انتقال العذراء

موت وانتقال مريم العذراء بالنفس والجسد الى السماء

  15  آب   22 آب    8 ايلول   21 تشرين الثاني   8 كانون الأول   اساس  

 

 

 
 

 تمثال العذراء في كنيسة رقاد العذراء في القدس

انتقال العذراء

15 آب تذكار انتقال العذراء


 
في هذا اليوم تعيّد الكنيسة المقدّسة عيد انتقال سيدتنا مريم العذراء بنفسها وجسدها الى السماء كما حدّدها عقيدةً إيمانية البابا بيوس الثاني عشر سنة 1950.

بعد رجوع المسيح إلى الآب عاشت العذراء على الأرض حوالي 23 سنة. وقبل حلول الروح القدس كانت مع الرسل "المثابرين على الصلاة بقلب واحد" (اعمال 1، 14).

ماتت العذراء بين أيدي الرسل بعمر يقارب ال 72 سنة. يقال انها دفنت قرب بستان الزيتون حيث نازع يسوع.

إذا كان الموت قصاص الخطيئة فلماذا ماتت مريم وهي التي حفظها الله من كلّ خطيئة؟

ماتت مريم اولاً – لأن يسوع ذاته مات ليخلّص الإنسان من الخطيئة، وبما أن مريم هي شريكة يسوع بفدائنا كان عليها أن تموت مثله.

ثانياً – ان موتها يجعلها اكثر تشبّهاً بنا. فهي مثل يسوع اختبرت كل ما في طبيعتنا البشرية ما عدا الخطيئة.

ثالثا – كانت مريم مثالاً لنا في الحياة والموت، فهي شفيعة الحياة الصالحة والميتة الصالحة.

ماتت مريم ومثل ابنها لم تخضع لفساد الموت.

ويعلّم المجمع الفاتيكاني الثاني: "ان مريم بعد أن كملت حياتها الزمنية، انتقلت بنفسها وجسدها إلى مجد السماء، وعظّمها الرب كملكة العالمين لتكون اكثر مشابهة لابنها ربّ الأرباب (رؤيا 19، 16) المنتصر على الخطيئة والموت".

ونحن نقول لها: يا قديسة مريم صلّي لأجلنا الآن وفي ساعة موتنا. آمين.

عن السنكسار بحسب طقس الكنيسة الانطاكية المارونية.
 

15آب: عيد أنتقال العذراء الى السماء ورقاد سيّدتنا والدة الإله الفائقة القداسة المجيدة الدائمة البتوليّة مريم

نشأ عيد رقاد السيّدة الفائقة القداسة والدة الإله وانتقالها بالنفس والجسد إلى السماء في أورشليم (المقدس) في القرن الخامس وعمّ الإمبراطوريّة البيزنطيّة بين سنتي 588و602. وفي القرن السابع أدخله البابا ثيوذورس الأول (642-649) -وكان قبلاً من الإكليروس الأورشليمي- كنيسة رومة ثم انتشر في العالم كله.
عيد رقاد السيّدة شهادة لاهوتيّة بتأليه الطبيعة البشريّة وتبشير بالقيامة المجيدة لجميع البشر المفتدَين بدم الحمل. فكما أن ربّنا وإلهنا يسوع المسيح هو باكورة الراقدين، وقد نهض من القبر متجلببًا بالنور، كذلك والدته الفائقة القداسة، التي وهبته جسده من دمها البتولي، قد استحالت، بعد رقادها بالجسد، إلى مجد القيامة قبل جميع البشر. فرقادها وانتقالها بالنفس والجسد إلى السماء هو عبورها، هو فصحها، وهو نتيجة حتميّة لأمومتها الإلهيّة. والكنيسة تعيد للامتيازات الفريدة التي خصّها بها ابنها الإلهي: نزاهة عن كل عيب-بتوليّة دائمة- رقاد وانتقال من حياة إلى حياة- مجد فائق.
جاء في التقاليد القديمة أنه عندما حان الزمن وأراد المخلّص أن ينقل والدته إليه، سبق وأعلمها قبل ثلاثة أيام بانتقالها من الحياة الأرضيّة إلى الحياة الأبدية السعيدة. فأسرعت العذراء مريم وصعدت إلى جبل الزيتون لتصلّي وتشكر الله. ثم عادت إلى منزلها وأعدّت ما يحتاج إليه لدفنها. وعلم الرسل بوحي الروح، فانتقلوا بصورة عجيبة من أقاصي الأرض حيث كانوا، إلى أورشليم، إلى بيت مريم. ففسّرت لهم ما دعا إلى هذا الانتقال السريع والعجيب، وعزّتهم. ثم رفعت يديها الطاهرتين إلى السماء وباركتهم وصلّت لأجل سلام العالم. وفاضت نفسها الفائقة القداسة والطاهرة بين يدي ابنها وربها. فحمل الرسل الجثمان الأقدس ودفنوه في الجسمانيّة. إلا أنهم بعد ذلك بثلاثة أيام، وقد جاء الرسول توما متأخّرًا وأراد أن يودّع السيّدة الموقّرة، إذ اجتمعوا في محفل تعزية، ورفعوا الخبز ليكسروه باسم يسوع، ظهرت لهم والدة الإله وابتدرتهم بالسلام. فتيقنوا إذ ذاك أنها انتقلت إلى السماء بالنفس والجسد

    السنكسار الكلداني الكاثوليكي

 

كتب ... 
   
موت وانتقال مريم العذراء بالنفس والجسد الى السماء

يطلّ علينا يوم الخامس عشر من آب في كل عام ليذكرنا بأهم أعياد الكنيسة المقدسة والتي نعيّد فيه ونحي ذكرى موت وانتقال العذراء بالنفس والجسد الى السماء . لذلك يجدر بنا بهذه المناسبة أن نقدّم للمؤمنين بعض المعلومات تساعدهم في فهم معنى العيد وأصل العقيدة علّها تشفي غليلهم وتبدّد شكوكهم بما يسمعونه هنا وهناك من افتراءات وأكاذيب تريد النيل من عقائد مسيحية تخص أمنا العذراء مريم .

لقد شهد التقليد المسيحي لهذه العقيدة الإيمانية على مر الأجيال ، فلقد انتشر عيد انتقال مريم العذراء إلى السماء في 15 آب منذ القرن الخامس.

لا تستند عقيدة الكنيسة الكاثوليكية بانتقال العذراء الى السماء الى أيّة شهادة تاريخية مقبولة علميا ، لقد وضعت الأناجيل المقدسة القانونية وأعمال الرسل العذراء مريم في الظل . وقلّما تحدثت عنها ، فلا ذكر لرقادها أو موتها أو قيامتها أو صعودها الى السماء ، ويرى البعض أن الأسفار المقدّسة أتت على ذكر امتيازاتها بطريقة مبطّنة ضمنية ولا سيما في سفر التكوين ( 3: 15 و16 إنتصار العذراء مع ابنها على الخطيئة والموت ) . وفي الفصل الأول من انجيل لوقا ( مريم ممتلئة نعمة ومباركة في النساء ) . ورسالة القديس بولس الى أهل روما ( 8 ) ورؤيا القديس يوحنا الحبيب ( 12 ) .

أما تاريخ التقليد المسيحي مدة القرون الخمسة الأولى ، شحيح بالمعلومات والمعطيات ، ما خلا الاناجيل المنحولة الموضوعة . وإن الحجج التي يستلخصونها من هذا التاريخ غير قاطعة . فعقيدة انتقال العذراء بنفسها وجسدها الى السماء وتمجيدها لا تستند إلا الى النقاط التالية :

1.   إيمان الأجيال المسيحية المتعاقبة بهذه العقيدة وقد ورثته من الرسل والآباء القديسين .

2.   الحجج اللاهوتية المستنتجة خصوصا من عقيدة الأمومة الالهية .

3.   من سلطة الكنيسة لأن المسيح وعدها أن يكون معها الى منتهى الدهــر . ( متى 28 : 20 )

وبالاضافة الى هذه كلها نسأل ولكن لماذا الانتقال ؟. يجيب القديس يوحنا الدمشقي : " كما أن الجسد المقدّس النقي ، الذي اتخذه الكلمة الإلهي من مريم العذراء ، قام في اليوم الثالث ، هكذا كان يجب أن تُؤخذ مريم من القبر، وأن تجتمع الأم بابنها في السماء ".

البابا بيوس الثاني عشر ، رأس الكنيسة الكاثوليكية ، بادر في عام 1946 بأخذ آراء الأساقفة الكاثوليك في العالم أجمع بشأن تحديد عقيدة انتقال مريم العذراء بنفسها وجسدها إلى السماء . فتهلل العالم الكاثوليكي بأسره آنذاك وتقبّل معظم أساقفته هذه البادرة البابوية بفرح عظيم . وانصبّ اللاهوتيون على درس هذه المسألة باهتمام بالغ .

لأبرشيتنا السريانية الأنطاكية الكاثوليكية شرف وفخر كبيرين باختيار ابنها البار المثلث الرحمة الدكتور المطران مار اثناسيوس بولس هندو رئيس اساقفة بغداد للسريان الكاثوليك والذي اختاره البابا بيوس الثاني عشر بنفسه ليكون من بين اللاهوتيين لهذه الدراسة . فقام سيادته ولمدة عشر سنوات يتفحص الكتب المقدسة واقوال الآباء وقدّم دراسات طويلة للفاتيكان عن كل ما ذكر عن العذراء في الآداب والطقوس السريانية استعدادا لأعلان عقيدة انتقال العذراء الى السماء ، فجاء عمله متكاملا ومتميزا نال تقدير قداسته فانعم عيله البابا وسمّاه مقدما في البلاط البابوي . وجدير بنا ان نذكر ايضا بأن العذراء استجابت على طلب سيادته في أن تكون وفاته يوم عيد انتقالها الى السماء  فتوفي في بيروت في 15 آب 1954 . وذلك مكافأة لأتعابه لتحضير تلك الدراسات حول عقيدة انتقالها والتي ساعدت على اعلان عقيدة الانتقال الى السماء . 

وفي الأول من تشرين الثاني 1950 أعلن قداسة البابا بيوس الثاني عشر انتقال العذراء مريم بنفسها وجسدها إلى السماء عقيدة إيمانية : " إنها لحقيقة إيمانية أوحى الله بها ، أن مريم والدة الإله الدائمة البتولية والمنزهة عن كل عيب ، بعد إتمامها مسيرة حياتها على الأرض نُقِلَت بجسدها ونفسها إلى المجد السماوي ".

تتفق الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية بانتقال العذراء نفسا وجسدا إلى السماء  فبالنسبة للكنيسة الأرثوذكسية موضوع انتقالها إلى السماء نفسا وجسدا هو تقليد أبوي إيماني ، وبالنسبة إلى الكنيسة الكاثوليكية هو عقيدة لاهوتية . أما بالنسبة للإصلاحيين ، فقد اكتفى لوثر بالقول في 15 آب 1522  : " لا نستطيع من الإنجيل أن نستنتج طريقة وجود العذراء في السماء ومصير القديسين ، بل تكفي معرفتنا أنهم يحيون مع المسيح : ( ما كان الله إله أموات بل إله أحياء - متى 22 : 32 )" كتب بولينجر عام 1565 : " لنكتف بالإيمان بأن العذراء مريم هي فاعلة الآن في السماء مشتركة في كل السعادة." وكتب عام 1568 " لقد انتقلت بالنفس والجسد في عربة من نار ، ولم يدفن جسدها في أية كنيسة بل صعد إلى السماء . "

إن مريم بانتقالها إلى السماء تدعونا اليوم لنعيد النظر في نوعية إيماننا وصلاتنا ومحبتنا . إنها تريد أن ننتقل من اليأس إلى الرجاء ، من الخطيئة إلى البرارة ، من الحقد إلى المسامحة ، إنها تدعونا لكي نزيل الحواجز من أعماقنا فننفتح على الله وعلى الآخرين بالمحبة والتسامح والغفران ، وخاصة الذين يجمعنا معهم الايمان الواحد ، وان لا نجعل من الألفاظ والتعابير الفلسفية واللاهوتية وحتى من الطقوس والمذاهب والقوميات حاجزا يبعدنا ويفرّقنا عن بعضنا بل نتمسّك بما يوحدنا جميعا ، جوهر ايماننا الذي لا يختلف عليه مسيحي حقيقي واحد يعيش في العالم ... ألا وهو يسوع المسيح ابن الله مخلص البشرية ... انجيل واحد .. معمودية واحدة ... وذبيحة الاهية واحدة تضمنا جميعا الى جسد يسوع السري ، الذي يتمثل بكنيسة واحدة ، جامعة ومقدسة ورسولية ، فنعيش بالمحبة والاخوة ونحقق رغبة يسوع في الوحدة المسيحية الحقيقية الشاملة لنبني معا ملكوت الله على الأرض .

 

  • المصادر :
     

  •  كتاب السلاسل التاريخية لسيادة المطران ميخائيل الجميل ، الزائر الرسولي لأوربا.

  • كتاب ( مريم العذراء .. في لاهوت الكنائس الانجيلية ... للمطران كيرلس سليم . )

  • كتاب ( انجيلك نور لحياتي للأب لويس كويتر المخلصي ) .

 
 
 

www.puresoftwarecode.com