
70- فقال لهم يسوع: «اما اخترتكم، انتم الاثني عشر؟
لكن واحدا منكم شيطان! «
71- وعنى بذلك يهوذا بن سمعان اسخريوط، وهو الذي
سيسلمه، مع انه احد الاثني عشر.
|
36 |
43 |
انجيل
يوحنا |
011 |
الرب
1- ومرض رجل اسمه لعازر من بيت عنيا، من قرية مريم
واختها مرتا.
2- ومريم هذه هي التي سكبت الطيب على قدمي الرب يسوع
ومسحتهما بشعرها. وكان لعازر المريض اخاها.
3- فارسلت الاختان الى يسوع تقولان: «يا سيد، الذي
تحبه مريض«.
4- فلما سمع يسوع قال: «ما هذا المرض للموت، بل لمجد
الله. فبه سيتمجد ابن الله«.
5- وكان يسوع يحب مرتا واختها ولعازر،
6- لكنه بقـي في مكانه يومين، بعدما عرف ان لعازر
مريض.
7- ثم قال للتلاميذ: «تعالوا نرجـع الى اليهودية«.
8- فاجابه التلاميذ: «يا معلم، اترجـع الى هناك، ومن
وقت قريب اراد اليهود ان يرجموك؟«
9- فقال يسوع: «اما النهار اثنتا عشرة ساعة؟ فمن سار
في النهار لا يعثر، لانه يرى نور هذا العالم.
10- ومن سار في الليل يعثر، لان لا نور فيه«.
11- ثم قال لهم: «حبـيبنا لعازر نائم، وانا ذاهب
لاوقظه«.
12- فقال له التلاميذ: «اذا كان نائما يا سيد،
فسيشفى«.
13- وكان يسوع يعني نومة الموت، فظنوا انه يعني راحة
النوم.
14- فقال لهم يسوع بكل صراحة: «لعازر مات.
15- ويسرني، لاجلكم حتى تؤمنوا، اني ما كنت هناك.
قوموا نذهب اليه! «
16- فقال توما الملقب بالتوام لاخوانه التلاميذ:
«تعالوا نذهب نحن ايضا ونموت معه! «
17- فلما وصل يسوع وجد ان لعازر في القبر من اربعة
ايام.
18- وبيت عنيا تبعد عن اورشليم نحو ميلين.
19- وكان كثير من اليهود جاؤوا الى مرتا ومريم
يعزونهما عن اخيهما.
20- فلما سمعت مرتا بمجيء يسوع خرجت لاستقباله،
وبقـيت مريم في البيت.
21- فقالت مرتا ليسوع: «لو كنت هنا، يا سيد، ما مات
اخي!
22- ولكني ما زلت اعرف ان الله يعطيك كل ما تطلب
منه«.
23- فقال لها يسوع: «سيقوم اخوك«.
24- فاجابت: «اعرف انه سيقوم في القـيامة، في اليوم
الآخر«.
25- فقال لها يسوع: «انا هو القيامة والحياة. من آمن
بـي يحيا وان مات.
26- وكل من يحيا مؤمنا بـي لا يموت ابدا. اتؤمنين
بهذا؟«
27- اجابت: «نعم، يا سيد. انا اؤمن كل الايمان بانك
انت المسيح ابن الله الآتي الى العالم«.
28- ورجعت مرتا، بعدما قالت هذا الكلام، الى اختها
مريم تدعوها، فقالت لها همسا: «المعلم هنا، وهو
يطلبك«.
29- فقامت مريم حين سمعت هذا الخبر واسرعت الى يسوع.
30- وما كان يسوع وصل الى القرية، بل كان حيث
استقبلته مرتا.
31- فلما راى اليهود الذين كانوا في البيت مع مريم
يعزونها انها قامت وخرجت مسرعة، لحقوا بها وهم
يحسبون انها ذاهبة الى القبر لتبكي.
32- ووصلت مريم الى المكان الذي فيه يسوع، فما ان
راته حتى وقعت على قدميه وقالت له: «لو كنت هنا، يا
سيد، ما مات اخي! «
33- فلما رآها يسوع تبكي ويبكي معها اليهود الذين
رافقوها، توجعت نفسه واضطرب،
34- وقال: «اين دفنتموه؟« قالوا: «تعال، يا سيد،
وانظر«.
35- وبكى يسوع،
36- فقال اليهود: «انظروا، كم كان يحبه! «
37- لكن بعضهم قالوا: «هذا الذي فتح عيني الاعمى،
اما كان يقدر ان يرد الموت عن لعازر؟«
38- وتوجعت نفس يسوع ثانية وجاء الى القبر. وكان
القبر مغارة وعلى مدخلها حجر،
39- فقال يسوع: «ازيحوا الحجر! « فاجابت مرتا، اخت
الميت: «انتن يا سيد، فله في القبر اربعة ايام«.
40- فقال لها يسوع: «اما قلت لك ان آمنت تشاهدين مجد
الله؟«
41- فازاحوا الحجر، ورفع يسوع عينيه وقال: «اشكرك يا
ابـي، لانك استجبت لي.
42- وانا اعرف انك تستجيب لي في كل حين. ولكني اقول
هذا من اجل هؤلاء النـاس حولي، حتى يؤمنوا انك انت
ارسلتني«.
43- وصاح باعلى صوته: «لعازر، اخرج! «
44- فخرج الميت مشدود اليدين والرجلين بالاكفان،
معصوب الوجه بمنديل. فقال لهم يسوع: «حلوه ودعوه
يذهب«.
45- فلما شاهد اليهود الذين جاؤوا الى مريم ما عمل
يسوع، آمن به كثير منهم.
46- لكن جماعة منهم ذهبوا الى الفريسيـين واخبروهم
بما عمل.
47- فعقد رؤساء الكهنة والفريسيون مجلسا وقالوا:
«ماذا نعمل؟ وهذا الرجل يصنع آيات كثيرة.
48- فاذا تركناه على هذه الحال آمن به جميع النـاس،
فيجيء الرومانيون ويخربون هيكلنا وامتنا«.
49- فقال واحد منهم، وهو قيافا الذي كان رئيس الكهنة
في تلك السنة: «انتم لا تعرفون شيئا،
50- ولا تفهمون ان موت رجل واحد فدى الشعب خير لكم
من ان تهلك الامة كلها؟«
51- وما قال قيافا هذا الكلام من عنده، بل قاله لانه
رئيس الكهنة في تلك السنة، فتنــبا ان يسوع سيموت
فدى الامة.
52- ولكن لا فدى الامة فقط، بل يموت لـيجمع شمل
ابناء الله.
53- فعزموا من ذلك اليوم على قتل يسوع.
54- فما عاد يظهر بين اليهود، بل ذهب من هناك الى
ناحية قريبة من الصحراء، الى مدينة اسمها افرايم،
فاقام فيها مع تلاميذه.
55- واقترب الفصح عند اليهود، فصعد كثير من اهالي
القرى الى اورشليم لـيقوموا بفريضة الاطـهار قبل
الفصح.
56- وكانوا يبحثون عن يسوع ويسال بعضهم بعضا في
الهيكل: «ما رايكم؟ ايجيء الى العيد ام لا يجيء؟«
57- وكان رؤساء الكهنة والفريسيون امروا بان على كل
من يعرف اين هو ان يخبر عنه ليعتقلوه.
|
37 |
43 |
انجيل
يوحنا |
012 |
الرب
1- وقبل الفصح بستة ايام، جاء يسوع الى بيت عنيا
ونزل عند لعازر الذي اقامه من بين الاموات.
2- فهياوا له عشاء، واخذت مرتا تخدم، وكان لعازر احد
الجالسين معه للطعام.
3- فتناولت مريم قارورة طيب غالي الثمن من الناردين
النقي، وسكبتها على قدمي يسوع ومسحتهما بشعرها.
فامتلا البيت برائحة الطيب،
4- فقال يهوذا الاسخريوطي، احد تلاميذه، وهو الذي
سيسلمه:
5- » اما كان خيرا ان يباع هذا الطيب بثلاث مئة
دينار لتوزع على الفقراء؟«
6- قال هذا لا لعطفه على الفقراء، بل لانه كان لصا
وكان امين الصندوق، فيختلس ما يودع فيه.
7- فقال يسوع: «اتركوها! هذا الطيب حفظته لـيوم
دفني.
8- فالفقراء عندكم في كل حين، واما انا فلا اكون في
كل حين عندكم«.
9- وعلم جمهور كبـير من اليهود ان يسوع في بيت عنيا
فجاؤوا، لا من اجله وحده، بل ليشاهدوا لعازر الذي
اقامه من بين الاموات.
10- فتشاور رؤساء الكهنة ليقتلوا لعازر ايضا،
11- لان كثيرا من اليهود كانوا يتركونهم بسببه
ويؤمنون بـيسوع.
12- وفي الغد، سمعت الجموع التي جاءت الى العيد ان
يسوع قادم الى اورشليم.
13- فحملوا اغصان النخل وخرجوا لاستقباله وهم
يهتفون: المجد لله! تبارك الآتي باسم الرب! تبارك
ملك اسرائيل! «
14- ووجد يسوع جحشا فركب عليه، كما جاء في الكتاب:
15-» لا تخافي يا بنت صهيون: ها هو ملكك قادم اليك،
راكبا على جحش ابن اتان«.
16- وما فهم التلاميذ في ذلك الوقت معنى هذا كله.
ولكنهم تذكروا، بعدما تمجد يسوع، ان هذه الآية وردت
لتخبر عنه، وان الجموع عملوا هذا من اجله.
17- وكان الجمع الذين رافقوا يسوع عندما دعا لعازر
من القبر واقامه من بين الاموات، يشهدون له بذلك.
18- وخرجت الجماهير لاستقباله لانها سمعت انه صنع
تلك الآية.
19- فقال الفريسيون بعضهم لبعض: «ارايتم كيف انكم لا
تنفعون شيئا. ها هو العالم كله يتبعه! «
20- وكان بعض اليونانيـين يرافقون الذين صعدوا الى
اورشليم للعبادة في ايام العيد.
21- فجاؤوا الى فيلبس، وكان من بيت صيدا في الجليل.
وقالوا له: «يا سيد، نريد ان نرى يسوع«.
22- فذهب فيلبس واخبر اندراوس، وذهب فيلبس واندراوس
واخبرا يسوع.
23- فاجابهما يسوع: «جاءت الساعة التي فيها يتمجد
ابن الانسان.
24- الحق الحق اقول لكم: ان كانت الحـبة من الحنطة
لا تقع في الارض وتموت، تبقى وحدها. واذا ماتت اخرجت
حبا كثيرا.
25- من احب نفسه خسرها، ومن انكر نفسه في هذا العالم
حفظها للحياة الابدية.
26- من اراد ان يخدمني، فليتبعني، وحيث اكون انا
يكون خادمي. ومن خدمني اكرمه الآب.
27- الآن نفسي مضطربة، فماذا اقول؟ هل اقول: يا
ابـي، نجني من هذه الساعة؟ ولكني لهذا جئت.
28- يا ابـي، مجد اسمك! « فقال صوت من السماء:
«مجدته وسامجده! «
29- فسمعه الحاضرون، فقالوا: «هذا دوي رعد! « وقال
بعضهم: «كلمه ملاك! «
30- فقال يسوع: «ما كان هذا الصوت لاجلي، بل لاجلكم.
31- اليوم دينونة هذا العالم. واليوم يطرد سيد هذا
العالم.
32- وانا متى ارتفعت من هذه الارض، جذبت الي النـاس
اجمعين«.
33- قال هذا مشيرا الى الميتة التي سيموتها.
34- فاجابه الجمع: «علمتنا الشريعة ان المسيح يبقى
الى الابد. فكيف تقول: لا بد لابن الانسان ان
يرتفـع؟ فمن هو ابن الانسان هذا؟«
35- فقال لهم يسوع: «سيبقى النور معكــم وقـتا
قليــلا، فامشوا ما دام لكم النور، لئلا يباغتكم
الظلام. والذي يمشي في الظلام لا يعرف الى اين يتجه.
36- آمنوا بالنور، ما دام لكم النور، فتكونوا ابناء
النور«.
وابتعد يسوع عن انظارهم، بعدما قال لهم هذا الكلام.
37- ومع انه عمل لهم كل هذه الآيات، فما آمنوا به،
38- لـيتم ما قال النبـي اشعيا: «يا رب، من الذي آمن
بكلامنا؟ ولمن ظهرت يد الرب؟«
39- وما قدروا ان يؤمنوا به، لان اشعيا قال ايضا:
40-» اعمى الله عيونهم وقسى قلوبهم، لئلا يبصروا
بعيونهم ويفهموا بقلوبهم ويتوبوا فاشفيهم«.
41- قال اشعيا هذا الكلام لانه راى مجده وتحدث عنه.
42- غير ان كثيرا من رؤساء اليهود انفسهم آمنوا
بـيسوع، ولكنهم ما اعلنوا ايمانهم مسايرة
للفريسيـين، لئلا يطردوا من المجمع.
43- كانوا يحبون رضى النـاس اكثر من رضى الله.
44- فرفع يسوع صوته، قال: «من آمن بـي لا يؤمن بـي
انا، بل يؤمن بالذي ارسلني.
45- ومن رآني راى الذي ارسلني.
46- جئت نورا الى العالم، فمن آمن بـي لا يقيم في
الظلام،
47- ومن سمع اقوالي وما آمن بها لا ادينه، لاني ما
جئت لادين العالم بل لاخلص العالم.
48- من رفضني وما قبل كلامي، فله من يدينه. الكلام
الذي قلته يدينه في اليوم الآخر،
49- لاني ما تكلمت بشيء من عندي، بل الآب الذي
ارسلني اوصاني بما اقول واتكلم.
50- انا اعرف ان وصيته حياة ابدية. فالكلام الذي
اقوله اقوله كما قاله لي الآب«.
|
38 |
43 |
انجيل
يوحنا |
020 |
الرب
1- ويوم الاحد جاءت مريم المجدلـية الى القبر باكرا،
وكان ظلام بعد فرات الحجر مرفوعا عن القبر.
2- فاقبلت مسرعة الى سمعان بطرس والتلميذ الآخر الذي
احبه يسوع، وقالت لهما: «اخذوا الرب من القبر، ولا
نعرف اين وضعوه«.
3- فخرج بطرس والتلميذ الآخر الى القبر،
4- يسرعان السير معا. ولكن التلميذ الآخر سبق بطرس،
فوصل قبله الى القبر.
5- وانحنى من دون ان يدخل، فراى الاكفان على الارض.
6- ولحقه سمعان بطرس، فدخل القبر. وراى الاكفان على
الارض،
7- والمنديل الذي كان على راس يسوع ملفوفا في مكان
على حدة، لا ملقى مع الاكفان.
8- ودخل التلميذ الآخر الذي سبق بطرس الى القبر،
فراى وآمن،
9- لانهما كانا بعد لا يفهمان ما جاء في الكتاب وهو
ان يسوع يجب ان يقوم من بين الاموات.
10- ثم رجع التلميذان الى منزلهما.
11- اما مريم المجدلية، فوقفت عند القبر تبكي.
وانحنت نحو القبر وهي تبكي،
12- فرات ملاكين في ثياب بيضاء جالسين حيث كان جسد
يسوع، احدهما عند الراس والآخر عند القدمين.
13- فقال لها الملاكان: «لماذا تبكين، يا امراة؟«
اجابت: «اخذوا ربـي ولا اعرف اين وضعوه! «
14- قالت هذا والتفتت وراءها فرات يسوع واقفا، وما
عرفت انه يسوع.
15- فقال لها يسوع: «لماذا تبكين، يا امراة؟ ومن
تطلبـين؟« فظنت انه البستاني، فقالت له: «اذا كنت
انت اخذته يا سيدي، فقل لي اين وضعته حتى آخذه«.
16- فقال لها يسوع: «يا مريم«. فعرفته وقالت له
بالعبرية: «ربوني! « (اي يا معلم).
17- فقال لها يسوع: «لا تمسكيني، لاني ما صعدت بعد
الى الآب، بل اذهبـي الى اخوتي وقولي لهم: انا صاعد
الى ابـي وابـيكم، الهي والهكم«.
18- فرجعت مريم المجدلـية واخبرت التلاميذ بانها رات
الرب وانه قال لها هذا الكلام.
19- وفي مساء ذلك الاحد، كان التلاميذ مجتمعين
والابواب مقفلة خوفا من اليهود. فجاء يسوع ووقف
بينهم وقال: «سلام عليكم«.
20- واراهم يديه وجنبه، ففرح التلاميذ عندما شاهدوا
الرب.
21- فقال لهم يسوع ثانية: «سلام عليكم! كما ارسلني
الآب ارسلكم انا«.
22- قال هذا ونفخ في وجوههم وقال لهم: «خذوا الروح
القدس.
23- من غفرتم له خطاياه تغفر له، ومن منعتم عنه
الغفران يمنع عنه«.
24- وكان توما، احد التلاميذ الاثني عشر الملقب
بالتوام، غائــبا عندما جاء يسوع.
25- فقال له التلاميذ: «راينا الرب! « فاجابهم: «لا
اصدق الا اذا رايت اثر المسامير في يديه، ووضعت
اصبعي في مكان المسامير ويدي في جنبه«.
26- وبعد ثمانية ايام اجتمع التلاميذ في البيت مرة
اخرى، وتوما معهم، فجاء يسوع والابواب مقفلة، ووقف
بينهم وقال: «سلام عليكم«.
27- ثم قال لتوما: «هات اصبعك الى هنا وانظر يدي،
وهات يدك وضعها في جنبـي. ولا تشك بعد الآن، بل آمن!
«
28- فاجاب توما: «ربـي والهي! «
29- فقال له يسوع: «آمنت يا توما، لانك رايتني.
هنيئا لمن آمن وما راى«.
30- وصنع يسوع امام تلاميذه آيات اخرى غير مدونة في
هذا الكتاب.
31- اما الآيات المدونة هنا، فهي لتؤمنوا بان يسوع
هو المسيح ابن الله. فاذا آمنتم نلتم باسمه الحياة.
|
39 |
43 |
انجيل
يوحنا |
021 |
الرب
1- وظهر يسوع لتلاميذه مرة اخرى على شاطئ بحيرة
طبرية.
2- وكان ذلك حين اجتمع سمعان بطرس، وتوما الملقب
بالتوام، ونثنائيل الذي من قانا الجليل، وابنا زبدي،
وتلميذان آخران من تلاميذ يسوع.
3- فقال لهم سمعان بطرس: «انا ذاهب للصيد«. فقالوا
له: «ونحن نذهب معك«. فخرجوا وركبوا القارب، ولكنهم
في تلك الليلة ما امسكوا شيئا من السمك.
4- وفي الصباح وقف يسوع على الشـاطئ، فما عرف
التلاميذ انه يسوع.
5- فقال لهم: «ايها الشبان، امعكم شيء يؤكل؟«
فاجابوه: «لا«.
6- قال لهم: «القوا الشبكة الى يمين القارب تجدوا
سمكا«. فالقوا الشبكة وما قدروا ان يخرجوها، لكثرة
ما فيها من السمك.
7- فقال التلميذ الذي كان يحبه يسوع لبطرس: «هذا هو
الرب! « فلما سمع سمعان بطرس قوله: «هذا هو الرب«،
لبس ثوبه لانه كان عريانا، والقى نفسه في الماء.
8- وجاء التلاميذ الآخرون بالقارب، يجرون الشبكة بما
فيها من السمك، وكانوا لا يبعدون الا مئتي ذراع عن
البر.
9- فلما نزلوا الى البر راوا جمرا عليه سمك، وخبزا.
10- فقال لهم يسوع: «هاتوا من السمك الذي امسكتموه
الآن«.
11- فصعد سمعان بطرس الى القارب وجذب الشبكة الى
البر وكانت امتلات بمئة وثلاث وخمسين سمكة كبـيرة،
من دون ان تتمزق مع هذا العدد الكثير.
12- فقال لهم يسوع: «تعالوا كلوا! « وما جرؤ احد من
التلاميذ ان يساله من انت، لانهم عرفوا انه الرب.
13- ودنا يسوع، فاخذ الخبز وناولهم، وكذلك ناولهم من
السمك.
14- هذه مرة ثالثة ظهر فيها يسوع لتلاميذه بعد
قيامته من بين الاموات.
15- وبعدما اكلوا، قال يسوع لسمعان بطرس: «يا سمعان
بن يوحنا، اتحبني اكثر مما يحبني هؤلاء؟« فاجابه:
«نعم، يا رب. انت تعرف اني احبك«. فقال له: «ارع
خرافي«.
16- وساله مرة ثانية: «يا سمعان بن يوحنا، اتحبني؟«
فاجابه: «نعم، يا رب، انت تعرف اني احبك«. فقال له:
«ارع خرافي«.
17- وساله مرة ثالثة: «يا سمعان بن يوحنا، اتحبني؟«
فحزن بطرس لان يسوع ساله مرة ثالثة: اتحبني؟ فقال:
«يا رب، انت تعرف كل شيء، وتعرف اني احبك«. قال له
يسوع: «ارع خرافي.
18- الحق الحق اقول لك: كنت، وانت شاب، تشد حزامك
بـيديك وتذهب الى حيث تريد. فاذا صرت شيخا مددت يديك
وشد غيرك لك حزامك واخذك الى حيث لا تريد«.
19- بهذا الكلام اشار يسوع الى الميتة التي سيموتها
بطرس، فيمجد بها الله. ثم قال له: «اتبعني«.
20- والتفت بطرس، فراى التلميذ الذي كان يحبه يسوع
يمشي خلفهما، وهو الذي مال على صدر يسوع وقت العشاء
وقال له: «يا سيد، من الذي سيسلمك؟«
21- فلما رآه بطرس قال لـيسوع: «يا رب، وهذا ما هو
مصيره؟«
22- فاجابه يسوع: «لو شئت ان يبقى الى ان اجيء،
فماذا يعنيك؟ اتبعني انت! «
23- فشاع بين الاخوة ان هذا التلميذ لا يموت، مع ان
يسوع ما قال لبطرس انه لا يموت، بل قال له: «لو شئت
ان يبقى الى ان اجيء، فماذا يعنيك؟«
24- وهذا التلميذ هو الذي يشهد بهذه الامور ويدونها،
ونحن نعرف ان شهادته صادقة.
25- وهناك امور كثيرة عملها يسوع، لو كتبها احد
بالتفصيل، لضاق العالم كله، على ما اظن، بالكتب التي
تحتويها.
|