وكان
بمزاجه السوداوي سريع السخط
والعضب. لكنه اصبح كالحمل بممارسة الوداعة والتواضع
اللذين تفوّقَ بهما.
وقد امتاز
بمحبّته للقريب ولا سيما بشفقته على الفقير والمحتاج. ثم
أن هذا القديس الملقب بكنارة الروح القدس، قد تفرّدَ، بين
علماء الكنيسة، بسموّ عواطفه
ورقّة شاعريته، يتغنّى بالأسرار الإلهية وبالدفاع
عن الإيمان الحقيقي، وبوصف مريم العذراء
المجيدة.
وما زالت كنيستنا
السريانية تترنّم بأناشيده
البديعة وتدخلها في فروضها الدينية.
اما
وصيته لتلاميذه، عند دنوّ أجله، فكانت
تحريضاً على التواضع والمحبة، وأن
لا يقولوا فيه مديحاً بعد موته ولا يقدّموا
لجسده كرامة بل يدفنوه في مقبرة الغرباء، مكفناً
بتوبه الرهباني البالي. وأن
يجمعوا الدراهم التي تبذل في حفلة
دفنه ويوزعوها على الفقراء. |