لقد استجاب الله صلاة والديها
الطاعنين في السن، يواكيم وحنّة العاقر، ورزقهما
هذه الإبنة العجيبة المختارة منذ الأزل لتكون
اماً للكلمة المتجسّد. وتعلِّم الكنيسة أنّ
مريم حُبِلَ بها منزّهة عن وصمة الخطيئة الأصليّة
فخرجت من يد الله تحفة الكون، لا عيب فيها، كما ناداها من
وراء الأجيال نشيدُ الأناشيد: "كلّكِ جميلة،
يا خليلتي، ولا عيبَ
فيك".
بميلاد مريم العذراء شمل الفرح
والبهجة السماوات والأرض. فهي نجمة الصبح طلعت
عند بزوغ فجر النعمة، تبشر باشراق شمس العدل
ونور العالم.
وما اكثر ما فاض به القديسون من
المدائح والاوصاف في هذا العيد الذي هو اسعد
الأعياد. قال القديس اندراوس الاورشليمي اسقف
كريت في ميلادها: "انه عيد الابتداء، اذ به
ابتدأ اتحاد الكلمة بالجسد. ثم العيد البتولي الذي أولَى
الجميع ثقة وسروراً". والقديس يوحنا الدمشقي يهتف:
"هلموا جميعكم ايها الشعوب من كل جنس، وكل
لسان، وكل عمر، وكل رتبة، نحتفل بميلاد بهجة
العالم بأسره".
واسم "مريم" معناه سيدة البحر
او المرتفعة.
عيد ميلاد العذراء هذا قد انتشر
في الكنيسة شرقاً وغرباً منذ القرن السابع.
وقد عززه البابا زخيا السابع والبابا
غريغوريوس الحادي عشر واوربانوس السادس في اواخر
القرن الرابع عشر. فيجدر بنا نحن ابناءها ان نستشفعها ونحيّيها
في هذا اليوم بالنشيد الطقسي
المشهور:
"كلّكِ جميلة وما بكِ معاب،
اختاركِ الله الآب، أُماً لابنه يسوع الوهاب.
شفيعتنا لا تهملينا، وبجناحيك ظلليلنا، في يوم
القضاء يا أُمَّ فادينا" .
آمين.
عن السنكسار بحسب
طقس الكنيسة الانطاكية المارونية.
نقلا عن
...
توجد أول
نبوءة تشير إلى العذراء مريم في سفر التكوين ( 3:
15). و يحتفل الكاثوليكيون بميلاد مريم
في 8 أيلول/ سبتمبر. تعرف القديسة حنّة
بأنها والدة العذراء مريم. و استناداً
إلى إنجيل يعقوب و هو من الأناجيل المنحولة، بعد أن
بقي يواكيم و حنّة دون أولاد لسنوات
طويلة ، زارهما ملاك و أخبرهما بأنهما
سيرزقان بطفلة
و نذرت حنّة
بأنّها ستكرّس الطفلة لخدمة الله في الهيكل.
و مريم هي والدة يسوع المسيح و تحتفل الكنيسة
بميلاد مريم منذ القرن
السادس. كان ميلاد مريم
عجائبياً، و قد عصمها الله من الخطيئة
الأصلية منذ لحظة الحبل بها بنعمة خاصة منه لأنّه قد
اختارها لتكون أمّ ابنه. و بالرغم من
أنّ الكنيسة تؤمن بعقيدة الحبل بلا دنس منذ عقود،
فقد أعلنها البابا بيوس الثاني عشر رسمياً
عام 1854. |
 | |
1
صلاة
ميلادك يا أمّ الله
العذراء، قد أذاع الفرح للعالم
اجمع. لأنّ منك أشرقت شمس
الحقّ، المسيح ربّنا.
بإبطاله اللعنة،
منحنا البركة، و
بسحقه سلطان الموت، أنعم علينا بالحياة
الأبدية. مباركة أنتِ في
النساء، و مباركة ثمرة
بطنكِ. لأنّ
منك أشرقت شمس الحقّ، المسيح ربّنا.
آمين |

| | |