| |||||||||
|
|||||||||
|
الكتاب | اسم الكتاب | الفصل | مضمون الفقرة محرك | مضمون الفقرة غير محرك | |
---|---|---|---|---|---|
1 | 40 | انجيل متى | 017 |
ابني الحبـيب 1- وبَعدَ سِتَّةِ أيّامِ أخَذَ يَسوعُ بُطرُسَ ويَعقوبَ وأخاهُ يوحنّا، واَنفَرَدَ بِهِم على جبَلٍ مُرتَفِـعِ، 2- وتَجلَّ? بمَشهَدٍ مِنهُم، فأشرقَ وجْهُهُ كالشَّمسِ وصارَتْ ثيابُهُ بَيضاءَ كالنٌّورِ. 3- وظهَرَ لهُم موسى وإيليّا يُكلَّمانِ يَسوعَ. 4- فقالَ بُطرُسُ ليَسوعَ: "يا سيَّدُ، ما أجمَلَ أن نكونَ هُنا: فإن شِئتَ، نَصَبتُ هُنا ثلاثَ مظالَ: واحِدةً لكَ وواحِدةً لموسى وواحِدةً لإيليّا". 5- وبَينَما هوَ يتكلَّمُ، ظلَّلتْهُم سَحابَةٌ مُضيئَةٌ، وقالَ صوتٌ مِنَ السَّحابةِ: "هذا هوَ اَبني الحبـيبُ الذي بِه رَضِيتُ، فلَهُ اَسمَعوا!" 6- فلمّا سَمِعَ التّلاميذُ هذا الصوتَ وقَعوا على وجوهِهِم وهُمْ في خوفٍ شديدٍ. 7- فدَنا يَسوعُ ولَمَسَهُم وقالَ لهُم: "قوموا، لا تخافوا". 8- فرَفَعوا عُيونَهُم، فما رأوا إلاّ يَسوعَ وحدَهُ. 9- وبَينَما هُمْ نازلونَ مِنَ الجبَلِ، أوصاهُم يَسوعُ قالَ: "لا تُخبِروا أحدًا بِما رأيتُم إلى أنْ يقومَ اَبنُ الإنسانِ مِنْ بَينِ الأمواتِ". 10- فسألَهُ التَّلاميذُ: "لِماذا يقولُ مُعَلَّمو الشَّريعَةِ: يجبُ أنْ يَجيءَ إيليّا أوَّلاً؟" 11- فأجابَهُم: "نَعم، يَجيءُ إيليّا ويُصلِحُ كُلَ شَيءٍ. 12- ولكنَّي أقولُ لكُم: جاءَ إيليّا فما عَرَفوهُ، بَلْ فَعلوا بِه على هَواهُم. وكذلِكَ اَبنُ الإنسانِ سيتألَّمُ على أيديهِم". 13- ففَهِمَ التَّلاميذُ أنَّهُ كانَ يُكلَّمُهُم عَنْ يوحنّا المَعمدانِ. 14- ولمّا رَجَعُوا إلى الجُموعِ، أقبلَ إلَيهِ رَجُلٌ وسَجَدَ 15- وقالَ لَه: "إرحمِ اَبني يا سيَّدي، لأنَّهُ يُصابُ بالصَّرَعِ ويتَألَّمُ ألمًا شديدًا. وكثيرًا ما يَقَعُ في النَّارِ وفي الماءِ. 16- وجِئْتُ بِه إلى تلاميذِكَ، فما قَدِروا أنْ يَشفُوهُ". 17- فأجابَ يَسوعُ: "أيٌّها الجِيلُ غَيرُ المُؤمِنِ الفاسِدُ! إلى متى أبْقى معكُم؟ وإلى متى أحتَمِلُكُم؟ قَدَّموا الصَّبـيَّ إليَّ هُنا!" 18- واَنتهَرَهُ يَسوعُ، فَخرَجَ الشَّيطانُ مِنَ الصَّبـيَّ، فشُفِـيَ في الحالِ. 19- فاَنفَرَدَ التَّلاميذُ بـيَسوعَ وسألُوهُ: "لِماذا عَجِزْنا نَحنُ عَنْ أنْ نَطرُدَهُ؟" 20- فأجابَهُم: "لِقِلَّةِ إيمانِكُم! الحقَّ أقولُ لكُم: لو كانَ لكُم إيمانٌ بِمقدارِ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ، لَقُلتُم لِهذا الجبَلِ: اَنتَقِلْ مِنْ هُنا إلى هُناكَ فَينتَقِلُ، ولَمَا عَجِزتُم عَنْ شَيءٍ. 21- [وهذا الجِنْسُ مِنَ الشَّياطينِ لا يُطرَدُ إلاَّ بالصَّلاةِ والصَّومِ]". 22- وكانَ التَّلاميذُ مُجتَمِعينَ في الجليلِ، فقالَ لهُم يَسوعُ: "سيُسلَّمُ اَبنُ الإنسانِ إلى أيدي النّاسِ، 23- فيَقتُلونَهُ، وفي اليومِ الثّالِثِ يَقومُ مِنْ بَينِ الأمواتِ". فحَزِنَ التَّلاميذُ كثيرًا. 24- وعِندَما رجَعَ يَسوعُ وتلاميذُهُ إلى كَفْرَناحومَ، جاءَ جُباةُ ضَريبةِ الهَيكَلِ إلى بُطرُسَ وسألوهُ: "أما يُوفي مُعَلَّمُكُم ضَريبةَ الهَيكَلِ؟" 25- فأجابَ: "نعم". فلمّا دخَلَ بُطرُسُ إلى البَيتِ، عاجَلَهُ يَسوعُ بِقولِهِ: "ما رأيُكَ، يا سِمْعانُ؟ مِمَّنْ يأخُذُ مُلوكُ الأرضِ الجِبايَةَ أو الجِزيَةَ؟ أمِنْ أَبناءِ البِلادِ أم مِنَ الغُرَباءِ؟" 26- فأجابَ بُطرُسُ: "مِنَ الغُرَباءِ". فقالَ لَه يَسوعُ: "إذًا، فالأبناءُ أحرارٌ في أمرِ إيفائِها. 27- لكنَّنا لا نُريدُ أنْ نُحرِجَ أحدًا، فاَذهبْ إلى البحرِ وألقِ الصِنّارَةَ، وأَمسِكْ أوَّلَ سَمكَةٍ تَخرُجُ واَفتَحْ فمَها تَجِدْ فيهِ قِطعةً بأربعةِ دَراهمَ، فخُذْها واَدفَعْها إلَيهِم عنّي وعَنْكَ". |
ابني الحبـيب 1- وبعد ستة ايام اخذ يسوع بطرس ويعقوب واخاه يوحنا، وانفرد بهم على جبل مرتفـع، 2- وتجل? بمشهد منهم، فاشرق وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور. 3- وظهر لهم موسى وايليا يكلمان يسوع. 4- فقال بطرس ليسوع: "يا سيد، ما اجمل ان نكون هنا: فان شئت، نصبت هنا ثلاث مظال: واحدة لك وواحدة لموسى وواحدة لايليا". 5- وبينما هو يتكلم، ظللتهم سحابة مضيئة، وقال صوت من السحابة: "هذا هو ابني الحبـيب الذي به رضيت، فله اسمعوا!" 6- فلما سمع التلاميذ هذا الصوت وقعوا على وجوههم وهم في خوف شديد. 7- فدنا يسوع ولمسهم وقال لهم: "قوموا، لا تخافوا". 8- فرفعوا عيونهم، فما راوا الا يسوع وحده. 9- وبينما هم نازلون من الجبل، اوصاهم يسوع قال: "لا تخبروا احدا بما رايتم الى ان يقوم ابن الانسان من بين الاموات". 10- فساله التلاميذ: "لماذا يقول معلمو الشريعة: يجب ان يجيء ايليا اولا؟" 11- فاجابهم: "نعم، يجيء ايليا ويصلح كل شيء. 12- ولكني اقول لكم: جاء ايليا فما عرفوه، بل فعلوا به على هواهم. وكذلك ابن الانسان سيتالم على ايديهم". 13- ففهم التلاميذ انه كان يكلمهم عن يوحنا المعمدان. 14- ولما رجعوا الى الجموع، اقبل اليه رجل وسجد 15- وقال له: "ارحم ابني يا سيدي، لانه يصاب بالصرع ويتالم الما شديدا. وكثيرا ما يقع في النار وفي الماء. 16- وجئت به الى تلاميذك، فما قدروا ان يشفوه". 17- فاجاب يسوع: "ايها الجيل غير المؤمن الفاسد! الى متى ابقى معكم؟ والى متى احتملكم؟ قدموا الصبـي الي هنا!" 18- وانتهره يسوع، فخرج الشيطان من الصبـي، فشفـي في الحال. 19- فانفرد التلاميذ بـيسوع وسالوه: "لماذا عجزنا نحن عن ان نطرده؟" 20- فاجابهم: "لقلة ايمانكم! الحق اقول لكم: لو كان لكم ايمان بمقدار حبة من خردل، لقلتم لهذا الجبل: انتقل من هنا الى هناك فينتقل، ولما عجزتم عن شيء. 21- [وهذا الجنس من الشياطين لا يطرد الا بالصلاة والصوم]". 22- وكان التلاميذ مجتمعين في الجليل، فقال لهم يسوع: "سيسلم ابن الانسان الى ايدي الناس، 23- فيقتلونه، وفي اليوم الثالث يقوم من بين الاموات". فحزن التلاميذ كثيرا. 24- وعندما رجع يسوع وتلاميذه الى كفرناحوم، جاء جباة ضريبة الهيكل الى بطرس وسالوه: "اما يوفي معلمكم ضريبة الهيكل؟" 25- فاجاب: "نعم". فلما دخل بطرس الى البيت، عاجله يسوع بقوله: "ما رايك، يا سمعان؟ ممن ياخذ ملوك الارض الجباية او الجزية؟ امن ابناء البلاد ام من الغرباء؟" 26- فاجاب بطرس: "من الغرباء". فقال له يسوع: "اذا، فالابناء احرار في امر ايفائها. 27- لكننا لا نريد ان نحرج احدا، فاذهب الى البحر والق الصنارة، وامسك اول سمكة تخرج وافتح فمها تجد فيه قطعة باربعة دراهم، فخذها وادفعها اليهم عني وعنك". |
2 | --- | --- | --- | --- | --- |
3 | 41 | انجيل مرقس | 001 |
ابني الحبـيب 1- بِشارةُ يَسوعَ المَسيحِ اَبنِ الله، 2- بَدأتْ كما كَتبَ النَّبـيُّ إشَعْيا: »ها أنا أُرسِلُ رَسولي قُدَّامَكَ ليُهيِّـئٌ طَريقَكَ 3- صوتُ صارِخِ في البرِّيَّةِ: هَيِّئوا طَريقَ الرَّبِّ، واَجعَلو سُبُلَهُ مُستقيمَةً«. 4- فظَهرَ يوحنَّا المَعمدانُ في البرِّيَّةِ يَدعو النّاسَ إلى مَعموديَّةِ التَّوبةِ لتُغفَرَ خَطاياهُم. 5- وكانوا يَخرُجونَ إلَيهِ مِنْ جميعِ بِلادِ اليَهوديَّةِ وأُورُشليمَ فيُعَمِّدهُم في نهرِ الأُردُنِ، مُعتَرِفينَ بِخطاياهُم. 6- وكانَ يوحنَّا يَلبَسُ ثَوبًا مِنْ وبَرِ الجِمالِ، وعلى وَسْطِهِ حِزامٌ مِنْ جِلدٍ، ويَقتاتُ مِنَ الجَرادِ والعسَلِ البرِّيِّ. 7- وكانَ يُبشِّرُ فيقولُ: «يَجيءُ بَعدي مَنْ هوَ أقوى منِّي. مَنْ لا أحسبُ نفْسي أهلاً لأنْ أنحَنيَ وأحُلَ رِباطَ حِذائِهِ. 8- أنا عَمَّدتكُم بالماءِ، وأمَّا هوَ فيُعمِّدُكُم بالرّوحِ القُدُسِ«. 9- وفي تِلكَ الأيّامِ جاءَ يَسوعُ مِنَ النـاصِرَةِ التي في الجَليلِ، وتَعمَّدَ على يَدِ يوحنَّا في نَهرِ الأُردُنِ. 10- ولمَّا صعدَ يَسوعُ مِنَ الماءِ رأى السَّماواتِ تنفَتِـحُ والرّوحَ القُدُسَ يَنزِلُ علَيهِ كأنَّهُ حَمامةِ. 11- وقالَ صوتٌ مِنَ السَّماءِ: «أنتَ اَبني الحبـيبُ، بِكَ رَضِيتُ«. 12- وأخرجَهُ الرُّوحُ القُدُسُ إلى البرِّيَّةِ، 13- فأقامَ فيها أربَعينَ يومًا يُجرِّبُهُ الشَيطانُ. وكانَ هُناكَ معَ الوُحوشِ. وكانَت تخدُمُهُ الملائِكةُ. 14- وبَعدَ اَعتِقالِ يوحنَّا، جاءَ يَسوعُ إلى الجليلِ يُعلِنُ بِشارةَ الله، 15- فيقولُ: «تَمَّ الزَّمانُ واَقترَبَ مَلكوتُ الله. فتُوبوا وآمنوا بالإنجيلِ«. 16- وبَينَما هوَ يَمشي على شاطئِ بحرِ الجَليلِ، رأى صيَّادَينِ هُما سِمْعانُ وأخوهُ أندَرَاوُسُ يُلقيانِ الشَّبكَةَ في البحرِ، 17- فقالَ لهُما يَسوعُ: «اَتبعاني أجعَلْكُما صيّادَي بَشَرٍ«. 18- فتَركا شِباكَهُما في الحالِ وتَبِعاهُ. 19- ومشَى قليلاً، فَرأى يَعقوبَ بنَ زَبدي وأخاهُ يوحنَّا، وهُما في القارِبِ يُصلِحانِ شِباكَهُما. 20- فما إنْ دَعاهُما، حتى تَركا أباهُما زَبدي في القارِبِ معَ مُعاوِنيهِ وتَبِعاهُ. 21- وجاؤوا إلى كَفرناحومَ، فدَخَلَ المَجمعَ في السَّبتِ وأخَذَ يُعلِّمُ. 22- فتَعَجَّبوا من تعليمِهِ، لأنَّهُ كانَ يُعلِّمُهُم مِثلَ مَنْ لَه سُلطانِ، لا مِثلَ مُعَلِّمي الشَّريعةِ. 23- وكانَ في المَجمعِ رجُلٌ فيهِ رُوحٌ نَجِسٌ، فأخذَ يَصيحُ: 24- »ما لنا ولكَ، يا يَسوعُ النـاصريُّ؟ أجِئتَ لِتُهلِكَنا؟ أنا أعرِفُ مَنْ أنتَ: أنتَ قُدّوسُ الله!« 25- فاَنتَهَرَهُ يَسوعُ، قالَ: «إخرَسْ واَخرُجْ مِنَ الرَّجُلِ!« 26- فصرَعَهُ الرّوحُ النَّجِسُ، وصرَخَ صَرخةً قويَّةً وخرَجَ مِنهُ. 27- فتَعجَّبَ النّاسُ كُلُّهم وتَساءَلوا: «ما هذا؟ أتَعليمٌ جديدٌ يُلقى بِسُلطانٍ؟ حتى الأرواحُ النَّجِسةُ يأمُرُها فتُطيعُهُ!« 28- وذاعَ صيتُ يَسوعَ في جميعِ أنحاءِ الجَليلِ. 29- ولمَّا خرَجَ مِنَ المَجمعِ، جاءَ معَ يَعقوبَ ويوحنَّا إلى بـيتِ سِمْعانَ وأندَراوسَ. 30- وكانَت حَماةُ سِمْعانَ طَريحةَ الفِراشِ بالحُمَّى، فأخبَروهُ عَنها. 31- فدَنا مِنها وأمسَكَ يَدَها وأنهَضَها. فتَركَتْها الحُمَّى وأخذَت تَخدُمُهُم. 32- وعِندَ المساءِ، بَعدَ غُروبِ الشَّمسِ، حمَلَ النّاسُ إلَيهِ جميعَ المرضى والذينَ فيهِم شياطينُ. 33- وتجمَّعَ أهلُ المدينةِ كُلُّهُم على البابِ، 34- فشَفى كثيرًا مِنَ المُصابـينَ بمُختَلفِ الأمراضِ، وطَردَ كثيرًا مِنَ الشَّياطينِ، ومنَعَ الشَّياطينَ أنْ تتكلَّمَ لأنَّها عَرَفتْهُ. 35- وقامَ قَبلَ طُلوعِ الفَجرِ، فخَرَجَ وذهَبَ إلى مكانٍ مُقفرٍ، وأخذَ يُصلّي هُناكَ. 36- فبَحثَ عَنهُ سِمْعانُ ورِفاقُهُ، 37- ولمَّا وجدوهُ قالوا لَه: «جميعُ النّاسِ يطْلُبونَكَ!« 38- فقالَ لهُم: «تعالَوا نَذهَبُ إلى القُرى المُجاوِرةِ لأبَشِّرَ فيها أيضًا، لأنِّي لِهذا خَرجتُ«. 39- وطافَ في أنحاءِ الجليلِ، يُبَشِّرُ في مجامِعِهِم ويَطرُدُ الشَّياطينَ. 40- وجاءَهُ أبرصُ يَتوسَّلُ إليهِ، فسَجَدَ وقالَ لَه: «إنْ أرَدتَ طَهَّرتَني«. 41- فأشفَقَ علَيهِ يَسوعُ ومدَّ يدَهُ ولَمَسهُ وقالَ لَه: «أريدُ، فاَطْهُرْ!« 42- فزالَ عَنهُ البرَصُ في الحالِ وطَهَرَ. 43- فاَنتَهَرَهُ يَسوعُ وصرَفَهُ، 44- بَعدَما قالَ لَه: «إيَّاكَ أن تُخبِرَ أحدًا بِشَيءٍ. ولكِنِ اَذهَبْ إلى الكاهنِ وأرِهِ نفسَكَ، ثُمَّ قَدِّمْ عَنْ شِفائِكَ ما أمَرَ بِه موسى، شَهادةً عِندَهُم«. 45- ولكِنَّ الرَّجُلَ اَنصَرَفَ وأخَذَ يُذيعُ الخبَرَ ويَنشُرُهُ في كُلِّ مكانٍ. حتى تعذَّرَ على يَسوعَ أنْ يدخُلَ علانيةً إلى أيَّةِ مدينةٍ. فأقامَ في أماكنَ مُقفِرَةٍ. وكانَ النـاسُ يَجيئونَ إلَيهِ مِنْ كُلِّ مكانٍ. |
ابني الحبـيب 1- بشارة يسوع المسيح ابن الله، 2- بدات كما كتب النبـي اشعيا: »ها انا ارسل رسولي قدامك ليهيـئ طريقك 3- صوت صارخ في البرية: هيئوا طريق الرب، واجعلو سبله مستقيمة«. 4- فظهر يوحنا المعمدان في البرية يدعو الناس الى معمودية التوبة لتغفر خطاياهم. 5- وكانوا يخرجون اليه من جميع بلاد اليهودية واورشليم فيعمدهم في نهر الاردن، معترفين بخطاياهم. 6- وكان يوحنا يلبس ثوبا من وبر الجمال، وعلى وسطه حزام من جلد، ويقتات من الجراد والعسل البري. 7- وكان يبشر فيقول: «يجيء بعدي من هو اقوى مني. من لا احسب نفسي اهلا لان انحني واحل رباط حذائه. 8- انا عمدتكم بالماء، واما هو فيعمدكم بالروح القدس«. 9- وفي تلك الايام جاء يسوع من النـاصرة التي في الجليل، وتعمد على يد يوحنا في نهر الاردن. 10- ولما صعد يسوع من الماء راى السماوات تنفتـح والروح القدس ينزل عليه كانه حمامة. 11- وقال صوت من السماء: «انت ابني الحبـيب، بك رضيت«. 12- واخرجه الروح القدس الى البرية، 13- فاقام فيها اربعين يوما يجربه الشيطان. وكان هناك مع الوحوش. وكانت تخدمه الملائكة. 14- وبعد اعتقال يوحنا، جاء يسوع الى الجليل يعلن بشارة الله، 15- فيقول: «تم الزمان واقترب ملكوت الله. فتوبوا وآمنوا بالانجيل«. 16- وبينما هو يمشي على شاطئ بحر الجليل، راى صيادين هما سمعان واخوه اندراوس يلقيان الشبكة في البحر، 17- فقال لهما يسوع: «اتبعاني اجعلكما صيادي بشر«. 18- فتركا شباكهما في الحال وتبعاه. 19- ومشى قليلا، فراى يعقوب بن زبدي واخاه يوحنا، وهما في القارب يصلحان شباكهما. 20- فما ان دعاهما، حتى تركا اباهما زبدي في القارب مع معاونيه وتبعاه. 21- وجاؤوا الى كفرناحوم، فدخل المجمع في السبت واخذ يعلم. 22- فتعجبوا من تعليمه، لانه كان يعلمهم مثل من له سلطان، لا مثل معلمي الشريعة. 23- وكان في المجمع رجل فيه روح نجس، فاخذ يصيح: 24- »ما لنا ولك، يا يسوع النـاصري؟ اجئت لتهلكنا؟ انا اعرف من انت: انت قدوس الله!« 25- فانتهره يسوع، قال: «اخرس واخرج من الرجل!« 26- فصرعه الروح النجس، وصرخ صرخة قوية وخرج منه. 27- فتعجب الناس كلهم وتساءلوا: «ما هذا؟ اتعليم جديد يلقى بسلطان؟ حتى الارواح النجسة يامرها فتطيعه!« 28- وذاع صيت يسوع في جميع انحاء الجليل. 29- ولما خرج من المجمع، جاء مع يعقوب ويوحنا الى بـيت سمعان واندراوس. 30- وكانت حماة سمعان طريحة الفراش بالحمى، فاخبروه عنها. 31- فدنا منها وامسك يدها وانهضها. فتركتها الحمى واخذت تخدمهم. 32- وعند المساء، بعد غروب الشمس، حمل الناس اليه جميع المرضى والذين فيهم شياطين. 33- وتجمع اهل المدينة كلهم على الباب، 34- فشفى كثيرا من المصابـين بمختلف الامراض، وطرد كثيرا من الشياطين، ومنع الشياطين ان تتكلم لانها عرفته. 35- وقام قبل طلوع الفجر، فخرج وذهب الى مكان مقفر، واخذ يصلي هناك. 36- فبحث عنه سمعان ورفاقه، 37- ولما وجدوه قالوا له: «جميع الناس يطلبونك!« 38- فقال لهم: «تعالوا نذهب الى القرى المجاورة لابشر فيها ايضا، لاني لهذا خرجت«. 39- وطاف في انحاء الجليل، يبشر في مجامعهم ويطرد الشياطين. 40- وجاءه ابرص يتوسل اليه، فسجد وقال له: «ان اردت طهرتني«. 41- فاشفق عليه يسوع ومد يده ولمسه وقال له: «اريد، فاطهر!« 42- فزال عنه البرص في الحال وطهر. 43- فانتهره يسوع وصرفه، 44- بعدما قال له: «اياك ان تخبر احدا بشيء. ولكن اذهب الى الكاهن واره نفسك، ثم قدم عن شفائك ما امر به موسى، شهادة عندهم«. 45- ولكن الرجل انصرف واخذ يذيع الخبر وينشره في كل مكان. حتى تعذر على يسوع ان يدخل علانية الى اية مدينة. فاقام في اماكن مقفرة. وكان النـاس يجيئون اليه من كل مكان. |
4 | 41 | انجيل مرقس | 009 |
ابني الحبـيب 1- وقالَ لهُم: «الحقَّ أقولُ لكُم: في الحاضِرينَ هُنا مَنْ لا يَذوقونَ الموتَ، حتى يُشاهِدوا مَجِـيءَ مَلكوتِ الله في مَجدٍ عَظيمِ«. 2- وبَعدَ سِتَّةِ أيّامِ أخذَ يَسوعُ بُطرُسَ ويَعقوبَ ويوحنَّا، واَنفَرَدَ بِهِم على جَبَلٍ مُرْتَفِـعِ، وتجلَّى بمشهَدٍ مِنهُم. 3- فَصارَتْ ثيابُهُ تلمَعُ بِبَياضٍ ناصِعِ لا يَقدِرُ على مثلِهِ أيُّ قَصّارٍ في الأرضِ. 4- وظهَرَ لهُم إيليَّا وموسى، وكانا يُكلِّمانِ يَسوعَ. 5- فقالَ بُطرُسُ ليَسوعَ: «يا مُعَلِّمُ، ما أجملَ أنْ نكونَ هُنا. فَلنَنصُبْ ثلاثَ مظالَ: واحدةً لكَ، وواحدةً لموسى، وواحدةً لإيليَّا«. 6- وكانَ لا يَعرفُ ما يقولُ مِنْ شِدّةِ الخَوفِ الذي اَستولى علَيهِ هوَ ورفاقه. 7- وجاءَت سَحابةِ ظَلَّلتْهُم، وقالَ صَوتٌ مِنَ السَّحابَةِ: «هذا هوَ اَبني الحبـيبُ فلَهُ اَسمَعوا!« 8- وتلَفَّتُوا فَجأةً حولَهُم، فما رأَوا مَعَهُم إلاّ يَسوعَ وحدَهُ. 9- وبَينَما هُمْ نازِلونَ مِنَ الجبَلِ، أوصاهُم يَسوعُ أنْ لا يُخبِروا أحدًا بِما رأَوا، إلاَّ متى قامَ اَبنُ الإنسانِ مِنْ بَينِ الأمواتِ. 10- فحَفِظوا وصيَّتهُ، ولكنَّهُم أخَذوا يتساءَلونَ: «ما مَعنى: قامَ مِنْ بَينِ الأمواتِ؟« 11- ثُمَّ سألوهُ: «لماذا يَقولُ مُعَلِّمو الشَّريعةِ: يَجبُ أنْ يَجيءَ إيليَّا أوَّلاً؟« 12- فأجابَهُم: «نَعَم، يَجيءُ إيليَّا أوَّلاً ويُصلِـحُ كُلَ شيءٍ. فكيفَ يَقولُ الكِتابُ إنَّ اَبنَ الإنسانِ سَيتألَّمُ كثيرًا ويَنبُذُهُ النـاسُ؟ 13- لكنِّي أقولُ لكُم: إيليَّا جاءَ، وفَعَلوا بِه على هَواهُم، كما جاءَ عَنهُ في الكُتبِ«. 14- ولمَّا رَجَعوا إلى التلاميذِ، رأَوا جَمْعًا كبـيرًا حولَهُم وبَعضَ مُعَلِّمي الشَّريعةِ يُجادِلونَهُم. 15- فلمَّا شاهَدَهُ الجَمعُ تَحَيَّروا كُلُّهُم وأسرَعوا إليهِ يُحَيُّونَهُ. 16- فسألَهُم: «في أيِّ شيءٍ تُجادِلونَهُم؟« 17- فأجابَهُ رَجُلٌ مِنَ الجَمعِ: «يا مُعَلِّمُ، جِئْتُ إلَيكَ باَبْني، لأنَّ فيهِ رُوحًا نَجِسًا يَجعَلُهُ أبكَمَ، 18- وأينما أمسَكَ بِه يَصرَعُهُ، فيُـزبِدُ الصَّبـيُّ ويَصرِفُ بأَسنانِهِ ويَتَشَنَّجُ. وطَلبتُ مِنْ تلاميذِكَ أنْ يَطرُدوهُ، فما قَدِروا«. 19- فأجابَهُم: «أيُّها الجيلُ غَيرُ المُؤمِن، إلى متى أبقَى مَعكُم، وإلى متى أحتَمِلُكُم؟ قَدِّموا الصَّبـيَّ إليَّ!« 20- فقدَّموهُ إلَيهِ. فلمَّا رآهُ الرُّوحُ النَّجِسُ، صرَعَ الصَّبـيَّ فوقَعَ على الأرضِ يَتلَوّى ويُزبِدُ. 21- فسألَ يَسوعُ والدَ الصَّبـيِّ: «متى بدأَ يُصيبُهُ هذا؟« قالَ: «مِنْ أيّامِ طُفولَتِهِ. 22- وكثيرًا ما رماهُ الرُّوحُ النَّجسُ في النـارِ أو في الماءِ ليَقْتُلَهُ. فإذا كُنتَ قادِرًا على شيءٍ فأشفِقْ علَينا وساعِدْنا«. 23- فقالَ لَه يَسوعُ: «إذا كُنتَ قادرًا أنْ تُؤمِنَ، فكُلُّ شيءٍ مُمكِنِ لِلمُؤمِنِ«. 24- فصاحَ الوالِدُ في الحالِ: «عِندي إيمانِ! ساعِدْني حتى يَزيدَ«. 25- ورأى يَسوعُ أنَّ النـاسَ يتَجَمَّعونَ، فاَنتَهرَ الرُّوحَ النَّجِسَ وقالَ لَه: «أيُّها الرُّوحُ الأصَمُّ الأخرَسُ! أنا آمُرُكَ، أُخرُجْ مِنَ الصَّبـيِّ ولا ترجِـعْ إلَيهِ!« 26- فصَرَخَ وصرَعَهُ صَرعةً قَوِيَّةً وخرَجَ مِنهُ. فصارَ الصَّبـيُّ كالمَيتِ، حتى قالَ كثيرٌ مِنَ النـاسِ إنَّهُ ماتَ. 27- فأخَذَهُ يَسوعُ بِـيدِهِ وأنهضَهُ فقامَ. 28- ولمَّا دخَلَ البَيتَ، سألَهُ تلاميذُهُ على اَنفرادٍ: «لماذا عَجِزْنا نَحنُ أنْ نَطرُدَ الرُّوحَ النَّجِسَ؟« 29- فأجابَهُم: «هذا الجِنسُ لا يُطرَدُ إلاَّ بالصَلاةِ«. 30- وخَرجوا مِنْ هُناكَ ومَرّوا بالجَليلِ. وكانَ يَسوعُ لا يُريدُ أنْ يَعلَمَ بِه أحَدٌ، 31- لأنَّهُ كانَ يُعَلِّمُ تلاميذَهُ، فيقولُ لهُم: «سيُسَلَّمُ اَبنُ الإنسانِ إلى أيدي النـاسِ، فيَقتُلونَهُ وبَعدَ قَتْلِهِ بثلاثةِ أيّامِ يَقومُ«. 32- فما فَهِموا هذا الكلامَ، وتَهيَّبُوا أنْ يَسألوهُ عَنهُ. 33- ثُمَّ وصَلوا إلى كفرَناحومَ. فلمَّا دَخَلوا البَيتَ سألَهُم: «في أيِّ شيءٍ كُنتُم تَتَجادَلونَ في الطَّريقِ؟« 34- فَسَكَتوا، لأنَّهُم كانوا في الطَّريقِ يَتجادَلونَ في مَنْ هوَ الأعظَمُ بَينَهُم. 35- فجلَسَ ودَعا التلاميذَ الاثنَي عشَرَ وقالَ لهُم: «مَنْ أرادَ أنْ يكونَ أوَّلَ النـاسِ، فليَكُن آخِرَهُم جميعًا وخادِمًا لَهُم«. 36- وأخَذَ طِفلاً، فأقامَهُ وسْطَهُم وضَمَّهُ إلى صَدرِهِ وقالَ لَهُم: 37- »مَنْ قَبِلَ واحدًا مِنْ هؤُلاءِ الأطفالِ باَسمي يكونُ قَبِلَني، ومَنْ قَبِلَني لا يكونُ قَبِلَني أنا، بَلِ الذي أرسَلَني«. 38- فقالَ لَه يوحنَّا: «يا مُعَلِّمُ، رأينا رَجُلاً يَطرُدُ الشَّياطينَ باَسمِكَ فَمنَعناهُ، لأنَّهُ لا يَنتمي إلينا«. 39- فقالَ يَسوعُ: «لا تَمنعوهُ! فما مِنْ أحدٍ يَصنَعُ مُعجزَةً باَسمي يتكَلَّمُ عليَّ بَعدَها بِالسُّوءِ. 40- مَنْ لا يكونُ علَينا فهوَ معنا. 41- ومَنْ سقاكُم كأسَ ماءٍ باَسمي لأنَّكُم للمَسيحِ، فأجرُهُ، الحقَّ أقولُ لكُم، لن يَضيعَ«. 42- وقالَ يَسوعُ: «مَنْ أوقَعَ أحدَ هَؤُلاء الصِّغارِ المُؤمِنينَ بـي في الخَطيئَةِ، فخَيرٌ لَه أنْ يُعلَّقَ في عُنُقِهِ حجَرُ طَحْنٍ كبـير ويُرمى في البحرِ. 43- فإذا أوقَعَتكَ يَدُكَ في الخَطيئَة فاَقْطَعْها، لأنَّهُ خَيرٌ لكَ أنْ تدخُلَ الحياةَ ولكَ يدٌ واحدَةِ مِنْ أنْ تكونَ لكَ يَدانِ وتَذهَبَ إلى جَهَنَّمَ، إلى نارٍ لا تَنْطَفِـئْ_ 44- [حَيثُ الدّودُ لا يموتُ والنـارُ لا تَنْطَفِـئْ]. 45- وإذا أوقَعَتكَ رِجْلُكَ في الخَطيئةِ فاَقطَعْها، لأنَّهُ خَيرٌ لكَ أنْ تَدخُلَ الحياةَ ولكَ رِجْلٌ واحدةِ مِنْ أنْ تكونَ لكَ رِجلانِ وتُرمى في جَهَنَّمَ، 46- [حيثُ الدّودُ لا يَموتُ والنـارُ لا تَنطفِـئْ]. 47- وإذا أوقَعَتكَ عَينُكَ في الخَطيئَةِ فاَقلَعْها، لأنَّهُ خيرٌ لكَ أنْ تدخُلَ مَلكوتَ الله ولكَ عَينِ واحِدةِ مِنْ أنْ تكونَ لكَ عَينانِ وتُرمى في جَهَنَّمَ. 48- حَيثُ الدّودُ لا يَموتُ والنـارُ لا تَنطفِـئْ. 49- فكُلُّ واحدٍ يُملَّحُ بِنارٍ. 50- المِلحُ صالِـحٌ ولكِن إذا فَقدَ مُلوحَتَهُ، فبِماذا تُملِّحونَهُ؟ فليكُنْ فيكُم مِلحٌ. وسالِموا بَعضكُم بَعضًا«. |
ابني الحبـيب 1- وقال لهم: «الحق اقول لكم: في الحاضرين هنا من لا يذوقون الموت، حتى يشاهدوا مجـيء ملكوت الله في مجد عظيم«. 2- وبعد ستة ايام اخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا، وانفرد بهم على جبل مرتفـع، وتجلى بمشهد منهم. 3- فصارت ثيابه تلمع ببياض ناصع لا يقدر على مثله اي قصار في الارض. 4- وظهر لهم ايليا وموسى، وكانا يكلمان يسوع. 5- فقال بطرس ليسوع: «يا معلم، ما اجمل ان نكون هنا. فلننصب ثلاث مظال: واحدة لك، وواحدة لموسى، وواحدة لايليا«. 6- وكان لا يعرف ما يقول من شدة الخوف الذي استولى عليه هو ورفاقه. 7- وجاءت سحابة ظللتهم، وقال صوت من السحابة: «هذا هو ابني الحبـيب فله اسمعوا!« 8- وتلفتوا فجاة حولهم، فما راوا معهم الا يسوع وحده. 9- وبينما هم نازلون من الجبل، اوصاهم يسوع ان لا يخبروا احدا بما راوا، الا متى قام ابن الانسان من بين الاموات. 10- فحفظوا وصيته، ولكنهم اخذوا يتساءلون: «ما معنى: قام من بين الاموات؟« 11- ثم سالوه: «لماذا يقول معلمو الشريعة: يجب ان يجيء ايليا اولا؟« 12- فاجابهم: «نعم، يجيء ايليا اولا ويصلـح كل شيء. فكيف يقول الكتاب ان ابن الانسان سيتالم كثيرا وينبذه النـاس؟ 13- لكني اقول لكم: ايليا جاء، وفعلوا به على هواهم، كما جاء عنه في الكتب«. 14- ولما رجعوا الى التلاميذ، راوا جمعا كبـيرا حولهم وبعض معلمي الشريعة يجادلونهم. 15- فلما شاهده الجمع تحيروا كلهم واسرعوا اليه يحيونه. 16- فسالهم: «في اي شيء تجادلونهم؟« 17- فاجابه رجل من الجمع: «يا معلم، جئت اليك بابني، لان فيه روحا نجسا يجعله ابكم، 18- واينما امسك به يصرعه، فيـزبد الصبـي ويصرف باسنانه ويتشنج. وطلبت من تلاميذك ان يطردوه، فما قدروا«. 19- فاجابهم: «ايها الجيل غير المؤمن، الى متى ابقى معكم، والى متى احتملكم؟ قدموا الصبـي الي!« 20- فقدموه اليه. فلما رآه الروح النجس، صرع الصبـي فوقع على الارض يتلوى ويزبد. 21- فسال يسوع والد الصبـي: «متى بدا يصيبه هذا؟« قال: «من ايام طفولته. 22- وكثيرا ما رماه الروح النجس في النـار او في الماء ليقتله. فاذا كنت قادرا على شيء فاشفق علينا وساعدنا«. 23- فقال له يسوع: «اذا كنت قادرا ان تؤمن، فكل شيء ممكن للمؤمن«. 24- فصاح الوالد في الحال: «عندي ايمان! ساعدني حتى يزيد«. 25- وراى يسوع ان النـاس يتجمعون، فانتهر الروح النجس وقال له: «ايها الروح الاصم الاخرس! انا آمرك، اخرج من الصبـي ولا ترجـع اليه!« 26- فصرخ وصرعه صرعة قوية وخرج منه. فصار الصبـي كالميت، حتى قال كثير من النـاس انه مات. 27- فاخذه يسوع بـيده وانهضه فقام. 28- ولما دخل البيت، ساله تلاميذه على انفراد: «لماذا عجزنا نحن ان نطرد الروح النجس؟« 29- فاجابهم: «هذا الجنس لا يطرد الا بالصلاة«. 30- وخرجوا من هناك ومروا بالجليل. وكان يسوع لا يريد ان يعلم به احد، 31- لانه كان يعلم تلاميذه، فيقول لهم: «سيسلم ابن الانسان الى ايدي النـاس، فيقتلونه وبعد قتله بثلاثة ايام يقوم«. 32- فما فهموا هذا الكلام، وتهيبوا ان يسالوه عنه. 33- ثم وصلوا الى كفرناحوم. فلما دخلوا البيت سالهم: «في اي شيء كنتم تتجادلون في الطريق؟« 34- فسكتوا، لانهم كانوا في الطريق يتجادلون في من هو الاعظم بينهم. 35- فجلس ودعا التلاميذ الاثني عشر وقال لهم: «من اراد ان يكون اول النـاس، فليكن آخرهم جميعا وخادما لهم«. 36- واخذ طفلا، فاقامه وسطهم وضمه الى صدره وقال لهم: 37- »من قبل واحدا من هؤلاء الاطفال باسمي يكون قبلني، ومن قبلني لا يكون قبلني انا، بل الذي ارسلني«. 38- فقال له يوحنا: «يا معلم، راينا رجلا يطرد الشياطين باسمك فمنعناه، لانه لا ينتمي الينا«. 39- فقال يسوع: «لا تمنعوه! فما من احد يصنع معجزة باسمي يتكلم علي بعدها بالسوء. 40- من لا يكون علينا فهو معنا. 41- ومن سقاكم كاس ماء باسمي لانكم للمسيح، فاجره، الحق اقول لكم، لن يضيع«. 42- وقال يسوع: «من اوقع احد هؤلاء الصغار المؤمنين بـي في الخطيئة، فخير له ان يعلق في عنقه حجر طحن كبـير ويرمى في البحر. 43- فاذا اوقعتك يدك في الخطيئة فاقطعها، لانه خير لك ان تدخل الحياة ولك يد واحدة من ان تكون لك يدان وتذهب الى جهنم، الى نار لا تنطفـئ_ 44- [حيث الدود لا يموت والنـار لا تنطفـئ]. 45- واذا اوقعتك رجلك في الخطيئة فاقطعها، لانه خير لك ان تدخل الحياة ولك رجل واحدة من ان تكون لك رجلان وترمى في جهنم، 46- [حيث الدود لا يموت والنـار لا تنطفـئ]. 47- واذا اوقعتك عينك في الخطيئة فاقلعها، لانه خير لك ان تدخل ملكوت الله ولك عين واحدة من ان تكون لك عينان وترمى في جهنم. 48- حيث الدود لا يموت والنـار لا تنطفـئ. 49- فكل واحد يملح بنار. 50- الملح صالـح ولكن اذا فقد ملوحته، فبماذا تملحونه؟ فليكن فيكم ملح. وسالموا بعضكم بعضا«. |
5 | --- | --- | --- | --- | --- |
6 | 42 | انجيل لوقا | 003 |
ابني الحبـيب 1- وفي السَّنةِ الخامِسَةَ عَشْرَةَ مِنْ حُكْمِ القَيصَرِ طيباريوسَ، حينَ كانَ بـيلاطُسُ البُنطِـيُّ حاكِمًا في اليهوديَّةِ، وهيرودُسُ واليًا على الجَليلِ، وأخوهُ فيلِبُّسُ واليًا على إيطوريَةَ وتَراخونيتُسَ، وليسانيوسُ واليًا على إبـيلينَةَ، 2- وحنّانُ وقيافا رئيسَينِ لِلكَهنَةِ، كانَت كَلِمَةُ الله إلى يوحنَّا بنِ زكَرِيَّا في البرِّيَّةِ، 3- فجاءَ إلى جميعِ نواحي الأُردُنِ، يَدعو النـاسَ إلى مَعموديَّةِ التَّوبَةِ لتُغفَرَ لهُم خطاياهُم، 4- كما كَتبَ النَّبـيُّ إشَعيا: »صوتُ صارِخِ في البرِّيَّةِ: هَيِّئوا طَريقَ الرَّبِّ، واَجعَلوا سُبُلَهُ مُستَقيمَةً. 5- كُلُّ وادٍ يَمتلِـئْ وكُلُّ جبَلٍ وتَلٍّ يَنخفِضُ والطُّرُقُ المتعَرِّجَةُ تَستَقيمُ والوَعْرَةُ تَصيرُ سَهلاً 6- فيرى كُلُّ بشَرٍ خلاصَ الله!« 7- وكانَ يوحنَّا يَقولُ لِلجُموعِ الذينَ جاؤُوا ليَتَعَمَّدوا على يَدِهِ: «يا أولادَ الأفاعي، من عَلَّمَكُم أنْ تَهرُبوا مِنَ الغضَبِ الآتي؟ 8- أثمِروا ثَمَرًا يُبَرهِنُ على تَوبَتِكُم، ولا تقولوا لأنْفُسِكُم: إنَّ أبانا هوَ إبراهيمُ! أقولُ لكُم: إنَّ الله قادِرٌ أنْ يَجعَلَ مِنْ هذِهِ الحِجارَةِ أبناءً لإبراهيمَ! 9- ها هيَ الفَأْسُ على أُصولِ الشَّجَرِ، فكُلُّ شَجرَةٍ لا تُعطي ثمَرًا جيِّدًا تُقطَعُ وتُرمى في النَّارِ«. 10- وسألَهُ الجُموعُ: «ماذا نَعمَلُ؟« 11- أجابَهُم: «مَنْ كانَ لَهُ ثَوبانِ، فلْيُعطِ مَنْ لا ثوبَ لَه. ومَنْ عِندَهُ طعامٌ، فلْيُشارِكْ فيهِ الآخرينَ«. 12- وجاءَ بَعضُ جُباةِ الضَّرائبِ ليتَعَمَّدوا، فقالوا لَهُ: «يا مُعَلِّمُ، ماذا نَعمَلُ؟« 13- فقالَ لهُم: «لا تَجْمَعوا مِنَ الضَّرائبِ أكثَرَ ممّا فُرِضَ لكُم«. 14- وسألَهُ بَعضُ الجُنودِ: «ونَحنُ، ماذا نَعمَلُ؟« فقالَ لهُم: «لا تَظلِموا أحدًا، ولا تَشُوا بأحدٍ، واَقنَعوا بأُجورِكُم«. 15- وكانَ النـاسُ ينتَظِرونَ المَسيحَ، وهُم يَسألونَ أنفسَهُم عَنْ يوحنَّا: «هل هوَ المَسيحُ؟« 16- فقالَ لهُم يوحنَّا: «أنا أُعمِّدُكُم َ بالماءِ، ويَجيءُ الآنَ مَنْ هوأقوى مِنِّي، وما أنا أهلٌ لأنْ أحُلَ رِباطَ حِذائِهِ، فيُعَمِّدُكُم بالرُّوحِ القُدُسِ والنارِ، 17- ويأخُذُ مِذراتَهُ بيدِهِ، ويُنَقِّي بَيدَرَهُ، فيجمعُ القَمحَ في مَخزَنِهِ، ويحرُقُ التِّبنَ بِنارٍ لا تَنْطَفئْ«. 18- وكانَ يوحنَّا يَعِظُ الناسَ ويُبَشِّرُهم بِأشياءَ أُخرى كثيرةٍ. 19- ولكنَّهُ وبَّخَ الحاكِمَ هيرودُسَ لأنَّهُ تزوَّجَ هيرُودِيّا اَمرأَةَ أخيهِ وعَمِلَ كثيرًا مِنَ السَّيئاتِ، 20- فأضافَ هيرودُسُ إلى سَيِّئاتِهِ كُلِّها أنَّهُ حَبَسَ يوحنَّا في السِّجنِ. 21- ولمَّا تَعمَّدَ الشَّعبُ كُلُّهُ، تَعمَّدَ يَسوعُ أيضًا. وبَينَما هوَ يُصَلِّي اَنفَتَحَتِ السَّماءُ، 22- وحلَ الرُّوحُ القُدُسُ علَيهِ في صُورَةِ جِسمِ كأنَّهُ حَمامَةِ، وجاءَ صوتٌ مِنَ السَّماءِ يَقولُ: «أنتَ اَبني الحبـيبُ بِكَ رَضِيتُ«. 23- وكانَ يَسوعُ في نحوِ الثلاثينَ مِنَ العُمرِ عِندَما بدَأَ رِسالتَهُ. وكانَ النـاسُ يَحسِبونَهُ اَبنَ يوسُفَ، بنِ عالي، 24- بنِ مَتْثاثَ، بنِ لاوِي، بنِ مَلْكي، بنِ يَنَّا، بنِ يوسُفَ، 25- بنِ متَّاثِـيا، بنِ عاموصَ، بنِ ناحومَ، بنِ حَسْلي، بنِ نَجّايِ، 26- بنِ مآتَ، بنِ متَّاثيا، بنِ شَمْعي، بنِ يوسفَ، بنِ يَهوذا، 27- بنِ يوحنَّا، بنِ رِيسا، بنِ زرُبَّابِلَ، بنِ شأَلْتيئيلَ، بنِ نيري، 28- بنِ مَلِكي، بنِ أدّي، بنِ قوصَمَ، بنِ المُودامِ، بنِ عِيرِ، 29- بنِ يشوعَ، بنِ أليعازارَ، بنِ يوريَمَ، بنِ مَتثاثَ، بنِ لاوي، 30- بنِ شَمعُونَ، بنِ يَهوذا، بنِ يوسُفَ، بنِ يونانَ، بنِ ألياقيم، 31- بنِ مَلَيا، بنِ مَيْنانَ، بن متَّاثا. بنِ ناثانَ، بنِ داودَ، 32- بنِ يسَّى، بنِ عُوبـيدَ، بنِ بُوعزَ، بنِ شالح، بنِ نَحْشونَ، 33- بنِ عَمِّينادابَ، بنِ أدمي، بنِ عرني، بنِ حَصرونَ، بنِ فارِصَ، بنِ يَهوذا، 34- بنِ يَعقوبَ، بنِ اَسحَقَ، بنِ إبراهيمَ، بنِ تارَحَ، بنِ ناحورَ، 35- بنِ سَروجَ، بنِ رَعُو، بنِ فالجَ، بنِ عابرَ، بنِ شالحَ، 36- بنِ قَينانَ، بنِ أرفكْشادَ، بنِ سامِ، بنِ نوحِ، بنِ لامِكَ، 37- بنِ مَتوشالِـحَ، بنِ أخنوخَ، بنِ يارِدَ، بنِ مَهلَلْئيلَ، بنِ قينانَ، 38- بنِ أنوشَ، بنِ شيتَ، بنِ آدمَ، اَبنِ الله. |
ابني الحبـيب 1- وفي السنة الخامسة عشرة من حكم القيصر طيباريوس، حين كان بـيلاطس البنطـي حاكما في اليهودية، وهيرودس واليا على الجليل، واخوه فيلبس واليا على ايطورية وتراخونيتس، وليسانيوس واليا على ابـيلينة، 2- وحنان وقيافا رئيسين للكهنة، كانت كلمة الله الى يوحنا بن زكريا في البرية، 3- فجاء الى جميع نواحي الاردن، يدعو النـاس الى معمودية التوبة لتغفر لهم خطاياهم، 4- كما كتب النبـي اشعيا: »صوت صارخ في البرية: هيئوا طريق الرب، واجعلوا سبله مستقيمة. 5- كل واد يمتلـئ وكل جبل وتل ينخفض والطرق المتعرجة تستقيم والوعرة تصير سهلا 6- فيرى كل بشر خلاص الله!« 7- وكان يوحنا يقول للجموع الذين جاؤوا ليتعمدوا على يده: «يا اولاد الافاعي، من علمكم ان تهربوا من الغضب الآتي؟ 8- اثمروا ثمرا يبرهن على توبتكم، ولا تقولوا لانفسكم: ان ابانا هو ابراهيم! اقول لكم: ان الله قادر ان يجعل من هذه الحجارة ابناء لابراهيم! 9- ها هي الفاس على اصول الشجر، فكل شجرة لا تعطي ثمرا جيدا تقطع وترمى في النار«. 10- وساله الجموع: «ماذا نعمل؟« 11- اجابهم: «من كان له ثوبان، فليعط من لا ثوب له. ومن عنده طعام، فليشارك فيه الآخرين«. 12- وجاء بعض جباة الضرائب ليتعمدوا، فقالوا له: «يا معلم، ماذا نعمل؟« 13- فقال لهم: «لا تجمعوا من الضرائب اكثر مما فرض لكم«. 14- وساله بعض الجنود: «ونحن، ماذا نعمل؟« فقال لهم: «لا تظلموا احدا، ولا تشوا باحد، واقنعوا باجوركم«. 15- وكان النـاس ينتظرون المسيح، وهم يسالون انفسهم عن يوحنا: «هل هو المسيح؟« 16- فقال لهم يوحنا: «انا اعمدكم بالماء، ويجيء الآن من هواقوى مني، وما انا اهل لان احل رباط حذائه، فيعمدكم بالروح القدس والنار، 17- وياخذ مذراته بيده، وينقي بيدره، فيجمع القمح في مخزنه، ويحرق التبن بنار لا تنطفئ«. 18- وكان يوحنا يعظ الناس ويبشرهم باشياء اخرى كثيرة. 19- ولكنه وبخ الحاكم هيرودس لانه تزوج هيروديا امراة اخيه وعمل كثيرا من السيئات، 20- فاضاف هيرودس الى سيئاته كلها انه حبس يوحنا في السجن. 21- ولما تعمد الشعب كله، تعمد يسوع ايضا. وبينما هو يصلي انفتحت السماء، 22- وحل الروح القدس عليه في صورة جسم كانه حمامة، وجاء صوت من السماء يقول: «انت ابني الحبـيب بك رضيت«. 23- وكان يسوع في نحو الثلاثين من العمر عندما بدا رسالته. وكان النـاس يحسبونه ابن يوسف، بن عالي، 24- بن متثاث، بن لاوي، بن ملكي، بن ينا، بن يوسف، 25- بن متاثـيا، بن عاموص، بن ناحوم، بن حسلي، بن نجاي، 26- بن مآت، بن متاثيا، بن شمعي، بن يوسف، بن يهوذا، 27- بن يوحنا، بن ريسا، بن زربابل، بن شالتيئيل، بن نيري، 28- بن ملكي، بن ادي، بن قوصم، بن المودام، بن عير، 29- بن يشوع، بن اليعازار، بن يوريم، بن متثاث، بن لاوي، 30- بن شمعون، بن يهوذا، بن يوسف، بن يونان، بن الياقيم، 31- بن مليا، بن مينان، بن متاثا. بن ناثان، بن داود، 32- بن يسى، بن عوبـيد، بن بوعز، بن شالح، بن نحشون، 33- بن عميناداب، بن ادمي، بن عرني، بن حصرون، بن فارص، بن يهوذا، 34- بن يعقوب، بن اسحق، بن ابراهيم، بن تارح، بن ناحور، 35- بن سروج، بن رعو، بن فالج، بن عابر، بن شالح، 36- بن قينان، بن ارفكشاد، بن سام، بن نوح، بن لامك، 37- بن متوشالـح، بن اخنوخ، بن يارد، بن مهللئيل، بن قينان، 38- بن انوش، بن شيت، بن آدم، ابن الله. |
7 | 42 | انجيل لوقا | 020 |
ابني الحبـيب 1- وكانَ في أحَدِ الأيّامِ يُعَلِّمُ الشَّعبَ في الهَيكَلِ ويُبَشِّرُه، فَجاءَ إليهِ رُؤساءُ الكَهنَةِ ومُعَلِّمو الشَّريعةِ وشُيوخُ الشَّعبِ 2- وقالوا لَهُ: «قُلْ لنا: بأيِّ سُلطَةٍ تَعمَلُ هذِهِ الأعمالَ؟ بل مَنْ أعطاكَ هذِهِ السُّلطَةَ؟« 3- فأجابَهُم يَسوعُ: «وأنا أسأَلُكُم سُؤالاً واحدًا، قولوا لي: 4- مِنْ أينَ ليوحنَّا سُلطةُ المَعمودِيَّةِ؟ أمِنَ السَّماءِ أم مِنَ النـاسِ؟« 5- فقالوا في أنفُسِهِم: «إنْ قُلنا: مِنَ السَّماءِ، يقولُ: فلماذا ما آمنتُم بِه؟ 6- وإنْ قُلنا مِنَ النـاسِ، فالشَّعبُ كُلُّهُ يَرجُمُنا، لأنَّهُ مُقتَنِـعٌ بأنَّ يوحنَّا نَبِـيُّ«. 7- فأجابوا أنَّهُم لا يَعرِفونَ مِنْ أينَ هيَ. 8- فقالَ لهُم يَسوعُ: «وأنا لا أقولُ لكُم بأيِّ سُلطَةٍ أعمَلُ هذِهِ الأعمالَ! « 9- وأخَذَ يَقولُ للشَعبِ هذا المثَلَ: «غَرَسَ رَجُلٌ كَرْمًا وسَلَّمَه إلى بَعضِ الكـرَّامينَ وسافَرَ مُدَّةً طويلةً. 10- فلمَّا جاءَ يومُ القِطافِ أرسَلَ إليهِم خادِمًا ليُعطوهُ حِصَّتَهُ مِنْ ثمَرِ الكَرمِ، فضَرَبوهُ وأرجعوهُ فارغَ اليَدَينِ. 11- فأرسَلَ خادِمًا آخَرَ، وهذا أيضًا ضَربوهُ وشَتَموهُ وأرجَعوهُ فارِغَ اليَدَينِ. 12- فأرسَلَ خادِمًا ثالثًا، وهذا أيضًا جَرَّحوهُ ورَمَوه في خارِجِ الكَرمِ. 13- فقالَ صاحِبُ الكرمِ: ما العمَلُ؟ سأُرسِلُ إليهِم اَبني الحبـيبَ لَعلَّهُم يَهابونَهُ إذا رأوهُ. 14- ولكنَّهُم لمَّا رأوهُ، قالوا فيما بـينَهُم: ها هوَ وارِثُ الكَرمِ! تعالوا نَقتُلُهُ ليَعودَ المِيراثُ إلينا! 15- فرمَوهُ في خارِجِ الكَرمِ وقَتلوهُ. فماذا يَفعَلُ بِهِم صاحِبُ الكَرمِ؟ 16- سيَجيءُ ويَقتُلُ هَؤلاءِ الكرَّامينَ ويُسَلِّمُ الكرمَ إلى غيرِهِم«.فقالَ لَه السّامِعونَ: «لا سمَحَ الله! « 17- فنظَرَ إلَيهِم وقالَ: «إذًا، ما مَعنى هذِهِ الآيةِ: الحجَرُ الذي رَفَضَهُ البنَّاؤونَ صارَ رأسَ الزّاويةِ؟ 18- مَنْ وقَعَ على هذا الحجَرِ تَهشَّمَ، ومَنْ وقَعَ الحجَرُ علَيهِ سحَقَهُ! « 19- فأرادَ مُعَلِّمو الشَّريعةِ ورُؤساءُ الكَهنَةِ أنْ يَعتَقِلوهُ في تِلكَ السّاعَةِ، لأنَّهُم عَرَفوا أنَّهُ قالَ هذا المثَلَ علَيهِم، لكنَّهُم خافوا مِنَ الشَّعبِ. 20- فَراقَبوهُ وأرسلوا جَواسيسَ يُظهِرونَ أنَّهُم أبرارٌ ليُمسِكوهُ بِكلِمةٍ فيُسلِّموهُ إلى يدِ الحاكِمِ وقضائِهِ. 21- فسألوهُ: «يا مُعَلِّمُ، نَحنُ نَعرِفُ أنَّكَ صادقِ في كلامِكَ وتَعليمِكَ، لا تُحابـي أحدًا، بل بالحقِّ تُعَلِّمُ طريقَ الله. 22- أيَحِلُّ لنا أنْ نَدفَعَ الجِزيةَ إلى القَيصرِ أم لا؟ 23- فأدرَكَ يَسوعُ مَكرَهُم، فقالَ لهُم: «لماذا تُجرِّبوني؟ 24- أرُوني دينارًا! لِمَنْ هذِهِ الصورَةُ وهذا الاسمُ؟« قالوا: «للقَيصَرِ«. 25- فقالَ يَسوعُ: «اَدفَعوا إذًا إلى القَيصَرِ ما لِلقَيصَرِ، وإلى الله ما لله! « 26- فما قَدِروا أن يُمْسِكوهُ بِكلِمَةٍ أمامَ الشَّعبِ، وتَعجَّبوا مِنْ جوابِهِ فسكتوا. 27- وجاءَ بَعضُ الصَّدّوقيّينَ إلى يَسوعَ، وهُمُ الذينَ يُنكِرونَ القيامَةَ، فسألوهُ: 28- »يا مُعَلِّمُ، كَتبَ لنا موسى: إذا ماتَ لِرَجُلٍ أخِ، لَهُ اَمرأةِ ولا ولَدَ لَهُ، فَلْيأخُذْ أخوهُ المرأةَ ليُقيمَ نَسلاً لأخيهِ. 29- وكانَ هُناكَ سَبعَةُ إخوةٍ، فأخَذَ الأوّلُ اَمرأةً وماتَ مِنْ غَيرِ ولَدٍ. 30- والثـاني. 31- ومِثلُهُ الثـالثُ حتى أخذَها السَّبعةُ وماتوا وما خَلَّفوا نَسلاً. 32- ثُمَّ ماتَتِ المرأةُ. 33- فلأيِّ واحدٍ مِنهُم تكونُ زَوجةً في القيامةِ، لأنَّ السَّبعةَ تَزَوَّجوها؟« 34- فأجابَهُم يَسوعُ: «أبناءُ هذِهِ الدُّنيا يَتَزاوجونَ. 35- أمَّا الذينَ هُم أهلٌ لِلحياةِ الأبدِيَّةِ والقيامَةِ مِنْ بَينِ الأمواتِ، فلا يَتَزاوجونَ. 36- هُم مِثلُ الملائِكَةِ لا يَموتونَ، وهُم أبناءُ الله، لأنَّهُم أبناءُ القيامةِ. 37- وموسى نَفسُهُ أشارَ في الكلامِ على العُلَّيقَةِ إلى أنَّ الأمواتَ يَقومونَ، لمّا دَعا الرَّبَّ إلهَ إبراهيمَ وإلهَ إسحقَ وإلهَ يَعقوبَ. 38- وما كانَ إلهَ أمواتٍ بل إلهَ أحياءٍ، فهُم جميعًا عِندَهُ يَحيَونَ«. 39- فقالَ بَعضُ مُعَلِّمي الشَّريعةِ: «أحسَنْتَ، يا مُعَلِّمُ! « 40- وما تَجاسَروا بَعدَ ذلِكَ أنْ يَسألوهُ عَنْ شيءٍ. 41- وقالَ لهُم: «كيفَ يُقالُ إنَّ المَسيحَ اَبنُ داودَ، 42- وداودُ نَفسُهُ يَقولُ في كِتابِ المزاميرِ: »قالَ الرَّبُّ لِرَبِّـــي: إجلِسْ عَنْ يَميني 43- حتى أجعَلَ أعداءَكَ مَوطِئًا لِقَدَميكَ«. 44- فداودُ نَفسُهُ يَدعو المَسيحَ رَبُا، فكيفَ يكونُ المَسيحُ اَبنَهُ؟« 45- وقالَ لتلاميذِهِ بِمَسْمَعِ مِنَ الشَّعبِ كُلِّهِ: 46- »إيَّاكُم ومُعَلِّمي الشَّريعةِ، يَرغَبونَ في المَشيِ بالثِّيابِ الطَّويلةِ، ويُحبُّونَ التَّحيّاتِ في السّاحاتِ ومكانَ الصَّدارَةِ في المَجامِعِ ومَقاعِدَ الشَّرَفِ في الوَلائِمِ. 47- يأكلونَ بُيوتَ الأراملِ وهُمْ يُظهِرونَ أنَّهُم يُطيلونَ الصَّلاةَ. هَؤلاءِ يَنالُهُم أشَدُّ العِقابِ! « |
ابني الحبـيب 1- وكان في احد الايام يعلم الشعب في الهيكل ويبشره، فجاء اليه رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة وشيوخ الشعب 2- وقالوا له: «قل لنا: باي سلطة تعمل هذه الاعمال؟ بل من اعطاك هذه السلطة؟« 3- فاجابهم يسوع: «وانا اسالكم سؤالا واحدا، قولوا لي: 4- من اين ليوحنا سلطة المعمودية؟ امن السماء ام من النـاس؟« 5- فقالوا في انفسهم: «ان قلنا: من السماء، يقول: فلماذا ما آمنتم به؟ 6- وان قلنا من النـاس، فالشعب كله يرجمنا، لانه مقتنـع بان يوحنا نبـي«. 7- فاجابوا انهم لا يعرفون من اين هي. 8- فقال لهم يسوع: «وانا لا اقول لكم باي سلطة اعمل هذه الاعمال! « 9- واخذ يقول للشعب هذا المثل: «غرس رجل كرما وسلمه الى بعض الكـرامين وسافر مدة طويلة. 10- فلما جاء يوم القطاف ارسل اليهم خادما ليعطوه حصته من ثمر الكرم، فضربوه وارجعوه فارغ اليدين. 11- فارسل خادما آخر، وهذا ايضا ضربوه وشتموه وارجعوه فارغ اليدين. 12- فارسل خادما ثالثا، وهذا ايضا جرحوه ورموه في خارج الكرم. 13- فقال صاحب الكرم: ما العمل؟ سارسل اليهم ابني الحبـيب لعلهم يهابونه اذا راوه. 14- ولكنهم لما راوه، قالوا فيما بـينهم: ها هو وارث الكرم! تعالوا نقتله ليعود الميراث الينا! 15- فرموه في خارج الكرم وقتلوه. فماذا يفعل بهم صاحب الكرم؟ 16- سيجيء ويقتل هؤلاء الكرامين ويسلم الكرم الى غيرهم«.فقال له السامعون: «لا سمح الله! « 17- فنظر اليهم وقال: «اذا، ما معنى هذه الآية: الحجر الذي رفضه البناؤون صار راس الزاوية؟ 18- من وقع على هذا الحجر تهشم، ومن وقع الحجر عليه سحقه! « 19- فاراد معلمو الشريعة ورؤساء الكهنة ان يعتقلوه في تلك الساعة، لانهم عرفوا انه قال هذا المثل عليهم، لكنهم خافوا من الشعب. 20- فراقبوه وارسلوا جواسيس يظهرون انهم ابرار ليمسكوه بكلمة فيسلموه الى يد الحاكم وقضائه. 21- فسالوه: «يا معلم، نحن نعرف انك صادق في كلامك وتعليمك، لا تحابـي احدا، بل بالحق تعلم طريق الله. 22- ايحل لنا ان ندفع الجزية الى القيصر ام لا؟ 23- فادرك يسوع مكرهم، فقال لهم: «لماذا تجربوني؟ 24- اروني دينارا! لمن هذه الصورة وهذا الاسم؟« قالوا: «للقيصر«. 25- فقال يسوع: «ادفعوا اذا الى القيصر ما للقيصر، والى الله ما لله! « 26- فما قدروا ان يمسكوه بكلمة امام الشعب، وتعجبوا من جوابه فسكتوا. 27- وجاء بعض الصدوقيين الى يسوع، وهم الذين ينكرون القيامة، فسالوه: 28- »يا معلم، كتب لنا موسى: اذا مات لرجل اخ، له امراة ولا ولد له، فلياخذ اخوه المراة ليقيم نسلا لاخيه. 29- وكان هناك سبعة اخوة، فاخذ الاول امراة ومات من غير ولد. 30- والثـاني. 31- ومثله الثـالث حتى اخذها السبعة وماتوا وما خلفوا نسلا. 32- ثم ماتت المراة. 33- فلاي واحد منهم تكون زوجة في القيامة، لان السبعة تزوجوها؟« 34- فاجابهم يسوع: «ابناء هذه الدنيا يتزاوجون. 35- اما الذين هم اهل للحياة الابدية والقيامة من بين الاموات، فلا يتزاوجون. 36- هم مثل الملائكة لا يموتون، وهم ابناء الله، لانهم ابناء القيامة. 37- وموسى نفسه اشار في الكلام على العليقة الى ان الاموات يقومون، لما دعا الرب اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب. 38- وما كان اله اموات بل اله احياء، فهم جميعا عنده يحيون«. 39- فقال بعض معلمي الشريعة: «احسنت، يا معلم! « 40- وما تجاسروا بعد ذلك ان يسالوه عن شيء. 41- وقال لهم: «كيف يقال ان المسيح ابن داود، 42- وداود نفسه يقول في كتاب المزامير: »قال الرب لربـــي: اجلس عن يميني 43- حتى اجعل اعداءك موطئا لقدميك«. 44- فداود نفسه يدعو المسيح ربا، فكيف يكون المسيح ابنه؟« 45- وقال لتلاميذه بمسمع من الشعب كله: 46- »اياكم ومعلمي الشريعة، يرغبون في المشي بالثياب الطويلة، ويحبون التحيات في الساحات ومكان الصدارة في المجامع ومقاعد الشرف في الولائم. 47- ياكلون بيوت الارامل وهم يظهرون انهم يطيلون الصلاة. هؤلاء ينالهم اشد العقاب! « |