|
الكتاب |
اسم الكتاب |
الفصل |
مضمون ... |
1 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
001 |
الرب
1- وشاخ الملك داود وطعن في السن، فكانوا يدثرونه
بالاغطية فلا يشعر بالدفء.
2- فقال له عبيده: «ليلتمس سيدنا الملك فتاة عذراء
تخدمك، وتعتني بك وتضطجع في حضنك، فتبعث فيك الدفء».
3- فبحثوا له عن فتاة جميلة في ارجاء اسرائيل،
فعثروا على ابيشج الشونمية فاحضروها الى الملك.
4- وكانت الفتاة بارعة الجمال، فصارت له حاضنة، تقوم
على خدمته، ولكن الملك لم يعاشرها.
5- وعظم ادونيا ابن حجيث نفسه قائلا: «انا املك»،
وجهز لنفسه مركبات وفرسانا واستاجر خمسين رجلا يجرون
امام موكبه.
6- ولم يغضبه ابوه قط بسؤاله: «لماذا فعلت هكذا؟»
وكان ادونيا وسيم الطلعة، وقد انجبته امه بعد
ابشالوم.
7- وتداول الامر مع يوآب بن صروية وابياثار الكاهن
فاعاناه،
8- واما صادوق الكاهن وبناياهو بن يهوياداع وناثان
النبي وشمعي وريعي وسواهم من الابطال من رجال داود
فلم ينساقوا معه.
9- وتوجه ادونيا الى عين روجل حيث ذبح غنما وبقرا
ومسمنات عند حجر الزاحفة، ودعا جميع اخوته ابناء
الملك، وجميع رجال يهوذا من حاشية داود،
10- ولكنه لم يدع ناثان النبي ولا بناياهو، ولا
الرجال الابطال ولا سليمان اخاه.
11- فاقبل ناثان النبي الى بثشبع ام سليمان قائلا: «الم
تعلمي ان ادونيا ابن حجيث قد ملك، وسيدنا داود لم
يعرف بالامر بعد؟
12- فالآن تعالي اشير عليك بما ينقذك وينقذ ابنك
سليمان.
13- امضي وادخلي الى الملك داود وقولي له: الم تحلف
ياسيدي الملك لجاريتك ان ابني سليمان يكون الملك من
بعدي وهو يجلس على عرشي؟ فلماذا ملك ادونيا اذا؟»
14- وفيما انت تخاطبين الملك ادخل وراءك، واؤيد
كلامك.
15- فمثلت بثشبع امام الملك الشيخ في مخدعه، وكانت
ابيشج الشونمية قائمة على خدمته.
16- فاكبت بثشبع على وجهها وسجدت للملك، فسالها
الملك: «مالك؟»
17- فاجابته: «لقد حلفت لي
بالرب الهك ياسيدي قائلا:
«ان سليمان ابني يصبح ملكا من بعدي ويجلس على عرشي»
18- ولكن ها هو ادونيا قد ملك من غير علم منك ياسيدي
الملك،
19- وقد ذبح ثيرانا ومسمنات وغنما بوفرة، ودعا جميع
ابناء الملك، وابياثار الكاهن، ويوآب رئيس الجيش،
ولكن لم يدع سليمان عبدك.
20- ان جميع اعين شعب اسرائيل، ياسيدي الملك، تتجه
نحوك في انتظار اعلانك من يخلف سيدي الملك على عرشه.
21- والا حالما ينضم سيدي الملك الى آبائه نعامل انا
وابني سليمان معاملة المذنبين».
22- وفيما هي تخاطب الملك جاء ناثان النبي،
23- فقيل للملك: «قد جاء ناثان النبي». فمثل في حضرة
الملك وسجد له،
24- وتساءل ناثان: «هل قلت ياسيدي الملك: ان ادونيا
يملك من بعدي ويخلفني على عرشي؟
25- لانه قد مضى اليوم وذبح ثيرانا ومسمنات وغنما
بوفرة، ودعا جميع ابناء الملك ورؤساء الجيش وابياثار
الكاهن، وها هم يحتفلون آكلين شاربين امامه هاتفين:
ليحي الملك ادونيا!
26- واما انا وصادوق الكاهن وبناياهو بن يهوياداع
وسليمان فلم يدعنا.
27- فهل صدر هذا الامر عن سيدي الملك من غير ان تطلع
عبدك عمن يخلفك على عرشك؟»
28- فاجاب الملك: «استدع لي بثشبع». فمثلت امام
الملك،
29- فحلف الملك: «حي هو الرب الذي انقذ نفسي من كل
ضيق،
30- كما اقسمت لك
بالرب اله اسرائيل ان ابنك سليمان
يملك بعدي ويخلفني على عرشي، هكذا افعل هذا اليوم».
31- فخرت بثشبع على وجهها الى الارض ساجدة للملك
وقالت: «ليحي سيدي الملك داود الى الابد!»
32- وقال الملك داود: استدع لي صادوق الكاهن وناثان
النبي وبناياهو بن يهوياداع». فدخلوا الى حضرة الملك
33- فقال الملك لهم: «خذوا معكم رجال حاشية سيدكم،
واركبوا سليمان ابني على بغلتي الخاصة، وانطلقوا به
الى جيحون.
34- وليمسحه هناك صادوق الكاهن وناثان النبي ملكا
على اسرائيل، وانفخوا بالبوق هاتفين: «ليحي الملك
سليمان».
35- ثم اصعدوا وراءه حتى ياتي فيجلس على عرشي، فهو
الذي اخترته ليخلفني على عرش اسرائيل ويهوذا».
36- فقال بناياهو بن يهوياداع للملك: «آمين! ليكن
هذا ما يعلنه الرب اله سيدي الملك!
37- وكما كان الرب مع سيدي الملك ليكن مع سليمان،
ويجعل عرشه اعظم من عرش سيدي الملك داود».
38- ومضى صادوق الكاهن وناثان النبي وبناياهو بن
يهوياداع وضباط حرس الملك، واركبوا سليمان على بغلة
الملك داود، وانطلقوا به الى جيحون.
39- فاخذ صادوق الكاهن قرن الدهن من الخيمة ومسح
سليمان، ونفخوا بالبوق وهتف جميع الشعب: «ليحي الملك
سليمان».
40- وصعد جميع الشعب وراء سليمان وهم يعزفون على
الناي هاتفين فرحا، حتى ارتجت الارض من اصواتهم.
41- وسمع ادونيا ومدعووه جميعا اصوات الهتاف بعد ان
فرغوا من الاكل، وبلغ نفير البوق مسامع يوآب فتساءل:
«ما معنى هذا الضجيج في المدينة؟»
42- وفيما هو يتساءل جاء يوناثان بن ابياثار الكاهن،
فقال ادونيا: «تعال، فانت رجل كريم تحمل بشائر خير».
43- فاجاب يوناثان ادونيا: «لا ان سيدنا الملك داود
قد نصب سليمان ملكا،
44- وبعث معه صادوق الكاهن وناثان النبي وبناياهو بن
يهوياداع وضباط حرسه، فاركبوه على بغلة الملك،
45- ومسحه صادوق الكاهن وناثان النبي ملكا في جيحون،
ثم صعدوا من هناك فرحين هاتفين، حتى ملا ضجيجهم
المدينة. وهذا هو مصدر الصوت الذي سمعتموه.
46- وقد جلس سليمان على كرسي المملكة».
47- وتوافد رجال الملك داود لتهنئته قائلين: «ليجعل
الهك اسم سليمان اكثر شهرة من اسمك، وعرشه اعظم من
عرشك». فسجد الملك على سريره
48- قائلا: «تبارك الرب اله اسرائيل الذي انعم علي
بمن يخلفني على عرشي وانا مازلت على قيد الحياة».
49- فاعترت الرعدة جميع مدعوي ادونيا، فقاموا
وتفرقوا كل في سبيله.
50- وملا الخوف ادونيا من سليمان، فانطلق مسرعا
وتمسك بقرون المذبح.
51- فقيل لسليمان: «ها هو ادونيا قد ملاه الخوف منك،
وقد لجا الى المذبح يتمسك بقرونه ويقول: ليحلف لي
اليوم سليمان انه لا يقتل عبده بالسيف».
52- فقال سليمان: «ان اثبت صدق ولائه فان شعرة واحدة
من راسه لن تسقط الى الارض، ولكن ان اضمر الخيانة
والشر فانه حتما يموت».
53- فارسل الملك سليمان من احضره من عند المذبح،
فاتى وسجد للملك سليمان، فقال له سليمان: «اذهب الى
بيتك».
|
2 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
002 |
الرب
1- وعندما احس داود بدنو اجله، اوصى سليمان ابنه
قائلا:
2- «انا ماض الى مصير كل اهل الارض، فتشجع وكن رجلا.
3- احفظ شرائع الهك. سر في سبله واطع فرائضه ووصاياه
واحكامه وشهاداته، كما هي مدونة في شريعة موسى،
ليحالفك النجاح في كل ما تفعل وحيثما تتوجه،
4- فيحقق الرب وعوده التي وعدني بها قائلا: اذا حفظ
بنوك طريقهم وسلكوا امامي باخلاص من كل قلوبهم
وانفسهم، فانه لن ينقطع لك رجل عن اعتلاء عرش
اسرائيل.
5- انت تعلم ما جناه علي يوآب ابن صروية حين قتل
قائدي جيوش اسرائيل: ابنير بن نير وعماسا بن يثر،
فسفك دما في وقت السلم، وكانه في خضم حرب، فلطخ بذلك
الدم حزام حقويه ونعلي رجليه.
6- فاقض بما تمليه عليك حكمتك، ولا تدع راسه الاشيب
يموت في سلام.
7- واصنع معروفا لبني برزلاي الجلعادي، فيكونوا بين
الآكلين الدائمين على مائدتك، لانهم وقفوا الى جانبي
عند هروبي من وجه ابشالوم اخيك.
8- وهناك ايضا شمعي بن جيرا البنياميني من بحوريم،
فقد صب علي اشد اللعنات يوم انطلقت الى محنايم،
ولكنه انحدر للقائي عند نهر الاردن مستغفرا، فحلفت
له بالرب انني لن اميته بالسيف،
9- اما انت فلا تبرره من ذنبه، وانت رجل حكيم، فانظر
ما تعاقبه به. احدر شيبته الى القبر ملطخة بالدم».
10- ثم مات داود ودفن في اورشليم.
11- وكانت فترة حكم داود اربعين سنة، ملك سبع سنين
في حبرون وثلاثا وثلاثين سنة في اورشليم.
12- واصبح سليمان ملكا على اسرائيل خلفا لوالده داود،
وتثبتت دعائم مملكته.
13- وجاء ادونيا بن حجيث الى بثشبع ام سليمان فسالته:
«اجئت مسالما؟» فاجابها: «مسالما»،
14- واضاف: «ولدي ما اطلبه منك». فقالت: «تكلم» فقال:
15- «انت تعلمين ان الملك كان من حقي، وان جميع
الاسرائيليين قد التفوا حولي لاكون ملكا عليهم، ولكن
تحولت الامور، وصار الملك لاخي بمقتضى امر الرب.
16- ولي الآن مطلب واحد، فلا تخيبي املي فيه،
17- اطلبي من سليمان الملك ان يزوجني من ابيشج
الشونمية فهو لا يرد لك سولا».
18- فاجابته بثشبع: «انا اخاطب الملك في الامر نيابة
عنك».
19- ودخلت بثشبع الى سليمان لترفع اليه مطلب ادونيا،
فهب الملك لاستقبالها وسجد لها، ثم جلس على العرش،
واعد لها مقعدا ملكيا آخر فجلست عن يمينه،
20- وقالت: «جئت اطلب منك امرا واحدا بسيطا، فلا
تردني خائبة». فاجابها: «اسالي ياامي، لاني لن اخيب
لك رجاء».
21- فقالت: «زوج ادونيا اخاك من ابيشج الشونمية».
22- فاجابها الملك: «لماذا تطلبين ابيشج الشونمية
فقط لادونيا؟ اطلبي له الملك ايضا، فهو اخي الاكبر،
فيصبح الملك له ولابياثار الكاهن ويوآب ابن صروية».
23- وحلف سليمان الملك
بالرب قائلا: «ليعاقبني الرب
اشد عقاب ويزد ان لم يدفع ادونيا حياته ثمنا لهذا
المطلب.
24- حي هو الرب الذي ثبتني واجلسني على عرش داود ابي
واعطاني ملكا كما وعد. اليوم يموت ادونيا».
25- وارسل الملك سليمان بناياهو بن يهوياداع فقتل
ادونيا.
26- وقال الملك لابياثار الكاهن: «انطلق الى حقولك
في عناثوث وامكث هناك، فانت اليوم مستوجب الموت،
ولكنني لن اقتلك، لانك حملت تابوت سيدي الرب امام
داود ابي ولانك قاسيت من كل ما قاسى منه ايضا».
27- وطرد سليمان ابياثار من وظيفة الكهنوت، ليتم
كلام الرب الذي حكم به على نسل عالي في شيلوه.
28- فبلغ الخبر يوآب الذي كان قد تآمر مع ادونيا
وليس مع ابشالوم، فهرب الى خيمة الرب وتشبث بقرون
المذبح،
29- فقيل للملك سليمان ان يوآب قد لجا الى خيمة الرب،
وها هو مقيم الى جوار المذبح، فامر سليمان بناياهو
بن يهوياداع ان يذهب ويقتله.
30- فدخل بناياهو الى خيمة الرب وقال ليوآب: «الملك
يامرك بالخروج» فاجاب: «لا. لن اخرج بل اموت هنا»
فابلغ بناياهو الملك جواب يوآب
31- فقال له الملك: «افعل مثلما قال، واقتله وادفنه
وازل عني وعن بيت ابي ذنب الدماء الزكية التي سفكها
يوآب،
32- فيحمله الرب وحده وزر اثمه، لانه اغتال بالسيف
رجلين بريئين، هما افضل منه، من غير علم داود ابي،
وهما ابنير بن نير رئيس جيش اسرائيل، وعماسا بن يثر
رئيس جيش يهوذا،
33- فيرتد دمهما على راس يوآب وراس نسله الى الابد،
ويملا سلام الرب داود ونسله وبيته وعرشه الى مدى
الدهر».
34- فانطلق بناياهو بن يهوياداع وقتل يوآب. ودفن في
جوار بيته في الصحراء.
35- وعين الملك بناياهو بن يهوياداع مكانه قائدا
للجيش، واقام صادوق الكاهن مكان ابياثار.
36- ثم استدعى الملك شمعي بن جيرا وقال له: «ابن لك
بيتا في اورشليم واقم هناك، واياك ان تغادر المدينة.
37- واعلم انك يوم تتخطى وادي قدرون فانك حتما تموت
ويكون دمك على راسك».
38- فاجاب شمعي الملك: «حسنا، فان عبدك ينفذ كل ما
يامر به سيدي الملك». فاقام شمعي في اورشليم اياما
كثيرة.
39- وفي ختام ثلاث سنوات هرب عبدان لشمعي الى اخيش
بن معكة ملك جت، فقيل لشمعي هوذا عبداك في جت.
40- فقام واسرج حماره وارتحل الى جت الى اخيش ليبحث
عن عبديه. ولما وجدهما عاد بهما من جت.
41- فبلغ سليمان ان شمعي قد غادر اورشليم الى جت ثم
عاد اليها،
42- فاستدعاه وقال له: «اما استحلفتك
بالرب واشهدت
عليك انك يوم تغادر المدينة الى اي مكان آخر حتما
تموت. فاجبتني: حسنا، وسمعا وطاعة.
43- فلماذا نقضت يمين الرب ونكثت ما اوصيتك به؟»
44- ثم قال الملك له: «انت تدرك في قرارة نفسك كل
الشر الذي ارتكبته في حق ابي، فليعاقبك الرب بما
جنته يداك.
45- اما الملك فلينعم عليه الرب ببركاته، وليكن عرش
داود راسخا امام الرب الى الابد».
46- وامر الملك بناياهو بن يهوياداع ان يخرج بشمعي
ويقتله، وهكذا ثبت الملك لسليمان.
|
3 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
003 |
الرب
1- وتزوج سليمان ابنة فرعون ملك مصر، واحضرها الى
مدينة داود ريثما يتم اكمال بناء قصره وبيت الرب
والسور المحيط باورشليم.
2- وكان الشعب آنئذ يقدمون ذبائح على المرتفعات، لان
بيت الرب لم يكن قد بني بعد.
3- واحب سليمان الرب وسار في فرائض داود ابيه، الا
انه واظب على تقديم ذبائح وايقاد بخور على المرتفعات.
4- ومضى سليمان الى جبعون، المرتفعة العظمى، واصعد
هناك الف محرقة على ذلك المذبح.
5- وفي جبعون تراءى الرب له ليلا في حلم، وقال له: «اطلب
ماذا اعطيك؟»
6- فاجاب: «لقد صنعت الى عبدك داود ابي رحمة واسعة
لانه سلك امامك بامانة وصلاح واستقامة قلب، فلم
تحرمه من الرحمة العظيمة، ورزقته ابنا يخلفه على
عرشه في هذا اليوم.
7- والآن ايها الرب الهي، لقد جعلت عبدك ملكا خلفا
لداود ابي، وانا ما برحت فتى صغيرا غير متمرس بشؤون
الحكم،
8- وعبدك يتولى حكم شعبك الذي اخترته، وهو شعب اعظم
من ان يعد او يحصى لكثرته.
9- فهب عبدك قلبا فهيما لاقضي بين شعبك، واميز بين
الخير والشر، لانه من يستطيع ان يحكم شعبك العظيم
هذا؟»
10- فسر الرب بطلب سليمان هذا.
11- وقال له: «لانك قد طلبت هذا الامر، ولم تطلب
حياة طويلة، ولا غنى، ولا انتقاما من اعدائك، بل
سالت حكمة لتسوس شؤون الحكم،
12- فانني سالبي طلبك، فاهبك قلبا حكيما مميزا، فلا
يضاهيك احد من قبل ولا من بعد.
13- وقد انعمت عليك ايضا بما لم تساله، من غنى ومجد،
حتى لا يكون لك نظير بين الملوك في ايامك.
14- فان سلكت في طريقي واطعت فرائضي ووصاياي، كما
سلك ابوك، فاني اطيل ايامك».
15- وعندما استيقظ سليمان من نومه ادرك ان ذلك كان
حلما، فعاد الى اورشليم ووقف امام تابوت عهد الرب
وقرب محرقات وذبائح سلام، واقام وليمة لكل رجاله.
16- بعد ذلك حضرت امراتان عاهرتان الى الملك ليقضي
بينهما،
17- فقالت احداهما: «استمع ياسيدي، انني وهذه المراة
مقيمتان في بيت واحد ورزقت بطفل،
18- ورزقت هي بطفل ايضا بعدي بثلاثة ايام، وكنا معا،
لا يقيم بيننا غريب في البيت. كنا وحدنا فقط في
البيت.
19- فمات طفل هذه المراة عندما انقلبت عليه في اثناء
نومها.
20- فنهضت في منتصف الليل وانا مستغرقة في النوم،
واخذت طفلي من جانبي واضجعته في حضنها، واضجعت ابنها
الميت في حضني.
21- فلما هممت بارضاع ابني في الصباح وجدته ميتا،
وحين تاملت فيه في ضوء النهار تبينت انه ليس طفلي
الذي انجبته».
22- وشرعت المراة الاخرى تقاطعها قائلة: «كلا. ان
ابني هو الحي، وابنك هو الميت». فترد عليها الاخرى:
«بل ابنك هو الميت وابني هو الحي». وهكذا اشتد الجدل
امام الملك،
23- فقال الملك: «كل منكما تدعي ان الابن الحي هو
ابنها وان الابن الميت هو ابن الاخرى.
24- لذلك ايتوني بسيف». فاحضروا للملك سيفا.
25- فقال الملك: «اشطروا الطفل الحي الى شطرين،
واعطوا كلا منهما شطرا».
26- فالتهبت مشاعر الام الحقيقية وقالت للملك: «اصغ
ياسيدي، اعطها الطفل ولا تميتوه». اما المراة الاخرى
فكانت تقول: «لن يكون لك ولا لي: اشطروه».
27- عندئد قال الملك: «اعطوا الطفل للمراة التي
ارادت له الحياة، فهي امه».
28- ولما سرى نبا هذا الحكم الذي صدر عن الملك بين
شعب اسرائيل، امتلاوا توقيرا له، لانهم راوا فيه
حكمة الله لاجراء العدل.
|
4 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
005 |
الرب
1- وارسل حيرام ملك صور وفدا الى سليمان بعد ان سمع
انه اعتلى العرش خلفا لابيه، وكان حيرام صديقا محبا
لداود.
2- فكتب سليمان رسالة الى حيرام قائلا:
3- «انت تعلم ان ابي داود لم يستطع ان يبني بيتا
لاسم الرب الهه من جراء الحروب التي خاضها، حتى
اظفره الرب باعدائه واخضعهم له.
4- اما الآن وقد اراحني الرب من كل جانب، فليس من
ثائر او حادثة شر.
5- وها انا قد نويت ان ابني بيتا لاسم الرب الهي،
كما قال الرب لداود ابي: ان ابنك الذي يخلفك على
عرشك هو يبني بيتا لاسمي العظيم.
6- فارجو ان تامر رجالك ان يقطعوا لي ارزا من لبنان،
وسيعمل رجالي جنبا الى جنب مع رجالك، واقوم انا بدفع
اجرة رجالك بموجب ما تراه، لانك تعلم انه ليس بين
قومي من يمهر في قطع الاخشاب مثل الصيدونيين».
7- فلما سمع حيرام كلام سليمان، غمرته البهجة وقال:
«مبارك اليوم الرب الذي رزق داود ابنا حكيما ليملك
على هذا الشعب الغفير».
8- وبعث حيرام الى سليمان برسالة قائلا: «قد اطلعت
على رسالتك وساعمل على تلبية رغبتك بشان خشب الارز
وخشب السرو.
9- سيقوم رجالي بنقل الخشب من جبل لبنان الى البحر،
ويربطون قطع الخشب الى بعضها في حزم ضخمة، يعومها
رجالي ويوجهونها الى الموضع الذي تعينه، فيسلمونها
لرجالك، وعليك لقاء ذلك، ان تمون قصري الملكي بما
يحتاج اليه من طعام».
10- فكان حيرام يوفر لسليمان ما يطلبه من خشب الارز
وخشب سرو،
11- ويقدم سليمان لحيرام كل سنة لقاء ذلك، عشرين الف
كر حنطة (نحو اربعة آلاف وثماني مئة طن) طعاما لقصره،
وعشرين الف كر زيت نقي (نحو اربعة آلاف وثماني مئة
لتر).
12- ومنح الرب سليمان حكمة كما وعده، وعقد سليمان مع
حيرام معاهدة سلام وصداقة.
13- وسخر الملك سليمان ثلاثين الف رجل من ارجاء
اسرائيل،
14- فكان يرسل منهم عشرة آلاف الى لبنان لمدة شهر
واحد مناوبة، فيقضون شهرا في لبنان وشهرين في بيوتهم.
وكان ادونيرام المشرف على تنظيم عملية التسخير.
15- وفضلا عن هؤلاء، كان لسليمان سبعون الفا من
حمالي الخشب وثمانون الفا من قاطعي الحجارة في الجبل،
16- ماعدا ثلاثة آلاف وثلاث مئة من المشرفين على
هؤلاء العمال.
17- وبناء على امر الملك قام العمال بقلع حجارة
كبيرة، هذبوها فصارت مربعة، لاستخدامها في اساس بناء
الهيكل.
18- فنحتها بناؤو سليمان بمساعدة بنائي حيرام واهل
جبيل، وهياوا الاخشاب والحجارة لتشييد الهيكل.
|
5 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
006 |
الرب
1- وعندما بدا سليمان في بناء هيكل الرب في الشهر
الثاني، شهر زيو (آيار مايو) من السنة الرابعة
لتوليه عرش اسرائيل، كان قد انقضى على خروج بني
اسرائيل من ديار مصر اربع مئة وثمانون عاما.
2- وكان طول الهيكل الذي شيده سليمان للرب ستين
ذراعا (نحو ثلاثين مترا) وعرضه عشرين ذراعا (نحو
عشرة امتار) وارتفاعه ثلاثين ذراعا (نحو خمسة عشرة
مترا)
3- وكانت هناك شرفة امام الهيكل طولها عشرون ذراعا (نحو
عشرة امتار) وعرضها عشر اذرع (نحو خمسة امتار)
4- وصنع للهيكل نوافذ مسقوفة مشبكة ضيقة.
5- وشيد على جوانب جدران القاعة الرئيسية والمحراب
بناء ذا طوابق ثلاثة، محيطا بالهيكل جعله حجرات
اضافية.
6- وكان عرض الطبقة الاولى خمس اذرع (نحو مترين ونصف
المتر)، وعرض الطبقة الثانية ست اذرع (نحو ثلاثة
امتار)، وعرض الطبقة الثالثة سبع اذرع (نحو ثلاثة
امتار ونصف المتر). وكانت الحجرات متصلة بجدران
الهيكل بعوارض مرتكزة على كتل خشبية مثبتة خارج
الجدران، وليس في باطن الجدران نفسها.
7- وتم بناء الهيكل بحجارة صحيحة، اقتلعها العمال
ونحتوها في مقالعها، فلم يسمع في الهيكل عند بنائه
صوت منحت او معول او اي اداة حديدية.
8- وكان مدخل الطابق الاسفل يقود الى الجانب الايمن
من الهيكل، ومنه يصعدون بدرج يفضي الى الطابقين
الثاني والثالث.
9- وبعد ان اكمل سليمان بناء الهيكل كسا سقفه بعوارض
والواح من خشب الارز.
10- وكان ارتفاع الحجرات الملحقة بالهيكل خمس اذرع (نحو
مترين ونصف المتر)، وقد ثبتها بالهيكل بعوارض من خشب
الارز.
11- واوحى الرب الى سليمان بشان الهيكل قائلا:
12- «اما ما يتعلق بهذا الهيكل الذي شيدته، ان سلكت
في فرائضي وطبقت احكامي واطعت وصاياي، ومارستها
فانني احقق وعودي التي وعدت بها داود اباك
13- واقيم وسط شعبي اسرائيل ولا اتخلى عنه».
14- وهكذا شيد سليمان الهيكل واكمله،
15- وكسيت جدران الهيكل من الداخل، من الارض الى
السقف بعوارض من خشب الارز، وغطيت ارضيته بخشب السرو،
16- واقتطع عشرين ذراعا (نحو عشرة امتار) من مؤخرة
الهيكل بنى فيها المحراب، اي قدس الاقداس بعد ان بنى
جدرانا داخلية من الارض الى الحيطان بعوارض من خشب
الارز.
17- وامتد باقي الهيكل امام قدس الاقداس على طول
اربعين ذراعا (نحو عشرين مترا).
18- ونقشت على الواح خشب الارز التي غطت الجدران
الداخلية اشكال يقطين، وبراعم زهور متفتحة. وكان
البناء الداخلي مصنوعا كله من خشب الارز فلم يظهر
فيه حجر.
19- واعد سليمان محرابا في وسط الهيكل من داخل ليضع
فيه تابوت عهد الرب.
20- كان طوله عشرين ذراعا (نحو عشرة امتار)، وعرضه
عشرين ذراعا، وارتفاعه عشرين ذراعا. وغشاه بذهب نقي
كما غشى المذبح بخشب الارز.
21- وبعد ذلك غشى سليمان الهيكل كله من داخل بذهب
نقي. وصنع سلاسل ذهبية حجز بها مدخل المحراب المغشى
بالذهب النقي.
22- فكان الهيكل بكامله مغشى من الداخل بالذهب النقي،
بما فيه مذبح المحراب.
23- واقام في المحراب كروبين مصنوعين من خشب الزيتون،
علو الواحد منهما عشر اذرع (نحو خمسة امتار).
24- وطول جناحي الكروب الواحد، من الطرف الواحد الى
الطرف الآخر، عشر اذرع (نحو خمسة امتار)
25- وكذلك كان طول جناحي الكروب الثاني عشر اذرع (نحو
خمسة امتار)، لانهما كانا متماثلين في القياس والشكل.
26- وكان علو كل كروب عشر اذرع (نحو خمسة امتار).
27- واقام الكروبين في وسط قدس الاقداس، بحيث يمتد
طرفا جناحيهما الخارجيين من الحائط الى الحائط،
ويتلامس طرفا جناحيهما الداخليين في منتصف المحراب،
28- وغشى سليمان الكروبين بالذهب.
29- ونقشت على جميع الجدران المحيطة بالهيكل من
الداخل والخارج رسوم كروبيم ونخيل وبراعم زهور.
30- وغشى ارض الهيكل كله، بقسميه الداخلي والخارجي،
بذهب.
31- وكان للمحراب باب من مصراعين مصنوعين من خشب
الزيتون، لهما عتبة وقائمتان على شكل مخمس.
32- ونقش على المصراعين رسوم كروبيم ونخيل وبراعم
زهور، وغشاهما بذهب، كما رصع الكروبيم والنخيل بذهب.
33- وصنع لمدخل الهيكل قوائم مربعة من خشب الزيتون،
34- ومصراعين من خشب السرو، لكل مصراع دفتان تنطويان
على بعضهما.
35- ونحت نقوش كروبيم ونخيل وبراعم زهور وغشاها بذهب
مطروق.
36- وكان جدار الساحة الداخلية مبنيا من ثلاث طبقات
من الحجارة المنحوتة، وطبقة من عوارض الارز المشذبة.
37- وكان ارساء اساس بيت الرب في شهر زيو (ايار
مايو) من السنة الرابعة لحكم سليمان.
38- وفي شهر بول (تشرين الثاني نوفمبر) من العام
الحادي عشر لملك سليمان، اكتمل بناء الهيكل بكل
تفاصيله، وهكذا استغرق تشييده سبع سنوات.
|
6 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
007 |
الرب
1- وبنى سليمان قصره في ثلاث عشرة سنة،
2- وشيد ايضا قصرا عاما دعاه قصر غابة لبنان. وكان
طوله مئة ذراع (نحو خمسين مترا) وعرضه خمسين ذراعا (نحو
خمسة وعشرين مترا) وارتفاعه ثلاثين ذراعا (نحو خمسة
عشر مترا)، ويقوم على اربعة صفوف من اعمدة مصنوعة من
خشب الارز، ترتكز عليها عوارض خشبية منسقة من خشب
الارز.
3- وامتد سقف من خشب الارز فوق هذه العوارض المنسقة
البالغة خمسا واربعين عارضة، قائمة على الاعمدة، وقد
نسقت في صفوف ثلاثة، يتالف كل صف منها من خمس عشرة
عارضة.
4- وتتكون السقوف من ثلاث طبقات، لها نوافذ متقابلة
في كل طبقة.
5- وكان لكل المداخل والنوافذ اطارات مربعة الشكل،
كما تقابلت كل نافذة مع نافذة اخرى، منسقة في ثلاثة
صفوف.
6- وكانت هناك قاعة اخرى اسمها «بهو الاعمدة» طولها
خمسون ذراعا (نحو خمسة وعشرين مترا) وعرضها ثلاثون
ذراعا (نحو خمسة عشر مترا) كما بنى امامها شرفة تقوم
على اعمدة مسقوفة.
7- وكذلك شيد «قاعة العرش» او «بهو القضاء» وغشاها
بالواح من خشب الارز من الارض الى السقف.
8- اما بيته الذي كان يقيم فيه فكان خلف «قاعة العرش»
مماثلا لها في فن البناء كما شيد قصرا مماثلا لزوجته
ابنة فرعون.
9- وقد شيدت هذه جميعا من حجارة ضخمة رفيعة المستوى،
قطعت وشذبت وجوهها الداخلية والخارجية بمنشار وفق
المقاييس المطلوبة، واستخدمت من الاساس الى الافريز
ومن خارج الى الدار الكبيرة.
10- وكانت اساساتها من حجارة ضخمة رفيعة المستوى
يتراوح حجمها ما بين ثماني الى عشر اذرع (نحو اربعة
الى خمسة امتار مكعبة).
11- اما حجارة جدران البناء فقد قطعت بحسب مقاييس
معينة، وكسيت بالواح من خشب الارز.
12- وتكونت جدران بهو القضاء من ثلاثة صفوف من
الحجارة المنحوتة وصف من عوارض خشب الارز، مماثلا
بذلك رواق بيت الرب الداخلي وبهو القصر.
13- واستدعى الملك سليمان رجلا من صور يدعى حيرام.
14- كان ابنا لارملة من سبط نفتالي، اما ابوه
المتوفى فكان من صور يعمل نحاسا، وقد برع حيرام في
مهنته واتقنها، فانخرط في خدمة سليمان وانجز الاعمال
التي عهد بها اليه.
15- وسبك حيرام عمودين من نحاس، طول العمود الواحد
ثماني عشرة ذراعا (نحو تسعة امتار) ومحيطه اثنتا
عشرة ذراعا (نحو ستة امتار)، وكانا اجوفين، سمك كل
منهما نحو اربع اصابع.
16- وصنع تاجين من النحاس المصبوب ليضعهما على راسي
عمودي النحاس. طول التاج الواحد خمس اذرع (نحو مترين
ونصف المتر)،
17- وزين كل تاج من التاجين الموضوعين على راسي
العمودين بسبع نوافذ من شباك مصنوعة من ضفائر النحاس.
18- وسبك صفين من الرمان حول محيط العمودين على
نوافذ الشبكتين،
19- لتغطية التاجين اللذان على راسي العمودين اللذين
في الشرفة فقد كانا على شكل زهرة السوسن، وطول كل
منهما اربع اذرع (نحو مترين)،
20- وكان على كل من التاجين القائمين على العمودين،
وفوق القمة المستديرة الشبيهة بالطاقة والتالية
للشبكة مئتا رمانة، في صفوف حول محيط كل تاج.
21- ونصب العمودين في شرفة الهيكل الخارجية، احدهما
الى اليمين ودعاه ياكين، والآخر الى الشمال ودعاه
بوعز.
22- وكان التاجان على شكل زهرة السوسن. وهكذا اكتمل
صنع العمودين.
23- وصنع حيرام بركة من نحاس وجعلها مستديرة، يبلغ
طول قطرها من الحافة الى الحافة عشر اذرع (نحو خمسة
امتار) وارتفاعها خمس اذرع (نحو مترين ونصف المتر)،
وطول محيطها ثلاثين ذراعا (نحو خمسة عشر مترا)
24- وسبك تحت استدارة محيط حافتها صفين من القثاء،
عشر قثاءات لكل ذراع (نحو نصف المتر) وقد سبكت كلها،
مع الحافة حين تم سبك البركة.
25- وكانت البركة ترتكز على اثني عشر ثورا تتجه رؤوس
ثلاثة منها نحو الشمال، وثلاثة منها نحو الغرب،
وثلاثة منها نحو الجنوب، والثلاثة الاخيرة نحو الشرق.
اما اعجازها جميعا فكانت متجهة نحو الداخل، ونصبت
البركة عليها.
26- وبلغ سمك جدار البركة شبرا، وصنعت حافتها على
شكل كاس زهر السوسن، وهي تسع الفي بث (نحو احد عشر
الفا وخمس مئة جالون من الماء).
27- وصنع حيرام ايضا عشر قواعد متحركة من نحاس، طول
كل منها وعرضها اربع اذرع (نحو مترين)، وارتفاعها
ثلاث اذرع (نحو متر ونصف).
28- وهذه هي كيفية صنعها: كان لها اتراس مثبتة في
وسط اطر،
29- وطرق على الاتراس التي في وسط الاطر وعلى الاطر،
اسودا وثيرانا وكروبيم. كما تدلت قلائد زهور من فوق
الاسود والثيران ومن تحتها.
30- وكان لكل قاعدة اربع بكرات نحاسية ذات محاور
نحاسية، ولكل واحدة منها اكتاف لزواياها الاربع.
وهذه الاكتاف مسبوكة تحت المرحضة بجوار كل قلادة.
31- اما فمها فهو داخل اكليل، ويبلغ ارتفاعه ذراعا (نحو
نصف المتر)، وهو مستدير مماثل للقاعدة، يبلغ عمقه
ذراعا ونصف ذراع (نحو ثلاثة ارباع المتر)، وقد نقشت
عليه نقوش. اما اتراسها فمربعة الشكل وليست مستديرة.
32- وتقع البكرات تحت الاتراس، في حين اثبتت محاورها
في القاعدة. وكان قطر البكرة ذراعا ونصف ذراع (نحو
ثلاثة ارباع المتر).
33- وصنعت البكرات على مثال عجلات المركبات. اما
محاورها واطرها وقضبانها وقبوبها فقد كانت كلها
مسبوكة.
34- وكان لكل قاعدة اكتاف اربع، هي جزء من القاعدة،
قائمة على زواياها الاربع.
35- واعلى القاعدة مقبب مستدير يبلغ عمقه نصف ذراع (نحو
ربع المتر)، وقد سبكت دعائمه واتراسه مع القاعدة.
36- وتم نقش كروبيم واسود ونخيل، مع قلائد زهور، على
جوانب الدعائم والاتراس، وفي كل مكان يتسع للنقش.
37- هكذا صنع حيرام القواعد العشر، فكانت كلها
متماثلة في السبك والقياس والشكل.
38- وصنع حيرام ايضا عشرة مراحض من نحاس تسع كل
مرحضة اربعين بثا (نحو مئتين وثلاثين جالونا من
الماء)، قطر كل منها اربع اذرع (نحو مترين). فكان
لكل قاعدة من العشر القواعد مرحضة.
39- واقام خمس قواعد على جانب الهيكل الايمن، وخمسا
على جانب الهيكل الايسر، اما البركة فكانت في الركن
الجنوبي الشرقي من الهيكل.
40- وانتهى حيرام من صنع المراحض والرفوش والمناضح
التي عهد بها اليه الملك سليمان لاجل بيت الرب،
41- وكذلك من العمودين وكاسي التاجين القائمين على
راسي العمودين، والشبكتين لتغطية كاسي التاجين
اللذين على راسي العمودين،
42- والاربع مئة رمانة المنقوشة في صفين حول
الشبكتين اللتين تغطيان كاسي التاجين القائمين على
العمودين،
43- والقواعد العشر والمراحض العشر المثبتة على
القواعد.
44- والبركة المرتكزة على الاثني عشر ثورا،
45- والقدور والرفوش والمناضح. وقد صنع حيرام من
النحاس المصقول، جميع هذه الآنية التي عهد اليه بها
الملك سليمان لهيكل الرب.
46- وقد امر الملك بسبكها في غور الاردن، في ارض
الخزف، بين سكوت وصرتان.
47- ولم يحاول سليمان وزن جميع هذه الآنية لفرط
كثرتها، حتى لم يتم التحقق من وزن النحاس.
48- وصنع سليمان جميع اواني هيكل الرب من ذهب، وكذلك
المائدة التي يوضع عليها خبز الوجوه.
49- كما صنعت المنائر التي وزعت امام المحراب، خمسا
الى اليمين وخمسا الى اليسار، من ذهب نقي، وايضا
الازهار والسرج والملاقط كلها صنعت من ذهب.
50- وصنعت الطسوس والمقصات والمناضح والمراحض
والمجامر من ذهب نقي، كما صنعت مفصلات مصاريع قدس
الاقداس وابواب الهيكل من ذهب.
51- وهكذا اكتمل العمل كله الذي قام به الملك سليمان
لتشييد هيكل الرب، واخذ سليمان مدخرات ابيه داود، من
فضة وذهب واوان، التي كرسها لهيكل الرب، ووضعها في
خزائن الهيكل.
|
7 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
008 |
الرب
1- حينئذ جمع سليمان جميع رؤساء بني اسرائيل وكل
رؤساء الاسباط والعشائر في اورشليم، لنقل تابوت عهد
الرب من صهيون مدينة داود الى الهيكل.
2- فتوافد جميع رجال اسرائيل الى الملك سليمان في
عيد المظال الواقع في شهر ايثانيم (تشرين الاول
اكتوبر).
3- فاحتشد كل شيوخ اسرائيل، وحمل الكهنة التابوت،
4- ونقل الكهنة واللاويون تابوت الرب مع خيمة
الاجتماع وسائر الاواني المقدسة التي في الخيمة.
5- وكان الملك سليمان وكل جماعة اسرائيل الملتفين
حوله امام التابوت يذبحون ما لا يحصى ولا يعد من
الغنم والبقر.
6- وادخل الكهنة تابوت عهد الرب الى مكانه في محراب
الهيكل، في قدس الاقداس، تحت جناحي الكروبين
7- اللذين كانا باسطين اجنحتهما فوق مقر التابوت،
مظللين التابوت وعصيه.
8- وسحبوا اطراف العصي، فبدت رؤوسها من قدس الاقداس
امام المحراب، ولم يسبق ان شوهدت خارجة من حلقاتها،
وهي ما برحت هناك الى هذا اليوم.
9- ولم يكن في التابوت سوى لوحي الحجر اللذين وضعهما
موسى في حوريب حين عاهد الرب ابناء اسرائيل بعد
خروجهم من ديار مصر.
10- وما ان خرج الكهنة من قدس الاقداس حتى ملا
السحاب هيكل الرب،
11- فلم يستطع الكهنة القيام بالخدمة من جراء السحاب،
لان مجد الرب ملا الهيكل.
12- عندئذ هتف سليمان: «قال الرب انه يسكن في الضباب،
13- ولكني قد بنيت لك هيكلا رائعا، مقرا لسكناك الى
الابد».
14- وفيما كانت كل جماعة اسرائيل واقفة هناك، التفت
الملك نحوهم وباركهم جميعا،
15- قائلا: «تبارك الرب اله اسرائيل الذي حقق اليوم
وعده الذي قطعه لابي داود قائلا:
16- منذ ان اخرجت شعبي اسرائيل من مصر لم اختر مدينة
من مدن اسباط اسرائيل ليبنى لي فيها هيكل، لكني
اخترت داود قائدا لشعبي.
17- وقد نوى داود ابي ان يشيد هيكلا للرب اله
اسرائيل.
18- فقال الرب لداود ابي: لقد احسنت اذ نويت في قلبك
ان تبني لي هيكلا،
19- الا انك انت لن تبني هذا الهيكل، بل ابنك الخارج
من صلبك هو يشيده لاسمي».
20- واوفى الرب بما وعد به، فخلفت انا داود ابي على
عرش اسرائيل، كما تكلم الرب، واقمت هذا الهيكل للرب
اله اسرائيل،
21- وهيات فيه مكانا للتابوت الذي يضم عهد الرب الذي
قطعه مع آبائنا عندما اخرجهم من ديار مصر».
22- وانتصب سليمان امام مذبح الرب، في مواجهة كل
جماعة اسرائيل، وبسط يديه الى السماء،
23- وقال: «ايها الرب اله اسرائيل، ليس نظير لك في
السماء من فوق ولا على الارض من اسفل. انت يامن
تحافظ على عهد الرحمة مع عبيدك السائرين امامك من كل
قلوبهم.
24- اليوم حققت وعدك لابي داود
25- فالآن احفظ لابي داود ما وعدته به، انه اذا حذا
اولاده حذوه، وساروا في طريقك، فسيجلس دوما واحد
منهم على عرش اسرائيل.
26- والآن يااله اسرائيل حقق وعودك التي تعهدت بها
لابي داود.
27- ولكن هل يسكن الله حقا على الارض؟ ان كانت
السماوات، بل السماوات العلى لا تسعك فكيف يتسع لك
هذا الهيكل الذي بنيت؟
28- فاصغ لابتهال عبدك والى تضرعه ايها الرب الهي،
واستمع الى صوت الدعاء والصلاة التي يرفعها عبدك
امامك اليوم،
29- حتى لا تغفل عيناك عن هذا الهيكل ليلا ونهارا،
هذا الموضع الذي قلت ان اسمك يكون فيه، فتسمع الصلاة
التي يتضرع بها عبدك في هذا الموضع.
30- فاستمع الى ابتهال عبدك وشعبك اسرائيل الذين
يصلون في هذا المكان. استمع من السماء مقر سكناك،
ومتى سمعت فاغفر.
31- وان اخطا احد الى صاحبه، واوجب عليه اليمين
ليحلفه، وحضر ليحلف امام مذبحك في هذا الهيكل،
32- فاستمع انت من السماء، واعمل، واقض بين عبيدك،
اذ تدين المذنب وتجعل شره يقع على راسه، وتنصف البار
وتعلن براءته.
33- اذا انهزم شعبك امام عدوهم من جراء خطيئتهم، ثم
تابوا معترفين باسمك، وصلوا متضرعين اليك في هذا
الهيكل،
34- فاستجب انت من السماء واصفح عن خطيئة شعبك
اسرائيل، وارجعهم الى الارض التي وهبتها لآبائهم.
35- اذا اغلقت ابواب السماء وانحبس المطر لان الشعب
اخطا اليك، ثم صلوا في هذا الهيكل معترفين باسمك،
وتابوا عن خطيئتهم لانك انزلت بهم البلاء،
36- فاستجب انت من السماء، واصفح عن خطيئة عبيدك
وشعبك اسرائيل، وعلمهم سبيل العيش باستقامة، وامطر
غيثا على الارض التي وهبتها ميراثا لشعبك..
37- وان اصابت الارض مجاعة، او تفشى فيها وبا، او
اعترتها آفات زراعية، او جفاف، او غزاها الجراد
والجندب، او اذا حاصر الشعب عدو في اية مدينة من
مدنه، او حلت به كارثة او مرض،
38- فحين يصلي او يتضرع اي واحد من كل شعبك اسرائيل،
بعد ان يدرك ما ارتكبه من معصية، ويبسط يديه نحو هذا
الهيكل،
39- فاستجب انت من السماء مقر سكناك، واصفح واعمل،
واجز كل انسان بمقتضى طرقه، لانك تعرف قلبه، فانت
وحدك المطلع على خفايا قلوب الناس،
40- لكي يتقوك كل الايام التي يحيون فيها على وجه
الارض التي وهبتها لآبائنا.
41- اما الغريب الذي لا ينتمي الى شعبك اسرائيل،
والذي يقبل من ارض بعيدة من اجل اسمك،
42- لان الغرباء يسمعون باسمك العظيم، وبما اجرته
يدك القوية وذراعك المقتدرة، فيحضرون ويصلون في هذا
الهيكل،
43- فاستجب انت من السماء مقر سكناك، وافعل كل ما
يناشدك به الغريب، فيدعى باسمك بين كل امم الارض،
فيخافوك كما يخافك شعبك اسرائيل، ويدركوا ان اسمك قد
دعي على هذا الهيكل الذي بنيته.
44- واذا خرج شعبك لمحاربة عدو، في اي مكان ترسلهم
اليه، وصلوا الى الرب متوجهين نحو المدينة التي
اخترتها والهيكل الذي بنيته لاسمك،
45- فاستجب من السماء صلاتهم وتضرعهم، وانصر قضيتهم.
46- واذا اخطاوا اليك، اذ ليس انسان لا ياثم، وغضبت
عليهم واسلمتهم للعدو فسباهم آسروهم الى ديار العدو،
بعيدة او قريبة.
47- فان تابوا في ارض سبيهم ورجعوا متضرعين اليك
قائلين: قد اخطانا وانحرفنا واذنبنا،
48- وتابوا حقا من كل قلوبهم ونفوسهم وهم اسرى في
ديار اعدائهم، متوجهين نحو ارضهم التي وهبتها
لآبائهم، نحو المدينة التي اخترتها والهيكل الذي
شيدته لاسمك،
49- فاستجب صلاتهم وتضرعهم من السماء مقر سكناك،
وانصر قضيتهم،
50- واصفح عن خطايا شعبك وعن جميع ذنوبهم التي
ارتكبوها في حقك، واجعل آسريهم يبدون نحوهم رحمة،
51- لانهم شعبك وميراثك الذين اخرجتهم من مصر، من
وسط اتون صهر الحديد.
52- لتكن عيناك مفتوحتين ملتفتتين نحو تضرع عبدك
وابتهال شعبك اسرائيل، فتصغي اليهم كلما استغاثوا بك،
53- لانك انت افرزتهم لك ميراثا بين جميع شعوب الارض،
كما تكلمت على لسان عبدك موسى عندما اخرجت آباءنا من
مصر ياسيدي الرب».
54- وعندما انتهى سليمان من الصلاة الى الرب والتضرع
اليه، نهض من امام المذبح حيث كان جاثيا على ركبتيه
وباسطا يديه نحو السماء.
55- ووقف وبارك الشعب كله بصوت عال قائلا:
56- «تبارك الرب الذي منح راحة لشعبه اسرائيل بمقتضى
وعده، ولم يخلف كلمة واحدة من وعوده الصالحة التي
نطق بها على لسان عبده موسى.
57- ليكن الرب الهنا معنا كما كان مع آبائنا، فلا
يتركنا ولا ينبذنا،
58- بل ليجتذب قلوبنا اليه لنسلك في سبله ونطيع
وصاياه وفرائضه واحكامه التي امر بها آباءنا،
59- ولتكن كلماتي التي تضرعت بها ماثلة دائما امام
الرب ليل نهار ليسعف عبده في قضاء شؤونه، ويعين شعبه
اسرائيل في قضاء امور حياتهم يوما بعد يوم،
60- فتعلم كل امم الارض ان الرب هو الله وليس احد
سواه.
61- فليكن قلبكم مفعما بالولاء الصادق للرب الهنا،
اذ تسلكون بموجب فرائضه وتطيعون وصاياه كما فعلتم
اليوم».
62- ثم ذبح الملك وسائر اسرائيل معه ذبائح امام الرب،
63- وقرب سليمان من ذبائح السلام للرب اثنين وعشرين
الفا من البقر، ومئة الف وعشرين الفا من الغنم.
وهكذا دشن الملك وجميع بني اسرائيل هيكل الرب.
64- وقدس الملك في ذلك اليوم الفناء الذي يقع امام
الهيكل، بان قرب هناك المحرقات والتقدمات وشحم ذبائح
السلام، لان مذبح النحاس القائم امام الرب كان اصغر
من ان يسع المحرقات والتقدمات وشحم ذبائح السلام.
65- واحتفل سليمان بالعيد في ذلك الوقت مع سائر
اسرائيل وجمهور كبير توافد من مدخل حماة الى وادي
مصر، واستمر الاحتفال امام الرب اربعة عشر يوما
66- وفي اليوم الخامس عشر بعد العيد، صرف سليمان
الشعب، فباركوه وتوجهوا الى منازلهم بقلوب يغمرها
الفرح والغبطة من اجل كل الخيرات التي ابداها الرب
نحو داود عبده، ونحو شعبه اسرائيل.
|
8 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
009 |
الرب
1- وبعد ان اتم سليمان بناء هيكل الرب وقصر الملك،
وكل ما رغب ان يقيمه من مبان اخرى.
2- تجلى الرب لسليمان ثانية كما تجلى له في جبعون،
3- وقال له: «سمعت صلاتك وتضرعك الذي رفعته امامي،
لهذا قدست هذا الهيكل الذي شيدته لاضع اسمي عليه الى
الابد، فتكون عيناي وقلبي هناك كل الايام.
4- فان سلكت انت امامي كما سلك ابوك داود بكمال
القلب والاستقامة، وطبقت كل ما امرتك به، واطعت
فرائضي واحكامي،
5- فاني اثبت كرسي ملكك على اسرائيل الى الابد، كما
وعدت داود اباك قائلا: لا ينقرض من نسلك من يملك على
عرش اسرائيل.
6- اما ان انحرفتم انتم او ابناؤكم عن اتباعي، ولم
تطيعوا وصاياي وفرائضي التي سننتها لكم، وغويتم
عابدين آلهة اخرى وسجدتم لها،
7- فاني ابيد اسرائيل عن وجه الارض التي وهبتها لهم،
وانبذ الهيكل الذي قدسته لاسمي، فيصبح اسرائيل مثلا
ومثار هزء لجميع الامم.
8- ويصبح هذا الهيكل عبرة يثير عجب كل من يمر به،
فيصفر ويتساءل: لماذا صنع الرب هكذا بهذه الارض
وبهذا الهيكل؟
9- فياتيهم الجواب: لانهم تركوا الرب الههم الذي
اخرج آباءهم من ديار مصر، وتشبثوا بآلهة اخرى وسجدوا
لها وعبدوها، لذلك جلب الرب عليهم كل هذا البلاء».
10- وفي نهاية العشرين عاما التي بنى سليمان في
اثنائها هيكل الرب وقصر الملك
11- اعطى سليمان حيرام ملك صور عشرين مدينة في ارض
الجليل، لانه امد سليمان بخشب ارز وخشب سرو وذهب على
قدر طلبه.
12- فجاء حيرام من صور ليتفقد المدن التي اعطاها
سليمان له، فلم ترق له،
13- فتساءل: «ما هذه المدن التي اعطيتني اياها يااخي؟»
ودعاها «ارض كابول» (ومعناها الارض غير المثمرة) الى
هذا اليوم.
14- وكان الذهب الذي ارسله حيرام الى الملك سليمان
مئة وعشرين وزنة ذهب (نحو اربعة آلاف وثلاث مئة
وعشرين كيلوجراما).
15- اما خدمة التسخير التي فرضها سليمان، فكانت
بداعي بناء هيكل الرب، وقصر سليمان، والقلعة، وسور
اورشليم، وحاصور ومجدو وجازر.
16- وكان فرعون ملك مصر قد هاجم جازر واستولى عليها
واحرقها بالنار، وقتل اهلها الكنعانيين المقيمين
فيها، ثم وهبها مهرا لابنته زوجة سليمان.
17- واعاد سليمان بناء جازر وبيت حورون السفلى،
18- وبعلة وتدمر في ارض الصحراء،
19- وبنى جميع مدن مخازن غلاته، ومدنا لمركباته،
ومدنا لاقامة الفرسان. وهكذا بنى سليمان كل ما رغب
فيه في اورشليم وفي لبنان وفي جميع ارجاء سلطنته.
20- اما من تبقى من الاموريين والحثيين والفرزيين
والحو يين واليبوسيين الذين لا ينتمون الى اسرائيل،
21- من ذراري الامم التي عجز الاسرائيليون عن
افنائهم، فقد فرض عليهم سليمان خدمة التسخير كالعبيد
الى هذا اليوم.
22- اما ابناء اسرائيل فلم يسخر سليمان منهم احدا،
لان منهم كان يتالف جنوده ورجال حاشيته وامراؤه
وضباطه وقادة مركباته وفرسانه،
23- وكان عدد الموكلين على الاشراف على خدمة العمال
المسخرين لتنفيذ اعمال سليمان خمس مئة وخمسين رجلا.
24- وبعد ان انتقلت ابنة فرعون من مدينة داود الى
قصرها الذي بناه لها، عمل سليمان على بناء القلعة.
25- واخذ سليمان يقرب محرقات وذبائح سلام على المذبح
الذي بناه للرب ثلاث مرات في السنة، كما كان يحرق
على المذبح الذي امام الرب. وهكذا اتم بناء الهيكل.
26- وشرع سليمان في بناء سفن في عصيون جابر المجاورة
لايلة على شاطيء البحر الاحمر في ارض ادوم،
27- فارسل حيرام بحارته المتمرسين بمسالك البحر في
تلك السفن مع بحارة سليمان،
28- فبلغوا اوفير حيث جلبوا من هناك اربع مئة وعشرين
وزنة (نحو خمسة عشر الفا ومئة وعشرين كيلوجراما) من
الذهب، حملوها الى الملك سليمان.
|
9 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
010 |
الرب
1- وعندما بلغت اخبار سليمان واعلائه لاسم الرب
مسامع ملكة سبا، قدمت لتلقي عليه اسئلة عسيرة،
2- فوصلت اورشليم في موكب عظيم جدا، وجمال محملة
باطياب وذهب وفير وحجارة كريمة، واسرت اليه بكل ما
في نفسها.
3- فاجاب سليمان عن كل اسئلتها، من غير ان يعجز عن
شرح شيء.
4- ولما رات ملكة سبا كل حكمة سليمان، وشاهدت القصر
الذي شيده،
5- وما يقدم على مائدته من طعام، ومجلس رجال دولته،
وموقف خدامه وملابسهم، وسقاته ومحرقاته التي كان
يقربها في بيت الرب، اعتراها الذهول العميق،
6- فقالت للملك: «ان الاخبار التي بلغتني في ارضي عن
امورك وحكمتك هي حقا صحيحة.
7- ولم اصدقها في باديء الامر حتى جئت وشاهدت، فوجدت
ان ما بلغني لا يجاوز نصف الحقيقة، فقد رايت ان
حكمتك وصلاحك يزيدان عما سمعته من اخبارك.
8- فطوبى لرجالك وطوبى لخدامك الماثلين دائما في
حضرتك يسمعون حكمتك.
9- فليتبارك الرب الهك الذي سر بك، واجلسك على عرش
اسرائيل، لانه بفضل محبته الابدية لاسرائيل قد اقامك
ملكا لتجري العدل والبر».
10- واهدت الملك مئة وعشرين وزنة (نحو اربعة آلاف
وثلاث مئة وعشرين كيلو جراما) من الذهب واطيابا
كثيرة وحجارة كريمة، فكانت التوابل التي اهدتها ملكة
سبا للملك سليمان من الوفرة بحيث لم يجلب مثلها في
ما بعد.
11- وجلبت ايضا سفن حيرام التي حملت الذهب من اوفير،
خشب الصندل بكميات وافرة جدا وحجارة كريمة،
12- فصنع سليمان من خشب الصندل درابزينا لهيكل الرب
وللقصر، كما صنع منه اعوادا وقيثارات. ولم ير ولم
يجلب حتى اليوم مثل خشب الصندل ذلك لكثرته.
13- واعطى الملك سليمان ملكة سبا كل ما رغبت فيه،
فضلا عما اهداه اليها وفقا لكرمه. ثم انصرفت هي
وحاشيتها الى ارضها.
14- وكان وزن الذهب الذي حصل عليه سليمان في سنة
واحدة ست مئة وستا وستين وزنة ذهب (نحو ثلاثة وعشرين
الفا وتسع مئة وستة وسبعين كيلوجراما).
15- فضلا عن عوائد ضرائب التجار وارباح تجارته مع
ملوك العرب وولاة الارض.
16- وصنع سليمان مئتي ترس من الذهب المطروق، استهلك
كل ترس منها ست مئة شاقل (نحو ثلاثة كيلوجرامات ونصف
الكيلوجرام) من الذهب.
17- وثلاث مئة درع من ذهب مطروق، استهلك كل درع منها
ثلاثة امناء من الذهب (نحو كيلو وثماني مئة جرام)،
وجعلها سليمان في قصر غابة لبنان.
18- وصنع سليمان عرشا عظيما من عاج، غشاه بذهب ابريز.
19- وكان للعرش ست درجات، وله راس مستدير من الخلف،
ومسندان على جانبيه حول موضع الجلوس، واسدان يقفان
الى جوار المسندين.
20- واقيم على الدرجات الست اثنا عشر اسدا، ست على
كل جانب، فلم يكن لهذا العرش نظير في كل الممالك.
21- اما جميع آنية شرب الملك سليمان، وسائر آنية قصر
غابة لبنان، فكانت كلها مصنوعة من الذهب الخالص،
فالفضة لم يكن لها قيمة في ايام سليمان.
22- وكان للملك اسطول بحري تجاري يعمل بالمشاركة مع
اسطول حيرام. فكان هذا الاسطول التجاري ياتي مرة كل
ثلاث سنوات محملا بالذهب والفضة والعاج والقرود
والطواويس ويفرغها في اسرائيل.
23- وهكذا تعاظم شان الملك سليمان على كل ملوك الارض
من حيث الغنى والحكمة،
24- وتوافد الناس من جميع ارجاء الارض للمثول في
حضرة سليمان والاستماع الى حكمته التي اودعها الله
في قلبه،
25- فكان كل واحد ياتي حاملا هدايا من اوان فضية
وذهبية، وحلل وسلاح وتوابل وخيل وبغال سنة بعد سنة
26- وتجمع لدى سليمان مراكب وفرسان، فكانت له الف
واربع مئة مركبة، واثنا عشر الف فارس، فوزعهم على
مدن المركبات، واحتفظ ببعض منهم معه في اورشليم.
27- واصبحت الفضة في اورشليم كالحصى لكثرتها، كما
صار خشب الارز لتوفره لا يزيد قيمة عن خشب الجميز.
28- وقد استوردت خيل سليمان من مصر ومن تقوع، وكان
تجار الملك يتسلمونها من تقوع بثمن معين.
29- وشرع تجار الملك يستوردون المركبات من مصر،
فيدفعون ست مئة شاقل (نحو سبعة كيلوجرامات) من الفضة
عن كل مركبة، ومئة وخمسين شاقلا (نحو كيلوجرامين) عن
كل فرس. ثم يصدرونها لجميع ملوك الحثيين وملوك
الاراميين.
|
10 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
011 |
الرب
1- واولع سليمان بنساء غريبات كثيرات، فضلا عن ابنة
فرعون، فتزوج نساء موآبيات وعمونيات وادوميات
وصيدونيات وحثيات،
2- وكلهن من بنات الامم التي نهى الرب بني اسرائيل
عن الزواج منهم قائلا لهم: «لا تتزوجوا منهم ولا هم
منكم، لانهم يغوون قلوبكم وراء آلهتهم». ولكن سليمان
التصق بهن لفرط محبته لهن.
3- فكانت له سبع مئة زوجة، وثلاث مئة محظية، فانحرفن
بقلبه عن الرب.
4- فاستطعن في زمن شيخوخته ان يغوين قلبه وراء آلهة
اخرى، فلم يكن قلبه مستقيما مع الرب الهه كقلب داود
ابيه.
5- وما لبث ان عبد عشتاروث آلهة الصيدونيين، وملكوم
اله العمونيين البغيض،
6- وارتكب الشر في عيني الرب، ولم يتبع سبيل الرب
بكمال كما فعل ابوه داود.
7- واقام على تل شرقي اورشليم مرتفعا لكموش اله
الموآبيين الفاسق، ولمولك اله بني عمون البغيض.
8- وشيد مرتفعات لجميع نسائه الغريبات، اللواتي رحن
يوقدن البخور عليها ويقربن المحرقات لآلهتهن.
9- فغضب الرب على سليمان لان قلبه ضل عنه، مع انه
تجلى له مرتين،
10- ونهاه عن الغواية وراء آلهة اخرى، فلم يطع وصيته.
11- لهذا قال الله لسليمان: «لانك انحرفت عني ونكثت
عهدي، ولم تطع فرائضي التي اوصيتك بها، فاني حتما
امزق اوصال مملكتك، واعطيها لاحد عبيدك.
12- الا انني لا افعل هذا في ايامك، من اجل داود
ابيك، بل من يد ابنك امزقها.
13- غير اني ابقي له سبطا واحدا، يملك عليه اكراما
لداود عبدي، ومن اجل اورشليم التي اخترتها».
14- واثار الرب على سليمان هدد سليل النسل الملكي
الادومي،
15- ففيما كان داود في ادوم، صعد يوآب رئيس الجيش
لدفن القتلى، وقضى على كل ذكر في ادوم.
16- اذ ان يوآب وكل جيشه اقاموا هناك ستة اشهر،
افنوا خلالها كل ذكر في ادوم،
17- ولكن هدد وبعض رجال ابيه الادوميين استطاعوا
الهرب واللجوء الى مصر، وكان هدد آنئذ فتى صغيرا.
18- واقاموا في باديء الامر في مديان، ثم انتقلوا
الى فاران حيث انضم اليهم عدد آخر من الرجال، توجهوا
جميعا الى فرعون مصر، فاعطى فرعون هدد بيتا وارضا
وطعاما،
19- وحظي هدد برضى فرعون، فزوجه اخت امراته الملكة
تحفنيس،
20- فانجبت له اخت تحفنيس ابنا دعاه جنوبث. وفطمته
تحفنيس في قصر فرعون، وهكذا نشا جنوبث في بيت فرعون
بين ابنائه.
21- وعندما سمع هدد في مصر بموت داود ومصرع يوآب
رئيس الجيش، قال لفرعون: «دعني امضي الى ارضي».
22- فقال له فرعون: «هل افتقرت الى شيء عندي حتى
تنشد الرجوع الى ارضك؟» فاجاب: «لا شيء انما دعني
انطلق».
23- واثار الله على سليمان خصما آخر هو رزون بن
اليداع، الذي هرب من عند سيده هدد عزر ملك صوبة،
24- فضم اليه رجالا، واصبح رئيسا لعصابة من الثوار،
في الحقبة التي دمر فيها داود قوات صوبة. فانطلق
رزون بعصابته الى دمشق واقاموا فيها واستولوا عليها.
25- وظل رزون خصما لاسرائيل طوال حياة سليمان، فضلا
عما خلقه هدد من متاعب. وهكذا ملك رزون في دمشق وبقي
عدوا لاسرائيل.
26- وتمرد يربعام بن ناباط الافرايمي من صردة، وكان
من رجال سليمان، واسم امه صروعة وهي ارملة.
27- اما سبب تمرده على الملك فهو ان سليمان بنى
القلعة وسد الثغرات في سور مدينة داود ابيه،
28- وكان يربعام رجلا شديد المراس. فلما راى سليمان
ان الشاب نشيط مجتهد، اقامه مشرفا على اعمال التسخير
في ارض سبط يوسف.
29- وحدث ان يربعام خرج من اورشليم، فالتقاه النبي
اخيا الشيلوني في الطريق. وكان النبي يرتدي رداء
جديدا، ولم يكن سواهما في الحقل،
30- فتناول اخيا الر داء الجديد الذي عليه ومزقه
اثنتي عشرة قطعة،
31- وقال ليربعام: «خذ لنفسك عشر قطع، لانه هكذا
يقول الرب اله اسرائيل: ها انا امزق المملكة من يد
سليمان واعطيك عشرة اسباط،
32- ولا يبقى له سوى سبط واحد اكراما لعبدي داود،
ومن اجل اورشليم المدينة التي اخترتها من بين مدن
اسرائيل.
33- لانه تخلى عني وسجد لعشتاروث الاهة الصيدونيين،
ولكموش اله الموآبيين، ولملكوم اله بني عمون، ولم
يسلك في سبلي، ويصنع ما هو مستقيم في عيني، ولم يطع
فرائضي واحكامي كداود ابيه.
34- ولكني لن انزع كل الملك عنه، بل ابقيه رئيسا
طوال حياته من اجل داود عبدي الذي اخترته، فحفظ
وصاياي وفرائضي.
35- انما امزق المملكة من يد ابنه، واوليك على عشرة
اسباط منها،
36- تاركا لابنه سبطا واحدا، ليظل امامي دائما سراج
لداود عبدي في اورشليم، المدينة التي اخترتها لنفسي
لاضع اسمي عليها.
37- اما انت فانصبك ملكا لتحكم على اسرائيل وفقا
لرغبة نفسك.
38- فان اطعت كل ما آمرك به وسلكت في سبلي، وصنعت ما
هو صالح في عيني، وحفظت فرائضي ووصاياي كما فعل داود
عبدي، اكون معك وارسخ لك ملكا آمنا كما بنيت لداود،
واعطيك اسرائيل.
39- واذل ذرية داود الى حين من اجل هذا الاثم».
40- وسعى سليمان الى قتل يربعام، فلجا يربعام الى
شيشق ملك مصر ومكث هناك حتى وفاة سليمان.
41- اما بقية اعمال سليمان وكل ما صنع، واقوال حكمته،
اليست هي مدونة في كتاب تاريخ سليمان؟
42- ودام ملك سليمان في اورشليم على اسرائيل اربعين
سنة.
43- ثم مات سليمان، فدفن مع اسلافه في مدينة داود
ابيه، وخلفه ابنه رحبعام على العرش.
|
11 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
012 |
الرب
1- وذهب رحبعام الى شكيم، فتوافد الى هناك جميع بني
اسرائيل لينصبوه ملكا.
2- وعندما سمع يربعام بن نباط وهو في مصر، التي لجا
اليها ومكث فيها هربا من سليمان، رجع منها،
3- فارسلوا يستدعونه. فجاء يربعام وكل جماعة اسرائيل،
وقالوا لرحبعام:
4- «ان اباك اثقل النير علينا، فخفف انت الآن من
عبئنا المرهق، ومن ثقل النير الذي وضعه ابوك على
كاهلنا، فنخدمك».
5- فاجابهم: «اذهبوا الآن ثم ارجعوا الي بعد ثلاثة
ايام». فانصرف الشعب.
6- فسال رحبعام الشيوخ الذين كانوا في خدمة ابيه
سليمان: «بماذا تشيرون ان ارد جوابا الى هذا الشعب؟»
7- فاجابوه: «ان صرت خادما لهذا الشعب، وراعيتهم،
وتجاوبت معهم، واحسنت مخاطبتهم، يصبحون لك عبيدا كل
الايام».
8- ولكنه لم يتبع مشورة الشيوخ، بل تداول مع الاحداث
الذين نشاوا معه، وكانوا من جملة حاشيته،
9- وسالهم: «بم تشيرون انتم فنرد جوابا الى هذا
الشعب الذي طالبني قائلا: خفف من النير الذي اثقل به
ابوك كاهلنا».
10- فاجابوه: «تقول لهذا الشعب الذي طالبك بتخفيف
نير ابيك عنهم: ان خنصري اغلظ من خاصرة ابي.
11- ابي اثقل عليكم النير وانا اضاعفه. ابي ادبكم
بالسياط وانا اؤدبكم بالعقارب».
12- وفي اليوم الثالث مثل يربعام وسائر الشعب امام
رحبعام، كما طلب اليهم الملك.
13- وتلقوا رده القاسي الذي تجاهل فيه مشورة الشيوخ،
14- وخاطبهم بما اشار عليه الاحداث قائلا: «ابي اثقل
عليكم النير وانا اضاعفه. ابي ادبكم بالسياط، وانا
اؤدبكم بالعقارب».
15- ورفض رحبعام الاستجابة لمطالب الشعب، وكان ذلك
من الرب لينفذ ما تكلم به على لسان اخيا الشيلوني
بشان يربعام بن نباط.
16- فلما راى كل بني اسرائيل ان الملك لم يستجب
لمطالبهم، اجابوه: «اي نصيب لنا في داود، واي حظ لنا
بابن يسى؟ فالى بيوتك يااسرائيل. وليملك رحبعام على
اهله وعشيرته». وانصرف الاسرائيليون عنه الى منازلهم.
17- ولم يبق تحت حكمه سوى ابناء اسرائيل المقيمين في
مدن يهوذا، فملك رحبعام عليهم.
18- وعندما ارسل الملك رحبعام ادورام الموكل على
اعمال التسخير الى اسباط اسرائيل رجموه بالحجارة
فمات، فبادر الملك رحبعام واستقل مركبته هاربا الى
اورشليم.
19- وهكذا تمرد اسرائيل على ذرية داود الى هذا اليوم.
20- وعندما علم جميع بني اسرائيل برجوع يربعام من
مصر، استدعوه للمثول امام جماعة اسرائيل، ونصبوه
ملكا عليهم، ولم يبق تحت حكم رحبعام سوى سبط يهوذا.
21- وحين وصل رحبعام اورشليم حشد جيشا من سبطي يهوذا
وبنيامين، بلغ عدده مئة وثمانين الفا من نخبة
المقاتلين، ليحارب بني اسرائيل ويردهم الى ملكه.
22- ولكن الله خاطب شمعيا النبي:
23- «قل لرحبعام بن سليمان وسائر شعب يهوذا وبنيامين
24- هذا ما يامر به الرب: لا تذهبوا لمحاربة اخوتكم
بني اسرائيل. ليرجع كل واحد منكم الى منزله، لان من
عندي قد صدر الامر بتمزيق المملكة». فاستجابوا لامر
الرب، واذعنوا له.
25- وحصن يربعام مدينة شكيم في جبل افرايم واقام
فيها؛ ثم انطلق من هناك وبنى مدينة فنوئيل.
26- وحدث يربعام نفسه قائلا: «من المرجح ان ترجع
المملكة الى بيت داود،
27- ولاسيما ان صعد الشعب ليقربوا ذبائح في هيكل
الرب في اورشليم، فيميل قلبهم نحو سيدهم رحبعام ملك
يهوذا ويقتلونني، ثم يلتفون حوله».
28- وبعد المشاورة سبك الملك عجلي ذهب، وقال للشعب:
«ان الذهاب الى اورشليم للعبادة يعرضكم لمشقة عظيمة،
فها هي آلهتك يااسرائيل التي اخرجتك من ديار مصر».
29- واقام واحدا في بيت ايل والآخر في دان.
30- فصار هذا العمل اثما كبيرا، لان الشعب شرع في
عبادة العجلين حتى ولو اضطر بعضهم للارتحال الى دان.
31- وشيد يربعام مذابح عبادة على التلال، كرس لها
كهنة من عامة الشعب، لا ينتمون الى سبط لاوي.
32- واحتفل يربعام بعيد في اليوم الخامس عشر من
الشهر الثامن (تشرين الثاني نوفمبر)، مثل العيد
الذي يحتفل به في يهوذا، وقدم محرقات على المذبح.
وقرب في بيت ايل ذبائح للعجلين اللذين سبكهما. كما
نصب في بيت ايل كهنة للمرتفعات التي اقامها.
33- وهكذا اصعد محرقات على المذبح الذي بناه في بيت
ايل في اليوم الخامس عشر من الشهر الثامن، الذي
اختاره بنفسه، وجعله عيدا يحتفل به بنو اسرائيل.
وصعد هو بنفسه الى المذبح ليوقد عليه.
|
12 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
013 |
الرب
1- وبينما كان يربعام واقفا عند المذبح ليوقد عليه،
اقبل رجل الله من يهوذا الى بيت ايل حاملا رسالة من
الرب.
2- وهتف مخاطبا المذبح بقضاء الرب قائلا: «يامذبح،
يامذبح، هذا ما يقوله الرب: سيولد لبيت داود ابن
يدعى يوشيا، فيذبح عليك كهنة المرتفعات الذين يقربون
عليك، وتحرق فوقك عظام الناس».
3- وتاييدا لكلامه اعطى في ذلك اليوم علامة تؤكد ان
الرب هو الذي تكلم، وقال: «هوذا المذبح ينشق ويذرى
الرماد الذي عليه».
4- فلما سمع الملك كلام رجل الله الذي خاطب به
المذبح في بيت ايل، رفع يده من على المذبح، ومدها
نحو النبي صارخا: «اقبضوا عليه» فيبست يده التي مدها
وعجز عن ردها.
5- وانشق آنئذ المذبح وذري الرماد من عليه وفقا
للعلامة التي اعطاها رجل الله بمقتضى امر الرب.
6- عندئذ توسل الملك لرجل الله قائلا: «تضرع الى
الرب الهك، وصل من اجلي لترتد يدي الى طبيعتها».
فابتهل رجل الله الى الرب، فارتدت يد الملك الى ما
كانت عليه.
7- ثم قال الملك لرجل الله: «تعال معي الى قصري
لتقتات واعطيك مكافاة».
8- فاجابه: «حتى لو وهبتني نصف قصرك فلن اطا ارضه،
ولا آكل خبزا ولا اشرب ماء في هذا الموضع.
9- لان الرب امرني قائلا: «لا تاكل خبزا ولا تشرب
ماء ولا ترجع في نفس الطريق التي جئت منها».
10- ثم انصرف في طريق اخرى غير التي سلكها في مجيئه
الى بيت ايل.
11- وكان هناك نبي شيخ مقيما في بيت ايل، فجاء
ابناؤه وسردوا عليه كل ما اجراه رجل الله من آيات في
ذلك اليوم في بيت ايل، وحدثوه بما خاطب به الملك.
12- فسالهم ابوهم: «من اي طريق انصرف؟» فاخبروه،
لانهم كانوا قد راوا الطريق التي انصرف فيها.
13- فقال لابنائه: «اسرجوا لي الحمار». وعندما فعلوا
ركب عليه.
14- واقتفى اثره حتى ادركه جالسا تحت البلوطة. فساله:
«هل انت رجل الله الذي وفد من يهوذا؟» فاجابه: «انا
هو».
15- فقال له: «تعال معي الى البيت لتاكل طعاما».
16- فاجابه: «لا استطيع ان ارجع معك او ادخل بيتك او
آكل طعاما او اشرب ماء في هذا الموضع،
17- لان الرب امرني قائلا: لا تاكل طعاما ولا تشرب
ماء ولا تنصرف في نفس الطريق التي جئت منها».
18- فقال له: «انا ايضا نبي مثلك وقد امرني ملاك
الرب ان ارجع بك معي الى بيتي فتقتات وتشرب ماء».
وهكذا كذب عليه.
19- (فصدقه) ورجع معه وتناول طعاما في بيته وشرب ماء.
20- وفيما هما جالسان حول المائدة يتناولان الطعام،
خاطب الرب النبي الشيخ،
21- فقال لرجل الله الوافد من يهوذا: «هذا ما يقوله
الرب: لانك خالفت امر الرب ولم تطع وصيته التي اوصاك
بها الرب الهك،
22- فرجعت واكلت طعاما وشربت ماء في الموضع الذي
حذرك منه قائلا: لا تاكل فيه طعاما ولا تشرب ماء،
فان جثتك لن تدفن في قبر آبائك».
23- وبعد ان تناول نبي يهوذا طعاما وشرب ماء، اسرج
له مضيفه حماره.
24- وبينما هو منصرف في طريقه صادفه اسد وقتله، وظلت
جثته مطروحة في الطريق، والحمار والاسد واقفان الى
جوار الجثة.
25- ومر قوم فشاهدوا الجثة مطروحة في الطريق والاسد
واقف الى جوارها فاتوا واذاعوا الخبر في المدينة
التي يقيم فيها النبي الشيخ.
26- وعندما سمع النبي الشيخ بالنبا قال: «هو حتما
رجل الله الذي خالف امر الرب، فاوقعه الرب بين مخالب
الاسد فافترسه وقتله تحقيقا لقضائه الذي نطق به».
27- وقال لابنائه: «اسرجوا لي الحمار». فاسرجوه،
28- فانطلق الى حيث عثر على الجثة مطروحة في الطريق،
والاسد والحمار واقفين الى جوارها، من غير ان ياكل
الاسد الجثة او يفترس الحمار،
29- فوضع النبي جثة رجل الله على الحمار، ومضى بها
الى المدينة، ليندبه
30- ثم دفنها في قبره وهو ينوح قائلا: «آه عليك
يااخي».
31- وبعد ان تم دفن جثة رجل الله، قال النبي الشيخ
لابنائه: «عند وفاتي ادفنوني في القبر الذي دفن فيه
رجل الله، وضعوا عظامي الى جوار عظامه،
32- لان ما انذر به من كلام الرب بشان المذبح الذي
في بيت ايل، وجميع معابد المرتفعات التي في مدن
السامرة، لابد ان يتحقق».
33- وعلى الرغم من تحذير النبي فان يربعام لم يحد عن
طريقه الاثيمة، بل عاد مرة اخرى فكرس كهنة لمعابد
المرتفعات، اختارهم من عامة الشعب، فكان يكرس كل من
يرغب ان يكون كاهنا لهذه المرتفعات.
34- فكانت هذه هي خطيئة بيت يربعام التي افضت الى
سقوطه وانقراضه عن وجه الارض.
|
13 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
014 |
الرب
1- في ذلك الوقت مرض ابيا بن يربعام،
2- فقال يربعام لزوجته: «تنكري حتى لا يكتشف احد انك
زوجتي، وامضي الى شيلوه حيث يقيم اخيا الذي انباني
انني ساملك على هذا الشعب،
3- وخذي له معك عشرة ارغفة وكعكا وجرة عسل، وانطلقي
اليه وهو يخبرك بمصير الغلام».
4- فنفذت زوجة يربعام ما طلبه منها، ووصلت الى بيت
اخيا في شيلوه، وكان اخيا قد طعن في السن، وكل بصره.
5- وقال الرب لاخيا: «ها هي زوجة يربعام مقبلة
لتسالك عن مصير ابنها المريض، فاجبها بما اقوله لك،
لانها ستدخل اليك متنكرة».
6- فلما سمع اخيا وقع خطواتها وهي داخلة من الباب
قال: «ادخلي يا زوجة يربعام. لماذا تتنكرين؟ انني
احمل اليك اخبارا سيئة.
7- اذهبي وبلغي يربعام قضاء الرب اله اسرائيل: لقد
رفعتك من وسط الشعب، ونصبتك رئيسا على شعبي اسرائيل،
8- ومزقت المملكة عن بيت داود ووليتك عليها، ولكنك
لم تكن كعبدي داود الذي حفظ وصاياي وتبعني من كل
قلبه ليصنع ما هو صالح في عيني.
9- لقد ارتكبت من السيئات ما فاق جميع الذين كانوا
قبلك، فصنعت لنفسك آلهة اخرى، اصناما مسبوكة، لتثير
غيظي، وقد طرحتني خلف ظهرك.
10- لذلك ها انا مزمع ان ابتلي بيتك بشر عظيم، وابيد
كل ذكر من نسلك، عبدا كان ام حرا، وافني بيتك كما
تفني النار الروث الجاف،
11- فتاكل الكلاب كل من يموت لك في المدينة، وتنهش
طيور السماء كل من يموت لك في الحقل، لان الرب تكلم».
12- واضاف اخيا: «اما انت فانهضي وانطلقي الى بيتك،
وحالما تدخلين المدينة يموت الولد،
13- فينوح عليه الاسرائيليون ويدفنونه، لان هذا وحده
من نسل يربعام يوارى في قبر، لان الرب اله اسرائيل
قد وجد فيه، من دون سائر بيت يربعام، شيئا صالحا.
14- ويقيم الرب لنفسه ملكا على اسرائيل ليبيد بيت
يربعام اليوم.
15- ثم يعصف الرب باسرائيل، فيهزهم كاهتزاز القصب في
الماء، ويستاصلهم من هذه الارض الخيرة التي وهبها
لآبائهم، ويشتتهم الى ما وراء النهر لانهم اقاموا
لانفسهم اصناما واثاروا غيظ الرب.
16- وينبذ اسرائيل من جراء خطايا يربعام التي
ارتكبها واستغوى اسرائيل معه فاخطاوا».
17- فعادت زوجة يربعام الى ترصة. وما ان وصلت الى
عتبة باب البيت حتى مات الغلام،
18- فدفنه الاسرائيليون وناحوا عليه، تماما حسب كلام
الرب الذي نطق به على لسان عبده اخيا النبي.
19- اما بقية اعمال يربعام وكيف حارب وكيف ملك، فهي
مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك اسرائيل.
20- ودام ملك يربعام اثنتين وعشرين سنة، ثم مات ودفن
مع آبائه، وخلفه على العرش ابنه ناداب.
21- اما رحبعام بن سليمان فقد ملك في يهوذا وكان
عمره احدى واربعين سنة حين ملك، واستمر حكمه سبع
عشرة سنة في اورشليم، المدينة التي اختارها الرب من
بين جميع مدن اسرائيل ليضع اسمه عليها، وكان اسم امه
نعمة العمونية.
22- وارتكب شعب يهوذا الشر في عيني الرب، فاستثاروا
غيظه كما لم تستثره خطايا آبائهم التي ارتكبوها.
23- واقاموا هم ايضا لانفسهم مرتفعات وانصابا
وتماثيل على كل تل مرتفع، وتحت كل شجرة خضراء.
24- وتكاثر في الارض العاهرون من ذوي الشذوذ الجنسي،
واقترفوا كل موبقات الامم التي طردها الرب من امام
بني اسرائيل.
25- وفي السنة الخامسة للملك رحبعام هاجم شيشق ملك
مصر اورشليم.
26- واستولى على خزائن بيت الرب وخزائن قصر الملك،
وسلب كل ما فيها، لاسيما الاتراس الذهبية التي عملها
سليمان.
27- فصنع الملك رحبعام عوضا عنها اتراسا نحاسية،
سلمها لرؤساء حرس باب قصر الملك.
28- فكان كلما دخل الملك الى هيكل الرب يحملها
الحراس امامه، ثم يعيدونها الى غرفة الحرس.
29- اما بقية احداث حياة رحبعام وكل ما قام به من
اعمال، اليست هي مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك
يهوذا؟
30- وظلت رحى الحرب دائرة بين رحبعام ويربعام طوال
حياة رحبعام.
31- ثم مات رحبعام ودفن مع آبائه في مدينة داود،
واسم امه نعمة العمونية وخلفه ابنه ابيام على العرش.
|
14 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
015 |
الرب
1- وفي السنة الثامنة عشرة من حكم الملك يربعام بن
نباط، اعتلى ابيام عرش يهوذا،
2- ودام ملكه ثلاث سنوات في اورشليم، واسم امه معكة
ابنة ابشالوم.
3- وارتكب جميع خطايا ابيه التي اقترفها قبله، ولم
يكن قلبه مخلصا للرب الهه كقلب داود ابيه.
4- الا ان الرب الهه اكراما لداود، رزقه ابنا في
اورشليم، فاورثه الملك وثبت اركان اورشليم،
5- لان داود صنع ما هو صالح في عيني الرب، ولم يحد
عن كل ما امره به كل ايام حياته، الا ما جناه بحق
اوريا الحثي.
6- وخلال فترة حكم ابيام كانت الحروب مستمرة بين
اسرائيل ويهوذا.
7- اما بقية اعمال ابيام ومنجزاته اليست هي مدونة في
كتاب اخبار ايام ملوك يهوذا؟
8- ثم مات ابيام، فدفن مع آبائه في مدينة داود،
وخلفه ابنه آسا على العرش.
9- وكان ذلك في السنة العشرين من حكم يربعام ملك
اسرائيل.
10- وملك آسا احدى واربعين سنة في اورشليم، واسم
جدته معكة ابنة ابشالوم،
11- وصنع آسا ما هو صالح في عيني الرب كداود ابيه
12- واباد من الارض طائفة العاهرين الذين يمارسون
الشذوذ الجنسي كجزء من عبادتهم الوثنية، واستاصل
جميع الاصنام التي اقامها آباؤه.
13- كما خلع جدته معكة من منصب الام الملكة، لانها
اقامت تمثالا لعشتاروث، فانتزع آسا تمثالها واحرقه
في وادي قدرون.
14- اما مذابح المرتفعات فلم يهدمها، الا ان قلبه
كان خالص الولاء للرب كل ايامه.
15- وجاء بكل ما خصصه ابوه وما خصصه هو من ذهب وفضة
وسواها من الآنية الى هيكل الرب.
16- وظلت الحرب دائرة بين آسا وبعشا ملك اسرائيل
طوال ايام حياتهما.
17- وشرع الملك بعشا في بناء مدينة الرامة، لقطع
الطريق على الخارجين والداخلين الى آسا ملك يهوذا،
18- فجمع آسا بقية الذهب والفضة الموجودة في خزائن
بيت الرب وخزائن قصره، واعطاها لرجاله، وارسلهم الى
بنهدد بن طبريمون بن حزيون ملك ارام المقيم في دمشق
قائلا:
19- «ان بيني وبينك، وبين ابي وابيك عهدا، وها انا
باعث اليك هدية من فضة وذهب، فهيا انكث عهدك مع بعشا
ملك اسرائيل فيكف عني».
20- فلبى بنهدد طلب آسا، وارسل رؤساء جيوشه فهاجموا
مدن اسرائيل. فدمر مدن عيون ودان وآبل بيت معكة وكل
منطقة كنروت وسائر ارض نفتالي.
21- وعندما بلغت بعشا انباء الهجوم، كف عن بناء
الرامة واقام في ترصة.
22- واستدعى الملك آسا كل رجال يهوذا ولم يعف احدا،
فحملوا كل حجارة الرامة واخشابها التي استخدمها بعشا
في بناء الرامة وشيد بها الملك آسا جبع بنيامين
والمصفاة.
23- اما بقية اخبار آسا وكل انجازاته وما قام به من
اعمال وما بناه من مدن، اليست هي مدونة في كتاب
اخبار ايام ملوك يهوذا؟ واصيب الملك آسا في شيخوخته
بداء في رجليه.
24- وعندما مات دفن مع آبائه في مدينة داود، وخلفه
ابنه يهوشافاط على العرش.
25- وفي السنة الثانية لحكم آسا ملك يهوذا، اعتلى
ناداب بن يربعام عرش اسرائيل، ودام ملكه سنتين.
26- وارتكب الشر في عيني الرب، وسلك في سبل ابيه
الشريرة التي افضت ببني اسرائيل الى اقتراف الاثم.
27- وتمرد عليه بعشا بن اخيا من بيت يساكر، واغتاله
بينما كان ناداب وجيش الاسرائيليين يحاصرون مدينة
جبثون الفلسطينية.
28- وقد اغتاله بعشا في السنة الثالثة لحكم آسا ملك
يهوذا، وخلفه على العرش.
29- وما ان تولى زمام الملك حتى اباد كل ذرية يربعام،
ولم يبق على نسمة منهم، تحقيقا لقضاء الرب الذي نطق
به على لسان عبده اخيا الشيلوني،
30- بسبب آثام يربعام التي ارتكبها واستغوى بها بني
اسرائيل فاخطاوا، فاثار غيظ اله اسرائيل.
31- اما بقية اخبار ناداب وسائر اعماله، اليست هي
مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك اسرائيل؟
32- وظلت رحى الحرب دائرة بين آسا وبعشا ملك اسرائيل
طوال حياتهما.
33- وتولى بعشا بن اخيا حكم اسرائيل في ترصة في
السنة الثالثة من ملك آسا على يهوذا، ودام حكمه
اربعا وعشرين سنة.
34- وارتكب الشر في عيني الرب وسلك في طرق يربعام
وفي خطيئته التي جعلت بني اسرائيل يقترفون الاثم.
|
15 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
016 |
الرب
1- واوحى الرب الى النبي ياهو بن حناني برسالة
ليبلغها لبعشا:
2- «لقد رفعتك من الحضيض، ونصبتك ملكا على شعبي
ولكنك سلكت في سبل يربعام، وجعلت شعبي ياثمون
ويثيرون غيظي بخطاياهم.
3- لهذا ساستاصل ذريتك وسائر نسل بيتك، وابيد بيتك
كما ابدت بيت يربعام بن نباط.
4- فكل من يموت من ذريتك في المدينة تاكله الكلاب،
ومن يموت منهم في الحقل تنهشه طيور السماء».
5- اما بقية اخبار بعشا وما قام به من اعمال وباس،
اليست هي مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك اسرائيل.
6- ومات بعشا ودفن في ترصة وخلفه ابنه ايلة على عرش
اسرائيل.
7- وكان كلام الرب ايضا على لسان ياهو بن حناني
النبي بشان بعشا وذريته بسبب ما ارتكبه من شر في
عيني الرب، فاثار غيظه بما جنته يداه، على مثال ما
اقترفه بيت يربعام، بل فاق عليه اذ اقدم على ابادة
عائلة يربعام.
8- وفي السنة السادسة والعشرين من حكم آسا ملك يهوذا،
اعتلى ايلة بن بعشا في ترصة عرش اسرائيل لمدة سنتين.
9- فتآمر عليه زمري قائد نصف فرقة المركبات بينما
كان في ترصة يشرب ويسكر في منزل ارصا المشرف على
ادارة القصر.
10- فاقتحم زمري المنزل واغتال ايلة. وكان ذلك في
السنة السابعة والعشرين من حكم آسا ملك يهوذا وخلفه
على عرش اسرائيل.
11- وحالما تسلم زمام الملك اباد كل ذرية بعشا، فلم
يبق على ذكر منهم، كما قتل المقربين الى بعشا
واصحابه.
12- وهكذا اباد زمري كل بيت بعشا، تحقيقا لقضاء الرب
على لسان ياهو النبي،
13- وذلك من اجل ما ارتكبه بعشا وابنه ايلة من آثام،
وجعلا بني اسرائيل يخطئون، ويستثيرون غيظ الرب اله
اسرائيل بضلالهم.
14- اما بقية اخبار ايلة وكل ما قام به من اعمال،
اليست هي مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك اسرائيل؟
15- وفي السنة السابعة والعشرين لحكم آسا ملك يهوذا،
تربع زمري على كرسي المملكة لمدة سبعة ايام في ترصة.
وكان الجيش آنئذ يحاصر المدينة الفلسطينية جبثون.
16- فبلغ مسامع الجيش الاسرائيلي ان زمري تمرد على
الملك واغتاله، فنصب الجيش قائدهم عمري ملكا على
اسرائيل في ذلك اليوم، وهم ما برحوا في ميدان القتال.
17- فتوجه عمري وكل الجيش الذي معه من جبثون وحاصروا
ترصة.
18- وعندما راى زمري ان المدينة قد سقطت، دخل قصر
الملك واشعل فيه وفي نفسه النار، فمات،
19- عقابا على آثامه التي اقترفها حين ارتكب الشر في
عيني الرب، وسلك في سبل يربعام، ولا نه جعل بني
اسرائيل يخطئون.
20- اما بقية اخبار زمري وتمرده اليست هي مدونة في
كتاب اخبار ايام ملوك اسرائيل؟
21- وما لبث الشعب ان انقسم الى فئتين: فئة تناصر
تبني بن جينة لتبايعه على الملك، وفئة تناصر عمري.
22- فتغلب انصار عمري على انصار تبني بن جينة، فمات
تبني وسلم العرش لعمري.
23- وفي السنة الواحدة والثلاثين لحكم آسا ملك يهوذا،
اعتلى عمري عرش مملكة اسرائيل، ودام حكمه اثنتي عشرة
سنة، منها ست سنوات في ترصة.
24- ثم اشترى جبل السامرة من شامر بوزنتين من الفضة
(نحو اثنين وسبعين كيلوجراما)، وبنى عليه مدينة
دعاها السامرة، على اسم شامر صاحب الجبل.
25- وارتكب عمري الشر في عيني الرب حتى فاق اثمه
جميع الذين قبله،
26- واقترف خطايا يربعام بن نباط، وسلك في سبله التي
اضل بها اسرائيل فاستثاروا بضلالهم غيظ الرب الههم.
27- اما بقية اخبار عمري وما قام به من اعمال ومن
باس، اليست هي مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك
اسرائيل؟
28- ومات عمري ودفن في السامرة، وخلفه ابنه اخآب على
العرش.
29- وملك اخآب بن عمري على اسرائيل في السنة الثامنة
والثلاثين لحكم آسا ملك يهوذا، ودامت ولايته على
اسرائيل في السامرة مدة اثنتين وعشرين سنة.
30- وارتكب اخآب بن عمري الشر في عيني الرب، حتى فاق
اثمه جميع اسلافه.
31- وكانما كان الانهماك في ارتكاب خطايا يربعام بن
نباط امرا تافها، فتزوج من ايزابل ابنة اثبعل ملك
الصيدونيين، وغوى وراء البعل وسجد له.
32- وشيد مذبحا للبعل في معبد البعل الذي بناه في
السامرة.
33- واقام اخآب منحوتات الاصنام، وتفاقم شر اعماله
ليثير غيظ الرب اله اسرائيل اكثر من سائر ملوك
اسرائيل السابقين.
34- وفي عهده بنى حيئيل البيتئيلي اريحا. وعندما
ارسى اساسها مات ابنه الاكبر ابيرام، وعندما نصب
بواباتها مات ابنه الاصغر سجوب، فتحقق بذلك وعيد
الرب الذي نطق به على لسان يشوع بن نون.
|
16 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
017 |
الرب
1- وقال ايليا التشبي من اهل جلعاد لاخآب: «حي هو
الرب اله اسرائيل الذي اخدمه، انه لن يهطل ندى ولا
مطر في هذه السنين، الا حين اعلن ذلك».
2- وامر الرب ايليا:
3- «امض من هنا واتجه نحو المشرق، واختبىء عند نهر
كريث المقابل لنهر الاردن،
4- فتشرب من مياهه وتقتات مما تحضره لك الغربان التي
امرتها ان تعولك هناك».
5- فانطلق ونفذ امر الرب، واقام عند نهر كريث مقابل
نهر الاردن،
6- فكانت الغربان تحضر اليه الخبز واللحم صباحا
ومساء، وكان يشرب من ماء النهر.
7- وما لبث ان جف النهر بعد زمن، لانه لم يهطل مطر
على الارض.
8- فخاطب الرب ايليا:
9- «قم وتوجه الى صرفة التابعة لصيدون، وامكث هناك،
فقد امرت هناك ارملة ان تتكفل باعالتك».
10- فذهب الى صرفة. وعندما وصل الى بوابة المدينة
شاهد امراة تجمع حطبا، فقال لها: «هاتي لي بعض الماء
في اناء لاشرب».
11- وفيما هي ذاهبة لتحضره ناداها ثانية وقال: «هاتي
لي كسرة خبز معك».
12- فاجابته: «حي هو الرب الهك انه ليس لدي كعكة،
انما حفنة دقيق في الجرة، وقليل من الزيت في قارورة.
وها انا اجمع بعض عيدان الحطب لآخذها واعد لي ولابني
طعاما ناكله ثم نموت».
13- فقال لها ايليا: «لا تخافي. امضي واصنعي كما قلت،
ولكن اعدي لي منه كعكة صغيرة اولا واحضريها لي، ثم
اعملي لك ولابنك اخيرا،
14- لان هذا ما يقوله الرب اله اسرائيل: ان جرة
الدقيق لن تفرغ، وقارورة الزيت لن تنقص، الى اليوم
الذي يرسل فيه الرب مطرا على وجه الارض».
15- فراحت الى منزلها ونفذت كلام ايليا، فتوافر لها
طعام لتاكل هي وابنها وايليا لمدة طويلة.
16- جرة الدقيق لم تفرغ، وقارورة الزيت لم تنقص،
تماما كما قال الرب على لسان ايليا.
17- وحدث بعد زمن ان ابن المراة صاحبة البيت اشتد
عليه المرض، ومات،
18- فقالت لايليا: «اي ذنب جنيته بحقك يارجل الله؟
هل جئت الي لتذكرني باثمي وتميت ابني؟»
19- فقال لها: «اعطيني ابنك». واخذه منها وصعد به
الى العلية التي كان مقيما فيها واضجعه على سريره،
20- واستغاث
بالرب متضرعا: «ايها الرب الهي، االى
الارملة التي انا نازل عندها تسيء ايضا وتميت ابنها؟»
21- ثم تمدد ايليا على جثة الولد ثلاث مرات وابتهل
الى الرب: «يارب الهي، ارجع نفس هذا الولد اليه».
22- فاستجاب الرب دعاء ايليا، ورجعت نفس الولد اليه
فعاش.
23- فاخذ ايليا الولد ونزل به من العلية الى البيت،
وسلمه الى امه، وقال لها: «انظري، ان ابنك حي»
24- فقالت المراة لايليا: «الآن علمت انك رجل الله،
وان الله ينطق على لسانك بالحق».
|
17 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
018 |
الرب
1- وبعد ثلاث سنوات قال الرب لايليا: «اذهب وامثل
امام اخآب، وقل له انني ساسكب مطرا على الارض».
2- فمضى ايليا ليبلغ اخآب الرسالة، وكانت المجاعة
الشديدة قد عمت السامرة.
3- فاستدعى اخآب عوبديا مدير شؤون القصر، وكان
عوبديا يتقي الرب جدا.
4- فحين شرعت ايزابل في قتل انبياء الرب، اخذ عوبديا
مئة نبي وخباهم خمسين خمسين في مغارتين، وتكفل
باعالتهم بالطعام والماء.
5- وكان اخآب قد قال لعوبديا: «طف في البلاد وابحث
عن جميع عيون الماء وفي الاودية، لعلنا نجد عشبا
فنحيي الخيل والبغال، فلا تهلك كل البهائم».
6- فقسما البلاد بينهما ليطوفا بها، فذهب اخآب في
طريق وحده، وذهب عوبديا في طريق آخر وحده.
7- وفيما كان عوبديا في الطريق التقاه ايليا، فعرفه،
فارتمى على وجهه قائلا: «هل انت هو سيدي ايليا؟»
8- فاجابه: «انا هو، فاذهب وقل لسيدك اني هنا».
9- فقال: «اية خطيئة ارتكبت حتى تسلم عبدك ليد اخآب
ليميتني؟
10- حي هو الرب الهك انه لم تبق امة ولا مملكة لم
يرسل اليها سيدي من يبحث عنك، فكانوا يقولون: اننا
لم نعثر عليه، فكان اخآب يستحلف المملكة والامة
لتقسم انها حقا لم تجدك.
11- والآن تطلب الي ان اذهب واقول للملك انك هنا،
12- وما ان انطلق من عندك لاخبره حتى يحملك روح الرب
الى حيث لا ادري، فياتي اخآب ولا يجدك فيقتلني، وانا
عبدك اتقي الرب منذ صباي.
13- الم يطلع سيدي عما فعلته حين شرعت ايزابل تقتل
انبياء الرب، كيف خبات مئة رجل، خمسين خمسين في
مغارتين، وتكفلت باعالتهم بالطعام والماء؟
14- وانت الآن تطالبني ان اذهب واقول للملك انك هنا،
فيقتلني!»
15- فقال ايليا: «حي هو الرب القدير الذي انا واقف
امامه، انني اليوم احضر لمواجهة اخآب».
16- فانطلق عوبديا للقاء اخآب واخبره، فجاء اخآب
للقاء ايليا.
17- وما ان راى اخآب ايليا حتى قال له: «اهذا انت
يامكدر اسرائيل؟»
18- فاجابه ايليا: «انا لست مكدر اسرائيل، بل انت
وبيت ابيك، بعصيانكم وصايا الرب وضلالكم وراء
البعليم.
19- فالآن ارسل واستدع لي كل بني اسرائيل الى جبل
الكرمل، وكذلك انبياء البعل الاربع مئة والخمسين،
وانبياء عشتاروث الاربع مئة الآكلين على مائدة
ايزابل».
20- فاستدعى اخآب جميع بني اسرائيل، وجمع الانبياء
الى جبل الكرمل،
21- فخاطب ايليا الشعب: «حتى متى تظلون تعرجون بين
الفرقتين؟ ان كان الرب هو الله فاتبعوه، وان كان
البعل هو الله فاتبعوه». فلم يجبه الشعب بكلمة.
22- ثم قال ايليا للشعب: «انا بقيت وحدي نبيا للرب،
وانبياء البعل اربع مئة وخمسون.
23- فاعطونا ثورين، وليختر انبياء البعل احدهما،
ويقطعوه ويضعوه على الحطب من غير ان يشعلوا نارا،
وانا اقرب الثور الآخر واضعه على الحطب من غير ان
اشعل نارا.
24- ثم تتضرعون باسم آلهتكم، وانا ادعو باسم الرب
الهي. والاله الذي يستجيب وينزل نارا يكون هو الله
الحق». فاجاب جميع بني اسرائيل: «هذا قول صائب».
25- فقال ايليا عندئذ لانبياء البعل: «اختاروا
لانفسكم ثورا واحدا، وقربوا اولا لانكم الاكثر عددا
وادعوا باسم آلهتكم، ولكن اياكم ان تشعلوا نارا».
26- فاحضروا الثور الذي اعطي لهم ووضعوه على المذبح،
وظلوا يدعون باسم البعل من الصباح الى الظهر قائلين:
«يابعل استجب لنا». فلم يكن هناك صوت او مجيب.
فراحوا يرقصون حول المذبح المشيد.
27- وعند الظهر سخر بهم ايليا وقال: «ادعوا بصوت
اعلى فهو حقا اله! لعله مستغرق في التامل او في خلوة
او في سفر! او لعله نائم فيستيقظ».
28- فشرعوا يهتفون بصوت اعلى، ويمزقون اجسادهم
بالسيوف والرماح كعادتهم، حتى سال منهم الدم.
29- وانقضت ساعات الظهر، وظلوا يهذون صارخين حتى حل
وقت اصعاد التقدمة المسائية، من غير ان يكون هناك
صوت او مجيب.
30- عندئذ قال ايليا للشعب كله: «تقدموا الي». فدنا
جميع الشعب منه، فرمم مذبح الرب المنهدم،
31- ثم اخذ اثني عشر حجرا حسب عدد اسباط اسرائيل،
ذرية يعقوب الذي دعاه الله اسرائيل
32- وبنى بهذه الحجارة مذبحا باسم الرب، وحفر حوله
قناة تسع نحو كيلتين من الحب.
33- ثم رتب الحطب وقطع الثور، ووضع اجزاءه على الحطب
وامر ان يملاوا اربع جرات ماء ويصبوها على المحرقة
وعلى الحطب.
34- ثم قال «ثنوا، فثنوا، وعاد يامر: «ثلثوا»،
فثلثوا.
35- حتى جرى الماء حول المذبح وامتلات القناة ايضا
بالماء.
36- وفي ميعاد ذبيحة المساء صلى ايليا: «ايها الرب
اله ابراهيم واسحق واسرائيل، ليعلم اليوم انك انت
الله في اسرائيل، واني انا عبدك، وبامرك قد اقدمت
على هذه الامور.
37- استجبني يارب، استجبني، ليدرك هذا الشعب انك انت
الرب الاله، وانك انت ترد قلوبهم اليك».
38- فنزلت نار من السماء التهمت المحرقة والحطب
والحجارة والتراب ولحست ماء القناة.
39- فلما شاهد جميع بني اسرائيل ذلك خروا ساجدين على
وجوههم الى الارض هاتفين: «الرب هو الله ! الرب هو
الله !»
40- فقال ايليا: «اقبضوا على انبياء البعل ولا تدعوا
رجلا منهم يفلت» فقبضوا عليهم، فساقهم ايليا الى نهر
قيشون وذبحهم هناك.
41- وقال ايليا لاخآب: «اصعد كل واشرب لانني اسمع
صوت دوي مطر».
42- فمضى اخآب لياكل ويشرب، واما ايليا فارتقى الى
قمة جبل الكرمل وجلس على الارض وخبا راسه بين ركبتيه.
43- وقال لغلامه: «اذهب وتطلع نحو البحر». فمضى
الغلام وتطلع نحو البحر وقال: «لا ارى شيئا». فامر
ايليا: «اذهب وتطلع، سبع مرات»
44- وفي المرة السابعة قال الغلام: «ارى غيمة صغيرة
في حجم كف انسان صاعدة من البحر». فقال ايليا: «انطلق
وقل لاخآب اعد مركبتك وانزل من الجبل لئلا يعيقك
المطر عن السفر».
45- وسرعان ما تلبدت السماء بالغيوم، وهبت ريح عاصفة،
وهطل مطر غزير، فاندفع اخآب بمركبته نحو يزرعيل.
46- وحلت قوة الرب في ايليا، فلف عباءته حول حقويه
وركض ليسبق اخآب الى مدخل يزرعيل.
|
18 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
019 |
الرب
1- واخبر اخآب ايزابل بما صنعه ايليا، وكيف قتل جميع
انبياء البعل بالسيف،
2- فبعثت ايزابل رسولا الى ايليا قائلة: «لتعاقبني
الآلهة اشد عقاب وتزد، ان لم اقتلك في مثل هذا الوقت
غدا، فتكون كمثل الذين قتلتهم».
3- فلما سمع ايليا ذلك هرب لينجو بنفسه، ووصل الى
بئر سبع التابعة ليهوذا، حيث ترك خادمه.
4- ثم هام وحده في الصحراء مسيرة يوم، حتى اتى شجرة
شيح، فجلس تحتها، وتمنى الموت لنفسه وقال: «قد كفى
الآن ياربي، خذ نفسي فلست خيرا من آبائي».
5- واضطجع ونام تحت شجرة الشيح، واذا بملاك يمسه
ويقول: «قم وكل».
6- فتطلع حوله واذا به يرى عند راسه رغيفا مخبوزا
على الجمر وجرة ماء. فاكل وشرب، ثم عاد ونام.
7- ومسه ملاك الرب ثانية قائلا: «قم وكل، لان امامك
مسافة طويلة للسفر».
8- فقام واكل وشرب، ومشى بقوة تلك الوجبة اربعين
نهارا واربعين ليلة، حتى بلغ جبل الله حوريب.
9- فدخل مغارة هناك وبات فيها وقال الرب لايليا: «ماذا
تفعل هنا ياايليا؟»
10- فاجاب: «غرت غيرة للرب الاله القدير، لان بني
اسرائيل تنكروا لعهدك وهدموا مذابحك وقتلوا انبياءك
بالسيف، وبقيت وحدي. وها هم يبغون قتلي ايضا»
11- فقال له: «اخرج وقف على الجبل امامي، لاني مزمع
ان اعبر». ثم هبت ريح عاتية شقت الجبال وحطمت الصخور،
ولكن الرب لم يكن في الريح. ثم حدثت زلزلة، ولم يكن
الرب في الزلزلة.
12- وبعد الزلزلة اجتازت به نار، ولم يكن الرب في
النار. وبعد النار رف في مسامع ايليا صوت منخفض هامس.
13- فلما سمع ايليا الصوت، لف وجهه بردائه، وخرج
ووقف في باب الكهف. واذا بصوت يخاطبه: «ماذا تفعل
هنا ياايليا؟»
14- فاجاب: «غرت غيرة للرب الاله القدير، لان بني
اسرائيل تنكروا لعهدك وهدموا مذابحك وقتلوا انبياءك
بالسيف، وبقيت وحدي، وها هم يبغون قتلي».
15- فقال له الرب: «اذهب راجعا في الطريق الصحراوية
المفضية الى دمشق، وهناك امسح حزائيل ملكا على ارام،
16- ثم امسح ياهو بن نمشي ملكا على اسرائيل، وكذلك
امسح اليشع بن شافاط من آبل محولة نبيا خلفا لك.
17- فالذي ينجو من سيف حزائيل يقتله ياهو، والذي
ينجو من سيف ياهو يقتله اليشع.
18- ولقد ابقيت في اسرائيل سبعة آلاف لم يحنوا ركبهم
للبعل ولم تقبله افواههم».
19- فانطلق ايليا من هناك فوجد اليشع بن شافاط يحرث
حقلا، وامامه احد عشر زوجا من البقر، وهو يسير خلف
الزوج الثاني عشر. فمر به ايليا وطرح عليه رداءه،
20- فترك البقر وركض وراء ايليا وقال: «دعني اودع
ابي وامي واتبعك». فقال له: «ارجع، فاي شيء فعلته لك؟»
21- فرجع اليشع واخذ زوج بقر ذبحهما وسلق لحمهما على
خشب المحراث ووزعه على الشعب فاكلوا، ثم قام ولحق
بايليا وواظب على خدمته.
|
19 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
020 |
الرب
1- وحشد بنهدد ملك ارام كل جيشه، بعد ان انضم اليه
اثنان وثلاثون ملكا بخيلهم ومركباتهم، وحاصر السامرة
عاصمة اسرائيل.
2- ثم بعث بنهدد رسالة الى اخآب ملك اسرائيل في
السامرة تقول:
3- «لي كل فضتك وذهبك واجمل نسائك وبنوك الحسان».
4- فاجاب ملك اسرائيل: «لك ما طلبته ياسيدي الملك،
فانا وكل ما املكه لك».
5- فبعث بنهدد رسالة اخرى الى اخآب تقول: «كنت قد
ارسلت اليك طالبا ان تقدم لي كل فضتك وذهبك واجمل
نسائك وبنيك الحسان،
6- ولكني ايضا في نحو هذا الوقت غدا ارسل رجالي اليك
ليفتشوا قصرك وبيوت عبيدك، ليستولوا على كل ما هو
نفيس».
7- فاستدعى ملك اسرائيل جميع زعماء البلاد وقال: «اعلموا
وانظروا ان بنهدد يبغي الشر، فقد بعث يطلب الي تسليم
نسائي وبني وفضتي وذهبي، فوافقت».
8- فقال له كل زعماء البلاد وسائر الشعب: «لا تسمع
له ولا تخضع لطلبه».
9- فقال اخآب لرسل بنهدد: «قولوا لسيدي الملك انني
مستعد ان انفذ جميع مطالبه الاولى، اما المطالب
الثانية فلا استطيع تلبيتها». فرجع الرسل بجوابه الى
بنهدد.
10- فبعث اليه بنهدد قائلا: «لتعاقبني الآلهة اشد
عقاب وتزد، ان بقي من تراب السامرة ما يكفي لملء
قبضة كل واحد من رجالي».
11- فاجاب ملك اسرائيل: «قولوا له: لا يفتخر من يشد
درعه كمن يحله» (اي الفخر يكون بعد المعركة لا قبلها).
12- فلما سمع بنهدد هذا الكلام وهو يشرب الخمر في
الخيام مع حلفائه الملوك، امر رجاله ان يتاهبوا
للقتال، فاستعدوا للهجوم على المدينة.
13- واذا بنبي يتقدم الى اخآب قائلا: «هذا ما يقوله
الرب: هل ترى هذا الجيش الغفير؟ ها انا انصرك عليه
اليوم، فتعلم اني انا الرب».
14- فسال اخآب: «بمن يكون النصر؟» فاجاب: «هذا ما
يقوله الرب: بقوات رؤساء المقاطعات» فعاد يسال: «من
يبتديء الحرب؟» فاجاب: «انت».
15- فاحصى اخآب رجال رؤساء المقاطعات، فبلغوا مئتين
واثنين وثلاثين. ثم احصى بعدهم بقية جيش اسرائيل
فكانوا سبعة آلاف.
16- واندفعوا عند الظهر من المدينة وبنهدد منهمك في
السكر في الخيام مع حلفائه الملوك الاثنين والثلاثين،
17- وتقدمت قوات رؤساء المقاطعات اولا، فقال
المراقبون لبنهدد: «رجال من السامرة قادمون علينا»
18- فقال: «اقبضوا عليهم احياء، سواء كان قدومهم
للهدنة او للحرب».
19- وهكذا اندفعت قوات رؤساء المقاطعات من المدينة،
وفي اعقابها تقدم الجيش الاسرائيلي
20- وهاجم كل رجل منهم واحدا من جيش الاراميين، فهرب
الاراميون، ولاحقهم الاسرائيليون. وتمكن بنهدد ملك
ارام مع بعض فرسانه من النجاة على خيولهم.
21- وتقدم ملك اسرائيل واقتحم الخيل والمركبات،
وانزل بالاراميين هزيمة فادحة.
22- واقترب النبي من اخآب وقال له: «اذهب وتاهب،
ودبر شؤونك، وفكر بما تفعل، لانه في نهاية هذا العام
يهاجمك ملك ارام،
23- لان رجاله قد قالوا له: ان آلهة الاسرائيليين
آلهة جبال، لذلك انتصروا هذه المرة، ولكن ان
حاربناهم في السهل فاننا نهزمهم.
24- كما اقترحوا عليه عزل الملوك من قيادة الجيوش،
وتعيين ضباط بدلا منهم.
25- وقالوا لبنهدد: جهز لنفسك جيشا ضخما، يكون عدده
كعدد الجيش الذي فقدته، فرسا بفرس ومركبة بمركبة،
فنحاربهم في السهل ونقهرهم».فعمل بنهدد باقتراحهم
ورايهم.
26- وفي نهاية العام جهز بنهدد جيشا من الاراميين،
وانطلق الى افيق ليحارب الاسرائيليين.
27- وحشدت اسرائيل جيشها وجهزت مؤونته وتقدموا
للقائهم، فكانوا بالمقارنة بالاراميين الذين ملاوا
الارض نظير قطيعين من المعزى.
28- فجاء رجل الله الى اخآب وقال: «هذا ما يقوله
الرب: لان الاراميين قد ادعوا ان الرب انما هو اله
جبال وليس هو اله اودية، فانني سانصرك على كل هذا
الجيش الغفير، فتعلمون اني انا الرب».
29- وهكذا تواجه الطرفان سبعة ايام. وفي اليوم
السابع دارت رحى الحرب، فقتل بنو اسرائيل في يوم
واحد مئة الف من مشاة ارام،
30- وهرب الاحياء الى داخل مدينة افيق، فانهار السور
على السبعة والعشرين الف رجل الباقين. اما بنهدد فقد
لجا الى المدينة واختبا فيها في مخدع داخل مخدع.
31- فقال له رجاله: «لقد سمعنا ان ملوك اسرائيل ملوك
حليمون، فلنرتد مسوحا حول احقائنا، ونضع حبالا على
رؤوسنا، ونخرج الى ملك اسرائيل، لعله يعفو عنك».
32- فارتدوا مسوحا حول احقائهم، ووضعوا حبالا على
رؤوسهم، ومثلوا امام ملك اسرائيل قائلين: «عبدك
بنهدد يرجو العفو عن حياته». فقال: «الا يزال حيا؟
هو اخي!»
33- فتفاءل رجال بنهدد، وتشبثوا بالامل، وقالوا: «نعم
هو اخوك». فقال لهم اخآب: «اذهبوا واحضروه.» وعندما
وصل، اصعده معه في مركبته،
34- فقال بنهدد: «اني ارد المدن التي استولى عليها
ابي من ابيك، وتقيم لنفسك اسواقا تجارية في دمشق
مماثلة للاسواق التي اقامها ابي في السامرة». فاجابه
الملك: «وبناء على هذا العهد فانني اطلقك حرا». فقطع
له بنهدد عهدا واطلقه اخآب.
35- ونزولا عند امر الرب، قال رجل من بني الانبياء
لصاحبه: «اضربني بسيفك». فابى الرجل ان يضربه.
36- فقال له: «انك لم تطع امر الرب، فعند انصرافك من
عندي يقتلك اسد». وحين خرج من عنده لقيه اسد وصرعه.
37- ثم صادف النبي رجلا آخر، فقال له: «اضربني».
فضربه وجرحه،
38- فمضى النبي واعترض طريق الملك متنكرا بعصابة على
عينيه.
39- وعندما اجتاز اخآب امامه ناداه وقال: «خرج عبدك
في اثناء اشتداد المعركة، واذا برجل اقبل الي باسير،
وقال: احرس هذا الرجل، وان فقد تكون نفسك عوض نفسه،
او تدفع وزنة من الفضة (نحو ستة وثلاثين كيلوجراما)
40- وفيما عبدك منهمك في بعض الامور، اختفى الاسير».
فقال له ملك اسرائيل: «لقد حكمت على نفسك بما قضيت
به».
41- عندئذ بادر النبي فرفع العصابة عن عينيه فادرك
الملك انه من بني الانبياء.
42- وقال للملك: «هذا ما يقوله الرب: لانك ابقيت على
حياة رجل قضيت بهلاكه، فستموت بدلا منه، ويهلك شعبك
بدلا من شعبه».
43- فانصرف ملك اسرائيل الى قصره في السامرة مكتئبا
مغموما.
|
20 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
021 |
الرب
1- وحدث انه كان لنابوت اليزرعيلي كرم في يزرعيل،
مجاور لقصر اخآب ملك السامرة،
2- فقال اخآب لنابوت: «قايضني كرمك لاجعله حديقة
خضروات، لانه مجاور لقصري، فاعطيك بدلا منه كرما
افضل منه، او اذا راق لك ادفع ثمنه فضة».
3- فاجاب نابوت: «معاذ الله ان افرط في ميراث آبائي».
4- فدخل اخآب قصره مكتئبا مهموما متاثرا من قول
نابوت اليزرعيلي: «لا افرط في ميراث آبائي». واستلقى
فوق سريره مشيحا بوجهه نحو الحائط عازفا عن الطعام.
5- فاقبلت اليه زوجته ايزابل قائلة: «مالي اراك
منقبضا عازفا عن الطعام؟»
6- فاجابها: «لاني قلت لنابوت اليزرعيلي: بعني كرمك،
واذا شئت قايضتك بكرم آخر، فاجاب: لا اعطيك كرمي»
7- فقالت له ايزابل: «اهكذا تحكم كملك على اسرائيل؟
قم وتناول طعاما وطب نفسا، فانا احصل لك على كرم
نابوت اليزرعيلي».
8- ثم حررت رسائل باسم اخآب، وختمتها بخاتمه وبعثت
بها الى شيوخ ووجهاء يزرعيل حيث يقيم نابوت.
9- وقالت فيها: «ادعوا الشعب للصوم، واجلسوا نابوت
في مكان الصدارة،
10- واقيموا شاهدي زور ليشهدا ان نابوت جدف على الله
وعلى الملك، ثم اخرجوه من المدينة وارجموه حتى يموت».
11- فنفذ شيوخ مدينته ووجهاؤها اوامر ايزابل كما هي
واردة في الرسائل التي بعثت بها اليهم.
12- فتداعوا للصوم، واجلسوا نابوت في مكان الصدارة.
13- ثم اقبل شاهدا زور وجلسا تجاهه، وشهدا على نابوت
امام الشعب قائلين: «قد جدف نابوت على الله وعلى
الملك». فجروه الى خارج المدينة ورجموه بالحجارة حتى
مات.
14- وابلغوا ايزابل ان نابوت قد رجم فمات.
15- فلما سمعت ايزابل بموت نابوت قالت لاخآب: «قم
ورث كرم نابوت اليزرعيلي، الذي ابى ان يبيعك اياه
بفضة، لان نابوت قد اصبح في عداد الاموات».
16- عندئذ قام اخآب ونزل ليتفقد كرم نابوت ويستولي
عليه.
17- ولكن الرب قال لايليا التشبي:
18- «قم امض للقاء اخآب ملك اسرائيل المقيم في
السامرة، فها هو قد نزل الى كرم نابوت ليستولي عليه،
19- وقل له: هذا ما يقوله الرب: هل قتلت وامتلكت
ايضا؟ في المكان الذي لعقت فيه الكلاب دم نابوت تلعق
الكلاب دمك ايضا».
20- وما ان راى اخآب ايليا حتى قال: «هل وجدتني
ياعدوي؟» فاجابه: «قد وجدتك لانك بعت نفسك لارتكاب
الشر في عيني الرب.
21- لهذا يقول الرب: ها انا اجلب عليك شرا وابيد
ذريتك وافني كل ذكر لك، حرا كان ام عبدا.
22- واجعل مصير بيتك كمصير بيت يربعام بن نباط،
وكمصير بيت بعشا بن اخيا، لفرط ما اثرته من غيظي،
ولا نك استغويت اسرائيل لارتكاب المعصية».
23- واصدر الرب قضاءه على ايزابل قائلا: «ان الكلاب
ستلتهم جثتها عند مترسة يزرعيل.
24- وكل من يموت من اسرتك في المدينة تاكله الكلاب
ومن يموت منهم في الحقل تنهشه الطيور».
25- ولم يكن نظير اخآب الذي اغوته زوجته ايزابل،
فباع نفسه لارتكاب الشر في عيني الرب.
26- فقد غرق في حماة الرجاسة بعبادته الاصنام، مثلما
فعل الاموريون الذين طردهم الرب من امام بني اسرائيل.
27- وعندما سمع اخآب هذا القضاء، مزق ثيابه وارتدى
مسحا، وصام واضطجع بثياب المسح ومشى ذليلا.
28- فقال الرب لايليا: «هل رايت كيف ذل اخآب امامي؟
29- من اجل ذلك لن اجلب الشر عليه في حياته، بل انزل
العقاب ببيته في ايام ابنه».
|
21 |
11 |
كتاب الملوك الاول |
022 |
الرب
1- وانقضت ثلاث سنوات من غير ان تنشب حرب بين ارام
واسرائيل.
2- وفي السنة الثالثة قدم يهوشافاط ملك يهوذا لزيارة
ملك اسرائيل،
3- فقال ملك اسرائيل لرجاله: «اتدرون ان راموت جلعاد
هي لنا، ومع ذلك لم نفعل شيئا لاسترجاعها من ارام؟»
4- وسال اخآب يهوشافاط: «هل تشترك معي في الحرب
لاسترجاع راموت جلعاد؟» فاجابه يهوشافاط: «مثلي مثلك:
شعبي كشعبك وخيلي كخيلك».
5- ثم قال يهوشافاط لملك اسرائيل: «اطلب اليوم مشورة
الرب».
6- فجمع ملك اسرائيل نحو اربع مئة من انبياء الاصنام
وسالهم: «هل اذهب للحرب الى راموت جلعاد ام امتنع؟»
فاجابوه: «اذهب، فان الرب سينصرك ويسلمها لك».
7- فقال يهوشافاط: «الا يوجد هنا بعد نبي من انبياء
الرب فنساله المشورة؟»
8- فاجاب ملك اسرائيل: «يوجد بعد رجل واحد، يمكننا
عن طريقه ان نطلب مشورة الرب، ولكني امقته لانه لا
يتنبا علي بغير الشر. انه ميخا بن يملة». فقال
يهوشافاط: «لا تقل هذا ايها الملك».
9- فامر اخآب احد رجاله باستدعاء ميخا بن يملة.
10- وكان كل من ملك اسرائيل ويهوشافاط ملك يهوذا
يجلس على عرش في ساحة عند مدخل باب السامرة، وقد
ارتديا حللهما الملكية، والانبياء جميعهم يتنباون
امامهما.
11- وصنع صدقيا بن كنعنة لنفسه قرني حديد وقال: «هكذا
يقول الرب: بهذه تنطح الاراميين حتى يهلكوا».
12- وتنبا جميع الانبياء بمثل هذا الكلام قائلين: «اذهب
الى راموت جلعاد فتظفر بها، لان الرب يسلمها الى
الملك».
13- وقال الرسول الذي انطلق لاستدعاء ميخا: «لقد
تنبا جميع الانبياء بفم واحد مبشرين الملك بالخير،
فليكن كلامك موافقا لكلامهم يحمل بشائر الخير».
14- فاجاب ميخا: «حي هو الرب انني لن انطق الا بما
يقوله الرب».
15- ولما حضر امام الملك ساله: «ياميخا، هل نذهب
للحرب الى راموت جلعاد، ام نمتنع؟» فاجابه (بتهكم):
«اذهب فتظفر بها لان الرب يسلمها الى الملك».
16- فقال له الملك: «كم مرة استحلفتك باسم الرب الا
تخبرني الا الحق».
17- عندئذ قال ميخا: «رايت كل اسرائيل مبددين على
الجبال كخراف بلا راع. فقال الرب: ليس لهؤلاء قائد،
فليرجع كل واحد منهم الى بيته بسلام».
18- فقال ملك اسرائيل ليهوشافاط: «الم اقل لك انه لا
يتنبا علي بغير الشر؟»
19- فاجاب ميخا: «اذا فاسمع كلام الرب: قد شاهدت
الرب جالسا على كرسيه وكل اجناد السماء ماثلة عن
يمينه وعن يساره.
20- فسال الرب: من يغري اخآب ليخرج للحرب ويموت في
راموت جلعاد؟ فاجاب كل منهم بشيء.
21- ثم تقدم روح الضلال وقال: انا اغويه. فساله الرب:
بماذا؟
22- فاجاب: اخرج، واصبح روح ضلال في افواه جميع
انبيائه. فقال الرب: انك قادر على اغوائه وتفلح في
ذلك، فامض ونفذ هذا الامر.
23- وها الرب قد جعل الآن روح ضلال في افواه جميع
انبيائك هؤلاء، وقد قضى عليك بالشر».
24- فاقترب صدقيا بن كنعنة من ميخا وضربه على الفك
قائلا: «من اين عبر روح الرب مني ليكلمك؟»
25- فاجابه ميخا: «ستعرف ذلك في اليوم الذي تلجا فيه
للاختباء من مخدع الى مخدع».
26- حينئذ امر ملك اسرائيل قائلا: «اقبضوا على ميخا
وسلموه الى آمون رئيس المدينة والى يوآش ابن الملك،
27- وقولوا لهما: ان الملك امر بايداع هذا في السجن،
واطعموه خبز الضيق وماء الضيق حتى ارجع من الحرب
بسلام».
28- فاجابه ميخا: «ان رجعت بسلام لا يكون الرب قد
تكلم على لساني، فاشهدوا على ذلك ايها الشعب جميعا».
29- وتوجه ملك اسرائيل ويهوشافاط ملك يهوذا الى
راموت جلعاد.
30- فقال اخآب ليهوشافاط: «انني ساخوض الحرب متنكرا،
اما انت فارتد ثيابك الملكية». وهكذا تنكر ملك
اسرائيل وخاض الحرب.
31- وقال ملك ارام لقادة مركباته الاثنين والثلاثين:
«لا تحاربوا صغيرا ولا كبيرا الا ملك اسرائيل وحده».
32- فلما شاهد قادة المركبات يهوشافاط، ظنوا انه ملك
اسرائيل، فحاصروه ليقاتلوه، فاطلق يهوشافاط صرخة،
33- ادركوا منها انه ليس ملك اسرائيل، فارتدوا عنه.
34- ولكن حدث ان جنديا اطلق سهمه من قوسه غير متعمد،
فاصاب ملك اسرائيل بين اوصال درعه، فقال اخآب لقائد
مركبته: «استدر واخرجني من ارض المعركة فقد جرحت»
35- واشتدت المعركة في ذلك اليوم، واوقف الملك
مركبته في مواجهة الاراميين، ولم يلبث ان مات عند
المساء، فجرى دم الجرح الى ارض المركبة.
36- وعند غروب الشمس تجاوبت صرخة بين قوات الجيش: «ليرجع
كل رجل الى مدينته والى ارضه».
37- وهكذا مات الملك فنقلوه الى السامرة حيث دفن
فيها.
38- وعندما غسلت مركبته واسلحته في بركة السامرة،
جاءت الكلاب ولحست دمه. فتحقق بذلك كل ما انذر به
الرب.
39- اما بقية اخبار اخآب وانجازاته وبيت العاج الذي
بناه، وكل المدن التي عمرها، اليست هي مدونة في
تاريخ اخبار ايام ملوك اسرائيل؟
40- ودفن اخآب مع آبائه وخلفه ابنه اخزيا على الملك.
41- وملك يهوشافاط بن آسا على يهوذا في السنة
الرابعة من حكم اخآب ملك اسرائيل.
42- وكان يهوشافاط في الخامسة والثلاثين حين ملك،
ودام حكمه خمسا وعشرين سنة في اورشليم، واسم امه
عزوبة بنت شلحي
43- واقتفى خطى ابيه آسا، ولم يحد عنها صانعا ما هو
صالح في عيني الرب. الا ان مذابح المرتفعات لم تهدم،
بل كان الشعب لا يزال يذبح ويوقد عليها.
44- ووقع يهوشافاط معاهدة صلح مع ملك اسرائيل.
45- اما بقية اخبار يهوشافاط وما ابداه من باس، وكيف
حارب، اليست هي مدونة في كتاب تاريخ اخبار ايام ملوك
يهوذا؟
46- كما اباد من البلاد الذين يمارسون الشذوذ الجنسي
في عبادتهم الوثنية ممن بقوا من ايام ابيه آسا.
47- ولم يكن في زمانه ملك على ادوم، بل تولى الحكم
وكيل للملك.
48- وبنى يهوشافاط اسطولا تجاريا لكي يبحر الى اوفير
ويعود محملا بالذهب، ولكن السفن لم تبحر لانها تحطمت
في عصيون جابر.
49- حينئذ قال اخزيا بن اخآب ليهوشافاط: «ليبحر
رجالي مع رجالك في السفن». فابى يهوشافاط.
50- ومات يهوشافاط فدفن مع اسلافه في مدينة داود
ابيه، وخلفه ابنه يهورام على العرش.
|
22 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
001 |
الرب
1- وتمرد الموآبيون على اسرائيل بعد وفاة اخآب،
2- وسقط اخزيا من كوة في علية قصره في السامرة،
فاصيب بجرح قاتل. وبعث رسلا الى معبد بعل زبوب اله
عقرون قائلا: «امضوا واسالوه ان كنت ابرا من جرحي؟»
3- فقال ملاك الرب لايليا التشبي: «قم واذهب للقاء
رسل ملك السامرة وقل لهم: هل لانه لا يوجد اله في
اسرائيل تذهبون لسؤال بعل زبوب اله عقرون؟
4- لذلك هذا ما يقوله الرب: ان السرير الذي رقدت
عليه لن تنهض عنه، بل حتما تموت». وانصرف ايليا.
5- ورجع الرسل الى اخزيا فسالهم: «لماذا رجعتم؟»
6- فاجابوه: «اعترضنا رجل وامرنا ان نرجع اليك
لنخبرك ان الله يقول: هل لانه لا يوجد اله في
اسرائيل ترسل لتسال بعل زبوب اله عقرون؟ لذلك فان
السرير الذي رقدت عليه لن تنهض عنه بل حتما تموت».
7- فسالهم: «ما هي اوصاف الرجل الذي اعترضكم وبلغكم
هذا الكلام؟»
8- فاجابوه: «انه رجل كثيف الشعر متنطق بحزام من جلد
حول حقويه». فقال: «انه حتما ايليا التشبي».
9- فارسل احد قادته على راس خمسين جنديا الى ايليا،
الذي كان جالسا آنئذ على قمة جبل. فقال له: «يارجل
الله، ان الملك يامرك بمرافقتنا».
10- فاجاب ايليا: «ان كنت انا رجل الله، فلتنزل نار
من السماء وتلتهمك انت ورجالك الخمسين». فنزلت نار
من السماء والتهمته مع رجاله الخمسين.
11- فعاد اخزيا وارسل اليه قائدا آخر على راس خمسين
جنديا، فقال لايليا: «يارجل الله، الملك يامرك ان
تسرع وتنزل».
12- فاجابه ايليا: «ان كنت انا رجل الله، فلتنزل نار
من السماء وتلتهمك انت ورجالك الخمسين». فنزلت نار
من السماء والتهمته مع رجاله الخمسين.
13- ثم ارسل اخزيا للمرة الثالثة قائدا آخر على راس
خمسين جنديا. فاقبل هذا الى ايليا وجثا امامه وتوسل
اليه قائلا: «يارجل الله، لتكن نفسي ونفوس عبيدك
هؤلاء عزيزة في عينيك.
14- لقد نزلت نار من السماء التهمت القائدين
السابقين مع رجالهما المئة، فارجوك لتكن نفسي عزيزة
في عينيك (ولا تقض علينا(».
15- فقال ملاك الرب لايليا: «امض معه ولا تخف منه».
فقام وانطلق معه لمقابلة الملك.
16- وقال ايليا للملك: «هذا ما يقوله الرب: من حيث
انك ارسلت مبعوثين لتستشير بعل زبوب اله عقرون وكانه
لا يوجد اله في اسرائيل لتساله، فان السرير الذي
رقدت عليه لن تنهض عنه، بل حتما تموت».
17- فمات اخزيا بموجب كلام الرب الذي نطق به على
لسان ايليا. واذ لم يكن له ابن، خلفه اخوه يهورام،
وذلك في السنة الثانية لحكم يهورام بن يهوشافاط ملك
يهوذا.
18- اما بقية اخبار اخزيا واعماله اليست هي مدونة في
كتاب اخبار ملوك اسرائيل؟
|
23 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
002 |
الرب
1- وعندما ازمع الرب ان ينقل ايليا في العاصفة الى
السماء، ذهب ايليا واليشع من الجلجال.
2- فقال ايليا لاليشع: «امكث هنا لان الرب قد اوفدني
الى بيت ايل». فاجاب اليشع: «حي هو الرب، وحية هي
نفسك اني لا اتركك». فانطلقا معا الى بيت ايل.
3- فخرج بنو الانبياء المقيمون في بيت ايل للقاء
اليشع وقالوا له: «هل تعلم ان الرب سياخذ اليوم منك
سيدك ايليا؟» فاجاب: «نعم، اني اعلم، فاصمتوا».
4- ثم قال له ايليا: «يااليشع، امكث هنا لان الرب قد
اوفدني الى اريحا». فاجابه: «حي هو الرب وحية هي
نفسك اني لا اتركك». فتوجها نحو اريحا.
5- وعندما بلغاها تقدم بنو الانبياء المقيمون في
اريحا من اليشع قائلين: «اتعلم ان الرب سياخذ اليوم
منك سيدك ايليا؟» فقال: «نعم، اني اعلم فاصمتوا».
6- ثم قال له ايليا: «امكث هنا لان الرب قد اوفدني
الى الاردن». فاجاب: «حي هو الرب وحية هي نفسك اني
لا اتركك». فانطلقا معا.
7- ورافقهما خمسون رجلا من بني الانبياء الى حيث
كانا يقفان الى جوار الاردن. وتوقفوا تجاههما من
بعيد.
8- فتناول ايليا رداءه وطواه، ثم ضرب به الماء،
فانفلق النهر الى شطرين، فاجتازا فوق اليابسة.
9- ولما عبرا قال ايليا لاليشع: «اطلب ماذا اصنع لك
قبل ان اوخذ منك؟» فاجاب اليشع: «ليحل علي ضعف ما
لديك من قوة روحية».
10- فقال ايليا: «لقد طلبت امرا صعبا، ولكن ان
رايتني وانا اوخذ منك تنل سؤلك، والا فلن تحصل على
ما طلبت».
11- وفيما هما يسيران ويتجاذبان اطراف الحديث، فصلت
بينهما مركبة من نار تجرها خيول نارية، نقلت ايليا
في العاصفة الى السماء.
12- وراى اليشع ما جرى فاخذ يهتف: «ياابي، ياابي،
يامركبات اسرائيل وفرسانها». وغاب ايليا عن عينيه،
فامسك ثيابه ومزقها قطعتين،
13- ثم رفع رداء ايليا الذي سقط منه وتوجه نحو ضفة
نهر الاردن،
14- وضرب به الماء هاتفا: «اين هو الرب اله ايليا؟»
ثم ضرب الماء ثانية، فانفلق النهر الى شطرين
متقابلين، فاجتاز اليشع نحو الضفة الاخرى.
15- ولما شاهده بنو الانبياء المقيمون في اريحا
قادما نحوهم قالوا: «ان روح ايليا قد استقرت على
اليشع». فاقبلوا للقائه وانحنوا امامه.
16- وقالوا له: «ان بين عبيدك خمسين رجلا من ذوي
الباس، فدعهم يذهبون للبحث عن سيدك. لعل روح الرب
حمله وطرحه على احد الجبال او في احد الاودية».
فاجاب: «لا ترسلوا احدا».
17- فالحوا عليه حتى اعتراه الخجل فاذعن لهم،
فاوفدوا خمسين رجلا ظلوا يبحثون عنه ثلاثة ايام على
غير طائل.
18- وعندما رجعوا اليه في اريحا قال لهم: «اما قلت
لكم لا تبحثوا عنه؟»
19- وقال رجال مدينة اريحا لاليشع: «هوذا المدينة
كما ترى ذات موقع جيد، اما المياه فرديئة والارض
مجدبة».
20- فقال: «احضروا لي صحنا، وضعوا فيه ملحا». فاتوا
اليه بما طلب.
21- فاتجه نحو نبع الماء وطرح فيه الملح، وقال: «هذا
ما تكلم به الرب: لقد ابرات هذه المياه فلن تسبب
الموت او الجدب بعد الآن».
22- فبرئت المياه الى هذا اليوم، كما انبا اليشع.
23- ثم ارتحل من هناك الى بيت ايل، وفيما هو سائر في
طريقه خرج بعض الفتيان الصغار من المدينة وشرعوا
يسخرون منه قائلين: «اصعد (في العاصفة) يااقرع!»
24- فالتفت وراءه وتفرس فيهم، ثم دعا عليهم باسم
الرب. فخرجت دبتان من الغابة والتهمتا منهم اثنين
واربعين فتى.
25- وانطلق من هناك الى جبل الكرمل ومنه رجع الى
السامرة.
|
24 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
003 |
الرب
1- وفي السنة الثامنة عشرة من حكم يهوشافاط ملك
يهوذا، اعتلى يهورام بن اخآب عرش اسرائيل، ودام ملكه
في السامرة اثنتي عشرة سنة.
2- وارتكب الشر في عيني الرب، ولكنه لم يوغل فيه
مثلما اوغل ابوه وامه، فانه ازال تمثال البعل الذي
نصبه ابوه.
3- غير انه تشبث بخطايا يربعام بن نباط الذي استغوى
اسرائيل لارتكاب الاثم، ولم يحد عنها.
4- وكان ميشع ملك موآب يقوم بتربية المواشي، ويؤدي
لملك اسرائيل مئة الف خروف ومئة الف كبش مع اصوافها.
5- وما ان توفي اخآب حتى تمرد ملك موآب على اسرائيل،
6- فحشد الملك يهورام جيوشه من كل اسرائيل.
7- وبعث يهورام الى يهوشافاط ملك يهوذا قائلا: «قد
تمرد ملك الموآبيين علي، فهل تشترك معي في محاربته؟»
فاجابه: «اشترك، فمثلي مثلك وشعبي كشعبك وخيلي كخيلك».
8- فساله: «اي طريق نتخذ؟» فاجابه يهوشافاط: «طريق
صحراء ادوم».
9- فتوجه ملك اسرائيل برفقة حليفيه: ملك يهوذا وملك
ادوم، وداروا في الصحراء مسيرة سبعة ايام. ولم يكن
هناك ماء ليشرب الجيش والدواب التابعة لهم.
10- فقال ملك اسرائيل: «هل دعانا الرب، نحن الملوك
الثلاثة، ليسلمنا ليد ملك موآب؟»
11- فسال يهوشافاط: «اليس هنا نبي للرب، فنطلب مشورة
الرب عن يده؟». فاجاب واحد من رجال ملك اسرائيل: «هنا
اليشع بن شافاط الذي كان خادما للنبي ايليا».
12- فقال يهوشافاط: «عنده كلام الرب». فتوجه اليه
ملك اسرائيل ويهوشافاط وملك ادوم.
13- فقال اليشع لملك اسرائيل: «ما شاني بك؟ اذهب
واستشر انبياء ابيك وانبياء امك». فاجابه ملك
اسرائيل: «كلا اذ يبدو ان الرب قد دعانا نحن الملوك
الثلاثة ليسلمنا ليد ملك موآب».
14- فقال اليشع: «حي هو الرب القدير الذي انا ماثل
امامه، انه لولا توقيري لحضور يهوشافاط ملك يهوذا
لما كنت اعبا بالنظر اليك.
15- والآن ادعوا عازف عود». وعندما عزف الموسيقى على
عوده حل روح الرب على اليشع،
16- فقال: «هذا ما يقوله الرب: احفروا في هذا الوادي
حفرا كثيرة وعميقة،
17- ومع انكم لن تروا ريحا ولا مطرا فان هذا الوادي
سيفيض بالماء، فتشربون انتم وماشيتكم وبهائمكم.
18- وهذا امر يسير لدى الرب، وهو ايضا ينصركم على
ملك موآب.
19- فتدمرون كل مدينة محصنة، وكل مدينة رئيسية،
وتقطعون كل شجرة مثمرة، وتردمون كل عيون الماء،
وتخربون كل حقل خصب بالحجارة».
20- وفي الصباح، في ميعاد تقديم المحرقة دوى هدير
مياه متدفقة من طريق ادوم، ففاضت الارض بالمياه.
21- وعندما علم الموآبيون ان الملوك الثلاثة اجتمعوا
لمحاربتهم جندوا كل قادر على حمل السلاح من الصغار
والكبار، واحتشدوا عند الحدود.
22- وحين بكروا في صبيحة اليوم التالي راوا اشعة
الشمس منعكسة على المياه امامهم، فبدت لهم حمراء
كالدم.
23- فظنوها دما وقالوا: «قد تحارب الملوك معا، وقتل
بعضهم بعضا. فهيا الى النهب ايها الموآبيون».
24- فانطلقوا الى معسكر اسرائيل، فهب الاسرائيليون
وهاجموهم ففروا امامهم، فتعقبهم الاسرائيليون الى
بلادهم وهم يقتلونهم.
25- وهدموا المدن. وراح كل واحد من افراد الجيش يلقي
حجرا في كل حقل خصب حتى ملاوها، وردموا جميع عيون
الماء، وقطعوا كل شجرة مثمرة، ولم تسلم الا العاصمة
«قير حارسة» التي حاصرتها وهاجمتها فرق المجانيق.
26- فلما راى ملك موآب ان المعركة اشتدت عليه اختار
سبع مئة رجل من المحاربين بالسيوف ليقوم بمحاولة شق
طريقه ليهاجم ملك ادوم، فلم يفلح.
27- فاخذ ابنه البكر الذي كان سيخلفه على العرش،
واحرقه على السور قربانا لاله موآب، مما اثار الغيظ
الشديد على اسرائيل فارتد الاسرائيليون الى بلادهم.
|
25 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
004 |
الرب
1- واستغاثت احدى نساء بني الانبياء باليشع قائلة:
«عبدك زوجي توفي، وانت تعلم انه كان يتقي الرب، وقد
اقبل مدينه المرابي ليسترق ولدي (لقاء ديونه)».
2- فسالها اليشع: ماذا يمكن ان اصنع لك؟ اخبريني
ماذا عندك في البيت؟» فقالت: «لا املك في البيت شيئا
سوى قليل من الزيت».
3- فقال لها اليشع: «اذهبي استعيري اواني فارغة من
عند جميع جيرانك واكثري منها.
4- ثم ادخلي بيتك واغلقي الباب على نفسك وعلى بنيك،
وصبي زيتا في جميع هذه الاواني، وانقلي ما يمتليء
منها الى جانب».
5- فمضت من عنده واغلقت الباب على نفسها وعلى
ابنائها، الذين راحوا يحضرون لها الاواني الفارغة
فتصب فيها.
6- وحين امتلات جميع الاواني قالت لابنها: «هات اناء
آخر». فاجابها: «لم يبق هناك اناء». عندئذ توقف تدفق
الزيت.
7- فجاءت الى رجل الله واخبرته. فقال لها: «اذهبي
وبيعي الزيت واوفي دينك، وعيشي انت وابناؤك بما
يتبقى من مال».
8- وذات يوم ذهب اليشع الى شونم حيث تقيم امراة
بالغة الثراء، فالحت عليه ان يمكث لياكل طعاما. وكان
كلما زار شونم تستضيفه في منزلها.
9- فقالت لزوجها: «لقد ادركت ان الرجل الذي نستضيفه
دائما هو رجل مقدس لله،
10- فلنبن له علية صغيرة على سطح البيت، ونعد له
فيها سريرا وطاولة وكرسيا وسراجا، فيبيت فيها كلما
مر بنا».
11- واتفق ان جاء اليشع الى العلية وارتاح فيها.
12- فقال لغلامه جيحزي: «ادع هذه الشونمية»
فاستدعاها وجاءت.
13- فقال لجيحزي: «قل لها: لقد تكبدت كل هذه المشقة
من اجلنا، فماذا يمكن ان اصنع لك؟ هل لديك طلب ارفعه
الى الملك او الى رئيس الجيش؟» فاجابت: «لا. انني
راضية بالاقامة بين شعبي».
14- ثم تساءل: «ماذا يمكن ان نصنع لها؟» فاجابه
جيحزي: «ليس لها ابن، وزوجها طاعن في السن».
15- فقال اليشع: «استدعها». فدعاها، فوقفت عند
الباب.
16- فقال لها اليشع: «في مثل هذا الوقت من السنة
القادمة ستحضنين ابنا بين ذراعيك». فقالت: «لا
ياسيدي رجل الله. لا تخدع امتك».
17- ولكنها حملت وانجبت ابنا في الزمن الذي انبا به
اليشع.
18- وكبر الصبي. وذات يوم انطلق الى حيث كان ابوه
يشرف على الحصادين،
19- وما لبث ان قال لابيه: «راسي يؤلمني، راسي».
فقال لاحد رجاله: «احمله الى امه».
20- فحمله الى امه فاجلسته في حجرها، ولكنه مات عند
الظهر.
21- فصعدت الى العلية وارقدته على سرير رجل الله،
واغلقت عليه الباب ثم خرجت.
22- وقالت لزوجها: «ابعث لي باحد رجالك مع اتان
لاهرع الى رجل الله ثم ارجع».
23- فسالها: «لماذا تذهبين اليه اليوم، مع انه ليس
راس الشهر ولا سبتا؟» فاجابت: «للخير!»
24- واسرجت الاتان وقالت لغلامها: «قد الاتان ولا
تبطيء في السير حفاظا على راحتي حتى اطلب منك ذلك».
25- وانطلقت حتى اقبلت على رجل الله في جبل الكرمل.
فلما شاهدها من بعيد، قال لغلامه جيحزي: «ها هي
المراة الشونمية.
26- فا ركض للقائها الآن واسالها: اهي بخير؟ هل
زوجها سالم؟ هل ابنها سالم؟» فاجابت: «كل شيء بخير».
27- فلما جاءت الى رجل الله في الجبل تشبثت بقدميه.
فاقترب منها جيحزي ليبعدها عنه، فقال رجل الله:
«اتركها، فان نفسها مريرة في داخلها والرب لم يكشف
لي ما بها».
28- فقالت: «هل طلبت من سيدي ان انجب ابنا؟ الم اقل
لا تخدعني؟»
29- فامر اليشع جيحزي: «تمنطق بحزامك، وخذ عكازي
وانطلق. واذا صادفت احدا فلا تحيه، وان حياك احد فلا
تجبه. وضع عكازي على وجه الصبي».
30- فقالت ام الصبي: «حي هو الرب، وحية هي نفسك انني
لا اتركك». فقام وتبعها.
31- وسبقهما جيحزي ووضع العكاز على وجه الصبي، ولكن
من غير جدوى فرجع للقاء اليشع وقال: «لم ترتد الحياة
الى الصبي».
32- ودخل اليشع البيت واذا بالصبي ميت في سريره.
33- فدخل العلية واغلق الباب وتضرع الى الرب،
34- ثم اضطجع فوق جثة الصبي، ووضع فمه على فمه،
وعينيه على عينيه، ويديه على يديه، وتمدد عليه، فبدا
الدفء يسري في جسد الصبي.
35- فاخذ النبي يذرع ارض العلية ثم عاد وتمدد على
الولد، فعطس هذا سبع مرات وفتح عينيه.
36- فاستدعى جيحزي وقال: «ادع هذه الشونمية». وعندما
مثلت امامه قال: «احملي ابنك!»
37- فسجدت على وجهها الى الارض عند قدميه ثم حملت
ابنها وانصرفت.
38- ورجع اليشع الى الجلجال. بعد ذلك عمت المجاعة
البلاد. وفيما كان بنو الانبياء مجتمعين مع اليشع،
قال لخادمه: «اسلق بعض السليقة في القدر الكبيرة
لبني الانبياء».
39- وانطلق واحد منهم ليلتقط بعض الخضروات، فعثر على
يقطين بري سام، فالتقط منه ملء ثوبه، وقطعه وطرحه في
قدر السليقة، غير عالم انه سام.
40- وصبوا للقوم لياكلوا، ولكن ما ان تناولوا منه
حتى صرخوا: «في القدر سم يارجل الله». ولم يستطيعوا
الاكل.
41- فقال: «هاتوا دقيقا» والقى اليشع الدقيق في
القدر، ثم قال: «صب للقوم لياكلوا». فاقبلوا على
الطعام وكانه لم يكن شيء مؤذ في القدر.
42- وحضر رجل من بعل شليشة حاملا معه لرجل الله
عشرين رغيفا من الشعير، من اوائل الحصاد وسويقا في
جرابه. فقال: «اعط الرجال لياكلوا».
43- فقال خادمه: «ماذا؟ هل اضع هذا امام مئة رجل؟»
فقال اليشع: «اعط الرجال لياكلوا، لانه هذا ما يقول
الرب: انهم ياكلون منها ويفضل عنهم».
44- فوضعها امامهم فاكلوا، وفضل عنهم حسب قول الرب.
|
26 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
005 |
الرب
1- وكان نعمان قائد جيش ملك ارام يتمتع بمكانة سامية
عند سيده لان الرب حقق لارام النصر عن يده. وكان
نعمان بطلا صنديدا، الا انه كان مصابا بالبرص.
2- وسبى الاراميون في احدى غزواتهم التي اغاروا فيها
على ارض اسرائيل فتاة صغيرة، صارت خادمة لزوجة
نعمان.
3- فقالت لمولاتها: «ياليت سيدي يمثل امام النبي
الذي في السامرة، فينال الشفاء من برصه».
4- فمثل نعمان امام الملك وابلغه حديث الجارية
الاسرائيلية.
5- فقال ملك ارام: «انطلق، وسابعث رسالة الى ملك
اسرائيل». فتوجه نعمان الى ارض اسرائيل حاملا معه
عشر وزنات من الفضة (نحو ستة وثلاثين كيلوجراما)
وستة آلاف شاقل من الذهب (نحو اثنين وسبعين
كيلوجراما)، وعشر حلل من الثياب،
6- وسلم الرسالة الى ملك اسرائيل، وقد ورد فيها:
«وحال تسلمك لهذه الرسالة اشف نعمان خادمي الذي
ارسلته اليك من برصه».
7- فلما اطلع ملك اسرائيل على الرسالة مزق ثيابه
وقال: «هل انا الله حتى اميت واحيي، فيرسل الي هذا
لكي اشفي رجلا من برصه؟ اعلموا انه يحاول ان يجد
مبررا لمحاربتنا».
8- ولما سمع اليشع رجل الله ان ملك اسرائيل قد مزق
ثيابه، بعث اليه يقول: «لماذا مزقت ثيابك؟ دعه ياتي
الي فيعلم انه يوجد حقا نبي في اسرائيل».
9- فاقبل نعمان بخيله ومركباته ووقف عند باب بيت
اليشع،
10- فوجه اليه اليشع رسولا يقول: «اذهب واغتسل سبع
مرات في نهر الاردن، فتنال الشفاء».
11- فغضب نعمان وانصرف قائلا: «ظننت انه يخرج للقائي
ويقف امامي، ويدعو باسم الرب الهه، ويمر بيده فوق
موضع البرص، فابرا.
12- اليس ابانة وفرفر نهرا دمشق افضل من جميع مياه
اسرائيل؟ الم يكن في امكاني الاغتسال فيها فاطهر؟»
فانصرف وقد اعتراه الغيظ.
13- فتقدم منه رجاله وقالوا: «ياابانا، لو طلب النبي
منك القيام بامر عظيم، اما كنت تصنعه؟ فكم بالاحرى
ان قال لك اغتسل واطهر؟»
14- فنزل نعمان الى نهر الاردن وغطس فيه سبع مرات،
كما امر رجل الله، فرجع لحمه كلحم صبي صغير، وطهر من
برصه.
15- فرجع الى رجل الله مع سائر جيشه ودخل ووقف امامه
قائلا: «لقد ادركت انه لا يوجد اله في كل الارض الا
في اسرائيل، فارجوك ان تقبل الآن هدية من عبدك».
16- فاجاب اليشع: «حي هو الرب الذي انا واقف في
حضرته، اني لا اقبل منك هدية». فالح عليه ان يقبل
منه الهدية، فابى اليشع.
17- عندئذ قال نعمان: «اذا، ارجو ان يعطى عبدك حمل
بغلين من التراب، لانه لن يقرب بعد اليوم محرقة ولا
ذبيحة لآلهة اخرى، بل للرب وحده.
18- ولكن ليصفح الرب عن عبدك عندما يدخل مع سيده
الملك الى بيت الاله رمون، حيث يذهب الملك مستندا
على ذراعي ليسجد هناك. فعلي آنئذ ان اسجد ايضا. لهذا
ليصفح الرب لعبدك عن هذا الامر».
19- فقال له اليشع: «امض بسلام».
20- حتى حدث جيحزي خادم اليشع نفسه: «سيدي امتنع عن
قبول ما احضره نعمان من هدايا. حي هو الرب لاسرعن
وراءه وآخذ منه شيئا».
21- فلحق جيحزي بنعمان. ولما ابصره نعمان راكضا
نحوه، ترجل عن المركبة للقائه سائلا: «اللخير جئت؟»
22- فاجاب: «للخير. ان سيدي قد ارسلني قائلا: ان
رجلين من جبل افرايم من بني الانبياء جاءاه، فارجوك
ان تعطيهما وزنة من الفضة وحلتي ثياب».
23- فقال نعمان: «ارجوك ان تاخذ وزنتين» والح عليه،
وصرهما في كيسين وحلتي ثياب، واعطاهما لرجلين من
رجاله، فحملاهما وانطلقا امام جيحزي.
24- وعندما وصل الى الاكمة حيث يقيم اليشع اخذها
منهما واخفاها في البيت، وصرف الرجلين.
25- ثم دخل الى اليشع، فساله: «من اين جئت ياجيحزي؟»
فاجاب: «لم يذهب عبدك الى اي مكان».
26- فقال له: «الا تعرف ان قلبي كان حاضرا هناك حين
ترجل الرجل من مركبته للقائك؟ اهذا وقت الحصول على
فضة او اخذ ثياب وزيتون وكروم وغنم وبقر وعبيد
وجوار؟
27- فليحل برص نعمان بك وبنسلك الى الابد». فخرج من
امامه وجلده ابرص في لون الثلج.
|
27 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
006 |
الرب
1- وقال بنو الانبياء لاليشع: «ضاق بنا المكان الذي
نحن ماكثون فيه للاجتماع بك.
2- فاسمح لنا ان نذهب الى الاردن فيقطع كل منا بعض
الاخشاب لنبني مكانا ارحب نقيم فيه». فقال:
«اذهبوا».
3- وقال له احدهم: «الا تتكرم بالذهاب مع عبيدك؟»
فقبل.
4- ومضى معهم. وعندما وصلوا الى نهر الاردن شرعوا في
قطع الخشب.
5- وفيما كان احدهم يقطع خشبة سقط راس فاسه الحديدي
في الماء، فاستغاث باليشع قائلا: «آه ياسيدي، اني
استعرته».
6- فساله رجل الله: «اين سقط؟» فاشار الى الموضع.
فقطع اليشع عود حطب القاه في الماء فطفا راس الفاس،
فقال: «التقطه».
7- فمد الرجل يده والتقطه.
8- وحارب ملك ارام اسرائيل. وبعد التداول مع ضباطه
قال: «ساعسكر في موضع كذا (لاتربص بملك اسرائيل)».
9- فبعث رجل الله الى ملك اسرائيل قائلا: «احذر
الاجتياز في موضع كذا، لان الاراميين متربصون بك
فيه».
10- فارسل ملك اسرائيل مراقبيه الى الموضع الذي
اخبره عنه رجل الله وحذره منه، فتاكد من صحة النبا.
وتكررت تحذيرات اليشع للملك مرات عديدة، فكان الملك
يتحفظ دائما لنفسه.
11- فانزعج ملك ارام من هذا الامر، وجمع ضباطه
وسالهم: «الا تخبرونني من منكم متآمر مع ملك
اسرائيل؟»
12- فاجابه واحد من ضباطه: «لا يوجد من يتآمر عليك
ياسيدي الملك، ولكن النبي اليشع المقيم في اسرائيل
يبلغ ملك اسرائيل حتى بالامور التي تهمس بها في مخدع
نومك».
13- فقال: «اذهبوا وابحثوا لي عن مكان اقامته، فارسل
من يعتقله». فقيل له انه في دوثان.
14- فوجه ملك ارام الى هناك جيشا كبيرا مجهزا بخيول
ومركبات، وحاصر المدينة ليلا.
15- فنهض خادم رجل الله مبكرا وخرج، واذا به يجد
جيشا مجهزا بخيول ومركبات يحاصر المدينة. فقال
الخادم: «آه ياسيدي، ما العمل؟»
16- فاجابه اليشع: «لا تخف لان الذين معنا اكثر من
الذين معهم».
17- وتضرع اليشع قائلا: «يارب، افتح عينيه فيبصر».
ففتح الرب عيني الخادم، واذا به يشاهد الجبل يكتظ
بخيل ومركبات نار تحيط باليشع.
18- وعندما تقدم جيش ارام نحو اليشع صلى الى الرب
قائلا: «اصب هذا الجيش بالعمى». فضربهم الرب بالعمى
استجابة لدعاء اليشع.
19- عندئذ قال لهم اليشع: «لقد ضللتم طريقكم فاخطاتم
محاصرة المدينة المطلوبة. اتبعوني فارشدكم الى الرجل
الذي تبحثون عنه». فقادهم الى السامرة.
20- فلما اصبحوا داخل السامرة صلى اليشع قائلا:
«يارب افتح عيونهم فيبصروا». ففتح الرب عيونهم، واذا
بهم يجدون انفسهم في وسط السامرة!
21- وعندما شاهدهم ملك اسرائيل سال اليشع: «هل
اقتلهم، هل اقتلهم ياابي؟»
22- فاجابه: «لا تقتل احدا. انما اقتل الذين تسبيهم
بسيفك وقوسك. اما هؤلاء فقدم لهم طعاما وماء فياكلوا
ويشربوا ثم ينطلقوا الى سيدهم».
23- فاقام لهم الملك مادبة عظيمة، فاكلوا وشربوا، ثم
اطلقهم، فرجعوا الى سيدهم. وتوقفت جيوش ارام عن غزو
ارض اسرائيل فترة.
24- وحشد بنهدد ملك ارام، بعد زمن، كل جيشه وحاصر
السامرة.
25- واذ طال الحصار، عمت المجاعة السامرة حتى صار
راس الحمار يباع بثمانين قطعة من الفضة، واوقية زبل
الحمام بخمس قطع من الفضة.
26- وفيما كان ملك اسرائيل يتفقد سور المدينة
استغاثت به امراة قائلة: «اغث ياسيدي الملك».
27- فقال لها: «ان لم يغثك الرب، فمن اين يمكنني ان
احصل لك على الغوث؟ امن قمح البيدر ام من نبيذ
المعصرة؟»
28- ثم سالها الملك: «مالك؟» فاجابت: «لقد قالت لي
هذه المراة، هاتي ابنك فناكله اليوم، ثم ناكل ابني
في اليوم التالي.
29- فسلقنا ابني واكلناه. وعندما قلت لها في اليوم
التالي: هاتي ابنك لناكله، خبات ابنها».
30- فلما سمع الملك حديث المراة مزق ثيابه وهو يتفقد
السور، فراى المحيطون به انه كان يرتدي مسوحا فوق
جسده.
31- وقال: «ليعاقبني الرب اشد عقاب ويزد، ان لم اقطع
راس اليشع بن شافاط اليوم».
32- وكان اليشع آنئذ مجتمعا في بيته مع شيوخ
اسرائيل، فوجه الملك رسولا اليه يتقدمه. وقبل ان يصل
الرسول قال اليشع للشيوخ: «ارايتم كيف ان هذا القاتل
قد ارسل رسولا ليقطع راسي؟ فحالما ياتي الرسول
اغلقوا الباب واتركوه موصدا في وجهه. فان وقع خطوات
سيده يتجاوب وراءه»
33- وبينما هو يخاطبهم اقبل الرسول اليه، وتبعه
الملك الذي قال: «ان هذا الشر قد حل بنا من عند
الرب، فاي شيء اتوقع من الرب بعد؟»
|
28 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
007 |
الرب
1- ثم قال اليشع: «اسمعوا ما يقول الرب: غدا في مثل
هذا الوقت تصبح كيلة الدقيق باثني عشر جراما، وكيلتا
الشعير باثني عشر جراما عند مدخل السامرة».
2- فقال الجندي الذي كان الملك يتوكا على ذراعه لرجل
الله: «حتى ان فتح الرب كوى في السماء، فهل يمكن ان
يحدث هذا الامر؟» فاجاب اليشع: «سترى ذلك بعينيك،
ولكنك لن تاكل منه».
3- وكان هناك اربعة رجال برص عند مدخل بوابة
المدينة، فقال احدهم لرفاقه: «ما بالنا نجلس حتى
نموت جوعا؟
4- ان قلنا لندخل الى المدينة، فالجوع فيها، وسنموت.
وان مكثنا هنا نموت ايضا. فهيا بنا نلجا الى معسكر
الاراميين، فان استحيونا عشنا، وان قتلونا متنا».
5- فانطلقوا في المساء الى معسكر الاراميين. وعندما
بلغوا اطراف المعسكر لم يجدوا هناك احدا.
6- فان الرب قد جعل جيش ارام يسمع صلصلة مركبات،
وصوت وقع حوافر خيل، وجلبة جيش كثيف، فقال احدهم
للآخر: «لابد ان ملك اسرائيل استاجر ضدنا جيوش
الحثيين والمصريين لينقضوا علينا».
7- ففروا هاربين عند المساء، مخلفين وراءهم خيامهم
وخيولهم وحميرهم، تاركين المعسكر على حاله، وفروا
ناجين بانفسهم.
8- ودخل هؤلاء البرص احدى الخيام في اطراف المعسكر،
فاكلوا وشربوا واستولوا على ما فيها من فضة وذهب
وثياب، ثم طمروها. ورجعوا ودخلوا الى خيمة اخرى
واستولوا على ما فيها ايضا وطمروه.
9- ثم قال بعضهم لبعض: «اننا نخطيء فيما نفعل.
فاليوم يوم بشارة ونحن ساكتون، فان انتظرنا طلوع
الفجر ولم نخبر ينالنا العقاب. فلندخل المدينة ونخبر
رجال قصر الملك».
10- فرجعوا الى المدينة وقالوا للبواب: «لقد دخلنا
معسكر الاراميين فلم نجد فيه احدا، ولم نسمع في
ارجائه صوت انسان. ولكننا راينا خيلا وحميرا ما برحت
معقولة في مرابضها، وخياما لا تزال منصوبة».
11- فاذاع البوابون النبا حتى بلغ قصر الملك.
12- فنهض الملك ليلا وقال لضباطه: «لاخبرنكم ما صنع
الاراميون! لقد ادركوا اننا نتضور جوعا، فهجروا
المعسكر ليختبئوا في الحقول، حتى اذا خرجنا من
المدينة ينقضون علينا وياسروننا احياء ويستولون على
المدينة».
13- فاجاب واحد من الضباط وقال: «لياخذ بعض منا خمسة
من الخيل الباقية في المدينة. فان اصابهم شر يكونون
نظير بقية الاسرائيليين المعتصمين بالمدينة، او نظير
من هلكوا من الاسرائيليين. فلنرسل ونستطلع الامر».
14- فاعدوا مركبتي خيل انطلقتا بمن فيهما من رجال
ارسلهم الملك خلف الاراميين.
15- فاقتفوا اثرهم الى نهر الاردن، واذا كل الطريق
مملوءة ثيابا وامتعة مما طرحها الاراميون عند فرارهم
المفاجيء السريع. فرجع الرسل واخبروا الملك.
16- فاندفع الشعب نحو معسكر الاراميين ونهبوه، وصارت
كيلة الدقيق بشاقل، وكيلتا الشعير بشاقل(اثني عشر
جراما)، حسب كلام الرب.
17- وعين الملك على مدخل بوابة المدينة الجندي الذي
كان يتوكا على ذراعه، فداسه الشعب في الزحام ومات
عند الباب كما تنبا اليشع في اليوم السابق عندما
جاءه الملك ليقبض عليه.
18- فعندما قال رجل الله للملك: «غدا في مثل هذا
الوقت تكون كيلتا الشعير بشاقل وكيلة الدقيق بشاقل
في مدخل بوابة السامرة».
19- ولكن الجندي قال لرجل الله: «حتى ان فتح الرب
كوى في السماء فهل يمكن ان يحدث هذا الامر؟» فقال له
اليشع: «سترى ذلك بعينيك ولكنك لن تاكل منه».
20- فتحققت النبوءة اذ داسه الشعب عند الباب فمات.
|
29 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
008 |
الرب
1- وقال اليشع للمراة التي احيا ابنها: «اذهبي انت
وعائلتك وتغربي حيث تشائين، لان الرب سيصيب البلاد
بمجاعة تدوم سبع سنوات».
2- فعملت المراة بامر رجل الله، ورحلت هي وعائلتها
الى بلاد الفلسطينيين حيث تغربت هناك سبع سنوات.
3- وفي ختام السنوات السبع رجعت المراة من ديار
الفلسطينيين، وتوجهت الى الملك تستغيث به لاسترداد
بيتها وارضها.
4- وكان الملك آنئذ يقول لجيحزي خادم رجل الله: «قص
علي جميع ما اجراه اليشع من معجزات».
5- وفيما هو يسرد على الملك كيف احيا اليشع الميت
اقبلت المراة التي احيا ابنها تستغيث بالملك
لاسترداد بيتها وارضها. فقال جيحزي: «هذه هي المراة
ياسيدي الملك، وهذا هو ابنها الذي احياه اليشع».
6- فاستخبرها الملك الامر فحدثته به. فامر الملك احد
موظفيه: «اعمل على استرداد كل املاكها وكل ايراد
غلات ارضها منذ ان رحلت عن البلاد الى الآن».
7- وذهب اليشع الى دمشق. وكان بنهدد ملك ارام ايضا
مريضا، فقيل له ان رجل الله جاء الى هنا.
8- فقال الملك لحزائيل: «احمل معك هدية واذهب
لاستقبال رجل الله، واسال الرب عن طريقه ان كنت
سابرا من مرضي».
9- فمضى حزائيل لاستقباله آخذا معه هدية، حمل اربعين
جملا من كل خيرات دمشق. وقال لاليشع: «ابنك بنهدد
ملك ارام ارسلني اليك يسال ان كان سيبرا من مرضه».
10- فقال له اليشع: «اذهب وقل له: انه حتما يشفى.
ولكن الرب اراني انه لابد مائت».
11- وتفرس اليشع في حزائيل طويلا حتى اعترى حزائيل
الخجل، وبكى رجل الله.
12- فساله حزائيل: «لماذا يبكي سيدي؟» فاجابه: «لاني
عرفت ما ستنزله ببني اسرائيل من شر، فانك ستحرق
حصونهم وتقتل شبانهم وتذبح اطفالهم وتشق بطون
حواملهم».
13- فقال حزائيل: «كيف يمكن لمجرد كلب نظير عبدك ان
يرتكب هذه الفظائع؟» فاجابه اليشع: «لقد كشف الرب لي
انك ستملك على ارام».
14- فانصرف من عند اليشع ودخل الى سيده فساله: «ماذا
قال لك اليشع؟» فاجابه: «قال لي انك تبرا».
15- وفي صباح اليوم التالي اخذ حزائيل قطعة قماش
سميكة، شبعها بالماء، وضغط بها على وجه الملك حتى
اخمد انفاسه وخلفه حزائيل على العرش.
16- وفي السنة الخامسة لحكم يورام بن اخآب ملك
اسرائيل، ويهوشافاط ملك يهوذا، تولى يهورام بن
يهوشافاط الملك على يهوذا.
17- وكان ابن اثنتين وثلاثين سنة حين ملك، وحكم
ثماني سنوات في اورشليم،
18- وسلك في طريق ملوك اسرائيل، على غرار بيت اخآب،
لانه كان متزوجا من بنت اخآب وارتكب الشر في عيني
الرب.
19- لكن الرب لم يشا ان يفني بيت يهوذا اكراما لداود
عبده، الذي وعده انه يبقي سراجا له ولبنيه مدى
الايام.
20- وفي غضون حكمه تمرد الادوميون على يهوذا، ونصبوا
عليهم ملكا.
21- فاجتاز يورام نهر الاردن، بجميع مركباته الى
صعير. وعندما حاصره الادوميون مع قادة مركباته،
اقتحم خطوطهم ليلا، غير ان جيشه هربوا لاجئين الى
بيوتهم.
22- وظل الادوميون خارجين عن طاعة يهوذا الى هذا
اليوم. حينئذ تمردت لبنة ايضا.
23- اما بقية اخبار يورام اليست هي مدونة في تاريخ
اخبار ملوك يهوذا؟
24- ومات يورام ودفن مع آبائه في مدينة داود، وخلفه
ابنه اخزيا على الحكم.
25- وفي السنة الثانية عشرة لحكم يورام بن اخآب ملك
اسرائيل، تولى اخزيا بن يهورام ملك يهوذا.
26- وكان اخزيا في الثانية والعشرين من عمره حين
ملك، ودام حكمه في اورشليم سنة واحدة. واسم امه
عثليا بنت عمري ملك اسرائيل.
27- وارتكب الشر في عيني الرب، على غرار بيت اخآب،
لانه كان صهرا لهم.
28- وانضم اخزيا الى يورام بن اخآب لمحاربة حزائيل
ملك ارام في راموت جلعاد، فهزم الاراميون يورام.
29- فتوجه يورام الى يزرعيل ريثما يبرا من جراحه
التي اصابه بها الاراميون في راموت في اثناء المعركة
مع حزائيل. وجاء اخزيا بن يهورام ملك يهوذا الى
يزرعيل ليزور يورام بن اخآب في اثناء مرضه.
|
30 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
009 |
الرب
1- واستدعى اليشع النبي احد الانبياء وقال له:
«تمنطق بحزامك وخذ قنينة الزيت معك، وانطلق الى
راموت جلعاد.
2- وحالما تصل الى هناك ابحث عن ياهو بن يهوشافاط بن
نمشي، وانتح به في مخدع داخلي،
3- وصب من قنينة الزيت على راسه وقل له: هذا ما
يقوله الرب: قد اخترتك لتكون ملكا على اسرائيل. ثم
افتح الباب واسرع بالهرب من غير توان».
4- فمضى النبي الشاب الى راموت جلعاد،
5- ودخل حيث كان القادة جلوسا. فقال: «لي حديث خاص
معك ايها القائد» فساله ياهو: «مع اي قائد منا؟»
فاجاب: «معك انت ايها القائد».
6- فنهض وتبعه الى مخدع داخلي، حيث صب النبي الزيت
على راسه وقال له: «هذا ما يقوله الرب اله اسرائيل:
قد اخترتك لتكون ملكا على شعب الرب اسرائيل،
7- فتقضي على بيت اخآب سيدك وتنتقم لدماء عبيدي
الانبياء ودماء جميع اتقياء الرب من ايزابل،
8- وبذلك تفني كل بيت اخآب، وتستاصل من بيت اخآب كل
ذكر، حرا كان ام عبدا.
9- وتجعل مصير بيت اخآب كمصير بيت يربعام بن نباط،
وكمصير بيت بعشا بن اخيا.
10- وتلتهم الكلاب ايزابل في حقل يزرعيل، ولن تجد من
يدفنها». ثم فتح الباب ولاذ بالفرار.
11- وعندما رجع ياهو الى حيث يجتمع رجال سيده سئل:
«اخير؟ لماذا جاءك هذا المجنون؟» فاجابهم: «انتم
تعرفون الرجل وما يهذي به».
12- فقالوا: «هذا ليس صحيحا. اخبرنا الصدق». فقال:
«اليكم ما خاطبني به: قال: هذا ما صدر عن الرب: قد
اخترتك لتكون ملكا على اسرائيل».
13- فبادر كل واحد منهم وفرش ثوبه فوق درجات السلم
حيث كان يقف، ونفخوا بالابواق قائلين: «قد ملك
ياهو».
14- وهكذا تمرد ياهو بن يهوشافاط بن نمشي على يورام.
وكان يورام مع سائر جيش اسرائيل يدافعون عن راموت
جلعاد ضد هجمات حزائيل ملك ارام.
15- وكان يهورام الملك قد لجا الى يزرعيل ريثما يبرا
من الجراح التي اصابه بها الاراميون في حربه مع
حزائيل ملك ارام. فقال ياهو: «ان كانت هذه رغبتكم
فلا تدعوا احدا ينسل من المدينة ليذيع الخبر في
يزرعيل».
16- ثم امتطى مركبته وانطلق الى يزرعيل حيث كان
يورام مضطجعا هناك، وقد جاء اخزيا ملك يهوذا ليزوره.
17- وكان الرقيب قائما على برج يزرعيل، فشاهد جماعة
ياهو مقبلين، فقال للملك: «اني ارى قوما قادمين».
فامره يهورام: «ارسل فارسا للقائهم، فيسالهم: اللخير
قدومهم؟»
18- فا ندفع فارس للقائهم قائلا: «ان الملك يسال:
اللخير قدومكم؟» فاجابه ياهو: «ما شانك بالخير؟ در
وانضم الي». فقال الرقيب للملك: «قد وصل الرسول
اليهم ولم يرجع».
19- فارسل فارسا آخر. فلما التقاهم قال: «ان الملك
يسال: اللخير قدومكم؟» فاجابه ياهو: «ما شانك
بالخير؟ در وانضم الي».
20- فقال الرقيب للملك: «قد وصل الرسول اليهم ولم
يرجع. وقيادة المركبة شبيهة بقيادة ياهو بن نمشي،
لانه يقودها كرجل مجنون».
21- فامر يهورام بتجهيز مركبته، وخرج يصاحبه اخزيا
ملك يهوذا، كل في مركبته، للقاء ياهو. فصادفاه عند
حقل نابوت اليززعيلي
22- فلما راى يهورام ياهو ساله: «اللخير قدومك؟»
فاجابه ياهو: «اي خير مادام فجور امك ايزابل وسحرها
متفشيين؟»
23- فامسك يهورام زمام المركبة واطلق العنان لخيوله
هاربا هاتفا باخزيا: «خيانة يااخزيا!»
24- فاطلق ياهو سهما على يهورام اخترق ظهره ونفذ من
قلبه، فارداه قتيلا في مركبته،
25- وقال لبدقر قائد مركبته: «ارفعه واطرحه في حقل
نابوت اليزرعيلي، وتذكر كيف ان الرب، حين كنت انا
وانت راكبين خلف ابيه اخآب قد قضى عليه بهذا العقاب،
26- فالرب يقول: لقد رايت امسا دم نابوت ودماء
ابنائه، لهذا لابد ان اعاقبك في هذا الحقل. فالآن
ارفعه واطرحه في الحقل حسب قول الرب».
27- وعندما راى اخزيا ملك يهوذا هذا، فر هاربا في
الطريق المفضية الى بيت البستان، فتعقبه ياهو هاتفا:
«اقتلوه». فاصابوه بجراح مميتة وهو في مركبته عند
عقبة جور القريبة من يبلعام، ولكنه تابع هربه الى
مجدو حيث مات هناك.
28- فنقله رجاله في مركبته الى اورشليم حيث دفنوه في
قبره مع آبائه في مدينة داود.
29- وكان اخزيا قد ملك على يهوذا في السنة الحادية
عشرة من حكم يورام بن اخآب على اسرائيل.
30- وتوجه ياهو الى يزرعيل. فلما علمت ايزابل بذلك
كحلت عينيها وزينت شعرها واطلت من الكوة.
31- وعندما اجتاز ياهو عتبة باب ساحة القصر قالت:
«اجئت مسالما يازمري ياقاتل سيده؟»
32- فرفع وجهه اليها وصاح: «من هنا معي؟» فاشرف عليه
اثنان او ثلاثة من الخصيان.
33- فقال: «اطرحوها». فالقوا بها من الكوة فتناثر
بعض دمها على الجدار وعلى الخيل التي داستها
بحوافرها.
34- ودخل بعد ذلك الى القصر حيث اكل وشرب ثم قال:
«اذهبوا وافتقدوا هذه المراة الملعونة وادفنوها،
لانها بنت ملك».
35- وعندما خرجوا ليدفنوها لم يجدوا من اشلائها سوى
الجمجمة والرجلين وكفي اليدين،
36- فرجعوا واخبروه، فقال: «هذا اتمام لقضاء الرب
الذي نطق به على لسان ايليا التشبي قائلا: ان الكلاب
ستلتهم لحم ايزابل في حقل يزرعيل.
37- وتصبح جثة ايزابل كالزبل على وجه حقل يزرعيل
بحيث لا يتعرف عليها احد فيقول: هذه ايزابل».
|
31 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
010 |
الرب
1- وكان لاخآب سبعون ابنا يقيمون في السامرة، فكتب
ياهو رسائل بعث بها الى شيوخ مدينة يزرعيل والى
الاوصياء على ابناء اخآب قائلا:
2- «من حيث ان ابناء سيدكم لديكم، ومن حيث انكم
تمتلكون مركبات وخيلا وتعتصمون بمدينة محصنة، وعندكم
سلاح، فعند تلقيكم هذه الرسالة
3- اختاروا الافضل من ابناء سيدكم ونصبوه ملكا على
عرش ابيه، ودافعوا عن بيت مولاكم».
4- فاعتراهم خوف عظيم وقالوا: «ها ملكان قد عجزا عن
صده، فكيف يمكننا نحن ان نواجهه؟»
5- فاجاب مدبر القصر ومحافظ المدينة والشيوخ
والاوصياء ياهو قائلين: «نحن عبيدك، وسنفعل كل ما
تامر به. لن يملك علينا سواك. واصنع ما يروق لك».
6- فبعث اليهم برسالة ثانية قائلا: «ان كنتم حقا من
انصاري، وتاتمرون بامري، فاقطعوا رؤوس ابناء سيدكم
من الرجال واحضروها الي في يزرعيل، في نحو هذا الوقت
في يوم الغد». وكان ابناء الملك سبعين رجلا يعيشون
في رعاية اشراف المدينة الذين تعهدوهم بالتربية.
7- فلما بلغتهم رسالة ياهو قبضوا على الامراء وقتلوا
سبعين رجلا ووضعوا رؤوسهم في سلال وارسلوها اليه في
يزرعيل.
8- فجاء رسول واخبر ياهو قائلا: «قد احضروا رؤوس
الامراء» فقال: «اجعلوها كومتين في مدخل بوابة
المدينة الى الصباح».
9- وفي صباح اليوم التالي خرج وقال للشعب المتجمهر:
«انتم ابرياء،، فها انا قد تمردت على سيدي وقتلته،
ولكن من قتل كل هؤلاء؟
10- فاعلموا الآن انه لن تسقط كلمة واحدة مما قضى به
الرب على بيت اخآب، وقد نفذ الرب ما نطق به على لسان
عبده ايليا».
11- وقضى ياهو على البقية الباقية من نسل اخآب في
يزرعيل، وعلى كل عظمائه واصدقائه وكهنته، فلم يفلت
له حي.
12- ثم توجه من هناك نحو السامرة. ولما وصل الى جوار
بيت عقد الرعاة في الطريق،
13- صادف ياهو اخوة اخزيا ملك يهوذا، فسالهم: «من
انتم؟» فاجابوا: «نحن اخوة اخزيا، ونحن قادمون
لزيارة ابناء الملك والملكة ايزابل».
14- فقال: «اقبضوا عليهم احياء». فقبضوا عليهم احياء
وقتلوهم جميعا عند بئر بيت عقد، وعددهم اثنان
واربعون رجلا.
15- ثم انطلق من هناك فالتقى يهوناداب بن ركاب، الذي
كان قادما لمقابلته، فحياه ياهو ثم ساله: «هل قلبك
مخلص لقلبي مثل اخلاص قلبي لقلبك؟» فاجابه يهوناداب:
«نعم». فقال ياهو: «اذن هات يدك». فمد اليه يده
فاصعده معه الى المركبة،
16- وقال: «تعال معي لترى مدى غيرتي للرب»، وهكذا
اركبه معه في المركبة.
17- وعندما وصل ياهو الى السامرة اهلك جميع من بقي
من ذرية اخآب، فافناهم بموجب قضاء الرب الذي كلم به
ايليا.
18- ثم جمع ياهو كل الشعب وقال لهم: «لقد عبد اخآب
البعل عبادة طفيفة، اما انا فاغالي في عبادته.
19- فادعوا الي الآن جميع انبياء البعل وكل كهنته
والمتعبدين له. لا يتخلف منهم احد، لانني عازم ان
اقرب ذبيحة عظيمة للبعل. وكل من يتخلف عن الحضور
يموت». وكان ذلك مكيدة منه لكي يستاصل عبدة البعل.
20- وقال ياهو: «اقيموا محفلا مقدسا للبعل». فنادوا
به.
21- واستدعى ياهو جميع عبدة البعل من كل اسرائيل،
فلم يتخلف احد منهم، ودخلوا معبد البعل فامتلا بهم
المكان،
22- فقال للمشرف على الملابس: «وزع ملابس على كل
عبدة البعل». فاخرجها ووزعها عليهم.
23- ثم دخل ياهو ويهوناداب بن ركاب الى معبد البعل،
وقال لهم: «فتشوا ان كان قد اندس بينكم واحد من عبيد
الرب، اذ لا يجب ان يكون هنا سوى عبدة البعل فقط».
24- وهكذا دخلوا ليقربوا ذبائح ومحرقات. وكان ياهو
قد رصد كمينا من ثمانين رجلا خارج المعبد وقال لهم:
«ان افلت منكم احد من عبدة البعل تكون انفسكم عوضا
عنه».
25- وعندما فرغ ياهو من تقريب المحرقة، قال للحراس
والضباط: «ادخلوا واهلكوهم! لا يفلت منهم احد».
فابادوهم بحد السيف، وطرحوا جثثهم. ثم توجهوا نحو
المحراب الداخلي لمعبد البعل،
26- فاخرجوا التماثيل واحرقوها،
27- وحطموا تمثال البعل، وهدموا المعبد وحولوه الى
مزبلة الى هذا اليوم.
28- واستاصل ياهو عبادة البعل من اسرائيل.
29- ولكنه لم يحد عن خطايا يربعام التي استغوى بها
الاسرائيليين وجعلهم يخطئون، اذ ابقى على عجول الذهب
التي في بيت ايل وفي دان.
30- وقال الرب لياهو: «من حيث انك قد احسنت بتنفيذ
ما هو صالح في عيني، واجريت على بيت اخآب ما اضمرته
في قلبي، فان ابناءك يتربعون على عرش اسرائيل الى
الجيل الرابع».
31- ولكن ياهو لم يحرص على السلوك في شريعة الرب اله
اسرائيل من كل قلبه، اذ واظب على ارتكاب خطايا
يربعام التي استغوى بها الاسرائيليين وجعلهم يخطئون.
32- وفي تلك الايام بدا الرب يخفض من مساحة ارض
اسرائيل، فاستولى حزائيل على اجزاء كبيرة من
مناطقهم.
33- ابتداء من شرقي نهر الاردن، بما في ذلك ارض
جلعاد، ارض الجاديين والراوبينيين، والمنسيين، من
عروعير القائمة على وادي ارنون وجلعاد وباشان.
34- اما بقية اخبار ياهو وكل ما عمله اليست هي مدونة
في كتاب اخبار ملوك اسرائيل؟
35- ومات ياهو ودفن في السامرة وخلفه ابنه يهواحاز.
36- ودام ملك ياهو على اسرائيل في السامرة ثمانيا
وعشرين سنة.
|
32 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
011 |
الرب
1- وعندما بلغ عثليا ام اخزيا ان ابنها قد قتل عمدت
الى ابادة النسل الملكي.
2- ولم ينج من الموت من بين جميع ابناء الملك الذين
قتلتهم جدتهم عثليا سوى يوآش بن اخزيا الذي اختطفته
عمته يهوشبع بنت الملك يورام مع مرضعته من مخدع
النوم وخباته عن عيني عثليا.
3- وظل يهوآش مختبئا مع مرضعته في بيت الرب مدة ست
سنوات، كانت عثليا في اثنائها متربعة على عرش يهوذا.
4- وفي السنة السابعة استدعى يهوياداع رؤساء المئات
من ضباط القصر وحرس الملكة، وادخلهم الى بيت الرب،
فقطع معهم عهدا واستحلفهم على الكتمان في بيت الرب.
ثم اراهم ابن الملك.
5- وامرهم قائلا: «اليكم ما تفعلونه. ليقم ثلث
الحراس المتولين الخدمة يوم السبت بحراسة القصر.
6- وليحرس الثلث الثاني باب سور، اما الثلث الثالث
فليتول حراسة الباب وراء الحرس الملكي. وهكذا تقومون
بالدفاع عن القصر وصد كل هجوم.
7- وعلى الفرقتين المعفاتين من الواجبات في يوم
السبت القيام بحراسة بيت الرب وحماية الملك.
8- فتحيطون بالملك وانتم مدججون بالسلاح. واقتلوا كل
من يحاول ان يخترق الصفوف اليه، ولازموا الملك في
دخوله وخروجه».
9- فنفذ رؤساء المئات اوامر يهوياداع الكاهن، واحضر
كل منهم رجاله سواء كانوا معفين من خدمة السبت او
المكلفين بها، الى يهوياداع الكاهن.
10- فسلم الكاهن رؤساء المئات حراب الملك داود
واتراسه المحفوظة في الهيكل،
11- ووقف الحراس مدججين بالسلاح محيطين بمخبا الملك
وحول الهيكل والمذبح.
12- واخرج يهوياداع ابن الملك وتوجه، واعطاه نسخة من
شهادة العهد، فنصبوه ملكا ومسحوه وصفقوا هاتفين:
«ليحي الملك».
13- وحين سمعت عثليا هتاف الحراس والشعب، اندست بين
الشعب واندفعت الى بيت الرب،
14- فشاهدت الملك منتصبا على المنبر وفقا للتقليد في
تتويج الملوك، ورؤساء الحراس ونافخو الابواق يحيطون
بالملك، وقد امتزجت هتافات فرح الشعب بدوي نفخ
الابواق، فشقت عثليا ثيابها صارخة: «خيانة! خيانة!»
15- فامر يهوياداع الكاهن رؤساء المئات من قادة
الجيش قائلا: «خذوها الى خارج الصفوف واقتلوا بالسيف
كل من يحاول انقاذها». لان الكاهن امر ان لا تقتل
داخل بيت الرب.
16- فقبضوا عليها وجروها الى المدخل الذي تعبر منه
الخيل الى ساحة القصر حيث قتلت هناك.
17- وابرم يهوياداع عهدا بين الرب وبين الملك
والشعب، حتى يكونوا شعبا للرب، كما ابرم عهدا ايضا
بين الملك والشعب.
18- ثم توجه جميع شعب الارض الى معبد البعل، وهدموا
مذابحه وحطموا تماثيله، وقتلوا متان كاهن البعل امام
المذبح. واقام الكاهن حراسا على بيت الرب.
19- واصطحب معه رؤساء المئات والضباط والحرس وسائر
الشعب الحاضر هناك، وواكبوا الملك من بيت الرب عبر
طريق السعاة الى القصر حيث جلس على عرش الملك.
20- وعم الفرح الشعب، وغمرت الطمانينة المدينة بعد
مقتل عثليا بالسيف عند القصر.
21- وكان يهوآش في السابعة من عمره عندما اعتلى
العرش.
|
33 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
012 |
الرب
1- في السنة السابعة من حكم ياهو تولى يهوآش عرش
يهوذا، فملك اربعين سنة في اورشليم. واسم امه ظبية
من بئر سبع.
2- وسلك يهوآش باستقامة في عيني الرب طوال الايام
التي اشرف فيها يهوياداع الكاهن على توجيهه،
3- غير انه لم يهدم المرتفعات، بل ظل الشعب يذبح
ويوقد عليها.
4- وقال يهوآش للكهنة: «اجمعوا الفضة المخصصة
للتقدمات في هيكل الرب، والفضة التي جبيت من
الاحصاء، وفضة النذور، والفضة المقدمة بصورة طوعية
لهيكل الرب.
5- وليتسلم كل كاهن الفضة من امين المال لترميم كل
ما تهدم من هيكل الرب».
6- ولكن الهيكل ظل من غير ترميم او اصلاح حتى العام
الثالث والعشرين من حكم يهوآش.
7- فاستدعى الملك يهوآش يهوياداع رئيس الكهنة وسائر
الكهنة وقال لهم: «لماذا لم ترمموا ما تهدم في هيكل
الرب؟ والآن لا تاخذوا فضة من امين المال، بل لتظل
مخصصة لترميم ما تهدم من هيكل الرب».
8- فوافق الكهنة ان لا ياخذوا فضة من الشعب لحاجتهم،
وان لا يقوموا بترميم هيكل الرب بانفسهم.
9- واحضر يهوياداع الكاهن صندوقا ثقب في غطائه ثقبا،
ووضعه الى يمين المذبح عند مدخل هيكل الرب، فكان
الكهنة حراس المدخل يضعون فيه كل الفضة المقدمة
لهيكل الرب.
10- وكان كلما امتلا الصندوق بالفضة يحضر كاتب الملك
ورئيس الكهنة فيحصيانها ويصرانها.
11- ويسلمان الفضة المحصاة الى النظار الموكلين
بالاشراف على اعمال هيكل الرب فيدفعونها للنجارين
والبنائين العاملين في ترميم هيكل الرب،
12- ولبنائي الجدران ونحاتي الحجارة، وكذلك لشراء
الاخشاب والحجارة المنحوتة، لترميم كل ما تهدم من
هيكل الرب، ولغيرها من نفقات الترميم.
13- الا ان الاموال لم تستخدم في صنع طسوس فضة لهيكل
الرب، ولا مقصات، ولا مناضح، ولا ابواق وآنية ذهب
وفضة.
14- بل كانوا يسلمون الفضة كلها للنظار المشرفين على
العمل، فيقوم هؤلاء بترميم هيكل الرب.
15- ولم يطالب المشرفون على سير العمل بتقديم حساب
عما انفقوه على العاملين في اصلاح الهيكل، لان هؤلاء
النظار كانوا يعملون بامانة.
16- اما الفضة التي قدمها الشعب من اجل ذبيحة الاثم
وذبيحة الخطيئة فلم تحسب مع الفضة الداخلة الى صندوق
الهيكل، بل اعطيت للكهنة.
17- وزحف في نحو ذلك الوقت حزائيل ملك ارام وهاجم جت
واستولى عليها، ثم توجه لمهاجمة اورشليم واسقاطها.
18- فجمع يهوآش ملك يهوذا كل الاقداس التي خصصها
يهوشافاط ويهورام واخزيا آباؤه ملوك يهوذا، وما خصصه
هو من اقداس، وكل الذهب الموجود في خزائن هيكل الرب
وقصر الملك، وارسلها الى حزائيل ملك ارام. فرجع عن
مهاجمة اورشليم.
19- اما بقية اخبار يهوآش واعماله اليست هي مدونة في
كتاب اخبار ملوك يهوذا؟
20- وتمرد عليه بعض ضباطه فقتلوه في بيت القلعة عند
الطريق المفضي الى سلى.
21- اذ اغتاله يوزاكار بن شمعة ويهوزاباد بن شومير،
فدفنوه مع آبائه في مدينة داود. وخلفه ابنه امصيا
على العرش.
|
34 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
013 |
الرب
1- وفي السنة الثالثة والعشرين من حكم يوآش بن اخزيا
تولى يهواحاز بن ياهو عرش اسرائيل، ودام ملكه في
السامرة سبع عشرة سنة.
2- وارتكب الشر في عيني الرب، وزاغ وراء خطايا
يربعام بن نباط الذي استغوى بني اسرائيل فاخطاوا،
ولم يحد عنها.
3- فاحتدم غضب الرب على اسرائيل، وسلط عليهم حزائيل
ملك ارام، ومن بعده ابنه بنهدد طوال حياته.
4- فتضرع يهواحاز الى الرب فاستجاب له، لانه راى ما
يعانيه شعب اسرائيل من مشقة من جراء مضايقات ملك
ارام.
5- فاقام الرب من بينهم منقذا خلصهم من نير
الاراميين فسكن الاسرائيليون في منازلهم بطمانينة
كعهدهم في الايام الغابرة.
6- ولكنهم لم يحيدوا عن خطايا بيت يربعام التي
استغوى بها بني اسرائيل فاخطاوا، بل امعنوا فيها.
وظل صنم عشتاروث قائما في السامرة.
7- ولم يكن قد بقي من جيش يهواحاز سوى خمسين فارسا،
وعشر مركبات، وعشرة آلاف رجل من المشاة، لان ملك
ارام افناهم وداس عليهم كما يداس على التراب.
8- اما بقية اخبار يهواحاز واعماله وطغيانه، اليست
هي مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك يهوذا؟
9- ثم مات يهواحاز فدفنوه في السامرة، وخلفه ابنه
يوآش على الملك.
10- وفي السنة السابعة والثلاثين من حكم يوآش ملك
يهوذا، تولى يهوآش بن يهواحاز عرش اسرائيل، ودام
حكمه في السامرة ست عشرة سنة.
11- وارتكب الشر في عيني الرب، وامعن في اقتراف جميع
خطايا يربعام بن نباط التي استغوى بها بني اسرائيل
فاخطاوا،
12- اما بقية اخبار يوآش وكل ما قام به من اعمال،
وكيف حارب امصيا ملك يهوذا اليست هي مدونة في كتاب
اخبار ايام ملوك اسرائيل؟
13- ثم مات يوآش، وخلفه يربعام على عرشه. ودفن يوآش
في السامرة مع ملوك اسرائيل.
14- وعندما مرض اليشع واشرف على الموت زاره يوآش ملك
اسرائيل، واكب على وجهه باكيا قائلا: «ياابي، ياابي،
يامركبات اسرائيل وفرسانها».
15- فقال له اليشع: «تناول قوسا وسهاما». فاخذ لنفسه
قوسا وسهاما.
16- ثم قال للملك: «وتر القوس» فوتر القوس، ثم وضع
اليشع يده على يدي الملك.
17- وقال: «افتح الكوة الشرقية». ففتحها، فقال
اليشع: «ارم السهم». فاطلقه فقال اليشع: «هذا سهم
خلاص للرب، سهم انتصار على ارام، فها انت ستقضي على
ارام في افيق وتفنيهم».
18- ثم قال اليشع: «خذ السهام». فاخذها. فقال اليشع
للملك: «اضرب على الارض» فضرب على الارض ثلاث مرات
وتوقف،
19- فسخط عليه اليشع وقال: «لو ضربت خمس او ست مرات
لظللت تلحق الهزيمة بارام حتى تبيدهم، ولكنك الآن لن
تنتصر عليهم سوى ثلاث مرات».
20- ومات اليشع فدفنوه. وحدث ان غزاة الموآبيين
اغاروا على ارض اسرائيل عند مطلع السنة الجديدة،
21- فيما كان قوم يقومون بدفن رجل ميت. فما ان راوا
الغزاة قادمين حتى طرحوا الجثمان في قبر اليشع، وما
كاد جثمان الميت يمس عظام اليشع حتى ارتدت اليه
الحياة، فعاش ونهض على رجليه.
22- اما حزائيل ملك ارام فاستمر في مضايقة اسرائيل
طوال ايام يهواحاز،
23- فاشفق الرب عليهم ورحمهم، وابدى اهتمامه بهم
اكراما لعهده مع ابراهيم واسحق ويعقوب، ولم يشا ان
يبيدهم او ينبذهم حتى تلك اللحظة.
24- ثم مات حزائيل ملك ارام وخلفه ابنه بنهدد.
25- فاسترجع يهوآش بن يهواحاز من يد بنهدد بن حزائيل
المدن التي استولى عليها من ابيه يهواحاز في الحرب،
وهزمه يوآش ثلاث مرات، تمكن خلالها من استرداد مدن
اسرائيل.
|
35 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
014 |
الرب
1- وفي السنة الثانية من حكم يوآش بن يواحاز ملك
اسرائيل، تولى امصيا بن يوآش الملك على يهوذا
2- وكان في الخامسة والعشرين حين ملك، ودام حكمه
تسعا وعشرين سنة في اورشليم. واسم امه يهوعدان من
اورشليم.
3- وصنع كل ما هو صالح في عيني الرب، على غرار ابيه
يوآش، ولكنه لم يبلغ صلاح جده الاكبر داود.
4- اذ لم يهدم المرتفعات، بل ظل الشعب يذبحون عليها
ويوقدون.
5- وعندما استتب الملك في يده قتل رجاله الذين
اغتالوا اباه الملك.
6- ولكنه لم يقتص من ابنائهم عملا بما هو وارد في
كتاب شريعة موسى، حيث امر الرب قائلا: «لا يقتل
الآباء بذنب البنين ولا يقتل البنون بذنب الآباء،
انما يقتل كل انسان بما جنت يداه».
7- وهو الذي قتل عشرة آلاف من الادوميين في وادي
الملح، واستولى على سالع بالحرب، ودعا اسمها يقتئيل
الى هذا اليوم.
8- وبعث امصيا رسلا الى يهوآش بن يهواحاز بن ياهو
ملك اسرائيل قائلا: «تعال نتواجه للقتال».
9- فاجابه يهوآش: «ارسل العوسج النابت في لبنان الى
الارز في لبنان يقول: زوج ابنتك من ابني. فمر حيوان
بري كان هناك، فوطيء العوسج!
10- لقد هزمت الادوميين فانتابك الغرور، ولكن خير لك
ان تمكث في قصرك وتتمتع بمجد انتصارك. فلماذا تسعى
الى الشر فتجلب الدمار عليك وعلى يهوذا؟»
11- فلم يصغ امصيا له، فحشد يهوآش ملك اسرائيل جيوشه
وتواجه مع امصيا ملك يهوذا في بيت شمس التابعة
لمملكة يهوذا.
12- فانهزم يهوذا امام جيش اسرائيل وهربوا الى
منازلهم،
13- ووقع امصيا في اسر يهوآش في بيت شمس. وتوجه
بجيشه نحو اورشليم وهدم سورها من باب افرايم الى باب
الزاوية على امتداد اربع مئة ذراع (نحو مئتي متر)
14- واستولى على كل الذهب والفضة، وجميع الآنية
الموجودة في هيكل الرب وفي قصر الملك، واخذ رهائن ثم
عاد الى السامرة.
15- اما بقية اخبار يهوآش وما قام به من اعمال وكيف
حارب امصيا ملك يهوذا اليست هي مدونة في كتاب اخبار
ايام ملوك اسرائيل؟
16- ثم مات يهوآش ودفن في السامرة مع ملوك اسرائيل،
وخلفه ابنه يربعام.
17- وعاش امصيا بن يوآش ملك يهوذا خمس عشرة سنة بعد
وفاة يهوآش بن يهواحاز ملك اسرائيل.
18- اما بقية اخبار امصيا اليست هي مدونة في كتاب
اخبار ايام ملوك يهوذا؟
19- وثارت عليه فتنة في اورشليم، فلجا الى لخيش،
ولكنهم ارسلوا من تعقبوه الى هناك واغتالوه،
20- ثم نقلوه على الخيل الى اورشليم حيث دفن مع
آبائه في مدينة داود.
21- ونصب كل شعب يهوذا ابنه عزريا ملكا، وله من
العمر ست عشرة سنة، فخلف اباه امصيا على العرش.
22- وهو الذي استرد ايلة ليهوذا ورممها عقب وفاة
والده الملك امصيا.
23- وفي السنة الخامسة عشرة من حكم امصيا بن يوآش
ملك يهوذا، تولى يربعام بن يوآش عرش اسرائيل في
السامرة احدى واربعين سنة.
24- وارتكب الشر في عيني الرب، ولم يعدل عن اي من
خطايا يربعام بن نباط التي استغوى بها الاسرائيليين
فاخطاوا.
25- وهو الذي استرجع لاسرائيل اراضيها الممتدة من
حماة الى البحر الميت، تحقيقا لكلام الرب الذي نطق
به على لسان عبده يونان بن امتاي النبي من اهل جت
حافر،
26- لان الرب راى ما يعانيه الاسرائيليون من عبيد
واحرار من ضيق اليم مرير. ولم يكن لهم من معين.
27- واذ لم يكن الرب قد قضى بمحو اسم اسرائيل من تحت
السماء، انقذهم على يد يربعام بن يوآش.
28- اما بقية اخبار يربعام وكل منجزاته واعماله وكيف
حارب واسترجع لاسرائيل كلا من دمشق وحماة التي
استولى عليها يهوذا اليست هي مدونة في كتاب اخبار
ايام ملوك اسرائيل؟
29- ثم مات يربعام ودفن مع آبائه ملوك اسرائيل،
وخلفه ابنه زكريا على الملك.
|
36 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
015 |
الرب
1- وفي السنة السابعة والعشرين من حكم يربعام ملك
اسرائيل، تولى عزريا بن امصيا عرش يهوذا.
2- وكان عمره ست عشرة سنة حين ملك، ودام حكمه في
اورشليم اثنتين وخمسين سنة، واسم امه يكليا من
اورشليم.
3- وصنع ما هو صالح في عيني الرب على غرار ابيه
امصيا،
4- غير انه لم يهدم المرتفعات. وظل الشعب يقربون
عليها ويوقدون.
5- وابتلى الرب عزريا بداء البرص الى يوم وفاته، مما
ارغمه على الاقامة في بيت منعزل، فتولى ابنه يوثام
حكم الشعب بالنيابة عنه.
6- اما بقية اخبار عزريا ومنجزاته اليست هي مدونة في
كتاب اخبار ايام ملوك يهوذا؟
7- ثم مات عزريا ودفن مع آبائه في مدينة داود، وخلفه
ابنه يوثام.
8- وفي السنة الثامنة والثلاثين لحكم عزريا ملك
يهوذا، اعتلى زكريا بن يربعام عرش اسرائيل في
السامرة مدة ستة اشهر.
9- وارتكب الشر في عيني الرب على غرار ابائه ولم
يعدل عن اي من خطايا يربعام بن نباط التي استغوى بها
الاسرائيليين فاخطاوا.
10- وتمرد عليه شلوم بن يابيش واغتاله امام الشعب
واغتصب منه الملك.
11- اما بقية اخبار زكريا فهي مدونة في كتاب اخبار
ايام ملوك اسرائيل،
12- وكان ذلك تحقيقا لكلام الرب الذي وعد به ياهو
قائلا: «ان من ذريتك حتى الجيل الرابع يكونون ملوكا
على اسرائيل».
13- وملك شلوم بن يابيش في السنة التاسعة والثلاثين
من حكم عزيا (عزريا) ملك يهوذا، ودام ملكه مدة شهر
واحد في السامرة.
14- وذهب منحيم بن جادي من ترصة الى السامرة واغتال
شلوم بن يابيش، وخلفه على كرسي المملكة.
15- اما بقية اخبار شلوم وتمرده فهي مدونة في كتاب
اخبار ايام ملوك اسرائيل.
16- بعد ذلك هاجم منحيم تفصح وضواحيها، وهدم ما فيها
حتى حدود ترصة لان اهلها ابوا ان يفتحوا بواباتها
له، وشق بطون جميع حواملها.
17- وفي السنة التاسعة والثلاثين لحكم عزريا ملك
يهوذا، اعتلى منحيم بن جادي عرش اسرائيل في السامرة
لمدة عشر سنين،
18- وارتكب الشر في عيني الرب على غرار خطايا يربعام
بن نباط التي استغوى بها الاسرائيليين فاخطاوا طوال
ايامه.
19- واغار فول ملك اشور على البلاد، فاسترضاه منحيم
بالف وزنة (نحو ثلاثة آلاف وست مئة كيلوجرام) من
الفضة ليوآزره في تثبيته على العرش.
20- وجبى منحيم خمسين شاقل (نحو ست مئة جراما) من
الفضة من كل رجل من اثرياء الاسرائيليين ليدفعها
لملك اشور، فرجع ملك اشور ولم يحتل الارض.
21- اما بقية اخبار منحيم ومنجزاته اليست هي مدونة
في كتاب اخبار ايام ملوك اسرائيل؟
22- ثم مات منحيم ودفن مع آبائه، وخلفه ابنه فقحيا
على الملك.
23- وفي السنة الخمسين لحكم عزريا ملك يهوذا، اعتلى
فقحيا بن منحيم عرش اسرائيل لمدة سنتين،
24- وارتكب الشر في عيني الرب على غرار خطايا يربعام
بن نباط التي استغوى بها الاسرائيليين،
25- فثار عليه فقح بن رمليا، احد قواده مع خمسين
جنديا من الجلعاديين، واغتاله في السامرة في عقر
قصره، كما اغتال معه ارجوب وارية، وخلفه على الملك.
26- اما بقية اعمال فقحيا ومنجزاته، فهي مدونة في
كتاب اخبار ايام ملوك اسرائيل.
27- وفي السنة الثانية والخمسين لحكم عزريا ملك
يهوذا، اعتلى فقح بن رمليا عرش اسرائيل في السامرة
لمدة عشرين سنة.
28- وارتكب الشر في عيني الرب على غرار خطايا يربعام
بن نباط التي استغوى بها الاسرائيليين فاخطاوا.
29- وفي ايامه هاجم تغلث فلاسر ملك اشور البلاد،
واستولى على مدن عيون، وآبل بيت معكة، ويانوح،
وقادش، وحاصور، وجلعاد والجليل، وكل ارض نفتالي وسبى
اهلها الى اشور.
30- ثم تمرد هوشع بن ايلة على فقح بن رمليا واغتاله،
وخلفه على الملك في السنة العشرين ليوثام بن عزيا
(عزريا).
31- اما بقية اخبار فقح فهي مدونة في كتاب اخبار
ايام ملوك اسرائيل.
32- وفي السنة الثانية لحكم فقح بن رمليا ملك
اسرائيل، اعتلى يوثام بن عزيا عرش يهوذا،
33- وكان له من العمر خمس وعشرون سنة حين ملك، ودام
حكمه في اورشليم ست عشرة سنة، واسم امه يروشا ابنة
صادوق.
34- وصنع كل ما هو صالح في عيني الرب، سالكا في نهج
ابيه عزيا.
35- ولكنه لم يهدم المرتفعات، وظل الشعب يقربون
عليها ويوقدون. وهو الذي بنى الباب الاعلى لهيكل
الرب.
36- اما بقية اخبار يوثام ومنجزاته اليست هي مدونة
في كتاب اخبار ايام ملوك يهوذا؟
37- وفي ذلك الوقت شرع الرب يرسل على يهوذا رصين ملك
ارام وفقح بن رمليا.
38- ومات يوثام ودفن مع آبائه في مدينة ابيه
داود،وخلفه آحاز على الملك.
|
37 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
016 |
الرب
1- وفي السنة السابعة عشرة من حكم فقح بن رمليا،
اعتلى آحاز بن يوثام عرش يهوذا
2- وكان له من العمر عشرون سنة حين ملك. ودام حكمه
ست عشرة سنة في اورشليم، وارتكب الشر في عيني الرب
الهه، على نقيض داود ابيه،
3- متمثلا بملوك اسرائيل، حتى انه اجاز ابنه في
النار، وفقا لارجاس الامم الذين طردهم الرب من امام
بني اسرائيل.
4- وذبح واوقد للاوثان على المرتفعات وعلى التلال
وتحت كل شجرة خضراء.
5- عندئذ تقدم رصين ملك ارام وفقح بن رمليا ملك
اسرائيل نحو اورشليم لمهاجمتها، فحاصرا آحاز. غير
انهما اخفقا في الاستيلاء عليها.
6- وتمكن رصين ملك ارام من استرجاع مدينة ايلة، فطرد
منها اليهود واحل مكانهم الاراميين فاستوطنوها الى
هذا اليوم.
7- وبعث آحاز وفدا الى تغلث فلاسر ملك اشور قائلا:
«انا عبدك وابنك، فتعال وانقذني من حصار ملك ارام
وملك اسرائيل اللذين يهاجمانني».
8- وجمع آحاز الفضة والذهب الموجودة في هيكل الرب
وفي خزائن قصر الملك، وارسلها الى ملك اشور هدية.
9- فلبى ملك اشور طلبه، وزحف بجيشه الى دمشق واستولى
عليها، وسبى اهلها الى قير، وقتل رصين.
10- وتوجه الملك آحاز الى دمشق للقاء تغلث فلاسر ملك
اشور، فشاهد هناك المذبح، فنقل رسمه وارسله الى
اوريا الكاهن بكامل تفاصيل صناعته.
11- فبنى اوريا الكاهن مذبحا بموجب الرسم الذي بعثه
الملك آحاز من دمشق، وانتظر رجوع الملك من سفرته.
12- وعندما عاد الملك من دمشق، وشاهد المذبح
13- اوقد عليه محرقته وتقدمته، وسكب عليه سكيبه من
الخمر، ثم رش على المذبح دم ذبيحة السلام.
14- اما مذبح النحاس القائم امام الرب، بين مدخل
الهيكل والمذبح الجديد، فقد ازاحه الى جانب المذبح
الشمالي.
15- وامر الملك آحاز اوريا الكاهن ان يوقد محرقة
الصباح وتقدمة المساء ومحرقة الملك وتقدمته مع محرقة
الشعب وتقدمتهم وسكائب خمرهم على المذبح العظيم،
ويرش عليه كل دم محرقة وذبيحة. اما مذبح النحاس
فيكون مخصصا للملك لمعرفة الغيب
16- فنفذ اوريا الكاهن اوامر الملك آحاز.
17- ثم نزع الملك آحاز عوارض القواعد الدائرية ورفع
عنها المرحضة وانزل البركة عن الثيران النحاسية
واقامها على صف من الحجارة.
18- وارضاء لملك اشور ازال آحاز من الهيكل منبر
العرش الملكي، واغلق المدخل الخاص الذي كان قد بني
من الخارج ليصل ما بين القصر والهيكل.
19- اما بقية اخبار آحاز ومنجزاته اليست هي مدونة في
كتاب اخبار ايام ملوك يهوذا؟
20- ثم مات آحاز فدفن مع آبائه في مدينة داود وخلفه
ابنه حزقيا على الملك.
|
38 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
017 |
الرب
1- وفي السنة الثانية عشرة من حكم آحاز ملك يهوذا،
اعتلى هوشع بن ايلة عرش اسرائيل في السامرة، لمدة
تسع سنوات.
2- وارتكب الشر في عيني الرب، الا انه كان افضل
قليلا من اسلافه ملوك اسرائيل.
3- وزحف عليه شلمناسر ملك اشور فصار هوشع له تابعا
يدفع له جزية.
4- ومالبث ان اكتشف ملك اشور خيانة هوشع، الذي ارسل
وفدا يستغيث بسوا ملك مصر، ولم يؤد جزية لملك اشور
كعهده في كل سنة، فقبض عليه ملك اشور وزجه موثقا في
السجن.
5- واجتاح ملك اشور ارض اسرائيل، وحاصر السامرة ثلاث
سنوات.
6- وفي السنة التاسعة من حكم هوشع سقطت السامرة،
فسبى ملك اشور الاسرائيليين الى اشور واسكنهم في
مدينة حلح، وعلى ضفاف نهر خابور في منطقة جوزان، وفي
مدن مادي.
7- وقد حلت هذه النكبة ببني اسرائيل لانهم اثموا في
حق الرب الههم الذي اخرجهم من ديار مصر، من تحت نير
فرعون وعبدوا آلهة اخرى،
8- سالكين حسب فرائض الامم الذين طردهم الرب من
امامهم، ومن امام ملوكهم الذين نصبوهم عليهم.
9- وارتكب بنو اسرائيل في الخفاء معاصي في حق الرب
الههم، وشيدوا لانفسهم مرتفعات في جميع مدنهم من برج
النواطير الى المدينة المحصنة،
10- واقاموا لانفسهم انصابا وتماثيل لعشتاروث على كل
تل مرتفع، وتحت كل شجرة خضراء،
11- وقربوا محرقات على جميع المرتفعات كسائر الامم
الذين نفاهم الرب من امامهم، واقترفوا الموبقات
لاغاظة الرب،
12- عابدين الاصنام التي حذرهم ونهاهم الرب عنها.
13- وقد انذر الرب اسرائيل ويهوذا عن طريق انبيائه
ورائيه قائلا: «ارجعوا عن طرقكم الاثيمة، واطيعوا
وصاياي وفرائضي بمقتضى كل الشريعة التي اوصيت آباءكم
بتطبيقها، والتي اعلنتها لكم على لسان عبيدي
الانبياء.
14- لكنهم اصموا اذانهم واغلظوا قلوبهم كآبائهم
الذين لم يثقوا
بالرب الههم،
15- وتنكروا لفرائضه وعهده الذي ابرمه مع آبائهم،
وتجاهلوا تحذيراته ونواهيه لهم، وضلوا وراء اصنام
باطلة، فاصبحوا هم انفسهم باطلين، وتمثلوا بالامم
الذين حولهم، مع ان الرب امرهم الا يفعلوا مثلهم،
وارتكبوا امورا نهاهم الرب عنها،
16- ونبذوا جميع وصايا الرب الههم، وصنعوا لانفسهم
عجلين مسبوكين، واقاموا تماثيل لعشتاروث وسجدوا
لجميع كواكب السماء وعبدوا البعل.
17- واجازوا ابناءهم وبناتهم في النار، وتعاطوا
العرافة والفال وباعوا انفسهم لارتكاب الشر في عيني
الرب لاثارة غيظه.
18- فاحتدم غضب الرب على اسرائيل، وطردهم من حضرته،
ولم يبق سوى سبط يهوذا.
19- ولكن حتى سبط يهوذا لم يحفظ وصايا الرب الهه بل
نهج في طرق اسرائيل التي سلكتها.
20- فنبذ الرب كل ذرية اسرائيل واذلهم واسلمهم ليد
آسريهم، وطردهم من حضرته.
21- لانه شق اسرائيل عن بيت داود، فتوجوا يربعام بن
نباط ملكا عليهم، فاضل يربعام بني اسرائيل عن طريق
الرب واستغواهم فاخطاوا بحق الرب خطيئة عظيمة.
22- ولم يعدل الاسرائيليون عن ارتكاب جميع خطايا
يربعام بل امعنوا في اقترافها
23- فنفى الرب اسرائيل من حضرته كما نطق على لسان
جميع عبيده الانبياء، فسبي الاسرائيليون من ارضهم
الى اشور الى هذا اليوم.
24- ونقل ملك اشور اقواما من بابل وكوث وعوا وحماة
وسفروايم، واسكنهم مدن السامرة محل بني اسرائيل،
فاستولوا على السامرة واقاموا في مدنها.
25- واذ لم يعبد المستوطنون الجدد الرب في باديء
الامر، فقد اطلق الرب عليهم السباع المتوحشة فافترست
بعضهم.
26- فبعثوا الى ملك اشور رسالة قائلين: «ان الاقوام
الذين قمت بسبيهم واسكانهم في مدن السامرة يجهلون
قضاء اله هذه الارض، فاطلق عليهم السباع فافترستهم،
لانهم يجهلون قضاءه».
27- فامر ملك اشور قائلا: «ابعثوا الى هناك احد
الكهنة المسبيين في تلك البلاد، ليقيم بينهم،
ويلقنهم قضاء اله الارض».
28- فجاء واحد من الكهنة المسبيين من السامرة واقام
في بيت ايل، وشرع يلقنهم كيف يتقون الرب.
29- ومع ذلك ظل كل قوم يصنعون آلهتهم وينصبونها في
معابد المرتفعات التي شيدها السامريون في المدن التي
يقيمون فيها.
30- فعبد القادمون من بابل اصنام الههم سكوث بنوث؛
وعبد القادمون من كوث اصنام الههم نرجل، وعبد
القادمون من حماة اصنام الههم اشيما،
31- كما عبد اهل عوا نبحز وترتاق. اما اهل سفروايم
فكانوا يحرقون ابناءهم بالنار قرابين لادرملك وعنملك
الهي سفروايم.
32- فكانوا يعبدون الرب، ولكنهم ايضا اقاموا من
بينهم كهنة يخدمون في معابد المرتفعات، ويقربون
محرقاتهم فيها.
33- وهكذا كانوا يتقون الرب من ناحية، ويعبدون
آلهتهم التي حملوها معهم من بين الامم التي سبوا
منها من ناحية اخرى.
34- فهم الى هذا اليوم، يمارسون طقوسهم الاولى.
فاصبحت عبادتهم خليطا من تقوى الرب ومن الطقوس
والفرائض الوثنية، وفقا لتقاليدهم، وليس بمقتضى
شريعة الرب والوصية التي امر بها ذرية يعقوب الذي
حول اسمه الى اسرائيل.
35- فقد قطع الرب مع بني اسرائيل عهدا وامرهم الا
يعبدوا آلهة اخرى ولا يسجدوا لها ولا يتقوها ولا
يقربوا لها الذبائح،
36- بل يتقون الرب الذي اخرجهم من ديار مصر بقوة
عظيمة وذراع مقتدرة، وله وحده يسجدون ويقربون
المحرقات،
37- ويطيعون الفرائض والاحكام والشريعة والوصية التي
كتبها لهم ليمارسوها كل حياتهم ولا يتقون آلهة اخرى.
38- ولا ينقضون العهد الذي ابرمه معهم ولا يتقون
آلهة اخرى.
39- انما يتقون الرب الههم وهو ينجيهم من جميع
اعدائهم.
40- ولكن هؤلاء السكان اصموا آذانهم ومارسوا طقوسهم
القديمة،
41- فكانوا يتقون الرب من ناحية، ويعبدون اوثانهم من
ناحية اخرى. واقتفى بنوهم خطاهم في ممارساتهم الى
هذا اليوم.
|
39 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
018 |
الرب
1- وفي السنة الثالثة لحكم هوشع بن ايلة ملك
اسرائيل، اعتلى حزقيا بن آحاز عرش يهوذا،
2- وكان له من العمر خمس وعشرون سنة حين ملك، ودام
حكمه في اورشليم تسعا وعشرين سنة، واسم امه ابي ابنة
زكريا،
3- وصنع ما هو صالح في عيني الرب على نهج ابيه داود،
4- فازال معابد المرتفعات، وحطم التماثيل، وقطع
اصنام عشتاروث، وسحق حية النحاس التي صنعها موسى لان
بني اسرائيل ظلوا حتى تلك الايام يوقدون لها، ودعوها
نحشتان.
5- واتكل على الرب اله اسرائيل فلم يات قبله ولا
بعده ملك نظيره بين ملوك يهوذا.
6- والتصق بالرب ولم يحد عن طريقه، بل اطاع وصاياه
التي امر بها الرب موسى.
7- لذلك كان الرب معه وكلل اعماله بالنجاح. وثار على
ملك اشور وابى الخضوع له،
8- ودحر الفلسطينيين من برج النواطير الى المدينة
المحصنة حتى بلغ غزة وضواحيها.
9- وفي السنة الرابعة لحكم الملك حزقيا، الموافقة
للسنة السابعة لاعتلاء هوشع بن ايلة عرش اسرائيل،
زحف شلمناسر ملك اشور على السامرة وحاصرها،
10- وتمكن من الاستيلاء عليها في نهاية ثلاث سنوات،
اي في السنة السادسة لملك حزقيا، الموافقة للسنة
التاسعة لحكم هوشع ملك اسرائيل.
11- وسبى ملك اشور سكان اسرائيل الى اشور، واسكنهم
في مدينة حلح وعلى ضفاف نهر خابور في منطقة جوزان
وفي مدن مادي،
12- لانهم ابوا الاستماع لصوت الرب الههم، ونكثوا
عهده وكل ما امر به موسى عبد الرب، ولم يعملوا بها.
13- وفي السنة الرابعة عشرة من حكم الملك حزقيا
اجتاح سنحاريب ملك اشور جميع مدن يهوذا الحصينة
واستولى عليها.
14- وارسل حزقيا ملك يهوذا يقول لملك اشور في لخيش:
«اخطات، فارتحل عني، وانا ادفع ما تفرضه علي من
جزية». ففرض ملك اشور على حزقيا ملك يهوذا ثلاث مئة
وزنة (نحو الف وثمانين كيلوجراما من الفضة)، وثلاثين
وزنة (نحو مائة وثمانية كيلوجرامات من الذهب).
15- فجمع حزقيا كل ما في بيت الرب وخزائن قصر الملك
من فضة وذهب ودفعها له.
16- كما قشر الذهب الذي كان قد غشى به ابواب هيكل
الرب والدعائم، وبعث به الى ملك اشور.
17- ورغم ذلك ارسل ملك اشور الى حزقيا قائد جيشه
ووزير خزائنه ورئيس اركان قواته من لخيش، على راس
جيش جرار لمحاصرة اورشليم. فزحفوا عليها، واحاطوا
بها وعسكروا عند قناة البركة العليا في طريق حقل
القصار.
18- فاستدعوا الملك. فبعث حزقيا اليهم الياقيم بن
حلقيا مدير شئون القصر. وشبنة الكاتب ويواخ بن آساف
مسجل الملك.
19- فقال لهم قائد جيش اشور: «بلغوا حزقيا ان هذا ما
يقوله الملك العظيم، ملك اشور: على ماذا تتكل؟
20- اظننت ان مجرد الكلام يشكل خطة وقوة لخوض الحرب؟
على من اعتمدت حتى تمردت علي؟
21- ها انت تتكل على عكاز هذه القصبة المرضوضة مصر،
التي تثقب كف كل من يتوكا عليها! هكذا يكون فرعون
ملك مصر لكل من يتكل عليه!
22- واذا قلتم لي انكم توكلتم على الرب الهكم. افليس
هو الذي ازال حزقيا مرتفعاته ومذابحه، وامر يهوذا
واهل اورشليم ان يسجدوا فقط امام هذا المذبح القائم
في اورشليم؟
23- والآن ليعقد حزقيا رهانا مع سيدي ملك اشور،
فاعطيك الفي فرس، ان استطعت ان تجد لها فرسانا
يمتطونها.
24- فكيف يمكنك ان تصد قائدا واحدا من اقل قادة سيدي
شانا، في حين انك تعتمد على مصر لامدادك بالمركبات
والفرسان؟
25- ثم هل من غير مشورة الرب زحفت على هذه الديار
لادمرها؟ لقد قال لي الرب هاجم هذه الديار وخربها».
26- فقال الياقيم بن حلقيا وشبنة ويواخ لقائد الجيش:
«خاطب عبيدك بالارامية لاننا نفهمها، ولا تخاطبنا
باللغة اليهودية لئلا يسمع الشعب المتجمع على
السور».
27- فاجابهم قائد الجيش: «اتظن ان سيدي قد ارسلنا
لنتحدث اليكم والى ملككم فقط بهذا الكلام؟ اليس هذا
الكلام موجها الى الرجال المتجمعين على السور الذين
سياكلون مثلكم برازهم ويشربون بولهم؟»
28- ثم وقف قائد الجيش ونادى باعلى صوته قائلا
باليهودية: «اسمعوا كلام الملك العظيم ملك اشور.
29- لا يخدعكم حزقيا لانه عاجز عن انقاذكم
30- ولا يقنعكم حزقيا بالاتكال على الرب قائلا: انه
حتما ينقذنا ولن يستولي ملك اشور على هذه المدينة.
31- لا تصغوا اليه لانه هكذا يقول ملك اشور: اعقدوا
معي صلحا، واستسلموا الي، فياكل عندئذ كل واحد من
كرمه ومن تينته ويشرب من بئره.
32- الى ان آتي وانقلكم الى ارض كارضكم، ارض حنطة
وخمر وخبز وكروم وزيتون وعسل. فاحيوا ولا تموتوا. لا
تصغوا الى حزقيا لانه يغريكم بقوله ان الرب لابد ان
ينقذنا.
33- فهل انقذت آلهة الامم اراضيها من ملك اشور؟
34- اين آلهة حماة وارفاد؟ اين آلهة سفروايم وهينع
وعوا؟ هل انقذت السامرة من يدي؟
35- من من كل آلهة البلاد التي استوليت عليها انقذ
ارضه من يدي، حتى ينقذ الرب اورشليم مني؟»
36- فصمت الشعب ولم يجبه احد بكلمة، لان الملك امرهم
بعدم الرد عليه.
37- ثم رجع الياقيم بن حلقيا مدير شؤون القصر، وشبنة
الكاتب ويواخ بن آساف المسجل الى حزقيا بثياب ممزقة،
وابلغوه كلام القائد الاشوري.
|
40 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
019 |
الرب
1- وعندما سمع الملك حزقيا ذلك مزق ثيابه وارتدى
مسوحا ولجا الى بيت الرب.
2- ثم ارسل الياقيم مدير شؤون القصر وشبنة الكاتب
ورؤساء الكهنة وهم مرتدون المسوح الى النبي اشعياء
بن آموص،
3- فقالوا له: «هذا ما يقوله حزقيا: هذا اليوم هو
يوم ضيق واهانة وكرب، فاننا كالاجنة المشرفة على
الولادة من غير ان تتوافر لها القوة على ذلك.
4- فلعل الرب الهك يسمع وعيد القائد الاشوري الذي
اوفده سيده ملك اشور، ليهين الاله الحي فيعاقبه الرب
الهك على ما صدر منه من تعيير، فصل من اجل البقية
الناجية منا».
5- فجاء رجال الملك حزقيا لاشعياء،
6- فقال لهم اشعياء: «بلغوا سيدكم: هذا ما يقوله
الرب: لا تجزع مما سمعته من تجديف رجال ملك اشور
علي.
7- فها خبر سييء يرد اليه من بلاده يحمله على العودة
اليها حيث اقضي عليه بحد السيف في عقر داره».
8- وعندما علم قائد الجيش الاشوري بان ملك اشور قد
ارتحل عن لخيش وشرع في محاربة لبنة، انسحب هو ايضا
وانضم اليه هناك.
9- وبلغ ملك اشور ان ترهاقة ملك كوش قد خرج
لمحاربته، فبعث مرة اخرى رسلا الى حزقيا قائلا:
10- «هذا ما تبلغونه الى حزقيا ملك يهوذا: لا يخدعك
الهك الذي تتكل عليه عندما يقول لن تسقط اورشليم في
قبضة ملك اشور،
11- فها انت قد علمت بما الحقه ملوك اشور بكل
البلدان من تدمير كامل فهل يمكن ان تنجو انت؟
12- هل انقذت آلهة الامم الاخرى اهل جوزان وحاران
ورصف وبني عدن الذين في تلاسار الذين افناهم آبائي؟
13- اين ملك حماة وملك ارفاد وملك مدينة سفروايم
وهينع وعوا؟»
14- فتناول حزقيا الكتاب من ايدي الرسل وقراه، ثم
توجه الى هيكل الرب وبسطه امامه.
15- وصلى قائلا: «ايها الرب اله اسرائيل، المتربع
فوق الكروبيم، انت وحدك اله كل ممالك الارض. انت
وحدك خلقت السماوات والارض.
16- ارهف يارب اذنيك واستمع. افتح يارب عينيك وانظر،
واسمع كل تهديدات سنحاريب التي ارسلها ليعير الله
الحي.
17- حقا يارب ان ملوك اشور قد اهلكوا الامم ودمروا
ديارهم،
18- وطرحوا آلهتهم الى النار وابادوها لانها ليست
فعلا آلهة بل خشبا وحجارة من صنعة ايدي الناس،
19- فخلصنا الآن ايها الرب الهنا من يده، فتدرك
ممالك الارض باسرها انك انت وحدك الرب الاله».
20- فبعث اشعيا بن آموص الى حزقيا قائلا: «هذا ما
يقوله الرب اله اسرائيل الذي تضرعت اليه لينقذك من
سنحاريب ملك اشور: قد سمعت».
21- وهذا هو رد الرب عليه: «ها العذراء ابنة صهيون
قد احتقرتك واستهزات بك، وهزت ابنة اورشليم راسها
سخرية منك.
22- من عيرت وجدفت عليه؟ وعلى من رفعت صوتا وشمخت
بعينيك زهوا؟ اعلى قدوس اسرائيل؟
23- لقد عيرت السيد على لسان رسلك، وقلت: بكثرة
مركباتي قد صعدت الى اعالي الجبال، وبلغت اقاصي
لبنان قاطعا اطول ارزه وخيار سروه واخترقت ابعد
ربوعه وافضل غاباته.
24- قد حفرت آبارا في ارض غريبة وشربت مياها، وبباطن
قدمي جففت جميع خلجان مصر.
25- الم تسمع؟ منذ زمن طويل قدرت ذلك. منذ الايام
القديمة قررته وها انا الآن احققه، اذ اقمتك لتدمير
مدن محصنة فتحولها الى روابي خربة.
26- وقد خارت قوى اهلها فاصبحوا مرتاعين خجلين،
صاروا كعشب الحقل، كالنبات اللين وكحشيش السطوح
الذاوي قبل نموه.
27- ولكني مطلع على حركاتك وسكناتك وهيجانك علي.
28- ولان ثورتك علي وعجرفتك قد بلغتا مسامعي، فاني
ساشكمك بخزامتي في انفك، واضع لجامي في فمك، واعيدك
في نفس الطريق الذي اقبلت منه.
29- وهذه علامة لك ياحزقيا: في هذه السنة تاكلون مما
نبت من نفسه، وفي السنة الثانية تاكلون مما ينبت
عنه، واما في السنة الثالثة فتزرعون فيها وتحصدون
وتغرسون كروما وتجنون اثمارها.
30- ويعود الناجون الباقون من بيت يهوذا، فتتاصل
جذورهم في الارض، ويحملون اثمارا على اغصانهم،
31- لان من اورشليم تخرج البقية، ومن جبل صهيون ياتي
الناجون، فغيرة الرب القدير تصنع هذا.
32- لذلك فهذا ما يقوله الرب عن ملك اشور: لن يدخل
هذه المدينة ولن يطلق عليها سهما او يتقدم نحوها
بترس ولن يقيم عليها مقلاعا.
33- بل يرجع في الطريق الذي جاء منه، ولن يدخل هذه
المدينة، يقول الرب.
34- لانني ادافع عنها، وانقذها من اجل نفسي، واكراما
لداود عبدي».
35- وحدث في تلك الليلة ان ملاك الرب قتل مئة وخمسة
وثمانين الفا من جيش الاشوريين، فما ان طلع الصباح
حتى كانت الجثث الميتة تملا المكان.
36- فانسحب سنحاريب ملك اشور وارتد الى بلاده ومكث
في نينوى.
37- وفيما هو يتعبد في هيكل الهه نسروخ، اغتاله
ابناه، ادرملك وشرآصر، وفرا الى ارض اراراط، فخلفه
ابنه آسرحدون على العرش.
|
41 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
020 |
الرب
1- ومرض حزقيا في تلك الايام حتى اشرف على الموت،
فجاء اليه اشعياء بن آموص قائلا: «هذا ما يقوله
الرب: «نظم شؤون بيتك لانك لن تبرا بل حتما تموت».
2- فاشاح بوجهه نحو الحائط وصلى قائلا:
3- «آه يارب، اذكر كيف سلكت امامك بامانة واخلاص
قلب، وصنعت ما يرضيك». وبكى حزقيا بكاء مرا.
4- وقبل ان يبلغ اشعياء فناء القصر الاوسط خاطبه
الرب قائلا:
5- «ارجع وقل لحزقيا رئيس شعبي: هذا ما يقوله الرب
اله داود ابيك: قد سمعت صلاتك، ورايت دموعك، وها انا
ابرئك، فتذهب في اليوم الثالث للصلاة في هيكل الرب.
6- واضيف على سني حياتك خمسة عشر عاما وانقذك انت
وهذه المدينة من ملك اشور، وادافع عنها من اجل نفسي
واكراما لعبدي داود».
7- ثم قال اشعياء: «خذوا قرص تين». فاخذوا قرص تين
وضعوه على القرح فبرىء.
8- وسال حزقيا اشعياء: «ما العلامة ان الرب يشفيني،
فاتمكن من الذهاب الى هيكل الرب في اليوم الثالث؟»
9- فاجابه اشعيا: «اليك العلامة من الرب بانه مزمع
ان يتمم ما وعد به. اجبني هل يتقدم الظل عشر درجات
ام يرتد عشر درجات؟»
10- فاجاب حزقيا: «من شان الظل ان يتقدم عشر درجات،
لذلك ليرتد الظل الى الوراء عشر درجات، فتكون هذه هي
العلامة».
11- فابتهل اشعياء الى الرب، فتراجع الظل الى الوراء
عشر درجات فوق سلم آحاز، بعد ان كان الظل قد امتد
عليها الى الامام عشر درجات.
12- وعندما علم برودخ بلادان ابن الملك البابلي
بلادان بمرض حزقيا، بعث اليه (وفدا) ورسائل وهدايا.
13- فاحتفى بهم حزقيا، واطلعهم على كل ما في خزائن
نفائسه من فضة وذهب واطياب وعطور، وعلى كل مخازن
اسلحته، وعلى كل ما يحتفظ به في خزائنه. لم يترك
شيئا في قصره وفي كل مملكته لم يطلعهم عليه.
14- فوفد اشعياء النبي على الملك حزقيا وساله: «ماذا
قال هؤلاء الرجال، ومن اين جاءوا؟» فاجابه: «جاءوا
من ارض بعيدة، من بابل».
15- فعاد يساله: «ماذا شاهدوا في قصرك؟» فاجاب
حزقيا: «شاهدوا كل ما في قصري. لم اترك شيئا في
مخازني لم اطلعهم عليه».
16- فقال اشعياء لحزقيا: «اسمع كلام الرب.
17- ها ايام تاتي ينقل فيها الى بابل كل ما في قصرك،
وما ادخره اسلافك الى هذا اليوم، ولا يبقى منها شيء،
يقول الرب.
18- ويسبى بعض ابنائك الخارجين من صلبك ليكونوا
خصيانا في قصر ملك بابل».
19- فقال حزقيا لاشعياء: «صالح قول الرب الذي
اعلنته». ثم حدث نفسه: «لم لا؟ ان كان السلام
والامان يسودان في ايامي».
20- اما بقية اخبار حزقيا وكل اعماله ومنجزاته، وكيف
صنع البركة والقناة، وادخل الماء الى المدينة، اليست
مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك يهوذا؟
21- ثم مات حزقيا، ودفن مع آبائه، وخلفه ابنه منسى
على الملك.
|
42 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
021 |
الرب
1- كان منسى في الثانية عشرة من عمره عندما تولى
مقاليد الحكم، وظل ملكا في اورشليم مدة خمس وخمسين
سنة، واسم امه حفصيبة.
2- وارتكب الشر في عيني الرب، مقترفا رجاسات الامم
الذين طردهم الرب من امام بني اسرائيل،
3- فعاد وشيد معابد المرتفعات التي هدمها ابوه
حزقيا، واقام مذابح البعل، ونصب تماثيل عشتاروث على
غرار ما صنع اخآب، وسجد لكواكب السماء وعبدها.
4- وبنى مذابح في هيكل الرب في اورشليم الذي قال عنه
الرب: «في اورشليم اجعل اسمي».
5- وبنى في داري هيكل الرب مذابح لكل كواكب السماء.
6- واجاز ابنه في النار، ورصد الاوقات ولجا الى
اصحاب الجان والعرافين واوغل في ارتكاب الشر مما
اثار عليه غضب الله الرهيب.
7- ونصب تمثال عشتاروث الذي صنعه، في الهيكل الذي
قال الرب عنه لداود وسليمان: «في هذا الهيكل، وفي
اورشليم التي اخترتها من الارض، التي وهبتها
لآبائهم، اجعل اسمي الى الابد.
8- فاذا اطاع بنو اسرائيل وعملوا كل ما امرتهم به،
وطبقوا الشريعة التي اوصاهم بها عبدي موسى، فانني لن
ازعزع اقدامهم من الارض التي وهبتها لآبائهم».
9- لكنهم عصوا، بل اضلهم منسى فارتكبوا ما هو اقبح
مما ترتكبه الامم التي طردها الرب من امام بني
اسرائيل.
10- ثم قال الرب على لسان عبيده الانبياء:
11- «لان منسى ملك يهوذا اقترف جميع هذه الموبقات،
وارتكب شرورا اشد فظاعة من شرور الاموريين الذين
كانوا قبله، واضل يهوذا فجعله ياثم بعبادة اصنامه،
12- لذلك يقول الرب اله اسرائيل: ها انا اجلب شرا
على اورشليم ويهوذا، فتطن اذنا كل من يسمع به.
13- وساوقع على اورشليم العقاب الذي اوقعته
بالسامرة، وباخآب ونسله. وامسح اورشليم من الوجود
كما يمسح الطبق من بقايا الطعام، ثم يقلب على وجهه
ليجف.
14- وانبذ بقية شعبي واسلمهم الى ايدي اعدائهم،
فيصبحون غنيمة واسرى لهم،
15- لانهم ارتكبوا الشر في عيني، واثاروا سخطي منذ
خروج آبائهم من مصر الى هذا اليوم.
16- وزاد منسى فسفك دم ابرياء كثيرين، حتى ملا
اورشليم من اقصاها الى اقصاها، فضلا عن خطيئته التي
استغوى بها يهوذا، وجعله يرتكب الشر في عيني».
17- اما بقية اخبار منسى ومنجزاته وما ارتكب من
خطيئة، اليست هي مدونة في كتاب اخبار ايام ملوك
يهوذا؟
18- ثم مات منسى ودفن في حديقة قصره، في حديقة عزا.
وخلفه ابنه آمون.
19- وكان آمون في الثانية والعشرين من عمره حين ملك،
ودام حكمه سنتين في اورشليم، واسم امه مشلمة بنت
حاروص من يطبة،
20- وارتكب الشر في عيني الرب مثل ابيه.
21- لم يحد عن طريق ابيه، وعبد الاصنام التي عبدها
ابوه وسجد لها.
22- وتخلى عن الرب اله آبائه، ولم يتبع طريقه.
23- وتآمر عليه رجاله واغتالوه في قصره،
24- غير ان الشعب هاجم قتلة الملك آمون وقضى عليهم،
ونصب يوشيا ابنه خلفا له.
25- اما بقية اخبار آمون ومنجزاته اليست هي مدونة في
كتاب اخبار ايام ملوك يهوذا.
26- ودفن في قبره في حديقة عزا وخلفه ابنه يوشيا على
الملك.
|
43 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
022 |
الرب
1- كان يوشيا بن آمون في الثامنة من عمره حين ملك.
ودام حكمه احدى وثلاثين سنة في اورشليم، واسم امه
يديدة بنت عداية من بصقة.
2- وعمل ما هو صالح في عيني الرب، وسار في نهج جده
داود ولم يحد عن طريقه يمينا او شمالا.
3- وفي السنة الثامنة عشرة لحكم الملك يوشيا، بعث
الملك الكاتب شافان بن اصليا بن مشلام الى هيكل الرب
قائلا:
4- «اذهب الى حلقيا رئيس الكهنة، واطلب اليه ان يحسب
قيمة الفضة التي تبرع بها ابناء الشعب وجمعها منهم
حراس الباب،
5- فيعطيها للموكلين على الاشراف على العمل في هيكل
الرب، فيدفعها هؤلاء الى القائمين بالعمل في بيت
الرب لترميم ثغرات الهيكل،
6- من بنائين ونجارين، ولشراء الاخشاب والحجارة
المنحوتة لترميم الهيكل».
7- ولم يطلب من هؤلاء الموكلين على العمل تقديم اي
حساب عن الفضة المدفوعة لهم لنزاهتهم.
8- ثم قال حلقيا رئيس الكهنة لشافان الكاتب: «لقد
عثرت على سفر الشريعة في الهيكل». وسلم حلقيا السفر
لشافان فقراه.
9- وحمله الى الملك، بعد ان قدم له تقريرا قائلا:
«قد حسب عبيدك الفضة الموجودة في الهيكل واودعوها
لدى الموكلين على الاشراف على العمل في الهيكل».
10- ثم اطلع شافان الكاتب الملك على السفر قائلا:
«قد اعطاني حلقيا سفرا». وقراه شافان امام الملك
11- فلما سمع الملك ما ورد في سفر الشريعة مزق
ثيابه،
12- وامر حلقيا الكاهن، واخيقام بن شافان، وعكبور بن
ميخا، وشافان الكاتب، وعسايا خادم الملك قائلا:
13- «اذهبوا واسالوا الرب عن مصيري ومصير شعب يهوذا
بناء على ما ورد في هذا السفر الذي تم العثور عليه،
اذ ان غضب الرب المحتدم علينا عظيم جدا، لان آباءنا
لم يطيعوا كلام هذا السفر، ولم يمارسوا كل ما ورد
فيه».
14- فانطلق حلقيا الكاهن، واخيقام، وعكبور، وشافان،
وعسايا، واستشاروا النبية خلدة زوجة شلوم بن تقوة بن
حرحس حارس الثياب الملكية، المقيمة في المنطقة
الثانية من اورشليم.
15- فقالت لهم: «هذا ما يقوله الرب اله اسرائيل:
قولوا للرجل الذي ارسلكم الي:
16- هكذا يقول الرب: ها انا اجلب على هذا الموضع
وعلى اهله كل الوعيد الوارد في السفر الذي قراه ملك
يهوذا،
17- لانهم نبذوني واوقدوا لآلهة اخرى، ليثيروا سخطي
بما تجنيه ايديهم من آثام، فاحتدم غضبي الذي لا
ينطفيء على هذا الموضع.
18- اما ملك يهوذا الذي ارسلكم لتستشيروا الرب، فهذا
ما تقولون له: اليك ما يقول الرب اله اسرائيل بشان
ما سمعت من كلام:
19- من حيث ان قلبك قد رق، وتواضعت امام الرب لدى
سماعك ما قضيت به على هذا الموضع وعلى اهله، بان
يصيروا مثار دهشة ولعنة، ومزقت ثيابك وبكيت امامي،
فانني قد استجبت انا ايضا رجاءك.
20- لذلك ها انا اتوفاك فتدفن في قبرك بسلام، ولا
تشهد عيناك ما سانزله بهذا الموضع من شر». فحمل
الرجال ردها الى الملك يوشيا.
|
44 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
023 |
الرب
1- عندئذ ارسل الملك فاستدعى اليه كل شيوخ يهوذا
واورشليم،
2- وتوجه معهم الى هيكل الرب، يرافقه جميع شيوخ
يهوذا وكل سكان اورشليم والكهنة والانبياء وجميع
ابناء الشعب من صغار وكبار، فقرا في مسامعهم كل كلام
سفر الشريعة الذي تم العثور عليه في بيت الرب.
3- ووقف الملك على المنبر وقطع عهدا امام الرب ان
يتبع الرب، حافظا وصاياه وشهاداته وفرائضه من كل
القلب والنفس، لتطبيق كلام هذا العهد المدون في هذا
السفر. فوعد الشعب بالوفاء بهذا العهد.
4- وامر الملك حلقيا رئيس الكهنة، وكهنة الفرقة
الثانية، وحراس الباب، ان يطرحوا من هيكل الرب جميع
الآنية المصنوعة للبعل ولعشتاروث ولكل كواكب السماء.
واحرقها خارج اورشليم في حقول وادي قدرون، وحمل
رمادها الى بيت ايل.
5- واباد كهنة الاصنام الذين اقامهم ملوك يهوذا
ليوقدوا على مذابح المرتفعات في مدن يهوذا وضواحي
اورشليم، وكذلك قضى على الكهنة الذين يحرقون للبعل
وللشمس والقمر وللابراج الفلكية ولسائر الكواكب.
6- واخرج تمثال عشتاروث من هيكل الرب الى خارج
اورشليم الى وادي قدرون، واحرقه وسحقه الى ان اصبح
غبارا، وذرى الغبار على قبور عامة الشعب.
7- وهدم بيوت ذوي الشذوذ الجنسي القائمة حوالي هيكل
الرب، حيث كانت النساء ينسجن ثيابا لتمثال عشتاروث.
8- واستدعى يوشيا جميع الكهنة من مدن يهوذا، ودنس كل
اماكن العبادة الوثنية في التلال، حيث كان الكهنة
يوقدون من جبع الى بئر سبع، وهدم المرتفعات التي
كانت قائمة عند مدخل قصر يشوع محافظ المدينة، الى
الجانب الايسر من باب المدينة.
9- ولم يدع كهنة المرتفعات يستخدمون مذبح الرب في
اورشليم وان شاركوا بقية اخوتهم الكهنة في اكل خبز
الفطير،
10- ودنس الملك ايضا مذبح توفة في وادي بني هنوم،
لكي لا يجيز احد ابنه او ابنته في النار للصنم مولك.
11- واباد الخيل التي كرسها ملوك يهوذا لاله الشمس
عند مدخل بيت الرب بجوار حجرة نثنملك مدير شؤون
القصر، واحرق المركبات المكرسة لعبادة الشمس.
12- وهدم الملك المذابح التي على سطح علية آحاز التي
اقامها ملوك يهوذا، وايضا المذابح التي بناها منسى
في ساحتي الهيكل، وسحق حجارتها هناك ثم ذراها في
وادي قدرون
13- ونجس الملك جميع المرتفعات المواجهة لاورشليم،
القائمة عن يمين جبل الهلاك، التي بناها سليمان ملك
اسرائيل لعشتاروث الهة صيدون الرجسة، ولكموش اله
موآب النجس، ولملكوم اله بني عمون المقيت.
14- وحطم التماثيل، وقطع اعمدة الاصنام، وملا مكانها
من عظام الناس.
15- وكذلك هدم المذبح الذي شيده يربعام بن نباط في
مرتفعة بيت ايل، واستغوى بذلك الاسرائيليين فاخطاوا.
ثم احرق المذبح وسحق المرتفعة، حتى تحولت الى غبار،
واحرق عمود الصنم.
16- وتلفت الملك يوشيا حوله فشاهد مقابر منتشرة على
الجبل، فارسل وجمع عظامها واحرقها على المذبح، ونجسه
تتميما لقضاء الرب الذي نطق به رجل الله بشان مذبح
يربعام.
17- وسال الملك: «ما هذا النصب الذي اراه؟» فاجابه
رجال المدينة: «هو قبر رجل الله الذي جاء من يهوذا
وانبا بكل ما اجريته على بيت ايل».
18- فقال: «دعوه. لا يحرك احد عظامه». فتركوا عظامه
وعظام نبي السامرة.
19- وازال يوشيا جميع معابد المرتفعات المنتشرة في
مدن السامرة، التي بناها ملوك اسرائيل لاثارة سخط
الرب، واجرى عليها ما اجراه على بيت ايل.
20- وقتل جميع كهنة المرتفعات التي هناك على
المذابح، واحرق عظام الناس عليها. ثم عاد الى
اورشليم.
21- وامر الملك جميع الشعب قائلا: «احتفلوا بفصح
الرب الهكم كما هو مدون في سفر العهد هذا».
22- اذ لم يكن قد احتفل بعيد الفصح هذا منذ ايام
القضاة الذين حكموا على اسرائيل، ولا في كل حقبة
ملوك اسرائيل وملوك يهوذا.
23- ولكن في السنة الثامنة عشرة لحكم الملك يوشيا
احتفل بهذا الفصح للرب في اورشليم
24- واباد يوشيا ايضا السحرة والعرافين واصنام
الآلهة التي يتعبد لها الناس في منازلهم، والاوثان
وجميع الرجاسات التي استشرت في ارض يهوذا وفي
اورشليم، وذلك ليطبق ما ورد في الشريعة المدونة في
السفر الذي عثر عليه حلقيا رئيس الكهنة في الهيكل.
25- ولم يقم ملك مثله من قبل ولا من بعد، رجع الى
الرب بكل قلبه ونفسه وقوته بمقتضى شريعة موسى.
26- غير ان الرب لم يرجع عن شدة غضبه، لان غضبه
احتدم على يهوذا لفرط ما اثار منسى من سخطه.
27- فقال الرب: «ساستاصل يهوذا من امامي كما استاصلت
اسرائيل، واتنكر لاورشليم، المدينة التي اخترتها،
وللهيكل الذي قلت يكون اسمي فيه».
28- اما بقية اخبار يوشيا وكل منجزاته اليست هي
مدونه في كتاب اخبار ايام ملوك يهوذا؟
29- وفي ايام حكم يوشيا زحف فرعون نخو ملك مصر نحو
نهر الفرات لمحاربة ملك اشور، فهب يوشيا لمساعدة ملك
اشور عند مجدو، فقتله ملك مصر، في اثناء المعركة.
30- فحمله رجاله في مركبة وعادوا به من مجدو
لاورشليم، حيث دفنوه في قبره. فولى الشعب يهوآحاز بن
يوشيا ملكا عليهم خلفا لابيه.
31- وكان يهوآحاز في الثالثة والعشرين من عمره حين
ملك، ودام حكمه ثلاثة اشهر في اورشليم، واسم امه
حموطل بنت ارميا من لبنة.
32- وارتكب الشر في عيني الرب على غرار ما فعل
آباؤه.
33- واعتقل فرعون نخو يهوآحاز وقيده في ربلة في ارض
حماة لئلا يملك في اورشليم، وفرض جزية على البلاد:
مئة وزنة من الفضة (نحو ثلاث مئة وستين كيلو جراما)،
ووزنة من الذهب (نحو ثلاثة كيلوجرامات).
34- ونصب فرعون نخو الياقيم بن يوشيا خلفا ليوشيا
ابيه، وغير اسمه الى يهوياقيم. ثم ساق يهوآحاز اسيرا
الى مصر حيث مات.
35- وادى يهوياقيم جزية الفضة والذهب لفرعون، الا
انه فرض ضرائب على اهل البلاد ليتمكن من دفعها، بحسب
ما يمتلكون.
36- وكان يهوياقيم في الخامسة والعشرين من عمره حين
ملك، ودام حكمه احدى عشرة سنة في اورشليم، واسم امه
زبيدة بنت فداية من رومة.
37- وارتكب الشر في عيني الرب على غرار ما فعل
آباؤه.
|
45 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
024 |
الرب
1- وفي غضون حكمه هاجم نبوخذناصر ملك بابل مملكة
يهوذا، فخضع له يهوياقيم طوال ثلاث سنوات، ثم تمرد
عليه.
2- فارسل الرب غزاة من كلدانيين واراميين وموآبيين
وعمونيين للاغارة على مملكة يهوذا وابادتها، بموجب
ما قضى به الرب على لسان عبيده الانبياء.
3- وقد قضى الرب بذلك ليستاصل اسرائيل من امامه بسبب
ما ارتكبه منسى من آثام،
4- وانتقاما للدم البريء الذي سفكه، اذ انه ملا
اورشليم بدماء الابرياء، فلم يشا الرب ان يصفح عنه.
5- اما بقية اخبار يهوياقيم واعماله اليست هي مدونة
في كتاب اخبار ايام ملوك يهوذا؟
6- ثم مات يهوياقيم، وخلفه ابنه يهوياكين.
7- ولم يعد ملك مصر يخرج من دياره، لان ملك بابل
استولى على كل الاراضي الواقعة من حدود مصر الشمالية
الى نهر الفرات، والتي كانت مصر تحتلها.
8- وكان يهوياكين في الثامنة عشرة من عمره حين ملك،
ودام حكمه ثلاثة اشهر في اورشليم، واسم امه نحوشتا
بنت الناثان من اورشليم.
9- وا رتكب الشر في عيني الرب على غرار ما فعل ابوه.
10- وفي ايامه زحف قادة نبوخذناصر ملك بابل على
اورشليم وحاصروا المدينة.
11- ثم جاء نبوخذناصر ملك بابل بنفسه في اثناء حصار
المدينة وتسلم زمام القيادة،
12- فاستسلم يهوياكين ملك يهوذا وامه ورجاله وقادته
وخصيانه الى ملك بابل، فقبض عليه نبوخذناصر. وكان
ذلك في السنة الثامنة لملكه.
13- واستولى على جميع ما في خزائن الهيكل وخزائن
القصر، وحطم كل آنية الذهب التي صنعها سليمان ملك
اسرائيل لهيكل الرب، تماما كما قضى الرب.
14- وسبى نبوخذناصر اهل اورشليم، وكل الرؤساء، وجميع
رجال الحرب الاشداء، والخصيان. فكانت جملة المسبيين
عشرة آلاف مسبي، كما اخذ الصناع والحدادين، ولم يترك
في يهوذا سوى فقراء الشعب المساكين.
15- وسبى يهوياكين وام الملك ونساءه وخصيانه وعظماء
البلاد من اورشليم الى بابل.
16- كما ساق سبعة آلاف من المحاربين الاشداء والفا
من الصناع والحدادين الى بابل،
17- وولى ملك بابل متنيا عم يهوياكين خلفا له، بعد
ان غير اسمه الى صدقيا.
18- وكان صدقيا في الحادية والعشرين من عمره حين
ملك، ودام حكمه احدى عشرة سنة في اورشليم، واسم امه
حميطل بنت ارميا من لبنة.
19- وارتكب الشر في عيني الرب، على غرار ما فعل
يهوياقيم.
20- ولم يكن ما اصاب اورشليم ويهوذا الا نتيجة لغضب
الرب، الذي نبذهم اخيرا من حضرته. وما لبث صدقيا ان
تمرد على ملك بابل.
|
46 |
12 |
كتاب الملوك الثاني |
025 |
الرب
1- وفي السنة التاسعة لملك صدقيا، في اليوم العاشر
من الشهر العاشر، زحف نبوخذناصر ملك بابل بكامل جيشه
على اورشليم وحاصرها، واقام حولها ابراجا.
2- واستمر حصار اورشليم حتى العام الحادي عشر من ملك
صدقيا
3- وفي اليوم التاسع من الشهر الرابع من تلك السنة،
تفاقمت المجاعة في المدينة، حتى لم يجد اهلها خبزا
ياكلونه.
4- وفي تلك الليلة فتح صدقيا ورجاله ثغرة في سور
المدينة، وتسلل مع رجاله المحاربين من خلال البوابة
القائمة بين السورين نحو حديقة الملك. وكان
الكلدانيون محيطين بالمدينة. فتوجه صدقيا ومقاتلوه
الى طريق الصحراء.
5- فتعقبت جيوش الكلدانيين الملك، وادركته في صحراء
اريحا، بعد ان تفرقت قواته عنه.
6- فاسروا الملك واقتادوه الى ملك بابل المقيم في
ربلة، وحرضوه على القضاء عليه.
7- ثم قتلوا ابناء صدقيا على مراى منه، وقلعوا
عينيه، وقيدوه بسلسلتين من نحاس، وساقوه الى بابل.
8- وفي اليوم السابع من الشهر الخامس من السنة
التاسعة عشرة من حكم الملك نبوخذناصر ملك بابل، قدم
نبوزرادان قائد الحرس الملكي من بابل الى اورشليم،
9- واحرق الهيكل وقصر الملك وسائر بيوت اورشليم، وكل
منازل العظماء.
10- وهدمت جيوش الكلدانيين التي تحت امرة رئيس الحرس
الملكي جميع اسوار اورشليم،
11- وسبى نبوزرادان بقية الشعب الذي بقي في المدينة،
والهاربين الذين لجاوا الى ملك بابل وسواهم من
السكان.
12- ولكنه ترك فيها فقراء الارض المساكين ليزرعوها
ويفلحوها.
13- وحطم الكلدانيون اعمدة النحاس وبركة النحاس التي
في بيت الرب، ونقلوا نحاسها الى بابل.
14- واستولوا ايضا على القدور والرفوش والمقاص
والصحون وجميع آنية النحاس التي كانت تستخدم في
الهيكل.
15- وكذلك المجامر والمناضح. كل ما كان مصنوعا من
ذهب اخذه قائد الحرس الملكي كذهب، وما كان مصنوعا من
فضة كفضة.
16- وكان من العسير وزن النحاس الذي صنع منه سليمان
العمودين والبركة الواحدة، والقواعد لهيكل الرب
17- اذ كان ارتفاع العمود يزيد على ثماني عشرة ذراعا
(نحو تسعة امتار)، وقد وضع عليه تاج ارتفاعه ثلاث
اذرع (نحو متر ونصف المتر)، تحيط به الشبكة
والرمانات النحاسية. وكان العمود الثاني مصنوعا على
غرار العمود الاول.
18- وسبى رئيس الحرس الملكي سرايا رئيس الكهنة،
وصفنيا مساعده، وحراس الباب الثلاثة.
19- وقبض على خصي واحد من اهل المدينة، كان قائدا
للجيش، وعلى خمسة رجال من ندماء الملك الذين تم
العثور عليهم في المدينة، وكاتب قائد الجيش المسئول
عن التجنيد، وستين رجلا من الفلاحين اهل المدينة.
20- واقتادهم نبوزرادان رئيس الحرس الى ملك بابل
المعسكر في ربلة،
21- فقتلهم ملك بابل في ربلة في ارض حماة. وهكذا سبي
شعب يهوذا من ارضه.
22- اما بقية الشعب الذين تركهم نبوخذناصر ملك بابل
في ارض يهوذا، فقد وكل عليهم جدليا بن اخيقام بن
شافان.
23- ولما علم رؤساء الجيوش ورجالهم ان ملك بابل قد
وكل جدليا على الارض قدموا اليه في المصفاة وهم
اسمعيل بن نثنيا، ويوحنان بن قاريح، وسرايا بن
تنحومث النطوفاتي، ويازنيا بن المعكي، يرافقهم
رجالهم.
24- فحلف جدليا لهم ولرجالهم قائلا: «لا تخافوا من
موظفي الكلدانيين. اقيموا في الارض واخدموا ملك بابل
فتنالوا خيرا».
25- ولكن في الشهر السابع جاء اسمعيل بن نثنيا بن
اليشمع من النسل الملكي، وعشرة رجال معه واغتالوا
جدليا، وقتلوا ايضا اليهود والكلدانيين المقيمين معه
في المصفاة.
26- فهب جميع الشعب، صغيرهم وكبيرهم، ورؤساء الجيوش،
وهربوا الى مصر خوفا من انتقام الكلدانيين.
27- وفي السنة السابعة والثلاثين لسبي يهوياكين ملك
يهوذا، في اليوم السابع والعشرين من الشهر الثاني
عشر، اطلق اويل مرودخ ملك بابل، بمناسبة توليه
العرش، يهوياكين ملك يهوذا من السجن.
28- وتلطف به واكرمه اكراما فوق اكرامه لسائر الملوك
الذين معه في بابل،
29- وابدل ثياب سجنه، فصار ينادم الملك على مائدته
بصورة دائمة.
30- وصرف له ملك بابل راتبا يوميا كل ايام حياته
|