يُعتبر
الطوباوي بيير جورجيو فرسّاتي مَحبوباً جداً من قبل شباب العالم
أجمع لشخصيته الديناميكية والتزامه بأعمالِ المحبة والرحمة محبةً
بيسوع. هكذا كان شاباً محباً للرياضة، يهتم بأصدقائه ومخلصاً في
عمله مع الفقراء ومن أجلهم. وكل هذا عمل من هذا الشاب العلماني،
والذي توفي عن عمر 24 سنة، مثالاً يُحتذى به أمام الشباب
الأستراليين. وقد شهد التاريخ أنه في يومِ وفاته، فجأة، كان
هنالك المئات من العائلات التي قدمت لكي تودعه وتشهد على عمله
معها. وكان دفاعه
عن العدالة الإجتماعية، بينما كان لا يزال طالباً، واضحاً
للجميع، وجعل منه بطلاً حقيقياً للحجاج
والشباب.
وُلد
بيير جورجيو فرسّاتي في مدينة تورينو الإيطالية في 6 نيسان 1951.
ومنذ حداثة شبابه عُرف لتقواه وروحانيته العميقة التي تُرجمت على
أرض الواقع بأعمال محبة كثيرة قام بها.
وهناك
العديد من القصص التي توضّح مدى سخائه حينما كان لم يزل طفلاً،
الأمر الذي يوضح لنا مدى فهمه لفضيلة المحبة: حيثُ كان يعطي
أحذيته لطفل آخر أتى إليه حافي القدمين طالباً الحسنة عند باب
بيته. أو عندما كان يعود إلى منزله ركضاً بعد أن يكون قد تصّدق
بثمن تذكرة القاطرة. وقد تضاعفت أعمال المحبة عنده كلما تقدّم في السن.
فعندما حان موعد
تخرجه من المدرسة، خيرّه والده كهدية يقدمها له بين سيارة جديدة
أو مبلغ من المال يوازي ثمن السيارة. فاختار بيير المال، وبهذا
المال قام بإستئجار غرفة لإمرأة عجوز كانت قد طُردت من شقتها، ثم
استأجر مكاناً لمريض مُصاب بمرض عُضال واعتنى بثلاثة أطفال
لأرملة مريضة كانت لا تزال في أيام الحداد على زوجها. وفي العام
1918 وقد كان عمره 17 عاماً إنضم بيير لجمعية مار منصور الخيرية،
وكرّس معظم وقته الحر في خدمة المحتاجين
والمرضى.
وبالإضافة
لدراساته وأعمال المحبة، كان بيير ناشطاً إجتماعياً فذاً. وقد
انضم عام 1919 إلى إتحاد الطلبة الكاثوليك وللحزب الشعبي، وهو
عبارة عن حزب سياسي يهدف إلى نشر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية،
وقد أعطى جزءاً من وقته أيضاً لتأسيس نشرة يومية كاثوليكية
بعنوان "لحظة" ترتكز في
الأساس على المبادىء التي أعلنها قداسة البابا القديس
ليون الثالث عشر في رسالته الحبرية حول المسائل الإجتماعية
والإقتصادية بعنوان "شؤون جديدة".
وبشخصيته
المنفتحة بالإضافة إلى إيمانه، كان له تأثير كبير في الحياة
الروحية للعديد من أصدقائه الطلاب. وقد شجع العديد منهم على
الرياضة الروحية
السنوية التي كان اليسوعيون ينظمونها للطلاب. ثم انضم في
العام 1922 إلى الجمعية الثالثة العلمانية للرهبنة الدومنيكانية،
واختار له إسم جيرولامو، تيمناً ببطله القديس الواعظ الدومنيكاني
والمُصلح في عصر النهضة
في فلوزرنسا.
مع
نهاية شهر حزيران عام 1925 تعرّض بيير لمرض خطير أصابه، على
رأي الأطباء، نتيجة اتصاله المباشر بالمرضي الذين كان يعتني بهم.
وكان مرضه في مراحله المتقدمة، الأمر الذي صعّب على الأطباء
علاجه، فتوفي بيير جورجيو في 4 تموز عام 1925، عن عمر 24
عاماً.
وفي
يوم وفاته امتلأت شوارع المدينة بآلاف من الأشخاص اللابسين ثياب
الحزن، وكان غالبيتهم
من الفقراء والمحتاجين الذين سبق وخدمهم بيير
بسخاء، فطلب هؤلاء من رئيس أساقفة تورينو أن يفتح دعوى لتطويبه،
وفعلاً بدأ الأسقف الدعوى عام 1932 وتم تطويب بيير جورجيو في 20
أيار عام 1995.
إن
دينامية بيير جورجيو، كذلك إحساسه المغامر ومرحه الذي أمتاز به،
جلبت قلوب العديد من الأشخاص إليه، ومن خلال إيمانه بيسوع المسيح. وقد أثبت كذلك
أن حياة المحبة في خدمة العدالة يمكن أن تعاش بالفرح وبالسلام.
هكذا حجاج الأيام العالمية للشبيبة، يمكنهم أن يسألوه لكي
يساعدهم على إيجاد دعوتهم في المسيح.
أيها
الطوباوي بيير جورجيو فرسّاتي، الشاهد على العدالة والمحبة، صل
لأجلنا