اسماء علم محددة
 من الكتاب المقدس بعهده الجديد، الكتب المحتضنة

الايات -   القديم   الجديد

الكتب - القديم 1 2 3 4  الجديد 1 2

العودة الى الاساس

     

الله

           لائحة بالكتب مع مختصر لمضمون الفصول او الاصحاحات التي تحتضن هذه الكالمة الاسم.
 
  • بالون الاسود - يعني ان هذا الاسم المحتضن له علاقة
  • بالون الاحمر - يعني ان هذا الاسم المحتضن لا علاقة له
 
  الكتاب اسم الكتاب الفصل    مضمون ...
1 40 انجيل متى 001 الله
1- هذا نسب يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم:
2- ابراهيم ولد اسحق. واسحق ولد يعقوب. ويعقوب ولد يهوذا واخوته.
3- ويهوذا ولد فارص وزارح من ثامار. وفارص ولد حصرون. وحصرون ولد ارام.
4- وارام ولد عميناداب. وعميناداب ولد نحشون. ونحشون ولد سلمون.
5- وسلمون ولد بوعز من راحاب. وبوعز ولد عوبيد من راعوث. وعوبيد ولد يسى.
6- ويسى ولد داود الملك.
وداود ولد سليمان من امراة اوريا.
7- وسليمان ولد رحبعام. ورحبعام ولد ابيا. وابيا ولد آسا.
8- وآسا ولد يوشافاط. ويوشافاط ولد يورام. ويورام ولد عزيا.
9- وعزيا ولد يوثام. ويوثام ولد احاز. واحاز ولد .حزقيا.
10- وحزقيا ولد منسى. ومنسى ولد آمون. وآمون ولد يوشيا.
11- ويوشيا ولد يكنيا واخوته زمن السبي الى بابل.
12- وبعد السبي الى بابل يكنيا ولد شالتئيل. وشالتيئيل ولد زربابل.
13- وزربابل ولد ابيهود. وابيهود ولد الياقيم. والياقيم ولد عازور.
14- وعازور ولد صادوق. وصادوق ولد اخيم. واخيم ولد اليود.
15- واليود ولد اليعازر. واليعازر ولد متان. ومتان ولد يعقوب.
16- ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي ولدت يسوع الذي يدعى المسيح.
17- فمجموع الاجيال من ابراهيم الى داود اربعة عشر جيلا. ومن داود الى سبـي بابل اربعة عشر جيلا. ومن سبـي بابل الى المسيح اربعة عشر جيلا.

18- وهذه سيرة ميلاد يسوع المسيح: كانت امه مريم مخطوبة ليوسف، فتبين قبل ان تسكن معه انها حبلى من الروح القدس.
19- وكان يوسف رجلا صالحا فما اراد ان يكشف امرها، فعزم على ان يتركها سرا.

20- وبينما هو يفكر في هذا الامر، ظهر له ملاك الرب. في الحلم وقال له: "يا يوسف ابن داود، لا تخف ان تاخذ مريم امراة لك. فهي حبلى من الروح القدس،
21- وستلد ابنا تسميه يسوع، لانه يخلص شعبه من خطاياهم".

22- حدث هذا كله ليتم ما قال الرب بلسان النبـي:
23- "ستحبل العذراء، فتلد ابنا يدعى "عمانوئيل"، اي الله معنا.

24- فلما قام يوسف من النوم، عمل بما امره ملاك الرب. فجاء بامراته الى بيته،
25- ولكنه ما عرفها حتى ولدت ابنها فسماه يسوع.
 
2 40 انجيل متى 002 الله
1- ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية، على عهد الملك هيرودس، جاء الى اورشليم مجوس. من المشرق
2- وقالوا: "اين هو المولود، ملك اليهود؟ راينا نجمه في المشرق، فجئنا لنسجد له".

3- وسمع الملك هيرودس، فاضطرب هو وكل اورشليم.
4- فجمع كل رؤساء الكهنة ومعلمي الشعب وسالهم: "اين يولد المسيح؟"
5- فاجابوا: "في بيت لحم اليهودية، لان هذا ما كتب النبـي:
6- "يا بيت لحم، ارض يهوذا، ما انت الصغرى في مدن يهوذا، لان منك يخرج رئيس يرعى شعبـي اسرائيل".

7- فدعا هيرودس المجوس سرا وتحقق منهم متى ظهر النجم،
8- ثم ارسلهم الى بيت لحم وقال لهم: "اذهبوا وابحثوا جيدا عن الطفل. فاذا وجدتموه، فاخبروني حتى اذهب انا ايضا واسجد له".

9- فلما سمعوا كلام الملك انصرفوا. وبينما هم في الطريق اذا النجم الذي راوه في المشرق، يتقدمهم حتى بلغ المكان الذي فيه الطفل فوقف فوقه.
10- فلما راوا النجم فرحوا فرحا عظيما جدا،
11- ودخلوا البيت فوجدوا الطفل مع امه مريم. فركعوا وسجدوا له، ثم فتحوا اكياسهم واهدوا اليه ذهبا وبخورا ومرا.

12- وانذرهم الله في الحلم ان لا يرجعوا الى هيرودس، فاخذوا طريقا آخر الى بلادهم.

13- وبعدما انصرف المجوس، ظهر ملاك الرب ليوسف في الحلم وقال له: "قم، خذ الطفل وامه واهرب الى مصر واقم فيها، حتى اقول لك متى تعود، لان هيرودس سيبحث عن الطفل ليقتله".
14- فقام يوسف واخذ الطفل وامه ليلا ورحل الى مصر.
15- فاقام فيها الى ان مات هيرودس، ليتم ما قال الرب بلسان النبـي: "من مصر دعوت ابني".

16- فلما راى هيرودس ان المجوس استهزاوا به، غضب جدا وامر بقتل.كل طفل في بيت لحم وجوارها، من ابن سنتين فما دون ذلك، حسب الوقت الذي تحققه من المجوس،
17- فتم ما قال النبـي ارميا:
18- "صراخ سمعفي الرامة، بكاء ونحيب كثير، راحيل تبكي على اولادها ولا تريد ان تــتعزى، لانهم زالوا عن الوجود".

19- ولم? مات هيرودس ظهر ملاك الرب ليوسف في الحلم، وهو في مصر
20- وقال له: "قم، خذ الطفل وامه وارجـــع الى ارض اسرائيل، لان الذين ارادوا ان يقتلوه ماتوا".
21- فقام واخذ الطفل وامه ورجع الى ارض اسرائيل.
22- لكنه سمع ان ارخيلاوس يملك على اليهودية خلفا لابيه هيرودس، فخاف ان يذهب اليها. فانذره الله في الحلم، فلجا الى الجليل.
23- وجاء الى مدينة اسمها الناصرة فسكن فيها، ليـتم ما قال الانبياء: "يدعى ناصريا".
 
3 40 انجيل متى 003 الله
1- وفي تلك الايام جاء يوحنا المعمدان يبشر في برية اليهودية
2- فيقول: "توبوا، لان ملكوت السماوات اقترب!"
3- ويوحنا هو الذي عناه النبـي اشعيا بقوله: "صوت صارخ في البرية: هيئوا طريق الرب واجعلوا سبله مستقيمة".

4- وكان يوحنا يلبس ثوبا من وبر الجمال، وعلى وسطه حزام من جلد، ويقتات من الجراد والعسل البري.
5- وكان الناس يخرجون اليه من اورشليم وجميع اليهودية وكل الارجاء المحيطة بالاردن.
6- ليعمدهم في نهر الاردن، معترفين بخطاياهم.

7- وراى يوحنا ان كثيرا من الفريسيـين والصدوقيـين يجيئون اليه ليعتمدوا، فقال لهم: "يا اولاد الافاعي، من علمكم ان تهربوا من الغضب الآتي؟
8- اثمروا ثمرا يبرهن على توبتكم،
9- ولا تقولوا لانفسكم: ان ابانا هو ابراهيم. اقول لكم: ان الله قادر ان يجعل من هذه الحجارة ابناء لابراهيم.
10- ها هي الفاس على اصول الشجر. فكل شجرة لا تعطي ثمرا جيدا تقطع وترمى في النار.
11- انا اعمدكم بالماء من اجل التوبة، واما الذي يجيء بعدي فهو اقوى مني، وما انا اهل لان احمل حذاءه. هو يعمدكم بالروح القدس والنار،
12- وياخذ مذراته. بيده وينقي بيدره، فيجمع القمح في مخزنه ويحرق التبن بنار لا تنطفئ.

13- وجاء يسوع من الجليل الى الاردن ليتعمد على يد يوحنا.
14- فمانعه يوحنا وقال له: "انا احتاج ان اتعمد على يدك، فكيف تجيء انت الي
15- فاجابه يسوع: "ليكن هذا الآن، لاننا به نــتمم مشيئة الله.". فوافقه يوحنا.

16- وتعمد يسوع وخرج في الحال من الماء. وانفتحت السماوات له، فراى روح الله يهبط كانه حمامة وينزل عليه.
17- وقال صوت من السماء: "هذا هو ابني الحبيب الذي به رضيت".
 
4 40 انجيل متى 004 الله
1- وقاد الروح القدس يسوع الى البرية ليجربه ابليس.
2- فصام اربعين يوما واربعين ليلة حتى جاع.
3- فدنا منه المجرب وقال له: "ان كنت ابن الله، فقل لهذه الحجارة ان تصير خبزا".
4- فاجابه: "يقول الكتاب: ما بالخبز وحده يحيا الانسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله".

5- واخذه ابليس الى المدينة المقدسة، فاوقفه على شرفة الهيكل
6- وقال له: "ان كنت ابن الله فالق بنفسك الى الاسفل، لان الكتاب يقول: يوصي ملائكته بك، فيحملونك على ايديهم لئلا تصدم رجلك بحجر".

7- فاجابه يسوع: "يقول الكتاب ايضا: لا تجرب الرب الهك".

8- واخذه ابليس الى جبل عال جدا، فاراه جميع ممالك الدنيا ومجدها
9- وقال له: "اعطيك هذا كله، ان سجدت لي وعبدتني".
10- فاجابه يسوع: "ابتعد عني يا شيطان! لان الكتاب يقول: للرب الهك تسجد، واياه وحده تعبد".

11- ثم تركه ابليس، فجاء بعض الملائكة يخدمونه.

12- وسمع يسوع باعتقال يوحنا، فرجع الى الجليل.
13- ثم ترك الناصرة وسكن في كفرناحوم على شاطـىء بحر الجليل في بلاد زبولون ونفتالي، 
14- ليتم ما قال النبـي اشعيا:
15- "يا ارض زبولون وارض نفتالي، على طريق البحر، عبر الاردن، يا. جليل. الامم!
16- الشعب الجالس في الظلام راى نورا ساطعا، والجالسون في ارض الموت وظلاله اشرق عليهم النور".
17- وبدا يسوع من ذلك الوقت يبشر فيقول: "توبوا، لان ملكوت السماوات اقترب".

18- وكان يسوع يمشي على شاطئ بحر الجليل، فراى اخوين هما سمعان الملقب ببطرس واخوه اندراوس يلقيان الشبكة في البحر، لانهما كانا صيادين.
19- فقال لهما: "اتبعاني، اجعلكما صيادي بشر".
20- فتركا شباكهما في الحال وتبعاه.

21- وسار من هناك فراى اخوين آخرين، هما يعقوب بن زبدي واخوه يوحنا، مع ابيهما زبدي في قارب يصلحان شباكهما، فدعاهما اليه.
22- فتركا القارب واباهما في الحال وتبعاه.

23- وكان يسوع يسير في انحاء الجليل، يعلم في المجامع ويعلن انجيل الملكوت ويشفي الناس من كل مرض وداء.
24- فانتشر صيته في سورية كلها، فجاؤوا اليه بجميع المصابين باوجاع وامراض متنوعة: من مصروعين ومقعدين والذين بهم شياطين، فشفاهم.
25- فتبعته جموع كبيرة من الجليل والمدن العشر واورشليم واليهودية وعبر الاردن.
 
5 40 انجيل متى 005 الله
1- فلما راى يسوع الجموع صعد الى الجبل وجلس. فدنا اليه تلاميذه،
2- فاخذ يعلمهم قال: "
3- هنيئا. للمساكين في الروح، لان لهم ملكوت السماوات.
4- هنيئا للمحزونين، لانهم يعزون.
5- هنيئا للودعاء، لانهم يرثون الارض.
6- هنيئا للجياع والعطاش الى الحق، لانهم يشبعون.
7- هنيئا للرحماء، لانهم يرحمون.
8- هنيئا لانقياء القلوب، لانهم يشاهدون الله.
9- هنيئا لصانعي السلام، لانهم ابناء الله يدعون.
10- هنيئا للمضطهدين من اجل الحق، لان لهم ملكوت السماوات.
11- هنيئا لكم اذا عيروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم كذبا كل كلمة سوء من اجلي.
12- افرحوا وابتهجوا، لان اجركم في السماوات عظيم. هكذا اضطهدوا الانبياء قبلكم.

13- "انتم ملح الارض، فاذا فسد الملح، فماذا يملحه؟ لا يصلح الا لان يرمى في الخارج فيدوسه الناس.

14- انتم نور العالم. لا تخفى مدينة على جبل،
15- ولا يوقد سراج ويوضع تحت المكيال، ولكن على مكان مرتفـع حت? يضيء لجميع الذين هم في البيت.
16- فليضىء نوركم هكذا قدام الناس ليشاهدوا اعمالكم الصالحة ويمجدوا اباكم الذي في السماوات.

17- "لا تظنوا اني جئت لابطل الشريعة وتعاليم الانبياء: ما جئت لابطل، بل لاكمل.
18- الحق اقول لكم: الى ان تزول السماء والارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الشريعة حتى يتم كل شيء.
19- فمن خالف وصية من اصغر هذه الوصايا وعلم الناس ان يعملوا مثله، عد صغيرا في ملكوت السماوات. واما من عمل بها وعلمها، فهو يعد عظيما في ملكوت السماوات.
20- اقول لكم: ان كانت تقواكم لا تفوق تقوى معلمي الشريعة والفريسيين، لن تدخلوا ملكوت السماوات.

21- "سمعتم انه قيل لآبائكم: لا تقتل، فمن يقتل يستوجب حكم القاضي.
22- اما انا فاقول لكم: من غضب على اخيه استوجب حكم القاضي، ومن قال لاخيه: يا جاهل استوجب حكم المجلس، ومن قال له: يا احمق استوجب نار جهنم.

23- واذا كنت تقدم قربانك الى المذبح وتذكرت هناك ان لاخيك شيئا عليك،
24- فاترك قربانك عند المذبح هناك، واذهب اولا وصالـح اخاك، ثم تعال وقدم قربانك.
25- واذا خاصمك احد، فسارع الى ارضائه ما دمت معه في الطريق، لئلا يسلمك الخصم الى القاضي، والقاضي الى الشرطي، فتلقى في السجن.
26- الحق اقول لك: لن تخرج من هناك حت? توفي آخر درهم.

27- "وسمعتم انـه قيل: لا تزن.
28- ام? انا فاقول لكم: من نظر الى امراة ليشتهيها، زنى بها في قلبه.
29- فاذا جعلتك عينك اليمنى تخطا، فاقلعها والقها عنك، لانه خير لك ان تفقد عضوا من اعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم.
30- واذا جعلتك يدك اليمنى تخطا، فاقطعها والقها عنك، لانه خير لك ان تفقد عضوا من اعضائك ولا يذهب جسدك كله الى جهنم.

31- "وقيل ايضا: من طلق امراته، فليعطها كتاب طلاق.
32- اما انا فاقول لكم: من طلق امراته الا في حالة الزنى يجعلها تزني، ومن تزوج مطلقة زنى.

33- "وسمعتم انه قيل لآبائكم: لا تحلف، بل اوف للرب نذورك.
34- اما انا فاقول لكم: لا تحلفوا مطلقا، لا بالسماء لانها عرش الله،
35- ولا بالارض لانها موطـىء قدميه، ولا باورشليم لانها مدينة الملك العظيم.
36- ولا تحلف براسك، لانك لا تقدر ان تجعل شعرة واحدة منه بيضاء او سوداء.
37- فليكن كلامكم: "نعم" او "لا"، وما زاد على ذلك فهو من الشرير.

38- "سمعتم انه قيل: عين بعين وسن بسن.
39- اما انا فاقول لكم: لا تقاوموا من يسيء اليكم. من لطمك على خدك الايمن، فحول له الآخر.
40- ومن اراد ان يخاصمك لياخذ ثوبك، فاترك له رداءك ايضا.
41- ومن سخرك ان تمشي معه ميلا واحدا، فامش معه ميلين.
42- من طلب منك شيئا فاعطه، ومن اراد ان يستعير منك شيئا فلا ترده خائبا.

43- "سمعتم انه قيل: احب قريبك وابغض عدوك.
44- اما انا فاقول لكم: احبوا اعداءكم، وصلوا لاجل الذين يضطهدونكم،
45- فتكونوا ابناء ابيكم الذي في السماوات. فهو يطلـع شمسه على الاشرار والصالحين، ويمطر على الابرار والظالمين.
46- فان كنتم تحبون الذين يحبونكم، فاي اجر لكم؟ اما يعمل جباة الضرائب هذا؟
47- وان كنتم لا تسلمون الا على اخو.تكم، فماذا عملتم اكثر من غيركم؟ اما يعمل الوثنيون هذا؟
48- فكونوا انتم كاملين، كما ان اباكم السماوي كامل.
 
6 40 انجيل متى 006 الله
1- "اياكم ان تعملوا الخير امام الناس ليشاهدوكم، والا فلا اجر لكم عند ابيكم الذي في السماوات.
2- فاذا احسنت الى احد، فلا تطبل ولا تزمر مثلما يعمل المراؤون في المجامع والشوارع حتى يمدحهم الناس. الحق اقول لكم: هؤلاء اخذوا اجرهم.
3- اما انت، فاذا احسنت الى احد فلا تجعل شمالك تعرف ما تعمل يمينك،
4- حتى يكون احسانك في الخفية، وابوك الذي يرى في الخفية هو يكافئك.

5- "واذا صليتم، فلا تكونوا مثل المرائين، يحبون الصلاة قائمين في المجامـع ومفارق الطرق ليشاهدهم الناس. الحق اقول لكم: هؤلاء اخذوا اجرهم.
6- اما انت، فاذا صليت فادخل غرفتك واغلق بابها وصل لابيك الذي لا تراه عين، وابوك الذي يرى في الخفية هو يكافئك.

7- ولا ترددوا الكلام تردادا في صلواتكم مثل الوثنيين، يظنون ان الله يستجيب لهم لكثرة كلامهم.
8- لا تكونوا مثلهم، لان الله اباكم يعرف ما تحتاجون اليه قبل ان تسالوه.
9- فصلوا انتم هذه الصلاة: ابانا الذي في السماوات، ليتقد? اسمك
10- ليات ملكوتك لتكن مشيئتك في الارض كما في السماء.
11- اعطنا خبزنا اليومي،
12- واغفر لنا ذنوبنا كما غفرنا نحن للمذنبين الينا،
13- ولا تدخلنا في التجربة، لكن نجنا من الشرير.
14- فان كنتم تغفرون للناس زلاتهم، يغفر لكم ابوكم السماوي زلاتكم.
15- وان كنتم لا تغفرون للناس زلاتهم، لا يغفر لكم ابوكم السماوي زلاتكم.

16- واذا صمتم، فلا تكونوا عابسين مثل المرائين، يجعلون وجوههم كالحة ليظهروا للناس انهم صائمون. الحق اقول لكم: هؤلاء اخذوا اجرهم.
17- اما انت، فاذا صمت فاغسل وجهك وادهن شعرك،
18- حت? لا يظهر للناس انك صائم، بل لابيك الذي لا تراه عين، وابوك الذي يرى في الخفية هو يكافئك.

19- "لا تجمعوا لكم كنوزا على الارض، حيث يفسد السوس والصدا كل شيء، وينقب اللصوص ويسرقون.
20- بل اجمعوا لكم كنوزا في السماء، حيث لا يفسد السوس والصدا اي شيء، ولا ينقب اللصوص ولا يسرقون.
21- فحيث يكون كنزك يكون قلبك.

22- "سراج الجسد هو العين. فان كانت عينك سليمة، كان جسدك كله منيرا.
23- وان كانت عينك مريضة، كان جسدك كله مظلما. فاذا كان النور الذي فيك ظلاما، فيا له من ظلام!

24- "لا يقدر احد ان يخدم سيدين، لانه اما ان يبغض احدهما ويحب الآخر، واما ان يتبع احدهما وينبذ الآخر. فانتم لا تقدرون ان تخدموا الله والمال.

25- لذلك اقول لكم: لا يهمكم لحياتكم ما تاكلون وما تشربون، ولا للجسد ما تلبسون. اما الحياة خير من الطعام، والجسد خير من اللباس?
26- انظروا طيور السماء كيف لا تزرع ولا تحصد ولا تخزن، وابوكم السماوي يرزقها. اما انتم افضل منها كثيرا؟
27- ومن منكم اذا اهتم يقدر ان يزيد على قامته ذراعا واحدة؟

28- ولماذا يهمكم اللباس؟ تاملوا زنابق الحقل كيف تنمو: لا تغزل ولا تتعب.
29- اقول لكم: ولا سليمان في كل مجده لبس مثل واحدة منها.
30- فاذا كان الله هكذا يلبس عشب الحقل، وهو يوجد اليوم ويرمى غدا في التــنور، فكم انتم اولى منه بان يلبسكم، يا قليلي الايمان؟
31- لذلك لا تهتموا فتقولوا: ماذا ناكل؟ وماذا نشرب؟ وماذا نلبس؟
32- فهذا يطلبه الوثنيون. وابوكم السماوي يعرف انكم تحتاجون الى هذا كله.
33- فاطلبوا اولا ملكوت الله ومشيئته، فيزيدكم الله هذا كله.
34- لا يهمكم امر الغد، فالغد يهتم بنفسه. ولكل يوم من المتاعب ما يكفيه.
 
7 40 انجيل متى 008 الله
1- ولما نزل يسوع من الجبل، تبعته جموع كبـيرة.
2- ودنا منه ابرص، فسجد له وقال: "يا سيدي، ان اردت فانت قادر ان تطهرني".
3- فمد يسوع يده ولمسه وقال: "اريد، فاطهر!" فطهر من برصه في الحال.
4- فقال له يسوع: "اياك ان تخبر احدا. ولكن اذهب الى الكاهن واره نفسك. ثم قدم القربان الذي امر به موسى، شهادة عندهم".

5- ودخل يسوع كفرناحوم، فجاءه ضابط رومانـي وتوسل اليه بقوله:
6- "يا سيد، خادمي طريح الفراش في البيت يتوجع كثيرا ولا يقدر ان يتحرك".
7- فقال له يسوع: "انا ذاهب لاشفـيه".
8- فاجاب الضابط: "انا لا استحق، يا سيدي، ان تدخل تحت سقف بيتي. ولكن يكفي ان تقول كلمة فيشفى خادمي.
9- فانا مرؤوس ولي جنود تحت امري، اقول لهذا: اذهب! فيذهب، وللآخر: تعال! فيجيء، ولخادمي: اعمل هذا، فيعمل".
10- فتعجب يسوع من كلامه وقال للذين يتبعونه: "الحق اقول لكم: ما وجدت مثل هذا الايمان عند احد في اسرائيل.
11- اقول لكم: كثيرون من الناس سيجيئون من المشرق والمغرب ويجلسون الى المائدة مع ابراهيم واسحق ويعقوب في ملكوت السماوات.
12- واما من كان لهم الملكوت، فيطرحون خارجا في الظلمة، وهناك البكاء وصريف الاسنان".

13- وقال يسوع للضابط: "اذهب، وليكن لك على قدر ايمانك". فشفـي الخادم في تلك الساعة.

14- ودخل يسوع الى بيت بطرس، فوجد حماة بطرس طريحة الفراش بالحمى.
15- فلمس يدها، فتركتها الحمى. فقامت واخذت تخدمه.

16- وعند المساء، جاءه الناس بكثير من الذين فيهم شياطين، فاخرجها بكلمة منه، وشفى جميع المرضى.
17- فتم ما قال النبـي اشعيا: "اخذ اوجاعنا وحمل امراضنا".

18- وراى يسوع جمهورا حوله، فامر تلاميذه بالعبور الى الشاطـئ المقابل.
19- فدنا منه احد معلمي الشريعة وقال له: "يا معلم، اتبعك اينما تذهب".
20- فاجابه يسوع: "للثعالب اوكار، ولطيور السماء اعشاش، واما ابن الانسان، فلا يجد اين يسند راسه".

21- وقال له واحد من تلاميذه: "يا سيد، دعني اذهب اولا وادفن ابـي".
22- فقال له يسوع: "اتبعني واترك الموتى يدفنون موتاهم!"

23- وركب يسوع القارب، فتبعه تلاميذه.
24- وهبت عاصفة شديدة في البحر حتى غمرت الامواج القارب. وكان يسوع نائما.
25- فدنا منه تلاميذه وايقظوه وقالوا له: "نجنا يا سيد، فنحن نهلك!"
26- فاجابهم يسوع: "ما لكم خائفين، يا قليلي الايمان؟" وقام وانتهر الرياح والبحر، فحدث هدوء تام.
27- فتعجب الناس وقالوا: "من هذا حتى تطيعه الرياح والبحر؟"

28- ولما وصل يسوع الى الشاطئ المقابل في ناحية الجدريـين استقبله رجلان خرجا من المقابر، وفيهما شياطين. وكانا شرسين جدا، حتى لا يقدر احد ان يمر من تلك الطريق.
29- فاخذا يصيحان: "ما لنا ولك، يا ابن الله؟ اجئت الى هنا لتعذبنا قبل الاوان؟"

30- وكان يرعى بعيدا من هناك قطيع كبـير من الخنازير،
31- فتوسل الشياطين الى يسوع بقولهم: "ان طردتنا، فارسلنا الى قطيع الخنازير".
32- فقال لهم: "اذهبوا!" فخرجوا ودخلوا في الخنازير، فاندفع القطيع كله من المنحدر الى البحر وهلك في الماء.
33- فهرب الرعاة الى المدينة واخبروا بما حدث وبما جرى للرجلين اللذين كان فيهـما شياطين.
34- فخرج اهل المدينة كلهم الى يسوع. ولما راوه طلبوا اليه ان يرحل عن ديارهم.
 
8 40 انجيل متى 009 الله
1- فركب يسوع القارب وعبر البحيرة راجعا الى مدينته.
2- فجاءه بعض الناس بكسيح ملقى على سرير. فلما راى يسوع ايمانهم قال للكسيح: "تشجع يا ابني، مغفورة لك خطاياك".
3- فقال بعض معلمي الشريعة في انفسهم: "هذا الرجل يجدف!".

4- وعرف يسوع افكارهم، فقال: "لماذا تظنون السوء في قلوبكم؟
5- ايما اسهل؟ ان يقال: مغفورة لك خطاياك، ام ان يقال: قم وامش؟
6- ساريكم ان ابن الانسان له سلطان على الارض ليغفر الخطايا". وقال للكسيح: "قم واحمل سريرك واذهب الى بـيتك".
7- فقام الرجل وذهب الى بيته.
8- فلما شاهد الناس ما جرى، خافوا ومجدوا الله الذي اعطى البشر مثل هذا السلطان.

9- وسار يسوع من هناك، فراى رجلا جالسا في بيت الجباية اسمه متى. فقال له يسوع: "اتبعني". فقام وتبعه.
10- وبينما يسوع ياكل في بيت متى، جاء كثير من جباة الضرائب والخاطئين وجلسوا مع يسوع وتلاميذه.
11- وراى بعض الفريسيـين ذلك، فقالوا لتلاميذه: "لماذا ياكل معلمكم مع جباة الضرائب والخاطئين؟"
12- فسمع يسوع كلامهم، فاجاب: "لا يحتاج الاصحاء الى طبـيب، بل المرضى.
13- فاذهبوا وتعلموا معنى هذه الآية: اريد رحمة لا ذبـيحة. وما جئت لادعو الصالحين، بل الخاطئين".

14- وجاء تلاميذ يوحنا المعمدان الى يسوع. وقالوا..له."لماذا..نصوم نحن والفريسيون. كثيرا.وتلاميذك لا يصومون؟
15- فاجابهم يسوع: "اتنتظرون من اهل العريس ان يحزنوا، والعريس بينهم؟ لكن يجيء وقت يرفع فيه العريس من بينهم فيصومون.
16- ما من احد يرقع ثوبا عتيقا برقعة من قماش جديد، لانها تنكمش فتنــتزع شيئا من الثوب العتيق فيتسع الخرق.
17- وما من احد يضع خمرا جديدة في اوعية جلد عتيقة، لـئلا تنشق الاوعية فتسيل الخمر وتتلف الاوعية. بل توضع الخمر الجديدة في اوعية جديدة، فتسلم الخمر والاوعية".

18- وبينما هو يتكلم، دنا منه رئيس يهودي وسجد له وقال: "الآن ماتت ابنتي. تعال وضع يدك عليها فتحيا".
19- فقام يسوع وتبعه مع تلاميذه.
20- وكانت هناك امراة مصابة بنزف الدم من اثنتي عشرة سنة، فدنت من خلف يسوع ولمست طرف ثوبه،
21- لانها قالت في نفسها: "يكفي ان المس ثوبه لاشفى".
22- فالتفت يسوع فرآها وقال: "ثقي يا ابنتي، ايمانك شفاك". فشفـيت المراة من تلك الساعة.

23- ولما وصل يسوع الى بيت الرئيس اليهودي راى الندابـين والناس في اضطراب،
24- فقال: "اخرجوا! ما ماتت الصبـية، لكنها نائمة!" فضحكوا عليه.
25- وبعدما اخرج الناس، دخل واخذ بـيد الصبـية فقامت.
26- وانتشر الخبر في تلك الانحاء كلها.

27- وسار يسوع من هناك، فتبعه اعميان يصيحان: "ارحمنا، يا ابن داود!"
28- ولما دخل البيت، دنا منه الاعميان. فقال لهما يسوع: "اتؤمنان باني قادر على ذلك؟" فاجابا: "نعم، يا سيد!"
29- فلمس يسوع اعينهما وقال: "فليكن لكما على قدر ايمانكما".
30- فانفتحت اعينهما. وانذرهما يسوع فقال: "اياكما ان يعلم احد!"
31- ولكنهما خرجا ونشرا الخبر في تلك الانحاء كلها.

32- ولما خرج الاعميان، جاءه بعض الناس باخرس، فيه شيطان.
33- فلما طرد يسوع الشيطان، تكلم الاخرس. فتعجب الجموع وقالوا: "ما راينا مثل هذا في اسرائيل!"
34- ولكن الفريسيـين قالوا: "برئيس الشياطين يطرد الشياطين!"

35- وطاف يسوع في جميع المدن والقرى يعلم في المجامـع ويعلن بشارة الملكوت ويشفي الناس من كل مرض وداء.
36- ولما راى الجموع امتلا قلبه بالشفقة عليهم، لانهم كانوا بائسين مشتتين مثل غنم لا راعـي لها.
37- فقال لتلاميذه: "الحصاد كثير، ولكن العمال قليلون.
38- فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل عمالا الى حصاده".
 
9 40 انجيل متى 012 الله
1- في تلك الايام مر يسوع في السبت وسط الحقول، فجاع تلاميذه. فاخذوا يقطفون السنبل وياكلون.
2- فلما رآهم الفريسيون قالوا لـيسوع: "انظر! تلاميذك يعملون ما لا يحل _في السبت".
3- فاجابهم يسوع: "اما قراتم ما عمل داود عندما جاع هو ورجاله؟
4- كيف دخل بيت الله، وكيف اكلوا خبز القربان، واكله لا يحل لهم، بل للكهنة وحدهم؟
5- اوما قراتم في شريعة موسى ان الكهنة في السبت ينتهكون حرمة السبت في الهيكل ولا لوم عليهم؟
6- اقول لكم: هنا من هو اعظم من الهيكل.
7- ولو فهمتم معنى هذه الآية: اريد رحمة لا ذبـيحة، لما حكمتم على من لا لوم عليه.
8- فابن الانسان هو سيد السبت".

9- وذهب من هناك الى مجمعهم،
10- فوجد رجلا يده يابسة. فسالوه ليتهموه: "ايحل الشفاء في السبت؟"

11- فاجابهم يسوع: "من منكم له خروف واحد ووقع في حفرة يوم السبت، لا يمسكه ويخرجه؟

12- والانسان كم هو افضل من الخروف؟ لذلك يحل عمل الخير في السبت".
13- وقال يسوع للرجل: "مد يدك!" فمدها، فعادت صحيحة مثل اليد الاخرى.
14- فخرج الفريسيون وتشاوروا ليقتلوا يسوع.

15- فلما علم يسوع انصرف من هناك. وتبعه جمهور كبـير، فشفى جميع مرضاهم
16- وامرهم ان لا يخبروا احدا عنه،
17- ليتم ما قال النبـي اشعيا:
18- "ها هو فتاي الذي اخترته، حبـيبـي الذي به رضيت. سافيض روحي عليه، فيعلن للشعوب ارادتي.
19- لا يخاصم ولا يصيح، وفي الشوارع لا يسمع احد صوته.
20- قصبة مرضوضة لا يكسر، وشعلة ذابلة لا يطفئ. يثابر حت? تنتصر ارادتي،
21- وعلى اسمه رجاء الشعوب".

22- وجاء بعض الناس الى يسوع برجل اعمى اخرس، فيه شيطان. فشفى يسوع الرجل حتى تكلم وابصر.
23- فتعجب الجموع كلهم وتساءلوا: "اما هذا ابن داود؟"
24- وسمع الفريسيون كلامهم، فقالوا: "هو يطرد الشياطين ببعلزبول رئيس الشياطين".
25- وعرف يسوع افكارهم، فقال لهم: "كل مملكة تنقسم تخرب، وكل مدينة او عائلة تنقسم لا تثبت.
26- وان كان الشيطان يطرد الشيطان، فيكون انقسم. فكيف تثبت مملكته؟
27- وان كنت ببعلزبول اطرد الشياطين، فبمن يطرده اتباعكم؟ لذلك هم يحكمون عليكم.
28- واما اذا كنت بروح الله اطرد الشياطين، فملكوت الله حل بينكم.
29- كيف يقدر احد ان يدخل بيت رجل قوي ويسرق امتعته، الا اذا قيد هذا الرجل القوي اولا، ثم اخذ ينهب بيته؟

30- من لا يكون معي فهو علي، ومن لا يجمع معي فهو يبدد.
31- لذلك اقول لكم: كل خطيئة وتجديف يغفر للناس، وام? التجديف على الروح القدس فلن يغفر لهم.
32- ومن قال كلمة على ابن الانسان يغفر له، واما من قال على الروح القدس، فلن يغفر له، لا في هذه الدنيا ولا في الآخرة.

33- "اجعلوا الشجرة جيدة تحمل ثمرا جيدا. واجعلوا الشجرة رديئة تحمل ثمرا رديئا. فالشجرة يدل عليها ثمرها.
34- يا اولاد الافاعي، كيف يمكنكم ان تقولوا كلاما صالحا وانتم اشرار؟ لان من فيض القلب ينطق اللسان.
35- الانسان الصالـح من كنزه الصالـح يخرج ما هو صالـح، والانسان الشرير من كنزه الشرير يخرج ما هو شرير.

36- اقول لكم: كل كلمة فارغة يقولها الناس يحاسبون عليها يوم الدين.
37- لانك بكلامك تبرر وبكلامك تدان".

38- وقال له بعض معلمي الشريعة والفريسيـين: "يا معلم، نريد ان نرى منك آية".
39- فاجابهم: "جيل شرير فاسق يطلب آية، ولن يكون له سوى آية النبـي يونان.
40- فكما بقـي يونان ثلاثة ايـام بلياليها في بطن الحوت، كذلك يبقى ابن الانسان ثلاثة ايام بلياليها في جوف الارض.
41- اهل نينوى سيقومون يوم الحساب مع هذا الجيل ويحكمون عليه، لان اهل نينوى تابوا عندما سمعوا انذار يونان، وهنا الآن اعظم من يونان.
42- وملكة الجنوب ستقوم يوم الحساب مع هذا الجيل وتحكم عليه، لانها جاءت من اقاصي الارض لتسمع حكمة سليمان، وهنا الآن اعظم من سليمان.

43- "اذا خرج الروح النجس من انسان، هام في الصحارى يطلب الراحة فلا يجدها،
44- فيقول: ارجــع الى بيتي الذي خرجت منه. فيرجــع ويجده خاليا نظيفا مرتبا.
45- فيذهب ويجيء بسبعة ارواح اخبث منه، فتدخل وتسكن فيه. فتكون حال ذلك الانسان في آخرها اسوا من حاله في اولها. وهكذا يكون مصير هذا الجيل الشرير".

46- وبينما يسوع يكلم الجموع، جاءت امه واخوته ووقفوا في خارج الدار يطلبون ان يكلموه.
47- فقال له احد الحاضرين: "امك واخوتك واقفون في خارج الدار يريدون ان يكلموك".

48- فاجابه يسوع: "من هي امي، ومن هم اخوتي؟"
49- واشار بـيده الى تلاميذه وقال: "هؤلاء هم امي واخوتي.
50- لان من يعمل بمشيئة ابـي الذي في السماوات هو اخي واختي وامي".
 
10 40 انجيل متى 014 الله
1- وفي ذلك الوقت سمع الوالي هيرودس اخبار يسوع،
2- فقال لحاشيـته: "هذا يوحنا المعمدان قام من بين الاموات، ولذلك تجري المعجزات على يده".
3- وكان هيرودس امسك يوحنا وقيده وسجنه من اجل هيرودية امراة اخيه فيلبس،
4- لان يوحنا كان يقول له: "لا يحل لك ان تتزوجها".
5- واراد ان يقتله، فخاف من الشعب لانهم كانوا يعدونه نبـيا.
6- ولما اقام هيرودس ذكرى مولده، رقصت ابنة هيرودية في الحفلة، فاعجبت هيرودس،
7- فاقسم لها ان يعطيها ما تشاء.
8- فلقنتها امها، فقالت لهيرودس: "اعطني هنا على طبق راس يوحنا المعمدان!"
9- فحزن الملك، ولكنه امر باعطائها ما تريد، من اجل اليمين التي حلفها على مسامـع الحاضرين.
10- وارسل جنديا، فقطع راس يوحنا في السجن
11- وجاء به على طبق. وسلمه الى الفتاة، فحملته الى امها.
12- وجاء تلاميذ يوحنا، فحملوا الجثة ودفنوها، ثم ذهبوا واخبروا يسوع.

13- فلما سمع يسوع، خرج من هناك في قارب الى مكان مقفر يعتزل فيه. وعرف الناس، فتبعوه من المدن مشيا على الاقدام.
14- فلما نزل من القارب راى جموعا كبـيرة، فاشفق عليهم وشفى مرضاهم.

15- وفي المساء، دنا منه تلاميذه وقالوا: "فات الوقت، وهذا المكان مقفر، فقل للناس ان ينصرفوا الى القرى لـيشتروا لهم طعاما".
16- فاجابهم يسوع: "لا داعي لانصرافهم. اعطوهم انتم ما ياكلون".
17- فقالوا له: "ما عندنا هنا غير خمسة ارغفة وسمكتين".

18- فقال يسوع: "هاتوا ما عندكم".
19- ثم امر الجموع ان يقعدوا على العشب، واخذ الارغفة الخمسة والسمكتين، ورفع عينيه نحو السماء وبارك وكسر الارغفة واعطى تلاميذه، والتلاميذ اعطوا الجموع.
20- فاكلوا كلهم حتى شبعوا، ثم رفعوا اثنتي عشرة قفة مملوءة من الكسر التي فضلت.
21- وكان الذين اكلوا نحو خمسة آلاف رجل، ما عدا النساء والاولاد.

22- وامر يسوع تلاميذه ان يركبوا القارب في الحال ويسبقوه الى الشاطـئ المقابل حتى يصرف الجموع.
23- ولما صرفهم صعد الى الجبل ليصلي في العزلة. وكان وحده هناك عندما جاء المساء.
24- واما القارب فابتعد كثيرا عن الشاطئ وطغت الامواج عليه، لان الريح كانت مخالفة له.
25- وقبل الفجر، جاء يسوع الى تلاميذه ماشيا على البحر.
26- فلما رآ.ه التلاميذ ماشيا على البحر ارتعبوا وقالوا: "هذا شبح!" وصرخوا من شدة الخوف.
27- فقال لهم يسوع في الحال: "تشجعوا. انا هو، لا تخافوا!"
28- فقال له بطرس: "ان كنت انت هو، يا سيد، فمرني ان اجيء اليك على الماء".
29- فاجابه يسوع: "تعال". فنزل بطرس من القارب ومشى على الماء نحو يسوع.
30- ولكنه خاف عندما راى الريح شديدة فاخذ يغرق، فصرخ: "نجني، يا سيد!"
31- فمد يسوع يده في الحال وامسكه وقال له: "يا قليل الايمان، لماذا شككت؟"
32- ولما صعدا الى القارب هدات الريح.
33- فسجد له الذين كانوا في القارب وقالوا: "بالحقيقة انت ابن الله!"

34- وعبر يسوع وتلاميذه الى بــر جنيسارت.
35- فلما عرف اهل البلدة يسوع، نشروا الخبر في تلك الانحاء كلها. فجاؤوه بالمرضى
36- وطلبوا اليه ان يلمسوا ولو طرف ثوبه. فكان كل من يلمسه يشفى.
 
11 40 انجيل متى 015 الله
1- واقبل الى يسوع بعض الفريسيـين ومعلمي الشريعة من اورشليم، فسالوه:
2- "لماذا يخالف تلاميذك تقاليد القدماء، فلا يغسلون ايديهم قبل الطعام؟"
3- فاجابهم يسوع: "ولماذا تخالفون انـتم وصية الله من اجل تقاليدكم؟
4- قال الله: اكرم اباك وامك، ومن لعن اباه او امه فموتا يموت.
5- واما انتم فتقولون: من كان عنده ما يساعد به اباه او امه وقال لهما: هذا تقدمة لله،
6- فلا يلزمه ان يكرم اباه. وهكذا ابطلتم كلام الله من اجل تقاليدكم.
7- يا مراؤون، صدق اشعيا في نبوءته عنكم حين قال:
8- هذا الشعب يكرمني بشفتيه، واما قلبه فبعيد عني.
9- وهو باطلا يعبدني بتعاليم وضعها البشر".

10- ثم دعا الجموع وقال لهم: "اسمعوا وافهموا:
11- ما يدخل الفم لا ينجس الانسان، بل ما يخرج من الفم هو الذي ينجس الانسان".

12- فتقدم تلاميذه وقالوا له: "اتعرف ان الفريسيـين استاؤوا عندما سمعوا كلامك هذا؟
13- فاجابهم: "كل غرس لا يغرسه ابـي السماوي يــقلع.
14- اتركوهم! هم عميان قادة عميان. واذا كان الاعمى يقود الاعمى، سقطا معا في حفرة".

15- فقال له بطرس: "فسر لنا هذا المثل".
16- فاجاب: "اانتم حتى الآن لا تفهمون؟
17- الا تعرفون ان ما يدخل فم الانسان ينزل الى الجوف، ومنه الى خارج الجسد؟
18- واما ما يخرج من الفم، فمن القلب يخرج، وهو ينجس الانسان.
19- لان من القلب تخرج الافكار الشريرة: القتل والزنى والفسق والسرقة وشهادة الزور والنميمة،
20- وهي التي تنجس الانسان. اما الاكل بايد غير مغسولة، فلا ينجس الانسان".

21- وخرج يسوع من هناك وجاء الى نواحي صور وصيدا.
22- فاقبلت اليه امراة كنعانـية من تلك البلاد وصاحت: "ارحمني، يا سيدي، يا ابن داود! ابنتي فيها شيطان، ويعذبها كثيرا".
23- فما اجابها يسوع بكلمة. فدنا تلاميذه وتوسلوا اليه بقولهم: "اصرفها عنا، لانها تتبعنا بصياحها!"
24- فاجابهم يسوع: "ما ارسلني الله الا الى الخراف الضالة من بني اسرائيل".
25- ولكن المراة جاءت فسجدت له وقالت: "ساعدني، يا سيدي!"
26- فاجابها: "لا يجوز ان يؤخذ خبز البنين ويرمى الى الكلاب".
27- فقالت له المراة: "نعم، يا سيدي! حت? الكلاب تاكل من الفتات الذي يتساقط عن موائد اصحابها".
28- فاجابها يسوع: "ما اعظم ايمانك، يا امراة! فليكن لك ما تريدين". فشفيت ابنتها من تلك الساعة.

29- وانتقل يسوع من هناك الى شاطئ بحر الجليل، فصعد الجبل وجلس هناك.
30- فجاءته جموع كبـيرة ومعهم عرج وعميان ومقعدون وخرس وغيرهم كثيرون، فطرحوهم عند قدميه فشفاهم.
31- فتعجب الناس عندما راوا الخرس يتكلمون، والعرج يشفون، والمقعدين يمشون، والعميان يبصرون. فمجدوا اله اسرائيل.

32- ودعا يسوع تلاميذه وقال لهم: "اشفق على هذا الجمع، فهم من ثلاثة ايام يلازمونني، وما عندهم ما ياكلون. فلا اريد ان اصرفهم صائمين، لـئلا تخور قواهم في الطريق".
33- فقال له التلاميذ: "من اين لنا في هذه البرية خبز يشبـــــع مثل هذا الجمع؟"
34- فقال لهم يسوع: "كم رغيفا عندكم؟" اجابوا: "سبعة ارغفة وبعض سمكات صغار".

35- فامر يسوع الجمع ان يقعدوا على الارض،
36- واخذ الارغفة السبعة والسمكات، وشكر وكسرها واعطى تلاميذه، والتلاميذ اعطوا الجموع.
37- فاكلوا كلهم حتى شبعوا، ثم رفعوا ما فضل من الكسر سبع سلال ممتلئة.
38- وكان الذين اكلوا اربعة آلاف رجل ما عدا النساء والاولاد.
39- وصرف يسوع الجموع وركب القارب وجاء الى ارض مجدان.
 
12 40 انجيل متى 016 الله
1- واقبل اليه بعض الفريسيـين والصدوقيـين ليجربوه، فطلبوا منه ان يريهم آية من السماء.
2- فاجابهم: "تقولون عند غروب الشمس: سيكون صحو، لان السماء حمراء كالنار.
3- وعند الفجر تقولون: اليوم مطر، لان السماء حمراء على سواد. منظر السماء تعرفون ان تفسروه، واما علامات الازمنة فلا تقدرون ان تفسروها.
4- جيل فاسد فاسق يطلب آية، ولن يكون له سوى آية يونان". ثم تركهم ومضى.
5- ولما عبر التلاميذ الى الشاطئ المقابل، نسوا ان يتزودوا خبزا،
6- فقال لهم يسوع: "انتبهوا، اياكم وخمير الفريسيـين والصدوقيـين".
7- فقالوا في انفسهم: "يقول هذا لاننا ما تزودنا خبزا".

8- فعرف يسوع وقال لهم: "يا قليلي الايمان، كيف تقولون في انفسكم: لا خبز معنا؟
9- اما فهمتم بعد؟ الا تذكرون الارغفة الخمسة للخمسة الآلاف وكم قفة ملاتم؟
10- والارغفة السبعة للاربعة الآلاف وكم سلة ملاتم؟
11- كيف لا تفهمون اني ما عنيت الخبز بكلامي؟ فاياكم وخمير الفريسيـين والصدوقيـين!"

12- ففهم التلاميذ انه قال لهم يجب ان يتجنبوا تعاليم الفريسيين والصدوقيين لا خمير الخبز.

13- ولما وصل يسوع الى نواحي قيصرية فيلبس سال تلاميذه: "من هو ابن الانسان في راي الناس؟"
14- فاجابوا: "بعضهم يقول: يوحنا المعمدان، وبعضهم يقول: ايليا، وغيرهم يقول: ارميا او احد الانبـياء".
15- فقال لهم: "ومن انا في رايكم انتم؟"
16- فاجاب سمعان بطرس: "انت المسيح ابن الله الحي".
17- فقال له يسوع: "هنيئا لك، يا سمعان بن يونا! ما كشف لك هذه الحقيقة احد من البشر، بل ابـي الذي في السماوات.
18- وانا اقول لك: انت صخر، وعلى هذا الصخر سابني كنيستي، وقوات الموت لن تقوى عليها.
19- وساعطيك مفاتيح ملكوت السماوات، فما تربطه في الارض يكون مربوطا في السماء، وما تحله في الارض يكون محلولا في السماء".
20- واوصى يسوع تلاميذه ان لا يخبروا احدا بانه المسيح.

21- وبدا يسوع من ذلك الوقت يصرح لتلاميذه انه يجب عليه ان يذهب الى اورشليم ويتالم كثيرا على ايدي شيوخ الشعب ورؤساء الكهنة ومعلمي الشريعة، ويموت قتلا، وفي اليوم الثالث يقوم.

22- فانفرد به بطرس واخذ يعاتبه فيقول: "لا سمح الله، يا سيد! لن تلقى هذا المصير!"
23- فالتفت وقال لبطرس: "ابتعد عني يا شيطان! انت عقبة في طريقي، لان افكارك هذه افكار البشر لا افكار الله".

24- وقال يسوع لتلاميذه: "من اراد ان يتبعني، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني،
25- لان الذي يريد ان يخلص حياته يخسرها، ولكن الذي يخسر حياته في سبـيلي يجدها.
26- وماذا ينفع الانسان لو ربـح العالم كله وخسر نفسه؟ وبماذا يفدي الانسان نفسه؟
27- سيجيء ابن الانسان في مجد ابـيه مع ملائكته، فيجازي كل واحد حسب اعماله.
28- الحق اقول لكم: في الحاضرين هنا من لا يذوقون الموت حت? يشاهدوا مجيء ابن الانسان في ملكوته".
 
13 40 انجيل متى 019 الله
1- ولما اتم يسوع هذا الكلام، ترك الجليل وجاء الى بلاد اليهودية من عبر الاردن.
2- فتبعته جموع كبـيرة، فشفاهم هناك.

3- ودنا اليه بعض الفريسيين وسالوه لـيحرجوه: "ايحل للرجل ان يطلق امراته لاي سبب كان؟"
4- فاجابهم: "اما قراتم ان الخالق من البدء جعلهما ذكرا وانثى
5- وقال: لذلك يترك الرجل اباه وامه ويتحد بامراته، فيصير الاثنان جسدا واحدا؟
6- فلا يكونان اثنين، بل جسد واحد. وما جمعه الله لا يفرقه الانسان".

7- وساله الفريسيون: "فلماذا اوصى موسى بان يعطي الرجل امراته كتاب طلاق فتطلق؟"
8- فاجابهم يسوع: "لقساوة قلوبكم اجاز لكم موسى ان تطلقوا نساءكم. وما كان الامر من البدء هكذا.
9- اما انا فاقول لكم: من طلق امراته الا في حالة الزنى وتزوج غيرها زنى".

10- فقال له تلاميذه: "اذا كانت هذه حال الرجل مع المراة، فخير له ان لا يتزوج".
11- فاجابهم يسوع: "لا يقبل هذا الكلام الا الذين اعطـي لهم ان يقبلوه.
12- ففي الناس من ولدتهم امهاتهم عاجزين عن الزواج، وفيهم من جعلهم الناس هكذا، وفيهم من لا يتزوجون من اجل ملكوت السماوات. فمن قدر ان يقبل فليقبل".

13- وجاءه بعض الناس باطفال ليضع يديه عليهم ويصلي، فانتهرهم التلاميذ.
14- فقال يسوع: "دعوا الاطفال ياتون الي ولا تمنعوهم، لان لامثال هؤلاء ملكوت السماوات".
15- ووضع يديه عليهم ومضى من هناك.

16- واقبل اليه شاب وقال له: "ايها المعلم، ماذا اعمل من الصلاح لانال الحياة الابدية؟" فاجابه يسوع: "
17- لماذا تسالني عما هو صالـح؟ لا صالـح الا واحد. اذا اردت ان تدخل الحياة فاعمل بالوصايا".
18- فقال له: "اي وصايا؟" فقال يسوع: "لا تقتل، لا تزن، لا تسرق، لا تشهد بالزور،
19- اكرم اباك وامك، احب قريبك مثلما تحب نفسك".

20- فقال له الشاب: "عملت بهذه الوصايا كلها، فما يعوزني؟"
21- اجابه يسوع: "اذا اردت ان تكون كاملا، فاذهب وبـــــع ما تملكه ووزع ثمنه على الفقراء، فيكون لك كنز في السماوات، وتعال اتبعني!"

22- فلما سمع الشاب هذا الكلام. مضى حزينا لانه كان يملك اموالا كثيرة.

23- وقال يسوع لتلاميذه: "الحق اقول لكم: يصعب على الغني ان يدخل ملكوت السماوات.
24- بل اقول لكم: مرور الجمل في ثقب الابرة اسهل من دخول الغني ملكوت الله".

25- فتعجب التلاميذ كثيرا من هذا الكلام وقالوا: "من يمكنه ان يخلص، اذا؟"
26- فنظر اليهم يسوع وقال لهم: "هذا شيء غير ممكن عند الناس، اما عند الله فكل شيء ممكن".

27- وقال له بطرس: "ها نحن تركنا كل شيء وتبعناك، فماذا يكون نصيبنا؟"

28- فاجاب يسوع: "الحق اقول لكم: متى جلس ابن الانسان على عرش مجده عند تجديد كل شيء، تجلسون انتم الذين تبعوني على اثني عشر عرشا لتدينوا عشائر اسرائيل الاثني عشر.
29- وكل من ترك بـيوتا، او اخوة او اخوات، او ابا، او اما، او ابناء، او حقولا من اجل اسمي، ينال مئة ضعف ويرث الحياة الابدية.
30- وكثير من الاولين يصيرون آخرين، ومن الآخرين يصيرون اولين.
 
14 40 انجيل متى 021 الله
1- ولما قربوا من اورشليم ووصلوا الى بيت فاجي عند جبل الزيتون، ارسل يسوع اثنين من تلاميذه،
2- وقال لهما: "اذهبا الى القرية التي امامكما، تجدا اتانا مربوطة وجحشها معها، فحلا رباطهما وجيئا بهما الي.
3- وان قال لكما احد شيئا، فاجيبا: "السيد محتاج اليهما، وسيعيدهما في الحال".

4- وكان هذا لـيــتم ما قال النبـي:
5- ."قولوا لابنة صهيون: ها هو ملكك قادم اليك وديعا راكبا على اتان وجحش ابن اتان".

6- فذهب التلميذان وفعلا ما امرهما به يسوع
7- وجاءا بالاتان والجحش. ثم وضعا عليهما ثوبيهما، فركب يسوع.
8- وبسط كثير من الناس ثيابهم على الطريق، وقطع آخرون اغصان الشجر وفرشوا بها الطريق.
9- وكانت الجموع التي تتقدم يسوع والتي تتبعه تهتف: "المجد لابن داود! تبارك الآتي باسم الرب! المجد في العلى!"

10- ولما دخل يسوع اورشليم ضجت المدينة كلها وسالت: "من هذا؟"
11- فاجابت الجموع: "هذا هو النبـي يسوع من ناصرة الجليل".

12- .ودخل يسوع الهيكل وطرد جميع الذين يبـيعون ويشترون فيه، فقلب مناضد الصيارفة ومقاعد باعة الحمام،
13- وقال لهم: "جاء في الكتاب: بيتي بيت الصلاة، وانتم جعلتموه مغارة لصوص!"

14- وجاء اليه العرج والعميان وهو في الهيكل فشفاهم.
15- فغضب رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة عندما راوا المعجزات التي صنعها، وغاظهم هتاف الاولاد في الهيكل: "المجد لابن داود!"
16- فقالوا له: "اتسمع ما يقول هؤلاء؟" فاجابهم: "نعم، اما قراتم هذه الآية: من افواه الصغار والاطفال اخرجت كلام الحمد؟"
17- ثم تركهم وخرج من المدينة الى بيت عنيا وبات فيها.

18- وبينما هو راجـــع الى المدينة في الصباح، احس بالجوع
19- فجاء الى شجرة تـين رآها على جانب الطريق، فما وجد عليها غير الورق. فقال لها: "لن تثمري الى الابد!" فيبست التينة في الحال.

20- وراى التلاميذ ما جرى، فتعجبوا وقالوا: "كيف يبست التينة في الحال?"
21- فاجابهم يسوع: "الحق اقول لكم: لو كنتم تؤمنون ولا تشكون، لفعلتم بهذه التينة مثلما فعلت، لا بل كنتم اذا قلتم لهذا الجبل: قم وانطرح في البحر، يكون لكم ذلك.
22- فكل شيء تطلبونه وانتم تصلون بايمان، تنالونه".

23- ودخل يسوع الهيكل. وبينما هو يعلم، جاء اليه رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب وقالوا له: "باية سلطة تعمل هذه الاعمال؟ ومن اعطاك هذه السلطة؟"

24- فاجابهم يسوع: "وانا اسالكم سؤالا واحدا، ان اجبتموني عنه، قلت لكم باية سلطة اعمل هذه الاعمال:
25- من اين ليوحنا سلطة المعمودية؟ من السماء ام من الناس?"
فقالوا في انفسهم: "ان قلنا من الله، يجيبنا: فلماذا ما آمنتم به؟
26- وان قلنا من الناس، نخاف الشعب، لانهم كلهم يعدون يوحنا نبـيا".
27- فاجابوا يسوع: "لا نعرف". فقال لهم: "وانا لا اقول لكم باية سلطة اعمل هذه الاعمال".

28- وقال يسوع: "ما رايكم؟ كان لرجل ابنان. فجاء الى الاو? وقال له: يا ابني، اذهب اليوم واعمل.في كرمي.
29- فاجابه: لا اريد. ولكن? ندم بعد حين وذهب الى الكرم.
30- وجاء الى الابن الآخر وطلب منه ما طلبه من الاو?، فاجابه: انا ذاهب، يا سيدي! ولكن? ما ذهب.
31- فايهما عمل ارادة ابـيه؟" قالوا: "الاول". فقال لهم يسوع: "الحق اقول لكم: جباة الضرائب والزواني يسبقونكم الى ملكوت الله.
32- جاءكم يوحنا المعمدان سالكا طريق الحق فما آمنتم به وآمن به جباة الضرائب والزواني. وانتم رايتم ذلك، فما ندمتم ولو بعد حين فتـؤمنوا به".

33- "اسمعوا مثلا آخر: غرس رجل كرما، فسيجه وحفر فيه معصرة وبنى برجا وسلمه الى بعض الكرامين وسافر.
34- فلما جاء يوم القطاف، ارسل خدمه اليهم لياخذوا ثمره.
35- فامسك الكرامون خدمه وضربوا واحدا منهم، وقتلوا غيره، ورجموا الآخر.
36- فارسل صاحب الكرم خدما غيرهم اكثر عددا من الاولين، ففعلوا بهم ما فعلوه بالاولين.
37- وفي آخر الامر ارسل اليهم ابنه وقال: سيهابون ابني.
38- فلما راى الكرامون الابن قالوا في ما بينهم: ها هو الوارث! تعالوا نقتله وناخذ ميراثه!
39- فامسكوه ورموه في خارج الكرم وقتلوه.

40- فماذا يفعل صاحب الكرم بهؤلاء الكرامين عند رجوعه؟"
41- قالوا له: "يقتل هؤلاء الاشرار قتلا ويسلم الكرم الى كرامين آخرين يعطونه الثمر في حينه".

42- فقال لهم يسوع: "اما قراتم في الكتب المقدسة: الحجر الذي رفضه البناؤون صار راس الزاوية؟ هذا ما صنعه الرب، فيا للعجب!

43- لذلك اقول لكم: سياخذ الله ملكوته منكم ويسلمه الى شعب يجعله يثمر.
44- من وقع على هذا الحجر تهشم. ومن وقع هذا الحجر عليه سحقه".

45- فلما سمع رؤساء الكهنة والفريسيون هذين المثلين من يسوع، فهموا انه قال هذا الكلام عليهم.
46- فارادوا ان يمسكوه، ولكنهم خافوا من الجموع لانهم كانوا يعدونه نبـيا.
 
15 40 انجيل متى 022 الله
1- وعاد يسوع الى مخاطبة الجموع بالامثال، فقال:
2- "يشبه ملكوت السماوات ملكا اقام وليمة في عرس ابنه.
3- فارسل خدمه يستدعي المدعوين الى الوليمة، فرفضوا ان يجيئوا.
4- فارسل خدما آخرين ليقولوا للمدعوين: اعددت وليمتي وذبحت ابقاري وعجولي المسمنة وهيات كل شيء، فتعالوا الى العرس!
5- ولكنهم تهاونوا، فمنهم من خرج الى حقله، ومنهم من ذهب الى تجارته،
6- والآخرون امسكوا خدمه وشتموهم وقتلوهم.
7- فغضب الملك وارسل جنوده، فاهلك هؤلاء القتلة واحرق مدينتهم.
8- ثم قال لخدمه: الوليمة مهياة ولكن المدعوين غير مستحقين،
9- فاخرجوا الى مفارق الطرق وادعوا الى الوليمة كل من تجدونه.
10- فخرج الخدم الى الشوارع وجمعوا من وجدوا من اشرار.? وصالحين، فامتلات قاعة العرس بالمدعوين.

11- فلما دخل الملك ليرى المدعوين، وجد رجلا لا يلبس ثـياب العرس. فقال له:
12- كيف دخلت الى هنا، يا صديقي، وانت لا تلبس ثـياب العرس? فسكت الرجل.
13- فقال الملك للخدم: اربطوا يديه ورجليه واطرحوه خارجا في الظلام فهناك البكاء وصريف الاسنان.
14- لان المدعوين كثيرون، واما المختارون فقليلون".

15- وذهب الفريسيون وتشاوروا كيف يمسكون يسوع بكلمة.
16- فارسلوا اليه بعض تلاميذهم وبعض الهيرودسيـين يقولون له: "يا معلم، نعرف انك صادق، تعلم بالحق طريق الله، ولا تبالي باحد، لانك لا تراعي مقام الناس.
17- فقل لنا: ما رايك؟ ايحل لنا ان ندفع الجزية الى القيصر ام لا؟"

18- فعرف يسوع مكرهم، فقال لهم: "يا مراؤون! لماذا تحاولون ان تحرجوني؟
19- اروني نقد الجزية!" فناولوه دينارا.
20- فقال لهم: "لمن هذه الصورة وهذا الاسم؟"
21- قالوا: "للقيصر!" فقال لهم: "ادفعوا، اذا، الى القيصر ما للقيصر، والى الله ما لله!"
22- فتعجبوا مما سمعوه، وتركوه ومضوا.

23- وفي ذلك اليوم جاء الى يسوع بعض الصدوقيـين، وهم الذين ينكرون القـيامة، وسالوه:
24- "يا معلم، قال موسى: ان مات رجل لا ولد له، فليتزوج اخوه امراته ليقيم نسلا لاخيه.
25- وكان عندنا سبعة اخوة، فتزوج الاول ومات من غير نسل، فترك امراته لاخيه.
26- ومثله الثاني والثالث حت? السابــــــع.
27- ثم ماتت المراة من بعدهم جميعا.
28- فلاي واحد منهم تكون زوجة في القيامة؟ لانها كانت لهم جميعا".

29- فاجابهم يسوع: "انتم في ضلال، لا.?كم .تجهلون. الكتب المقدسة وقدرة الله.
30- ففي القـيامة لا يتزاوجون، بل يكونون مثل ملائكة في السماء.
31- واما قيامة الاموات، افما قراتم ما قال الله لكم:
32- انا الــه ابراهيم، والــه اسحق، والــه يعقوب؟ وما كان الله الــه اموات، بل الــه احياء".

33- وسمع الجموع هذا الكلام، فتعجبوا من تعليمه.

34- وعلم الفريسيون ان يسوع اسكت الصدوقيـين، فاجتمعوا معا.
35- فساله واحد منهم، وهو من علماء الشريعة، ليحرجه:
36- "يا معلم، ما هي اعظم وصية في الشريعة؟"

37- فاجابه يسوع: "احب الر? الهك بكل قلبك، وبكل نفسك، وبكل عقلك.
38- هذه هي الوصية الاولى والعظمى.
39- والوصية الثانـية مثلها: احب قريبك مثلما تحب نفسك.
40- على هاتين الوصيـتين تقوم الشريعة كلها وتعاليم الانبـياء".

41- وبينما الفريسيون مجتمعون سالهم يسوع:
42- "ما قولكم في المسيح؟ ابن من هو؟" قالوا له: "ابن داود!"
43- قال لهم: "اذا، كيف يدعوه داود ربا، وهو يقول بوحي من الروح:
44- قال الرب لربـي: اجلس عن يميني حت? اجعل اعداءك تحت قدميك.
45- فاذا كان داود يدعو المسيح ربا، فكيف يكون المسيح ابنه؟"

46- فما قدر احد ان يجيبه بكلمة، ولا تجرا احد من ذلك اليوم ان يساله عن شيء.
 
16 40 انجيل متى 023 الله
1- وخاطب يسوع الجموع وتلاميذه،
2- قال: "معلمو الشريعة والفريسيون على كرسي موسى جالسون،
3- فافعلوا كل ما يقولونه لكم واعملوا به. ولكن لا تعملوا مثل اعمالهم، لانهم يقولون ولا يفعلون:
4- يحزمون احمالا ثقيلة شاقة الحمل ويلقونها على اكتاف الناس، ولكنهم لا يحركون اصبعا تعينهم على حملها.
5- وهم لا يعملون عملا الا لـيشاهدهم الناس: يجعلون عصائبهم عريضة على جباههم وسواعدهم، ويطولون اطراف ثـيابهم،
6- ويحبون مقاعد الشرف في الولائم ومكان الصدارة في المجامـع
7- والتحيات في الاسواق، وان يدعوهم الناس: يـا معلم.
8- اما انتم فلا تسمحوا بان يدعوكم احد: يا معلم، لانـكم كلكم اخوة ولكم معلم واحد.
9- ولا تدعوا احدا على الارض يا ابانا، لان لكم ابا واحدا هو الآب السماوي.
10- ولا تسمحوا بان يدعوكم احد: يا سيد، لان لكم سيدا واحدا هو المسيح.
11- وليكن اكبركم خادما لكم.
12- فمن يرفع نفسه ينخفض، ومن يخفض نفسه يرتفـع.

13- الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون! تغلقون ملكوت السماوات في وجوه الناس، فلا انتم تدخلون، ولا تتركون الداخلين يدخلون.

14- [الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون! تاكلون بيوت الارامل وانتم تظهرون انـكم تطيلون الصلاة، سينـالكم اشد العقاب].

15- الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون! تقطعون البحر والبـر لتكسبوا واحدا الى ديانتكم، فاذا نجحتم، جعلتموه يستحق جهنم ضعف ما انتم تستحقون!

16- . الويل لكم ايها القادة العميان! تقولون: من حلف بالهيكل لا يلتزم بـيمينه، ولكن من حلف بذهب الهيكل يلتزم بـيمينه.
17- فايما اعظم، ايها الجهال العميان؟ الذهب ام الهيكل الذي قدس الذهب؟
18- وتقولون: من حلف بالمذبح لا يلتزم بـيمينه، ولكن من حلف بالقربان الذي على المذبح يلتزم بـيمينه.
19- فايما اعظم، ايها العميان؟ القربان ام المذبح الذي يقدس القربان؟
20- اما ترون ان الذي يحلف بالمذبح يحلف به وبكل ما عليه،
21- والذي يحلف بالهيكل يحلف به وبالله الساكن فيه،
22- والذي يحلف بالسماء يحلف بعرش الله وبالجالس عليه؟

23- الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون! تعطون العشر من النعنع والصعتر والكمون، ولكنـكم تهملون اهم ما في الشريعة: العدل والرحمة والصدق، وهذا ما كان يجب عليكم ان تعملوا به من دون ان تهملوا ذاك.
24- ايها القادة العميان! تصفون الماء من البعوضة، ولكنـكم تبتلعون الجمل.

25- الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون! تطهرون ظاهر الكاس والصحن، وباطنهما ممتلـئ بما حصلتم عليه بالنهب والطمع.
26- ايها الفريسي الاعمى! طهر اولا باطن الوعاء، فيصير الظاهر مثله طاهرا.

27- الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون! انتم كالقبور المبـيضة، ظاهرها جميل وباطنها ممتلئ~ بعظام الموتى وبكل فساد.
28- وانتم كذلك، تظهرون للناس صالحين وباطنكم كله رياء وشر.

29- .الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون! تبنون قبور الانبـياء وتـزينون مدافن الاتقياء،
30- وتقولون: لو عشنا في زمن آبائنا، لما شاركناهم في سفك دم الانبـياء.
31- فتشهدون على انفسكم بانـكم ابناء الذين قتلوا الانبـياء.
32- فتمموا انتم ما بدا به آباؤكم.

33- ايها الحيات اولاد الافاعي! كيف ستهربون من عقاب جهنم؟
34- لذلك سارسل اليكم انبـياء وحكماء ومعلمين، فمنهم من تقتلون وتصلبون، ومنهم من تجلدون في مجامعكم وتطاردون من مدينة الى مدينة،
35- حت? ينزل بكم العقاب على سفك كل دم بريء على الارض، من دم هابـيل الصديق الى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين المذبح وبيت الله.
36- الحق اقول لكم: هذا كله سيقع على هذا الجيل!

37- "اورشليم، اورشليم! يا قاتلة الانبـياء وراجمة المرسلين اليها. كم مرة اردت ان اجمع ابناءك، مثلما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، فما اردتم.
38- وها هو بيتكم متروك لكم خرابا.
39- اقول لكم: لن تروني الا يوم تهتفون: تبارك الآتي باسم الرب".
 
17 40 انجيل متى 024 الله
1- وخرج يسوع من الهيكل. وبينما هو يبتعد عنه، دنا اليه تلاميذه يوجهون نظره الى ابنـية الهيكل.
2- فقال لهم: "اترون هذا كله؟ الحق اقول لكم: لن يترك هنا حجر على حجر، بل يهدم كله".

3- وبينما يسوع جالس في جبل الزيتون، ساله تلاميذه على انفراد: "اخبرنا متى يحدث هذا الخراب، وما هـي علامة مجيئك وانقضاء الدهر؟"

4- فاجابهم يسوع: "انتبهوا لـئلا يضللكم احد.
5- سيجيء كثير من الناس منتحلين اسمي، فيقولون: انا هو المسيح! .ويخدعون كثيرا من الناس.
6- وستسمعون بالحروب وباخبار الحروب، فاياكم ان تفزعوا. فهذا لا بد منه، ولكنها لا تكون هي الآخرة.
7- ستقوم امة على امة، ومملكة على مملكة، وتحدث مجاعات وزلازل في اماكن كثيرة.
8- وهذا كله بدء الاوجاع.

9- وفي ذلك الوقت يسلمونكم الى العذاب ويقتلونكم. وتبغضكم جميع الامم من اجل اسمي.
10- ويرتد عن الايمان كثير من الناس، ويخون بعضهم بعضا ويبغض واحدهم الآخر.
11- ويظهر انبـياء كذابون كثيرون ويضللون كثيرا من الناس.
12- ويعم الفساد، فتبرد المحبة في اكثر القلوب.
13- ومن يثبت الى النهاية يخلص.
14- وتجيء النهاية بعدما تعلن بشارة ملكوت الله هذه في العالم كله، شهادة لي عند الامم كلها.

15- "فاذا رايتم "نجاسة الخراب" التي تكلم عليها النبـي دانيال قائمة في المكان المقد? (افهم هذا ايها القارئ)،
16- فليهرب الى الجبال من كان في اليهودية.
17- ومن كان على السطح، فلا ينزل لـياخذ من البيت حوائجه.
18- ومن كان في الحقل فلا يرجـــع لياخذ ثوبه.
19- الويل للحبالى والمرضعات في تلك الايام.
20- صلوا لـئلا يكون هربكم في الشتاء او في السبت.
21- فستنزل في ذلك الوقت نكبة ما حدث مثلها منذ بدء العالم الى اليوم، ولن يحدث.
22- ولولا ان الله جعل تلك الايام قصيرة، لما نجا احد من البشر. ولكن من اجل الذين اختارهم جعل تلك الايام قصيرة.
23- فاذا قال لكم احد: ها هو المسيح هنا، او ها هو هناك! فلا تصدقوه،
24- فسيظهر مسحاء دجالون وانبـياء كذابون، يصنعون الآيات والعجائب العظيمة ليضللوا، ان امكن، حت? الذين اختارهم الله.
25- ها انا انذركم.
26- فان قالوا لكم: ها هو في البرية! فلا تخرجوا الى هناك، او ها هو في داخل البيوت! فلا تصدقوا،
27- لان مجيء ابن الانسان يكون مثل البرق الذي يلمع من المشرق ويضيء في المغرب.
28- وحيث تكون الجيفة تجتمـع النسور.

29- "وفي الحال بعد مصائب تلك الايام، تظلم الشمس ولا يضيء القمر. وتتساقط النجوم من السماء، وتتزعزع قوات السماء.
30- وتظهر في ذلك الحين علامة ابن الانسان في السماء، فتنتحب جميع قبائل الارض، ويرى الناس ابن الانسان آتـيا على سحاب السماء في كل عزة وجلال.
31- فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت الى جهات الرياح الاربع ليجمعوا مختاريه من اقصى السماوات الى اقصاها.

32- خذوا من التـينة عبرة: اذا لانت اغصانها واورقت، علمتم ان الصيف قريب.
33- وكذلك اذا رايتم هذا كله، فاعلموا ان الوقت قريب على الابواب.
34- الحق اقول لكم: لن ينقضي هذا الجيل حتى يتم هذا كله.
35- السماء والارض تزولان وكلامي لن يزول.

36- "اما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعرفهما احد، لا ملائكة السماوات ولا الابن، الا الآب وحده.
37- وكما حدث في ايام نوح فكذلك يحدث عند مجيء ابن الانسان.
38- كان الناس في الايام التي سبقت الطوفان ياكلون ويشربون ويتزاوجون، الى يوم دخل نوح الفلك.
39- وما كانوا ينتظرون شيئا، حت? جاء الطوفان فاغرقهم كلهم. وهكذا يحدث عند مجيء ابن الانسان:
40- فيكون رجلان في الحقل، فيؤخذ احدهما ويترك الآخر.
41- وتكون امراتان على حجر الطحن، فتؤخذ احداهما وتترك الاخرى.

42- فاسهروا، لانكم لا تعرفون اي يوم يجيء ربكم.
43- واعلموا ان رب البيت لو عرف في اية ساعة من الليل يجيء اللص، لسهر وما تركه ينقب بيته.
44- فكونوا انتم ايضا على استعداد، لان ابن الانسان يجيء في ساعة لا تنتظرونها.

45- "فمن هو الخادم الامين العاقل الذي اوكل اليه سيده ان يعطي خدمه طعامهم في حينه؟
46- هنيئا لذلك الخادم الذي يجده سيده عند عودته يقوم بعمله هذا.
47- الحق اقول لكم: ان? يوكل اليه جميع امواله.
48- اما اذا كان هذا الخادم شريرا وقال في نفسه: سيــتاخر سيدي،
49- واخذ يضرب رفاقه وياكل ويشرب مع السكيرين،
50- فيرجـــع سيده في يوم لا ينتظره وساعة لا يعرفها،
51- فيمزقه تمزيقا ويجعل مصيره مع المنافقين. وهناك البكاء وصريف الاسنان.
 
18 40 انجيل متى 026 الله
1- ولما اتم يسوع هذا الكلام كله، قال لتلاميذه:
2- "تعرفون ان الفصح يقع بعد يومين، وفيه يسلم ابن الانسان ليصلب".

3- واجتمع في ذلك الحين رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب في دار قيافا رئيس الكهنة،
4- وتشاوروا ليمسكوا يسوع بحيلة ويقتلوه.
5- ولكنهم قالوا: "لا نفعل هذا في العيد، لـئلا يحدث اضطراب في الشعب".

6- وبينما يسوع في بيت عنيا عند سمعان الابرص،
7- دنت منه امراة تحمل قارورة طيب غالي الثمن، فسكبته على راسه وهو يتناول الطعام.
8- فلما راى التلاميذ ما عملت، استاؤوا وقالوا: "ما هذا الاسراف؟
9- كان يمكن ان يباع غالـيا، ويوزع ثمنه على الفقراء!"
10- فعرف يسوع وقال لهم: "لماذا تزعجون هذه المراة؟ فهي عملت لي عملا صالحا.
11- فالفقراء عندكم في كل حين، وام? انا فلا اكون في كل حين عندكم.
12- واذا كانت سكبت هذا الطيب على جسدي، فلتهيئه للدفن.
13- الحق اقول لكم: اينما تعلن هذه البشارة في العالم كله، يحدث ايضا بعملها هذا، احياء لذكرها".

14- وفي ذلك الوقت ذهب احد التلاميذ الاثني عشر، وهو يهوذا الملقب بالاسخريوطـي، الى رؤساء الكهنة
15- وقال لهم: "ماذا تعطوني لاسلم اليكم يسوع؟" فوعدوه بثلاثين من الفضة.
16- واخذ يهوذا من تلك الساعة يترقب الفرصة ليسلم يسوع.

17- وفي اول يوم من عيد الفطير، جاء التلاميذ الى يسوع وقالوا له: "اين تريد ان نهيـئ لك عشاء الفصح؟"
18- فاجابهم: "اذهبوا الى فلان في المدينة وقولوا له: يقول المعلم: جاءت ساعتي، وساتناول عشاء الفصح في بيتك مع تلاميذي".
19- فعمل التلاميذ ما امرهم به يسوع وهيـاوا عشاء الفصح.

20- وفي المساء، جلس يسوع للطعام مع تلاميذه الاثني عشر.
21- وبينما هم ياكلون، قال يسوع: "الحق اقول لكم: واحد منكم سيسلمني".
22- فحزن التلاميذ كثيرا واخذوا يسالونه، واحدا واحدا: "هل انا هو، يا سيد؟"
23- فاجابهم: "من يغمس خبزه في الصحن معي هو الذي سيسلمني.
24- فابن الانسان سيموت كما جاء عنه في الكتاب، ولكن الويل لمن يسلم ابن الانسان! كان خيرا له ان لا يولد".
25- فساله يهوذا الذي سيسلمه: "هل انا هو، يا معلم؟" فاجابه يسوع: "انت قلت".

26- وبينما هم ياكلون، اخذ يسوع خبزا وبارك وكسره وناول تلاميذه وقال: "خذوا كلوا، هذا هو جسدي".
27- واخذ كاسا وشكر وناولهم وقال: "اشربوا منها كلكم.
28- هذا هو دمي، دم العهد الذي يسفك من اجل اناس كثيرين. لغفران الخطايا.
29- اقول لكم: لا اشرب بعد اليوم من عصير الكرمة هذا، حتى يجيء يوم فيه اشربه معكم جديدا في ملكوت ابـي".

30- ثم سبحوا وخرجوا الى جبل الزيتون.

31- وقال لهم يسوع: "في هذه الليلة ستتركوني..كلكم، فالكتاب يقول: ساضرب الراعي، فتتبدد خراف القطيع.
32- ولكن بعد قيامتي من بين الاموات اسبقكم الى الجليل".
33- فقال بطرس: "لو تركوك كلهم، فانا لن اتركك".
34- فقال له يسوع: "الحق اقول لك: في هذه الليلة، قبل ان يصيح الديك، تنكرني ثلاث مرات".
35- فاجابه بطرس: "لا انكرك وان كان علي ان اموت معك". وهكذا قال التلاميذ كلهم.

36- ثم جاء يسوع مع تلاميذه الى موضع اسمه جتسماني، فقال لهم: "اقعدوا هنا، حت? اذهب واصلي هناك".
37- واخذ معه بطرس وابني زبدي، وبدا يشعر بالحزن والكآبة.
38- فقال لهم: "نفسي حزينة حت? الموت. انتظروا هنا واسهروا معي".
39- وابتعد عنهم قليلا وارتمى على وجهه وصل? فقال: "ان امكن يا ابـي، فلتعبر عني هذه الكاس. ولكن لا كما انا اريد، بل كما انت تريد".

40- ورجع الى التلاميذ فوجدهم نـياما، فقال لبطرس: "اهكذا لا تقدرون ان تسهروا معي ساعة واحدة؟
41- اسهروا وصلوا لـئلا تقعوا في التجربة. الروح راغبة، ولكن الجسد ضعيف".

42- وابتعد ثانية وصلى، فقال: "يا ابـي، اذا كان لا يمكن ان تعبر عني هذه الكاس، الا ان اشربها، فلتكن مشيئتك".
43- ثم رجع فوجدهم نـياما، لان النعاس اثقل جفونهم.

44- فتركهم وعاد الى الصلاة مرة ثالثة، فردد الكلام نفسه.
45- ثم رجع الى التلاميذ وقال لهم: "انـيام بعد ومستريحون؟ جاءت الساعة التي فيها يسلم ابن الانسان الى ايدي الخاطئين.
46- قوموا ننصرف! اقترب الذي يسلمني".

47- وبينما يسوع يتكلم وصل يهوذا، احد التلاميذ الاثني عشر، على راس عصابة كبـيرة تحمل السيوف والعصي، ارسلها رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب.

48- وكان الذي اسلمه اعطاهم علامة، قال: "هو الذي اقبله، فامسكوه!"
49- ودنا يهوذا في الحال الى يسوع وقال له: "السلام عليك، يا معلم!" وقبله.
50- فقال له يسوع: "افعل ما جئت له. يا صاحبـي!" فتقدموا والقوا عليه الايدي وامسكوه.
51- ومد واحد من رفاق يسوع يده الى سيفه واستله وضرب خادم رئيس الكهنة، فقطع اذنه.
52- فقال له يسوع: "رد سيفك الى مكانه. فمن ياخذ بالسيف، بالسيف يهلك.
53- اتظن اني لا اقدر ان اطلب الى ابـي، فيرسل لي في الحال اكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة؟
54- ولكن كيف تتم الكتب المقدسة التي تقول ان هذا ما يجب ان يحدث؟"

55- وقال يسوع للجموع: "اعلى لص خرجتم بسيوف وعصي لتاخذوني؟ كنت كل يوم اجلس معكم في الهيكل اعلم، فما اخذتموني.
56- ولكن حدث هذا كله لتتم كتب الانبـياء". فتركه التلاميذ كلهم وهربوا.

57- فالذين امسكوا يسوع اخذوه الى قيافا رئيس الكهنة، وكان معلمو الشريعة والشيوخ مجتمعين عنده.
58- وتبعه بطرس عن بعد الى دار رئيس الكهنة. فدخل وقعد مع الحرس ليرى النهاية.

59- وكان رؤساء الكهنة وجميع اعضاء المجلس يطلبون شهادة زور على يسوع ليقتلوه،
60- فما وجدوا، مع ان كثيرا من شهود الزور تقدموا بشهاداتهم. ثم قام شاهدان
61- وقالا: "هذا الرجل قال: اقدر ان اهدم هيكل الله وابنـيه في ثلاثة ايام".
62- فقام رئيس الكهنة وقال ليسوع: "اما تجيب بشيء؟ ما هذا الذي يشهدان به عليك؟"
63- فظل يسوع ساكتا. فقال له رئيس الكهنة: "استحلفك بالله الحي ان تقول لنا: هل انت المسيح ابن الله؟"
64- فاجاب يسوع: "انت قلت. وانا اقول لكم: سترون بعد اليوم ابن الانسان جالسا عن يمين الله القدير وآتــيا على سحاب السماء!"
65- فشق رئيس الكهنة ثيابه وقال: "تجديف! انحتاج بعد الى شهود؟ ها انتم سمعتم تجديفه.
66- فما رايكم؟" فاجابوه: "يستوجب الموت!"

67- فبصقوا في وجه يسوع ولطموه، ومنهم من لكمه
68- وقالوا: "تنبـا لنا، ايها المسيح، من ضربك!"

69- وكان بطرس قاعدا في ساحة الدار، فدنت اليه جارية وقالت: "انت ايضا كنت مع يسوع الجليلي!"
70- فانكر امام جميع الحاضرين، قال: "لا افهم ما تقولين".
71- وخرج الى مدخل الساحة، فراته جارية اخرى. فقالت لمن كانوا هناك: "هذا الرجل كان مع يسوع الناصري!"
72- فانكر بطرس ثانية وحلف، قال: "لا اعرف هذا الرجل!"
73- وبعد قليل جاء الحاضرون وقالوا لبطرس: "لا شك انك انت ايضا واحد منهم، فلهجتك تدل عليك!"
74- فاخذ يلعن ويحلف: "انا لا اعرف هذا الرجل". فصاح الديك في الحال،
75- فتذكر بطرس قول يسوع: "قبل ان يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات". فخرج وبكى بكاء مرا.
 
19 40 انجيل متى 027 الله
1- ولما طلع الصبح، تشاور جميع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب على يسوع ليقتلوه.
2- ثم قيدوه واخذوه واسلموه الى الحاكم بـيلاطس.

3- فلما راى يهوذا الذي اسلم يسوع انهم حكموا عليه، ندم ورد الثلاثين من الفضة الى رؤساء الكهنة والشيوخ،
4- وقال لهم: "خطئت حين اسلمت دما بريئا". فقالوا له: "ما علينا؟ د.بر انت امرك".
5- فرمى يهوذا الفضة في الهيكل وانصرف، ثم ذهب وشنق نفسه.

6- فاخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا: "هذه ثمن دم، فلا يحل لنا ان نضعها في صندوق الهيكل".
7- فاتـفقوا ان يشتروا بها حقل الخزاف ليجعلوه مقبرة للغرباء.
8- ولهذا يسميه الناس حقل الدم الى هذا اليوم.

9- فتم ما قاله النبـي ارميا: "واخذوا الثلاثين من الفضة، وهي ما اتفق بعض بني اسرائيل على ان يكون ثمنه،
10- ودفعوها ثمنا لحقل الخزاف. هكذا امرني الرب".

11- ووقف يسوع امام الحاكم فساله الحاكم: "اانت ملك اليهود؟" فاجابه يسوع: "انت قلت".
12- وكان رؤساء الكهنة والشيوخ يتهمونه، فلا يجيب بشيء.
13- فقال له بـيلاطس: "اما تسمع ما يشهدون به عليك؟"
14- فما اجابه يسوع عن شيء، حت? تعجب الحاكم كثيرا.

15- وكان من عادة الحاكم في كل عيد ان يطلق واحدا من السجناء يختاره الشعب.
16- وكان عندهم في ذلك الحين سجين شهير اسمه يشوع باراباس.
17- فلما تجمهر الناس سالهم بـيلاطس: "من تريدون ان اطلق لكم: يشوع باراباس ام يسوع الذي يقال له المسيح؟"
18- وكان بـيلاطس يعرف انهم من حسدهم اسلموا يسوع.

19- وبينما بـيلاطس على كرسـي القضاء، ارسلت اليه امراته تقول: "اياك وهذا الرجل الصالـح، لاني تالمت الليلة في الحلم كثيرا من اجله".
20- لكن رؤساء الكهنة والشيوخ حرضوا الجموع على ان يطلبوا باراباس ويقتلوا يسوع.
21- فلما سالهم الحاكم: "ايهما تريدون ان اطلق لكم؟" اجابوا: "باراباس!"
22- فقال لهم بـيلاطس: "وماذا افعل بـيسوع الذي يقال له المسيح؟" فاجابوا كلهم: "اصلبه!"
23- قال لهم: "واي شر فعل؟" فارتفع صياحهم: "اصلبه!"

24- فلما راى بـيلاطس ?نه ما استفاد شيئا، بل اشتد الاضطراب، اخذ ماء وغسل يديه امام الجموع وقال: "انا بريء من دم هذا الــــرجل! د.بروا انتم امره".
25- فاجاب الشعب كله: "دمه علينا وعلى اولادنا!"
26- فاطلق لهم باراباس، اما يسوع فجلد.ه واسلمه لـــيصلب.

27- فاخذ جنود الحاكم يسوع الى قصر الحاكم وجمعوا الكتيبة كلها،
28- فنزعوا عنه ثيابه والبسوه ثوبا قرمزيا،
29- وضفروا اكليلا من شوك ووضعوه على راسه، وجعلوا في يمينه قصبة، ثم ركعوا امامه واستهزاوا به فقالوا: "السلام عليك يا ملك اليهود!"
30- وامسكوا القصبة واخذوا يضربونه بها على راسه وهم يبصقون عليه.
31- وبعدما استهزاوا به نــزعوا عنه الثوب القرمزي، والبسوه ثيابه وساقوه ليصلب.

32- وبينما هم خارجون من المدينة صادفوا رجلا من قيرين اسمه سمعان، فسخروه ليحمل صليب يسوع.
33- ولما وصلوا الى المكان الذي يقال له الجلجثة، اي "موضع الجمجمة"
34- اعطوه خمرا ممزوجة بالمر، فلما ذاقها رفض ان يشربها.
35- فصلبوه واقترعوا على ثيابه واقتسموها.
36- وجلسوا هناك يحرسونه.
37- ووضعوا فوق راسه لافتة مكتوبا فيها سبب الحكم عليه: "هذا يسوع، ملك اليهود".
38- وصلبوا معه لصين، واحدا عن يمينه وواحدا عن شماله.
39- وكان المارة يهزون رؤوسهم ويشتمونه ويقولون:
40- "يا هادم الهيكل وبانـيه في ثلاثة ايام، ان كنت ابن الله، فخلص نفسك وانزل_ ..عن الصليب".
41- وكان رؤساء الكهنة ومـعلمو الشريعة والشيوخ يستهزئون به، فيقولون:
42- "خلص غيره، ولا يقدر ان يخلص نفسه! هو ملك اسرائيل، فلينزل الآن عن الصليب لنؤمن به!
43- توكل على الله وقال: انا ابن الله، فلينقذه الله الآن ان كان راضيا عنه".
44- وعيره اللصان المصلوبان معه ايضا، فقالا مثل هذا الكلام.

45- وعند الظهر خيم على الارض كلها ظلام حت? الساعة الثالثة.
46- ونحو الساعة الثالثة صرخ يسوع بصوت عظيم: "ايلي، ايلي، لما شبقتاني؟" اي "الهي، الهي، لماذا تركتني؟"
47- فسمع بعض الحاضرين هناك، فقالوا: "ها هو ينادي ايليا!"
48- واسرع واحد منهم الى اسفنجة، فبلــلها بالخل ووضعها على طرف قصبة ورفعها اليه لـيشرب.
49- فقال له الآخرون: "انتظر لنرى هل يجيء ايليا ليخلصه!"
50- وصرخ يسوع مرة ثانية صرخة قوية واسلم الروح.

51- فانشق حجاب الهيكل شطرين من اعلى الى اسفل. وتزلزلت الارض وتشققت الصخور.
52- وانفتحت القبور،. فقامت اجساد كثير.? من القديسين الراقدين.
53- وبعد قيامة يسوع، خرجوا من القبور ودخلوا الى المدينة المقدسة وظهروا لكثير.? من الناس.

54- فلما راى القائد وجنوده الذين يحرسون يسوع الزلزال وكل ما حدث، فزعوا وقالوا: "بالحقيقة كان هذا الرجل ابن الله!"
55- وكان هناك كثير من النساء ينظرن عن بعد، وهن اللواتي تبعن يسوع من الجليل ليخدمنه،
56- فيهن مريم المجدلية، ومريم ام يعقوب ويوسف، وام ابني زبدي.

57- وجاء عند المساء رجل غنـي من الرامة اسمه يوسف، وكان من تلاميذ يسوع.
58- فدخل على بـيلاطس وطلب جسد يسوع. فامر بـيلاطس ان يسلموه اليه.
59- فاخذ يوسف جسد يسوع ولفه في كفن نظيف،
60- ووضعه في قبر جديد كان حفره لنفسه في الصخر، ثم دحرج حجرا كبـيرا على باب القبر ومضى.
61- وكانت مريم المجدلية، ومريم الاخرى، جالستين تجاه القبر.

62- وفي الغد، اي بعد التهيئة للسبت، ذهب رؤساء الكهنة والفريسيون الى بـيلاطس
63- وقالوا له: "تذكرنا، يا سيد، ان .ذلك الدجال قال وهو حي: ساقوم بعد ثلاثة ايـام.
64- فاصدر امرك بحراسة القبر الى اليوم الثالث، لـئلا يجيء تلاميذه ويسرقوه ويقولوا للشعب: قام من بين الاموات، فتكون هذه الخدعة شرا من الاولى".

65- فقال لهم بـيلاطس: "عندكم حرس، فاذهبوا واحتاطوا كما ترون".
66- فذهبوا واحتاطوا على القبر، فختموا الحجر واقاموا عليه حرسا.
 
20 41 انجيل مرقس 001 الله
1- بشارة يسوع المسيح ابن الله،
2- بدات كما كتب النبـي اشعيا: »ها انا ارسل رسولي قدامك ليهيـئ طريقك
3- صوت صارخ في البرية: هيئوا طريق الرب، واجعلو سبله مستقيمة«.

4- فظهر يوحنا المعمدان في البرية يدعو الناس الى معمودية التوبة لتغفر خطاياهم.
5- وكانوا يخرجون اليه من جميع بلاد اليهودية واورشليم فيعمدهم في نهر الاردن، معترفين بخطاياهم.

6- وكان يوحنا يلبس ثوبا من وبر الجمال، وعلى وسطه حزام من جلد، ويقتات من الجراد والعسل البري.
7- وكان يبشر فيقول: «يجيء بعدي من هو اقوى مني. من لا احسب نفسي اهلا لان انحني واحل رباط حذائه.
8- انا عمدتكم بالماء، واما هو فيعمدكم بالروح القدس«.
9- وفي تلك الايام جاء يسوع من النـاصرة التي في الجليل، وتعمد على يد يوحنا في نهر الاردن.
10- ولما صعد يسوع من الماء راى السماوات تنفتـح والروح القدس ينزل عليه كانه حمامة.
11- وقال صوت من السماء: «انت ابني الحبـيب، بك رضيت«.

12- واخرجه الروح القدس الى البرية،
13- فاقام فيها اربعين يوما يجربه الشيطان. وكان هناك مع الوحوش. وكانت تخدمه الملائكة.

14- وبعد اعتقال يوحنا، جاء يسوع الى الجليل يعلن بشارة الله،
15- فيقول: «تم الزمان واقترب ملكوت الله. فتوبوا وآمنوا بالانجيل«.

16- وبينما هو يمشي على شاطئ بحر الجليل، راى صيادين هما سمعان واخوه اندراوس يلقيان الشبكة في البحر،
17- فقال لهما يسوع: «اتبعاني اجعلكما صيادي بشر«.
18- فتركا شباكهما في الحال وتبعاه.

19- ومشى قليلا، فراى يعقوب بن زبدي واخاه يوحنا، وهما في القارب يصلحان شباكهما.
20- فما ان دعاهما، حتى تركا اباهما زبدي في القارب مع معاونيه وتبعاه.

21- وجاؤوا الى كفرناحوم، فدخل المجمع في السبت واخذ يعلم.
22- فتعجبوا من تعليمه، لانه كان يعلمهم مثل من له سلطان، لا مثل معلمي الشريعة.

23- وكان في المجمع رجل فيه روح نجس، فاخذ يصيح:
24- »ما لنا ولك، يا يسوع النـاصري؟ اجئت لتهلكنا؟ انا اعرف من انت: انت قدوس الله

25- فانتهره يسوع، قال: «اخرس واخرج من الرجل!«

26- فصرعه الروح النجس، وصرخ صرخة قوية وخرج منه.
27- فتعجب الناس كلهم وتساءلوا: «ما هذا؟ اتعليم جديد يلقى بسلطان؟ حتى الارواح النجسة يامرها فتطيعه!«

28- وذاع صيت يسوع في جميع انحاء الجليل.

29- ولما خرج من المجمع، جاء مع يعقوب ويوحنا الى بـيت سمعان واندراوس.
30- وكانت حماة سمعان طريحة الفراش بالحمى، فاخبروه عنها.
31- فدنا منها وامسك يدها وانهضها. فتركتها الحمى واخذت تخدمهم.

32- وعند المساء، بعد غروب الشمس، حمل الناس اليه جميع المرضى والذين فيهم شياطين.
33- وتجمع اهل المدينة كلهم على الباب،
34- فشفى كثيرا من المصابـين بمختلف الامراض، وطرد كثيرا من الشياطين، ومنع الشياطين ان تتكلم لانها عرفته.

35- وقام قبل طلوع الفجر، فخرج وذهب الى مكان مقفر، واخذ يصلي هناك.
36- فبحث عنه سمعان ورفاقه،
37- ولما وجدوه قالوا له: «جميع الناس يطلبونك!«

38- فقال لهم: «تعالوا نذهب الى القرى المجاورة لابشر فيها ايضا، لاني لهذا خرجت«.

39- وطاف في انحاء الجليل، يبشر في مجامعهم ويطرد الشياطين.

40- وجاءه ابرص يتوسل اليه، فسجد وقال له: «ان اردت طهرتني«.

41- فاشفق عليه يسوع ومد يده ولمسه وقال له: «اريد، فاطهر!«

42- فزال عنه البرص في الحال وطهر.

43- فانتهره يسوع وصرفه،
44- بعدما قال له: «اياك ان تخبر احدا بشيء. ولكن اذهب الى الكاهن واره نفسك، ثم قدم عن شفائك ما امر به موسى، شهادة عندهم«.
45- ولكن الرجل انصرف واخذ يذيع الخبر وينشره في كل مكان. حتى تعذر على يسوع ان يدخل علانية الى اية مدينة. فاقام في اماكن مقفرة. وكان النـاس يجيئون اليه من كل مكان.
 
21 41 انجيل مرقس 002 الله
1- ورجع يسوع بعد ايام الى كفرناحوم، فسمع النـاس انه في البيت.
2- فتجمع منهم عدد كبـير ملا المكان حتى عند الباب، فوعظهم بكلام الله.
3- وجاء اليه اربعة رجال يحملون كسيحا.
4- فلما عجزوا عن الوصول به اليه لكثرة الزحام، نقبوا السقف وكشفوا فوق المكان الذي كان فيه يسوع ودلوا الكسيح وهو على فراشه.
5- فلما راى يسوع ايمانهم قال للكسيح: «يا ابني، مغفورة لك خطاياك!«

6- وكان بين الحضور بعض معلمي الشريعة، فقالوا في انفسهم:
7- »كيف يتكلم هذا الرجل كلاما كهذا؟ فهو يجدف! من يقدر ان يغفر الخطايا الا الله وحده؟«

8- وعرف يسوع في سره افكارهم، قال لهم: «ما هذه الافكار في قلوبكم؟
9- ايما اسهل: ان يقال لهذا الكسيح: مغفورة لك خطاياك، ام ان يقال له: قم واحمل فراشك وامش؟
10- ساريكم ان ابن الانسان له سلطان على الارض ليغفر الخطايا«. وقال للكسيح:
11- »اقول لك: قم واحمل فراشك واذهب الى بيتك!«

12- فقام الرجل وحمل فراشه في الحال وخرج بمشهد من الحاضرين. فتعجبوا كلهم ومجدوا الله وقالوا: «ما راينا مثل هذا في حياتنا!«

13- ورجع يسوع الى شاطئ بحر الجليل. وجاءه جمهور من النـاس فاخذ يعلمهم.
14- وبينما هو سائر راى لاوي بن حلفى جالسا في بيت الجباية. فقال له يسوع: «اتبعني!« فقام وتبعه.

15- وكان يسوع ياكل في بيت لاوي، فجلس معه ومع تلاميذه كثيرون من الذين تبعوه من جباة الضرائب والخاطئين.
16- فلما راى بعض معلمي الشريعة من الفريسيـين انه ياكل مع جباة الضرائب والخاطئين، قالوا لتلاميذه: «ما باله ياكل ويشرب مع جباة الضرائب والخاطئين!«
17- فسمع يسوع كلامهم، فقال لهم: «لا يحتاج الاصحاء الى طبـيب، بل المرضى. ما جئت لادعو الصالحين، بل الخاطئين«.

18- وكان تلاميذ يوحنا والفريسيون صائمين، فجاء بعض النـاس الى يسوع وقالوا له: «لماذا يصوم تلاميذ يوحنا وتلاميذ الفريسيـين، ولا يصوم تلاميذك؟«

19- فقال لهم: «اتنتظرون من اهل العريس ان يصوموا والعريس بـينهم؟ فما دام العريس بـينهم، لا يقدرون ان يصوموا.
20- ولكن يجيء وقت يرفع فيه العريس من بينهم وفي ذلك الوقت يصومون.
21- ما من احد يرقع ثوبا عتيقا برقعة من قماش جديد، لئلا تنكمش فتنتزع الرقعة الجديدة شيئا من الثوب العتيق فيتسع الخرق.
22- وما من احد يضع خمرا جديدة في اوعية من جلد عتيقة، لئلا تشق الخمر الجديدة الاوعية، فتتلف الخمر والاوعية معا. ولكن للخمر الجديدة اوعية جديدة!«

23- ومر في السبت بين المزارع، فاخذ تلاميذه يقطفون السنبل وهم سائرون.
24- فقال له الفريسيون: «انظر! لماذا يعمل تلاميذك ما لا يحل _في السبت؟«
25- فقال لهم: «اما قراتم ما عمل داود عندما احوجه الجوع هو ورجاله؟
26- كيف دخل بيت الله في ايام ابـياتار رئيس الكهنة، فاكل خبز القربان واعطى منه رجاله، واكله لا يحل الا للكهنة«.
27- وقال يسوع: «الله جعل السبت للانسان، وما جعل الانسان للسبت.
28- فابن الانسان سيد السبت ايضا«.
 
22 41 انجيل مرقس 003 الله
1- ورجع يسوع الى المجمع، فوجد فيه رجلا يده يابسة.
2- وكان هناك جماعة يراقبونه ليروا هل يشفيه في السبت، فيــتهموه.
3- فقال للرجل الذي يده يابسة: «قم في وسط المجمع!«

4- وقال للحاضرين: «ايحل في السبت عمل الخير ام عمل الشر؟ انقاذ نفس ام اهلاكها؟« فسكتوا.
5- فاجال يسوع نظره فيهم وهو غاضب حزين لقساوة قلوبهم، وقال للرجل: «مد يدك!« فمدها فعادت صحيحة كالاخرى.
6- فخرج الفريسيون وتشاوروا مع الهيرودسيـين ليقتلوا يسوع.

7- فانصرف مع تلاميذه الى بحر الجليل، وتبعه جمهور كبـير من الجليل واليهودية،
8- ومن اورشليم وادومية وعبر الاردن ونواحي صور وصيدا. وهؤلاء سمعوا باعماله فجاؤوا اليه.
9- فامر تلاميذه بان يهيئوا له قاربا حتى لا يزحمه الجمع،
10- لانه شفى كثيرا من النـاس، حتى اخذ كل مريض يشق طريقه اليه ليلمسه.
11- وكان الذين فيهم ارواح نجسة يسجدون له اذا راوه ويصيحون: «انت ابن الله

12- فكان يامرهم بشدة ان لا يعلنوا امره.

13- وصعد الى الجبل ودعا الذين ارادهم فحضروا اليه.
14- فاقام منهم اثني عشر سماهم رسلا يرافقونه فيرسلهم مبشرين،
15- ولهم سلطان به يطردون الشياطين.
16- وهؤلاء الاثنا عشر هم: سمعان وسماه يسوع بطرس،
17- ويعقوب ويوحنا ابنا زبدي وسماهما بوانرجس، اي ابني الرعد،  
18- واندراوس وفيلبس وبرثولوماوس، ومتى وتوما، ويعقوب بن حلفى وتداوس وسمعان الوطني الغيور،
19- ويهوذا اسخريوط الذي اسلم يسوع.

20- وجاء يسوع الى البـيت، فعاد النـاس الى الازدحام، حتى تعذر على يسوع وتلاميذه ان ياكلوا.
21- وسمع اقرباؤه، فجاؤوا لياخذوه لان بعض النـاس قالوا: «فقد صوابه«.

22- واما معلمو الشريعة الذين نزلوا من اورشليم، فقالوا: «فيه بعلزبول، وهو برئيس الشياطين يطرد الشياطين«.

23- فدعاهم وكلمهم بامثال، قال: «كيف يمكن للشيطان ان يطرد الشيطان؟
24- فاذا انقسمت مملكة لا تثبت،
25- او انقسم بيت لا يثبت.
26- واذا ثار الشيطان على ذاته وانقسم لا يثبت، بل يزول.
27- لا يقدر احد ان يدخل بيت رجل قوي وينهب امتعته الا اذا قيد هذا الرجل القوي اولا، ثم ينهب بيته.
28- الحق اقول لكم: كل خطيئة وكل تجديف مهما كان، يغفرهما الله للناس.
29- واما من جدف على الروح القدس، فلا مغفرة له ابدا، بل تبقى خطيئته ابدية«.

30- وبهذا الكلام رد على الذين قالوا: «فيه روح نجس!«

31- وجاءت امه واخوته، فوقفوا في خارج البيت وارسلوا اليه يدعونه.
32- وكان يجلس حوله جمع كبـير، فقالوا له: «امك واخوتك واخواتك في خارج البيت يطلبونك«.
33- فاجابهم: «من هي امي ومن هم اخوتي؟«

34- ونظر الى الجالسين حوله وقال: «هؤلاء هم امي واخوتي!
35- لان من يعمل بمشيئة الله هو اخي واختي وامي«.
 
23 41 انجيل مرقس 004 الله
1- وعاد الى التعليم بجانب البحر، فتجمع حوله جمهور كبـير جدا، حتى انه صعد الى قارب في البحر وجلس فيه، والجمع كلهم في البر على شاطئ البحر.
2- فعلمهم بالامثال اشياء كثيرة. وقال لهم في تعليمه:
3- »اسمعوا! خرج الزارع لـيزرع.
4- وبينما هو يزرع، وقع بعض الحب على جانب الطريق، فجاءت الطيور واكلته.
5- ووقع بعضه على ارض صخرية قليلة التراب، فنبت في الحال لان ترابه كان بلا عمق.
6- فلما اشرقت الشمس احترق، وكان بلا جذور فيبس.
7- ومنه ما وقع بين الشوك، فطلع الشوك وخنقه فما اعطى ثمرا.
8- ومنه ما وقع على ارض طيبة، فنبت ونما واعطى ثمرا، فاثمر بعضه ثلاثين، وبعضه ستين، وبعضه مئة«.
9- وقال يسوع: «من كان له اذنان تسمعان، فليسمع«.

10- فلما كان على انفراد، ساله اتباعه والرسل الاثنا عشر عن مغزى الامثال،
11- فقال لهم: «انتم اعطيتم سر ملكوت الله. واما الذين من خارج فيسمعون كل شيء بالامثال،
12- حتى انهم: مهما نظروا لا يبصرون،ومهما سمعوا لا يفهمون، لئلا يتوبوا فتغفر لهم خطاياهم«.

13- ثم قال لتلاميذه: «اما تفهمون هذا المثل؟ كيف، اذا، تفهمون غيره من الامثال؟
14- الزارع يزرع كلام الله،
15- وبعض النـاس مثل الزرع الذي يقع على جانب الطريق، يسمعون كلام الله فيسرع الشيطان اليهم وينتزع الكلام المزروع فيهم.
16- وبعض النـاس مثل الزرع في ارض صخرية، ما ان يسمعوا كلام الله حتى يقبلوه فرحين،
17- ولكن لا عمق لهم في نفوسهم، فلا يثبتون على حال. فاذا حدث ضيق او اضطهاد من اجل كلام الله، ارتدوا عنه في الحال.

18- وبعض النـاس مثل الزرع بين الاشواك، يسمعون كلام الله،
19- ولكن هموم الدنيا ومحبة الغنى وسائر الشهوات تدخل في قلوبهم وتخنق كلام الله فلا يثمر.
20- وبعض النـاس مثل الزرع في الارض الطيبة، يسمعون كلام الله ويقبلونه فيـثمرون: منهم من يثمر ثلاثين، ومنهم ستـين، ومنهم مئة«.

21- وقال لهم: «ايجيء احد بسراج ليضعه تحت المكيال او تحت السرير؟ اما يضعه على  مكان مرتفـع؟
22- فما من خفـي الا سيظهر، وما من مكتوم الا سيعلن.
23- من كان له اذنان تسمعان، فليسمع!«

24- وقال لهم: «انتبهوا لما تسمعون! بالكيل الذي تكيلون يكال لكم وتزادون،
25- لان من له شيء يزاد. ومن لا شيء له، يؤخذ منه حتى الذي له«.

26- وقال: «يشبه ملكوت الله رجلا يبذر الزرع في حقله.
27- فينام في الليل ويقوم في النهار، والزرع ينبت وينمو، وهو لا يعرف كيف كان ذلك.
28- فالارض من ذاتها تنبت العشب اولا، ثم السنبل، ثم القمح الذي يملا السنبل.
29- حتى اذا نضج القمح، حمل الرجل منجله في الحال، لان الحصاد جاء«.

30- وقال: «كيف نشبه ملكوت الله؟ او باي مثل نوضحه؟
31- هو مثل حبة من خردل، تكون عند زرعها في الارض اصغر كل ما في الارض من الحبوب،
32- ولكنها بعد الزرع ترتفـع وتصير اكبر النبات، وتمد غصونا كبـيرة، حتى ان طيور السماء تجيء وتعشش في ظلها«.

33- وكان يسوع يكثر من هذه الامثال ليعلم النـاس كلام الله على قدر ما يفهمون.
34- وما كلمهم الا بامثال، ولكنه متى انفرد بتلاميذه فسر لهم كل شيء.

35- وفي مساء ذلك اليوم، قال لهم: «تعالوا نعبر الى الشـاطئ المقابل«.

36- فتركوا الجموع وساروا بـيسوع في القارب الذي كان فيه، وكانت معه قوارب اخرى.
37- فهبت عاصفة شديدة واخذت الامواج تضرب القارب حتى كاد يمتلـئ.
38- وكان يسوع نائما في مؤخر القارب، وراسه على مخدة. فايقظوه وقالوا له: «يا معلم، اما يهمك اننا نهلك؟«

39- فقام وانتهر الريح وقال للبحر: «اصمت! اخرس!« فسكنت الريح وساد هدوء تام.

40- وقال يسوع لتلاميذه: «ما لكم خائفين؟ اما عندكم ايمان بعد؟«

41- ولكنهم كانوا في فزع شديد، وقال بعضهم لبعض: «من هذا؟ حتى الريح والبحر يطيعانه!«
 
24 41 انجيل مرقس 005 الله
1- ووصلوا الى الشـاطئ الآخر من بحر الجليل، في ناحية الجراسيـين.
2- ولما نزل من القارب استقبله رجل خرج من المقابر، وفيه روح نجس.
3- وكان يقيم هناك، ولا يقدر احد ان يربطه حتى بسلسلة.
4- فكثيرا ما ربطوه بالقيود والسلاسل، فكان يقطع السلاسل ويكسر القيود، ولا يقوى احد على ضبطه.
5- وكان طوال الليل والنهار في المقابر والجبال يصرخ ويجرح جسده بالحجارة.

6- فلما شاهد يسوع عن بعد، اسرع اليه وسجد له
7- وصاح باعلى صوته: «ما لي ولك، يا يسوع ابن الله العلي؟ استحلفك بالله، لا تعذبني!«

8- لان يسوع قال له: «ايها الروح النجس اخرج من هذا الرجل!«

9- فساله يسوع: «ما اسمك؟« فاجاب: «اسمي جيش، لاننا كثيرون«.
10- وتوسل كثيرا الى يسوع ان لا يطرد الارواح النجسة منه الى خارج المنطقة.

11- وكان هناك قطيع كبـير من الخنازير يرعى قرب الجبل.
12- فتوسلت الارواح النجسة الى يسوع بقولها: «ارسلنا الى تلك الخنازير لندخل فيها«.

13- فاذن لها. فخرجت الارواح النجسة ودخلت في الخنازير. فاندفع القطيع من المنحدر الى البحر، وعدده نحو الفين، فغرق فيه.
14- وهرب الرعاة ونشروا الخبر في المدينة والقرى، فخرج النـاس ليروا ما جرى.
15- فلما وصلوا الى يسوع، شاهدوا الرجل الذي كان فيه جيش من الشياطين جالسا هناك لابسا سليم العقل. فاستولى عليهم الخوف.
16- فاخبرهم الشهود بما جرى للرجل الذي كانت فيه الشياطين وبما اصاب الخنازير.
17- فطلبوا الى يسوع ان يرحل عن ديارهم.

18- وبينما هو يركب القارب، طلب اليه الذي كانت فيه الشياطين ان ياخذه معه.
19- فما اذن له، بل قال له: «ارجــع الى بيتك والى اهلك واخبرهم بما عمل الرب لك وكيف رحمك«.

20- فذهب الرجل واخذ ينادي في المدن العشر بما عمل يسوع له، وكان جميع النـاس يتعجبون.

21- وعبر يسوع في القارب الى الشـاطئ المقابل، فتجمع حوله على الشـاطئ جمهور كبـير.
22- وجاء رجل من رؤساء المجمع اسمه يايرس.  فلما راى يسوع وقع على قدميه،
23- وتوسل اليه كثيرا بقوله: «ابنتي الصغيرة على فراش الموت! تعال وضع يدك عليها، فتشفى وتحيا!«

24- فذهب معه وتبعه جمع كبـير يزحمه من كل جانب.

25- وكانت هناك امراة مصابة بنزف الدم من اثنتي عشرة سنة،
26- عالجها اطباء كثيرون، وانفقت كل ما تملك، فما استفادت شيئا، لا بل صارت من سيـئ الى اسوا.
27- فلما سمعت باخبار يسوع، دخلت بين الجموع من خلف ولمست ثوبه،
28- لانها قالت في نفسها: «يكفي ان المس ثيابه لاشفى«.

29- فانقطع نزف دمها في الحال، واحست في جسمها انها شفـيت من دائها.

30- وشعر يسوع في الحال بقوة خرجت منه. فالتفت الى الجموع وقال: «من لمس ثيابـي؟«
31- فقال له تلاميذه: «ترى النـاس يزحمونك وتسال: من لمسني؟«
32- ولكنه نظر حوله ليرى التي فعلت ذلك.
33- وخافت المراة وارتعبت لعلمها بما جرى لها، فجاءت وسجدت له واخبرته بالحقيقة كلها.
34- فقال لها: «يا ابنتي ايمانك شفاك. فاذهبـي بسلام، وتعافي من دائك«.

35- وبينما يسوع يتكلم وصل رجال من دار رئيس المجمع يقولون: «ماتت ابنتك، فلا حاجة الى ازعاج المعلم«.

36- فتجاهل يسوع كلامهم، وقال لرئيس المجمع: «لا تخف، يكفي ان تؤمن«.
37- وما اذن لاحد ان يرافقه الا بطرس ويعقوب ويوحنا اخا يعقوب.
38- ولما وصلوا الى دار رئيس المجمع، راى يسوع الضجيج وبكاء النـاس وعويلهم.
39- فدخل وقال لهم: «لماذا تضجون وتبكون؟ ما ماتت الصبـية، لكنها نائمة!«
40- فضحكوا عليه. فاخرجهم جميعا، ودخل بابـي الصبـية وامها والذين كانوا معه الى حيث كانت الصبـية.
41- فاخذ بـيدها وقال لها: «طلـيثا قوم!« اي «يا صبـية اقول لك: قومي!«

42- فقامت في الحال واخذت تمشي، وكانت ابنة اثنتي عشرة سنة، ففي الحال تعجبوا كثيرا.
43- فاوصاهم يسوع بشدة ان لا يعلم احد بما حدث، وامرهم ان يطعموها.
 
25 41 انجيل مرقس 007 الله
1- واجتمع اليه الفريسيون وبعض معلمي الشريعة القادمين من اورشليم.
2- فراوا بعض تلاميذه يتناولون الطعام بايد نجسة، اي غير مغسولة، فلاموه.
3- لان الفريسيـين واليهود على العموم يتمسكون بتقاليد القدماء، فلا ياكلون الا بعد ان يغسلوا ايديهم جيدا.
4- واذا رجعوا من السوق لا ياكلون شيئا الا اذا غسلوه. وهناك اشياء اخرى كثيرة توارثوها ليعملوا بها، كغسل الكؤوس والاباريق واوعية النحاس والاسرة.

5- فساله الفريسيون ومعلمو الشريعة: «لماذا لا يراعي تلاميذك تقاليد القدماء، بل يتناولون الطعام بايد نجسة؟«

6- فاجابهم: «يا مراؤون! صدق اشعيا في نبوءته عنكم، كما جاء في الكتاب: هذا الشعب يكرمني بشفتيه، واما قلبه فبعيد عني.
7- وهو باطلا يعبدني بتعاليم وضعها البشر.
8- انتم تهملون وصية الله وتتمسكون بتقاليد البشر«.

9- وقال لهم: «ما ابرعكم في نقض شريعة الله لتحافظوا على تقاليدكم!
10- قال موسى: اكرم اباك وامك، ومن لعن اباه او امه فموتا يموت.
11- اما انتم فتقولون: اذا كان عند احد ما يساعد به اباه او امه، ثم قال لهما: هذا قربان، اي تقدمة لله،
12- يعفى من مساعدة ابـيه او امه.
13- فتبطلون كلام الله بتقاليد من عندكم تتوارثونها وهناك امور كثيرة مثل هذه تعملونها«.

14- ودعا الجموع وقال لهم: «اصغوا الي كلكم وافهموا:
15- ما من شيء يدخل الانسان من الخارج ينجسه. ولكن ما يخرج من الانسان هو الذي ينجس الانسان.
16- [من كان له اذنان تسمعان، فليسمع!«].

17- ولما ترك الجموع ورجع الى البيت، ساله تلاميذه عن مغزى هذا المثل،
18- فقال لهم: «اهكذا انتم ايضا لا تفهمون؟ الا تعرفون ان ما يدخل الانسان من الخارج لا ينجسه،
19- لانه لا يدخل الى قلبه، بل الى جوفه، ثم يخرج من الجسد؟« وفي قوله هذا جعل يسوع الاطعمة كلها طاهرة.

20- وقال لهم: «ما يخرج من الانسان هو الذي ينجسه،
21- لان من الداخل، من قلوب النـاس، تخرج الافكار الشريرة: الفسق والسرقة والقتل
22- والزنى والطمع والخبث والغش والفجور والحسد والنميمة والكبرياء والجهل.
23- هذه المفاسد كلها تخرج من داخل الانسان فتنجسه«.

24- وانتقل من هناك الى نواحي صور. ودخل بيتا، وكان لا يريد ان يعلم به احد، فما امكنه ان يخفـي امره.
25- وما ان سمعت به امراة كان في ابنتها روح نجس، حتى اسرعت اليه وارتمت على قدميه،
26- وسالته ان يخرج الشيطان من ابنتها. وكانت المراة غير يهودية، ومن اصل سوري فينيقي.
27- فاجابها يسوع: «دعي البنـين اولا يشبعون، فلا يجوز ان يؤخذ خبز البنين ويرمى للكلاب«.

28- فقالت المراة: «يا سيدي، حتى الكلاب تاكل تحت المائدة من فتات البنين!«
29- فقال لها: «اذهبـي، من اجل قولك هذا خرج الشيطان من ابنتك«.

30- فرجعت المراة الى بيتها، فوجدت ابنتها على السرير، والشيطان خرج منها.

31- وترك يسوع نواحي صور، ومر بصيدا راجعا الى بحر الجليل، عبر اراضي المدن العشر.
32- فجاؤوا اليه باصم منعقد اللسان وتوسلوا اليه ان يضع يده عليه.
33- فابتعد به يسوع عن الجموع، ووضع اصابعه في اذني الرجل وبصق ولمس لسانه.
34- ورفع عينيه نحو السماء وتنهد وقال للرجل:«افاتا، اي انفتح!«
35- ففي الحال انفتحت اذنا الرجل وانحلت عقدة لسانه، فتكلم بطلاقة.
36- واوصاهم يسوع ان لا يخبروا احدا. فكان كلما اكثر من توصيتهم اكثروا من اذاعة الخبر.
37- وكانوا يقولون باعجاب شديد: «ما اروع اعماله كلها! جعل الصم يسمعون والخرس ينطقون«.
 
26 41 انجيل مرقس 008 الله
1- وتجمع في تلك الايام جمهور كبـير، وما كان معهم شيء ياكلونه. فدعا يسوع تلاميذه وقال لهم:
2- »اشفق على هذا الجمع فهم من ثلاثة ايام معي، ولا طعام لهم.
3- وان صرفتهم الى بيوتهم صائمين، خارت قواهم في الطريق، ومنهم من جاء من مكان بعيد«.

4- فاجابه تلاميذه: «كيف لاحد ان يشبـع هؤلاء النـاس خبزا هنا في البرية؟«
5- فسالهم: «كم رغيفا عندكم؟« قالوا: «سبعة«.
6- فامر يسوع الجمع ان يقعدوا على الارض، واخذ الارغفة السبعة وشكر وكسرها واعطى تلاميذه لـيوزعوها على الجمع، فوزعوها عليهم.
7- وكان مع التلاميذ بعض سمكات صغار، فباركها يسوع وطلب من تلاميذه ان يوزعوها ايضا.
8- فاكل النـاس حتى شبعوا، ثم رفعوا مما فضل من الكسر سبع سلال.
9- وكانوا نحو اربعة آلاف. فصرفهم يسوع
10- وركب القارب مع تلاميذه وجاء الى نواحي دلمانوثة.

11- واقبل اليه بعض الفريسيـين واخذوا يجادلونه طالبـين منه آية من السماء ليجربوه،
12- فتنهد من اعماق قلبه وقال: «ما لهذا الجيل يطلب آية؟ الحق اقول لكم: لن يعطى هذا الجيل آية!«

13- وتركهم ورجع في القارب الى الشـاطئ المقابل.

14- ونسي التلاميذ ان يتزودوا خبزا، وما كان معهم في القارب سوى رغيف واحد.
15- واوصاهم يسوع قال: «انتبهوا، اياكم وخمير الفريسيـين وخمير هيرودس!«

16- فتساءلوا: «هل لان لا خبز معنا؟«
17- فعرف يسوع وقال لهم: «لماذا تفكرون اني قلت هذا لان لا خبز معكم؟ اما ادركتم بعد وفهمتم؟ اعميت قلوبكم الى هذا الحد؟
18- ام لكم عيون ولا تبصرون، وآذان ولا تسمعون؟ الا تذكرون
19- عندما كسرت الارغفة الخمسة للخمسة الآلاف، كم قفة مملوءة من الكسر رفعتم؟ قالوا: «اثنتي عشرة قفة!«
20- قال: «وعندما كسرت الارغفة السبعة للاربعة الآلاف، كم سلة  مملوءة من الفضلات رفعتم؟ قالوا: «سبع سلال!«

21- فقال لهم: «اما فهمتم بعد؟«

22- ووصلوا الى بيت صيدا، فجاؤوا اليه باعمى وتوسلوا اليه ان يلمسه.
23- فاخذ بـيد الاعمى وقاده الى خارج القرية، وهناك تفل في عينيه، ووضع يديه عليه وساله: «اتبصر شيئا؟«

24- فتطلع وقال: «ابصر النـاس واراهم يمشون كانهم اشجار«.

25- فوضع يسوع يديه مرة اخرى على عيني الرجل، فابصر جيدا وعاد صحيحا يرى كل شيء واضحا.
26- فارسله الى بـيته وقال له: «لا تدخل القرية«.

27- وسار يسوع وتلاميذه الى قرى قيصرية فيلبس، وفي الطريق سال تلاميذه: «من انا في راي النـاس؟«
28- فاجابوه: «يوحنا المعمدان، وبعضهم يقول: ايليا، وبعضهم: احد الانبـياء«.
29- فسالهم: «ومن انا في رايكم انتم؟« فاجاب بطرس: «انت المسيح!«
30- فامرهم ان لا يخبروا احدا.

31- وبدا يعلمهم ان ابن الانسان يجب ان يتالم كثيرا، وان يرفضه الشيوخ ورؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة، وان يموت قتلا، وان يقوم بعد ثلاثة ايام.
32- وكان يقول هذا الكلام علانية. فانفرد به بطرس واخذ يعاتبه.
33- فالتفت وراى تلاميذه، فوبخ بطرس بقوله: «ابتعد عني يا شيطان، لان افكارك هذه افكار البشر، لا افكار الله«.

34- ودعا الجموع وتلاميذه وقال لهم: «من اراد ان يتبعني، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني.
35- لان الذي يريد ان يخلص حياته يخسرها، ولكن الذي يخسر حياته في سبـيلي وسبـيل البشارة يخلصها.
36- فماذا ينفع الانسان لو ربـح العالم كله وخسر نفسه؟
37- وبماذا يفدي الانسان نفسه؟
38- لان من يستحي بـي وبكلامي في هذا الجيل الخائن الشرير، يستحي به ابن الانسان متى جاء في مجد ابـيه مع الملائكة الاطهار«.
 
27 41 انجيل مرقس 009 الله
1- وقال لهم: «الحق اقول لكم: في الحاضرين هنا من لا يذوقون الموت، حتى يشاهدوا مجـيء ملكوت الله في مجد عظيم«.
2- وبعد ستة ايام اخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا، وانفرد بهم على جبل مرتفـع، وتجلى بمشهد منهم.
3- فصارت ثيابه تلمع ببياض ناصع لا يقدر على مثله اي قصار في الارض.
4- وظهر لهم ايليا وموسى، وكانا يكلمان يسوع.
5- فقال بطرس ليسوع: «يا معلم، ما اجمل ان نكون هنا. فلننصب ثلاث مظال: واحدة لك، وواحدة لموسى، وواحدة لايليا«.

6- وكان لا يعرف ما يقول من شدة الخوف الذي استولى عليه هو ورفاقه.

7- وجاءت سحابة ظللتهم، وقال صوت من السحابة: «هذا هو ابني الحبـيب فله اسمعوا!«

8- وتلفتوا فجاة حولهم، فما راوا معهم الا يسوع وحده.

9- وبينما هم نازلون من الجبل، اوصاهم يسوع ان لا يخبروا احدا بما راوا، الا متى قام ابن الانسان من بين الاموات.
10- فحفظوا وصيته، ولكنهم اخذوا يتساءلون: «ما معنى: قام من بين الاموات؟«
11- ثم سالوه: «لماذا يقول معلمو الشريعة: يجب ان يجيء ايليا اولا؟«

12- فاجابهم: «نعم، يجيء ايليا اولا ويصلـح كل شيء. فكيف يقول الكتاب ان ابن الانسان سيتالم كثيرا وينبذه النـاس؟
13- لكني اقول لكم: ايليا جاء، وفعلوا به على هواهم، كما جاء عنه في الكتب«.

14- ولما رجعوا الى التلاميذ، راوا جمعا كبـيرا حولهم وبعض معلمي الشريعة يجادلونهم.
15- فلما شاهده الجمع تحيروا كلهم واسرعوا اليه يحيونه.
16- فسالهم: «في اي شيء تجادلونهم؟«

17- فاجابه رجل من الجمع: «يا معلم، جئت اليك بابني، لان فيه روحا نجسا يجعله ابكم،
18- واينما امسك به يصرعه، فيـزبد الصبـي ويصرف باسنانه ويتشنج. وطلبت من تلاميذك ان يطردوه، فما قدروا«.

19- فاجابهم: «ايها الجيل غير المؤمن، الى متى ابقى معكم، والى متى احتملكم؟ قدموا الصبـي الي!«
20- فقدموه اليه. فلما رآه الروح النجس، صرع الصبـي فوقع على الارض يتلوى ويزبد.
21- فسال يسوع والد الصبـي: «متى بدا يصيبه هذا؟« قال: «من ايام طفولته.
22- وكثيرا ما رماه الروح النجس في النـار او في الماء ليقتله. فاذا كنت قادرا على شيء فاشفق علينا وساعدنا«.
23- فقال له يسوع: «اذا كنت قادرا ان تؤمن، فكل شيء ممكن للمؤمن«.
24- فصاح الوالد في الحال: «عندي ايمان! ساعدني حتى يزيد«.
25- وراى يسوع ان النـاس يتجمعون، فانتهر الروح النجس وقال له: «ايها الروح الاصم الاخرس! انا آمرك، اخرج من الصبـي ولا ترجـع اليه!«
26- فصرخ وصرعه صرعة قوية وخرج منه. فصار الصبـي كالميت، حتى قال كثير من النـاس انه مات.
27- فاخذه يسوع بـيده وانهضه فقام.

28- ولما دخل البيت، ساله تلاميذه على انفراد: «لماذا عجزنا نحن ان نطرد الروح النجس؟«

29- فاجابهم: «هذا الجنس لا يطرد الا بالصلاة«.

30- وخرجوا من هناك ومروا بالجليل. وكان يسوع لا يريد ان يعلم به احد،
31- لانه كان يعلم تلاميذه، فيقول لهم: «سيسلم ابن الانسان الى ايدي النـاس، فيقتلونه وبعد قتله بثلاثة ايام يقوم«.

32- فما فهموا هذا الكلام، وتهيبوا ان يسالوه عنه.

33- ثم وصلوا الى كفرناحوم. فلما دخلوا البيت سالهم: «في اي شيء كنتم تتجادلون في الطريق؟«

34- فسكتوا، لانهم كانوا في الطريق يتجادلون في من هو الاعظم بينهم.

35- فجلس ودعا التلاميذ الاثني عشر وقال لهم: «من اراد ان يكون اول النـاس، فليكن آخرهم جميعا وخادما لهم«.
36- واخذ طفلا، فاقامه وسطهم وضمه الى صدره وقال لهم:
37- »من قبل واحدا من هؤلاء الاطفال باسمي يكون قبلني، ومن قبلني لا يكون قبلني انا، بل الذي ارسلني«.

38- فقال له يوحنا: «يا معلم، راينا رجلا يطرد الشياطين باسمك فمنعناه، لانه لا ينتمي الينا«.
39- فقال يسوع: «لا تمنعوه! فما من احد يصنع معجزة باسمي يتكلم علي بعدها بالسوء.
40- من لا يكون علينا فهو معنا.
41- ومن سقاكم كاس ماء باسمي لانكم للمسيح، فاجره، الحق اقول لكم، لن يضيع«.

42- وقال يسوع: «من اوقع احد هؤلاء الصغار المؤمنين بـي في الخطيئة، فخير له ان يعلق في عنقه حجر طحن كبـير ويرمى في البحر.
43- فاذا اوقعتك يدك في الخطيئة فاقطعها، لانه خير لك ان تدخل الحياة ولك يد واحدة من ان تكون لك يدان وتذهب الى جهنم، الى نار لا تنطفـئ_
44- [حيث الدود لا يموت والنـار لا تنطفـئ].
45- واذا اوقعتك رجلك في الخطيئة فاقطعها، لانه خير لك ان تدخل الحياة ولك رجل واحدة من ان تكون لك رجلان وترمى في جهنم،
46- [حيث الدود لا يموت والنـار لا تنطفـئ].
47- واذا اوقعتك عينك في الخطيئة فاقلعها، لانه خير لك ان تدخل ملكوت الله ولك عين واحدة من ان تكون لك عينان وترمى في جهنم.
48- حيث الدود لا يموت والنـار لا تنطفـئ.

49- فكل واحد يملح بنار.
50- الملح صالـح ولكن اذا فقد ملوحته، فبماذا تملحونه؟ فليكن فيكم ملح. وسالموا بعضكم بعضا«.
 
28 41 انجيل مرقس 010 الله
1- وقام يسوع من هناك وجاء الى بلاد اليهودية من عبر الاردن، فاقبلت اليه الجموع واخذ يعلمهم كعادته.
2- فدنا بعض الفريسيـين وسالوه ليحرجوه: «ايحل للرجل ان يطلق امراته؟«
3- فاجابهم: «بماذا اوصاكم موسى؟«

4- قالوا: «اجاز موسى للرجل ان يكتب لامراته كتاب طلاق فتطلق«.

5- فقال لهم يسوع: «لقساوة قلوبكم كتب لكم موسى هذه الوصية.
6- فمن بدء الخليقة جعلهما الله ذكرا وانثى.
7- ولذلك يترك الرجل اباه وامه ويتحد بامراته،
8- فيصير الاثنان جسدا واحدا. فلا يكونان اثنين، بل جسد واحد.
9- وما جمعه الله لا يفرقه الانسان«.

10- ولما دخلوا البيت، ساله التلاميذ عن هذا الامر،
11- فقال لهم: «من طلق امراته وتزوج غيرها زنى عليها،
12- وان طلقت امراة زوجها وتزوجت غيره زنت«.

13- وجاء اليه بعض النـاس باطفال ليضع يديه عليهم، فانتهرهم التلاميذ.
14- وراى يسوع ذلك فغضب وقال لهم: «دعوا الاطفال ياتون الي ولا تمنعوهم، لان لامثال هؤلاء ملكوت الله.
15- الحق اقول لكم: من لا يقبل ملكوت الله كانه طفل، لا يدخله«.

16- وحضنهم ووضع يديه عليهم وباركهم.

17- وخرج الى الطريق، فاسرع اليه رجل وسجد له وساله: «ايها المعلم الصالـح، ماذا اعمل لارث الحياة الابدية؟«
18- فقال له يسوع: «لماذا تدعوني صالحا؟ لا صالـح الا الله وحده.
19- انت تعرف الوصايا: لا تقتل، لا تزن، لا تسرق، لا تشهد بالزور، لا تظلم، اكرم اباك وامك«.

20- فاجابه الرجل: «يا معلم، من ايام صباي عملت بهذه الوصايا كلها«.
21- فنظر اليه يسوع بمحبة وقال له: «يعوزك شيء واحد: اذهب بــــع كل ما تملكه ووزع ثمنه على الفقراء، فيكون لك كنز في السماء، وتعال اتبعني«.
22- فحزن الرجل لهذا الكلام ومضى كئيبا، لانه كان يملك اموالا كثيرة.
23- فنظر يسوع حوله وقال لتلاميذه: «ما اصعب دخول الاغنياء الى ملكوت الله

24- فاستغرب التلاميذ كلامه، فقال لهم ثانية: «يا ابنائي، ما اصعب الدخول الى ملكوت الله.
25- فمرور الجمل في ثقب الابرة اسهل من دخول الغني الى ملكوت الله«.
26- فزاد استغرابهم وتساءلوا: «من يمكنه ان يخلص، اذا؟«

27- فنظر اليهم يسوع وقال: «هذا شيء غير ممكن عند النـاس لا عند الله، فعند الله كل شيء ممكن«.

28- فقال له بطرس: «ها نحن تركنا كل شيء وتبعناك«.
29- فاجابه يسوع: «الحق اقـول لـكم: ما من احد ترك بيتا او اخوة او اخوات او اما او ابا او اولادا او حقولا من اجلي ومن اجل البشارة،
30- الا نال في هذه الدنيا، مع الاضطهادات، مئة ضعف من البـيوت والاخوة والاخوات والامهات والاولاد والحقول، ونال في الآخرة الحياة الابدية.
31- وكثير من الاولين يصيرون آخرين، ومن الآخرين يصيرون اولين«.

32- وكانوا في الطريق صاعدين الى اورشليم ويسوع يتقدمهم. وكان التلاميذ في حيرة، والذين يتبعونه خائفين. فانفرد بالاثني عشر مرة اخرى واخذ يكلمهم بما سيحدث له،
33- فقال: «ها نحن صاعدون الى اورشليم، وسيسلم ابن الانسان الى رؤساء الكهنة ومعلمي الشريعة، فيحكمون عليه بالموت ويسلمونه الى حكام غرباء،
34- فيستهزئون به، ويبصقون عليه ويجلدونه ويقتلونه، وبعد ثلاثة ايام يقوم«.

35- ودنا اليه يعقوب ويوحنا، ابنا زبدي، وقالا له: «يا معلم، نريد ان تلبـي طلبنا«.
36- فقال لهما: «ماذا تريدان ان اعمل لكما؟«
37- فاجابا: «اعطنا ان نجلس، واحد عن يمينك وواحد عن شمالك في مجدك«.

38- فقال لهما يسوع: «انتما لا تعرفان ما تطلبان: اتقدران ان تشربا الكاس التي ساشربها، او تقبلا معمودية الآلام التي ساقبلها؟«

39- فاجابا: «نقدر«. فقال لهما: «نعم، الكاس التي اشربها تشربانها، ومعمودية الآلام التي اقبلها تقبلانها.
40- واما الجلوس عن يميني او عن شمالي، فلا يحق لي ان اعطيه، لانه للذين هياه الله لهم«.

41- وسمع التلاميذ العشرة هذا الكلام، فغضبوا على يعقوب ويوحنا.
42- فدعاهم يسوع وقال لهم: «تعلمون ان رؤساء الامم يسودونها، وان عظماءها يتسلطون عليها.
43- فلا يكن هذا فيكم، بل من اراد ان يكون عظيما فيكم، فليكن لكم خادما.
44- ومن اراد ان يكون الاول فيكم، فليكن لجميعكم عبدا.
45- لان ابن الانسان جاء لا ليخدمه النـاس، بل ليخدمهم ويفدي بحياته كثيرا منهم«.

46- ووصلوا الى اريحا. وبينما هو خارج من اريحا، ومعه تلاميذه وجمهور كبـير، كان برتيماوس، اي ابن تـيماوس، وهو شحاذ اعمى، جالسا على جانب الطريق.
47- فلما سمع بان الذي يمر من هناك هو يسوع النـاصري، اخذ يصيح: «يا يسوع ابن داود، ارحمني!«

48- فانتهره كثير من النـاس ليسكت، لكنه صاح بصوت اعلى: «يا ابن داود، ارحمني!«

49- فوقف يسوع وقال: «نادوه!« فنادوا الاعمى وقالوا له: «تشجع وقم! ها هو يناديك!«

50- فالقى عنه عباءته وقام وجاء الى يسوع.
51- فقال له يسوع: «ماذا تريد ان اعمل لك؟« قال: «يا معلم، ان ابصر!« فقال له يسوع:
52- »اذهب! ايمانك شفاك«. فابصر في الحال وتبـــــع يسوع في الطريق.
 
29 41 انجيل مرقس 011 الله
1- ولما قربوا من اورشليم ووصلوا الى بيت فاجي وبيت عنيا، عند جبل الزيتون، ارسل يسوع اثنين من تلاميذه
2- وقال لهما: «اذهبا الى القرية التي امامكما، وحالما تدخلانها تجدان جحشا مربوطا ما ركب عليه احد، فحلا رباطه وجيئا به.
3- وان سالكما احد: لماذا تفعلان هذا، فقولا: الرب محتاج اليه، وسيعيده الى هنا في الحال«.

4- فذهب التلميذان فوجدا جحشا مربوطا عند باب على الطريق، فحلا رباطه.
5- فسالهما بعض الذين كانوا هناك: «ما بالكما تحلان رباط الجحش؟«

6- فقالا لهم كما اوصاهما يسوع، فتركوهما.
7- فجاء التلميذان بالجحش الى يسوع، ووضعا ثوبيهما عليه فركبه.
8- وبسط كثير من النـاس ثيابهم على الطريق، وقطع آخرون اغصانا من الحقول.
9- وكان الذين يتقدمون يسوع والذين يتبعونه يهتفون: «المجد لله! تبارك الآتي باسم الرب.
10- تباركت المملكة الآتـية، مملكة ابـينا داود. المجد في العلى!«

11- ودخل يسوع اورشليم والهيكل، ونظر كل شيء فيه. وكان الوقت فات، فخرج الى بيت عنيا مع التلاميذ الاثني عشر.

12- ولما خرجوا في الغد من بيت عنيا احس بالجوع.
13- وراى عن بعد شجرة تـين مورقة، فقصدها راجيا ان يجد عليها بعض الثمر. فلما وصل اليها، ما وجد عليها غير الورق، لان وقت التـين ما حان بعد.
14- فقال لها: «لا ياكل احد ثمرا منك الى الابد«. وسمع تلاميذه ما قال.

15- وجاؤوا الى اورشليم، فدخل الهيكل واخذ يطرد الذين يبـيعون ويشترون فيه. وقلب مناضد الصيارفة ومقاعد باعة الحمام،
16- ومنع كل من يحمل بضاعة ان يمر من داخل الهيكل.
17- واخذ يعلمهم فيقول: «اما جاء في الكتاب: بيتي بـيت صلاة لجميع الامم، وانتم  جعلتموه مغارة لصوص؟«

18- وسمع رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة هذا الكلام، فتشاوروا كيف يقتلونه، وكانوا يخافونه لان الشعب كله كان معجبا بتعليمه.
19- وعند المساء خرجوا من المدينة.

20- وبينما هم راجعون في الصباح، راوا شجرة التين يابسة من اصولها.
21- وتذكر بطرس كلام يسوع فقال له: «انظر، يا معلم! التـينة التي لعنتها يبست«.

22- فقال لهم يسوع: «آمنوا بالله.
23- الحق اقول لكم: من قال لهذا الجبل: قم وانطرح في البحر، وهو لا يشك في قلبه، بل يؤمن بان ما يقوله سيكون، تم له ذلك.
24- ولهذا اقول لكم: كل ما تطلبونه في صلواتكم، آمنوا بانكم نلتموه يتم لكم.
25- واذا قمتم للصلاة وكان لكم شيء على احد فاغفروا له، حتى يغفر لكم ابوكم الذي في السماوات زلاتكم.
26- [وان كنتم لا تغفرون للآخرين، لا يغفر لكم ابوكم الذي في السماوات زلاتكم«].

27- ورجعوا الى اورشليم. وبينما هو يتمشى في الهيكل، جاء اليه رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة وشيوخ الشعب.
28- فقالوا له: «باية سلطة تعمل هذه الاعمال؟ بل من اعطاك السلطة لتعملها؟«

29- فاجابهم يسوع: «وانا اسالكم سؤالا واحدا. اجيبوني، فاقول لكم باية سلطة اعمل هذه الاعمال:
30- من اين ليوحنا سلطة المعمودية؟ امن السماء ام من النـاس؟«

31- فقالوا في انفسهم: «ان قلنا من الله يقول: فلماذا ما آمنتم به؟
32- فهل نقول من النـاس؟« لكنهم كانوا يخافون الشعب، لان الشعب كله كان مقتنعا بان يوحنا نبـي.
33- فاجابوا يسوع: «لا نعرف!« فقال لهم يسوع: «وانا لا اقول لكم باية سلطة اعمل هذه الاعمال«.
 
30 41 انجيل مرقس 012 الله
1- واخذ يخاطبهم بامثال، قال: «غرس رجل كرما، فسيجه، وحفر فيه معصرة وبنى برجا، وسلمه الى بعض الكرامين وسافر.
2- فلما جاء يوم القطاف، ارسل خادما اليهم لياخذ منهم حصته من ثمر الكرم.
3- فامسكوه وضربوه وارجعوه فارغ اليدين.
4- فارسل خادما آخر، وهذا رجمه الكرامون وضربوه على راسه واهانوه وارجعوه.
5- فارسل آخر، وهذا قتلوه. ثم ارسل كثيرين غيرهم، فضربوا منهم من ضربوا، وقتلوا من قتلوا.
6- فما بقـي للرجل سوى ابنه الحبـيب، فارسله اليهم في آخر الامر وقال: سيهابون ابني.
7- لكن الكرامين قالوا في ما بينهم: ها هو الوارث. تعالوا نقتله، فيعود الميراث الينا.
8- فامسكوه وقتلوه ورموه في خارج الكرم.

9- فماذا يفعل صاحب الكرم؟ يجيء ويقتل الكرامين ويسلم الكرم الى غيرهم.
10- اما قراتم هذه الآية: الحجر الذي رفضه البنـاؤون صار راس الزاوية؟
11- هذا ما صنعه الرب، فيا للعجب!«

12- فارادوا ان يمسكوه، لانهم فهموا انه قال هذا المثل عليهم. ولكنهم خافوا من الجموع، فتركوه وانصرفوا.

13- وارسلوا اليه جماعة من الفريسيـين والهيرودسيـين ليمسكوه بكلمة،
14- فجاؤوا اليه وقالوا له: «يا معلم، نعرف انك صادق لا تبالي باحد، لانك لا تراعي مقام النـاس، بل بالحق تعلم طريق الله. ايحل دفع الجزية الى القيصر ام لا؟ اندفعها ام لا ندفعها؟«

15- فادرك يسوع مكرهم، فقال لهم: «لماذا تحاولون ان تحرجوني؟ هاتوا دينارا لاراه«.
16- فاعطوه دينارا، فقال: «لمن هذه الصورة وهذا الاسم؟« قالوا: «للقيصر!«
17- فقال لهم: «ادفعوا الى القيصر ما للقيصر، والى الله ما لله«. فتعجبوا منه.

18- وجاء اليه بعض الصدوقيـين، وهم الذين ينكرون القيامة،
19- فسالوه: «يا معلم، كتب لنا موسى: اذا مات لرجل اخ وترك امراته وما خلف ولدا، فعلى اخيه ان يتزوجها ويقيم نسلا لاخيه.
20- وكان هناك سبعة اخوة: تزوج الاول امراة، ومات وما خلف نسلا.
21- فتزوجها الثاني، ومات وما خلف نسلا. وكذلك الثالث والآخرون،
22- فما خلف احد من السبعة نسلا. ثم ماتت المراة من بعدهم جميعا.
23- فلاي واحد منهم تكون زوجة في القيامة حين يقومون؟ لانها كانت زوجة للسبعة«.

24- فاجابهم يسوع: «انتم في ضلال، لانكم تجهلون الـكتب المقدسة وقدرة الله.
25- ففي القـيامة لا يتزاوجون، بل يكونون مثل الملائكة في السماوات.
26- واما ان الاموات يقومون، افما قراتم في كتاب موسى خبر العليقة، كيف كلمه الله فقال: انا اله ابراهيم، واله اسحق، واله يعقوب؟
27- وما كان اله اموات، بل هو اله احياء. فما اعظم ضلالكم!«

28- وكان احد معلمي الشريعة هناك. فسمعهم يتجادلون. وراى ان يسوع احسن الرد على الصدوقيـين، فدنا منه وساله: «ما هي اولى الوصايا كلها؟«

29- فاجاب يسوع: «الوصية الاولى هي: اسمع يا اسرائيل، الرب الهنا هو الرب الاحد.
30- فاحب الرب الهك بكل قلبك وكل نفسك وكل فكرك وكل قدرتك.
31- والوصية الثانـية: احب قريبك مثلما تحب نفسك. وما من وصية اعظم من هاتين الوصيتين«.
32- فقال له معلم الشريعة: «احسنت، يا معلم! فانت على حق في قولك ان الله واحد ولا اله سواه،
33- وان يحبه الانسان بكل قلبه وكل فكره وكل قدرته، وان يحب قريبه مثلما يحب نفسه، افضل من كل الذبائح والقرابـين«.
34- وراى يسوع ان الرجل اجاب بحكمة، فقال له: «ما انت بعيد عن ملكوت الله«. وما تجرا احد بعد ذلك ان يساله عن شيء.

35- وبينما يسوع يعلم في الهيكل قال: «كيف يقول معلمو الشريعة ان المسيح هو ابن داود؟
36- وداود نفسه قال بوحي من الروح القدس: قال الرب لربـي: اجلس عن يميني حتى اجعل اعداءك تحت قدميك.

37- فداود نفسه يدعو المسيح ربا، فكيف يكون المسيح ابنه؟«.
وكانت جموع النـاس تصغي الى يسوع بسرور.
38- وقال لهم في تعليمه: «اياكم ومعلمي الشريعة، يحبون المشي بالثـياب الطويلة والتحيات في الساحات
39- ومكان الصدارة في المجامـع ومقاعد الشرف في الولائم.
40- ياكلون بيوت الارامل، وهم يظهرون انهم يطيلون الصلاة. هؤلاء ينالهم اشد العقاب«.

41- وجلس يسوع في الهيكل، تجاه صندوق التبرعات، يراقب النـاس وهم يلقون فيه النقود. فالقى كثير من الاغنياء نقودا كثيرة.
42- ثم جاءت ارملة فقيرة، فالقت في الصندوق درهمين.
43- فدعا تلاميذه وقال لهم: «الحق اقول لكم: هذه الارملة الفقيرة القت في الصندوق اكثر مما القاه الآخرون كلهم.
44- فهم القوا من الفائض عن حاجاتهم. واما هي، فمن حاجتها القت كل ما تملك لمعيشتها«.
 
31 41 انجيل مرقس 013 الله
1- ولما خرج من الهيكل، قال له واحد من تلاميذه: «يا معلم، انظر ما اروع هذه الحجارة وهذه الابنـية!«

2- فاجابه يسوع: «اترى هذه الابنية العظيمة؟ لن يبقى منها هنا حجر على حجر، بل يهدم كله«.

3- وبينما هو جالس في جبل الزيتون، تجاه الهيكل، ساله بطرس ويعقوب ويوحنا واندراوس على انفراد:
4- »اخبرنا متى يحدث هذا الخراب، وما هي العلامة التي تدل على قرب حدوثه؟«

5- فاجابهم يسوع: «اياكم ان يضلــلكم احد.
6- سيجيء كثير من النـاس منتحلين اسمي، فيقولون: انا هو المسيح! ويخدعون اناسا كثيرين.
7- فاذا سمعتم بالحروب وباخبار الحروب فلا ترتعبوا، لان هذا لا بد ان يحدث، ولكن لا تكون هي الآخرة.
8- ستقوم امة على امة ومملكة على مملكة، وتقع الزلازل في اماكن كثيرة، وتحدث مجاعات، وهذا كله بدء الاوجاع.

9- واما انتم، فكونوا على حذر. سيسلمونكم الى المحاكم، ويضربونكم في المجامـع، ويسوقونكم الى الحكام والملوك من اجلي لتشهدوا عندهم،
10- لانه يجب قبل الآخرة اعلان البشارة الى جميع الشعوب.
11- وعندما ياخذونكم ليسلموكم لا تهتموا من قبل كيف تتكلمون، بل تكلموا بما يوحى اليكم في حينه، لان الروح القدس هو المتكلم لا انتم.
12- سيسلم الاخ اخاه الى الموت، والاب ابنه، ويتمرد الابناء على الآباء ويقتلونهم،
13- ويبغضكم جميع النـاس من اجل اسمي. ومن يثبت الى النـهاية يخلص.

14- واذا رايتم «نجاسة الخراب« قائمة حيث يجب ان لا تكون، (افهم هذا ايها القارئ)، فليهرب الى الجبال من كان في اليهودية.
15- ومن كان على السطح، فلا ينزل الى البيت لياخذ منه شيئا.
16- ومن كان في الحقل، فلا يرجـع لياخذ ثوبه.
17- الويل للحبالى والمرضعات في تلك الايام.
18- صلوا حتى لا يحدث هذا الخراب في الشتاء،
19- فستنزل في تلك الايام نكبة ما حدث مثلها منذ بدء العالم الذي خلقه الله الى اليوم، ولن يحدث.
20- ولولا ان الرب جعل تلك الايام قصيرة، لما نجا احد من البشر. ولكن من اجل خاصته الذين اختارهم قصر تلك الايام.

21- فاذا قال لكم احد: ها هو المسيح هنا! او ها هو هناك! فلا تصدقوه.
22- فسيظهر مسحاء دجالون وانبـياء كذابون يعملون آيات ومعجزات، ولو امكنهم لضللوا الذين اختارهم الله.
23- فكونوا انتم على حذر. ها انا انباتكم بكل شيء.

24- وفي تلك الايام، بعد زمن الضـيق، تظلم الشـمس ولا يضيء القمر.
25- وتتساقط النجوم من السماء وتتزعزع قوات السماء.
26- وفي ذلك الحين يرى النـاس ابن الانسان آتــيا في السحاب بكل عزة وجلال.
27- فيرسل ملائكته الى جهات الرياح الاربع ليجمعوا مختاريه من اقصى الارض الى اقصى السماء.

28- خذوا من شجرة التين عبرة: اذا لانت اغصانها واورقت، عرفتم ان الصيف قريب.
29- وكذلك اذا رايتم هذا كله يحدث، فاعلموا ان الوقت قريب على الابواب.
30- الحق اقول لكم: لن ينقضي هذا الجيل حتى يتم هذا كله.
31- السماء والارض تزولان وكلامي لن يزول.

32- واما ذلك اليوم او تلك الساعة فلا يعرفهما احد، لا الملائكة في السماء ولا الابن، الا الآب.
33- فكونوا على حذر واسهروا، لانكم لا تعرفون متى يجيء الوقت.
34- وذلك كمثل رجل سافر وترك بيته وسلمه الى خدمه، كل واحد وعمله، واوصى البواب بالسهر.
35- فاسهروا، لانكم لا تعرفون متى يجيء رب البيت، افي المساء ام في منتصف الليل ام عند صياح الديك ام في الصباح،
36- لئلا يجيء فجاة فيجدكم نياما.
37- وما قلته لكم اقوله لجميع النـاس: اسهروا!«
 
32 41 انجيل مرقس 014 الله
1- وقبل الفصح وعيد الفطير بـيومين، كان رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة يبحثون كيف يمسكون يسوع بحيلة ليقتلوه.
2- الا انهم قالوا: «لا نفعل هذا في العيد، لئلا يقع اضطراب في الشعب«.

3- وبينما يسوع في بيت عنيا، عند سمعان الابرص، يتناول الطعام، جاءت امراة بـيدها قارورة طيب غالي الثمن من الناردين النقي، فكسرت القارورة وسكبته على راسه.
4- فاستاء بعض الحاضرين وقالوا في ما بينهم: «ما هذا الاسراف في الطيب؟
5- كان يمكن بيعه باكثر من ثلاث مئة دينار توزع على الفقراء!« واخذوا يلومون المراة.

6- فقال يسوع: «اتركوها، لماذا تزعجونها؟ هذا عمل صالـح عملته لي.
7- فالفقراء عندكم في كل حين، ومتى اردتم تقدرون ان تحسنوا اليهم. واما انا، فلا اكون في كل حين عندكم.
8- وهذه المراة عملت ما تقدر عليه، فسكبت الطيب على جسدي لتهيئه للدفن.
9- الحق اقول لكم: اينما تعلن البشارة في العالم كله، يحدث ايضا بعملها هذا، احياء لذكرها«.

10- وذهب يهوذا اسخريوط، احد التلاميذ الاثني عشر، الى رؤساء الكهنة ليسلم اليهم يسوع.
11- ففرحوا لكلامه، ووعدوه بان يعطوه مالا. فاخذ يترقب الفرصة ليسلمه.

12- وفي اول يوم من عيد الفطير، حين تذبح الخراف لعشاء الفصح ساله تلاميذه: «الى اين تريد ان نذهب لنهيـئ لك عشاء الفصح لتاكله؟«

13- فارسل اثنين من تلاميذه وقال لهما: «اذهبا الى المدينة، فيلاقـيكما رجل يحمل جرة ماء فاتبعاه.
14- وعندما يدخل بيتا قولا لرب البيت: يقول المعلم: اين غرفتي التي آكل فيها عشاء الفصح مع تلاميذي؟
15- فيريكما في اعلى البيت غرفة واسعة مفروشة مجهزة، فهيئاه لنا هناك«.
16- فذهب التلميذان ودخلا المدينة، فوجدا كما قال لهما وهياا عشاء الفصح.

17- ولما كان المساء، جاء مع تلاميذه الاثني عشر.
18- وبينما هم جالسون للطعام، قال يسوع: «الحق اقول لكم: واحد منكم سيسلمني، وهو ياكل معي«.

19- فحزن التلاميذ واخذوا يسالونه، واحدا فواحدا: «هل انا هو؟«

20- فقال لهم: «هو واحد من الاثني عشر، وهو الذي يغمس يده في الصحن معي.
21- وابن الانسان سيموت كما جاء عنه في الكتب المقدسة، ولكن الويل لمن يسلم ابن الانسان! كان خيرا له ان لا يولد«.

22- وبينما هم ياكلون، اخذ خبزا وبارك وكسره وناولهم وقال: «خذوا، هذا هو جسدي«.

23- واخذ كاسا وشكر وناولهم، فشربوا منها كلهم،
24- وقال لهم: «هذا هو دمي، دم العهد الذي يسفك من اجل اناس كثيرين.
25- الحق اقول لكم: لا اشرب بعد الآن من عصير الكرمة، حتى يجيء يوم فيه اشربه جديدا في ملكوت الله«.

26- ثم سبحوا وخرجوا الى جبل الزيتون.

27- فقال لهم يسوع: «ستتركوني كلكم، لان الكتاب يقول: ساضرب الراعي، فتتبدد الخراف.
28- ولكن بعد قيامتي اسبقكم الى الجليل«.

29- فقال له بطرس: «لو تركوك كلهم، فانا لن اتركك!«
30- فاجابه يسوع: «الحق اقول لك يا بطرس: اليوم، في هذه الليلة، قبل ان يصيح الديك مرتين، تنكرني ثلاث مرات«.

31- فاصر بطرس على قوله: «لا انكرك وان كان علي ان اموت معك!« وهكذا قال التلاميذ كلهم.

32- وجاؤوا الى مكان اسمه جتسيماني، فقال لتلاميذه:«اقعدوا هنا، بينما انا اصلي«.

33- واخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا، وبدا يشعر بالرهبة والكآبة.
34- فقال لهم: «نفسي حزينة حتى الموت. انتظروا هنا واسهروا!«

35- وابتعد قليلا ووقع الى الارض يصلي حتى تعبر عنه ساعة الالم، ان كان ممكنا.
36- فقال: «ابـي، يا ابـي! انت قادر على كل شيء، فابعد عني هذه الكاس. ولكن لا كما انا اريد، بل كما انت تريد«.

37- ورجع فوجدهم نـياما، فقال لبطرس: «انائم انت يا سمعان؟ اما قدرت ان تسهر ساعة واحدة؟
38- اسهروا وصلوا، لئلا تقعوا في التجربة. الروح راغبة ولكن الجسد ضعيف«.

39- وابتعد ثانية وصلى، فردد الكلام ذاته.
40- ورجع ايضا فوجدهم نياما، لان النعاس اثقل جفونهم وحاروا بماذا يجيبونه.

41- ورجع في المرة الثالثة وقال لهم: «انيام بعد ومستريحون؟ يكفي! جاءت الساعة. ها هو ابن الانسان يسلم الى ايدي الخاطئين.
42- قوموا ننصرف! اقترب الذي يسلمني!«

43- وبينما هو يتكلم، وصل يهوذا، احد التلاميذ الاثني عشر، على راس عصابة تحمل السيوف والعصي، ارسلها رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة والشيوخ.
44- وكان الذي اسلمه اعطاهم علامة قال: «هو الذي اقبله، فامسكوه وخذوه في حراسة شديدة«.

45- ولما وصل يهوذا، دنا في الحال الى يسوع وقال له: «يا معلم!« وقبله.
46- فالقوا ايديهم عليه وامسكوه.
47- فاستل احد الحاضرين سيفه، وضرب خادم رئيس الكهنة فقطع اذنه.
48- وقال لهم يسوع: «اعلى لص خرجتم بسيوف وعصي لتاخذوني؟
49- كنت كل يوم بينكم اعلم في الهيكل فما امسكتموني، ولكن حدث هذا لتتم الكتب المقدسة«.

50- فتركوه كلهم وهربوا.
51- وتبعه شاب لا يلبس غير عباءة على عريه، فامسكوه.
52- فترك عباءته وهرب عريانا.

53- واخذوا يسوع الى رئيس الكهنة، فاجتمع رؤساء الكهنة والشيوخ ومعلمو الشريعة كلهم.
54- وتبعه بطرس عن بعد الى دار رئيس الكهنة، فدخل وقعد مع الحرس يتدفـا عند النـار.
55- وكان رؤساء الكهنة وجميع اعضاء المجلس يطلبون شهادة على يسوع ليقتلوه فلا يجدون،
56- لان اناسا كثيرين شهدوا عليه زورا فتناقضت شهاداتهم.
57- فقام بعضهم وشهدوا عليه زورا، قالوا:
58- »نحن سمعناه يقول: ساهدم هذا الهيكل المصنوع بالايدي، وابني في ثلاثة ايام هيكلا آخر غير مصنوع بالايدي«.
59- وفي هذا ايضا تناقضت شهاداتهم.

60- فقام رئيس الكهنة في وسط المجلس وسال يسوع: «اما تجيب بشيء؟ ما هذا الذي يشهدون به عليك؟«

61- فظل ساكتا، لا يقول كلمة. وساله رئيس الكهنة ثانية: «هل انت المسيح ابن الله المبارك؟«
62- فاجابه يسوع: «انا هو. وسترون ابن الانسان جالسا عن يمين الله القدير، وآتيا مع سحاب السماء!«

63- فشق رئيس الكهنة ثيابه وقال: «انحتاج بعد الى شهود؟
64- سمعتم تجديفه، فما رايكم؟« فحكموا عليه كلهم بانه يستوجب الموت.

65- واخذ بعضهم يبصقون عليه، ويغطون وجهه ويلطمونه ويقولون له: «تنبا«. وتناوله الحرس بالضرب.

66- وبينما بطرس في الساحة السفلى من الدار، مرت جارية من جواري رئيس الكهنة.
67- فلما رات بطرس يتدفـا، نظرت اليه وقالت له: «انت ايضا كنت مع يسوع النـاصري!«

68- فانكر قال: «لا اعرف ولا افهم ما تقولين!« وخرج الى الدهليز، فصاح الديك.
69- فراته الجارية، واخذت تقول للحاضرين: «هذا منهم!«

70- فانكر ايضا. وبعد قليل، قال الحاضرون لبطرس: «لا شك انك واحد منهم، لانك من الجليل«.

71- فاخذ يلعن ويحلف: «انا لا اعرف هذا الرجل الذي تعنون«.

72- وفي الحال صاح الديك مرة ثانية، فتذكر بطرس قول يسوع: «قبل ان يصيح الديك مرتين، تنكرني ثلاث مرات«. واخذ يبكي.
 
33 41 انجيل مرقس 015 الله
1- ولما طلع الصبح تشاور رؤساء الكهنة والشـيوخ ومعلمو الشريعة وجميع اعضاء المجلس، ثم اوثقوا يسوع واخذوه وسلموه الى بـيلاطس.
2- فساله بـيلاطس: «اانت ملك اليهود؟« فاجابه: «انت قلت«.

3- واتهمه رؤساء الكهنة اتهامات كثيرة.
4- فساله بـيلاطس ثانية: «اما تجيب بشيء؟ اسمع كم يوجهون من التهم اليك!«

5- فما اجاب يسوع بشيء حتى تعجب بـيلاطس.

6- وكان بـيلاطس في كل عيد يطلق واحدا من السجناء يختاره الشعب.
7- وكان رجل اسمه باراباس مسجونا مع جماعة من المتمردين ارتكبوا جريمة قتل ايام الفتنة.
8- فاحتشد الجمع واخذوا يطالبون بـيلاطس بما عودهم ان ينالوه،
9- فقال لهم: «اتريدون ان اطلق لكم ملك اليهود؟«
10- لانه كان يعرف ان رؤساء الكهنة من حسدهم اسلموا يسوع.
11- فهيج رؤساء الكهنة الجمع لـيختاروا اطلاق باراباس.
12- فقال لهم بـيلاطس ثانية: «فماذا افعل بالذي تدعونه ملك اليهود؟«
13- فعادوا للصياح: «اصلبه!«

14- فقال لهم: «اي شر فعل؟« فارتفع صياحهم: «اصلبه!«

15- واراد بـيلاطس ان يرضي الجمع، فاطلق لهم باراباس. وبعدما جلد يسوع اسلمه ليصلب.

16- فقاده الجنود الى داخل الدار التي هي قصر الحاكم وجمعوا الكتيبة كلها.
17- والبسوه ارجوانا، وضفروا اكليلا من الشوك ووضعوه على راسه،
18- واخذوا يحيونه بقولهم: «السلام عليك يا ملك اليهود!«

19- ويضربونه بقصبة على راسه ويبصقون عليه، ويركعون له ساجدين.
20- وبعدما استهزاوا به، نزعوا عنه الارجوان والبسوه ثيابه وخرجوا به ليصلبوه.

21- وسخروا لحمل صليبه سمعان القـيريني، ابا اسكندر وروفس، وكان في الطريق راجعا من الحقل.
22- وجاؤوا بـيسوع الى المكان المعروف بالجلجثة، اي مكان الجمجمة،
23- وقدموا اليه خمرا ممزوجة بمر، فرفض ان يشربها.
24- ثم صلبوه واقتسموا ثيابه بينهم بالقرعة.
25- وكانت الساعة التاسعة صباحا حين صلبوه.
26- وكتبوا في عنوان الحكم عليه: «ملك اليهود«.

27- وصلبوا معه لصين، واحدا عن يمينه وواحدا عن شماله. [
28- فتم قول الكتاب: «احصوه مع المجرمين«].

29- وكان المارة يهزون رؤوسهم ويشتمونه ويقولون: «آه يا هادم الهيكل وبانيه في ثلاثة ايام!  
30- خلص نفسك وانزل عن الصليب!«

31- وكان رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة يستهزئون به ايضا، فيقول بعضهم لبعض: «خلص غيره ولا يقدر ان يخلص نفسه!
32- فلينزل الآن المسيح ملك اسرائيل عن الصليب، حتى نرى ونؤمن!« وكان اللصان المصلوبان معه يعيرانه ايضا.

33- وعند الظهر، خيم الظلام على الارض كلها حتى الساعة الثالثة.
34- وفي الساعة الثالثة، صرخ يسوع بصوت عظيم: «ايلوئـي، ايلوئـي، لما شبقتاني«، اي «الهي، الهي، لماذا تركتني؟«

35- فسمع بعض الحاضرين، فقالوا: «ها هو ينادي ايليا!«

36- واسرع واحد منهم الى اسفنجة وبللها بالخل ووضعها على طرف قصبة، ورفعها اليه لـيشرب وهو يقول: «انتظروا لنرى هل يجيء ايليا لينزله«.

37- وصرخ يسوع صرخة عالية واسلم الروح.

38- فانشق حجاب الهيكل شطرين، من اعلى الى اسفل.
39- وكان قائد الحرس واقفا تجاه الصليب، فلما راى كيف اسلم يسوع الروح، قال: «بالحقيقة كان هذا الرجل ابن الله«.

40- وكانت هناك جماعة من النساء ينظرن عن بعد، فيهن مريم المجدلية ومريم ام يعقوب الصغير ويوسي، وسالومة،
41- وهن اللواتي تبعن يسوع وخدمنه عندما كان في الجليل، وغيرهن كثيرات صعدن معه الى اورشليم.

42- وكان المساء اقترب، وهو وقت التهيئة، اي ما قبل السبت.
43- فجاء يوسف الرامي، وكان من اعضاء مجلس اليهود البارزين، ومن الذين ينتظرون ملكوت الله، فتجاسر ودخل على بـيلاطس وطلب جسد يسوع.
44- فتعجب بـيلاطس ان يكون مات. فدعا قائد الحرس وساله: «امن زمان مات؟«

45- فلما سمع الخبر من القائد، سمح ليوسف بجثة يسوع.
46- فاشترى كفنا، ثم انزل الجسد عن الصليب وكفنه ووضعه في قبر محفور في الصخر، ودحرج حجرا على باب القبر.
47- وشاهدت مريم المجدلية ومريم ام يوسي اين وضعه.
 
34 41 انجيل مرقس 016 الله
1- ولما مضى السبت، اشترت مريم المجدلية، ومريم ام يعقوب، وسالومة، بعض الطيب ليذهبن ويسكبنه على جسد يسوع.
2- وفي صباح يوم الاحد، عند طلوع الشمس، جئن الى القبر.
3- وكان يقول بعضهن لبعض: «من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟«

4- فلما تطلعن وجدن الحجر مدحرجا، وكان كبـيرا جدا.
5- فدخلن القبر، فراين شابا جالسا عن اليمين، عليه ثوب ابـيض، فارتعبن.
6- فقال لهن: «لا ترتعبن! انتن تطلبن يسوع النـاصري المصلوب. ما هو هنا، بل قام. وهذا هو المكان الذي وضعوه فيه.
7- فاذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس: هو يسبقكم الى الجليل، وهناك ترونه كما قال لكم«.

8- فخرجن من القبر هاربات من شدة الحيرة والفزع. وما اخبرن احدا بشيء لانهن كن خائفات.

9- [وبعدما قام يسوع في صباح الاحد، ظهر اولا لمريم المجدلية التي اخرج منها سبعة شياطين.
10- فذهبت واخبرت تلاميذه، وكانوا ينوحون ويبكون،
11- فما صدقوها عندما سمعوا انه حي وانها راته.

12- وظهر يسوع بعد ذلك بهيئة اخرى لاثنين من التلاميذ وهما في الطريق الى البرية.
13- فرجعا واخبرا الآخرين، فما صدقوهما.

14- وظهر آخر مرة لتلاميذه الاحد عشر، وهم يتناولون الطعام، فلامهم على قلة ايمانهم وقساوة قلوبهم، لانهم ما صدقوا الذين شاهدوه بعدما قام.
15- وقال لهم: «اذهبوا الى العالم كله، واعلنوا البشارة الى النـاس اجمعين.
16- كل من يؤمن ويتعمد يخلص، ومن لا يؤمن يهلك.
17- والذين يؤمنون تساندهم هذه الآيات: يطردون الشياطين باسمي، ويتكلمون بلغات جديدة،
18- ويمسكون بايديهم الحيات. وان شربوا السم لا يصيبهم اذى، ويضعون ايديهم على المرضى فيشفونهم«.

19- وبعدما كلم الرب يسوع تلاميذه، رفـع الى السماء وجلس عن يمين الله.
20- واما التلاميذ، فذهبوا يبشرون في كل مكان، والرب يعينهم ويؤيد كلامهم بما يسانده من الآيات].
 
35 42 انجيل لوقا 001 الله
1- لان كثيرا من النـاس اخذوا يدونون رواية الاحداث التي جرت بيننا،
2- كما نقلها الينا الذين كانوا من البدء شهود عيان وخداما للكلمة،
3- رايت انا ايضا، بعدما تتبعت كل شيء من اصوله بتدقيق، ان اكتبها اليك، يا صاحب العزة ثاوفيلس، حسب ترتيبها الصحيح،
4- حتى تعرف صحة التعليم الذي تلقيته.

5- كان في ايام هيرودس ملك اليهودية كاهن من فرقة ابـيا اسمه زكريا، له زوجة من سلالة هرون اسمها اليصابات.
6- وكان زكريا واليصابات صالحين عند الله، يتبعان جميع احكامه ووصاياه، ولا لوم عليهما.
7- وما كان لهما ولد، لان اليصابات كانت عاقرا، وكانت هي وزكريا كبـيرين في السن.

8- وبينما زكريا يتناوب الخدمة مع فرقته ككاهن امام الله،
9- القيت القرعة، بحسب التقليد المتبع عند الكهنة، فاصابته ليدخل هيكل الرب ويحرق البخور.
10- وكانت جموع الشعب تصلي في الخارج عند احراق البخور.

11- فظهر له ملاك الرب واقفا عن يمين مذبح البخور.
12- فلما رآه زكريا اضطرب وخاف.
13- فقال له الملاك: «لا تخف يا زكريا، لان الله سمع دعاءك وستلد لك امراتك اليصابات ابنا تسميه يوحنا.
14- وستفرح به وتبتهـج، ويفرح بمولده كثير من النـاس،
15- لانه سيكون عظيما عند الرب، ولن يشرب خمرا ولا مسكرا، ويمتلـئ من الروح القدس وهو في بطن امه،
16- ويهدي كثيرين من بني اسرائيل الى الرب الههم،
17- ويسير امام الله بروح ايليا وقوته، ليصالـح الآباء مع الابناء ويرجـع العصاة الى حكمة الابرار، فيهيـئ للرب شعبا مستعدا له«.

18- فقال زكريا للملاك: «كيف يكون هذا وانا شيخ كبـير وامراتي عجوز؟«

19- فاجابه الملاك: «انا جبرائيل القائم في حضرة الله، وهو ارسلني لاكلمك واحمل اليك هذه البشرى.
20- لكنك ستصاب بالخرس، فلا تقدر على الكلام الى اليوم الذي يحدث فيه ذلك، لانك ما آمنت بكلامي، وكلامي سيتم في حينه«.

21- وكانت الجموع تنتظر زكريا وتتعجب من ابطائه في داخل الهيكل.
22- فلما خرج، كان لا يقدر ان يكلمهم، ففهموا انه راى رؤيا في داخل الهيكل. وكان يخاطبهم بالاشارة، وبقي اخرس.

23- فلما انتهت ايام خدمته رجع الى بيته.
24- وبعد مدة حبلت امراته اليصابات، فاخفت امرها خمسة اشهر. وكانت تقول:
25- »هذا ما اعطاني الرب يوم نظر الي ليزيل عني العار من بين النـاس«.

26- وحين كانت اليصابات في شهرها السادس، ارسل الله الملاك جبرائيل الى بلدة في الجليل اسمها النـاصرة،
27- الى عذراء اسمها مريم، كانت مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف.

28- فدخل اليها الملاك وقال لها: «السلام عليك، يا من انعم الله عليها. الرب معك«.
29- فاضطربت مريم لكلام الملاك وقالت في نفسها: «ما معنى هذه التحية؟«

30- فقال لها الملاك: «لا تخافي يا مريم، نلت حظوة عند الله:
31- فستحبلين وتلدين ابنا تسمينه يسوع.
32- فيكون عظيما وابن الله العلي يدعى، ويعطيه الرب الاله عرش ابـيه داود،
33- ويملك على بيت يعقوب الى الابد، ولا يكون لملكه نهاية!«

34- فقالت مريم للملاك: «كيف يكون هذا وانا عذراء لا اعرف رجلا؟«
35- فاجابها الملاك: «الروح القدس يحل عليك، وقدرة العلي تظلـلك، لذلك فالقدوس الذي يولد منك يدعى ابن الله.
36- ها قريبـتك اليصابات حبلى بابن في شيخوختها، وهذا هو شهرها السادس، وهي التي دعاها النـاس عاقرا.
37- فما من شيء غير ممكن عند الله«.

38- فقالت مريم: «انا خادمة الرب: فليكن لي كما تقول«. ومضى من عندها الملاك.

39- وفي تلك الايام، قامت مريم واسرعت الى مدينة يهوذا في جبال اليهودية.
40- ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات.
41- فلما سمعت اليصابات سلام مريم، تحرك الجنين في بطنها، وامتلات اليصابات من الروح القدس،
42- فهتفت باعلى صوتها: «مباركة انت في النساء ومبارك ابنك ثمرة بطنك!
43- من انا حتى تجيء الي ام ربـي؟
44- ما ان سمعت صوت سلامك حتى تحرك الجنين من الفرح في بطني.
45- هنيئا لك، يا من آمنت بان ما جاءها من عند الرب سيتم«.

46- فقالت مريم: »تعظم نفسي الرب
47- وتبتهـج روحي بالله مخلصي
48- لانه نظر الي، انا خادمته الوضيعة! جميع الاجيال ستهنئني
49- لان القدير صنع لي عظائم. قدوس اسمه
50- ورحمته من جيل الى جيل للذين يخافونه.
51- اظهر شدة ساعده فبدد المتكبرين في قلوبهم.
52- انزل الجبابرة عن عروشهم ورفع المتضعين.
53- اشبع الجياع من خيراته وصرف الاغنياء فارغين.
54- اعان عبده اسرائيل فتذكر رحمته،
55- كما وعد آباءنا، لابراهيم ونسله الى الابد«.

56- واقامت مريم عند اليصابات نحو ثلاثة اشهر، ثم رجعت الى بيتها.

57- وجاء وقت اليصابات لتلد، فولدت ابنا.
58- وسمع جيرانها واقاربها ان الله غمرها برحمته، ففرحوا معها.
59- ولما بلغ الطفل يومه الثـامن، جاؤوا ليختنوه. وارادوا ان يسموه زكريا باسم ابـيه،
60- فقالت امه: «لا، بل نسميه يوحنا«.

61- فقالوا: «لا احد من عشيرتك تسمى بهذا الاسم«.
62- وسالوا اباه بالاشارة ماذا يريد ان يسمى الطفل،
63- فطلب لوحا وكتب عليه: «اسمه يوحنا«. فتعجبوا كلهم.
64- وفي الحال انفتح فمه وانطلق لسانه فتكلم ومجد الله.
65- فملا الخوف جميع الجيران.

66- وكان كل من يسمع بها يحفظها في قلبه قائلا: «ما عسى ان يكون هذا الطفل؟« لان يد الرب كانت معه.

67- وامتلا ابوه زكريا من الروح القدس، فتنبا قال:
68- »تبارك الرب، اله اسرائيل لانه تفقـد شعبه وافتداه،
69- فاقام لنا مخلصا قديرا في بيت عبده داود
70- كما وعد من قديم الزمان بلسان انبـيائه القديسين
71- خلاصا لنا من اعدائنا، ومن ايدي جميع مبغضينا،
72- ورحمة منه لآبائنا وذكرا لعهده المقدس
73- وللقسم الذي اقسمه لابراهيم ابـينا
74- بان يخلصنا من اعدائنا، حتى نعبده غير خائفين،
75- في  قداسة وتقوى عنده طوال ايام حياتنا.
76- وانت، ايها الطفل، نبـي العلي تدعى، لانك تتقدم الرب لتهيـئ الطريق له
77- وتعلـم شعبه ان الخلاص هو في غفران خطاياهم.
78- لان الهنا رحيم رؤوف يتفقدنا مشرقا من العلى
79- ليضيء للقاعدين في الظلام وفي ظلال الموت ويهدي خطانا في طريق السلام«.

80- وكان الطفل ينمو ويتقوى في الروح. واقام في البرية الى ان ظهر لبني اسرائيل.
 
36 42 انجيل لوقا 002 الله
1- وفي تلك الايام امر القيصر اوغسطس باحصاء سكان الامبراطورية.
2- وجرى هذا الاحصاء الاول عندما كان كيرينـيوس حاكما في سورية.
3- فذهب كل واحد الى مدينته ليكتتب فيها.

4- وصعد يوسف من الجليل من مدينة النـاصرة الى اليهودية الى بيت لحم مدينة داود، لانه كان من بيت داود وعشيرته،
5- ليكتتب مع مريم خطيبته، وكانت حبلى.
6- وبينما هما في بيت لحم، جاء وقتها لتلد،
7- فولدت ابنها البكر وقمطته واضجعته في مذود، لانه كان لا محل لهما في الفندق.

8- وكان في تلك النـاحية رعاة يبـيتون في البرية، يتناوبون السهر في الليل على رعيتهم.
9- فظهر ملاك الرب لهم، واضاء مجد الرب حولهم فخافوا خوفا شديدا.
10- فقال لهم الملاك: «لا تخافوا! ها انا ابشركم بخبر عظيم يفرح له جميع الشعب:
11- ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب.
12- واليكم هذه العلامة: تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود«.

13- وظهر مع الملاك بغتة جمهور من جند السماء، يسبحون الله ويقولون:
14- »المجد لله في العلى، وفي الارض السلام للحائزين رضاه«.

15- ولما انصرف الملائكة عنهم الى السماء، قال الرعاة بعضهم لبعض: «تعالوا نذهب الى بيت لحم لنرى هذا الحدث الذي اخبرنا به الرب«.

16- وجاؤوا مسرعين، فوجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعا في المذود.
17- فلما راوه اخبروا بما حدثهم الملاك عنه،
18- فكان كل من سمع يتعجب من كلامهم.
19- وحفظت مريم هذا كله وتاملته في قلبها.

20- ورجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوا وراوا كما اخبرهم الملاك.

21- ولما بلغ الطفل يومه الثـامن، وهو يوم ختانه، سمي يسوع، كما سماه الملاك قبلما حبلت به مريم.

22- ولما حان يوم طهورهما بحسب شريعة موسى، صعدا بالطفل يسوع الى اورشليم ليقدماه للرب،
23- كما هو مكتوب في شريعة الرب: «كل بكر فاتح رحم هو نذر للرب«،

24- وليقدما الذبـيحة التي تفرضها شريعة الرب: زوجي يمام او فرخي حمام.

25- وكان في اورشليم رجل صالح تقي اسمه سمعان، ينتظر الخلاص لاسرائيل، والروح القدس كان عليه.
26- وكان الروح القدس اوحى اليه انه لا يذوق الموت قبل ان يرى مسيح الرب.
27- فجاء الى الهيكل بوحي من الروح. ولما دخل الوالدان ومعهما الطفل يسوع ليؤديا عنه ما تفرضه الشريعة،
28- حمله سمعان على ذراعيه وبارك الله وقال:
29- »يا رب، تممت الآن وعدك لي فاطلق عبدك بسلام.
30- عيناي راتا الخلاص
31- الذي هياته للشعوب كلها
32- نورا لهداية الامم ومجدا لشعبك اسرائيل«.

33- فتعجب ابوه وامه مما قاله سمعان فيه.
34- وباركهما سمعان وقال لمريم امه: «هذا الطفل اختاره الله لسقوط كثير من النـاس وقـيام كثير منهم في اسرائيل. وهو علامة من الله يقاومونها،
35- لتنكشف خفايا افكارهم. واما انت، فسيف الاحزان سينفذ في قلبك«.

36- وكانت هناك نبـية كبـيرة في السن اسمها حنة ابنة فنوئيل، من عشيرة آشير، تزوجت وهي بكر وعاشت مع زوجها سبع سنوات،
37- ثم بقـيت ارملة فبلغت الرابعة والثمانين من عمرها، لا تفارق الهيكل متعبدة بالصوم والصلاة ليل نهار.
38- فحضرت في تلك الساعة وحمدت الله وتحدثت عن الطفل يسوع مع كل من كان ينتظر من الله ان يفدي اورشليم.

39- ولما تمم يوسف ومريم كل ما تفرضه شريعة الرب، رجعوا الى الجليل، الى مدينتهم النـاصرة.
40- وكان الطفل يسوع ينمو ويتقوى ويمتلئ بالحكمة، وكانت نعمة الله عليه.

41- وكان والدا يسوع يذهبان كل سنة الى اورشليم في عيد الفصح.
42- فلما بلغ يسوع الثـانية عشرة من عمره، صعدوا الى اورشليم كعادتهم في العيد.
43- وبعدما انقضت ايام العيد واخذوا طريق العودة، بقـي الصبـي يسوع في اورشليم، ووالداه لا يعلمان،
44- بل كانا يظنـان انه مع المسافرين. وبعد مسيرة يوم اخذا يبحثان عنه عند الاقارب والمعارف،
45- فما وجداه. فرجعا الى اورشليم يبحثان عنه،
46- فوجداه بعد ثلاثة ايام في الهيكل، جالسا مع معلمي الشريعة، يستمع اليهم ويسالهم.
47- وكان جميع سامعيه في حيرة من فهمه واجوبته.

48- ولما رآه والداه تعجبا. وقالت له امه: «يا ابني، لماذا فعلت بنا هكذا؟ فابوك وانا تعذبنا كثيرا ونحن نبحث عنك«.

49- فاجابهما: «ولماذا بحثتما عني؟ اما تعرفان انه يجب ان اكون في بيت ابـي؟«
50- فما فهما معنى كلامه.

51- ورجع يسوع معهما الى النـاصرة، وكان مطيعا لهما. وحفظت امه هذا كله في قلبها.
52- وكان يسوع ينمو في القامة والحكمة والنعمة عند الله والنـاس.
 
37 42 انجيل لوقا 003 الله
1- وفي السنة الخامسة عشرة من حكم القيصر طيباريوس، حين كان بـيلاطس البنطـي حاكما في اليهودية، وهيرودس واليا على الجليل، واخوه فيلبس واليا على ايطورية وتراخونيتس، وليسانيوس واليا على ابـيلينة،
2- وحنان وقيافا رئيسين للكهنة، كانت كلمة الله الى يوحنا بن زكريا في البرية،
3- فجاء الى جميع نواحي الاردن، يدعو النـاس الى معمودية التوبة لتغفر لهم خطاياهم،
4- كما كتب النبـي اشعيا: »صوت صارخ في البرية: هيئوا طريق الرب، واجعلوا سبله مستقيمة.
5- كل واد يمتلـئ وكل جبل وتل ينخفض والطرق المتعرجة تستقيم والوعرة تصير سهلا
6- فيرى كل بشر خلاص الله

7- وكان يوحنا يقول للجموع الذين جاؤوا ليتعمدوا على يده: «يا اولاد الافاعي، من علمكم ان تهربوا من الغضب الآتي؟
8- اثمروا ثمرا يبرهن على توبتكم، ولا تقولوا لانفسكم: ان ابانا هو ابراهيم! اقول لكم: ان الله قادر ان يجعل من هذه الحجارة ابناء لابراهيم!
9- ها هي الفاس على اصول الشجر، فكل شجرة لا تعطي ثمرا جيدا تقطع وترمى في النار«.

10- وساله الجموع: «ماذا نعمل؟«

11- اجابهم: «من كان له ثوبان، فليعط من لا ثوب له. ومن عنده طعام، فليشارك فيه الآخرين«.

12- وجاء بعض جباة الضرائب ليتعمدوا، فقالوا له: «يا معلم، ماذا نعمل؟«

13- فقال لهم: «لا تجمعوا من الضرائب اكثر مما فرض لكم«.

14- وساله بعض الجنود: «ونحن، ماذا نعمل؟« فقال لهم: «لا تظلموا احدا، ولا تشوا باحد، واقنعوا باجوركم«.

15- وكان النـاس ينتظرون المسيح، وهم يسالون انفسهم عن يوحنا: «هل هو المسيح؟«
16- فقال لهم يوحنا: «انا اعمدكم بالماء، ويجيء الآن من هواقوى مني، وما انا اهل لان احل رباط حذائه، فيعمدكم بالروح القدس والنار،
17- وياخذ مذراته بيده، وينقي بيدره، فيجمع القمح في مخزنه، ويحرق التبن بنار لا تنطفئ«.

18- وكان يوحنا يعظ الناس ويبشرهم باشياء اخرى كثيرة.
19- ولكنه وبخ الحاكم هيرودس لانه تزوج هيروديا امراة اخيه وعمل كثيرا من السيئات،
20- فاضاف هيرودس الى سيئاته كلها انه حبس يوحنا في السجن.

21- ولما تعمد الشعب كله، تعمد يسوع ايضا. وبينما هو يصلي انفتحت السماء،
22- وحل الروح القدس عليه في صورة جسم كانه حمامة، وجاء صوت من السماء يقول: «انت ابني الحبـيب بك رضيت«.

23- وكان يسوع في نحو الثلاثين من العمر عندما بدا رسالته. وكان النـاس يحسبونه ابن يوسف، بن عالي،
24- بن متثاث، بن لاوي، بن ملكي، بن ينا، بن يوسف،
25- بن متاثـيا، بن عاموص، بن ناحوم، بن حسلي، بن نجاي،
26- بن مآت، بن متاثيا، بن شمعي، بن يوسف، بن يهوذا،
27- بن يوحنا، بن ريسا، بن زربابل، بن شالتيئيل، بن نيري،
28- بن ملكي، بن ادي، بن قوصم، بن المودام، بن عير،
29- بن يشوع، بن اليعازار، بن يوريم، بن متثاث، بن لاوي،
30- بن شمعون، بن يهوذا، بن يوسف، بن يونان، بن الياقيم،
31- بن مليا، بن مينان، بن متاثا. بن ناثان، بن داود،
32- بن يسى، بن عوبـيد، بن بوعز، بن شالح، بن نحشون،
33- بن عميناداب، بن ادمي، بن عرني، بن حصرون، بن فارص، بن يهوذا،
34- بن يعقوب، بن اسحق، بن ابراهيم، بن تارح، بن ناحور،
35- بن سروج، بن رعو، بن فالج، بن عابر، بن شالح،
36- بن قينان، بن ارفكشاد، بن سام، بن نوح، بن لامك،
37- بن متوشالـح، بن اخنوخ، بن يارد، بن مهللئيل، بن قينان،
38- بن انوش، بن شيت، بن آدم، ابن الله.
 
38 42 انجيل لوقا 004 الله
1- ورجع يسوع من نهر الاردن، وهو ممتلئ من الروح القدس، فاقتاده الروح في البرية
2- اربعين يوما، وابليس يجربه، وما اكل شيئا في تلك الايام حتى انقضت فجاع.
3- فقال له ابليس: «ان كنت ابن الله، فقل لهذا الحجر ان يصير خبزا«.

4- فاجابه يسوع: «يقول الكتاب: ما بالخبز وحده يحيا الانسان«.

5- واصعده ابليس الى جبل مرتفـع واراه في لحظة من الزمن جميع ممالك العالم،
6- وقال له: «اعطيك هذا السلطان كله ومجد هذه الممالك، لانني املكه وانا اعطيه لمن اشاء.
7- فان سجدت لي يكون كله لك«.

8- فاجابه يسوع: «يقول الكتاب: للرب الهك تسجد، واياه وحده تعبد«.

9- واخذه ابليس الى اورشليم، واوقفه على شرفة الهيكل وقال له: «ان كنت ابن الله، فالق بنفسك من هنا الى الاسفل،
10- لان الكتاب يقول: يوصي الله ملائكته بك لـيحفظوك.
11- وهم يحملونك على ايديهم لئلا تصدم رجلك بحجر«.

12- فاجابه يسوع: «ولكن قـيل: لا تجرب الرب الهك«.

13- وبعدما جربه ابليس بكل تجربة، فارقه الى حين.

14- ورجع يسوع الى الجليل، وهو ممتلـئ بقوة الروح القدس، فذاع صيته في جميع تلك الانحاء.
15- وكان يعلم في مجامعهم، فيمجدونه كلهم.

16- وجاء يسوع الى الناصرة حيث نشا، ودخل المجمع يوم السبت على عادته، وقامليقرا.
17- فناولوه كتاب النبـي اشعيا، فلما فتح الكتاب وجد المكان الذي ورد فيه:

18- »روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين، ارسلني لانادي للاسرى بالحرية، وللعميان بعودة البصر اليهم، لاحرر المظلومين
19- واعلن الوقت الذي فيه يقبل الرب شعبه«.

20- واغلق يسوع الكتاب واعاده الى خادم المجمع وجلس. وكانت عيون الحـاضـريـن كلهم شاخصة اليه.
21- فاخذ يقول لهم: «اليوم تمت هذه الكلمات التي تلوتها على مسامعكم«.
22- فشهدوا له كلهم، وتعجبوا من كلام النعمة الذي يخرج من فمه، وقالوا: «اما هو ابن يوسف؟«

23- فقال لهم يسوع: «ستقولون لي هذا المثل: يا طبـيب اشف نفسك: فاعمل هنا في وطنك ما سمعنا انك عملته في كفرناحوم«.

24- وقال لهم: «الحق اقول لكم: لا يقبل نبـي في وطنه.
25- وبحق اقول لكم: نعم، كان في اسرائيل كثير من الارامل في زمن ايليا، حين توقف المطر ثلاث سنوات وستة اشهر، فحدثت مجاعة شديدة في البلاد كلها،
26- وما ارسل الله ايليا الى واحدة منهن، بل ارسله الى ارملة في صرفة صيدا.
27- وكان في اسرائيل كثير من البرص في زمن النبـي اليشع، فما طهر الله احدا منهم الا نعمان السوري«.

28- فلما سمع الحاضرون في المجمع هذا الكلام غضبوا كثيرا.
29- فقاموا، واخرجوه الى خارج المدينة، وجاؤوا به الى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه ليلقوه منها.
30- لكنه مر من بينهم ومضى.

31- ونزل الى كفرناحوم، وهي مدينة في الجليل، واخذ يعلم النـاس في السبت.
32- فتعجبوا كلهم من تعليمه، لانه كان يتكلم بسلطان.
33- وكان في المجمع رجل فيه روح شيطان نجس، فصاح باعلى صوته:
34- »آه، ما لك ولنا، يا يسوع النـاصري؟ اجئت لتهلكنا؟ انا اعرف من انت: انت قدوس الله

35- فانتهره يسوع، قال: «اخرس واخرج من الرجل!« فصرع الشيطان الرجل في وسط المجمع وخرج منه، من غير ان يصيبه باذى.
36- فاستغربوا كلهم، وقال بعضهم لبعض: ما هذا الكلام؟ بسلطان وقوة يامر الارواح النجسة فتخرج«.

37- وذاع صيته في تلك الانحاء كلها.

38- ثم ترك المجمع ودخل بيت سمعان. وكانت حماة سمعان مصابة بحمى شديدة، فتوسلوا اليه من اجلها.
39- فدنا منها، وانتهر الحمى فتركتها، فقامت في الحال واخذت تخدمهم.

40- وعند غروب الشمس، جاء النـاس بمرضاهم الى يسوع، وكانوا مصابـين بعلل مختلفة، فوضع يديه على كل واحد منهم وشفاه.
41- وخرجت الشياطين من مرضى كثيرين وهي تصرخ: «انت ابن الله!« فكان يسوع ينتهرها ويمنعها من الكلام، لانها عرفت انه المسيح.

42- وخرج يسوع في الصباح، فذهب الى مكان مقفر. وبحث عنه النـاس، فلما وجدوه تمسكوا به لئلا يرحل عنهم.
43- فقال لهم: «يجب علي ان ابشر سائر المدن بملكوت الله، لاني لهذا ارسلت«.

44- ومضى يـبشر في مجامع اليهودية.
 
39 42 انجيل لوقا 005 الله
1- وكان يسوع على شاطئ بحيرة جنيسارت، فازدحم النـاس عليه ليسمعوا كلام الله.
2- وراى قاربين راسيين عند الشـاطئ، خرج منهما الصيادون ليغسلوا شباكهم.
3- فصعد الى واحد منهما، وكان لسمعان، وطلب منه ان يبتعد قليلا عن البر. وجلس يسوع في القارب يعلم الجموع.

4- ولما ختم كلامه، قال لسمعان: «سر الى العمق والقوا شباككم للصيد«.
5- فاجابه سمعان: «تعبنا الليل كله، يا معلم، وما اصطدنا شيئا. ولكني القي الشباك اجابة لطلبك«.

6- وفعلوا ذلك فامسكوا سمكا كثيرا، وكادت شباكهم تتمزق.
7- فاشاروا الى شركائهم في القارب الآخر ان يجيئوا ويساعدوهم. فجاؤوا وملاوا القاربين حتى كادا يغرقان.
8- فلما راى سمعان ما جرى وقع على ركبتي يسوع وقال: «ابتعد عني، يا سيدي! انا رجل خاطـئ«.

9- وكان في دهشة هو ورفاقه كلهم لكثرة السمك الذي اصطادوه.
10- ومثلهم يعقوب ويوحنا، ابنا زبدي وشريكا سمعان. فقال يسوع لسمعان: «لا تخف! ستكون بعد اليوم صياد بشر«.

11- ولما رجعوا بالقاربين الى البر، تركوا كل شيء وتبعوا يسوع.

12- وبينما هو في احدى المدن، اذا برجل غطى جسده البرص، فلما راى يسوع ارتمى على وجهه وتوسل اليه بقوله: «يا سيدي، ان اردت فانت قادر ان تطهرني!«

13- فمد يسوع يده ولمسه وقال له: «اريد، فاطهر!« فزال عنه البرص في الحال.
14- فاوصاه يسوع ان لا يخبر احدا، وقال له: «لكن اذهب الى الكاهن واره نفسك، ثم قدم عن شفائك ما امر به موسى، شهادة عندهم«.

15- وزاد صيت يسوع انتشارا، فاقبلت اليه جموع كبـيرة لتسمعه وتشفى من امراضها.
16- ولكنه كان يعتزل في البراري لـيصلي.

17- وكان في احد الايام يعلم، وبين الحضور بعض الفريسيـين ومعلمي الشريعة جاؤوا من جميع قرى الجليل واليهودية ومن اورشليم. وكانت قدرة الرب تشفي المرضى على يده.
18- وجاء بعض النـاس يحملون كسيحا على سرير، وحاولوا ان يدخلوا به ليضعوه امامه.
19- فلما عجزوا عن الدخول لكثرة الزحام، صعدوا به الى السطح وكشفوا مكانا فيه ودلوه مع فراشه الى وسط المجلس قدام يسوع.
20- فلما راى يسوع ايمانهم، قال للكسيح:  «يا رجل، مغفورة لك خطاياك«.

21- فاخذ معلمو الشريعة والفريسيون يقولون في انفسهم: «من هذا الذي ينطق بالتجديف؟ من يقدر ان يغفر الخطايا الا الله وحده!«

22- فعرف يسوع افكارهم، فاجابهم: «ما هذه الافكار في قلوبكم؟
23- ايما اسهل؟ ان يقال: مغفورة لك خطاياك، ام ان يقال: قم وامش.
24- ساريكم ان ابن الانسان له سلطان على الارض ليغفر الخطايا«. وقال للكسيح: «اقول لك: قم واحمل فراشك واذهب الى بيتك!«

25- فقام الرجل في الحال بمشهد من الحاضرين، وحمل فراشه وذهب الى بيته وهو يحمد الله.
26- فاستولت الحيرة عليهم كلهم، فمجدوا الله. وملاهم الخوف، فقالوا: «اليوم راينا عجائب!«

27- وخرج يسوع بعد ذلك، فراى جابـيا للضرائب اسمه لاوي، جالسا في بيت الجباية، فقال له يسوع: «اتبعني!«
28- فقام وترك كل شيء وتبعه.

29- واقام له لاوي وليمة كبـيرة في بـيته، حضرها عدد كبـير من جباة الضرائب وغيرهم.
30- فقال الفريسيون ومعلمو الشريعة من اتباعهم لتلاميذه متذمرين: «لماذا تاكلون وتشربون مع جباة الضرائب والخاطئين؟«

31- فاجاب يسوع: «لا يحتاج الاصحاء الى طبـيب، بل المرضى.
32- ما جئت لادعو الصالحين الى التوبة، بل الخاطئين«.

33- وقال بعضهم لـيسوع: «تلاميذ يوحنا يصومون ويصلون كثيرا، ومثلهم تلاميذ الفريسيين، اما تلاميذك فياكلون ويشربون!«

34- فاجابهم يسوع: «اتقدرون ان تجعلوا اهل العريس يصومون، والعريس بينهم؟
35- ولكن يجيء وقت يرفع فيه العريس من بينهم، وفي ذلك الوقت يصومون«.

36- وقال لهم هذا المثل: «ما من احد ينتزع قطعة من ثوب جديد لترقيع ثوب عتيق، لئلا يشق الثوب الجديد وتكون الرقعة التي انتزعها منه لا تلائم الثوب العتيق.
37- وما من احد يضـع خمرا جديدة في اوعية جلد عتيقة، لئلا تشق الخمر الجديدة هذه الاوعية، فتسيل الخمر وتتلف الاوعية.
38- بل توضع الخمر الجديدة في اوعية جديدة،
39- وما من احد يشرب خمرا معتقة ثم يرغب في الخمر الجديدة، لانه يقول:«الخمر المعتقة طيبة!«
 
40 42 انجيل لوقا 006 الله
1- ومر يسوع بين الحقول في السبت، فاخذ تلاميذه يقطفون السنابل ويفركونها بايديهم وياكلون.
2- فقال لهم بعض الفريسيين: «لماذا تعملون ما لا يحل _في السبت؟«
3- فاجابهم يسوع: «اما قراتم ما عمل داود عندما جاع هو ورجاله؟
4- كيف دخل بيت الله وتناول خبز القربان واكل واعطى منه رجاله، مع ان اكله لا يحل الا للكهنة وحدهم«.

5- وقال لهم يسوع: «ابن الانسان هو سيد السبت«.

6- وفي سبت آخر، دخل المجمع واخذ يعلم. وكان هناك رجل يده اليمنى يابسة.
7- فراقب معلمو الشريعة والفريسيون يسوع ليروا هل يشفي في السبت، فيجدوا ما يتهمونه به.
8- وعرف يسوع افكارهم، فقال للرجل الذي يده يابسة: «قم وقف في وسط المجمع«. فقام الرجل ووقف هناك.

9- فقال لهم يسوع: «اسالكم: ايحل في السبت عمل الخير ام عمل الشر؟ انقاذ نفس ام اهلاكها؟«

10- واجال نظره فيهم جميعا وقال للرجل: «مد يدك!« فمدها، فعادت يده صحيحة.
11- فملاهم الغضب وتشاوروا كيف يفعلون بـيسوع.

12- وفي تلك الايام صعد الى الجبل ليصلي، فقضى الليل كله في الصلاة لله.
13- ولما طلع الصبح، دعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر سماهم رسلا، وهم:
14- سمعان الذي سماه بطرس، واندراوس اخوه، ويعقوب ويوحنا، وفيلبس وبرتولماوس،
15- ومتى وتوما، ويعقوب بن حلفى وسمعان الملقب بالوطني الغيور،
16- ويهوذا بن يعقوب ويهوذا اسخريوط الذي صار خائنا.

17- ثم نزل يسوع معهم فوقف في مكان سهل، وهناك جمهور من تلاميذه وجمع كبـير من النـاس من جميع اليهودية واورشليم وساحل صور وصيدا،
18- جاؤوا لـيسمعوه وليشفيهم من امراضهم. وكان الذين تعذبهم الارواح النجسة ينالون الشفاء ايضا.
19- وحاول جميع النـاس ان يلمسوه، لان قوة كانت تخرج منه وتشفيهم كلهم.

20- ورفع يسوع عينيه نحو تلاميذه وقال: »هنيئا لكم ايها المساكين، لان لكم ملكوت الله!
21- هنيئا لكم ايها الجياع الآن، لانكم ستشبعون. هنيئا لكم ايها الباكون الآن، لانكم ستضحكون.

22- هنيئا لكم اذا ابغضكم النـاس وطردوكم وعيروكم ونبذوكم نبذ الاشرار من اجل ابن الانسان.
23- افرحوا في ذلك اليوم وابتهجوا، لان اجركم عظيم في السماء. فهكذا فعل آباؤهم بالانبـياء.

24- لكن الويل لكم ايها الاغنياء، لانكم نلتم عزاءكم.
25- الويل لكم ايها الذين يشبعون الآن، لانكم ستجوعون. الويل لكم ايها الضـاحكون الآن، لانكم ستحزنون وتبكون.
26- الويل لكم اذا مدحكم جميع النـاس، فهكذا فعل آباؤهم بالانبـياء الكذابـين.

27- »ولكني اقول لكم ايها السامعون: احبوا اعداءكم، واحسنوا الى مبغضيكم،
28- وباركوا لاعنيكم، وصلوا لاجل المسيئين اليكم.
29- من ضربك على خدك، فحول له الآخر. ومن اخذ رداءك، فلا تمنع عنه ثوبك.
30- ومن طلب منك شيئا فاعطه، ومن اخذ ما هو لك فلا تطالبه به.
31- وعاملوا النـاس مثلما تريدون ان يعاملوكم.

32- فان احببتم من يحبونكم، فاي فضل لكم؟ لان الخاطئين انفسهم يحبون من يحبونهم.
33- وان احسنتم الى المحسنين اليكم فاي فضل لكم؟ لان الخاطئين انفسهم يعملون هذا.
34- وان اقرضتم من ترجون ان تستردوا منهم قرضكم، فاي فضل لكم؟ لان الخاطئين انفسهم يقرضون الخاطئين ليستردوا قرضهم.
35- ولكن احبوا اعداءكم، احسنوا واقرضوا غير راجين شيئا، فيكون اجركم عظيما، وتكونوا ابناء الله العلي، لانه ينعم على ناكري الجميل والاشرار.
36- كونوا رحماء كما ان الله اباكم رحيم.

37- »لا تدينوا، فلا تدانوا. لا تحكموا على احد، فلا يحكم عليكم. اغفروا، يغفر لكم.
38- اعطوا، تعطوا: كيلا ملآنا مكبوسا مهزوزا فائضا تعطون في احضانكم، لانه بالكيل الذي تكيلون يكال لكم«.

39- وقال لهم يسوع هذا المثل: «ايقدر اعمى ان يقود اعمى؟ الا يقع الاثنان معا في حفرة؟
40- ما من تلميذ اعظم من معلمه. كل تلميذ اكمل علمه يكون مثل معلمه.

41- لماذا تنظر الى القشة في عين اخيك، ولا تبالي بالخشبة في عينك؟
42- وكيف تقدر ان تقول لاخيك: «يا اخي، دعني اخرج القشة من عينك، والخشبة التي في عينك انت لا تراها؟ يا مرائي، اخرج الخشبة من عينك اولا، حتى تبصر جيدا فتخرج القشة من عين اخيك!

43- »الشجرة الجيدة لا تحمل ثمرا رديئا، والشجرة الرديئة لا تحمل ثمرا جيدا.
44- كل شجرة يدل عليها ثمرها. فانت لا تجني من الشوك تـينا، ولا تقطف من العليق عنبا.
45- الانسان الصالـح من الكنز الصالح في قلبه يخرج ما هو صالح، والانسان الشرير من الكنز الشرير في قلبه يخرج ما هو شرير، لان من فيض القلب ينطق اللسان.

46- »كيف تدعونني: يا رب، يا رب، ولا تعملون بما اقول؟
47- كل من يجيء الي ويسمع كلامي ويعمل به اشبهه لكم
48- برجل بنى بيتا، فحفر وعمق وجعل الاساس على الصخر. فلما فاض النهر صدم ذلك البيت، فما قدر ان يزعزعه لجودة بنائه.
49- واما الذي يسمع كلامي ولا يعمل به، فيشبه رجلا بنى بيته على التراب بغير اساس، فصدمه النهر، فسقط في الحال، وكان خرابه عظيما«.
 
41 42 انجيل لوقا 007 الله
1- وبعدما القى يسوع الاقوال في مسامع النـاس، دخل كفرناحوم.
2- وكان لاحد الضباط خادم مريض اشرف على الموت، وكان عزيزا عليه.
3- فلما سمع بـيسوع، ارسل اليه بعض شيوخ اليهود يساله ان يجيء ليشفـي خادمه.
4- فاقبلوا الى يسوع، والحوا عليه في القول: «هذا الرجل يستحق ان تساعده،
5- لانه يحب شعبنا، وهو الذي بنى لنا المجمع«.

6- فذهب يسوع معهم. ولما اقترب من البيت ارسل اليه الضـابط بعض اصحابه يقول له: «يا سيد، لا تزعـج نفسك. انا لا استحق ان تدخل تحت سقف بيتي،
7- ولا احسب نفسي اهلا لان اجيء اليك، ولكن قل كلمة فيشفى خادمي.
8- فانا مرؤوس ولي جنود تحت امري، اقول لهذا: اذهب! فيذهب، وللآخر: تعال! فيجيء، ولخادمي: اعمل هذا، فيعمل«.
9- فلما سمع يسوع هذا الكلام، تعجب منه والتفت الى الذين يتبعونه وقال: «اقول لكم: ما وجدت مثل هذا الايمان حتى في اسرائيل!«

10- ورجع رسل الضـابط الى البيت، فوجدوا ان الخادم تعافى.

11- وفي الغد ذهب يسوع الى مدينة اسمها نايـين، ومعه تلاميذه وجمهور كبـير.
12- فلما وصل الى باب المدينة، لقـي ميتا محمولا، وهو الابن الاوحد لامه وهي ارملة. وكان يرافقها جمع كبـير من اهالي المدينة.
13- فلما رآها الرب اشفق عليها وقال لها: «لا تبكي!«
14- ودنا من النعش ولمسه، فوقف حاملوه. فقال: «ايها الشـاب، اقول لك: قم!«
15- فجلس الميت واخذ يتكلم، فسلمه الى امه.

16- فسيطر الخوف على الجميع، وقالوا وهم يمجدون الله: «ظهر فينا نبـي عظيم، وتفقد الله شعبه!«

17- وانتشر هذا الخبر عن يسوع في اليهودية كلها وفي جميع النواحي المجاورة لها.

18- وعرف يوحنا من تلاميذه كل هذه الامور،
19- فدعا اثنين منهم وارسلهما الى الرب ليسالاه: «هل انت هو الآتي، او ننتظر آخر؟«

20- فجاء الرجلان الى يسوع وقالا له: «ارسلنا يوحنا المعمدان لنسالك: هل انت هو الآتي، او ننتظر آخر؟«

21- فشفى يسوع في تلك الساعة كثيرا من المصابـين بالامراض والعاهات والذين فيهم ارواح شريرة، واعاد البصر الى كثيرين من العميان،
22- ثم قال للرسولين: «ارجعا واخبرا يوحنا بما رايتما وسمعتما: العميان يبصرون، والعرج يمشون، والبرص يطهرون، والصم يسمعون، والموتى يقومون، والمساكين يتلقون البشارة.
23- وهنيئا لمن لا يفقد ايمانه بـي«.

24- ولما انصرف رسولا يوحنا، تحدث يسوع للجموع عن يوحنا، فقال: «ماذا خرجتم الى البرية تنظرون؟ اقصبة تهزها الريح؟
25- بل ماذا خرجتم لتروا؟ ارجلا يلبس الثـياب النـاعمة؟ ولكن الذين يلبسون الثـياب الفاخرة  واهل الترف هم في قصور الملوك!
26- قولوا لي: ماذا خرجتم تنظرون؟ انبـيا؟ اقول لكم: نعم، بل افضل من نبـي.
27- فهو الذي يقول فيه الكتاب: ها انا ارسل رسولي قدامك ليهيـئ الطريق امامك.
28- اقول لكم: ما ولدت النساء اعظم من يوحنا، ولكن اصغر الذين في ملكوت الله اعظم منه.
29- فجميع الذين سمعوا يوحنا حتى جباة الضرائب انفسهم، اقروا بصدق الله، فقبلوا معمودية يوحنا.
30- واما الفريسيون وعلماء الشريعة، فرفضوا ما اراده الله لهم، فما تعمدوا على يده«.

31- وقال الرب يسوع: «بمن اشبه ابناء هذا الجيل؟ وماذا يشبهون؟
32- يشبهون اولادا قاعدين في الساحة، يصيح بعضهم لبعض: زمرنا لكم فما رقصتم، وندبنا لكم فما بكيتم.

33- جاء يوحنا المعمدان لا ياكل الخبز ولا يشرب الخمر، فقلتم: فيه شيطان!
34- وجاء ابن الانسان ياكل ويشرب، فقلتم: هذا رجل اكول وسكير، وصديق لجباة الضرائب والخاطئين.
35- لكن الحـكـمـة يـبـررها جميع ابنائها«.

36- ودعاه احد الفريسيين الى الطعام عنده، فدخل بيت الفريسي وجلس الى المائدة.
37- وكان في المدينة امراة خاطئة، فعلمت ان يسوع ياكل في بيت الفريسي، فجاءت ومعها قارورة طيب،
38- ووقفت من خلف عند قدميه وهي تبكي، واخذت تبل قدميه بدموعها، وتمسحهما بشعرها، وتقبلهما، وتدهنهما بالطـيب.
39- فلما راى الفريسي صاحب الدعوة ما جرى، قال في نفسه: «لو كان هذا الرجل نبـيا، لعرف من هي هذه المراة التي تلمسه وما حالها. فهي خاطئة!«

40- فقال له يسوع: «يا سمعان، عندي ما اقوله لك«. فقال سمعان: «قل، يا معلم«.

41- فقال يسوع: «كان لمداين دين على رجلين: خمس مئة دينار على احدهما. وخمسون على الآخر.
42- وعجز الرجلان عن ايفائه دينه، فاعفاهما منه. فايهما يكون اكثر حبا له؟«

43- فاجابه سمعان: «اظن الذي اعفاه من الاكثر«. فقال له يسوع: «اصبت«.
44- والتفت الى المراة وقال لسمعان: «اترى هذه المراة؟ انا دخلت بيتك، فما سكبت على قدمي ماء، واما هي فغسلتهما بدموعها ومسحتهما بشعرها.
45- انت ما قبلتني قبلة، واما هي فما توقفت منذ دخولي عن تقبـيل قدمي.
46- انت ما دهنت راسي بزيت، واما هي فبالطيب دهنت قدمي.
47- لذلك اقول لك: غفرت لها خطاياها الكثيرة، لانها احبت كثيرا. واما الذي يغفر له القليل، فهو يحب قليلا«.
48- ثم قال للمراة: «مغفورة لك خطاياك!«

49- فاخذ الذين على المائدة معه يتساءلون: «من هذا حتى يغفر الخطايا؟
50- فقال يسوع للمراة: «ايمانك خلصك، فاذهبـي بسلام!«.
 
42 42 انجيل لوقا 008 الله
1- وسار يسوع بعد ذلك في المدن والقرى، يعظ ويبشر بملكوت الله. وكان يرافقه التلاميذ الاثنا عشر
2- وبعض النساء اللواتي شفاهن من الارواح الشريرة والامراض، وهن مريم المعروفة بالمجدلية، وكان خرج منها سبعة شياطين،
3- وحنـة امراة خوزي وكيل هيرودس، وسوسنة، وغيرهن كثيرات ممن كن يساعدنهم باموالهن.

4- وقصده النـاس من كل مدينة، فلما تجمع منهم جمهور كبـير، خاطبهم بمثل، قال:
5- »خرج الزارع لـيزرع. وبينما هو يزرع، وقع بعض الحب على جانب الطريق فداسته الاقدام واكلته طيور السماء.
6- ووقع بعضه على الصخر، فلما نبت يبس لان لا رطوبة له.
7- ووقع بعضه بين الشوك، فطلع الشوك معه وخنقه.
8- ومنه ما وقع على ارض طيبة، فنبت واثمر مئة ضعف«.
وصرخ يسوع: «من كان له اذنان تسمعان، فليسمع!«
9- وساله تلاميذه عن مغزى هذا المثل،
10- فاجاب: «انتم اعطيتم معرفة اسرار ملكوت الله. واما غيركم، فنكلمهم عليها بالامثال: حتى اذا نظروا لا يبصرون، واذا سمعوا لا يفهمون.

11- »وهذا هو مغزى المثل: الزرع هو كلام الله:
12- ما وقع منه على جانب الطريق هم الذين يسمعون كلام الله، فيجيء ابليس وينتزع الكلام من قلوبهم لئلا يؤمنوا فيخلصوا.
13- وما وقع منه على الصخر هم الذين يسمعون كلام الله ويقبلونه فرحين، ولكن لا جذور لهم، فيؤمنون الى حين، وعند التجربة يرتدون.
14- وما وقع منه بين الشوك هم الذين يسمعون كلام الله، ولكن انصرافهم الى هموم الدنيا وخيراتها وملذاتها يخنقه فيهم، فلا ينضج لهم ثمر.
15- واما الذي وقع في الارض الطيبة، فهم الذين يسمعون كلام الله ويحفظونه بقلب طيب صالح، فيـثمرون بثباتهم.

16- »ما من احد يوقد سراجا ويغطيه بوعاء او يضعه تحت سرير، بل يضعه في مكان مرتفـع ليستنير به الداخلون.
17- فما من خفـي الا سيظهر ولا من مكتوم الا سينكشف ويعرفه النـاس.
18- فانتبهوا كيف تسمعون كلام الله، لان من له شيء يزاد، ومن لا شيء له يؤخذ منه حتى الذي يظنه له«.

19- وجاء الى يسوع امه واخوته، فتعذر عليهم الوصول لكثرة الزحام.
20- فقال له بعض النـاس: «امك واخوتك واقفون في خارج البيت يريدون ان يروك«.
21- فاجابهم: «امي واخوتي هم الذين يسمعون كلام الله ويعملون به«.

22- وفي احد الايام ركب قاربا ومعه تلاميذه، فقال لهم: «تعالوا نعبر الى شاطئ البحيرة المقابل«. فاخذوا يعبرون.
23- ونام يسوع وهم سائرون. فهبت على البحيرة عاصفة، فكاد الماء يملا القارب، واصبحوا في خطر.
24- فدنا التلاميذ من يسوع وايقظوه وقالوا له: «يا معلم، يا معلم! نحن نهلك!« فقام وانتهر الرياح والامواج، فهدات وساد السكون.
25- فقال لهم يسوع: «اين ايمانكم؟« فخافوا وتعجبوا، وقال بعضهم لبعض: «من هذا؟ حتى الرياح والامواج يامرها فتطيعه«.

26- ووصلوا الى ناحية الجراسيين، مقابل شاطـئ الجليل.
27- ولما نزل يسوع الى البر استقبله رجل من المدينة فيه شياطين، وكان لا يلبس ثـيابا من زمن طويل، ولا يسكن في بيت، بل بين القبور.
28- فلما راى يسوع، صرخ وارتمى على قدميه وصاح باعلى صوته: «ما لي ولك، يا يسوع ابن الله العلي! اطلب اليك ان لا تعذبني«.

29- قال هذا لان يسوع امر الروح النجس ان يخرج من الرجل. وكثيرا ما استولى الروح النجس عليه، فكان النـاس يحاولون ضبطه فيربطونه بالسلاسل والقيود. ولكنه كان يقطع كل رباط ويسوقه الشيطان الى البراري.

30- فساله يسوع: «ما اسمك؟« اجاب: «جيش«، لان كثيرا من الشياطين كانوا دخلوا فيه.
31- فتوسلوا الى يسوع ان لا يطردهم الى الهاوية.
32- وكان هناك قطيع كبـير من الخنازير يرعى عند الجبل، فطلبوا اليه ان ياذن لهم بالدخول في الخنازير، فاذن لهم.
33- فخرج الشياطين من الرجل ودخلوا في الخنازير، فاندفع القطيع من المنحدر الى البحيرة وغرق فيها.

34- فلما راى الرعاة ما جرى، هربوا ونشروا الخبر في المدينة والقرى.
35- فخرج النـاس ليروا ما جرى. وجاؤوا الى يسوع، فوجدوا الرجل الذي خرج منه الشياطين جالسا عند قدمي يسوع، لابسا، سليم العقل، فاستولى عليهم الخوف
36- واخبرهم الشهود كيف شفاه يسوع،
37- فطلب اليه اهل ناحية الجراسيين كلهم ان يبتعد عنهم، لانهم كانوا في خوف شديد. فركب القارب ورجع من هناك.

38- اما الرجل الذي خرج منه الشياطين، فالتمس من يسوع ان ياخذه معه. ولكن يسوع صرفه، قال:
39- »ارجـع الى بيتك واخبر بما عمل الله لك «. فراح الرجل ينادي في المدينة كلها بما عمل يسوع له.

40- ولما رجع يسوع رحبت به الجموع لانهم كانوا كلهم ينتظرونه.
41- وجاء اليه رجل اسمه يايرس، وهو رئيس المجمع، فارتمى على قدمي يسوع وتوسل اليه ان يدخل بيته،
42- لان له ابنة واحدة في نحو الثانية عشرة من عمرها، اشرفت على الموت. وبينما هو ذاهب، زحمته الجموع.
43- وكانت هناك امراة مصابة بنزف الدم من اثنتي عشرة سنة. انفقت كل ما تملكه على الاطباء وما قدر احد ان يشفـيها.
44- فدنت من خلف يسوع ولمست طرف ثوبه، فوقف نزف دمها في الحال.
45- فقال يسوع: «من لمسني؟« فانكروا كلهم، وقال بطرس: «يا معلم، النـاس كلهم يزحمونك ويضايقونك وتقول من لمسني؟«

46- فقال يسوع: «لمسني احدهم، لاني شعرت بقوة خرجت مني«.

47- فلما رات المراة ان امرها ما خفـي على يسوع، جاءت راجفة وارتمت على قدميه واخبرته امام النـاس كلهم لماذا لمسته وكيف شفـيت في الحال.
48- فقال لها: «يا ابنتي، ايمانك خلصك، فاذهبـي بسلام«.

49- وبينما هو يتكلم، جاء رسول من عند رئيس المجمع فقال: «ماتت ابنتك فلا تزعـج المعلم«.

50- فسمع يسوع، فقال ليايرس: «لا تخف! يكفي ان تؤمن، فتشفى ابنتك«.

51- ولما وصل الى البيت، منع الجموع ان يدخلوا، ما عدا بطرس ويوحنا ويعقوب ووالد الصبـية وامها.
52- وكان النـاس كلهم يبكون ويندبون الصبـية. فقال لهم: «لا تبكوا، ما ماتت الصبـية، لكنها نائمة«.
53- فضحكوا عليه، لانهم كانوا يعرفون انها ماتت.
54- ولكنه اخذ بـيد الصبـية وصاح بها. «يا صبـية، قومي!«

55- فرجعت روحها وقامت في الحال، فامر ان تعطى طعاما.
56- فتعجب والداها، فاوصاهما ان لا يخبرا احدا بما جرى.
 
43 42 انجيل لوقا 009 الله
1- ودعا يسوع تلاميذه الاثني عشر واعطاهم سلطانا على جميع الشياطين وقدرة على شفاء الامراض،
2- ثم ارسلهم ليبشروا بملكوت الله ويشفوا المرضى.
3- وقال لهم: «لا تحملوا للطريق شيئا: لا عصا، ولا كيسا، ولا خبزا، ولا مالا، ولا يكن لاحد منكم ثوبان.
4- واي بيت دخلتم، ففيه اقيموا ومنه ارحلوا.
5- وكل مدينة لا يقبلكم اهلها، فاخرجوا منها وانفضوا الغبار عن اقدامكم نذيرا لهم«.

6- فخرج التلاميذ وساروا في القرى، يبشرون ويشفون المرضى في كل مكان.

7- وسمع هيرودس الوالي بكل ما كان يجري، فتحير لان بعض النـاس كانوا يقولون: «يوحنا قام من بين الاموات«،
8- وبعضهم: «ايليا ظهر!« وآخرين: «نبـي من القدماء قام«.
9- ولكن هيرودس قال: «يوحنا انا قطعت راسه. فمن هذا الذي اسمع عنه مثل هذه الاخبار؟« وكان يطلب ان يراه.

10- ولما رجع الرسل اخبروا يسوع بكل ما عملوه، فاخذهم واعتزل بهم عند مدينة اسمها بيت صيدا.
11- وعرف النـاس فتبعوه، فاستقبلهم وكلمهم على ملكوت الله، وشفى المحتاجين منهم الى الشفاء.

12- واخذ النهار يميل، فدنا اليه تلاميذه الاثنا عشر وقالوا له: «اصرف هذا الجمع ليذهبوا الى القرى والمزارع المجاورة، فيبـيتوا فيها ويجدوا لهم طعاما، لاننا هنا في مكان مقفر«.

13- فقال لهم يسوع: «اعطوهم انتم لياكلوا«. فقالوا: «كل ما عندنا خمسة ارغفة وسمكتان، الا اذا ذهبنا واشترينا طعاما لكل هؤلاء النـاس«.
14- وكانوا نحو خمسة آلاف رجل. فقال لتلاميذه: «اقعدوهم جماعة جماعة، في كل واحدة منها خمسون«.
15- فاقعدوهم كلهم كما امرهم.
16- فاخذ الارغفة الخمسة والسمكتين ورفع عينيه نحو السماء وبارك وكسر واعطى تلاميذه ليوزعوها على الجمع.
17- فاكلوا كلهم حتى شبعوا، ورفع التلاميذ اثنتي عشرة قفة من الكسر التي فضلت.

18- وكان يسوع مرة يصلـي في عزلة والتلاميذ معه، فسالهم. «من انا في راي النـاس؟«
19- فاجابوا: «يوحنا المعمدان«. وبعضهم يقول: «ايليا«. وآخرون: «نبـي من القدماء قام«.

20- فقال لهم يسوع: «ومن انا، في رايكم انتم؟« فاجابه بطرس: «انت مسيح الله

21- فامرهم بشدة ان لا يقولوا ذلك لاحد.

22- وقال لتلاميذه: «يجب على ابن الانسان ان يتالم كثيرا، وان يرفضه الشيوخ ورؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة، وان يقتل وفي اليوم الثـالث يقوم من بين الاموات«.

23- وقال للجموع كلهم: «من اراد ان يتبعني، فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني.
24- من اراد ان يخلص حياته يخسرها، ومن خسر حياته في سبـيلي يخلصها.
25- فماذا ينفع الانسان لو ربـح العالم كله وخسر نفسه او اهلكها.
26- من استحى بـي وبكلامي، يستحي به ابن الانسان متى جاء في مجده ومجد الآب والملائكة الاطهار.
27- الحق اقول لكم: في الحاضرين هنا من لا يذوقون الموت حتى يشاهدوا ملكوت الله«.

28- وبعد هذا الكلام بنحو ثمانية ايام، اخذ يسوع بطرس ويوحنا ويعقوب وصعد الى الجبل ليصلـي.
29- وبينما هو يصلـي، تغيرت هيئة وجهه وصارت ثيابه بيضاء لامعة.
30- واذا رجلان يكلمان يسوع، وهما موسى وايليا،
31- ظهرا في مجد سماوي واخذا يتحدثان عن موته الذي كان عليه ان يتممه في اورشليم.
32- وغلب النعاس بطرس ورفيقيه، ولكنهم افاقوا وشاهدوا مجده والرجلين الواقفين معه.
33- وبينما هما يفارقانه قال له بطرس: «يا معلم، ما اجمل ان نكون هنا. فلننصب ثلاث مظال، واحدة لك وواحدة لموسى وواحدة لايليا«. وكان لا يدرك ما يقول.

34- وبينما بطرس يتكلم، جاءت سحابة فظللتهم، فخاف التلاميذ عندما دخلوا في السحابة.
35- وقال صوت من السحابة: «هذا هو ابني الذي اخترته، فله اسمعوا!«

36- وبعدما تكلم الصوت، راوا يسوع وحده. فسكتوا وما اخبروا احدا في تلك الايام بشيء مما شاهدوه.

37- وفي الغد نزلوا من الجبل، فاستقبله جمع كبـير.
38- وصاح رجل من الجمع: «يا معلم، اطلب اليك ان تنظر الى ابني، فهو ولدي الاوحد،
39- يباغته روح نجس بصرخة عالـية ويخبطه حتى يزبد، ولا يتركه الا بعدما يـنهكه ويرضضه.
40- وطلبت من تلاميذك ان يطردوه فما قدروا«.

41- فاجاب يسوع: «يا لكم من جيل غير مؤمن فاسد! الى متى ابقى معكم واحتملكم؟« وقال للرجل: «قدم ابنك الى هنا!«

42- وبينما الصبـي يدنو من يسوع، صرعه الشيطان وخبطه. فانتهر يسوع الروح النجس، وشفى الصبي وسلمه الى ابيه.
43- فتعجب الحاضرون كلهم من قدرة الله العظيمة.
وبينما هم جميعا متعجبون من كل ما عمل يسوع، قال لتلاميذه:
44- »اسمعوا انتم جيدا ما اقوله لكم. سيسلم ابن الانسان الى ايدي النـاس«.
45- فما فهم التلاميذ هذا الكلام وكان مغلقا عليهم حتى لا يدركوا معناه، وتهيبوا ان يسالوه عنه.

46- ووقع بينهم جدال _في من هو الاعظم فيهم.
47- فعرف يسوع ما في قلوبهم، فاخذ بـيد طفل واقامه بجانبه،
48- وقال لهم: «من قبل هذا الطفل باسمي يكون قبلني. ومن قبلني يقبل الذي ارسلني، لان الاصغر فيكم كلكم هو اعظمكم«.

49- فقال يوحنا: «يا معلم، راينا رجلا يطرد الشياطين باسمك فمنعناه، لانه لا يتبعك معنا«.
50- فقال له يسوع: «لا تمنعوه، لان من لا يكون عليكم فهو معكم«.

51- ولما حان الوقت الذي يرتفـع فيه الى السماء، عزم على ان يتوجه الى اورشليم.
52- فارسل رسلا يتقدمونه، فذهبوا ودخلوا قرية سامرية ليهيئوا له منزلا.
53- فرفض اهلها ان يقبلوه لانه كان متوجها الى اورشليم.
54- فلما راى ذلك تلميذاه يعقوب ويوحنا قالا: «يا سيد، اتريد ان نامر النـار فتنزل من السماء وتاكلهم؟«
55- فالتفت يسوع وانتهرهما،
56- فساروا الى قرية اخرى.

57- وبينما هم سائرون، قال له رجل في الطريق: .«يا سيد، اتبعك اينما تذهب».
58- فاجابه يسوع: «للثعالب اوجرة، ولطيور السماء اعشاش، واما ابن الانسان فما له موضع يسند اليه راسه».

59- وقال يسوع لرجل آخر: «اتبعني!» فاجابه الرجل: «يا سيد دعني اذهب اولا وادفن ابـي».
60- فقال له يسوع: «اترك الموتى يدفنون موتاهم. واما انت، فاذهب وبشر بملكوت الله».

61- وقال له آخر: «اتبعك يا سيد، ولكن دعني اولا اودع اهلي».
62- فقال له يسوع: «ما من احد يضع يده على المحراث ويلتفت الى الوراء، يصلح لملكوت الله».
 
44 42 انجيل لوقا 010 الله
1- وبعد ذلك اختار الرب يسوع اثنين وسبعين آخرين، وارسلهم اثنين اثنين يتقدمونه الى كل مدينة او موضع عزم ان يذهب اليه.
2- وقال لهم: «الحصاد كثير، ولكن العمال قليلون. فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل عمالا الى حصاده.
3- اذهبوا، ها انا ارسلكم مثل الخراف بين الذئاب.
4- لا تحملوا محفظة، ولا كيسا، ولا حذاء، ولا تسلموا على احد في الطريق.
5- واي بيت دخلتم، فقولوا اولا: السلام على هذا البيت.
6- فان كان فيه من يحب السلام، فسلامكم يحل به، والا رجع اليكم.
7- واقيموا في ذلك البيت، تاكلون وتشربون مما عندهم، لان العامل يستحق اجرته، ولا تنتقلوا من بيت الى بيت.
8- واية مدينة دخلتم وقبلكم اهلها، فكلوا مما يقدمونه لكم.
9- واشفوا مرضاهم وقولوا: ملكوت الله اقترب منكم.
10- واية مدينة دخلتم وما قبلكم اهلها، فاخرجوا الى شوارعها وقولوا:
11- حتى الغبار العالق باقدامنا من مدينتكم ننفضه لكم. ولكن اعلموا ان ملكوت الله اقترب.
12- اقول لكم: سيكون مصير سدوم في يوم الحساب اكثر احتمالا من مصير تلك المدينة.

13- «الويل لك يا كورزين! الويل لك يا بيت صيدا! فلو كانت المعجزات التي جرت فيكما جرت في صور وصيدا، لتاب اهلها من زمن بعيد ولبسوا المسوح وقعدوا على الرماد.
14- ولكن مصير صور وصيدا في يوم الحساب سيكون اكثر احتمالا من مصيركما.
15- وانت يا كفرناحوم! اترتفعين الى السماء؟ لا، الى الجحيم ستهبطين».

16- وقال يسوع لتلاميذه: «من سمع اليكم سمع الي. ومن رفضكم رفضني، ومن رفضني رفض الذي ارسلني».

17- ورجع الاثنان والسبعون رسولا فرحين وقالوا ليسوع: «يا رب، حتى الشياطين تخضع لنا باسمك».
18- فقال لهم: «رايت الشيطان يسقط من السماء مثل البرق.
19- وها انا اعطيكم سلطانا تدوسون به الافاعي والعقارب وكل قوة للعدو، ولا يضركم شيء.
20- ولكن لا تفرحوا بان الارواح تخضع لكم، بل افرحوا بان اسماءكم مكتوبة في السماوات«.

21- وفي تلك الساعة ابتهج يسوع بالروح القدس، فقال: «احمدك ايها الآب، يا رب السماء والارض، لانك اظهرت للبسطاء ما اخفيته عن الحكماء والفهماء. نعم، ايها الآب، هكذا كانت مشيئـتك.
22- ابـي اعطاني كل شيء. ما من احد يعرف من هو الابن الا الآب، ولا من هو الآب الا الابن ومن اراد الابن ان يظهره له«.

23- والتفت الى تلاميذه، فقال لهم على انفراد: «هنيئا لمن يرى ما انتم ترون!
24- اقول لكم: كثير من الانبـياء والملوك تمنوا ان يروا ما انتم ترون فما راوا، وان يسمعوا ما انتم تسمعون فما سمعوا«.

25- وقام احد علماء الشريعة، فقال له ليحرجه: «يا معلم، ماذا اعمل حتى ارث الحياة الابدية؟«

26- فاجابه يسوع: «ماذا تقول الشريعة؟ وكيف تفسره؟«

27- فقال الرجل: «احب الرب الهك بكل قلبك، وبكل نفسك، وبكل قوتك، وبكل فكرك، واحب قريبك مثلما تحب نفسك«.
28- فقال له يسوع: «بالصواب اجبت. اعمل هذا فتحيا«.

29- فاراد معلم الشريعة ان يبرر نفسه، فقال لـيسوع: «ومن هو قريبـي؟«

30- فاجابه يسوع: «كان رجل نازلا من اورشليم الى اريحا، فوقع بايدي اللصوص، فعروه وضربوه، ثم تركوه بين حي وميت.
31- واتفق ان كاهنا نزل في تلك الطريق، فلما رآه مال عنه ومشى في طريقه.
32- وكذلك احد اللاويـين، جاء المكان فرآه فمال عنه ومشى في طريقه.
33- ولكن سامريا مسافرا مر به، فلما رآه اشفق عليه.
34- فدنا منه وسكب زيتا وخمرا على جراحه وضمدها، ثم حمله على دابته وجاء به الى فندق واعتنى بامره.

35- وفي الغد اخرج السامري دينارين، ودفعهما الى صاحب الفندق وقال له: اعتن بامره، ومهما انفقت زيادة على ذلك اوفيك عند عودتي.

36- فاي واحد من هؤلاء الثلاثة كان في رايك قريب الذي وقع بايدي اللصوص؟«
37- فاجابه معلم الشريعة: «الذي عامله بالرحمة«. فقال له يسوع: «اذهب انت واعمل مثله«.

38- وبينما هم سائرون، دخل يسوع قرية، فرحبت به امراة اسمها مرتا في بيتها.
39- وكان لها اخت اسمها مريم، جلست عند قدمي الرب يسوع تستمع الى كلامه.
40- وكانت مرتا منهمكة في كثير من امور الضيافة، جاءت وقالت لـيسوع: «يا رب، اما تبالي ان تتركني اختي اخدم وحدي؟ قل لها ان تساعدني!«

41- فاجابها الرب: «مرتا، مرتا، انت تقلقين وتهتمين بامور كثيرة،
42- مع ان الحاجة الى شيء واحد. فمريم اختارت النصيب الافضل، ولن ينزعه احد منها«.
 
45 42 انجيل لوقا 011 الله
1- وكان يسوع يصلـي في احد الاماكن، فلما اتم الصلاة قال له واحد من تلاميذه: «يا رب، علمنا ان نصلي، كما علم يوحنا تلاميذه«.
2- فقال لهم يسوع: «متى صليتم فقولوا: ايها الآب لـيتقدس اسمك لـيات ملكوتك
3- اعطنا خبزنا اليومي
4- واغفر لنا خطايانا، لاننا نغفر لكل من يذنب الينا. ولا تدخلنا في التجربة«،
5- ثم قال لهم يسوع: «من منكم له صديق ويذهب اليه في نصف الليل، ويقول له: يا صديقي، اعرني ثلاثة ارغفة،
6- لان لي صديقا جاءني من سفر ولا خبز عندي اقدم له،
7- فيجيب صديقه من داخل البيت: لا تزعجني! الباب مقفل، واولادي معي في الفراش، فلا اقدر ان اقوم لاعطيك.
8- اقول لكم: ان كان لا يقوم ويعطيه لانه صديقه، فهو يقوم ويعطيه كل ما يحتاج اليه لانه لج في طلبه.
9- لذلك اقول لكم: اسالوا تنالوا، اطلبوا تجدوا، دقـوا الباب يفتح لكم.
10- فمن يسال ينل، ومن يطلب يجد، ومن يدقـ الباب يفتح له.
11- فاي اب منكم اذا طلب منه ابنه سمكة اعطاه بدل السمكة حـية؟
12- او طلب منه بيضة اعطاه عقربا؟
13- فاذا كنتم انتم الاشرار تعرفون كيف تحسنون العطاء لابنائكم، فما اولى اباكم السماوي بان يهب الروح القدس للذين يسالونه؟«

14- وكان يطرد شيطانا اخرس. فلما خرج الشيطان تكلم الرجل، فتعجب الجموع.
15- لكن بعضهم قال: «هو يطرد الشياطين ببعلزبول رئيس الشياطين«.
16- وطلب آخرون آية من السماء ليجربوه.
17- فعرف افكارهم، فقال لهم: «كل مملكة تنقسم تخرب وتنهار بيوتها بيتا على بيت.
18- واذا انقسم الشيطان، فكيف تثبت مملكته؟ تقولون اني ببعلزبول اطرد الشياطين.
19- فان كنت ببعلزبول اطرد الشياطين، فبمن يطرده اتباعكم؟ لذلك هم يحكمون عليكم.
20- واما اذا كنت باصبع الله اطرد الشياطين، فملكوت الله اقبل عليكم.

21- عندما يحرس الرجل القوي المتسلح بيته تكون امواله في امان.
22- ولكن اذا هاجمه رجل اقوى منه وغلبه، ينتزع منه كل سلاحه الذي كان يعتمد عليه ويوزع ما سلبه.

23- من لا يكون معي فهو علي، ومن لا يجمع معي فهو يــبدد.

24- »اذا خرج الروح النجس من انسان، هام في القفار يطلب الراحة. وعندما لا يجدها يقول: ارجـــع الى بيتي الذي خرجت منه.
25- فيرجـــع ويجده مكنوسا مرتبا.
26- لكنه يذهب ويجيء بسبعة ارواح اشر منه، فتدخل وتسكن فيه، فتصير حال ذلك الانسان في آخرها اسوا من حاله في اولها«.

27- وبينما هو يتكلم، رفعت امراة من الجموع صوتها وقالت له: «هنيئا للمراة التي ولدتك وارضعتك«.
28- فقال يسوع: «بل هنيئا لمن يسمع كلام الله ويعمل به«.

29- وازدحمت الجموع، فاخذ يقول: «هذا الجيل جيل فاسد يطلب آية، ولن يعطى له سوى آية يونان النبـي.
30- فكما كان النبـي يونان آية لاهل نينوى، فكذلك يكون ابن الانسان آية لهذا الجيل.
31- ملكة الجنوب تقوم يوم الحساب مع هذا الجيل وتحكم عليه، لانها جاءت من اقاصي الارض لتسمع حكمة سليمان، وهنا الآن اعظم من سليمان.
32- واهل نينوى يقومون يوم الحساب مع هذا الجيل ويحكمون عليه، لانهم تابوا عندما سمعوا انذار يونان، وهنا الآن اعظم من يونان!

33- »ما من احد يوقد سراجا ويضعه في مخبا او تحت المكيال، بل في مكان مرتفـع ليستنير به الداخلون.
34- سراج الجسد هو العين. فان كانت عينك سليمة، كان جسدك كله منيرا. وان كانت عينك مريضة، كان جسدك كله مظلما.
35- فانتبه، لئلا يصير النـور الذي فيك ظلاما.
36- فان كان جسدك كله منيرا، ولا اثر للظلام فيه، انار باكمله كما لو انار لك السراج بضوئه«.

37- وبينما هو يتكلم، دعاه احد الفريسيين الى الغداء عنده. فدخل بيته وجلس للطعام.
38- فتعجب الفريسي لما راى يسوع يجلس ولا يغسل يديه قبل الغداء.
39- فقال له الرب يسوع: «انتم ايها الفريسيون تطهرون ظاهر الكاس والصحن، وباطنكم كله طمع وخبث.
40- يا اغبـياء، هذا الذي صنع الظاهر، اما صنع الباطن ايضا؟
41- اعـطوا الفقراء مما في داخل كؤوسكم وصحونكم، يكن كل شيء لكم طاهرا.

42- ولكن الويل لكم، ايها الفريسيون! تعطون العشر من النعنع والصعتر وسائر البقول، وتهملون العدل ومحبة الله. فهذا كان يجب ان تعملوا به من دون ان تهملوا ذاك.

43- الويل لكم، ايها الفريسيون! تحبون مكان الصدارة في المجامع والتحيات في الساحات.
44- الويل لكم انتم مثل القبور المجهولة، يمشي النـاس عليها وهم لا يعرفون«.

45- فقال له احد علماء الشريعة: «يا معلم، بقولك هذا تشتمنا نحن ايضا!«
46- فقال: «الويل لكم انتم ايضا يا علماء الشريعة، تحملون النـاس احمالا ثقيلة ولا تمدون اصبعا واحدة لتساعدوهم على حملها.
47- الويل لكم، تبنون قبور الانبـياء، وآباؤكم هم الذين قتلوهم.
48- وهكذا تشهدون على آبائكم وتوافقون على اعمالهم: هم قتلوا الانبـياء، وانتم تبنون لهم القبور.
49- ولذلك قالت حكمة الله: ارسل اليهم الانبـياء والرسل، فيقتلون منهم ويضطهدون،
50- حتى احاسب هذا الجيل على دم جميع الانبـياء الذي سفك منذ انشاء العالم،
51- من دم هابـيل الى دم زكريا الذي قتل بين المذبح وبيت الله. اقول لكم: نعم، ساحاسب هذا الجيل على دم هؤلاء كلهم!

52- الويل لكم، يا علماء الشريعة! استوليتم على مفتاح المعرفة، فلا انتم دخلتم، ولا تركتم الداخلين يدخلون«.

53- وبينما هو خارج من هناك ازدادت عليه نقمة علماء الشريعة والفريسيين، فاخذوا يستنطقونه في امور كثيرة،
54- ويترقبونه ليصطادوا من فمه كلمة يتهمونه بها.
 
46 42 انجيل لوقا 012 الله
1- وكان اجتمع عشرات الالوف من النـاس، حتى داس بعضهم بعضا، فقال اولا لتلاميذه: «اياكم وخمير الفريسيين الذي هو الرياء.
2- فما من مستور الا سينكشف، ولا من خفي الا سيظهر.
3- وما تقولونه في الظلام سيسمعه النـاس في النـور، وما تقولونه همسا في داخل الغرف سينادون به على السطوح.
4- واقول لكم، يا احبائي: لا تخافوا الذين يقتلون الجسد، ثم لا يقدرون ان يفعلوا شيئا.
5- ولكني ادلكم على من يجب ان تخافوه: خافوا الذي له القدرة بعد القتل على ان يلقـي في جهنم. اقول لكم: نعم، هذا خافوه.

6- اما يباع خمسة عصافير بدرهمين؟ نعم، ولكن الله لا ينسى واحدا منها؟
7- لا بل شعر رؤوسكم نفسه معدود كله. فلا تخافوا. انتم افضل من عصافير كثيرة!«

8- واقول لكم: من اعترف بـي امام النـاس، يعترف به ابن الانسان امام ملائكة الله.
9- ومن انكرني امام النـاس، ينكره ابن الانسان امام ملائكة الله.
10- ومن قال كلمة على ابن الانسان يغفر له، واما من جدف على الروح القدس فلن يغفر له.

11- وعندما تساقون الى المجامع والحكام واصحاب السلطة، فلا يهمكم كيف تدافعون عن انفسكم او ماذا تقولون،
12- لان الروح القدس يلهمكم في تلك الساعة ما يجب ان تقولوا«. مثل الغني الغبـي

13- فقال له رجل من الجموع: «يا معلم، قل لاخي ان يقاسمني الميراث«.

14- فقال له: «يا رجل، من اقامني عليكما قاضيا او مقسما؟«

15- وقال للجموع: «انتبهوا وتحفظوا من كل. طمع، فما حياة الانسان بكثرة امواله«.

16- وقال لهم هذا المثل: «كان رجل غنـي اخصبت ارضه،
17- فقال في نفسه: لا مكان عندي اخزن فيه غلالي، فماذا اعمل؟
18- ثم قال: اعمل هذا: اهدم مخازني وابني اكبر منها، فاضع فيها كل قمحي وخيراتي.
19- واقول لنفسي: يا نفسي، لك خيرات وافرة تكفيك مؤونة سنين كثيرة، فاستريحي وكلي واشربـي وتنعمي!
20- فقال له الله: يا غبـي، في هذه الليلة تسترد نفسك منك. فهذا الذي اعددته لمن يكون؟

21- هكذا يكون مصير من يجمع لنفسه ولا يغنى بالله«.

22- وقال لتلاميذه: «لهذا اقول لكم: لا يهمكم لحياتكم ما تاكلون، ولا للجسد ما تلبسون.
23- لان الحياة خير من الطعام، والجسد خير من اللباس.
24- تاملوا الغربان. فهي لا تزرع ولا تحصد، وما من مخزن لها ولا مستودع، والله يرزقها! وكم انتم افضل من الطيور.
25- من منكم اذا اهتم يقدر ان يزيد على قامته ذراعا واحدة؟
26- فاذا كنتم تعجزون عن اصغر الامور، فلماذا يهمكم الباقي؟
27- تاملوا زنابق الحقل كيف تنمو: لا تغزل ولا تنسج. اقول لكم: ولا سليمان في كل مجده لبس مثل واحدة منها.
28- فاذا كان العشب الذي يوجد اليوم في الحقل، ويطرح غدا في التنـور، يلبسه الله هكذا، فكم بالاولى ان يلبسكم انتم يا قليلي الايمان؟
29- فلا تطلبوا ما تاكلون وما تشربون ولا تقلقوا،
30- فهذا كله يطلبه ابناء هذا العالم، وابوكم السماوي يعرف انكم تحتاجون اليه.
31- بل اطلبوا ملكوت الله، وهو يزيدكم هذا كله.

32- لا تخف، ايها القطيع الصغير! فابوكم السماوي شاء ان ينعم عليكم بالملكوت.
33- بـيعوا ما تملكون وتصدقوا بثمنه على الفقراء، واقتنوا اموالا لا تبلى، وكنزا في السماوات لا ينفد، حيث لا لص يدنو، ولا سوس يفسد.
34- فحيث يكون كنزكم، يكون قلبكم.

35- »كونوا على استعداد، اوساطكم مشدودة ومصابـيحكم موقدة،
36- كرجال ينتظرون رجوع سيدهم من العرس، حتى اذا جاء ودق الباب يفتحون له في الحال.
37- هنيئا لهؤلاء الخدم الذين متى رجع سيدهم وجدهم ساهرين. الحق اقول لكم: انه يشمر عن ساعده ويجلسهم للطـعام ويقوم بخدمتهم.
38- بل هنيئا لهم اذا جاء قبل نصف الليل او بعده فوجدهم على هذه الحال.
39- واعلموا ان رب البيت لو عرف في اية ساعة يجيء اللص لما تركه ينقب بيته.
40- فكونوا اذا على استعداد، لان ابن الانسان يجيء في ساعة لا تنتظرونها«.

41- فقال له بطرس: «يا رب، النا تقول هذا المثل ام لجميع النـاس؟«

42- فاجابه الرب يسوع: «من هو الوكيل الامين العاقل الذي يوكل اليه سيده ان يعطي خدمه وجبتهم من الطعام في حينها؟
43- هنيئا لذلك الخادم الذي يجده سيده عند عودته يقوم بعمله هذا.
44- الحق اقول لكم: انه يوكل اليه جميع امواله.
45- ولكن اذا قال هذا الخادم في نفسه: سيتاخر سيدي في رجوعه، واخذ يضرب الخدم، رجالا ونساء، وياكل ويشرب ويسكر،
46- فيرجــع سيده في يوم لا ينتظره وساعة لا يعرفها، فيمزقه تمزيقا ويجعل مصيره مع الخائنين.

47- فالخادم الذي يعرف ما يريده سيده ولا يستعد ولا يعمل بارادة سيده، يلقى قصاصا شديدا.
48- واما الذي لا يعرف ما يريده سيده ويعمل ما يستحق القصاص. فيلقى قصاصا خفيفا. ومن اعطي كثيرا يطلب منه الكثير، ومن ائتمن على كثير يطالب باكثر منه.

49- »جئت لالقـي نارا على الارض، وكم اتمنى ان تكون اشتعلت!
50- وعلي ان اقبل معمودية الآلام، وما اضيق صدري حتى تتم.
51- اتظنـون اني جئت لالقـي السلام على الارض؟ اقول لكم: لا، بل الخلاف.
52- فمن اليوم يكون في بيت واحد خمسة، فيخالف ثلاثة منهم اثنين، واثنان ثلاثة.
53- يخالف الاب ابنه والابن اباه، والام بنتها والبنت امها، والحماة كنتها والكنة حماتها«.

54- وقال ايضا للجموع: «اذا رايتم غيمة ترتفـع في المغرب، قلتم في الحال: سينزل المطر، فينزل.
55- واذا هبت ريح الجنوب قلتم: سيشتد الحر، فيشتد.
56- يا مراؤون! تفهمون منظر الارض والسماء، فكيف لا تفهمون علامات هذا الزمان؟

57- ولماذا تحكمون من عندكم بما هو حق؟
58- فان ذهبت مع خصمك الى الحاكم، فابذل جهدك ان ترضيه في الطريق، لئلا يسوقك الى القاضي، فيسلمك القاضي الى الشرطـي، ويلقـيك الشرطـي في السجن.
59- اقول لك: لن تخرج من هناك حتى توفي آخر درهم«.
 
47 42 انجيل لوقا 013 الله
1- وفي ذلك الوقت حضر بعض النـاس واخبروا يسوع عن الجليليين الذين قتلهم بـيلاطس في الهيكل ومزج دماءهم بدماء ذبائحهم،
2- فاجابهم يسوع: «اتظنون ان خطيئة هؤلاء الجليليين اكثر من خطيئة سائر الجليليين حتى نزلت بهم هذه المصيبة؟
3- اقول لكم: لا، وان كنتم لا تتوبون، فستهلكون كلكم مثلهم.
4- واولئك الثمانـية عشر الذين سقط البرج عليهم في سلوام وقتلهم، اتظنون انهم اذنبوا اكثر مما اذنب اهل اورشليم؟
5- اقول لكم: لا، وان كنتم لا تتوبون، فستهلكون كلكم مثلهم«.

6- وقال هذا المثل: «كان لرجل شجرة تـين مغروسة في كرمه، فجاء يطلب ثمرا عليها، فما وجد.
7- فقال للكرام: لي ثلاث سنوات وانا اجيء الى هذه التينة اطلب ثمرا، فلا اجد، فاقطعها! لماذا نتركها تعطل الارض؟
8- فاجابه الكرام: اتركها، يا سيدي، هذه السنة ايضا، حتى اقلب التربة حولها واسمدها.
9- فاما تثمر في السنة المقبلة واما تقطعها«.
10- وكان يسوع يعلم في احد المجامع في السبت،
11- وهناك امراة فيها روح شرير امرضها ثماني عشرة سنة، فجعلها منحنـية الظهر لا تقدر ان تنتصب.
12- فلما رآها يسوع دعاها وقال لها: «يا امراة، انت معافاة من مرضك!«

13- ووضع يديه عليها، فانتصبت قائمة في الحال ومجدت الله.
14- فغضب رئيس المجمع، لان يسوع شفى المراة في السبت، فقال للحاضرين: «عندكم ستة ايام يجب العمل فيها، فتعالوا واستشفوا، لا في يوم السبت!«

15- فاجابه الرب يسوع: «يا مراؤون! اما يحل كل واحد منكم يوم السبت رباط ثوره او حماره من المعلف وياخذه ليسقيه؟
16- وهذه امراة من ابناء ابراهيم ربطها الشيطان من ثماني عشرة سنة، اما كان يجب ان تحل من رباطها يوم السبت؟«

17- ولما قال هذا الكلام، خجل جميع معارضيه، وفرح الجمع كله بالاعمال المجيدة التي كان يعملها.

18- وقال يسوع: «ماذا يشبه ملكوت الله؟ وبماذا اشبهه؟
19- هو مثل حبة من خردل اخذها رجل وزرعها في حقله، فنمت وصارت شجرة تعشش طيور السماء في اغصانها«.

20- وقال ايضا: «بماذا اشبه ملكوت الله؟
21- هو مثل خميرة اخذتها امراة ووضعتها في ثلاثة اكيال من الدقيق حتى اختمر العجين كله«.

22- وسار في المدن والقرى، يعلم وهو في طريقه الى اورشليم.
23- فقال له رجل: «يا سيد، اقليل عدد الذين يخلصون؟« فاجاب يسوع:
24- »اجتهدوا ان تدخلوا من الباب الضيق. اقول لكم: كثير من النـاس سيحاولون ان يدخلوا فلا يقدرون.
25- واذا قام رب البيت واغلق الباب، فوقفتم انتم في الخارج تدقون الباب وتقولون: يا رب! افتح لنا، يجيبكم: لا اعرف من اين انتم!
26- فتقولون: اكلنا وشربنا معك، وعلمت في شوارعنا!
27- فيقول لكم: لا اعرف من اين انتم. ابتعدوا عني كلكم يا اشرار!

28- ويكون البكاء وصريف الاسنان، حين ترون ابراهيم واسحق ويعقوب والانبـياء كلهم في ملكوت الله، وانتم في الخارج مطرودون!
29- وسيجيء النـاس من المشرق والمغرب، ومن الشمال والجنوب، ويجلسون الى المائدة في ملكوت الله.
30- فيصير الاولون آخرين والآخرون اولين«.

31- وفي تلك الساعة دنا بعض الفريسيين من يسوع وقالوا له: «انصرف من هنا، لان هيرودس يريد ان يقتلك!«

32- فقال لهم: «اذهبوا قولوا لهذا الثعلب: ها انا اطرد الشياطين واشفي المرضى اليوم وغدا، وفي اليوم الثـالث اتمم كل شيء.
33- ولكني يجب ان اسير في طريقي اليوم وغدا وبعد غد، لانه لا يجوز ان يهلك نبـي في خارج اورشليم.

34- اورشليم، اورشليم! يا قاتلة الانبـياء وراجمة المرسلين اليها! كم مرة اردت ان اجمع ابناءك، مثلما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، فما اردتم.
35- وها هو بيتكم متروك لكم. اقول لكم: لا تروني حتى يجيء يوم تهتفون فيه: تبارك الآتي باسم الرب!«
 
48 42 انجيل لوقا 014 الله
1- ودخل يوم السبت بيت احد كبار الفريسيـين ليتناول الطعام، وكانوا يراقبونه.
2- واذا امامه رجل تورم جلده بالاستسقاء،
3- فقال يسوع لعلماء الشريعة والفريسيـين: «ايحل الشفاء في السبت ام لا؟«
4- فسكتوا. فاخذ يسوع الرجل بـيده وشفاه وصرفه.
5- ثم قال لهم: «من منكم يقع ابنه او ثوره في بئر يوم السبت ولا ينشله منها في الحال؟«
6- فما قدروا ان يجاوبوه.

7- ولاحظ ان بعض المدعوين يختارون المقاعد الاولى، فقال هذا المثل:
8- »اذا دعاك احد الى وليمة عرس، فلا تجلس _في المقعد الاول. فلربما كان في المدعوين من هو اهم منك،
9- فيجيء الذي دعاكما ويقول لك: اعطه مكانك! فتخجل، وتقوم الى آخر مقعد.
10- ولكن اذا دعيت فاجلس في آخر مقعد، حتى اذا جاء صاحب الدعوة قال لك: قم الى فوق، يا صديقي. فيكبر قدرك في نظر جميع المدعوين،
11- لان من يرفع نفسه ينخفض، ومن يخفض نفسه يرتفـع«.

12- وقال يسوع لصاحب الدعوة: «اذا اقمت وليمة غداء او عشاء، فلا تدع اليها اصدقاءك ولا اخوانك ولا اقرباءك ولا جيرانك الاغنياء، لئلا يبادلوك الدعوة، فتنال المكافاة على عملك.
13- بل اذا اقمت وليمة، فادع الفقراء والمشوهين والعرج والعميان.
14- وهنيئا لك اذا فعلت لانهم لا يقدرون ان يكافئوك، فتكافا في قيامة الابرار«.

15- فلما سمع احد المدعوين هذا الكلام قال ليسوع: «هنيئا لمن يجلس الى المائدة في ملكوت الله
16- فاجابه: «اقام رجل وليمة كبـيرة، ودعا اليها كثيرا من النـاس.
17- ثم ارسل خادمه ساعة الوليمة يقول للمدعوين: تعالوا، فكل شيء مهيا!
18- فاعتذروا كلهم. قال له الاول: اشتريت حقلا ويجب ان اذهب لاراه، ارجو منك ان تعذرني.
19- وقال آخر: اشتريت خمسة فدادين، وانا الآن ذاهب لاجربها، ارجو منك ان تعذرني.
20- وقال آخر: تزوجت امراة، فلا اقدر ان اجيء.

21- فرجع الخادم الى سيده واخبره بما جرى، فغضب رب البيت وقال لخادمه: اخرج مسرعا الى شوارع المدينة وازقتها وادخل الفقراء والمشوهين والعرج والعميان الى هنا.

22- فقال الخادم: جرى ما امرت به يا سيدي، وبقـيت مقاعد فارغة.
23- فاجابه السيد: اخرج الى الطرقات والدروب والزم النـاس بالدخول حتى يمتلئ بيتي.
24- اقول لكم: لن يذوق عشائي احد من اولئك المدعوين!«

25- وكانت جموع كبـيرة ترافق يسوع، فالتفت وقال لهم:
26- »من جاء الي وما احبني اكثر من حبه لابـيه وامه وامراته واولاده واخوته واخواته، بل اكثر من حبه لنفسه، لا يقدر ان يكون تلميذا لي.
27- ومن لا يحمل صليبه ويتبعني لا يقدر ان يكون تلميذا لي.
28- فمن منكم، اذا اراد ان يبني برجا، لا يجلس اولا ويحسب النفقة ليرى هل يقدر ان يكمله،
29- لئلا يضع الاساس ولا يقدر ان يكمل، فيستهزئ به النـاظرون اليه كلهم
30- ويقولون: هذا الرجل بدا يبني وما قدر ان يكمل.

31- واي ملك يخرج الى محاربة ملك آخر، قبل ان يجلس ويشاور نفسه هل يقدر ان يواجه بعشرة آلاف من يزحف اليه بعشرين الفا؟
32- والا ارسل اليه وفدا، ما دام بعيدا عنه، يلتمس منه الصلح.

33- وهكذا لا يقدر احد منكم ان يكون تلميذا لي، الا اذا تخلى عن كل شيء له.

34- »الملح صالـح، ولكن اذا فسد الملح، فماذا يملحه؟
35- لا يصلح للتربة ولا للسماد، بل يرمى به خارج المكان. من كان له اذنان تسمعان، فليسمع«.
 
49 42 انجيل لوقا 015 الله
1- وكان جباة الضرائب والخاطئون يدنون من يسوع ليسمعوه.
2- فقال الفريسيون ومعلمو الشريعة متذمرين: «هذا الرجل يرحب بالخاطئين وياكل معهم!«

3- فكلمهم بهذا المثل:
4- »من منكم اذا كان له مئة خروف، فاضاع واحدا منها، لا يترك التسعة والتسعين في البرية ليبحث عن الخروف الضائـع حتى يجده؟
5- فاذا وجده حمله على كتفيه فرحا،
6- ورجع الى البيت ودعا اصدقاءه وجيرانه وقال لهم: افرحوا معي، لاني وجدت خروفي الضائـع!
7- اقول لكم: هكذا يكون الفرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من الفرح بتسعة وتسعين من الابرار لا يحتاجون الى التوبة.

8- »بل اية امراة اذا كان لها عشرة دراهم، فاضاعت درهما واحدا، لا تشعل السراج وتكنس البيت وتبحث عن هذا الدرهم جيدا حتى تجده؟
9- فاذا وجدته، دعت صديقاتها وجاراتها وقالت: افرحن معي لاني وجدت الدرهم الذي اضعته.

10- اقول لكم: هكذا يفرح ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب«.

11- وقال يسوع: «كان لرجل ابنان،
12- فقال له الاصغر: يا ابـي اعطني حصتي من الاملاك. فقسم لهما املاكه.
13- وبعد ايام قليلة، جمع الابن الاصغر كل ما يملك، وسافر الى بلاد بعيدة، وهناك بدد ماله في العيش بلا حساب.
14- فلما انفق كل شيء، اصابت تلك البلاد مجاعة قاسية، فوقع في ضيق.
15- فلجا الى العمل عند رجل من اهل تلك البلاد، فارسله الى حقوله  ليرعى الخنازير.
16- وكان يشتهي ان يشبع من الخرنوب الذي كانت الخنازير تاكله، فلا يعطيه احد.
17- فرجع الى نفسه وقال: كم اجير عند ابـي يفضل عنه الطعام، وانا هنا اموت من الجوع.
18- ساقوم وارجـع الى ابـي واقول له: يا ابـي، اخطات الى السماء واليك،
19- ولا استحق بعد ان ادعى لك ابنا، فعاملني كاجير عندك.

20- فقام ورجع الى ابـيه. فرآه ابوه قادما من بعيد، فاشفق عليه واسرع اليه يعانقه ويقبله.
21- فقال له الابن: يا ابـي، اخطات الى السماء واليك، ولا استحق بعد ان ادعى لك ابنا.
22- فقال الاب لخدمه: اسرعوا! هاتوا افخر ثوب والبسوه، وضعوا خاتما في اصبعه وحذاء في رجليه.
23- وقدموا العجل المسمن واذبحوه، فناكل ونفرح،
24- لان ابني هذا كان ميتا فعاش، وكان ضالا فوجد. فاخذوا يفرحون.

25- وكان الابن الاكبر في الحقل، فلما رجع واقترب من البيت، سمع صوت الغناء والرقص.
26- فدعا احد الخدم وساله: ما الخبر؟
27- فاجابه: رجع اخوك سالما، فذبح ابوك العجل المسمن.
28- فغضب ورفض ان يدخل. فخرج اليه ابوه يرجو منه ان يدخل،
29- فقال لابـيه: خدمتك كل هذه السنين وما عصيت لك امرا، فما اعطيتني جديا واحدا لافرح به مع اصحابـي.
30- ولكن لما رجع ابنك هذا، بعدما اكل مالك مع البغايا، ذبحت العجل المسمن!

31- فاجابه ابوه: يا ابني، انت معي في كل حين، وكل ما هو لي فهو لك.
32- ولكن كان علينا ان نفرح ونمرح، لان اخاك هذا كان ميتا فعاش، وكان ضالا فوجد«.
 
50 42 انجيل لوقا 016 الله
1- وقال ايضا لتلاميذه: «كان رجل غني وكان له وكيل، فجاء من اخبره بانه يبدد امواله،
2- فدعاه وقال له: ما هذا الذي اسمع عنك؟ اعطني حساب وكالتك، فانت لا تصلح بعد اليوم لان تكون وكيلا لي.
3- فقال الوكيل في نفسه: سيسترد سيدي الوكالة مني، فماذا اعمل؟ لا اقوى على الفلاحة، واستحـي ان استعطـي.
4- ثم قال: عرفت ماذا اعمل، حتى اذا عزلني سيدي عن الوكالة، يقبلني النـاس في بيوتهم.
5- فدعا جميع الذين عليهم دين لسيده، وقال لاحدهم: كم عليك لسيدي؟
6- اجابه: مئة كيل من الزيت. فقال له الوكيل: خذ صكوكك واجلس في الحال واكتب خمسين!
7- وقال لآخر: وانت، كم عليك لسيدي؟ اجابه: مئة كيل من القمح. فقال له الوكيل: خذ صكوكك واكتب ثمانين.

8- فمدح السيد وكيله الخائن على فطنته، لان ابناء هذا العالم اكثر فطنة من ابناء النـور في معاملة امثالهم.

9- وانا اقول لكم: اجعلوا لكم اصدقاء بالمال الباطل، حتى اذا نفد قبلوكم في المساكن الابدية.
10- من كان امينا على القليل، كان امينا على الكثير. ومن اساء الامانة في القليل، اساء الامانة في الكثير.
11- واذا كنتم غير امناء في المال الباطل، فمن ياتمنكم في الغنى الحق؟
12- وان كنتم غير امناء في ما هو لغيركم، فمن يعطيكم ما هو لكم؟

13- لا يقدر احد ان يخدم سيدين، لانه اما ان يبغض احدهما ويحب الآخر، واما ان يوالي احدهما وينبذ الآخر. فانتم لا تقدرون ان تخدموا الله والمال«.

14- وكان الفريسيون، وهم ممن يحبون المال، يسمعون هذا كله ويهزاون به.
15- فقال لهم يسوع: «انتم تبررون انفسكم عند النـاس، لكن الله يعرف ما في قلوبكم. ورفيع القدر عند النـاس رجس عند الله.
16- بقـيت الشريعة وتعاليم الانبـياء الى ان جاء يوحنا، ثم بدات البشارة بملكوت الله، فاخذ كل انسان يجاهد ليدخله قسرا.
17- ولكن زوال السماء والارض اسهل من ان تسقط نقطة واحدة من الشريعة.

18- من طلق امراته وتزوج غيرها زنى، ومن تزوج امراة طلقها زوجها زنى«.

19- وقال يسوع: «كان رجل غني يلبس الارجوان والثياب الفاخرة ويقيم الولائم كل يوم.
20- وكان رجل فقير اسمه لعازر، تغطي جسمه القروح. وكان ينطرح عند باب الرجل الغني،
21- ويشتهي ان يشبع من فضلات مائدته، وكانت الكلاب نفسها تجيء وتلحس قروحه.

22- ومات الفقير فحملته الملائكة الى جوار ابراهيم. ومات الغني ودفن.
23- ورفع الغني عينيه وهو في الجحيم يقاسي العذاب، فراى ابراهيم عن بعد ولعازر بجانبه.
24- فنادى: ارحمني، يا ابـي ابراهيم، وارسل لعازر ليبل طرف اصبعه في الماء ويبرد لساني، لاني اتعذب كثيرا في هذا اللهيب.
25- فقال له ابراهيم: تذكر، يا ابني، انك نلت نصيبك من الخيرات في حياتك، ونال لعازر نصيبه من البلايا. وها هو الآن يتعزى هنا، وانت تتعذب هناك.
26- وفوق كل هذا، فبـيننا وبينكم هوة عميقة لا يقدر احد ان يجتازها من عندنا اليكم ولا من عندكم الينا.

27- فقال الغني: ارجو منك، اذا، يا ابـي ابراهيم، ان ترسل لعازر الى بيت ابـي،
28- لينذر اخوتي الخمسة هناك لئلا يصيروا هم ايضا الى مكان العذاب هذا.
29- فقال له ابراهيم: عندهم موسى والانبـياء، فليستمعوا اليهم.
30- فاجابه الغني: لا، يا ابـي ابراهيم! ولكن اذا قام واحد من الاموات وذهب اليهم يتوبون.
31- فقال له ابراهيم: ان كانوا لا يستمعون الى موسى والانبـياء، فهم لا يقتنعون ولو قام واحد من الاموات«.
 
51 42 انجيل لوقا 017 الله
1- وقال يسوع لتلاميذه: «لا بد من حدوث ما يوقـع النـاس في الخطيئة، ولكن الويل لمن يكون حدوثه على يده.
2- فخير له ان يعلق في عنقه حجر طحن ويرمى في البحر من ان يوقـع احد هؤلاء الصغار في الخطيئة.
3- فكونوا على حذر. اذا اخطا اخوك فوبخه، وان تاب فاغفر له.
4- واذا اخطا سبع مرات في اليوم، ورجع اليك في كل مرة فقال: انا تائب، فاغفر له«.

5- وقال الرسل للرب: «زد ايماننا«،

6- فاجاب الرب: «لو كان لكم ايمان مقدار حبة من خردل وقلتم لهذه الجميزة: انقلعي وانغرسي في البحر، لاطاعتكم.

7- »من منكم له اجير يفلح الارض او يرعى الغنم، اذا رجع من الحقل، يقول له: اسرع واجلس للطعام.
8- الا يقول له: هيـئ لي العشاء، وشمر عن ساعديك واخدمني حتى آكل واشرب، ثم تاكل انت وتشرب؟
9- فهل للاجير فضل اذا اطاع سيده؟ لا اظن.
10- وهكذا انتم، اذا فعلتم كل ما امرتم به فقولوا: نحن خدم بسطاء، وما فعلنا الا ما كان يجب علينا ان نفعل«.

11- وبينما هو في طريقه الى اورشليم، مر بالسامرة والجليل.
12- وعند دخوله احدى القرى استقبله عشرة من البرص، فوقفوا على بعد منه
13- وصاحوا: «يا يسوع، يا معلم، ارحمنا!«

14- فتطلع وقال لهم: «اذهبوا الى الكهنة واروهم انفسكم!« وبينما هم ذاهبون طهروا.
15- فلما راى واحد منهم انه شفي، رجع وهو يمجد الله باعلى صوته،
16- وارتمى على وجهه عند قدمي يسوع يشكره، وكان سامريا.
17- فقال يسوع: «اما طهر العشرة، فاين التسعة؟
18- اما كان فيهم من يرجـع لـيمجد الله سوى هذا الغريب؟«

19- ثم قال له: «قم واذهب، ايمانك خلصك«.

20- ولما ساله الفريسيون: «متى يجيء ملكوت الله؟« اجابهم: «لا يجيء ملكوت الله بمشهد من احد.
21- ولا يقال: ها هو هنا، او ها هو هناك، لان ملكوت الله هو فيكم«.

22- وقال لتلاميذه: «يجيء زمان تتمنون فيه ان تروا يوما واحدا من ايام ابن الانسان ولن تروا.
23- وسيقال لكم: ها هو هنا، او ها هو هناك! فلا تذهبوا ولا تتبعوا احدا،
24- لان مجيء ابن الانسان في يومه يكون مثل البرق الذي يلمع في افق ويضيء في آخر.
25- ولكن يجب عليه قبل ذلك ان يتالم كثيرا، وان يرفضه هذا الجيل.
26- وكما حدث في ايام نوح، فكذلك يحدث في ايام ابن الانسان:
27- كان النـاس ياكلون ويشربون ويتزاوجون، الى يوم دخل نوح السفينة، فجاء الطوفان واهلكهم كلهم.
28- او كما حدث في ايام لوط: كان النـاس ياكلون ويشربون، ويبـيعون ويشترون، ويزرعون ويبنون،
29- ولكن يوم خرج لوط من سدوم امطر الله نارا وكبريتا من السماء فاهلكهم كلهم.
30- هكذا يحدث يوم يظهر ابن الانسان.
31- فمن كان في ذلك اليوم على السطح، فلا ينزل الى البـيت لياخذ حوائجه. ومن كان في الحقل فلا يرجــع الى الوراء.
32- تذكروا امراة لوط!
33- من حاول ان يحفظ حياته يخسرها، ومن خسر حياته يخلصها.
34- اقول لكم: سيكون في تلك الليلة اثنان على سرير واحد، فيؤخذ احدهما ويترك الآخر.
35- وتكون امراتان على حجر الطحن معا، فتؤخذ احداهما وتترك الاخرى. [
36- ويكون رجلان في الحقل، فيؤخذ احدهما ويترك الآخر«].

37- فساله التلاميذ: «اين، يا رب؟« فاجابهم: «حيث تكون الجيفة تجتمـع الغربان«.
 
52 42 انجيل لوقا 018 الله
1- وكلمهم بمثل على وجوب المداومة على الصلاة من غير ملل،
2- قال: «كان في احدى المدن قاض لا يخاف الله ولا يهاب النـاس.
3- وكان في تلك المدينة ارملة تتردد اليه وتقول له: انصفني من خصمي!
4- فكان يرفض طلبها، ولكنه بعد مدة طويلة قال في نفسه: مع اني لا اخاف الله ولا اهاب النـاس،
5- فسانصف هذه الارملة لانها تزعجني، والا ظلت تجيء وتضايقني«.

6- وقال الرب يسوع: «اسمعوا جيدا ما قال هذا القاضي الظالم،
7- فكيف لا ينصف الله مختاريه الضارعين اليه ليل نهار؟ وهل يبطئ _في الاستجابة لهم؟
8- اقول لكم: انه يسرع الى انصافهم. ولكن، ايجد ابن الانسان ايمانا على الارض يوم يجيء؟«

9- وقال هذا المثل لقوم كانوا على ثقة بانهم صالحون، ويحتقرون الآخرين:
10- »صعد رجلان الى الهيكل ليصليا، واحد فريسي والآخر من جباة الضرائب.
11- فوقف الفريسي يصلي في نفسه فيقول: شكرا لك يا الله، فما انا مثل سائر النـاس الطامعين الظالمين الزناة، ولا مثل هذا الجابـي!
12- فانا اصوم في الاسبوع مرتين، واوفي عشر دخلي كله.
13- واما الجابـي، فوقف بعيدا لا يجرؤ ان يرفع عينيه نحو السماء، بل كان يدق على صدره ويقول: ارحمني يا الله، انا الخاطئ!

14- اقول لكم: هذا الجابـي، لا ذاك الفريسي، نزل الى بيته مقبولا عند الله. فمن يرفع نفسه ينخفض، ومن يخفض نفسه يرتفـع«.

15- وجاء اليه بعض النـاس باطفال ليضع يديه عليهم. فلما رآهم التلاميذ انتهروهم.
16- ولكن يسوع دعا الاطفال اليه وقال: «دعوا الاطفال ياتون الي ولا تمنعوهم، لان لامثال هؤلاء ملكوت الله.
17- الحق اقول لكم: من لا يقبل ملكوت الله كانه طفل لا يدخله«.

18- وساله احد الوجهاء: «ايها المعلم الصالح، ماذا اعمل لارث الحياة الابدية؟«
19- فاجابه يسوع: «لماذا تدعوني صالحا؟ لا صالح الا الله وحده.
20- انت تعرف الوصايا: لا تزن، لا تقتل، لا تسرق، لا تشهد بالزور، اكرم اباك وامك«.
21- فقال الرجل: «من ايام صباي عملت بهذه الوصايا كلها«.

22- فلما سمع يسوع كلامه هذا، قال له: «يعوزك شيء واحد، بع كل ما تملك ووزع ثمنه على الفقراء، فيكون لك كنز في السماوات، وتعال اتبعني«.

23- فحزن الرجل عندما سمع هذا الكلام، لانه كان غنيا جدا.
24- وراى يسوع انه حزن، فقال: «ما اصعب دخول الاغنياء الى ملكوت الله!
25- فمرور الجمل في ثقب الابرة اسهل من دخول الغني الى ملكوت الله«.

26- فقال السامعون: «من يمكنه ان يخلص، اذا؟«

27- فاجاب يسوع: «ما لا يمكن عند الناس، ممكن عند الله«.

28- فقال له بطرس: «ها نحن تركنا ما لنا وتبعناك! «
29- فاجاب يسوع: «الحق اقول لكم: ما من احد ترك بيتا او امراة او اخوة او ابا او اما او اولادا من اجل ملكوت الله،
30- الا نال في هذه الدنيا اضعاف ما ترك، ونال في الآخرة الحياة الابدية«.

31- واخذ التلاميذ الاثني عشر على انفراد وقال لهم: «ها نحن صاعدون الى اورشليم، فيتم كل ما كتبه الانبـياء في ابن الانسان،
32- فسيسلم الى الوثنيين، فيستهزئون به ويشتمونه ويبصقون عليه،
33- ثم يجلدونه ويقتلونه، وفي اليوم الثالث يقوم«.

34- فما فهم التلاميذ شيئا من ذلك، وكان هذا الكلام مغلقا عليهم، فما ادركوا معناه.

35- واقترب يسوع من اريحا، وكان رجل اعمى جالسا على جانب الطريق يستعطي.
36- فلما احس بمرور الجموع سال: «ما هذا؟«

37- فاخبروه ان يسوع النـاصري يمر من هناك.
38- فصاح الاعمى: «يا يسوع ابن داود، ارحمني! «
39- فانتهره السائرون في المقدمة ليسكت. لكنه صاح بصوت اعلى: «يا ابن داود، ارحمني! «

40- فوقف يسوع وامر بان يقدموه اليه. فلما اقترب ساله:
41- ماذا تريد ان اعمل لك؟« فاجابه: «ان ابصر، يا سيد! «

42- فقال له يسوع: «ابصر، ايمانك شفاك! «
43- فابصر في الحال وتبع يسوع وهو يحمد الله. ولما راى الشعب ما جرى، مجدوا الله كلهم.
 
53 42 انجيل لوقا 019 الله
1- ودخل يسوع اريحا واخذ يجتازها.
2- وكان فيها رجل غني من كبار جباة الضرائب اسمه زكا،
3- فجاء ليرى من هو يسوع. ولكنه كان قصيرا، فما تمكن ان يراه لكثرة الزحام.
4- فاسرع الى جميزة وصعدها لـيراه، وكان يسوع سيمر بها.
5- فلما وصل يسوع الى هناك، رفع نظره اليه وقال له: «انزل سريعا يا زكا، لاني ساقيم اليوم في بيتك«.
6- فنزل مسرعا واستقبله بفرح.

7- فلما راى النـاس ما جرى، قالوا كلهم متذمرين: «دخل بيت رجل خاطئ ليقيم عنده«.
8- فوقف زكا وقال للرب يسوع: «يا رب، ساعطي الفقراء نصف اموالي، واذا كنت ظلمت احدا في شيء، ارده عليه اربعة اضعاف«.

9- فقال له يسوع: «اليوم حل الخلاص بهذا البيت، لان هذا الرجل هو ايضا من ابناء ابراهيم.
10- فابن الانسان جاء ليبحث عن الهالكين ويخلصهم«.

11- واقترب من اورشليم، وكان الذين يسمعون هذا الكلام يظنون ان ملكوت الله سيظهر في الحال، فاضاف اليه هذا المثل،
12- قال: «سافر احد الامراء الى بلد بعيد ليتولى الملك ثم يعود.
13- فدعا عشرة خدم له واعطى كل واحد منهم دينارا ذهبـيا وقال لهم: تاجروا بهذا المال حتى اعود.
14- وكان اهل بلده يكرهونه، فارسلوا وفدا يتبعه فيقول: لا نريد هذا الرجل ملكا علينا.
15- فلما رجع الامير، بعدما تولى الملك، امر باستدعاء الخدم الذين اعطاهم المال، ليرى كم كسب كل واحد منهم.
16- فتقدم الاول وقال: يا سيدي، ربـح دينارك عشرة دنانير.
17- فقال له: احسنت ايها الخادم الصالح! كنت امينا على القليل، فكن والـيا على عشر مدن.
18- وجاء الثاني فقال: يا سيدي، ربـح دينارك خمسة دنانير.
19- فقال له: وانت كن والـيا على خمس مدن.

20- وجاء الثـالث فقال: يا سيدي، ها هو دينارك: خباته في منديل،
21- لاني خفت منك. فانت رجل صارم تاخذ ما لا تودع.
22- فقال له: بكلامك ادينك، ايها الخادم الشرير. عرفت اني رجل صارم آخذ ما لا اودع، واحصد ما لا ازرع،
23- فلماذا ما وضعت مالي عند الصيارفة؟ وكنت في عودتي استرده مع الفائدة.
24- وقال للحاضرين: خذوا الدينار منه وادفعوه الى صاحب الدنانير العشرة.

25- فقالوا له: يا سيد، عنده عشرة دنانير! فاجابهم:
26- اقول لكم: من كان له شيء، يزاد. ومن لا شيء له، يؤخذ منه حتى الذي له.
27- اما اعدائي الذين لا يريدون ان املك عليهم، فجيئوا بهم الى هنا واقتلوهم امامي«.

28- قال هذا الكلام وتقدم صاعدا الى اورشليم.
29- ولما اقترب من بيت فاجي وبـيت عنيا، عند الجبل المسمى جبل الزيتون، ارسل اثنين من تلاميذه،
30- وقال لهما: «اذهبا الى القرية التي امامكما، وعندما تدخلانها تجدان جحشا مربوطا، ما ركب عليه احد من قبل، فحلا رباطه وجيئا به.
31- وان سالكما احد: لماذا تحلان رباطه؟ فقولا له: السيد محتاج اليه«.

32- فذهب التلميذان ووجدا كما قال لهما يسوع.
33- وبينما هما يحلان رباط الجحش، قال لهما اصحابه: «لماذا تحلان رباطه؟«

34- فاجابا: «السيد محتاج اليه«.

35- فجاءا بالجحش الى يسوع، ووضعا ثوبيهما عليه، واركبا يسوع.
36- فسار والنـاس يبسطون ثيابهم على الطريق.
37- ولما اقترب من منحدر جبل الزيتون، اخذ جماعة التلاميذ يهللون ويسبحون الله باعلى اصواتهم على جميع المعجزات التي شاهدوها.
38- وكانوا يقولون: «تبارك الملك الآتي باسم الرب. السلام في السماء، والمجد في العلى! «

39- فقال له بعض الفريسيين من الجموع: «يا معلم، قل لتلاميذك ان يسكتوا! «
40- فاجابهم يسوع: «اقول لكم: ان سكت هؤلاء، فالحجارة تهتف! «

41- ولما اقترب من اورشليم نظر الى المدينة وبكى عليها،
42- وقال: «ليتك عرفت اليوم طريق السلام! ولكنه الآن محجوب عن عينيك.
43- سيجيء زمان يحيط بك اعداؤك بالمتاريس، ويحاصرونك، ويطبقون عليك من كل جهة،
44- ويهدمونك على ابنائك الذين هم فيك، ولا يتركون فيك حجرا على حجر، لانك ما عرفت زمان مجيء الله لخلاصك«.

45- ثم دخل الهيكل واخذ يطرد الباعة
46- ويقول لهم: «جاء في الكتاب: بيتي بيت الصلاة، وانتم جعلتموه مغارة لصوص! «

47- واخذ يعلم كل يوم في الهيكل، وكان رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة وزعماء الشعب يريدون ان يقتلوه،
48- فلا يجدون كيف يفعلون، لان الشعب كله كان يستمع اليه متعلقا به.
 
54 42 انجيل لوقا 020 الله
1- وكان في احد الايام يعلم الشعب في الهيكل ويبشره، فجاء اليه رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة وشيوخ الشعب
2- وقالوا له: «قل لنا: باي سلطة تعمل هذه الاعمال؟ بل من اعطاك هذه السلطة؟«

3- فاجابهم يسوع: «وانا اسالكم سؤالا واحدا، قولوا لي:
4- من اين ليوحنا سلطة المعمودية؟ امن السماء ام من النـاس؟«

5- فقالوا في انفسهم: «ان قلنا: من السماء، يقول: فلماذا ما آمنتم به؟
6- وان قلنا من النـاس، فالشعب كله يرجمنا، لانه مقتنـع بان يوحنا نبـي«.
7- فاجابوا انهم لا يعرفون من اين هي.
8- فقال لهم يسوع: «وانا لا اقول لكم باي سلطة اعمل هذه الاعمال! «

9- واخذ يقول للشعب هذا المثل: «غرس رجل كرما وسلمه الى بعض الكـرامين وسافر مدة طويلة.
10- فلما جاء يوم القطاف ارسل اليهم خادما ليعطوه حصته من ثمر الكرم، فضربوه وارجعوه فارغ اليدين.
11- فارسل خادما آخر، وهذا ايضا ضربوه وشتموه وارجعوه فارغ اليدين.
12- فارسل خادما ثالثا، وهذا ايضا جرحوه ورموه في خارج الكرم.
13- فقال صاحب الكرم: ما العمل؟ سارسل اليهم ابني الحبـيب لعلهم يهابونه اذا راوه.
14- ولكنهم لما راوه، قالوا فيما بـينهم: ها هو وارث الكرم! تعالوا نقتله ليعود الميراث الينا!
15- فرموه في خارج الكرم وقتلوه. فماذا يفعل بهم صاحب الكرم؟
16- سيجيء ويقتل هؤلاء الكرامين ويسلم الكرم الى غيرهم«.فقال له السامعون: «لا سمح الله! «
17- فنظر اليهم وقال: «اذا، ما معنى هذه الآية: الحجر الذي رفضه البناؤون صار راس الزاوية؟
18- من وقع على هذا الحجر تهشم، ومن وقع الحجر عليه سحقه! «

19- فاراد معلمو الشريعة ورؤساء الكهنة ان يعتقلوه في تلك الساعة، لانهم عرفوا انه قال هذا المثل عليهم، لكنهم خافوا من الشعب.

20- فراقبوه وارسلوا جواسيس يظهرون انهم ابرار ليمسكوه بكلمة فيسلموه الى يد الحاكم وقضائه.
21- فسالوه: «يا معلم، نحن نعرف انك صادق في كلامك وتعليمك، لا تحابـي احدا، بل بالحق تعلم طريق الله.
22- ايحل لنا ان ندفع الجزية الى القيصر ام لا؟
23- فادرك يسوع مكرهم، فقال لهم: «لماذا تجربوني؟

24- اروني دينارا! لمن هذه الصورة وهذا الاسم؟« قالوا: «للقيصر«.

25- فقال يسوع: «ادفعوا اذا الى القيصر ما للقيصر، والى الله ما لله! «

26- فما قدروا ان يمسكوه بكلمة امام الشعب، وتعجبوا من جوابه فسكتوا.

27- وجاء بعض الصدوقيين الى يسوع، وهم الذين ينكرون القيامة، فسالوه:
28- »يا معلم، كتب لنا موسى: اذا مات لرجل اخ، له امراة ولا ولد له، فلياخذ اخوه المراة ليقيم نسلا لاخيه.
29- وكان هناك سبعة اخوة، فاخذ الاول امراة ومات من غير ولد.
30- والثـاني.
31- ومثله الثـالث حتى اخذها السبعة وماتوا وما خلفوا نسلا.
32- ثم ماتت المراة.
33- فلاي واحد منهم تكون زوجة في القيامة، لان السبعة تزوجوها؟«

34- فاجابهم يسوع: «ابناء هذه الدنيا يتزاوجون.
35- اما الذين هم اهل للحياة الابدية والقيامة من بين الاموات، فلا يتزاوجون.
36- هم مثل الملائكة لا يموتون، وهم ابناء الله، لانهم ابناء القيامة.
37- وموسى نفسه اشار في الكلام على العليقة الى ان الاموات يقومون، لما دعا الرب اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب.
38- وما كان اله اموات بل اله احياء، فهم جميعا عنده يحيون«.

39- فقال بعض معلمي الشريعة: «احسنت، يا معلم! «

40- وما تجاسروا بعد ذلك ان يسالوه عن شيء.

41- وقال لهم: «كيف يقال ان المسيح ابن داود،
42- وداود نفسه يقول في كتاب المزامير: »قال الرب لربـــي: اجلس عن يميني
43- حتى اجعل اعداءك موطئا لقدميك«.

44- فداود نفسه يدعو المسيح ربا، فكيف يكون المسيح ابنه؟«

45- وقال لتلاميذه بمسمع من الشعب كله:
46- »اياكم ومعلمي الشريعة، يرغبون في المشي بالثياب الطويلة، ويحبون التحيات في الساحات ومكان الصدارة في المجامع ومقاعد الشرف في الولائم.
47- ياكلون بيوت الارامل وهم يظهرون انهم يطيلون الصلاة. هؤلاء ينالهم اشد العقاب! «
 
55 42 انجيل لوقا 021 الله
1- وتطلع يسوع فراى الاغنياء يلقون تبرعاتهم في صندوق الهيكل.
2- وراى ايضا ارملة مسكينة تلقي فيه درهمين،
3- فقال: «الحق اقول لكم: هذه الارملة الفقيرة القت اكثر مما القاه الآخرون كلهم.
4- فهم القوا في الصندوق من الفائض عن حاجاتهم. واما هي، فمن حاجتها القت كل ما تملك لمعيشتها«.

5- وتحدث بعضهم كيف ان الهيكل مزين بالحجارة البديعة وتحف النذور، فقال يسوع:
6- »ستجيء ايام لن يترك فيها مما تشاهدونه حجر على حجر، بل يهدم كله«.

7- فسالوه: «متى يحدث هذا، يا معلم؟ وما هي العلامة التي تدل على قرب حدوثه؟«
8- فاجاب: «انتبهوا لئلا يضللكم احد! سيجيء كثير من النـاس منتحلين اسمي، فيقولون: انا هو! وحان الوقت! فلا تتبعوهم.
9- واذا سمعتم باخبار الحروب والثورات فلا تفزعوا، لان هذا لا بد ان يحدث في اول الامر ولكن لا تكون الآخرة بعد«.

10- وقال يسوع: «ستقوم امة على امة ومملكة على مملكة،
11- وتقع زلازل شديدة، وتحدث اوبئة ومجاعات في اماكن كثيرة، وتجري احداث مخيفة، وتظهر علامات هائلة في السماء.
12- وقبل هذا كله، يعتقلكم النـاس ويضطهدونكم ويسلمونكم الى المجامـع والسجون ويسوقونكم الى الملوك والحكـام من اجل اسمي.
13- ويكون هذا فرصة لكم، تشهدون فيها للبشارة.
14- ولا تهتموا كيف تدافعون عن انفسكم،
15- لاني ساعطيكم من الكلام والحكمة ما يعجز جميع خصومكم عن رده او نقضه.
16- وسيسلمكم والدوكم واخوتكم واقرباؤكم واصدقاؤكم انفسهم الى الحكام، ويقتلون منكم،
17- ويبغضكم جميع النـاس من اجل اسمي.
18- ولكن شعرة واحدة من رؤوسكم لا تقع.
19- وبثباتكم تخلصون.

20- »فاذا رايتم اورشليم تحاصرها الجيوش، فاعلموا ان خرابها قريب.
21- فمن كان في اليهودية فليهرب الى الجبال، ومن كان في المدينة فليخرج منها، ومن كان في الحقول فلا يدخل الى المدينة،
22- لان هذه ايام نقمة يتم فيها كل ما جاء في الكتب المقدسة.
23- الويل للحبالى والمرضعات في تلك الايام! فستنزل النكبة على هذا البلد وغضب الله على هذا الشعب،
24- فيسقطون بحد السيف، ويؤخذون اسرى في جميع الامم، ويدوس الوثنــيون اورشليم الى ان يتم زمانهم.

25- وستظهر علامات في الشمس والقمر والنجوم، ويصيب الامم في الارض قلق شديد ورعب من ضجيج البحر واضطراب الامواج.
26- ويسقط النـاس من الخوف ومن انتظار ما سيحل بالعالم، لان قوات السماء تتزعزع.
27- وفي ذلك الحين يرى النـاس ابن الانسان آتــيا في سحابة بكل عزة وجلال.
28- واذا بدات تتم هذه الحوادث، قفوا وارفعوا رؤوسكم لان خلاصكم قريب«.

29- وقال هذا المثل: «انظروا الى شجرة التين وسائر الاشجار.
30- فاذا اورقت، عرفتم ان الصيف قريب.
31- وكذلك اذا رايتم هذه الاحداث وقعت، فاعلموا ان ملكوت الله قريب.
32- الحق اقول لكم: لن ينقضي هذا الجيل حتى يتم هذا كله.
33- السماء والارض تزولان وكلامي لن يزول.

34- »انتبهوا لئلا تنشغل قلوبكم بالخمرة والسكر وهموم الدنيا، فيباغتكم ذلك اليوم،
35- لانه كالفخ يطبق على سكـان الارض كلهم.
36- فاسهروا وصلـوا في كل حين، حتى تقدروا ان تنجوا من كل ما سيحدث، وتقفوا امام ابن الانسان«.

37- وكان يسوع في النهار يعلم في الهيكل، وعند المساء يخرج لـيبـيت في جبل الزيتون.
38- وكان الشعب كله يبكر اليه في الهيكل ليسمع كلامه.
 
56 42 انجيل لوقا 022 الله
1- وقرب عيد الفطير الذي يقال له الفصح.
2- وكان رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة يبحثون عن طريقة يقتلون بها يسوع، لانهم كانوا يخافون من الشعب.
3- فدخل الشيطان في يهوذا الملقب بالاسخريوطي، وهو من التلاميذ الاثني عشر،
4- فذهب وفاوض رؤساء الكهنة وقادة حرس الهيكل كيف يسلمه اليهم.
5- ففرحوا واتفقوا ان يعطوه شيئا من المال.
6- فرضي واخذ يترقب الفرصة ليسلمه اليهم بالخفية عن الشعب.

7- وجاء يوم الفطير، وفيه تذبح الخراف لعشاء الفصح.
8- فارسل يسوع بطرس ويوحنا وقال لهما: «اذهبا هيئا لنا عشاء الفصح لناكله«.

9- فقالا له: «اين تريد ان نهيئه؟«
10- فاجابهما: «عندما تدخلان المدينة يلاقيكما رجل يحمل جرة ماء، فاتبعاه الى البيت الذي يدخله،
11- وقولا لرب البيت: يقول لك المعلم: اين الغرفة التي ساتناول فيها عشاء الفصح مع تلاميذي؟
12- فيريكما في اعلى البيت غرفة واسعة مفروشة، وهناك تهيئانه«.

13- فذهبا ووجدا مثلما قال لهما، فقاما بتهيئة عشاء الفصح.

14- ولما جاء الوقت، جلس يسوع مع الرسل للطعام.
15- فقال لهم: «كم اشتهيت ان اتناول عشاء هذا الفصح معكم قبل ان اتالم.
16- اقول لكم: لا اتناوله بعد اليوم حتى يتم في ملكوت الله«.

17- واخذ يسوع كاسا وشكر وقال: «خذوا هذه الكاس واقتسموها بينكم.
18- اقول لكم: لا اشرب بعد اليوم من عصير الكرمة حتى يجيء ملكوت الله«.

19- واخذ خبزا وشكر وكسره وناولهم وقال: «هذا هو جسدي الذي يبذل من اجلكم. اعملوا هذا لذكري«.

20- وكذلك الكاس ايضا بعد العشاء، فقال: «هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك من اجلكم.

21- لكن ها هي يد الذي يسلمني على المائدة معي.
22- فابن الانسان سيموت كما هو مكتوب له، ولكن الويل لمن يسلمه! «

23- فاخذ التلاميذ يتساءلون من منهم سيفعل هذا.

24- ووقع بينهم جدال في من يكون اكبرهم،
25- فقال لهم يسوع: «ملوك الامم يسودونها، واصحاب السلطة فيها يريدون ان يدعوهم النـاس محسنين.
26- اما انتم، فما هكذا حالكم، بل ليكن الاكبر فيكم كالاصغر، والرئيس كالخادم.
27- فمن هو الاكبر: الجالس للطعام ام الذي يخدم؟ اما هو الجالس للطعام؟ وانا بينكم مثل الذي يخدم.

28- وانتم ثــبتم معي في محنتي،
29- وانا اعطيكم ملكوتا كما اعطاني ابـي،
30- فتاكلون وتشربون على مائدتي في ملكوتي، وتجلسون على عروش لتدينوا عشائر بني اسرائيل الاثني عشر«.

31- وقال الرب يسوع: «سمعان، سمعان! ها هو الشيطان يطلب ان يغربلكم مثلما يغربل الزارع القمح.
32- ولكنـي طلبت لك ان لا تفقد ايمانك. وانت متى رجعت، ثــبت اخوانك«.

33- فاجابه سمعان: «يا رب، انا مستعد ان اذهب معك الى السجن والى الموت«.

34- فقال له يسوع: «اقول لك يا بطرس: لا يصيح الديك اليوم حتى تنكرني ثلاث مرات«.

35- ثم قال لتلاميذه: «عندما ارسلتكم بلا مال ولا كيس ولا حذاء هل احتجتم الى شيء؟« قالوا: «لا«.

36- فقال لهم: «اما الآن، فمن عنده مال فلياخذه، او كيس فليحمله. ومن لا سيف عنده، فليبــــــع ثوبه ويشتر سيفا.
37- اقول لكم: يجب ان تتم في هذه الآية: واحصوه مع المجرمين. وما جاء عني لا بد ان يتم«.

38- فقالوا: «يا رب! معنا هنا سيفان«. فاجابهم: «كفى! «

39- ثم خرج وذهب كعادته الى جبل الزيتون يتبعه تلاميذه.
40- ولما وصل الى المكان قال لهم: «صلوا لئلا تقعوا في التجربة«.

41- وابتعد عنهم مسافة رمية حجر وركع وصلى،
42- فقال: «يا ابـي، ان شئت، فابعد عني هذه الكاس! ولكن لتكن ارادتك لا ارادتي«.
43- وظهر له ملاك من السماء يقويه.
44- ووقع في ضيق، فاجهد نفسه في الصلاة، وكان عرقه مثل قطرات دم تتساقط على الارض.
45- وقام عن الصلاة ورجع الى التلاميذ، فوجدهم نـياما من الحزن.
46- فقال لهم: «ما بالكم نائمين؟ قوموا وصلـوا لئلا تقعوا في التجربة«.

47- وبينما هو يتكلم، ظهرت عصابة يقودها المدعو يهوذا، احد التلاميذ الاثني عشر، فدنا من يسوع ليقبله.
48- فقال له يسوع: «ابقبلة، يا يهوذا، تسلم ابن الانسان؟«

49- فلما راى التلاميذ ما يجري قالوا: «انضرب بالسيف، يا رب؟«
50- وضرب واحد منهم خادم رئيس الكهنة فقطع اذنه اليمنى.
51- فاجاب يسوع: «كفى. لا تزيدوا! « ولمس اذن الرجل فشفاها.

52- وقال يسوع للمقبلين عليه من رؤساء الكهنة وقادة حرس الهيكل والشيوخ: «اعلى لص خرجتم بسيوف وعصي؟
53- كنت كل يوم بينكم في الهيكل، فما مددتم ايديكم علي. والآن هذه ساعتكم، وهذا سلطان الظلام«.
54- فقبضوا عليه واخذوه ودخلوا به الى دار رئيس الكهنة. وكان بطرس يتبعه عن بعد.

55- واوقد الحرس نارا في ساحة الدار وقعدوا حولها، وقعد بطرس بينهم.
56- فراته خادمة عند النـار، فتفرست فيه وقالت: «وهذا الرجل كان مع يسوع! «

57- فانكر قال: «انا لا اعرفه، يا امراة! «

58- وبعد قليل رآه رجل فقال: «وانت منهم! « فاجابه بطرس: «كلا، يا رجل! «

59- ومضى نحو ساعة، فقال احدهم مؤكدا: «وهذا حقا كان معه، لانه من الجليل! «

60- فاجابه بطرس: «يا رجل، لا افهم ما تقول! « وبينما هو يتكلم صاح الديك.
61- فالتفت الرب ونظر الى بطرس، فتذكر بطرس قول الرب له: «قبل ان يصيح الديك اليوم، تنكرني ثلاث مرات«.

62- فخرج وبكى بكاء مرا.

63- واخذ الذين يحرسون يسوع يستهزئون به ويضربونه
64- ويغطـون وجهه ويسالونه: «من ضربك؟ تنبا! «

65- وزادوا على ذلك كثيرا من الشتائم.

66- ولما طلع الصبح اجتمع مجلس شيوخ الشعب وهم رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة، فاستدعوا يسوع الى مجلسهم
67- وقالوا له: «ان كنت المسيح فقل لنا؟« فاجابهم: «ان قلت لكم لا تصدقون،
68- وان سالتكم لا تجيبون.
69- لكن ابن الانسان سيجلس بعد اليوم عن يمين الله القدير«.

70- فقالوا كلهم: «اانت ابن الله! « فاجابهم: «انتم تقولون اني انا هو«.

71- فقالوا: «انحتاج بعد الى شهود؟ ونحن بانفسنا سمعنا كلامه من فمه«.
 
57 42 انجيل لوقا 023 الله
1- وقام الحضور كلهم وجاؤوا به الى بـيلاطس،
2- واخذوا يتهمونه فيقولون: «وجدنا هذا الرجل يثير الفتنة في شعبنا، ويمنعه ان يدفع الجزية الى القيصر، ويدعي انه المسيح الملك«.

3- فساله بـيلاطس: «اانت ملك اليهود؟« فاجابه: «انت قلت«.

4- فقال بـيلاطس لرؤساء الكهنة والجموع: «لا اجد جرما على هذا الرجل! «

5- ولكنهم اصروا على قولهم: «انه يثير الشعب بتعليمه في اليهودية كلها، من الجليل الى هنا«.

6- فسال بـيلاطس عندما سمع هذا الكلام: «هل الرجل من الجليل؟«

7- فلما عرف انه من ولاية هيرودس ارسله الى هيرودس، وهو في ذلك الوقت نازل في اورشليم.

8- فلما راى هيرودس يسوع فرح كثيرا، لانه كان يرغب من زمان بعيد ان يراه لكثرة ما سمع عنه، ويرجو ان يشهد آية تتم على يده.
9- فساله مسائل كثيرة، فما اجابه عن شيء.
10- وقام رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة يتهمونه ويشددون عليه التهم.
11- فاهانه هيرودس وجنوده. واستهزا به، فالبسه ثوبا براقا ورده الى بيلاطس.
12- وتصالح هيرودس وبيلاطس في ذلك اليوم، وكانا من قبل متخاصمين.

13- فدعا بـيلاطس رؤساء الكهنة والزعماء والشعب
14- وقال لهم: «جئتم الي بهذا الرجل وقلتم انه يضلل الشعب. ففحصته امامكم، فما وجدت انه ارتكب شيئا مما تتهمونه به،
15- ولا هيرودس وجد ايضا، لانه رده الينا. فلا شيء اذا فعله هذا الرجل يستوجب به الموت.
16- فساجلده واخلي سبـيله«.

17-[ وكان على بـيلاطس ان يطلق لهم في كل عيد واحدا من السجناء].
18- فصاحوا بصوت واحد: «اقتل هذا الرجل واطلق لنا باراباس! «

19- وكان باراباس في السجن لاشتراكه في فتنة وقعت في المدينة، ولارتكابه جريمة قتل.

20- فخاطبهم بـيلاطس ثانية لانه كان يريد ان يخلـي سبـيل يسوع،
21- فصاحوا: «اصلبه! اصلبه! «
22- فقال لهم ثالثة: «اي شر فعل هذا الرجل؟ لا اجد عليه ما يستوجب به الموت. فساجلده واخلي سبـيله! «
23- فالحوا عليه باعلى اصواتهم طالبـين صلبه، واشتد صياحهم،
24- فحكم بـيلاطس ان يجاب طلبهم،
25- فاطلق الرجل الذي طلبوه، وكان في السجن لجريمة قتل واثارة فتنة، واسلم يسوع الى مشيئتهم.

26- وبينما هم ذاهبون به، امسكوا سمعان، وهو رجل قـيريني كان راجعا من الحقل، فالقوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع.
27- وتبعه جمهور كبـير من الشعب، ومن نساء كن يلطمن صدورهن وينحن عليه.

28- فالتفت يسوع اليهن وقال: «لا تبكين علي يا بنات اورشليم، بل ابكين على انفسكن وعلى اولادكن.
29- ستجيء ايام يقال فيها: هنيئا للواتي ما حبلن ولا ولدن ولا ارضعن.
30- ويقال للجبال اسقطي علينا، وللتلال غطينا.
31- فاذا كانوا هكذا يفعلون بالغصن الاخضر، فكيف تكون حال الغصن اليابس؟«

32- وساقوا معه الى القتل اثنين من المجرمين.
33- ولما وصلوا الى المكان المسمى بالجمجمة، صلبوه هناك مع المجرمين، واحدا عن يمينه والآخر عن شماله.
34- فقال يسوع: «اغفر لهم يا ابـي، لانهم لا يعرفون ما يعملون«. واقتسموا ثيابه مقترعين عليها.
35- ووقف الشعب هناك ينظرون، ورؤساؤهم يقولون متهكمين: «خلص غيره فليخلص نفسه، ان كان مسيح الله المختار! «

36- واستهزا به الجنود ايضا، وهم يقتربون ويناولونه خلا
37- ويقولون: «خلص نفسك، ان كنت ملك اليهود! «

38- وكان فوق راسه لوحة مكتوب فيها: «هذا ملك اليهود! «

39- واخذ احد المجرمين المعلقين على الصليب يشتمه ويقول له: «اما انت المسيح؟ فخلص نفسك وخلصنا! «

40- فانتهره المجرم الآخر قال: «اما تخاف الله وانت تتحمل العقاب نفسه؟
41- نحن عقابنا عدل، نلناه جزاء اعمالنا، اما هو، فما عمل سوءا«.

42- وقال: «اذكرني يا يسوع، متى جئت في ملكوتك«.

43- فاجاب يسوع: «الحق اقول لك: ستكون اليوم معي في الفردوس«.

44- وعند الظهر خيم الظلام على الارض كلها حتى الساعة الثالثة.
45- واحتجبت الشمس وانشق حجاب الهيكل من الوسط.
46- وصرخ يسوع صرخة قوية: «يا ابـي، في يديك استودع روحي«. قال هذا واسلم الروح.

47- فلما راى قائد الحرس ما جرى، مجد الله وقال: «بالحقيقة، هذا الرجل كان صالحا«.
48- والجموع التي حضرت ذلك المشهد، فرات ما جرى، رجعت وهي تلطم الصدور.
49- وكان جميع اصدقاء يسوع، والنساء اللواتي تبعنه من الجليل، يشاهدون هذه الاحداث عن بعد.

50- وجاء عضو في مجلس اليهود اسمه يوسف، وهو رجل تقـي صالـح،
51- عارض راي المجلس وتصرفه، وكان من الرامة وهي مدينة يهودية، وكان ينتظر ملكوت الله،
52- فدخل على بـيلاطس وطلب جسد يسوع.
53- ثم انزله عن الصليب ولفه في كفن من كتـان، ووضعه في قبر محفور في الصخر، ما دفن فيه احد من قبل.
54- وكان اليوم يوم التهيئة للسبت، والسبت كاد يبدا.

55- وكانت النساء اللواتي تبعن يسوع من الجليل يرافقن يوسف، فراين القبر وكيف وضع فيه جسد يسوع.
56- ثم رجعن وهيان طيبا وحنوطا، واسترحن في السبت حسب الشريعة.
 
58 42 انجيل لوقا 024 الله
1- وجئن عند فجر الاحد الى القبر وهن يحملن الطيب الذي هيانه.
2- فوجدن الحجر مدحرجا عن القبر.
3- فدخلن، فما وجدن جسد الرب يسوع.
4- وبينما هن في حيرة، ظهر لهن رجلان عليهما ثـياب براقة،
5- فارتعبن ونكسن وجوههن نحو الارض، فقال لهن الرجلان: «لماذا تطلبن الحي بين الاموات؟
6- ما هو هنا، بل قام. اذكرن كلامه لكن وهو في الجليل،
7- حين قال: «يجب ان يسلم ابن الانسان الى ايدي الخاطئين ويصلب، وفي اليوم الثـالث يقوم«.
8- فتذكرن كلامه.
9- ورجعن من القبر واخبرن التلاميذ الاحد عشر والآخرين كلهم بما حدث،
10- وهن مريم المجدلـية وحنة ومريم ام يعقوب، وكذلك سائر النساء اللواتي رافقنهن.
11- وظن الرسل انهن واهمات، فما صدقوهن.
12- ولكن بطرس قام واسرع الى القبر، فلما انحنى راى الاكفان وحدها. فرجع متعجبا مما حدث.

13- وفي اليوم نفسه، كان اثنان من التلاميذ في طريقهما الى قرية اسمها عمواس، على مسافة سبعة اميال من اورشليم.
14- وكانا يتحدثان بهذه الامور كلها.
15- وبينما هما يتحدثان ويتجادلان، دنا منهما يسوع نفسه ومشى معهما،
16- ولكن اعينهما عميت عن معرفته.
17- فقال لهما: «بماذا تتحدثان وانتما ماشيان؟« فوقفا حزينين.
18- فاجابه احدهما، واسمه كليوباس: «انت وحدك غريب في اورشليم فلا تعرف ما حدث فيها هذه الايام! «

19- فقال يسوع: «ماذا حدث؟« قالا له: «ما حدث ليسوع النـاصري وكان نبـيا قديرا في القول والعمل عند الله والشعب كله،
20- كيف اسلمه رؤساء كهنتنا وزعماؤنا للحكم عليه بالموت، وكيف صلبوه.
21- وكنـا نامل ان يكون هو الذي يخلص اسرائيل. ومع ذلك، فهذا هو اليوم الثـالث لتلك الاحداث التي وقعت.
22- لكن بعض النساء من جماعتنا حيرننا، لانهن زرن القبر عند الفجر،
23- فما وجدن جسده، فرجعن وقلن انهن شاهدن ملائكة ظهروا لهن واخبروهن بانه حي.
24- فذهب بعض رفاقنا الى القبر، فوجدوا الحال على ما قالت النساء. واما هو، فما راوه«.

25- فقال لهما يسوع: «ما اغباكما وابطاكما عن الايمان بكل ما قاله الانبـياء!
26- اما كان يجب على المسيح ان يعاني هذه الآلام، فيدخل في مجده؟«

27- وشرح لهما ما جاء عنه في جميع الكتب المقدسة، من موسى الى سائر الانبـياء.

28- ولما اقتربوا من القرية التي يقصدان اليها، تظاهر لهما يسوع انه ذاهب الى مكان بعيد.
29- فتمسكا به وقالا: «اقم معنا، لان المساء اقترب ومال النهار! « فدخل ليقيم معهما.
30- ولما جلسوا للطعام، اخذ يسوع خبزا وبارك وكسره وناولهما.
31- فانفتحت عيونهما وعرفاه، ولكنه توارى عن انظارهما.
32- فقال احدهما للآخر: «اما كان قلبنا يحترق في صدرنا، حين حدثنا في الطريق وشرح لنا الكتب المقدسة؟«

33- وقاما في الحال ورجعا الى اورشليم، فوجدا الرسل الاحد عشر ورفاقهم مجتمعين،
34- وكانوا يقولون: «قام الرب حقا وظهر لسمعان! «

35- فاخبراهم بما حدث في الطريق، وكيف عرفا الرب عند كسر الخبز.

36- وبينما التلميذان يتكلمان، ظهر هو نفسه بينهم وقال لهم: «سلام عليكم! «

37- فخافوا وارتعبوا، وظنوا انهم يرون شبحا.
38- فقال لهم: «ما بالكم مضطربـين، ولماذا ثارت الشكوك في نفوسكم؟
39- انظروا الى يدي ورجلي، انا هو. المسوني وتحققوا. الشبح لا يكون له لحم وعظم كما ترون لي«.

40- قال هذا واراهم يديه ورجليه.
41- ولكنهم ظلوا غير مصدقـين من شدة الفرح والدهشة. فقال لهم: «اعندكم طعام هنا؟«
42- فناولوه قطعة سمك مشوي،
43- فاخذ واكل امام انظارهم.
44- ثم قال لهم: «عندما كنت بعد معكم قلت لكم: لا بد ان يتم لي كل ما جاء عني في شريعة موسى وكتب الانبـياء والمزامير«.
45- ثم فتح اذهانهم ليفهموا الكتب المقدسة،
46- وقال لهم: «هذا ما جاء فيها، وهو ان المسيح يتالم ويقوم من بين الاموات في اليوم الثـالث،
47- وتعلن باسمه بشارة التوبة لغفران الخطايا الى جميع الشعوب، ابتداء من اورشليم.
48- وانتم شهود على ذلك.
49- وسارسل اليكم ما وعد به ابـي. فاقيموا في مدينة اورشليم الى ان تحل عليكم القوة من العلى«.

50- ثم خرج بهم الى بيت عنيا، ورفع يديه وباركهم.
51- وبينما هو يباركهم، انفصل عنهم ورفـع الى السماء،
52- فسجدوا له، ورجعوا الى اورشليم وهم في فرح عظيم.
53- وكانوا كل حين في الهيكل يباركون الله.
 
59 43 انجيل يوحنا 001 الله
1- في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله.
2- هو في البدء كان عند الله.
3- به كان كل شيء، وبغيره ما كان شيء مما كان.
4- فيه كانت الحياة، وحياته كانت نور النـاس.
5- والنور يشرق في الظلمة، والظلمة لا تقوى عليه.

6- ظهر رسول من الله اسمه يوحنا.
7- جاء يشهد للنور حتى يؤمن النـاس على يده.
8- ما كان هو النور، بل شاهدا للنور.
9- الكلمة هو النور الحق، جاء الى العالم لينير كل انسان.
10- كان في العالم، وبه كان العالم، وما عرفه العالم.
11- الى بيته جاء، فما قبله اهل بيته.
12- اما الذين قبلوه، المؤمنون باسمه، فاعطاهم سلطانا ان يصيروا ابناء الله.
13- وهم الذين ولدوا لا من دم ولا من رغبة جسد ولا من رغبة رجل، بل من الله.

14- والكلمة صار بشرا وعاش بيننا، فراينا مجده مجدا يفيض بالنعمة والحق، ناله من الآب، كابن له اوحد.

15- شهد له يوحنا فنادى: »هذا هو الذي قلت فيه: يجيء بعدي ويكون اعظم مني، لانه كان قبلي«.
16- من فيض نعمه نلنا جميعا نعمة على نعمة،
17- لان الله بموسى اعطانا الشريعة، واما بـيسوع المسيح فوهبنا النعمة والحق.
18- ما من احد راى الله. الاله الاوحد الذي في حضن الآب هو الذي اخبر عنه.

19- هذه شهادة يوحنا، حين ارسل اليه اليهود من اورشليم كهنة ولاويـين ليسالوه: «من انت؟«

20- فاعترف وما انكر، اعترف قال: «ما انا المسيح«.

21- فقالوا: «من انت، اذا؟ هل انت ايليا؟« قال: «ولا ايليا«. قالوا: «هل انت النبـي؟« اجاب: «لا«.

22- فقالوا له: «من انت، فنحمل الجواب الى الذين ارسلونا. ماذا تقول عن نفسك؟«
23- قال: «انا، كما قال النبـي اشعيا: صوت صارخ في البرية: قوموا طريق الرب«.

24- وكان بينهم فريسيون،
25- فقالوا ليوحنا: «كيف تعمد وما انت المسيح ولا ايليا ولا النبـي؟«

26- اجابهم: «انا اعمد بالماء، وبينكم من لا تعرفونه.
27- هو الذي يجيء بعدي، ويكون اعظم مني، وما انا اهل لان احل رباط حذائه«.

28- جرى هذا كله في بيت عنيا، عبر نهر الاردن، حيث كان يوحنا يعمد.

29- وفي الغد راى يوحنا يسوع مقبلا اليه، فقال: «ها هو حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم.
30- هذا هو الذي قلت فيه: يجيء بعدي رجل صار اعظم مني، لانه كان قبلي.
31- وما كنت اعرفه، فجئت اعمد بالماء حتى يظهر لاسرائيل«.

32- وشهد يوحنا، قال: «رايت الروح ينزل من السماء مثل حمامة ويستقر عليه.
33- وما كنت اعرفه، لكن الذي ارسلني لاعمد بالماء قال لي: «الذي ترى الروح ينزل ويستقر عليه هو الذي سيعمد بالروح القدس.
34- وانا رايت وشهدت انه هو ابن الله«.

35- وكان يوحنا في الغد واقفا هناك، ومعه اثنان من تلاميذه.
36- فنظر الى يسوع وهو مار وقال: «ها هو حمل الله«.

37- فسمع التلميذان كلامه، فتبعا يسوع.
38- والتفت يسوع فرآهما يتبعانه، فقال لهما: «ماذا تريدان؟« قالا: «رابـي (اي يا معلم) اين تقـيم؟«

39- قال: «تعالا وانظرا«. فذهبا ونظرا اين يقيم، فاقاما معه ذلك اليوم، وكانت الساعة نحو الرابعة بعد الظهر.

40- وكان اندراوس اخو سمعان بطرس احد التلميذين اللذين سمعا كلام يوحنا فتبعا يسوع.
41- ولقـي اندراوس اخاه سمعان، فقال له: «وجدنا المسيا«، اي المسيح.
42- وجاء به الى يسوع، فنظر اليه يسوع وقال: «انت سمعان بن يوحنا، وسادعوك «كيفا« (اي صخرا) «.

43- واراد يسوع في الغد ان يذهب الى الجليل. فلقـي فـيلبس، فقال له: «اتبعني«.
44- وكان فـيلبس من بيت صيدا، مدينة اندراوس وبطرس.
45- ولقـي فـيلبس نثنائيل، فقال له: «وجدنا الذي ذكره موسى الشريعة، والانبـياء في الكتب، وهو يسوع ابن يوسف من النـاصرة«.

46- فقال له نثنائيل: «امن النـاصرة يخرج شيء صالـح؟« فاجابه فـيلبس: «تعال وانظر«.

47- وراى يسوع نثنائيل مقبلا اليه فقال: «هذا اسرائيلي صميم لا شك فيه! «
48- فقال له نثنائيل: «كيف عرفتني؟« فاجابه يسوع: «رايتك تحت التينة قبلما دعاك فـيلبس«.

49- فقال نثنائيل: «انت يا معلم ابن الله. انت ملك اسرائيل! «

50- فاجابه يسوع: «هل آمنت لاني قلت لك: رايتك تحت التينة؟ سترى اعظم من هذا«.
51- وقال له: «الحق اقول لكم: سترون السماء مفتوحة وملائكة الله صاعدين نازلين على ابن الانسان«.
 
60 43 انجيل يوحنا 002 الله
1- وفي اليوم الثـالث كان في قانا الجليل عرس، وكانت ام يسوع هناك.
2- فدعي يسوع وتلاميذه الى العرس.
3- ونفدت الخمر، فقالت له امه: «ما بقـي عندهم خمر«.
4- فاجابها: «ما لي ولك، يا امراة، ما جاءت ساعتي بعد«.
5- فقالت امه للخدم: «اعملوا ما يامركم به«.

6- وكان هناك ستة اجران من حجر يتطهر اليهود بمائها على عادتهم، يسع كل واحد منها مقدار مكيالين او ثلاثة.
7- فقال يسوع للخدم: «املاوا الاجران بالماء«. فملاوها حتى فاضت
8- فقال لهم: «استقوا الآن وناولوا رئيس الوليمة«. فناولوه.
9- فلما ذاق الماء الذي صار خمرا، وكان لا يعرف من اين جاءت الخمر، لكن الخدم الذين استقوا منه كانوا يعرفون، دعا العريس
10- وقال له: «جميع النـاس يقدمون الخمر الجيدة اولا، حتى اذا سكر الضيوف، قدموا الخمر الرديئة. اما انت فاخرت الخمر الجيدة الى الآن! «

11- هذه اولى آيات يسوع، صنعها في قانا الجليل. فاظهر مجده، فآمن به تلاميذه.

12- ونزل يسوع بعد ذلك الى كفرناحوم ومعه امه واخوته وتلاميذه، فاقاموا فيها اياما قليلة.

13- واقترب عيد الفصح عند اليهود، فصعد يسوع الى اورشليم.
14- وراى في الهيكل باعة البقر والغنم والحمام، والصيارفة جالسين الى مناضدهم،
15- فجدل سوطا من حبال وطردهم كلهم من الهيكل مع الغنم والبقر، وبعثر نقود الصيارفة وقلب مناضدهم،
16- وقال لباعة الحمام: «ارفعوا هذا من هنا، ولا تجعلوا من بيت ابـي بيتا للتجارة«.

17- فتذكر تلاميذه هذه الآية: «الغيرة على بيتك، يا الله، ستاكلني«.

18- فقال له اليهود: «ارنا آية تجيز عملك هذا؟«

19- فاجابهم يسوع: «اهدموا هذا الهيكل، وانا ابنـيه في ثلاثة ايام«.
20- فقال اليهود: «بنـي هذا الهيكل في ست واربعين سنة، فكيف تبنيه انت في ثلاثة ايام؟«
21- وكان يسوع يعني بالهيكل جسده.
22- فلما قام من بين الاموات، تذكر تلاميذه هذا الكلام، فآمنوا بالكتاب والكلام الذي قاله يسوع.

23- ولما كان في اورشليم مدة عيد الفصح، آمن به كثير من النـاس حين راوا الآيات التي صنعها.
24- لكن يسوع ما اطمان اليهم، لانه كان يعرفهم كلهم،
25- ولا يحتاج الى من يخبره عن احد، لانه كان يعلم ما في قلب الانسان.
 
61 43 انجيل يوحنا 003 الله
1- وكان رجل فريسي من رؤساء اليهود اسمه نيقوديموس.
2- فجاء الى يسوع ليلا وقال له: «يا معلم، نحن نعرف ان الله ارسلك معلما، فلا احد يقدر ان يصنع ما تصنعه من الآيات الا اذا كان الله معه«.
3- فاجابه يسوع: «الحق الحق اقول لك: ما من احد يمكنه ان يرى ملكوت الله الا اذا ولد ثانـية«.

4- فقال نيقوديموس: «كيف يولد الانسان وهو كبـير في السن؟ ايقدر ان يدخل بطن امه ثانـية ثم يولد؟«

5- اجابه يسوع: «الحق الحق اقول لك: ما من احد يمكنه ان يدخل ملكوت الله الا اذا ولد من الماء والروح،
6- لان مولود الجسد يكون جسدا ومولود الروح يكون روحا.
7- لا تتعجب من قولي لك: يجب عليكم ان تولدوا ثانـية.
8- فالريح تهب حيث تشاء، فتسمع صوتها ولا تعرف من اين تجيء والى اين تذهب: هكذا كل من يولد من الروح«.

9- فقال نيقوديموس: «كيف يكون هذا؟«
10- اجابه يسوع: «انت معلم في اسرائيل ولا تعرف؟
11- الحق الحق اقول لك: نحن نتكلم بما نعرف، ونشهد بما راينا ولكنكم لا تقبلون شهادتنا.
12- فاذا كنتم لا تصدقون ما اخبركم عن امور الدنيا، فكيف تصدقون اذا اخبرتكم عن امور السماء؟
13- ما صعد احد الى السماء الا ابن الانسان الذي نزل من السماء.
14- وكما رفع موسى الحـية في البرية، فكذلك يجب ان يرفع ابن الانسان.
15- لينال كلمن يؤمن به الحياة الابدية.
16- هكذا احب الله العالم حتى وهب ابنه الاوحد، فلا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الابدية.
17- والله ارسل ابنه الى العالم لا ليدين العالم، بل ليخلص به العالم.

18- فمن يؤمن بالابن لا يدان. ومن لا يؤمن به دين، لانه ما آمن بابن الله الاوحد.
19- وهذه الدينونة هي ان النور جاء الى العالم، فاحب النـاس الظلام بدلا من النور لانهم يعملون الشر.

20- فمن يعمل الشر يكره النور، فلا يخرج الى النور لئلا تنفضـح اعماله.
21- واما من يعمل للحق، فيخرج الى النور، حتى يرى النـاس ان اعماله كانت حسب مشيئة الله«.

22- ثم جاء يسوع وتلاميذه الى بلاد اليهودية، فاقام فيها معهم واخذ يعمد.
23- وكان يوحنا يعمد ايضا في عين نون، بالقرب من ساليم، لكثرة الماء فيها. وكان النـاس يجيئون ويتعمدون،
24- وذلك قبل ان يلقى يوحنا في السجن.

25- وقام جدال بين تلاميذ يوحنا وواحد من اليهود في مسالة الطهارة.
26- فجاؤوا الى يوحنا وقالوا له: «يا معلم، ها هو الرجل الذي كان معك في عبر الاردن وشهدت له، يعمد هنا، وجميع النـاس يجيئون اليه«.

27- فاجابهم يوحنا: «لا ياخذ احد شيئا الا اذا اعطته اياه السماء.
28- انتم انفسكم تشهدون باني قلت: ما انا المسيح، بل رسول قدامه.
29- من له العروس، فهو العريس. واما صديق العريس، فيقف بجانبه يصغي فرحا لهتاف العريس. ومثل هذا الفرح فرحي، وهو الآن كامل.
30- له هو ان يزيد، ولي انا ان انقص.
31- من جاء من فوق، فهو فوق النـاس جميعا. ومن كان من الارض، فهو ارضي وبكلام اهل الارض يتكلم. من جاء من السماء، فهو فوق النـاس جميعا،
32- يشهد بما راى وسمع ولا احد يقبل شهادته.
33- من قبل شهادته شهد ان الله صادق.
34- فمن ارسله الله يتكلم بكلام الله، لان الله يهب الروح بغير حساب.

35- الآب يحب الابن فجعل كل شيء في يده.
36- من يؤمن بالابن، فله الحياة الابدية. ومن لا يؤمن بالابن، فلا يرى الحياة بل يحل عليه غضب الله«.
 
62 43 انجيل يوحنا 004 الله
1- وعرف الرب يسوع ان الفريسيـين سمعوا انه تلمذ وعمد اكثر مما تلمذ يوحنا وعمد،
2- مع ان يسوع نفسه ما كان يعمد بل تلاميذه،
3- فترك اليهودية ورجع الى الجليل.
4- وكان لا بد له من المرور بالسامرة،
5- فوصل الى مدينة سامرية اسمها سوخار، بالقرب من الارض التي وهبها يعقوب لابنه يوسف،
6- وفيها بئر يعقوب. وكان يسوع تعب من السفر، فقعد على حافة البئر. وكان الوقت نحو الظهر.
7- فجاءت امراة سامرية تستقي من ماء البئر، فقال لها يسوع: «اعطيني لاشرب«.
8- وكان تلاميذه في المدينة يشترون طعاما.
9- فاجابت المراة: «انت يهودي وانا سامرية، فكيف تطلب مني ان اسقـيك؟« قالت هذا لان اليهود لا يخالطون السامريـين.

10- فقال لها يسوع: «لو كنت تعرفين عطية الله، ومن هو الذي يقول لك اعطيني لاشرب، لطلبت انت منه فاعطاك ماء الحياة«.

11- قالت له المراة: «لا دلو معك، يا سيدي، والبئر عميقة، فمن اين لك ماء الحياة؟
12- ابونا يعقوب اعطانا هذه البئر، وشرب منها هو واولاده ومواشيه، فهل انت اعظم من يعقوب؟«

13- فاجابها يسوع: «كل من يشرب من هذا الماء يعطش ثانية،
14- اما من يشرب من الماء الذي اعطيه انا، فلن يعطش ابدا. فالماء الذي اعطيه يصير فيه نبعا يفيض بالحياة الابدية«.

15- قالت له المراة: «اعطني من هذا الماء يا سيدي، فلا اعطش ولا اعود الى هنا لاستقـي«.

16- قال لها: «اذهبـي وادعي زوجك، وارجعـي الى هنا«.

17- فاجابت المراة: «لا زوج لي«. فقال لها يسوع: «اصبت في قولك: لا زوج لي،
18- لانه كان لك خمسة ازواج، والذي لك الآن ما هو زوجك. وفي هذا صدقت«.

19- قالت المراة: «ارى انك نبـي، يا سيدي!
20- آباؤنا عبدوا الله في هذا الجبل، وانتم اليهود تقولون ان اورشليم هي المكان الذي يجب ان نعبد الله فيه«.

21- قال لها يسوع: «صدقيني يا امراة، يحين وقت يعبد النـاس فيه الآب، لا في هذا الجبل ولا في اورشليم.
22- وانتم السامريـين تعبدون من تجهلونه، ونحن اليهود نعبد من نعرف، لان الخلاص يجيء من اليهود.
23- ولكن ستجيء ساعة، بل جاءت الآن، يعبد فيها العابدون الصادقون الآب بالروح والحق. هؤلاء هم العابدون الذين يريدهم الآب.
24- الله روح، وبالروح والحق يجب على العابدين ان يعبدوه«.

25- قالت له المراة: «اعرف ان المسيا، (اي المسيح) سيجيء. ومتى جاء اخبرنا بكل شيء«.

26- قال لها يسوع: «انا هو، انا الذي يكلمك«.

27- وعند ذلك رجع تلاميذه. فتعجبوا حين وجدوه يحادث امراة. ولكن لا احد منهم قال: «ماذا تريد منها؟« او «لماذا تحادثها؟«

28- وتركت المراة جرتها ورجعت الى المدينة. فقالت للنـاس هناك:
29- »تعالوا انظروا رجلا ذكر لي كل ما عملت. فهل يكون هو المسيح؟«

30- فخرجوا من المدينة وجاؤوا الى يسوع.

31- وكان التلاميذ في اثناء ذلك يقولون ليسوع: «كل، يا معلم«.

32- فقال لهم: «لي طعام آكله لا تعرفونه انتم«.

33- فاخذ التلاميذ يتساءلون: «هل جاءه احد بما يؤكل؟«

34- وقال لهم يسوع: «طعامي ان اعمل بمشيئة الذي ارسلني واتمم عمله.
35- اما تقولون: بعد اربعة اشهر يجيء الحصاد؟ وانا اقول لكم: تطلعوا وانظروا الى الحقول كيف ابـيضت ونضجت للحصاد.
36- وها هو الحاصد ياخذ اجرته، فيجمع ثمرا للحياة الابدية. فيفرح الزارع مع الحاصد،
37- ويصدق القول: واحد يزرع وآخر يحصد.
38- وانا ارسلتكم لتحصدوا حقلا ما تعبتم فيه. غيركم تعب وانتم تجنون ثمرة اتعابه«.

39- فآمن به كثير من السامريـين في تلك المدينة، لان المراة شهدت فقالت: «ذكر لي كل ما عملت«.

40- فلما جاء اليه السامريون رجوا منه ان يقيم عندهم، فاقام يومين.
41- وزاد كثيرا عدد المؤمنين به عندما سمعوا كلامه،
42- وقالوا للمراة: «نحن نؤمن الآن، لا لكلامك، بل لاننا سمعناه بانفسنا وعرفنا انه بالحقيقة هو مخلص العالم«.

43- وبعد يومين ذهب يسوع الى الجليل،
44- مع انه هو الذي قال: «لا كرامة لنبـي في وطنه«.

45- فلما وصل الى الجليل، رحب به اهلها، لانهم كانوا في اورشليم في عيد الفصح، فشاهدوا كل ما عمل مدة العيد.

46- وجاء ايضا الى قانا الجليل، حيث جعل الماء خمرا. وكان في كفرناحوم رجل من حاشية الملك، له ابن مريض.
47- فلما سمع ان يسوع وصل من اليهودية الى الجليل، جاء اليه يلتمس منه ان ينزل الى كفرناحوم لـيشفي ابنه الذي اشرف على الموت.
48- فقال له يسوع: «انتم لا تؤمنون الا اذا رايتم الآيات والعجائب«.
49- فقال له الرجل: «انزل يا سيدي، قبل ان يموت ولدي«.

50- فقال له يسوع: «اذهب! ابنك حي«. فآمن الرجل بكلام يسوع وذهب الى كفرناحوم.
51- وبينما هو في الطريق، لاقاه خدمه واخبروه بان ابنه حي.
52- فسالهم: «متى تعافى؟« اجابوا: «البارحة، في الساعة الواحدة بعد الظهر، تركته الحمى«.

53- فتذكر الاب انها الساعة التي قال فيها يسوع: «ابنك حي«. فآمن هو وجميع اهل بيته.

54- هذه ثانـية آيات يسوع، صنعها بعد مجيئه من اليهودية الى الجليل.
 
63 43 انجيل يوحنا 005 الله
1- وجاء عيد لليهود، فصعد يسوع الى اورشليم.
2- وفي اورشليم، قرب باب الغنم، بركة لها خمسة اروقة، يسمونها بالعبرية بيت زاتا.
3- وكان في الاروقة جماعة من المرضى، بين عميان وعرجان ومفلوجين، [ينتظرون تحريك الماء،
4- لان ملاك الرب كان ينزل احيانا في البركة ويحرك الماء. فكان الذي يسبق الى النزول بعد تحريك الماء يشفى من اي مرض اصابه].

5- وكان هناك رجل مريض من ثمان وثلاثين سنة.
6- فلما رآه يسوع مستلقيا، عرف ان له مدة طويلة على هذه الحال، فقال له: «اتريد ان تشفى؟«

7- فاجابه المريض: «ما لي احد، يا سيدي، ينزلني في البركة عندما يتحرك الماء. وكلما حاولت الوصول اليها سبقني غيري«.

8- فقال له يسوع: «قم واحمل فراشك وامش«.
9- فتعافى الرجل في الحال، وحمل فراشه ومشى. وكان ذلك يوم السبت.
10- فقال اليهود للذي تعافى: «هذا يوم السبت، فلا يحل لك ان تحمل فراشك«.

11- فاجابهم: «الذي شفاني قال لي: احمل فراشك وامش«.

12- فسالوه: «من هو الذي قال لك احمل فراشك وامش؟«

13- وكان الرجل لا يعرف من هو، لان يسوع ابتعد عن الجمع المحتشد هناك.

14- ولقـيه يسوع بعد ذلك في الهيكل، فقال له: «انت الآن تعافيت، فلا تعد الى الخطيئة، لئلا تصاب باسوا«.

15- فذهب الرجل الى اليهود واخبرهم بان يسوع هو الذي شفاه.
16- فاخذ اليهود يضطهدون يسوع، لانه كان يفعل ذلك يوم السبت.
17- فقال لهم يسوع: «ابـي يعمل في كل حين، وانا اعمل مثله«.
18- فازداد سعي اليهود الى قتله، لانه مع مخالفته الشريعة في السبت، قال ان الله ابوه، فساوى نفسه بالله.

19- فقال لهم يسوع: »الحق الحق اقول لكم: لا يقدر الابن ان يعمل شيئا من عنده، بل يعمل ما راى الآب يعمله. فما يعمله الآب يعمل مثله الابن.
20- فالآب يحب الابن ويريه كل ما يعمل، وسيريه ما هو اعظم، فتتعجبون
21- فكما يقيم الآب الموتى ويحيـيهم، كذلك الابن يحيــي من يشاء.
22- والآب لا يدين بنفسه احدا لانه جعل الدينونة كلها للابن،
23- حتى يمجد جميع النـاس الابن، كما يمجدون الآب. من لا يمجد الابن، لا يمجد الآب الذي ارسله.

24- الحق الحق اقول لكم:من يسمع لي ويؤمن بمن ارسلني فله الحياة الابدية، ولا يحضر الدينونة، لانه انتقل من الموت الى الحياة.
25- الحق الحق اقول لكم: ستجـيء ساعة، بل جاءت الآن، يسمع فيها الاموات صوت ابن الله، وكل من يصغي اليه يحيا.
26- فكما ان الآب هو في ذاته مصدر الحياة، فكذلك اعطى الابن ان يكون في ذاته مصدر الحياة
27- واعطاه ان يدين ايضا لانه ابن الانسان.
28- لا تتعجبوا من هذا. ستجيء ساعة يسمع فيها صوته جميع الذين في القبور،
29- فيخرج منها الذين عملوا الصالحات ويقومون الى الحياة، والذين عملوا السيئات يقومون الى الدينونة.
30- انا لا اقدر ان اعمل شيئا من عندي. فكما اسمع من الآب احكم، وحكمي عادل لاني لا اطلب مشيئتي، بل مشيئة الذي ارسلني.
31- لو كنت اشهد لنفسي، لكانت شهادتي باطلة.
32- ولكن غيري يشهد لي، وانا اعرف ان شهادته صحيحة.
33- ارسلتم رسلا الى يوحنا، فشهد يوحنا للحق.
34- لا اعتمد على شهادة انسان، ولكني اقول هذا لخلاصكم.
35- كان يوحنا سراجا منيرا ساطعا، فرضيتم ان تبتهجوا فترة بنوره.
36- لي شهادة اعظم من شهادة يوحنا: لي اعمالي التي اعطاني الآب ان اعملها، وهذه الاعمال التي اعملها هي نفسها تشهد لي بان الآب ارسلني.
37- والآب الذي ارسلني هو يشهد لي. ما سمعتم صوته من قبل، ولا رايتم وجهه،
38- وكلامه لا يثبت فيكم، لانكم لا تؤمنون بالذي ارسله.
39- تفحصون الكتب المقدسة، حاسبـين ان لكم فيها الحياة الابدية، هي تشهد لي،
40- ولكنكم لا تريدون ان تجيئوا الي لتكون لكم الحياة.

41- انا لا اطلب مجدا من عند النـاس،
42- لاني عرفتكم فعرفت ان محبة الله لا محل لها في قلوبكم.
43- جئت باسم ابـي، فما قبلتموني. ولو جاءكم غيري باسم نفسه لقبلتموه.
44- وكيف تؤمنون ما دمتم تطلبون المجد بعضكم من بعض، والمجد الذي هو من الله الواحد لا تطلبونه؟
45- لا تظنوا اني اشكوكم الى الآب، فلكم من يشكوكم: موسى الذي وضعتم فيه رجاءكم.
46- ولو كنتم تصدقون موسى لصدقتموني، لانه كتب فاخبر عني.
47- واذا كنتم لا تصدقون ما كتبه، فكيف تصدقون كلامي؟«
 
64 43 انجيل يوحنا 006 الله
1- ثم عبر يسوع بحر الجليل وهو بحيرة طبرية،
2- فتبعه جمهور كبـير، لانهم راوا آياته في شفاء المرضى.
3- فصعد يسوع الى الجبل وجلس مع تلاميذه.
4- وكان اقترب عيد الفصح عند اليهود.
5- فرفع يسوع عينيه فراى الجموع مقبلة اليه، فقال لفيلبس: «من اين نشتري الخبز لنطعمهم؟«

6- قال هذا ليجرب فـيلبس، لان يسوع كان يعرف ما سيعمل.
7- فاجابه فـيلبس: «لو اشترينا خبزا بمئتي دينار، لما كفى ان يحصل الواحد منهم على كسرة صغيرة«.
8- وقال له احد تلاميذه، وهو اندراوس اخو سمعان بطرس:

9- »ههنا صبـي معه خمسة ارغفة من شعير وسمكتان، ولكن ما نفعها لمثل هذا الجمع؟«
10- فقال يسوع: «اقعدوا النـاس«. وكان هناك عشب كثير فقعدوا. وكان عدد الرجال نحو خمسة آلاف.

11- فاخذ يسوع الارغفة وشكر، ثم وزع على الحاضرين بمقدار ما ارادوا. وهكذا فعل بالسمكتين.
12- فلما شبعوا، قال لتلاميذه: «اجمعوا ما فضل من الكسر لئلا يضيع منها شيء«.

13- فجمعوها وملاوا اثنتي عشرة قفة من الكسر التي فضلت عن الآكلين من ارغفة الشعير الخمسة.

14- فلما راى النـاس هذه الآية التي صنعها يسوع قالوا: «بالحقيقة، هذا هو النبـي الآتي الى العالم! «

15- وعرف يسوع انهم يستعدون لاختطافه وجعله ملكا، فابتعد عنهم ورجع وحده الى الجبل.

16- ولما جاء المساء، نزل تلاميذه الى بحر الجليل.
17- فركبوا قاربا وعبروا به الى كفرناحوم. واظلم الليل قبل ان يلحقهم يسوع.
18- وهبت عاصفة شديدة، فهاج البحر.
19- وبعدما قطعوا ثلاثة اميال او اربعة، راوا يسوع يدنو من القارب ماشيا على البحر فخافوا.
20- فقال لهم: «انا هو لا تخافوا! «
21- وارادوا ان يصعدوه الى القارب، فوصل القارب في الحال الى الارض التي كانوا يقصدونها.

22- وفي الغد، تذكر الجمع الذي بقـي على الشـاطـئ الآخر ان قاربا واحدا كان هناك، وان يسوع ما صعد اليه مع تلاميذه، بل ذهب التلاميذ وحدهم.
23- الا ان بعض القوارب جاءت من طبرية الى الشـاطئ القريب من الموضع الذي اكلوا فيه الخبز بعد ان شكر الرب.
24- فلما راى الجمع ان يسوع ما كان هناك ولا تلاميذه ركبوا القوارب وذهبوا الى كفرناحوم يبحثون عنه.

25- فلما وجدوه على الشـاطئ الآخر قالوا له: «متى وصلت الى هنا، يا معلم؟«

26- فاجابهم يسوع: «الحق الحق اقول لكم: انتم تطلبوني لا لانكم رايتم الآيات، بل لانكم اكلتم الخبز وشبعتم.
27- لا تعملوا للقوت الفاني، بل اعملوا للقوت الباقي للحياة الابدية. هذا القوت يهبه لكم ابن الانسان، لان الله الآب ختمه بختمه«.

28- قالوا له: «كيف نعمل ما يريده الله؟«
29- فاجابهم: «ان تؤمنوا بمن ارسله: هذا ما يريده الله«.

30- فقالوا له: «ارنا آية حتى نؤمن بك! ماذا تقدر انت ان تعمل؟
31- آباؤنا اكلوا المن في البرية، كما جاء في الكتاب: «اعطاهم خبزا من السماء لياكلوا«.
32- فاجابهم يسوع: «الحق الحق اقول لكم: ما اعطاكم موسى الخبز من السماء. ابـي وحده يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء.
33- لان خبز الله هو الذي ينزل من السماء ويعطي العالم الحياة«.

34- قالوا له: «يا سيد، اعطنا كل حين من هذا الخبز«.

35- فقال لهم يسوع: »انا هو خبز الحياة. من جاء الي لا يجوع، ومن آمن بـي لا يعطش ابدا.
36- لكني قلت لكم: تروني ولا تؤمنون.
37- من وهبه الآب لي يجيء الي، ومن جاء الي لا ابعده عني.
38- فما نزلت من السماء لاعمل ما اريده انا، بل ما يريده الذي ارسلني.
39- وما يريده الذي ارسلني هو ان لا اخسر احدا ممن وهبهم لي، بل اقيمهم كلهم في اليوم الآخر.
40- وهذا ما يريده ابـي: ان كل من راى الابن وآمن به نال الحياة الابدية، وانا اقيمه في اليوم الآخر«.

41- فتذمر اليهود على يسوع لانه قال: «انا الخبز الذي نزل من السماء«،

42- وقالوا: «اما هو يسوع ابن يوسف؟ نحن نعرف اباه وامه، فكيف يقول الآن انه نزل من السماء؟«

43- فاجابهم يسوع: »لا تتذمروا فيما بينكم.
44- ما من احد يجيء الي الا اذا اجتذبه الآب الذي ارسلني، وانا اقيمه في اليوم الآخر.

45- ويكونون كلهم تلاميذ الله، كما كتب الانبـياء. فمن سمع الآب وتعلم منه جاء الي،
46- لا ان احدا راى الآب الا من جاء من عند الله: هو الذي راى الآب.
47- الحق الحق اقول لكم: من آمن بـي، فله الحياة الابدية.
48- انا هو خبز الحياة.
49- آباؤنا اكلوا المن في البرية وماتوا،
50- لكن من ياكل هذا الخبز النـازل من السماء لا يموت.
51- انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. من اكل هذا الخبز يحيا الى الابد. والخبز الذي اعطيه هو جسدي، ابذله من اجل حياة العالم«.

52- ووقع جدال بين اليهود وتساءلوا: «كيف يقدر هذا الرجل ان يعطينا جسده لناكله؟«

53- فقال لهم يسوع: »الحق الحق اقول لكم: ان كنتم لا تاكلون جسد ابن الانسان ولا تشربون دمه، فلن تكون فيكم الحياة.
54- ولكن من اكل جسدي وشرب دمي فله الحياة الابدية، وانا اقيمه في اليوم الآخر.
55- جسدي هو القوت الحقيقي، ودمي هو الشراب الحقيقي.
56- من اكل جسدي وشرب دمي يثبت هو في، واثبت انا فيه.
57- وكما انا احيا بالآب الحي الذي ارسلني، فكذلك يحيا بـي من ياكل جسدي.
58- هذا هو الخبز النـازل من السماء، لا المن الذي اكله آباؤكم ثم ماتوا. من اكل هذا الخبز يحيا الى الابد«.
59- قال يسوع هذا الكلام وهو في مجمع كفرناحوم.

60- فقال كثير من تلاميذه لما سمعوه: «هذا كلام صعب، من يطيق ان يسمعه؟«
61- وعرف يسوع ان تلاميذه يتذمرون، فقال لهم: «ايسوءكم كلامي هذا؟
62- فكيف لو رايتم ابن الانسان يصعد الى حيث كان من قبل؟
63- الروح هو الذي يحيـي، واما الجسد فلا نفع منه. والكلام الذي كلمتكم به هو روح وحياة.
64- ولكن فيكم من لا يؤمنون«. قال يسوع هذا لانه كان يعرف منذ البدء من الذين لا يؤمنون به ومن الذي سيسلمه.
65- ثم قال: «ولهذا قلت لكم: لا يجيء احد الي الا بنعمة من الآب«.

66- فتخلى عنه من تلك الساعة كثير من تلاميذه وانقطعوا عن مصاحبته.
67- فقال يسوع للتلاميذ الاثني عشر: «وانتم، اما تريدون ان تتركوني مثلهم؟«

68- فاجابه سمعان بطرس: «الى من نذهب يا سيد، وكلام الحياة الابدية عندك؟
69- نحن آمنـا بك وعرفنا انك انت قدوس الله«.

70- فقال لهم يسوع: «اما اخترتكم، انتم الاثني عشر؟ لكن واحدا منكم شيطان! «
71- وعنى بذلك يهوذا بن سمعان اسخريوط، وهو الذي سيسلمه، مع انه احد الاثني عشر.
 
65 43 انجيل يوحنا 007 الله
1- وسار يسوع بعد ذلك في الجليل، وما شاء ان يسير في اليهودية، لان اليهود كانوا يريدون ان يقتلوه.
2- ولما اقترب عيد المظال عند اليهود،
3- قال له اخوته: «اترك هذا المكان واذهب الى بلاد اليهودية حتى يرى التلاميذ اعمالك،
4- فلا احد يعمل في الخفية اذا اراد ان يعرفه النـاس. وما دمت تعمل هذه الاعمال، فاظهر نفسك للعالم«.

5- وكان اخوته انفسهم لا يؤمنون به.

6- فقال لهم يسوع: «ما جاء وقتي بعد. واما انتم، فالوقت في كل حين وقتكم.
7- انتم لا يبغضكم العالم، ولكنه يبغضني لاني اشهد على فساد اعماله.
8- اصعدوا انتم الى العيد، فانا لا اصعد الى هذا العيد، لان وقتي ما جاء بعد«.

9- قال لهم هذا وبقـي في الجليل.

10- ولما صعد اخوته الى العيد، صعد بعدهم في الخفية لا في العلانية.
11- فكان اليهود يبحثون عنه في العيد ويسالون: «اين هو؟«

12- وتهامس النـاس عليه، فقال بعضهم: «هو رجل صالـح«. وقال آخرون: «لا، هو يضلل الشعب«.

13- وما تحدث عنه احد جهارا خوفا من رؤساء اليهود.
14- وفي منتصف ايام العيد، صعد يسوع الى الهيكل واخذ يعلم.
15- فتعجب اليهود وقالوا: «كيف يعرف الكتب المقدسة، وما تعلم؟«

16- فاجابهم يسوع: «ما تعليمي من عندي، بل من عند الذي ارسلني.
17- اذا اراد احد ان يعمل بمشيئة الله، عرف هل هذا التعليم من عند الله او انـي اتكلم من عندي.
18- فالذي يتكلم من عنده يطلب المجد لنفسه، ولكن من يطلب المجد للذي ارسله، فهو صادق لا غش فيه.
19- اما اعطاكم موسى الشريعة؟ ولا احد منكم يعمل بها. لماذا تريدون ان تقتلوني؟«

20- فاجابت الجموع: «انت فيك شيطان، فمن يريد ان يقتلك؟«

21- فقال يسوع: «ما عملت الا عملا واحدا، فتعجبتم كلكم.
22- امركم موسى بالختان، وما كان الختان من موسى بل من الآباء، فاخذتم تختنون الانسان يوم السبت.
23- فاذا كنتم تختنون الانسان يوم السبت لئلا تخالفوا شريعة موسى، فكيف تغضبون علي لاني شفيت انسانا باكمله يوم السبت؟
24- لا تحكموا على الظـاهر، بل احكموا بالعدل«.

25- فقال بعض اهالي اورشليم: «اما هذا هو الذي يريدون ان يقتلوه؟
26- ها هو يتكلم جهارا ولا يقولون له شيئا. فهل اقتنع الرؤساء انه المسيح؟
27- لكننا نعرف من اين جاء هذا الرجل. واما المسيح، فلا يعرف احد حين يجيء من اين جاء«.

28- فقال يسوع باعلى صوته وهو يعلم في الهيكل: «انتم تعرفوني وتعرفون من اين انا، لكني ما جئت من عندي. ذاك الذي ارسلني هو حق، وانتم لا تعرفونه.
29- واما انا فاعرفه، لاني من عنده جئت، وهو الذي ارسلني«.

30- فارادوا ان يمسكوه، فما مد احد يدا عليه، لان ساعته ما جاءت بعد.
31- ولكن كثيرين من الجمع آمنوا به وقالوا: «ايعمل المسيح من الآيات حين يجيء اكثر مما عمل هذا الرجل؟«

32- وسمع الفريسيون ان النـاس يتهامسون بهذه الامور على يسوع، فارسلوا هم ورؤساء الكهنة حرسا ليمسكوه.
33- فقال يسوع: «سابقى معكم وقتا قليلا، ثم امضي الى الذي ارسلني.
34- ستطلبوني فلا تجدوني، وحيث اكون انا لا تقدرون انتم ان تجيئوا«.

35- فقال اليهود في ما بينهم: «الى اين يذهب هذا، فلا نقدر ان نجده؟ ايذهب الى اليهود المشتتين بين اليونانيـين لـيعلم اليونانيـين؟
36- ما معنى قوله: ستطلبوني ولا تجدوني، وحيث اكون انا لا تقدرون انتم ان تجيئوا؟«

37- ووقف يسوع في آخر يوم من العيد وهو اعظم ايامه، فقال باعلى صوته: «ان عطش احد، فليجئ الي ليشرب.
38- ومن آمن بـي، كما قال الكتاب، تفيض من صدره انهار ماء حي«.

39- وعنى بكلامه الروح الذي سيناله المؤمنون به، فما كان الروح اعطـي حتى الآن، لان يسوع ما تمجد بعد.

40- فقال كثيرون ممن سمعوا كلام يسوع: «بالحقيقة هذا هو النبـي«.
41- وقال غيرهم: «هذا هو المسيح! « وقال آخرون: «امن الجليل يجيء المسيح؟
42- اما قال الكتاب ان المسيح يجيء من نسل داود، ومن بيت لحم مدينة داود؟«
43- فانقسم راي النـاس فيه.
44- واراد بعضهم ان يمسكوه، فما مد احد يدا عليه.

45- ورجع الحرس الى رؤساء الكهنة والفريسيـين، فقال لهم هؤلاء: «لماذا ما جئتم به؟«
46- فاجاب الحرس: «ما تكلم انسان من قبل مثل هذا الرجل! «

47- فقال لهم الفريسيون: «اخدعكم انتم ايضا؟
48- ارايتم واحدا من الرؤساء او الفريسيـين آمن به؟
49- اما هؤلاء العامة من النـاس الذين يجهلون الشريعة، فهم ملعونون«.

50- فقال نيقوديموس، وكان من الفريسيين، وهو الذي جاء قبلا الى يسوع:

51- » اتحكم شريعتنا على احد قبل ان تسمعه وتعرف ما فعل؟«
52- فاجابوه: «اتكون انت ايضا من الجليل؟ فتش تجد ان لا نبـي يظهر من الجليل«. }
53- ثم انصرف كل واحد منهم الى بيته{.
 
66 43 انجيل يوحنا 008 الله
1- اما يسوع فخرج الى جبل الزيتون.
2- وعند الفجر رجع الى الهيكل، فاقبل اليه الشعب كله. فجلس واخذ يعلمهم.
3- وجاءه معلمو الشريعة والفريسيون بامراة امسكها بعض النـاس وهي تزني، فاوقفوها في وسط الحاضرين،
4- وقالوا له: «يا معلم، امسكوا هذه المراة في الزنى.
5- وموسى اوصى في شريعته برجم امثالها، فماذا تقول انت؟«

6- وكانوا في ذلك يحاولون احراجه ليتهموه.

7- فلما الحوا عليه في السؤال، رفع راسه وقال لهم: «من كان منكم بلا خطيئة، فليرمها باول حجر«.

8- وانحنى ثانية يكتب في الارض.
9- فلما سمعوا هذا الكلام، اخذت ضمائرهم تبكتهم، فخرجوا واحدا بعد واحد، وكبارهم قبل صغارهم، وبقـي يسوع وحده والمراة في مكانها.
10- فجلس يسوع وقال لها: «اين هم، يا امراة؟ اما حكم عليك احد منهم؟«

11- فاجابت: «لا، يا سيدي! « فقال لها يسوع: «وانا لا احكم عليك. اذهبـي ولا تخطئي بعد الآن«].

12- وعاد يسوع الى مخاطبتهم، فقال لهم: «انا نور العالم. من يتبعني لا يمشي في الظلام، بل يكون له نور الحياة«.

13- فقال له الفريسيون: «انت تشهد لنفسك، فشهادتك باطلة«.

14- فاجابهم يسوع: «نعم، انا اشهد لنفسي، ولكن شهادتي صحيحة، لاني اعرف من اين جئت والى اين اذهب. اما انتم، فلا تعرفون من اين جئت ولا الى اين اذهب.
15- انتم تحكمون بمقايـيس البشر، وانا لا احكم على احد.
16- واذا حكمت، فحكمي صحيح لاني لا احكم وحدي، بل انا والآب الذي ارسلني.
17- وفي شريعتكم ان شهادة شاهدين صحيحة:
18- فانا اشهد لنفسي، والآب الذي ارسلني يشهد لي«.

19- فقالوا له: «اين ابوك؟« فاجابهم: «انتم لا تعرفوني ولا تعرفون ابـي. ولو عرفتموني لعرفتم ابـي«.

20- قال يسوع هذا الكلام عند صندوق التبرعات وهو يعلم في الهيكل، فما امسكه احد لان ساعته ما جاءت بعد.

21- ثم قال لهم يسوع: «انا ذاهب وستطلبوني، وفي خطيئتكم تموتون. وحيث انا ذاهب لا تقدرون انتم ان تجيئوا«.

22- فقال اليهود: «لعله سيقتل نفسه، لانه قال: حيث انا ذاهب لا تقدرون انتم ان تجيئوا«.

23- وقال لهم: «انتم من اسفل، اما انا فمن فوق. انتم من هذا العالم، وما انا من هذا العالم.
24- لذلك قلت لكم: ستموتون في خطاياكم. نعم، ستموتون في خطاياكم، اذا كنتم لا تؤمنون اني انا هو«.

25- فقالوا له: «من انت؟« فقال يسوع: «اخبرتكم من البدء.
26- عندي اشياء كثيرة اقولها فيكم، واشياء كثيرة احكم بها عليكم. لكن الذي ارسلني صادق، وما سمعته اقوله للعالم«.
27- فما فهموا انه يحدثهم عن الآب،
28- فقال لهم: «متى رفعتم ابن الانسان عرفتم اني انا هو، واني لا اعمل شيئا من عندي ولا اقول الا ما علمني الآب.
29- والآب الذي ارسلني هو معي وما تركني وحدي، لاني في كل حين اعمل ما يرضيه«.

30- ولما قال هذا الكلام، آمن به كثير من النـاس.

31- فقال يسوع للذين آمنوا به من اليهود: «اذا ثبتم في كلامي، صرتم في الحقيقة تلاميذي:
32- تعرفون الحق، والحق يحرركم«.

33- قالوا له: «نحن ذرية ابراهيم، وما كنا يوما عبـيدا لاحد! فكيف تقول لنا: ستصيرون احرارا؟«
34- فاجابهم يسوع: «الحق الحق اقول لكم: من يخطا كان عبدا للخطيئة،
35- والعبد لا يقيم في البيت الى الابد، بل الابن يقيم الى الابد.
36- فاذا حرركم الابن، صرتم بالحقيقة احرارا.
37- انا اعرف انكم ذرية ابراهيم. ولكنكم تريدون قتلي، لان كلامي لا محل له فيكم.
38- انا اتكلم بما رايت عند ابـي، وانتم تعملون بما سمعتم من ابـيكم«.

39- فقالوا له: «ابونا هو ابراهيم«. فاجابهم يسوع: «لو كنتم ابناء ابراهيم، لعملتم اعمال ابراهيم.
40- ولكنكم الآن تريدون قتلي، انا الذي كلمكم بالحق كما سمعته من الله، وهذا العمل ما عمله ابراهيم.
41- انتم تعملون اعمال ابـيكم«. قالوا له: «ما نحن اولاد زنى، ولنا اب واحد هو الله! «

42- فقال لهم يسوع: «لو كان الله اباكم لاحببتموني. لاني خرجت وجئت من عند الله، وما جئت من تلقاء ذاتي، بل هو الذي ارسلني.
43- لماذا لا تفهمون ما اقوله لكم؟ لانكم لا تطيقون ان تستمعوا الى كلامي.
44- فانتم اولاد ابـيكم ابليس، وتريدون ان تتبعوا رغبات ابـيكم، هذا الذي كان من البدء قاتلا. ما ثــبت على الحق، لان لا حق فيه. وهو يكذب، والكذب في طبعه، لانه كذاب وابو الكذب.
45- اما انا، فلا تصدقوني لاني اقول الحق.
46- فمن منكم يقدر ان يثبت علي خطيئة؟ واذا كنت اقول الحق، فلماذا لا تصدقوني؟
47- من كان من الله سمع كلام الله. وما انتم من الله، لذلك لا تسمعون«.

48- فقال اليهود: «اما نحن على صواب اذا قلنا انك سامري وفيك شيطان؟«
49- فاجابهم يسوع: «لا شيطان في، ولكني امجد ابـي، وانتم تحقروني.
50- انا لا اطلب مجدا لي. هناك من يطلبه لي ويحكم.
51- الحق الحق اقول لكم: من عمل بكلامي لا يرى الموت ابدا«.

52- فقال له اليهود: «الآن تاكدنا ان فيك شيطانا. ابراهيم مات والانبـياء ماتوا، لكنك تقول: من عمل بكلامي لا يذوق الموت ابدا.
53- اتكون انت اعظم من ابـينا ابراهيم الذي مات؟ والانبـياء ايضا ماتوا، فمن تحسب نفسك؟«

54- فاجابهم يسوع: «لو مجدت نفسي، لكان مجدي باطلا. ابـي هو الذي يمجدني. وهو الذي تقولون انه الهنا.
55- انتم لا تعرفونه، اما انا فاعرفه. اذا قلت اني لا اعرفه، كنت مثلكم كاذبا. ولكني اعرفه واعمل بكلامه.
56- وكم تشوق ابوكم ابراهيم ان يرى يومي، فرآه وابتهج«.

57- قال له اليهود: «كيف رايت ابراهيم وما بلغت الخمسين بعد؟«

58- فاجابهم يسوع: «الحق الحق اقول لكم: قبل ان يكون ابراهيم انا كائن«.

59- فاخذوا حجارة ليرجموه، فاختفى عنهم وخرج من الهيكل.
 
67 43 انجيل يوحنا 009 الله
1- وبينما هو في الطريق، راى اعمى منذ مولده.
2- فساله تلاميذه: «يا معلم، من اخطا؟ اهذا الرجل ام والداه، حتى ولد اعمى؟«

3- فاجاب يسوع: «لا هذا الرجل اخطا ولا والداه. ولكنه ولد اعمى حتى تظهر قدرة الله وهي تعمل فيه.
4- علينا، ما دام النهار، ان نعمل اعمال الذي ارسلني. فمتى جاء الليل لا يقدر احد ان يعمل.
5- انا نور العالم، ما دمت في العالم«.

6- قال هذا وبصق في التراب، وجبل من ريقه طينا ووضعه على عيني الاعمى
7- وقال له: «اذهب واغتسل في بركة سلوام« (اي الرسول). فذهب واغتسل، فابصر.

8- فتساءل الجيران والذين عرفوه شحاذا من قبل: «اما هو الذي كان يقعد لـيستعطـي؟«
9- وقال غيرهم: «هذا هو«. وقال آخرون: «لا، بل يشبهه«. وكان الرجل نفسه يقول: «انا هو! «

10- فقالوا له: «وكيف انفتحت عيناك؟«
11- فاجاب: «هذا الذي اسمه يسوع جبل طينا ووضعه على عيني وقال لي: اذهب واغتسل _في بركة سلوام. فذهبت واغتسلت، فابصرت«.

12- فقالوا له: «اين هو؟« قال: «لا اعرف«.

13- فاخذوا الرجل الذي كان اعمى الى الفريسيـين،
14- وكان اليوم الذي جبل فيه يسوع الطين وفتح عيني الاعمى يوم سبت.
15- فسال الفريسيون الرجل كيف ابصر، فاجابهم: «وضع ذاك الرجل طينا على عيني، فلما غسلتهما ابصرت«.

16- فقال بعض الفريسيـين: «ما هذا الرجل من الله، لانه لا يراعي السبت«. وقال آخرون: «كيف يقدر رجل خاطـئ ان يعمل مثل هذه الآيات؟« فوقع الخلاف بـينهم.

17- وقالوا ايضا للاعمى: «انت تقول انه فتح عينيك، فما رايك فيه؟« فاجاب: «انه نبـي! «

18- فما صدق اليهود ان الرجل كان اعمى فابصر، فاستدعوا والديه
19- وسالوهما: «اهذا هو ابنكما الذي ولد اعمى كما تقولان؟ فكيف يبصر الآن؟«

20- فاجاب والداه: «نحن نعرف ان هذا ابننا، وانه ولد اعمى.
21- اما كيف يبصر الآن، فلا نعلم، ولا نعرف من فتح عينيه. اسالوه وهو يجيبكم عن نفسه، لانه بلغ سن الرشد«.
22- قال والداه هذا لخوفهما من اليهود، لان هؤلاء اتفقوا على ان يطردوا من المجمع كل من يعترف بان يسوع هو المسيح.
23- فلذلك قال والداه: «اسالوه لانه بلغ سن الرشد«.

24- وعاد الفريسيون فدعوا الرجل الذي كان اعمى وقالوا له: «مجد الله! نحن نعرف ان هذا الرجل خاطـئ«.

25- فاجاب: «انا لا اعرف ان كان خاطئا، ولكني اعرف اني كنت اعمى والآن ابصر«.

26- فقالوا له: «ماذا عمل لك؟ وكيف فتح عينيك؟«
27- اجابهم: «قلت لكم وما سمعتم لي، فلماذا تريدون ان تسمعوا مرة ثانـية؟ اتريدون انتم ايضا ان تصيروا من تلاميذه؟«
28- فشتموه وقالوا له: «انت تلميذه، اما نحن فتلاميذ موسى.
29- نحن نعرف ان الله كلم موسى، اما هذا فلا نعرف من اين هو«.

30- فاجابهم الرجل: «عجبا كيف يفتح عيني ولا تعرفون من اين هو!
31- نحن نعلم ان الله لا يستجيب للخاطئين، بل لمن يخافه ويعمل بمشيئته.
32- وما سمع احد يوما ان انسانا فتح عيني مولود اعمى.
33- ولولا ان هذا الرجل من الله، لما قدر ان يعمل شيئا«.

34- فقالوا له: «اتعلمنا وانت كلك مولود في الخطيئة؟« وطردوه من المجمع.

35- فسمع يسوع انهم طردوه، فقال له عندما لقـيه: «اتؤمن انت بابن الانسان؟«
36- اجاب: «ومن هو، يا سيدي، فاومن به! «

37- فقال له يسوع: «انت رايته، وهو الذي يكلمك! «

38- قال: «آمنت، يا سيدي! « وسجد له.

39- فقال يسوع: «جئت الى هذا العالم للدينونة، حتى يبصر الذين لا يبصرون، ويعمى الذين يبصرون«.

40- فسمعه بعض الحاضرين من الفريسيـين، فقالوا له: «اعميان نحن ايضا؟«

41- اجابهم يسوع: «لو كنتم عميانا، لما كان عليكم خطيئة. ولكن ما دمتم تقولون اننا نبصر، فخطيئتكم باقـية«.
 
68 43 انجيل يوحنا 010 الله
1- »الحق الحق اقول لكم: من لا يدخل حظيرة الخراف من الباب، بل يصعد عليها من مكان آخر، فهو سارق ولص.
2- اما من يدخل من الباب فهو راعي الخراف.
3- له يفتح البواب، والى صوته تصغي الخراف. يدعو كل واحد من خرافه باسمه ويخرجه.
4- وعندما يخرجها يمشي قدامها، والخراف تتبعه لانها تعرف صوته.
5- اما الغريب فتهرب منه ولا تتبعه، لانها لا تعرف صوت الغرباء«.

6- قال يسوع هذا المثل، فما فهموا معنى كلامه،
7- فقال لهم: «الحق الحق اقول لكم: انا باب الخراف.
8- جميع من جاؤوا قبلي سارقون ولصوص، فما اصغت اليهم الخراف.
9- انا هو الباب، فمن دخل مني يخلص: يدخل ويخرج ويجد مرعى.
10- لا يجيء السارق الا ليسرق ويقتل ويهدم. اما انا فجئت لتكون لهم الحياة، بل ملء الحياة.

11- انا الراعي الصالـح، والراعي الصالـح يضحي بحياته في سبـيل الخراف.
12- وما الاجير مثل الراعي، لان الخراف لا تخصه. فاذا راى الذئب هاجما، ترك الخراف وهرب، فيخطف الذئب الخراف ويبددها.
13- وهو يهرب لانه اجير لا تهمه الخراف.

14- انا الراعي الصالـح، اعرف خرافي وخرافي تعرفني،
15- مثلما يعرفني الآب واعرف انا الآب، واضحي بحياتي في سبـيل خرافي.
16- ولي خراف اخرى من غير هذه الحظيرة، فيجب علي ان اقودها هي ايضا. ستسمع صوتي، فتكون الرعية واحدة والراعي واحدا.

17- والآب يحبني لاني اضحي بحياتي حتى استردها.
18- ما من احد ينتزع حياتي مني، بل انا اضحي بها راضيا. فلـي القدرة ان اضحي بها، ولي القدرة ان استردها. هذه الوصية تلقيتها من ابـي«.

19- ووقع خلاف آخر بين اليهود على هذا الكلام،
20- فقال كثير منهم: «هذا الرجل فيه شيطان، فهو يهذي. لماذا تصغون اليه؟«
21- وقال آخرون: «ما هذا كلام رجل فيه شيطان. ايقدر الشيطان ان يفتح عيون العميان؟«

22- وجاء عيد التجديد في اورشليم، وذلك في الشتاء.
23- وكان يسوع يتمشى في الهيكل في رواق سليمان،
24- فتجمع اليهود حوله وقالوا له: «الى متى تبقينا حائرين؟ قل لنا بصراحة: هل انت المسيح؟«

25- فاجابهم يسوع: «قلته لكم، ولكنكم لا تصدقون. الاعمال التي اعملها باسم ابـي تشهد لي.
26- وكيف تصدقون وما انتم من خرافي.
27- خرافي تسمع صوتي، وانا اعرفها، وهي تتبعني.
28- اعطيها الحياة الابدية، فلا تهلك ابدا ولا يخطفها احد مني.
29- الآب الذي وهبها لي هو اعظم من كل موجود، وما من احد يقدر ان يخطف من يد الآب شيئا،
30- انا والآب واحد«.

31- وجاء اليهود بحجارة ليرجموه.
32- فقال لهم يسوع: «اريتكم كثيرا من الاعمال الصالحة من عند الآب، فلاي عمل منها ترجموني؟«

33- اجابه اليهود: «لا نرجمك لاي عمل صالـح عملت، بل لتجديفك. فما انت الا انسان، لكنك جعلت نفسك الها«.

34- فقال لهم يسوع: «اما جاء في شريعتكم ان الله قال: انتم آلهة؟
35- فاذا كان الذين تكلموا بوحي$ من الله يدعوهم الله آلهة، على حد قول الشريعة التي لا ينقضها احد،
36- فكيف تقولون لي، انا الذي قدسه الآب وارسله الى العالم: انت تجدف، لاني قلت: انا ابن الله؟
37- اذا كنت لا اعمل اعمال ابـي، فلا تصدقوني.
38- واذا كنت اعملها، فصدقوا هذه الاعمال ان كنتم لا تصدقوني، حتى تعرفوا وتؤمنوا ان الآب فـي وانا في الآب«.

39- فحاولوا ان يمسكوه، فافلت من ايديهم.
40- ورجع الى عبر الاردن حيث كان يوحنا يعمد من قبل، فاقام هناك.
41- فجاء اليه كثير من النـاس وقالوا: «ما عمل يوحنا آية واحدة، ولكن ما قاله في هذا الرجل كان كله صحيحا«.
42- فآمن بـيسوع كثير من النـاس هناك.
 
69 43 انجيل يوحنا 011 الله
1- ومرض رجل اسمه لعازر من بيت عنيا، من قرية مريم واختها مرتا.
2- ومريم هذه هي التي سكبت الطيب على قدمي الرب يسوع ومسحتهما بشعرها. وكان لعازر المريض اخاها.
3- فارسلت الاختان الى يسوع تقولان: «يا سيد، الذي تحبه مريض«.

4- فلما سمع يسوع قال: «ما هذا المرض للموت، بل لمجد الله. فبه سيتمجد ابن الله«.

5- وكان يسوع يحب مرتا واختها ولعازر،
6- لكنه بقـي في مكانه يومين، بعدما عرف ان لعازر مريض.
7- ثم قال للتلاميذ: «تعالوا نرجـع الى اليهودية«.

8- فاجابه التلاميذ: «يا معلم، اترجـع الى هناك، ومن وقت قريب اراد اليهود ان يرجموك؟«

9- فقال يسوع: «اما النهار اثنتا عشرة ساعة؟ فمن سار في النهار لا يعثر، لانه يرى نور هذا العالم.
10- ومن سار في الليل يعثر، لان لا نور فيه«.

11- ثم قال لهم: «حبـيبنا لعازر نائم، وانا ذاهب لاوقظه«.

12- فقال له التلاميذ: «اذا كان نائما يا سيد، فسيشفى«.

13- وكان يسوع يعني نومة الموت، فظنوا انه يعني راحة النوم.
14- فقال لهم يسوع بكل صراحة: «لعازر مات.
15- ويسرني، لاجلكم حتى تؤمنوا، اني ما كنت هناك. قوموا نذهب اليه! «

16- فقال توما الملقب بالتوام لاخوانه التلاميذ: «تعالوا نذهب نحن ايضا ونموت معه! «

17- فلما وصل يسوع وجد ان لعازر في القبر من اربعة ايام.
18- وبيت عنيا تبعد عن اورشليم نحو ميلين.
19- وكان كثير من اليهود جاؤوا الى مرتا ومريم يعزونهما عن اخيهما.
20- فلما سمعت مرتا بمجيء يسوع خرجت لاستقباله، وبقـيت مريم في البيت.
21- فقالت مرتا ليسوع: «لو كنت هنا، يا سيد، ما مات اخي!
22- ولكني ما زلت اعرف ان الله يعطيك كل ما تطلب منه«.

23- فقال لها يسوع: «سيقوم اخوك«.
24- فاجابت: «اعرف انه سيقوم في القـيامة، في اليوم الآخر«.

25- فقال لها يسوع: «انا هو القيامة والحياة. من آمن بـي يحيا وان مات.
26- وكل من يحيا مؤمنا بـي لا يموت ابدا. اتؤمنين بهذا؟«

27- اجابت: «نعم، يا سيد. انا اؤمن كل الايمان بانك انت المسيح ابن الله الآتي الى العالم«.

28- ورجعت مرتا، بعدما قالت هذا الكلام، الى اختها مريم تدعوها، فقالت لها همسا: «المعلم هنا، وهو يطلبك«.

29- فقامت مريم حين سمعت هذا الخبر واسرعت الى يسوع.
30- وما كان يسوع وصل الى القرية، بل كان حيث استقبلته مرتا.
31- فلما راى اليهود الذين كانوا في البيت مع مريم يعزونها انها قامت وخرجت مسرعة، لحقوا بها وهم يحسبون انها ذاهبة الى القبر لتبكي.

32- ووصلت مريم الى المكان الذي فيه يسوع، فما ان راته حتى وقعت على قدميه وقالت له: «لو كنت هنا، يا سيد، ما مات اخي! «

33- فلما رآها يسوع تبكي ويبكي معها اليهود الذين رافقوها، توجعت نفسه واضطرب،
34- وقال: «اين دفنتموه؟« قالوا: «تعال، يا سيد، وانظر«.

35- وبكى يسوع،
36- فقال اليهود: «انظروا، كم كان يحبه! «

37- لكن بعضهم قالوا: «هذا الذي فتح عيني الاعمى، اما كان يقدر ان يرد الموت عن لعازر؟«

38- وتوجعت نفس يسوع ثانية وجاء الى القبر. وكان القبر مغارة وعلى مدخلها حجر،
39- فقال يسوع: «ازيحوا الحجر! « فاجابت مرتا، اخت الميت: «انتن يا سيد، فله في القبر اربعة ايام«.

40- فقال لها يسوع: «اما قلت لك ان آمنت تشاهدين مجد الله؟«

41- فازاحوا الحجر، ورفع يسوع عينيه وقال: «اشكرك يا ابـي، لانك استجبت لي.
42- وانا اعرف انك تستجيب لي في كل حين. ولكني اقول هذا من اجل هؤلاء النـاس حولي، حتى يؤمنوا انك انت ارسلتني«.

43- وصاح باعلى صوته: «لعازر، اخرج! «

44- فخرج الميت مشدود اليدين والرجلين بالاكفان، معصوب الوجه بمنديل. فقال لهم يسوع: «حلوه ودعوه يذهب«.

45- فلما شاهد اليهود الذين جاؤوا الى مريم ما عمل يسوع، آمن به كثير منهم.
46- لكن جماعة منهم ذهبوا الى الفريسيـين واخبروهم بما عمل.
47- فعقد رؤساء الكهنة والفريسيون مجلسا وقالوا: «ماذا نعمل؟ وهذا الرجل يصنع آيات كثيرة.
48- فاذا تركناه على هذه الحال آمن به جميع النـاس، فيجيء الرومانيون ويخربون هيكلنا وامتنا«.

49- فقال واحد منهم، وهو قيافا الذي كان رئيس الكهنة في تلك السنة: «انتم لا تعرفون شيئا،
50- ولا تفهمون ان موت رجل واحد فدى الشعب خير لكم من ان تهلك الامة كلها؟«
51- وما قال قيافا هذا الكلام من عنده، بل قاله لانه رئيس الكهنة في تلك السنة، فتنــبا ان يسوع سيموت فدى الامة.
52- ولكن لا فدى الامة فقط، بل يموت لـيجمع شمل ابناء الله.

53- فعزموا من ذلك اليوم على قتل يسوع.
54- فما عاد يظهر بين اليهود، بل ذهب من هناك الى ناحية قريبة من الصحراء، الى مدينة اسمها افرايم، فاقام فيها مع تلاميذه.

55- واقترب الفصح عند اليهود، فصعد كثير من اهالي القرى الى اورشليم لـيقوموا بفريضة الاطـهار قبل الفصح.
56- وكانوا يبحثون عن يسوع ويسال بعضهم بعضا في الهيكل: «ما رايكم؟ ايجيء الى العيد ام لا يجيء؟«

57- وكان رؤساء الكهنة والفريسيون امروا بان على كل من يعرف اين هو ان يخبر عنه ليعتقلوه.
 
70 43 انجيل يوحنا 012 الله
1- وقبل الفصح بستة ايام، جاء يسوع الى بيت عنيا ونزل عند لعازر الذي اقامه من بين الاموات.
2- فهياوا له عشاء، واخذت مرتا تخدم، وكان لعازر احد الجالسين معه للطعام.
3- فتناولت مريم قارورة طيب غالي الثمن من الناردين النقي، وسكبتها على قدمي يسوع ومسحتهما بشعرها. فامتلا البيت برائحة الطيب،
4- فقال يهوذا الاسخريوطي، احد تلاميذه، وهو الذي سيسلمه:

5- » اما كان خيرا ان يباع هذا الطيب بثلاث مئة دينار لتوزع على الفقراء؟«
6- قال هذا لا لعطفه على الفقراء، بل لانه كان لصا وكان امين الصندوق، فيختلس ما يودع فيه.
7- فقال يسوع: «اتركوها! هذا الطيب حفظته لـيوم دفني.
8- فالفقراء عندكم في كل حين، واما انا فلا اكون في كل حين عندكم«.

9- وعلم جمهور كبـير من اليهود ان يسوع في بيت عنيا فجاؤوا، لا من اجله وحده، بل ليشاهدوا لعازر الذي اقامه من بين الاموات.
10- فتشاور رؤساء الكهنة ليقتلوا لعازر ايضا،
11- لان كثيرا من اليهود كانوا يتركونهم بسببه ويؤمنون بـيسوع.

12- وفي الغد، سمعت الجموع التي جاءت الى العيد ان يسوع قادم الى اورشليم.
13- فحملوا اغصان النخل وخرجوا لاستقباله وهم يهتفون: المجد لله! تبارك الآتي باسم الرب! تبارك ملك اسرائيل! «
14- ووجد يسوع جحشا فركب عليه، كما جاء في الكتاب:

15-» لا تخافي يا بنت صهيون: ها هو ملكك قادم اليك، راكبا على جحش ابن اتان«.
16- وما فهم التلاميذ في ذلك الوقت معنى هذا كله. ولكنهم تذكروا، بعدما تمجد يسوع، ان هذه الآية وردت لتخبر عنه، وان الجموع عملوا هذا من اجله.

17- وكان الجمع الذين رافقوا يسوع عندما دعا لعازر من القبر واقامه من بين الاموات، يشهدون له بذلك.
18- وخرجت الجماهير لاستقباله لانها سمعت انه صنع تلك الآية.
19- فقال الفريسيون بعضهم لبعض: «ارايتم كيف انكم لا تنفعون شيئا. ها هو العالم كله يتبعه! «

20- وكان بعض اليونانيـين يرافقون الذين صعدوا الى اورشليم للعبادة في ايام العيد.
21- فجاؤوا الى فيلبس، وكان من بيت صيدا في الجليل. وقالوا له: «يا سيد، نريد ان نرى يسوع«.

22- فذهب فيلبس واخبر اندراوس، وذهب فيلبس واندراوس واخبرا يسوع.
23- فاجابهما يسوع: «جاءت الساعة التي فيها يتمجد ابن الانسان.
24- الحق الحق اقول لكم: ان كانت الحـبة من الحنطة لا تقع في الارض وتموت، تبقى وحدها. واذا ماتت اخرجت حبا كثيرا.
25- من احب نفسه خسرها، ومن انكر نفسه في هذا العالم حفظها للحياة الابدية.
26- من اراد ان يخدمني، فليتبعني، وحيث اكون انا يكون خادمي. ومن خدمني اكرمه الآب.

27- الآن نفسي مضطربة، فماذا اقول؟ هل اقول: يا ابـي، نجني من هذه الساعة؟ ولكني لهذا جئت.
28- يا ابـي، مجد اسمك! « فقال صوت من السماء: «مجدته وسامجده! «

29- فسمعه الحاضرون، فقالوا: «هذا دوي رعد! « وقال بعضهم: «كلمه ملاك! «

30- فقال يسوع: «ما كان هذا الصوت لاجلي، بل لاجلكم.
31- اليوم دينونة هذا العالم. واليوم يطرد سيد هذا العالم.
32- وانا متى ارتفعت من هذه الارض، جذبت الي النـاس اجمعين«.

33- قال هذا مشيرا الى الميتة التي سيموتها.

34- فاجابه الجمع: «علمتنا الشريعة ان المسيح يبقى الى الابد. فكيف تقول: لا بد لابن الانسان ان يرتفـع؟ فمن هو ابن الانسان هذا؟«

35- فقال لهم يسوع: «سيبقى النور معكــم وقـتا قليــلا، فامشوا ما دام لكم النور، لئلا يباغتكم الظلام. والذي يمشي في الظلام لا يعرف الى اين يتجه.
36- آمنوا بالنور، ما دام لكم النور، فتكونوا ابناء النور«.
وابتعد يسوع عن انظارهم، بعدما قال لهم هذا الكلام.
37- ومع انه عمل لهم كل هذه الآيات، فما آمنوا به،
38- لـيتم ما قال النبـي اشعيا: «يا رب، من الذي آمن بكلامنا؟ ولمن ظهرت يد الرب؟«

39- وما قدروا ان يؤمنوا به، لان اشعيا قال ايضا:

40-» اعمى الله عيونهم وقسى قلوبهم، لئلا يبصروا بعيونهم ويفهموا بقلوبهم ويتوبوا فاشفيهم«.
41- قال اشعيا هذا الكلام لانه راى مجده وتحدث عنه.

42- غير ان كثيرا من رؤساء اليهود انفسهم آمنوا بـيسوع، ولكنهم ما اعلنوا ايمانهم مسايرة للفريسيـين، لئلا يطردوا من المجمع.
43- كانوا يحبون رضى النـاس اكثر من رضى الله.

44- فرفع يسوع صوته، قال: «من آمن بـي لا يؤمن بـي انا، بل يؤمن بالذي ارسلني.
45- ومن رآني راى الذي ارسلني.
46- جئت نورا الى العالم، فمن آمن بـي لا يقيم في الظلام،
47- ومن سمع اقوالي وما آمن بها لا ادينه، لاني ما جئت لادين العالم بل لاخلص العالم.
48- من رفضني وما قبل كلامي، فله من يدينه. الكلام الذي قلته يدينه في اليوم الآخر،
49- لاني ما تكلمت بشيء من عندي، بل الآب الذي ارسلني اوصاني بما اقول واتكلم.
50- انا اعرف ان وصيته حياة ابدية. فالكلام الذي اقوله اقوله كما قاله لي الآب«.
 
71 43 انجيل يوحنا 013 الله
1- وكان يسوع يعرف، قبل عيد الفصح، ان ساعته جاءت لينتقل من هذا العالم الى الآب، وهو الذي احب اخصاءه الذين هم في العالم، احبهم منتهى الحب.
2- وجلس للعشاء مع تلاميذه. وكان ابليس وسوس الى يهوذا بن سمعان الاسخريوطي ان يسلم يسوع.
3- وكان يسوع يعرف ان الآب جعل في يديه كل شيء، وانه جاء من عند الله والى الله يعود.
4- فقام عن العشاء وخلع ثوبه واخذ منشفة واتزر بها،
5- ثم صب ماء في مغسلة وبدا يغسل ارجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي اتزر بها.
6- فلما دنا من سمعان بطرس، قال له سمعان: «يا سيد، اانت تغسل رجلي؟«
7- فاجابه يسوع: «انت الآن لا تفهم ما انا اعمل، ولكنك ستفهمه فيما بعد«.

8- فقال له بطرس: «لن تغسل رجلي ابدا«. اجابه يسوع: «ان كنت لا اغسلك، فلا نصيب لك معي«.

9- فقال له سمعان بطرس: «اذا يا سيد، لا تغسل رجلي وحدهما، بل اغسل معهما يدي وراسي«.

10- فقال له يسوع: «من اغتسل كان طاهرا كله، فلا يحتاج الا الى غسل رجليه. انتم طاهرون، ولكن ما كلكم طاهرون«.
11- قال يسوع «ما كلكم طاهرون«، لانه كان يعرف من سيسلمه.

12- فلما غسل ارجلهم ولبس ثوبه وعاد الى المائدة قال لهم: «اتفهمون ما عملته لكم؟
13- انتم تدعونني معلما وسيدا، وحسنا تفعلون لاني هكذا انا.
14- واذا كنت انا السيد والمعلم غسلت ارجلكم، فيجب عليكم انتم ايضا ان يغسل بعضكم ارجل بعض.
15- وانا اعطيتكم ما تقتدون به، فتعملوا ما عملته لكم.
16- الحق الحق اقول لكم: ما كان خادم اعظم من سيده، ولا كان رسول اعظم من الذي ارسله.
17- والآن عرفتم هذه الحقيقة، فهنيئا لكم اذا عملتم بها.

18- لا اقول هذا فيكم كلكم، فانا اعرف الذين اخترتهم. ولكن ما جاء في الكتب المقدسة لا بد له ان يتم، وهو: ان الذي اكل خبزي تمرد علي.
19- اخبركم بهذا الآن قبلما يحدث، حتى متى حدث تؤمنون باني انا هو.
20- الحق الحق اقول لكم: من قبل الذين ارسلهم قبلني. ومن قبلني قبل الذي ارسلني«.

21- وعند هذا الكلام، اضطربت نفس يسوع وقال علانية: «الحق الحق اقول لكم: واحد منكم سيسلمني! «

22- فنظر التلاميذ بعضهم الى بعض حائرين لا يعرفون من يعني بقوله.
23- وكان احد التلاميذ، وهو الذي يحبه يسوع، جالسا بجانبه.
24- فاوما اليه سمعان بطرس وقال له: «سله من يعني بقوله«.

25- فمال التلميذ على صدر يسوع وساله: «من هو يا سيد؟«

26- فاجاب يسوع: «هو الذي اناوله اللقمة التي اغمسها! « وغمس يسوع لقمة ورفعها وناول يهوذا بن سمعان الاسخريوطي.
27- فلما تناولها دخل الشيطان فيه. فقال له يسوع: «اعمل ما انت تعمله ولا تبطـئ*«.

28- فما فهم احد من الجالسين الى المائدة لماذا قال له هذا الكلام.
29- وكان يهوذا امين الصندوق، فظن بعضهم ان يسوع اوصاه ان يشتري ما يحتاجون اليه في العيد، او ان يعطي الفقراء شيئا.
30- وتناول يهوذا اللقمة وخرج في الحال. وكان ليلا.

31- فلما خرج قال يسوع: «الآن تمجد ابن الانسان وتمجد الله فيه.
32- واذا كان الله تمجد فيه، فان الله سيمجده في ذاته، وبعد قليل سيمجده.
33- يا ابنائي، سابقى معكم وقتا قليلا. ستطلبوني، ولكن ما قلته لليهود اقوله لكم الآن: حيث انا ذاهب لا تقدرون انتم ان تجيئوا.
34- اعطيكم وصية جديدة: احبوا بعضكم بعضا. ومثلما انا احببتكم احبوا انتم بعضكم بعضا
35- فاذا احببتم بعضكم بعضا، يعرف النـاس جميعا انكم تلاميذي«.

36- فقال له سمعان بطرس: «الى اين انت ذاهب يا سيد؟« اجابه يسوع: «حيث انا ذاهب لا تقدر الآن ان تتبعني، ولكنك ستتبعني يوما«.

37- فقال له بطرس: «لماذا لا اقدر ان اتبعك الآن، يا سيد؟ انا مستعد ان اموت في سبـيلك! «

38- اجابه يسوع: «امستعد انت ان تموت في سبـيلي؟ الحق الحق اقول لك: لا يصيح الديك الا وانكرتني ثلاث مرات«.
 
72 43 انجيل يوحنا 014 الله
1- »لا تضطرب قلوبكم. انتم تؤمنون بالله فآمنوا بـي ايضا.
2- في بيت ابـي منازل كثيرة، والا لما قلت لكم: انا ذاهب لاهيـئ لكم مكانا.
3- ومتى ذهبت وهيات لكم مكانا، ارجـع وآخذكم الي لتكونوا حيث اكون.
4- انتم تعرفون الطريق الى حيث انا ذاهب«.

5- فقال له توما: «يا سيد، نحن لا نعرف الى اين انت ذاهب، فكيف نعرف الطريق؟«
6- اجابه يسوع: «انا هو الطريق والحق والحياة، لا يجيء احد الى الآب الا بـي.
7- لو كنتم عرفتموني لعرفتم ابـي ايضا. ومن الآن انتم تعرفونه، ورايتموه«.

8- فقال له فيلبس: «يا سيد، ارنا الآب وكفانا«.
9- فقال له يسوع: «انا معكم كل هذا الوقت، وما عرفتني بعد يا فيلبس؟ من رآني راى الآب، فكيف تقول: ارنا الآب؟
10- الا تؤمن باني في الآب وان الآب في؟ الكلام الذي اقوله لا اقوله من عندي، والاعمال التي اعملها يعملها الآب الذي هو في.
11- صدقوني اذا قلت: انا في الآب والآب في، او صدقوني من اجل اعمالي.
12- الحق الحق اقول لكم: من آمن بـي يعمل الاعمال التي اعملها، بل اعظم منها، لاني ذاهب الى الآب،
13- فكل ما تطلبونه باسمي اعمله، حتى يتمجد الآب في الابن.
14- اذا طلبتم مني شيئا باسمي اعمله.

15- »اذا كنتم تحبوني عملتم بوصاياي.
16- وساطلب من الآب ان يعطيكم معزيا آخر يبقى معكم الى الابد.

17- هو روح الحق الذي لا يقدر العالم ان يقبله، لانه لا يراه ولا يعرفه. اما انتم فتعرفونه، لانه يقيم معكم ويكون فيكم.

18- لن اترككم يتامى، بل ارجـع اليكم.
19- بعد قليل لن يراني العالم، اما انتم فترونني. ولاني احيا، فانتم ستحيون.
20- وفي ذلك اليوم تعرفون اني في ابـي، وانكم انتم في مثلما انا فـيـكم.

21- من قبل وصاياي وعمل بها احبني. ومن احبني احبه ابـي، وانا احبه واظهر له ذاتي«.

22- فقال له يهوذا، وهو غير يهوذا الاسخريوطي: «يا سيد، كيف تظهر ذاتك لنا ولا تظهرها للعالم؟«

23- اجابه يسوع: «من احبني سمع كلامي فاحبه ابـي، ونجـيء اليه ونقيم عنده.
24- ومن لا يحبني لا يسمع كلامي. وما كلامي من عندي، بل من عند الآب الذي ارسلني.

25- قلت لكم هذا كله وانا معكم.
26- ولكن المعزي، وهو الروح القدس الذي يرسله الآب باسمي، سيعلمكم كل شيء ويجعلكم تتذكرون كل ما قلته لكم.

27- سلاما اترك لكم، وسلامي اعطيكم، لا كما يعطيه العالم اعطيكم انا. فلا تضطرب قلوبكم ولا تفزع.
28- قلت لكم: انا ذاهب وسارجـع اليكم، فان كنتم تحبوني فرحتم باني ذاهب الى الآب، لان الآب اعظم مني.
29- اخبرتكم بهذا قبل ان يحدث، حتى متى حدث تؤمنون.
30- لن اخاطبكم بعد طويلا، لان سيد هذا العالم سيجيء. لا سلطان له علي،
31- ولكن يجب ان يعرف العالم اني احب الآب واني اعمل بما اوصاني الآب. قوموا نذهب من هنا.
 
73 43 انجيل يوحنا 016 الله
1- »قلت لكم هذا الكلام لئلا يضعف ايمانكم.
2- سيطردونكم من المجامـع، بل تجيء ساعة يظن فيها من يقتلكم انه يؤدي فريضة لله.
3- وهم يعملون ذلك لانهم لا يعرفون ابـي ولا يعرفوني.
4- اقول لكم هذا، حتى اذا جاءت الساعة تتذكرون اني قلته لكم. ما قلت لكم من البداءة لاني كنت معكم.
5- اما الآن فانا ذاهب الى الذي ارسلني، ولا احد منكم يسالني: الى اين انت ذاهب؟
6- والآن قلت لكم، فملا الحزن قلوبكم.

7- صدقوني، من الخير لكم ان اذهب، فان كنت لا اذهب لا يجيئكم المعزي. اما اذا ذهبت فارسله اليكم.
8- ومتى جاء وبخ العالم على الخطيئة والبر والدينونة:
9- اما على الخطيئة فلانهم لا يؤمنون بـي،
10- واما على البر فلاني ذاهب الى الآب ولن تروني،
11- واما على الدينونة فلان سيد هذا العالم ادين وحكم عليه.
12- عندي كلام كثير اقوله لكم بعد، ولكنكم لا تقدرون الآن ان تحتملوه.
13- فمتى جاء روح الحق ارشدكم الى الحق كله، لانه لا يتكلم بشيء من عنده، بل يتكلم بما يسمع ويخبركم بما سيحدث.
14- سيمجدني لانه يـاخـذ كلامي ويقوله لكم.
15- وكل ما للآب هو لي، لذلك قلت لكم: ياخذ كلامي ويقوله لكم.
16- بعد قليل لا ترونني، ثم بعد قليل ترونني«.

17- فقال التلاميذ بعضهم لبعض: «ما هذا الذي يقوله لنا: بعد قليل لا ترونني، ثم بعد قليل ترونني. وانا ذاهب الى الآب؟«
18- وتساءلوا: «ما معنى هذا القليل؟ نحن لا نفهم ما يقول«.

19- وعرف يسوع انهم يريدون ان يسالوه، فقال لهم: «تتساءلون عن معنى قولي: بعد قليل لا ترونني، ثم بعد قليل ترونني.
20- الحق الحق اقول لكم: ستبكون وتندبون، واما العالم فسيفرح. ستحزنون، ولكن حزنكم يصير فرحا.
21- فالمراة تحزن وهي تلد، لان ساعتها جاءت. فاذا ولدت تنسى اوجاعها، لفرحها بولادة انسان في العالم.
22- وكذلك انتم تحزنون الآن، ولكني ساعود فاراكم، فتفرح قلوبكم فرحا لا ينتزعه منكم احد.

23- في ذلك اليوم لا تطلبون مني شيئا. الحق الحق اقول لكم: كل ما تطلبونه من الآب باسمي تنالونه.
24- وما طلبتم شيئا باسمي حتى الآن. اطلبوا تنالوا، فيكتمل فرحكم.

25- »قلت لكم هذا كله بالامثال. وتجيء ساعة لا احدثكم فيها بالامثال، بل احدثكم عن الآب بكلام صريح.
26- وفي ذلك اليوم انتم تطلبون من الآب باسمي، ولا اقول لكم انا اطلب منه لاجلكم.
27- فالآب نفسه يحبكم، لانكم احببتموني وآمنتم باني خرجت من عند الله.
28- نعم، خرجت من عند الآب وجئت الى العالم واذهب الى الآب«.

29- فقال له تلاميذه: «انت الآن تتكلم كلاما صريحا، لا بالامثال.
30- ونرى الآن انك تعرف كل شيء، وانك لا تحتاج الى ان يسالك احد عن شيء. فلذلك نؤمن بانك جئت من عند الله«.

31- اجابهم يسوع: «الآن تؤمنون.
32- تجيء ساعة، بل جاءت الآن، تتفرقون فيها، فيذهب كل واحد في سبـيله وتتركوني وحدي. ولكن لا اكون وحدي، لان الآب معي.
33- قلت لكم هذا كله ليكون لكم سلام بـي. ستعانون الشدة في هذا العالم، فتشجعوا. انا غلبت العالم«.
 
74 43 انجيل يوحنا 019 الله
1- فاخذ بـيلاطس يسوع وامر بجلده.
2- وضفر الجنود اكليلا من شوك ووضعوه على راسه، والبسوه ثوبا ارجوانيا،
3- واحاطوا به يلطمونه ويقولون: «السلام عليك يا ملك اليهود! «

4- وعاد بـيلاطس الى الجموع وقال لهم: «ها انا اخرجه اليكم لتعرفوا اني ما وجدت سببا للحكم عليه«.

5- فخرج يسوع وعليه اكليل الشوك والثوب الارجواني، فقال لهم بـيلاطس: «ها هو الرجل! «

6- فلما شاهده رؤساء الكهنة والحرس صاحوا: «اصلبه! اصلبه! « فقال لهم بـيلاطس: «خذوه انتم واصلبوه، فانا لا اجد سببا للحكم عليه«.

7- فاجابه اليهود: «لنا شريعة، وهذه الشريعة تقضي عليه بالموت لانه زعم انه ابن الله«.

8- فلما سمع بـيلاطس كلامهم هذا اشتد خوفه.
9- فدخل القصر وقال ليسوع: «من اين انت؟« فما اجابه يسوع بشيء.
10- فقال له بـيلاطس: «الا تجيبني؟ الا تعرف ان لي سلطة ان اخلـي سبـيلك، وسلطة ان اصلبك؟«

11- فاجابه يسوع: «ما كان لك سلطة علي، لولا انك نلتها من الله. اما الذي اسلمني اليك، فخطيئــته اعظم من خطيئتك«.

12- فحاول بـيلاطس بعد هذا ان يخلي سبـيله، ولكن اليهود صاحوا: «ان اخليت سبـيله، فما انت من اصدقاء القيصر، لان من يدعي الملك يكون عدوا للقيصر! «
13- فلما سمع بـيلاطس هذا الكلام اخرج يسوع وجلس على كرسي القضاء في موضع يسمى «البلاط«، وبالعبرية جباثا.
14- وكان ذلك يوم الجمعة، يوم التهيئة للفصح، والوقت نحو الظهر. فقال لليهود: «ها هو ملككم! «

15- فصاحوا: «اقتله! اقتله! اصلبه! « فقال لهم بـيلاطس: «ااصلب ملككم؟« فاجاب رؤساء الكهنة: «لا ملك علينا الا القيصر! «

16- فاسلمه اليهم لـيصلبوه.
فاخذوا يسوع
17- فخرج وهو يحمل صليبه الى مكان يسمى الجمجمة، وبالعبرية جلجثة.
18- فصلبوه هناك وصلبوا معه رجلين، كل واحد منهما في جهة، وبينهما يسوع.
19- وعلق بـيلاطس على الصليب لوحة مكتوبا فيها: «يسوع النـاصري ملك اليهود«.

20- فقرا كثير من اليهود هذه الكتابة، لان المكان الذي صلبوا فيه يسوع كان قريبا من المدينة. وكانت الكتابة بالعبرية واللاتينية واليونانـية.
21- فقال رؤساء كهنة اليهود لبـيلاطس: «لا تكتب: ملك اليهود، بل اكتب: هذا الرجل قال: انا ملك اليهود! «

22- فاجابهم بـيلاطس: «ما كتبته، كتبته«.
23- ولما صلب الجنود يسوع اخذوا ثيابه وقسموها اربع حصص، لكل جندي حصة. واخذوا قميصه ايضا وكان قطعة واحدة لا خياطة بها، منسوجة كلها من اعلى الى اسفل.  
24- فقال بعضهم لبعض: «لا نشق هذا القميص، بل نقترع عليه، فنرى لمن يكون«. فتم قول الكتاب: «تقاسموا ثيابـي، وعلى قميصي اقترعوا«. وهذا ما فعله الجنود.

25- وهناك، عند صليب يسوع، وقفت امه، واخت امه مريم زوجة كلوبا، ومريم المجدلية.
26- وراى يسوع امه والى جانبها التلميذ الحبـيب اليه، فقال لامه: «يا امراة، هذا ابنك«.

27- وقال للتلميذ: «هذه امك«. فاخذها التلميذ الى بيته من تلك الساعة.

28- وراى يسوع ان كل شيء تم، فقال: «انا عطشان«، لـيتم الكتاب.
29- وكان هناك وعاء مملوء بالخل، فغمسوا فيه اسفنجة ووضعوها على الزوفى ورفعوها الى فمه.
30- فلما ذاق يسوع الخل قال: «تم كل شيء«. وحنى راسه واسلم الروح.

31- وكان ذلك يوم التهيئة للسبت، فطلب اليهود من بـيلاطس ان يامر بكسر سيقان المصلوبـين وانزال جثثهم عن الصليب لئلا تبقى يوم السبت، وخصوصا ان ذلك السبت يوم عظيم.
32- فجاء الجنود وكسروا ساقي الاول والآخر المصلوبين مع يسوع.
33- ولما وصلوا الى يسوع وجدوه ميتا، فما كسروا ساقيه.
34- ولكن احد الجنود طعنه بحربة في جنبه، فخرج منه دم وماء.
35- والذي راى هذا يشهد به وشهادته صحيحة، ويعرف انه يقول الحق حتى تؤمنوا مثله.
36- وحدث هذا ليتم قول الكتاب: «لن ينكسر له عظم«.
37- وجاء في آية اخرى: «سينظرون الى الذي طعنوه«.

38- وبعد هذا جاء يوسف الرامي، وكان تلميذا ليسوع في السر خوفا من اليهود، وطلب من بـيلاطس ان ياخذ جسد يسوع، فسمح له. فجاء واخذ جسد يسوع.
39- وجاء نيقوديموس، وهو الذي ذهب الى يسوع ليلا من قبل، وكان معه خليط من المر والعود وزنه نحو مئة درهم.
40- فحملا جسد يسوع وسكبا عليه الطيب ولفاه في كفن، على عادة اليهود في دفن موتاهم.
41- وكان في الموضع الذي صلبوا فيه يسوع بستان، وفي البستان قبر جديد ما دفن فيه احد.
42- فوضعا يسوع فيه لانه كان قريبا وكان اليوم يوم التهيئة عند اليهود.
 
75 43 انجيل يوحنا 020 الله
1- ويوم الاحد جاءت مريم المجدلـية الى القبر باكرا، وكان ظلام بعد فرات الحجر مرفوعا عن القبر.
2- فاقبلت مسرعة الى سمعان بطرس والتلميذ الآخر الذي احبه يسوع، وقالت لهما: «اخذوا الرب من القبر، ولا نعرف اين وضعوه«.

3- فخرج بطرس والتلميذ الآخر الى القبر،
4- يسرعان السير معا. ولكن التلميذ الآخر سبق بطرس، فوصل قبله الى القبر.
5- وانحنى من دون ان يدخل، فراى الاكفان على الارض.
6- ولحقه سمعان بطرس، فدخل القبر. وراى الاكفان على الارض،
7- والمنديل الذي كان على راس يسوع ملفوفا في مكان على حدة، لا ملقى مع الاكفان.
8- ودخل التلميذ الآخر الذي سبق بطرس الى القبر، فراى وآمن،
9- لانهما كانا بعد لا يفهمان ما جاء في الكتاب وهو ان يسوع يجب ان يقوم من بين الاموات.
10- ثم رجع التلميذان الى منزلهما.

11- اما مريم المجدلية، فوقفت عند القبر تبكي. وانحنت نحو القبر وهي تبكي،
12- فرات ملاكين في ثياب بيضاء جالسين حيث كان جسد يسوع، احدهما عند الراس والآخر عند القدمين.

13- فقال لها الملاكان: «لماذا تبكين، يا امراة؟« اجابت: «اخذوا ربـي ولا اعرف اين وضعوه! «

14- قالت هذا والتفتت وراءها فرات يسوع واقفا، وما عرفت انه يسوع.
15- فقال لها يسوع: «لماذا تبكين، يا امراة؟ ومن تطلبـين؟« فظنت انه البستاني، فقالت له: «اذا كنت انت اخذته يا سيدي، فقل لي اين وضعته حتى آخذه«.

16- فقال لها يسوع: «يا مريم«. فعرفته وقالت له بالعبرية: «ربوني! « (اي يا معلم).
17- فقال لها يسوع: «لا تمسكيني، لاني ما صعدت بعد الى الآب، بل اذهبـي الى اخوتي وقولي لهم: انا صاعد الى ابـي وابـيكم، الهي والهكم«.

18- فرجعت مريم المجدلـية واخبرت التلاميذ بانها رات الرب وانه قال لها هذا الكلام.

19- وفي مساء ذلك الاحد، كان التلاميذ مجتمعين والابواب مقفلة خوفا من اليهود. فجاء يسوع ووقف بينهم وقال: «سلام عليكم«.

20- واراهم يديه وجنبه، ففرح التلاميذ عندما شاهدوا الرب.
21- فقال لهم يسوع ثانية: «سلام عليكم! كما ارسلني الآب ارسلكم انا«.

22- قال هذا ونفخ في وجوههم وقال لهم: «خذوا الروح القدس.
23- من غفرتم له خطاياه تغفر له، ومن منعتم عنه الغفران يمنع عنه«.

24- وكان توما، احد التلاميذ الاثني عشر الملقب بالتوام، غائــبا عندما جاء يسوع.
25- فقال له التلاميذ: «راينا الرب! « فاجابهم: «لا اصدق الا اذا رايت اثر المسامير في يديه، ووضعت اصبعي في مكان المسامير ويدي في جنبه«.

26- وبعد ثمانية ايام اجتمع التلاميذ في البيت مرة اخرى، وتوما معهم، فجاء يسوع والابواب مقفلة، ووقف بينهم وقال: «سلام عليكم«.

27- ثم قال لتوما: «هات اصبعك الى هنا وانظر يدي، وهات يدك وضعها في جنبـي. ولا تشك بعد الآن، بل آمن! «

28- فاجاب توما: «ربـي والهي! «
29- فقال له يسوع: «آمنت يا توما، لانك رايتني. هنيئا لمن آمن وما راى«.

30- وصنع يسوع امام تلاميذه آيات اخرى غير مدونة في هذا الكتاب.
31- اما الآيات المدونة هنا، فهي لتؤمنوا بان يسوع هو المسيح ابن الله. فاذا آمنتم نلتم باسمه الحياة.
 
76 43 انجيل يوحنا 021 الله
1- وظهر يسوع لتلاميذه مرة اخرى على شاطئ بحيرة طبرية.
2- وكان ذلك حين اجتمع سمعان بطرس، وتوما الملقب بالتوام، ونثنائيل الذي من قانا الجليل، وابنا زبدي، وتلميذان آخران من تلاميذ يسوع.
3- فقال لهم سمعان بطرس: «انا ذاهب للصيد«. فقالوا له: «ونحن نذهب معك«. فخرجوا وركبوا القارب، ولكنهم في تلك الليلة ما امسكوا شيئا من السمك.

4- وفي الصباح وقف يسوع على الشـاطئ، فما عرف التلاميذ انه يسوع.
5- فقال لهم: «ايها الشبان، امعكم شيء يؤكل؟« فاجابوه: «لا«.

6- قال لهم: «القوا الشبكة الى يمين القارب تجدوا سمكا«. فالقوا الشبكة وما قدروا ان يخرجوها، لكثرة ما فيها من السمك.
7- فقال التلميذ الذي كان يحبه يسوع لبطرس: «هذا هو الرب! « فلما سمع سمعان بطرس قوله: «هذا هو الرب«، لبس ثوبه لانه كان عريانا، والقى نفسه في الماء.
8- وجاء التلاميذ الآخرون بالقارب، يجرون الشبكة بما فيها من السمك، وكانوا لا يبعدون الا مئتي ذراع عن البر.
9- فلما نزلوا الى البر راوا جمرا عليه سمك، وخبزا.
10- فقال لهم يسوع: «هاتوا من السمك الذي امسكتموه الآن«.
11- فصعد سمعان بطرس الى القارب وجذب الشبكة الى البر وكانت امتلات بمئة وثلاث وخمسين سمكة كبـيرة، من دون ان تتمزق مع هذا العدد الكثير.
12- فقال لهم يسوع: «تعالوا كلوا! « وما جرؤ احد من التلاميذ ان يساله من انت، لانهم عرفوا انه الرب.
13- ودنا يسوع، فاخذ الخبز وناولهم، وكذلك ناولهم من السمك.

14- هذه مرة ثالثة ظهر فيها يسوع لتلاميذه بعد قيامته من بين الاموات.

15- وبعدما اكلوا، قال يسوع لسمعان بطرس: «يا سمعان بن يوحنا، اتحبني اكثر مما يحبني هؤلاء؟« فاجابه: «نعم، يا رب. انت تعرف اني احبك«. فقال له: «ارع خرافي«.

16- وساله مرة ثانية: «يا سمعان بن يوحنا، اتحبني؟« فاجابه: «نعم، يا رب، انت تعرف اني احبك«. فقال له: «ارع خرافي«.

17- وساله مرة ثالثة: «يا سمعان بن يوحنا، اتحبني؟« فحزن بطرس لان يسوع ساله مرة ثالثة: اتحبني؟ فقال: «يا رب، انت تعرف كل شيء، وتعرف اني احبك«. قال له يسوع: «ارع خرافي.
18- الحق الحق اقول لك: كنت، وانت شاب، تشد حزامك بـيديك وتذهب الى حيث تريد. فاذا صرت شيخا مددت يديك وشد غيرك لك حزامك واخذك الى حيث لا تريد«.
19- بهذا الكلام اشار يسوع الى الميتة التي سيموتها بطرس، فيمجد بها الله. ثم قال له: «اتبعني«.

20- والتفت بطرس، فراى التلميذ الذي كان يحبه يسوع يمشي خلفهما، وهو الذي مال على صدر يسوع وقت العشاء وقال له: «يا سيد، من الذي سيسلمك؟«

21- فلما رآه بطرس قال لـيسوع: «يا رب، وهذا ما هو مصيره؟«

22- فاجابه يسوع: «لو شئت ان يبقى الى ان اجيء، فماذا يعنيك؟ اتبعني انت! «

23- فشاع بين الاخوة ان هذا التلميذ لا يموت، مع ان يسوع ما قال لبطرس انه لا يموت، بل قال له: «لو شئت ان يبقى الى ان اجيء، فماذا يعنيك؟«

24- وهذا التلميذ هو الذي يشهد بهذه الامور ويدونها، ونحن نعرف ان شهادته صادقة.

25- وهناك امور كثيرة عملها يسوع، لو كتبها احد بالتفصيل، لضاق العالم كله، على ما اظن، بالكتب التي تحتويها.
 
 
 

© The Bible ...    pure software code