إكليريكية مار أغوسطينوس Seminaire Saint Augustin 
  القديسة مونيكا   إكليريكية مار أغوسطينوس   القديس اغوسطينوس  

 

     
 

كنيسة مار اغوسطينوس،
 اكليركية مار اغوسطينوس، كفرا - عين سعادة، لبنان

 

 لمحة تاريخية عن إكليريكية مار أغوسطينوس

إن الإكليريكية هي مكان مخصص لإعداد وتنشئة الكهنة، يدخلها كل مدعو إلى الخدمة الكهنوتية ويحصّل فيها العلوم
  الكنسية واللاهوتية الضرورية لمدة تتراوح بين خمس وسبع سنوات يتمرس خلالها على روح الخدمة والصلاة والرسالة.
   
يوجد في لبنان حالياً ثلاث إكليريكيات خاصة بالطائفة المارونية وهي: الإكليريكية البطريركية المارونية ومركزها بلدة
  غزير الكسروانية، إكليريكية مار أنطونيوس البادواني ومركزها بلدة كرمسدة قرب مدينة زغرتا شمالي لبنان، وإكليريكية  
 
مار أغوسطينوس، في بلدة كفرا – عين سعادة.
  
 تقع إكليريكية مار أغوسطينوس على تلة من أجمل تلال المتن المطلة على مدينة بيروت، والبحر الأبيض المتوسط.  
 
تحضنها غابة جميلة من الصنوبر والطبيعة الخلابة؛ وهكذا كيفما سرّحت ناظريك لا بد لك من قول: "سبحانك يا ألله ما
  أجملك وما أعظمك".
  
  تأسست الإكليريكية سنة 1852 على يد المثلث الرحمات المطران طوبيا عون، ثم أقفلت أبوابها سنة 1975 بسبب
  الحرب التي اندلعت في لبنان، إلى أن كان القرار بإعادة فتحها على يد صاحب السيادة المطران بولس مطر، أطال الله
  عمره، سنة 2002 نظراً للحاجة للدعوات أولاً، والبحث عن نوعية مختلفة ورؤية جديدة لكهنة المستقبل ثانياً. ارتدت
  الإكليريكية حلة جديدة من حيث البناء والتجهيزات العصرية لتؤمن معيشة لائقة ومحترمة للطلاب.
   تقوم الإكليريكية على عقار مساحته 40.000 متر مربع. يبلغ عدد طلابها ستة وأربعون طالباً لسنة 2004 – 2005 بعدما
  كان ثلاثة وثلاثون عام 2003، وهو على ما يلاحظ بأنه على ازدياد من سنة إلى أخرى.
   يقوم المسؤولون عن الإكليريكية بتأمين العلوم الفلسفية واللاهوتية في جامعتي مار بولس – الحكمة، والروح القدس –
  الكسليك، ويسهرون على تأمين ثقافة عالية، منها تزويد الطالب باللغات الأجنبية كالإنكليزية والفرنسية بالإضافة إلى
  السريانية والعربية، ويؤمنون له الأرض الخصبة للقيام برسالات خارج الإكليركية كزيارة المساجين، والعمل في
  المستشفيات والمياتم ودور العجزة والتمرس بمهام التعليم المسيحي في المدارس العامة والخاصة.
   الإكليريكية مزودة بمكتبة فلسفية ولاهوتية وقانونية وليتورجية، وهي قيد التنظيم والمكننة، وتحتوي حالياً على حوالي
 
2500 كتاب معظمها باللغة الفرنسية، بالإضافة إلى 20 جهاز كومبيوتر مزود بالإنترنت تسهيلاً للبحث والسرعة في
 
الحصول على المعلومات الضرورية. هذا من الناحية العلمية والثقافية، أمّا من الناحية الروحية فالاهتمام بها لا يقل عن
   سواها، إذ إنها إحدى الركائز الأساسية للتنشئة الكهنوتية. يبدأ الطالب نهاره بالذبيحة الإلهية، ثم صلاة الظهيرة، ليتوِّجَه
   بصلاة المساء والتأمل؛ هذا بالإضافة إلى الرياضات الروحية الشهرية، وزيارات الحج إلى الأماكن المقدسة، والصلاة
   الفردية والسجود أمام القربان.
   ولا يغيب عن ذهننا التدرب على كيفية تحضير عظة وطريقة إلقائها على يد كهنة متمرسين وخبراء مختصين.
  بالنسبة للناحية الجسدية فلم يغفل عن بال المسؤولين ما لهذه الناحية من أهمية، فأقاموا الملاعب الرياضية لألعاب كرة
  الطائرة والسلة والمضرب والقدم، وانشأوا صالة مقفلة للألعاب الشتوية مثل لعبة البليارد وكرة الطاولة والبيبي- فوت
   والأثقال والآلات الحديثة، وكل ذلك من أجل الحفاظ على جسم سليم.



معلومات عامة عن الاكليركية



 

 

---------------------------------------------------------

 

ينقسم الطلاب الإكليريكيون على مدى السنوات الخمس على الشكل التالي:

 فلسفة سنة أولى

 فلسفة سنة ثانية

 لاهوت سنة أولى

 لاهوت سنة ثانية

 لاهوت سنة ثالثة

---------------------------------------------------------

 

تستقبل الإكليريكية طلاباً من خارج أبرشية بيروت وهي كما يلي:

أبرشية أنطلياس، صربا، صيدا، جبيل، جونيه، البترون، الشام، اللاذقية، طرابلس، لوس أنجلوس، بعلبك ودير الأحمر.   

 

---------------------------------------------------------

   أخيراً لا يخفى على أحد ما في جعبة المسؤولين من مشاريع مستقبلية تصب في خانة تطويرالإكليريكية
  لتضاهي بمستواها المستقبل الذي ينتظر كهنتها، وهو استحقاق لا بد وأنه آت عاجلاً أم آجلا.

إكليريكية مار أغوسطينوس كفرا – عين سعادة - لبنان

Seminaire Saint AUGUSTIN      -    KAFRA - AIN SAADE - LIBAN

Tel: 00 961 4870163

fax: 00 961 4873338

http://www.ssa.org.lb/


 


 تأمل،  حياةٌ من حياة وموتٌ من موت

            
 الطالب الإكليريكي  شربل حواط  - إكليريكية مار أغوسطينوس كفرا – عين سعادة - لبنان                              كفرا 19/2/2006
       


 

في بدء الزمن المسيحاني يوم لم يكن بعد على هذه الأرض بارقليط أو روح قدس، عاش في هذا الشرق القديم رجلٌ كان يقول أنّه الله ومخارجَه منذ الأزل، وذات يوم أتاه ناسك من برّيّة سيناء يسأله : أخبرنا، يا معلّم، عن سرّ الوصلة بين هذه الدار وتلك التي جئتَ أنتَ منها. وترنو عينا المعلّم ويروح بألفظ مثلٍ زاخرٍ بالمعاني يقول : سرّ العبور هذا كرجلٍ غنيٍّ منتعّم على عتبة داره معدم وإذ جازا إلى الآخرة أضحى الأوّل في عزلة كعذاب اللهيب والثاني في غمرة اتثال كما في حضن الآباء، وصار ما بينهما هوّة عبورها غير ممكن.

ها نحن اليوم ههنا أمام كلمات ذاك الرجل، نغوص فيها نستحرج بعض لآلئ أعماقها تبسط لنا، على اقتضابها، سرّ العلاقة والموت، جهنّم وتلك الهوّة الهائلة اللامتناهية.

 

أيّها الأزليّ، بصيرورتكَ داخل الزمن، غورُ كلّ علاقة تكشف للملأ. يا ابن الله، يا من بجسدٍ واحد عانقت وضممت بشريّةً، وبلحظة واحدة خرقت التاريخ من الأزل إلأى النهايات، وبسكناك في تلك الناصرة ملأت الكون وهجاً : أنتَ للغنيّ أعطيت لعازر بوّابةً إلى العالم فلو لم يقبع في ذاته لا يجتاز عتبةً لكان طبع تاريخه الشخصيّ بتلك العلاقة – التجسّد ليعيدها إلى الخلق الأوّل ويجمعها بغاية كلّ شيء.

وأنتَ اليوم بديهيّ أن تدرك أن الجمال كلّ الجمال أن تَخرُج وتُخرِجَ كنوزك والنفاية من قلبكَ لواحد تختار – ربّما هو على تلك العتبة – وتَسكُنه وتُسكِنُه فتصقل نفسكَ على حبّه لتنموا معاً خليقةً أخى، ذاك أجدى من ادّعاء محبّة شموليّة لا تتجسّد وتبقى ضباباً وحلماً لا يُعاش. إشغل قلبكَ بالحبّ وتألّم باحثاً عن صورة بديعة للآخر تصقلها، وإن لم يبقَ لكَ شيءٌ فلا تخف، فسيأتي يومٌ تكفيكَ فيه لذّة الحبّ وحسب وتعزّي أيّامك، فتقوم نافضاً غبار الموت الآتي.

والموت ؟ ترى كم انتظرته البشريّة أجيالاً مديدة كعبءٍ ثقيل تحمله الأيّام فيلوي العنق كحجرٍ ضخمٍ يقذفه القدر، ولكن في الحقيقة ما هو سوى جزء من علاقة وجوديّة تجمع الإنسان، الله والآخرين، وما هو سوى خلقٍ أوكله إلينا الآب.

مرّةً في البدء، جبلتني يا الله بيد تاريخ حبّك لي لأعيش في أرضي هذه وفق إرادتكَ أنتَ.

ومرّةً في النهاية، أجبل نفسي بيد تاريخ حبّي لكَ لأعيش في أبديّتكَ أنتَ وفق إرادتي أنا.

ذاك كان رهانكَ عليَّ، المعادلة أردتها لصالحي، فشلتُ ولا أزال.

جعلت ولادتي نتيجة خلق وعلاقة لسواي، وموتي جعلته خلقاً وعلاقةً لي ولكنّي لا زلتُ أفشل في صنع موتي وفي بناء علاقةٍ أعبر بها إليك مع إخوتي. فأنا أعرف أنّ الإنسان وجودٌ في نقطة اتّصالٍ بين علاقةٍ عاموديّة تجمعه وكلّ البشر وأخرى أفقيّة تضمّه وإيّاهم إلى الآب، والموت ما هو إلاّ كمال تلك العلاقة وملؤها وبقدر ما يتّصل الإنسان بأخيه والكون بقدر ما يدخل موحّداً ومرتاحاً غير منقسم إلى العالم الآخر. تلك أمور أعرفها، أمّا العيش فهيهات. فهل أصل إلهي جهنّم ؟!

جهنّم، تلك التي وُلدت لا من رغبة عقابٍ أو دينونة بل منذ البدء كانت مع أوّل نقصٍ في الحبّ وأوّل نقطة دمّ هُرِقت أمام عيون الله السبعة.

جهنّم، لطالما ظننتكِ بُعداً عن الله وغربة عنه !! ولكن اليوم أجد أنّكِ لستِ سوى حضور الله ولكنّه لا يُضحي إلاّ ذكرى لخطايانا. أتذكر قايين ؟ لكم حاول الإختباء من تلك العين الإلهيّة فأبت إختفاءً وكان عذابه عظيماً. فحين أسيء إلى الحبيب وجوده يضع خطيئتي أمامي ولكن أنا واثقٌ أنّه في النهاية سيشفيني.

أمّا تلك الهوّة الهائلة فما هي إلاّ تاريخي وقد صار أنا، وهل بوسع إنسان أن يرمي نفسه عنه؟ في ذاك العالم حين يُضحي تاريخي جزءً منّي وأنا منه لا سبيل إلى نكرانه، فمَن يا تُرى يُنكر نفسه ؟ ولو كان تاريخي هوّةً وعزلةً بيني وبين الآخرين فمن يقوى على ردمها ؟

الحقّ قال أغسطينوس عندما اعتبر أنّ الماضي هو وجودٌ فعليّ للحاضر، والمستقبل وجودٌ متوقّع له، وما اللحظة الحاضرة إلاّ قوّة هائلة تسوس عربة الماضي نحو المستقبل. والزمان لا ماضي ولا مستقبل له إنّه وحدةٌ متكاملة، إنّه حاضرٌ هائل يُنسب له الماضي ويصنع المستقبل.

وأنا إذ أفكّر يا رب باللحظة التي تمرّ الآن منسحبة إلى النسيان يمثل أمامي قِصْرُ أيّامي وفناؤها وحقيقة أنّني الآن، أجل الآن، أمام وجهك في أبديّة لا منظورة ولكن حقيقيّة، لا أعود أبغي إلاّ عيشها وأفهم أنّ نحيب الغنيّ ما هو إلاّ نوعيّة حياة ووجود راح معها عكس ذاته وكينونته، ما فهم أنّ لحظات حياته وأويقاتها مليئة ببذار الأبديّة، فأهملها وظلّت عقيمةً.

 

أبانا الذي في السموات، كأطفال نحن وهبتَ كلّ واحدٍ منّا سيفاً حادّاً قد يحيا به دافعاً أعداء وجهه وقد يؤذي به نفسه، بيد أنّكَ رغم طفولتنا أوكلت إلينا ذلك السيف، أعني تلك الحريّة، وبذا كشفتَ ثقتكَ اللامتناهية بنا، فدعنا بها نسبّحكَ، لأنّ خارج سيف الحرّية لا محبّة ولا تسبيح، أيّها الثالوث، لك الشكر جزيلاً، في هذه اللحظة، ليكون لكَ كذلك في الأبدية ومدى الدهر، آمين.

 
 
 

www.puresoftwarecode.com